الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

قال محمد رسول االله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [بعثت أنا والساعة كهاتين. وأشار بالسبابة والوسطى]. وذلك الحديث الحقّ هو تصديقٌ لقول الله تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ } صدق الله العظيم


- 8 -
الإمام ناصر محمد اليماني
21 - 11 - 1435 هـ
16 - 09 - 2014 مـ
02:32 صباحاً
ـــــــــــــــــــ


مزيدٌ من إقامة الحجّة بسلطان العلم على ضلال أحمد ميرزا غلام، ومن اتّبعه في حياته ومن بعد موته قد ضلّ عن الصراط المستقيم ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين وجميع المؤمنين لا نفرِّق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أما بعد.

ويا نشوان معجب، إنك تجادلنا في استمراريّة تنزيل الوحي من بعد خاتم الأنبياء والمرسلين بآياتٍ في محكم القرآن العظيم لا تفتي على الإطلاق باستمراريّة الوحي بل تتكلم عن إرسال الرسل إلى الأمم عبر العصور من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومنها ما يُخاطب بها المؤمنون بعد الموت ويوم البعث مثال قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثمّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴿٣٠﴾ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

وذلك عند التّوفي أو يوم البعث يُبَشَّرون بالجنة التي وعدهم الله بها على لسان الرسل من قبْلُ في الحياة الدنيا، ولذلك قالت الملائكة: {وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} صدق الله العظيم، فانظر لقول الملائكة وهم يبشِّرون المؤمنين بأنّ الله أصدقهم وعده، ولذلك قالوا: {وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} صدق الله العظيم، فانظر لقولهم {كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} أي التي كان يعدهم الله بها في الحياة الدنيا، ولا علاقة لهذه الآيات ببعث رسلٍ جُدُدٍ من بعد خاتم الأنبياء والمرسلين. 

فمن ثمّ نأتي لدليلك بقول الله تعالى: {أَتَىٰ أَمْرُ اللَّـهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿١﴾يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [النحل]. ويقصد أمر الساعة لكون محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- هو أوّل الأشراط الصغرى للساعة. تصديقاً لقول الله تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2)} صدق الله العظيم [الأنبياء].

ولذلك قال محمد رسول االله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [بعثت أنا والساعة كهاتين. وأشار بالسبابة والوسطى]. وذلك الحديث الحقّ هو تصديقٌ لقول الله تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2)} صدق الله العظيم. لأن بعثَ خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- يعني بداية أشراط الساعة في الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} صدق الله العظيم [محمد:18].

لكون بعث خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أذانٌ لبداية أشراط الساعة الصغرى واقتراب الحساب والبعث. تصديقاً لقول الله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ (3) وَلَقَدْ جَاءهُم مِّنَ الْأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4)} صدق الله العظيم [القمر]. فلقد قصّ لهم قصص الرسل وأقوامهم وكيف فعل الله بالمكذبين لعلهم يعتبرون.

فمن ثمّ نأتي لبرهانك بقول الله تعالى: {مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:179].

وهنا يَعِدُ الله المؤمنين بأنه سوف يمحِّص ما في صدورهم ويبلوَ أخبارهم بأمر القتال في سبيل الله للدفاع عن المؤمنين ضدّ المعتدين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} صدق الله العظيم[آل عمران:154].

أو كما محّص الله ما في صدورهم بتغيير القبلة التي كانوا عليها. تصديقاً لقول الله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ( 142 ) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ( 143 )} صدق الله العظيم [البقرة].

وأما قول الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:179]، ويقصد هنا تصديق الاجتباء والاصطفاء لرسل الله في الكتاب فيجتبي كلّاً منهم بقدره المقدور في الكتاب المسطور من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وبما أنه قد اجتبى رسله وقضي الأمر ولذلك تجد أنّ الله قد أمر المؤمنين بالإيمان بكافة رسله المجتبين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم. ولم يأمرهم بالإيمان برسلٍ لم يبعثهم من قبل؛ بل أمرهم بالإيمان برسله الذين بعثهم من قبل من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك قال الله تعالى: {فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم، لكون الله أمر رسوله والمؤمنين أن يؤمنوا بكافة كتب الله ورسله المنزّلة من قبل، فآمنوا بما أمرهم الله. وقال الله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم [البقرة:285].

وأما استدلالك بقول الله تعالى: {وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ} صدق الله العظيم [الأنعام:91]، فليس في ذلك فتوى باستمرار بعث الرسل من بعد النّّبي الخاتم؛ بل يقصد الله الكفار الذين استنكروا بعث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو من البشر. وقال الله تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَّسُولاً} صدق الله العظيم [الإسراء:94].

لأنَّ مِن ضِمن أسباب كفر الأمم برسل ربّهم أنّهم من البشر مثلهم. ولذلك قال الله تعالى: {قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ} صدق الله العظيم [يس:15].

وكذلك قال الكفار لرسل ربّهم: {قالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (10)} صدق الله العظيم [إبراهيم].

فردَّ عليهم رسل الله في كل زمانٍ ومكانٍ بردٍ واحدٍ موحدٍ؛ وقال الله تعالى: {قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11)} صدق الله العظيم [إبراهيم].

وأما استدلالك بقول الله تعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} صدق الله العظيم [الحج:75]. فتلك فتوى من الله أنّه كذلك يصطفي الرسل من الملائكة والناس وليس فيها برهان على استمراريّة بعث الرسل كما تزعم أخي الكريم.

فمن ثمّ نأتي لبرهانك باستمراريّة بعث الرسل بقول الله تعالى: {سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً} صدق الله العظيم [الإسراء:77]، فتزعم أنّ الله يقصد سنة استمراريّة بعث الرسل، ولكننا نقيم عليك الحجّة بالحقّ ونقول لك: أخي الكريم اتقِ الله، فهذا تحريفٌ لكلام الله لكونه يقصد سنة العذاب للمكذبين بالرسل، ولكنك قطّعت الآيات وهي متصلةٌ لكي تُأَوِّلها كيف تشاء برغم أنّها من آيات الكتاب المحكمات، ثمّ نأتيك بها كاملةً ليتّضح المراد من قول الله في قوله تعالى: {وَإِن كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا ۖ وَإِذًا لَّا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76) سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا ۖ وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا (77)} صدق الله العظيم [الإسراء]، فانظر كيف أنّه يقصد سُنّة العذاب في المكذِّبين برسل ربهم فيمكرون بهم ولذلك قال الله تعالى: {وَإِذًا لَّا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76) سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا ۖ وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا (77)} صدق الله العظيم. ولا يقصد استمراريّة بعث الرسل.

وعلى كل حالٍ، فجميع الآيات التي استدللت بها تتكلم عن بعث الرسل من البشر من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولم نجد آيةً واحدةً مما استدللت به تفيد استمراريّة بعث الرسل من بعد آخر رسول بعثه الله محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
ويا عجبي كيف تنكرون يا معشر الأحمديين فتوى الله في محكم كتابه: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:40].

ولا أظن يختلف اثنان من أصحاب اللغة على أن الخاتم هو استكمال الشيء كما استكمل الله بعث الرسل بخاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكذلك يقصد بقوله خاتم النبيين أي آخرهم لكون خواتم الشيء هو آخره، أفلا تقولون: "اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها"؟ أي الأعمال الأخيرة قبل الموت حتى يكون من أصحاب الجنة. وكذلك يقصد بكلمة ختم أي إنهاء الشيء. مثال قول الله تعالى: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ} [يس] وذلك لينتهوا عن الكلام كي تتحدث أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون.

ويا أخي الكريم، والله الذي لا إله غيره إنّه قد أضلّكم أحمد ميرزا غلام عن الصراط المستقيم وإنّه من الذين يحرِّفون كلام الله عن مواضعه المقصودة فأضلّه الشيطان وأضلّ من اتّبعه.

ويا أخي الكريم نشوان الأحمدي، ليس الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني كمثل أئمة الضلال فلن تجدنا نحرّف كلام الله عن مواضعه المقصودة، ولا نبيّن القرآن بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، ولا نقول على الله ما لا نعلم لكون ذلك من عمل الشيطان؛ بل الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يبيّن القرآن بالقرآن ونفصّله تفصيلاً لكون تفصيل القرآن قد أنزله الله فيه ولم نأتِكم بوحي جديد بل نستنبط لكم تفصيل القرآن من نفس القرآن المنزل على خاتم الأنبياء والمرسلين. تصديقاً لقول الله تعالى: {الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثمّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)} صدق الله العظيم [هود]. 

لأنّ الله أنزل الكتاب منه آيات بيِّنات وآيات مُبيِّنات لآيات أخر. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ ۚ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} صدق الله العظيم [النور:46].

وكذلك أنزل آيات محكمات لَسْنَ بحاجةٍ إلى بيانٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ (99)} صدق الله العظيم [البقرة]. مثال قول الله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} صدق الله العظيم.

وتعال لنقيم عليك الحجّة لماذا قال الله تعالى: {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} صدق الله العظيم؟ وذلك لأنّ اسم النّبي يطلق على الأنبياء بشكل عام سواء الأنبياء والمرسلين فيطلق على كلٍّ منهم نبيّ، وحتى تشمل الفتوى إنهاء بعث الرسل والأنبياء، ولذلك قال الله تعالى: {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} صدق الله العظيم، وذلك حتى يفتيكم الله أنّ محمداً رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين، فلماذا تُحرِّفون الكلم عن مواضعه وتحسبون أنّكم مهتدون يا معشر الأحمديين؟ فكم الفرق بين بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني للقرآن بالقرآن وبين بيان الذين يقولون على الله ما لا يعلمون من عند أنفسهم وليس من عند ربهم، فأضلوا أنفسهم وأضلوا أمتهم.

ويا حبيبي في الله نشوان، إن كنت باحثاً عن الحقّ فحقٌّ على الله أن يهديك إلى الحقّ، وإن جئتنا فقط لجدالنا لكونك فرح بما عندك من علم أحمد ميرزا غلام وجئتنا فقط لتجادلنا به ولا تتفكّر في حجّتنا عليك فلا أظنّك ستهتدي حتى تتدبّر سلطان علم من يحاجك لعلك تجد فيه الحقّ، فكن حكماً بالحقّ بين بيان أحمد ميرزا غلام للقرآن وبين بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني للقرآن بالقرآن، فوالله لئن تفكّرت وتدبّرت فإنك سوف تبصر الفرق العظيم كما يبصره الأنصار السابقين الأخيار وإنّ الفرق لعظيم بين بيان ناصر محمد اليماني للقرآن بالقرآن وبين تفاسير كثيرٍ من المفسرين كالفرق بين الظلمات والنور، فهل تعلم يا نشوان أنّ الأنصار السابقين الأخيار الذين جعل الله لهم نوراً لفي عجبٍ شديدٍ من علماء المسلمين وأمّتهم كيف لا يبصرون الحقّ الساطع في بيان ناصر محمد للقرآن بالقرآن؟ فمن ثمّ نرد على الأنصار السابقين الأخيار، ونقول سوف نترك الفتوى لكم من الله مباشرة قال لله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ (40)} صدق الله العظيم [النور].

ويا معشر طلاب العلم الحقّ، لئن أردتم أن يهديكم الله إلى الحقّ فاتّقوا الله ولا تقولوا عليه إلا الحقّ الذي أدركته عقولكم واطمأنت إليه قلوبكم أنّه من عند الله وليس من عند أنفسكم، فحين يعلم الله بما في قلوبكم يجعل لكم فرقاناً، ألا وإنّ الفرقان: هو نورٌ يمدُّه الربُّ إلى القلب لكي تبصروا به الحقّ والباطل. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا} صدق الله العظيم [الأنفال:29].

ومن يتَّقِ الله ويخشَ أن يقول على ربّه غير الحقّ فحقٌّ على الله أن يبصِّره بالحقّ، أما الذين لا يُبالون أن يقولوا على الله ما لا يعلمون فهيهات هيهات أن يُبصِّرهم الله بالحقّ ولن يجعل لهم فرقاناً ولن يهتدوا سبيلاً، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نورٍ.

وسلام ٌعلى المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
الإمام العليم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم؛ ناصر محمد اليماني.
______________


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق