الثلاثاء، 22 مارس 2011

ما حكم الإسلام في المظاهرات إذا كانت لرفع الظلم و المطالبة بالحقوق ؟


الإمام ناصر محمد اليماني
16 - 04 - 1432 هـ
22 - 03 - 2011 مـ
12:38 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ


أخي الكريم السائل عن مظاهرات البحرين ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله الطيبين وجميع المسلمين التابعين للحقّ إلى يوم الدين..

أخي الكريم السائل عن مظاهرات البحرين، فإن كانت مظاهراتٍ سلميّةٍ فلا يجوز للحاكم قمعها شرعاً فلهم الحقّ في إعلان مطالبهم المشروعة، ولكن المُشكلة أنّ المُظاهرات يستغلها قومٌ آخرون فيحوّلونها إلى مظاهراتٍ تخريبيّة وفسادٍ في الأرض للنهب والسلب، ولذلك وجب على أمن الحكومات أن يرافقوا المتظاهرين لحفظ الأمن فقط وليس لقمعهم بغير الحقّ، لكون قمع أصحاب المظاهرات السلميّة محرمٌ وظُلمٌ وكتمانٌ لحرية القول لكلمة الحقّ لإعلان مطالبهم الشرعيّة.

ونحنُ مع المظاهرات السِّلمية وضدّ مظاهرات الشغب وسفك دماء المُسلمين لا من الحاكم ولا من المحكوم، فاتقوا الله واعلموا عظيمَ جُرم سفك دمِ مسلمٍ بغير الحقّ، وأهون عند الله أن تزول الدنيا بملكوتها ولا قتل مسلمٍ بغير الحقّ.

وسبقت فتوانا للذين يقتلون المُسلمين بأنّها السيئة الوحيدة التي ليست بمثلها ولا بعشر أمثالها ولا بمليون مثلها ولا بمليار مثلها، بل سيئة قتل نفسٍ بغير الحقّ في محكم كتاب الله القرآن العظيم: {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [المائدة:32]. فهذا يعني أنّ قتل نفس بغير الحقّ فهي بتعداد ذرية آدم عليه الصلاة والسلام من أوّل مولود إلى آخر مولود عند قيام الساعة، أفلا ترون يا معشر المُسلمين جريمة قتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحقّ! فما أرخص سفك الدم عند الظالم لنفسه.

فاتقوا الله وتراحموا فيما بينكم يرحمكم الله، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق لكون الله هو الأحقّ بالرضى، فلا تنفذوا أمراً لا يحبه الله ولا يرضى به إني لكم ناصح أمين. وقال الله تعالى: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:62].

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق