الثلاثاء، 18 نوفمبر 2008

روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال [إذا اجتهد الحاكم فأصاب له أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر] ذلك بهتان على الله ورسوله وأما سند الحديث الحق [من قال لا أعلم فقد أفتى]


- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
19 - 11 - 1429 هـ
18 - 11 - 2008 مـ
04:17 صباحاً
ــــــــــــــــ


بيان الإمام المهديّ في الحديث الحقّ: من قال لا أعلم فقد أفتى.. 

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد.. 

أخي الكريم أهلا وسهلا بك، إني أحاورك بالحقّ فأقذفُ بالحقّ على الباطل بإذن الله فيدمغه فإذا هو زاهقٌ، وجاء الحقّ وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقاً، ومما جادلتَ به من الباطل هي فتواك بأنّ: [كُلّ مجتهدٍ مصيبٌ]، وذلك ما تعنيه من حديثك وهو قولك:
يكفيك قول الرسول صلى الله عليه وسلم كما أخرج البخارى، وأبو داود عن عمرو بن العاص، وأبى هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: [إذا اجتهد الحاكم فأصاب له أجران، وإذا اجتهد فأخطاء فله أجر]
أما أنا فأشهد الله وكفى بالله شهيداً بأني أكفر بهذا الحديث أنهّ عن محمدٍ رسول الله، وأفتي أنّه موضوعٌ ومن أخبث وأخطر الأحاديث الموضوعة؛ بل هذا الحديث كان سبباً في ضلال عُلماء الأمّة وتفرّقهم إلى شيعٍ وأحزابٍ، وذلك نتيجة لقولهم في الدين بالاجتهاد قبل أن يصلّوا إلى الحقّ بعلمٍ وسلطان، وبما أنّي أجد في القرآن أنّ من قال على الله بما لا يعلم علم اليقين بعلمٍ وسلطانٍ بل يحتمل أن يكون صحيحاً ويحتمل أن يكون خطأً فإن هذا من أمر الشيطان وليس من أمر الرحمن، ولا أعلم بأن للخطأ أجرٌ أبداً في الكتاب، بل إذا تاب بدّل الله سيئاتهم حسنات، أما أن يقول على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً ولا يعلم هل هو حقٌّ أم باطلٌ ما أفتى به، ومن ثم تزعم أنّ له أجران إن أصاب وأجر إن أخطأ! ولكنّي أُفتي بغير ذلك، وأقول: إنّ له نارُ جهنم خالداً فيها وبئس القرار، لأنه اتَّبع أمر الشيطان وعصى أمر الرحمن وقال على الله ما لا يعلم، وقال الله تعالى: {إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

وأما أمر الرحمن فقد حرَّم علينا ما أمر به الشيطان أن نقول على الله ما لا نعلم، وقال الله تعالى: {قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ ربّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الحقّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:33].

وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [من قال لا أعلم فقد أفتى]؛ بمعنى أنّ الله أعطاه كأجر مفتي لأنه اتّقى الله ولم يقل عليه بما لا يعلم، وهذا حديث حقٌّ وافق لأمر الله في القرآن في هذا الموضع، وأصبح الحديث الذي أتيت به فتزعم أنّه عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم كما أخرج البخارى، وأبو داود عن عمرو بن العاص، وأبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إذا اجتهد الحاكم فأصاب له أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر]، قد أصبح مُخالفاً لما جاء في كتاب الله وسنة رسوله الحقّ التي إمّا أن تتفق مع ما جاء في القرآن أو لا تخالفه شيئاً. ولكن الباطل يأتي بتحليل ما حرم الله، فنجد هنا التحليل أن يقول الحاكم على الله ما لا يعلم هل هو حقٌّ أم باطلٌ وإنما برأيه واجتهاده وجاء مخالفاً لما ورد في كتاب الله وسنة رسوله، فأمّا الحكم من كتاب الله في هذا الشأن فنجده محرَّمٌ، وقال الله تعالى: {قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ ربّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الحقّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم.

وكذلك قول محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [من قال لا أعلم فقد أفتى]؛ بمعنى أنّ له أجرَ المفتي نظراً لتقوى الله، ولم يقل عليه ما لم يعلم بعلمٍ وسلطانٍ منيرٍ، ولكن فتواك تقول:
لا مشكلة قول يا عمي ما في رأسك، فإن أصبت فلك أجرين، وإن أخطأت فلك أجر
فضللتم عن الحقّ باتِّباع أحاديث الفتنة، وبسبب تفسيركم للقرآن برأيكم بغير علمٍ تفرقتم إلى فرقٍ وأحزابٍ وفشلتم وذهبت ريحكم.

وسبق أن عرفت الاجتهاد وهو: أن تجتهد باحثاً عن الحقّ حتي يهديك الله إلى الحقّ بعلمٍ وسلطانٍ على بصيرةٍ من ربّك، ومن ثم تدعو الناس على بصيرةٍ من ربك، أما الدعوة إلى شيء لا تزال مجتهداً في البحث عن الحقّ فلن تقنعهم به لأنك لم تتوصل إلى سلطان الإقناع بل لم تقتنع أنت، فكيف تريد أن تقنع الآخرين؟

وسبق وأن فصَّلنا الاجتهاد وعرّفناه أنه: البحث عن الحقّ حتى يهديك الله إليه، ومن ثم تدعو إليه على بصيرة من ربك.. 
ـــــــــــــــــــــــ
    
- 2 -
الإمام ناصر محمد اليماني
24 - 12 - 1432 هـ
21 - 11 - 2011 مـ
05:45 صباحاً
ـــــــــــــــــــ


بيان الإمام المهديّ في الحديث الحقّ: [ من قال لا أعلم فقد أفتى ] ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.. 

وأما الآن يا سقراط إن كنت تريد الصراط الحقّ فاتَّبع ما أمركم الله به من استخدام العقل والمنطق فيما وجدتم عليه أسلافكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:36].

فهل يقبل عقل سقراط أنَّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: [إنّ من أخطأ بفتوى بغير الحقّ فإنّ له أجراً من الله؟] حاشا لله؛ بل ذلك بهتانٌ على الله ورسوله، ويخالف كتاب الله وسُنَّة رسوله الحقّ ويخالف العقل والمنطق، وأما سند الحديث الحقّ: [من قال لا أعلم فقد أفتى]. فإن المفتي لا يتقاضى أجراً من السائل مقابل فتواه؛ بل يريد الأجر من ربه، فإذا كان هدف المفتي أن ينال أجر الفتوى الحقّ من ربه ومن ثم اتّقى الله وجاء إليه سائلٌ في مسألةٍ لا يحيط بها المفتي علماً ومن ثم اتّقى الله هذا العالِم من أن يقول على الله غير الحقّ، فإذا قال هذا العالم للسائل: "لا أعلم". فقد نال أجره كما لو أفتى كونه اتقى الله ولم يقل على الله ورسوله غير الحقّ، فكيف لا يؤجره الله؟ فذلك ما يقصده الله ورسوله، وأما سند هذا الحديث فتجده في قول الله تعالى: {قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ ربّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الحقّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاَللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:33].

إذاً فمن قال لا أعلم فقد عصى أمر الشيطان واتّبع أمر الرحمن الذي حرَّم على عباده أن يقولوا عليه ما لم يعلمون أنه الحقّ من ربهم، ومن كان لا يعلم جواب مسألةٍ ما في دين الله ولذلك قال لا أعلم فقد أطاع أمر الرحمن وعصى أمر الشيطان الذي يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون، وقال الله تعالى: {إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:169].

إذاً من أنكر هذا الحديث الحقّ الذي يأمركم أن لا تقولوا على الله ما لا تعلمون، فمن أنكره فقد أنكر أمر الله في محكم كتابه أن لا تقولوا على الله ما لا تعلمون، وهذا الحديث الحقّ يصدِّقه كتاب الله، ويصدِّقه العقل والمنطق، وليس قول رجلٍ حكيمٍ من المسلمين كما تزعم؛ بل قول نبيٍ كريم لا ينطق عن الهوى، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.

ونعمَ الرجال الذين يجادلون بالبيان الحقّ للإمام المهدي ويسندون ذلك إليه ليتحمل مسؤوليته بين يدي ربه لو أفتى بما لم يقله الله ولا رسوله، وإني أرى البيان الحقّ للقرآن في يد حبيب قلبي أبي محمد الكعبي سيفاً بتاراً، وكذلك أحبتي الأنصار الذين يجادلون بالبيان الحقّ للذِّكر حجة الله ورسوله والمهديّ المنتظَر وكافة الأنصار، وأشهد لله شهادة الحقّ اليقين أنكم أقمتم الحجّة بالحقّ المبين على الباحث سقراط، وفصّلتم له الحقّ تفصيلاً، وماذا يبغي من بعد الحق؟ فهل بعد الحقّ إلا الضلال؟ بوركتم وبارك الله فيكم لأمّتكم أيها الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور. 

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.. 
أخوكم في دين الله؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق