السبت، 12 سبتمبر 2009

إذا كان الأصل في الدعاء الإجابة فلماذا خُصت بعض الأوقات بإجابة الدعاء دون غيرها؟


- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
23 - 09 - 1430 هـ
12 - 09 - 2009 مـ
01:52 صباحاً
ــــــــــــــــــــــــ


لماذا قال نبيّ الله يعقوب سوف أستغفر ولم يدعُ حينها فوراً ؟

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين ..
أخي الكريم، إنّما يقصدون أنّهم ظلموا أباهم وأخاهم يوسف فيطلبون منه المسامحة وأنْ يستغفر لهم فوعدهم أن يستغفر لهم، ولكنه يريد أن يطمئِنَّ قلبه على سلامة ولديه يوسف وأخيه فيتأكّد كذلك من توبتهم لأنّ المُصِرَّ على الإثم لا فائدةَ من الاستغفار له. تصديقاً لقول الله تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80 )} صدق الله العظيم [التوبة:80].

واعلم أنّ هذه الآية في المنافقين، ونستنبط منها عدد الاستغفار للمُخطئِين وأموات المُسلمين، وإنما لم يتقبَّل الله استغفار رسوله للمنافقين لأنه يعلم سبحانه بعدم توبتهم وندمهم على ما يفترون، فكيف يغفر الله لهم؟ وأما بالنسبة لأولاد يعقوب فإنّما طلبوا منه الاستغفار لأنهم ظلموا أباهم وظلموا أخاهم فقد آذوا أباهم اذًى كبيراً ولذلك يطلبون منه الاستغفار لهم ومُسامحتهم ليغفر الله لهم إثمهم في حقّ أبيهم وأخويهم يوسف وأخيه، ويريد أن يجتمع بأولاده فيطلب منهم أن يغفروا لإخوانهم حتى يغفر الله لهم وهو خيرُ الغافرين فهو لم يلتقِ بيوسف وأخيه بعد، ولذلك وعدهم بالاستغفار.

وأما بالنسبة للدعاء، فهو في أيِّ وقتٍ تدعو ربَّك تجده فهو حيٌّ قيّومٌ لا تأخذه سنة ولا نوم يغفر لمسيء النهار والليل حين التوبة والإنابة فلا يؤخرها إلى وقت معين، سبحان الله! تصديقاً لقول الله تعالى: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴿133)} صدق الله العظيم [آل عمران].

ويجيب دعوة الداعِ المُخلص حين يدعوه في أي وقتٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴿186﴾} صدق الله العظيم[البقرة:186].

وإنّما الدعاء في أي وقتٍ ولا يجوز الاعتقاد أنّه لن يجيب الله إلا في وقتٍ معلومٍ ولذلك ينتظر لذلك الوقت! بل الدعاء مثله كمثل النافلة في أي وقتٍ، فاذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..
أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق