الجمعة، 27 يوليو 2007

ومنذ متى يؤيِّد الله بحقائق آياته لأعدائه ضدّ نفسه؟


الإمام ناصر محمد اليماني
12 - 07 - 1428 هـ
27 - 07 - 2007 مـ
10:23 مساءً
ـــــــــــــــــــــ


ومنذ متى يؤيِّد الله بحقائق آياته لأعدائه ضدّ نفسه؟

بســم الله الرحمـــــن الرحيــــــم {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ ﴿23﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

من الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى الناس كافة والسلام على من اتبع الهدى، أمّا بعد..
أيّها الناس، لقد انتهت دنياكم وجاءت آخرتكم واقترب حسابكم وأنتم في غفلةٍ معرضون. أيّها الناس، لقد ابتعثني الله إليكم بما وعدكم أن يُريكم آياته في الآفاق وفي أنفسكم حتى يتبين لكم أنه الحقِّ لجاهلكم وعالمكم بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي، وذلك حتى تؤمنوا بأنَّ دنياكم قد انتهت بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي حتى لا تكونوا في مِريةٍ من لقاء ربّكم وأنّ الساعة آتيةٌ لا ريب فيها.

ولا أقول لكم بأني نبيّ ولا أقول لكم بأني رسولٌ؛ بل ناصرُ محمد اليماني قد جعل الله اسمي حقيقةً لصفتي وسوف يبعث الله من يعرّفكم بحقيقة شخصيتي وشأني فيكم، فهل تدرون من الذي سوف يعرّفكم بشأن ناصر محمد اليماني إنه من آيات الله الكُبرى عبد الله ورسوله؛ كلمة الله التي ألقاها إلى مريم الصدّيقة والقديسة التي أحصنت فرجها فنفخ الله فيه من روح قدرته كن فيكون إنه عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام شاهداً بالحقِّ وسوف يكلمكم كهلاً ويحاجّكم بالتّوراة والإنجيل والقرآن ويدعوكم إلى الدخول في الإسلام كما دعا بني إسرائيل من قبل إلى الإسلام فقال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله فاشهد بأنّا مسلمون.

أيها الناس، لقد ابتعثني الله إليكم بالبيان الحقِّ للقرآن العظيم وليس بالبيان اللفظي فحسب؛ بل لأريكم حقائق آيات ربّي وربّكم بالعلم والمنطق والبرهان في واقعها في الواقع الحقيقي في الأفاق وفي أنفسكم حتى يتبين لكم أنه الحقِّ على الواقع الحقيقي. لقد تجلت الساعة من الأعماق سوف تطل عليكم من الآفاق وقد هوى النّجم الطارق عليكم من الآفاق، وأنا والراجفة والرادفة إليكم في سباق وجاء يوم التلاق؛ يوم اجتماع الشمس والقمر في المحاق.

أيّها الناس، إني لا أتغنى لكم بالشعر ولا مبالغ بالنثر؛ بل القول الفصل وما هو بالهزل بالبيان الحقِّ للقرآن ترونه بالعيان على الواقع الحقيقي، وجعل الله عدوي وعدو ابن مريم من كان عدو الله وعدوكم الشيطان المُبلس من رحمة الله الملك هاروت وقبيله ماروت وذريتهم يأجوج ومأجوج، أحدهم يريد أن ينتحل شخصية المسيح عيسى ابن مريم وما كان ابن مريم؛ إنّه كذّاب لذلك اسمه المسيح الكذاب، وما كان لابن مريم أن يقول للناس اتّخذوني وأمي إلهين من دون الله وما كان ابن مريم؛ إنه كذابٌ. بل هو الطاغوت هاروت وقبيله ماروت اتّخذهم اليهود أولياء من دون الله ولن يغنوا عنهم من الله شيء؛ كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون.

أيّها الناس، قد بيّنتُ لكم عدوّي وعدو الله وعدوّ ابن مريم وعدوّ أولياء الله أجمعين ذلك هو الشيطان الرجيم، فاتّخِذوه عدواً، وإنه ليدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير.

أيّها الناس، لقد جعلتم الحقِّ يُؤيِّد الله به الباطل! مالكم كيف تحكمون؟ فلا يستطيع جميع شياطين الإنس والجنّ أن يأتوا بحقيقةٍ لآيةٍ واحدةٍ من هذا القرآن العظيم ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً ونصيراً.

يا معشر المسلمين لقد أضلّت كثيراً منكم أحاديثٌ تخالف القرآن جملةً وتفصيلاً اختلقها فريق المنافقين من الصحابة وهم فريقٌ من اليهود اتّخذوا أيمانهم جنةً ليظنّ المسلمون أنّهم مؤمنون بالله ورسوله، وكانوا يصاحبون رسول الله كثيراً ويقولون عنده القول الطيب حتى يُعجب رسول الله بقولهم فينالون ثقة المسلمين، ثم يأخذون عنهم الحديث وخصوصاً بعد موت رسول الله وقد أنزل الله في شأنهم سورة في القرآن تبين خبث نيتهم، وقال تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿1﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿2﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

يا معشر المسلمين لقد ضلَّ أكثرُكم بسبب الأحاديث المفتراة عن أُناس ثقاتٍ حسب زعمكم: {فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ} صدق الله العظيم [النجم:32]. إذا كان رسول الله نوح لم يجرؤ أن يزكي صحابته، وقال تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ﴿105﴾ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴿106﴾ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴿107﴾ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ ﴿108﴾ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ ربّ العالمين ﴿109﴾ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ ﴿110﴾ قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ ﴿111﴾ قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿112﴾ إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ ﴿113﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

ولكنكم يا معشر المسلمين زكّيتم أناس على الله وقلتم إنهم ثقات لا يقولون على الله ورسوله الباطل وأنتم لم تعرفوهم وبين بعضكم بعض مئات السنين ولا آمركم بالكفر بسنة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ذلك لأنها جاءت مبينةً للآيات المحكمة في القرآن العظيم كمثل الصلاة نزلت جملةً في القرآن وفصّلها رسول الله في السُّنة، وكذلك الزكاة نزلت جملةً في القرآن وفصّلها رسول الله في السُّنة، وكذلك الصوم والحجُّ وفصَّلها رسول الله في السُّنة ليلها كنهارها للجميع في ذلك الوقت لا يزيغ عنها إلا هالكٌ، وهنّ أمُّ الكتاب وأركان الإسلام.

وإنما أنهاكم عن الحديث الذي اختلف مع القرآن العظيم جملةً وتفصيلاً. فقد قال بعضكم إنْ لم تكونوا كلكم بأنّ الله يؤيِّد بآياته التي هي حقائق لهذا القرآن على الواقع الحقيقي يؤيِّد بها المسيح الدجال: {فيقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض انبتي فتنبت}، بالله عليكم أليس ذلك من آيات الله وقال تعالى: {أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ ﴿63﴾ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴿64﴾} [الواقعة].

وكذلك قال تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ﴿68﴾ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴿69﴾ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴿70﴾} [الواقعة].، ثم آمنتم بأنّ الدجال يقطع رجلاً إلى نصفين ثم يمرّ بين الفلقتين ثم يعيده إلى الحياة مرةً أخرى! أليس ذلك من آيات الله أن يحيي الموتى، وقال تعالى: {وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} [سبأ:49].

وقال تعالى: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿86﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿87﴾} صـدق الله العظيم [الواقعة]. مالكم كيف تحكمون بأنه يأتي الدجال بحقائق لآيات الله على الواقع الحقيقي وهو يدعي الربوبيّة ثم يقدم البرهان بحقائق آيات القرآن؟ هيهات هيهات.. تالله لو اجتمع الجنّ والإنس على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً.

يا معشر المسلمين، لقد اتّبعتم فريقاً من اليهود فردُّوكُم من بعد إيمانكم كافرين فقد كفرتم بجميع آيات القرآن العظيم بسبب عقيدتكم بأنّ الدجال يأتي بمثل هذه الحقائق، وربّما يتمنى أحدُكم لو يستطيع أن يقاطعني فيقول: "مهلاً مهلاً إنما يؤيّده الله بهذه المعجزات فتنةً للبشر". بل كذّب من قال ذلك! ومن متى يؤيِّد الله بحقائق آياته لأعدائِه ضد نفسه؟ فيثبت الله لهم بالبرهان حقيقةَ دعوتهم إلى الباطل؛ تالله بأن هذا الافتراء لهو أعظم إفكٍ على الله ورسوله قد سجله السفرة الكرام البررة في تاريخ الكفر، فلنحتكم إلى القرآن إن كنتم به مؤمنون فأتُوني ببرهانٍ واحدٍ فقط من هذا القرآن العظيم بأنَّ الله قطٌ أيّد بمعجزاته وآياته لعدوٍّ له! أم أنّ رسل الله قد جعلتموهم دجّالين لأن الله أيدهم بآياته؟ فهل يؤيِّد الله بآياته إلا لأوليائه الذين يدعون الناس إلى كلمةِ التوحيد، فيرسل الله بآياته معجزات قدرته معهم برهان التصديق لحقيقةِ دعوتهم وذلك حتى يخاف الناس من ربّهم أن كذبوا رسله بعد أن أيّدهم بآياته ثم يأتي العذاب من بعد التكذيب بمعجزات الله، وقال تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَـٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴿13﴾ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ۚ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ﴿14﴾} صدق الله العظيم [النمل].
أم أنكم تعتقدون أن الله لم يرسل بحقائق هذا القرآن مع محمدٍ رسول الله ثم أخَّرها حتى يدَّخرها للمسيح الدجال؟

يا معشر المسلمين، قد كفرتم بالقرآن العظيم ولم يبقَ إلا رسمه بين أيديكم ولا حقيقة له في قلوبكم، وآمنتم بأن الحقِّ يؤيِّد به الباطل، فتعالوا إلى القرآن لننظر الناموس الإلهي في دستور المعجزات مع من يرسلها، وهل يعذبّكم الله إلا بسبب التكذيب بآياته وقال تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿58﴾ وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿59﴾} [الإسراء] ، صدق الله العظيم وكذب اليهود المفترون على الله ورسوله.

يا معشر علماء المسلمين اتقوا الله ولا تأخذكم العزة بالإثم وأُمّةَ المسلمين والناس أَجمعين في أعناقكم فإن صدَّقتُم صَدَّقُوني وإن كَذَّبتُم كَذَّبُوني، وسوف أثبت لكم وللناس أجمعين حقائق لآيات في هذا القرآن العظيم وأُبشِّرَكم برسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام شاهداً بيني وبينكم بالحقّ.

وسوف نبدأ بأول خطوة هي بيان حقائق الآيات العشر الأولى من سورة الكهف حتى يعصمَكم الله بها من المسيح الدجال ويتبين لكم المسيح الحقِّ من المسيح الكذَّاب وقد منَّ الله على أصحاب هذه القناة إن كرَّمهم بنشر هذا النبأ العظيم كما أنزلناه في موقع القناة بلا زيادة أو نقصان، وكذلك نرجو من علماء الأمَّة مراسلتنا عن طريق هذا الموقع المبارك إن أعلن بالبشرى والنبأ العظيم. وأرجو المعذرة على الأخطاء اللغوية نظراً لعدم التعوّد على الكتابة في الإنترنت ولو كانت عندي أخطاء لغوية فإني لا أُخطئ في التأويل الحقِّ على الواقع الحقيقي ولا ينبغي لي. والسلام على منِ اتَّبَعَ الهُدى.

الداعي إلى الصراط المستقيم؛ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ

الأربعاء، 25 يوليو 2007

قالوا إنّه أعور ومكتوبٌ على جبينه كافر، وذلك لأنهم يعلمون بأنّكم لن تروا ذلك في وجه المسيح الكذاب


- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
10 - 07 - 1428 هـ
25 - 07 - 2007 مـ
10:56 مساءً
ــــــــــــــــــ


فتوى المهدي المنتظر في رؤية الله جل ثناؤه..
بيان هـــــــام وبُشرى للمـؤمنيـــــن..

بسم الله الرحمن الرحيم، من المهديّ المنتظَر خليفة الله في الأرض إلى جميع المُسلمين والناس أجمعين، والسلام على من اتبع الهادي إلى الصراط ـــــــــــــ المُستقيم، وبعد..

يا معشر عُلماء المُسلمين إني أحذّركم من عقيدة رؤية الله جهرةً، فلنحتكم إلى القُرآن العظيم حتى أنقذكم من فتنة المسيح الدجال الشيطان الرجيم والذي يريد أن يقول أنّه المسيح عيسى ابن مريم وما كان ابن مريم بل هو كذابٌ لذلك يُسمى المسيح الكذاب، ولا أعلم بأنّه أعور ولا مكتوب على جبينه كافر؛ بل ذلك من مكر الذين تظاهروا بالإيمان بين يدي رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ليصدّوا عن سبيل الله، ألا ساء ما يفعلون! وقالوا إنّه أعور ومكتوبٌ على جبينه كافر، وذلك لأنهم يعلمون بأنّكم لن تروا ذلك في وجه المسيح الكذاب، ولعلكم تُصدّقون بأنّه الله ربّ العالمين سبحانه وتعالى علواً كبيراً، فهل تظنون يا معشر المُسلمين بأنّ الله إنسانٌ فلا تستطيعون التمييز بين الحقّ والباطل؟ إلاّ أن المسيح الدجال أعور، وربّكم ليس أعور فأين ذهبت عقولكم؟ وقال الله تعالى: {{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }} صدق الله العظيم [الشورى:11].

وأنا المهديّ المنتظَر أعترف بعقيدتين لدى الشيعة وهما (الحُكْمُ في عدم رؤية الله جهرة، والحُكم في الرجعة لفريقٍ من الأموات)، وأخالفهم فيما لم يُنزّل الله به من سُلطانٍ، وأحذّر طائفةً منهم يُفسرون القُرآن على حسب هواهم، وأحذر جميع المُسلمين من تفسير كتاب الله بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً، وذلك من عمل الشيطان وأمْرِهِ أنْ تقولوا على الله ما لا تعلمون حتى ولو كان تأويلاً لآيات الكتاب، وذلك لأن التأويل هو المعنى المقصود في نفس الله من كلامه، فإذا لم يكن تأويلك أيّها العالم حقٌّ فقد قُلت على الله غير الحقّ وسوف يُحاسبك الله على ذلك لأنك خالفت أمره، وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ ربّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الحقّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

ومن ثم اتَّبعتَ أيها العالِم أمر الشيطان المُخالف لأمر الله، وقال الله تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿١٦٨﴾ إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩)} صدق الله العظيم [البقرة].

فهل ترونّني آتيكم بالتأويل لكلام الله من غير كلام الله؟ فما خطبكم لا تُصدِّقون؟ فهل جعلتم الفرق بين الله الحقّ والباطل فجعلتم التمييز بأنّ الدجال أعورٌ والله ليس أعوراً؟ إذاً صدَّقتم بأن الله إنسانٌ وإنّما الفرق في نظركم أنّه ليس أعور والدجال أعور! فما خطبكم كيف تحكمون؟ ألم يكفِكم بأنّ الله ضرب لكم الحُكْمَ الحقّ في الجبل العظيم؟ فإذا لم يتحمّل الجبل رؤية الله وهو جبلٌ فكيف يتحمله الإنسان الضعيف؟ وخُلق الإنسان ضعيفاً.
فهذه عقيدة باطلة ما أنزل الله بها من سُلطان، وقال الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ ربّه قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى ربّه لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143].

أفلا ترون موسى حين أفاق ما كان قوله {فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم، ومعنى قول موسى واضح وبيِّنٌ، فقد نزّه ربّه بأنه ليس كمثله شيء يتحمل رؤيته فحتى الجبل العظيم لم يتحمل رؤية عظمة الله جهرةً، وذلك لأن الله أعظم سُبحانه وتعالى علواً كبيراً، وقد جعل الله بُرهان عدم الرؤية في الجبل فإذا استقر مكانه بعد أن يتجلى الله له فهنا فيه أمل أن يرى الناس ربّهم جهرة. لذلك قال تعالى: {قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى ربّه لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}، فأدرك موسى مدى عظمة ربّه التي ليس لها حدود. وقال: {قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}.

فتوبوا كما تاب موسى يا معشر المُسلمين، وكُلٌ منكم يقول كما قال موسى: {قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}، أي أوّل المؤمنين بأنّ الله يُدرك الأبصار ولا تُدركه الأبصار، ولا أنكر بأن الله يُكلم عباده ولكن من وراء حجاب وليس جهرةً يا معشر البشر. وقال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الشورى:51].

فهل ترون بأنّ الله يُكلمكم يوم القيامة جهرةً سُبحانه؟ بل تشقق السماء بغمام الحجاب ونُزّل الملائكة تنزيلاً. وقال الله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُور} صدق الله العظيم [البقرة:٢١٠].

وأعلم بأن هُناك من يريد الآن أن يقول لي: "مهلاً مهلاً، ألم يقل الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

ومن ثم نرُدّ عليه ونقول: يا معشر المُسلمين عليكم بتطبيق العقائد على الآيات المُحكمات الواضحات البيِّنات لكُل ذي لسانٍ عربيٍّ مُبينٍ، أما إذا طبَّقتم الأحاديث على الآيات المُتشابهة فسوف تقعون في الفتنة، فهل تكفرون ببعض القرآن وتؤمنون ببعض كما يفعل أهل الكتاب؟ وذلك بأنكم إذا قمتم بتطبيق الأحاديث مع الآيات المُتشابهات فقد جعل الله لكم الآيات المُحكمات لكم لبالمرصاد، ذلك بأنّه إذا رجعتم للمُحكم سوف تجدونه قد اختلف مع الحديث ومع هذه الآية المُتشابهة في ظاهرها مع حديث الفتنة، إذاً عليكم أن تتمسكوا بما جاء في الآيات المُحكمات الواضحات البينات والتي جعلهنّ الله هنّ أمّ الكتاب من تمسك بهنّ استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها.

وأما الذين في قلوبهم زيغٌ فسوف يتبعون المُتشابه منهُ مع حديث الفتنة، وذلك لأنه يريد أن يثبت أن هذا الحديث ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فعمد إلى المُتشابه من القرآن في ظاهره مع هذا الحديث الموضوع بمكرٍ فجعله شياطين البشر يتشابه مع ظاهر آية لا تزال بحاجة للراسخين في العلم يستنبطون تأويلها من القرآن العظيم، ولكنّ الذين في قلوبهم زيغٌ لا يريدون أن يفتروا على الله، بل يظنون بأن هذا الحديث قد جاء موافقاً لهذه الآية وليس الأهم عنده القُرآن بل إثبات هذا الحديث فأصبح في قلبه زيغ عن القرآن المُحكم حتى ولو كان يبتغي تأويل آيات في القُرآن، والتي لا تزال بحاجة إلى تأويل، ولكن قلبه زاغ عن الآيات المحكمات الواضحات قد جعلهن واضحات بيِّنات لأنهنّ أمّ الكتاب وأصل هذا الدين الإسلامي الحنيف، وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كلّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:٧].

ولا يقصد من الذين يتبعون المُتشابه أنّهم اليهود أو الكُفار، ولكنّ الكفار كفارٌ بالقرآن فكيف يبحثون عن التأويل، وكذلك شياطين البشر من اليهود يعلمون أنّه الحقّ من ربّهم ويريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم؛ بل يُقصد طائفةً من عُلماء المُسلمين، وأنهم يبتغون تأويل القُرآن ولا يريدون أن يُأوّلوه خطأً بتعمدٍ منهم، ولكنهم مُصرّون على أن يثبتوا هذا الحديث أنه عن رسول الله وهم قد رأوه مخالفاً لآيات محكمات فتركوهنّ وعمدوا للمُتشابه من القرآن مع حديث الفتنة وهو لا يعلم بأنه موضوع فتنة للمُسلمين والزيغ المذكور في الآية في قلب هؤلاء العلماء هو الزيغ عن المُحكم الواضح والبين، وهم بهذا أنكروا المحكم واتبعوا المُتشابه مع حديث الفتنة ولكن الرّاسخين في العلم يقولون: {يقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كلّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم.

ولكن المهديّ المنتظَر يعلم التأويل الحقّ للآيات المُتشابهات مما علمني ربي، وأقوم أولاً بتعريفٍ لهنّ: هنّ الآيات ذات التشابه اللغوي، ولكن تأويلهن مُختلف عن ظاهرهن جُملةً وتفصيلاً.

وحين يمر القارئ على قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴿٢٣﴾} فسوف يظنّ بأن هذه الآية مُحكمةً وواضحةً، ولكنه إذا تدبر القُرآن سوف يجد ما ينفي ظنّه بالنفي القاطع {لَّا} نافية {لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌} [الأنعام:103]، وكذلك النفي الأزلي بأن الله لا يُكلم أحداً جهرةً. وقال تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الشورى:51].

وهنا عليه أن يتراجع عن ظنّه {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿٢٣﴾}، فليست كظاهرها ثم يقول: "الله أعلم"، وعندها سوف يصطفيه الله فيجعله من الراسخين في العلم فيؤيده ببرهان الفرقان فهو نورٌ من ربّه فيعلم تأويل هذه الآية، وهل تدرون لماذا؟ ذلك لأنه اتقى الله وخاف أن يقول على الله غير الحقّ وقد وعدكم الله بنورٍ يؤيد به البصيرة لتفرقوا بين الحقّ والباطل. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّـهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} صدق الله العظيم [الأنفال:٢٩].

وذلك إذا رآه ربّه بأنه مُتألم في نفسه يريد الحقّ والله هو الحقّ، وسوف يهديه إلى سبيل الحقّ مادام يريد الحق. وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:٦٩].

ونعود لتأويل {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ} صدق الله العظيم [القيامة:٢٢]، ولا ينبغي لي أن أستنبط تأويل ذلك من غير القرآن العظيم، حتى لا تكون لكم عليّ الحجة بغير الحقّ، فأما الوجوه المقصودة في هذه الآية هي القلوب وهو الوجه الباطن للإنسان، وللإنسان وجهان: وجهٌ ظاهرٌ ووجهٌ باطنٌ وهو القلب، وكلاهما وجهٌ واحدٌ إذا اتفقا في القول، أما إذا قال بلسانه ما ليس في قلبه فصار (أبو وجهين)، وقد بيّن الله لكم في آياتٍ أخرى تتكلم عن وجوه القلوب. كمثال قول الله تعالى مُحذراً النصارى واليهود: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ مَفْعُولًا} صدق الله العظيم [النساء:٤٧].

فأما الشطر الأول من الآية فموجَّه للنصارى المؤمنين برسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام {يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا}، وذلك تهديدٌ للنصارى إذا استمروا في التفريق بين رسل ربّهم والمُبالغة في دينهم فيقولون بأن الله هو المسيح عيسى ابن مريم، فإذا لم ينتهوا سوف يظهر الله ابن مريم فيدعوهم إلى الإسلام فيكفرون به ومن ثم يطمس الله على قلوبهم فيكفرون برسولهم المبعوث إليهم من قبل فينكرونه فيطمس الله على قلوبهم فيردها على أدبارها فيتبعون عدو الله وعدوه المسيح الدجال والذي يقول أنه المسيح عيسى ابن مريم وأنه الله ربّ العالمين، وفتنهم الله بسبب مُبالغتهم في ابن مريم بغير الحقّ، فيكفرون بابن مريم الحقّ وهو يُكلّمهم ويدعوهم إلى الإسلام والقرآن فيكفرون به فيتبعون خصمه المسيح الدجال بظنّهم أنّه هو المسيح عيسى ابن مريم لأنه جاء مؤيداً لعقيدتهم الباطلة، وقال أنّه المسيح عيسى ابن مريم وأنه الله ربّ العالمين وما كان لابن مريم أن يقول ذلك؛ بل هو (المسيح الكذاب الشيطان الرجيم)، وأما شياطين البشر من اليهود فسوف يكونون أول التابعين للمسيح الكذاب وهم يعلمون أنه المسيح الكذاب وأنه الشيطان الرجيم فيتبعونه لذلك سوف يلعنهم كما لعن الذين من قبلهم، إلا أنه لن يمسخهم إلى قردة كما مسخ الذين من قبلهم وإنما هؤلاء يمسخهم إلى خنازير. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} صدق الله العظيم [المائدة:60].

فأما القردة فقد سبق مسخ الذين قبلهم. وقال الله تعالى: {فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:٦٥].

وأما هؤلاء إن استمروا في كفرهم من بعد ما تبيّن لهم الحقّ فسوف يمسخهم إلى خنازير وقد أعذر من أنذر، ولكني أخشى على طائفةٍ من المُسلمين أن يمسخ الله من يشاء منهم إلى خنازير وهم الذين يشكّون في شأني بأني قد أكون المهدي المُنتظر الحقّ بنسبة 99%، ورغم ذلك تأخذهم العزة بالإثم فيتمسكون بأسطورة سرداب سامراء وهم يعلمون ما بأنفسهم، وقد أعذر من أنذر وأنا أُصدّقهم بعدم رؤية الله جهرةً وكذلك بالرجعة لطائفةٍ من الكفار لنهديهم صراطاً ـــــــــــ مُستقيماً. تصديقاً لقول الله تعالى: {عَسَى ربّكم أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٨].

ولكن للأسف، من الكفار من سوف يعودون لما نُهوا عنه ثم يهلكهم الله مرةً أخرى ثم يحييهم في البعث الشامل ثم يخاطبهم فيقول الله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة:28].

ومن ثم بيَّن الله جوابهم في موضعٍ آخر. وقال الله تعالى: {قَالُوا رَ‌بَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَ‌فْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُ‌وجٍ مِّن سَبِيلٍ ﴿١١﴾ ذَٰلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّـهُ وَحْدَهُ كَفَرْ‌تُمْ ۖ وَإِن يُشْرَ‌كْ بِهِ تُؤْمِنُوا ۚ فَالْحُكْمُ لِلَّـهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ‌ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [غافر].

ولا أريد أن أطيل عليكم في براهين الرجعة فهي كثيرةٌ إلا أن تُجادلوا فسوف أنزلها في موقعي تنزيلاً وألجم المُجادلين إلجاماً وأقول: يا معشر المُسلمين حذاري إن المسيح الدجال سوف يستغل الرجعة فيقول إن هذا ليوم الخلود وأنه هو الذي بعث الموتى؛ بل هو كذّاب أشِر يريد أن يستغل البعث الأول ويقول هذا يوم الخلود ولدينا جنة ولدينا نار! فأما النار فهي نار كما النار التي تورون يستطيع أن يصنعها أحدكم، وأما الجنة فهي جنة الله في الأرض توجد في الأرض المفروشة من تحت الثرى في باطن أرضكم والتي أخرج منها المسيح الدجال أبويكم من قبل فلا يفتنكم كما أخرج أبويكم من الجنة.

وقد يودّ أحدكم أن يُقاطعني فيقول: "بل جعل الله آدم خليفة في جنة المأوى عند سدرة المُنتهى"، ومن ثم أرد عليه وأقول: بأنّ الله جعل آدم خليفة في الأرض وليس في جنة المأوى عند سدرة المنتهى. وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ ربّك لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَة قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة:30].

وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ ربّك لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٢٨﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٢٩﴾ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٣٠﴾ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣١﴾ قالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣٢﴾ قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٣٣﴾ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٣٥﴾ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٣٦﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿٣٧﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٣٨﴾ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٣٩﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿٤٠﴾ قَالَ هَـٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ﴿٤١﴾ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿٤٢﴾ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٤٣﴾ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ ﴿٤٤﴾} [الحجر].

ولكن الله أَنْظَرَ الشيطان الرجيم ولم يخرجه. وقال الله تعالى: {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ} صدق الله العظيم [طه:١١٧].

ولو لم ينظره الله في الجنة وطرده إذاً كيف كلّم الشيطان آدم وحواء؟ وقال الله تعالى: {وقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} [الأعراف:٢٠].

وقد يود أحدكم أن يُجادلني فيقول: قال الله تعالى: {وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} صدق الله العظيم [البقرة:36].

فنقول إنما الهبوط هو من النعيم إلى الشقاء. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ} [طه:١١٧].

فأخرجكم إلى حيث أنتم الآن، فلا يفتنكم المسيح الدجال كما أخرج أبويكم من الجنة، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

وما بالي وكأني أراك في دهشة واستغراب يا ابن عمر بعد قراءة خطابي هذا والذي يحمل فتاوى الحقّ في مسائل عقائدية هامة جداً جداً وذلك لإفشال مكر جميع شياطين الجنّ والإنس وإنقاذ الأمّة من فتنة المسيح الدجال فهل هم مُسلمون.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخو أحباب الله وأوليائه الإمام ناصر محمد اليماني..
_______________

الأحد، 22 يوليو 2007

يوم كوكب العذاب طوله بحساب أيامنا خمسة وعشرون عام


- 2 -
الإمام ناصر محمد اليماني
07 - 07 - 1428 هـ
22 - 07 - 2007 مـ
02:20 صباحاً
ـــــــــــــــــــ


الإمام المهديّ يتكلم عن حقائق القرآن بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد رسول الله وجميع المُرسلين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أمّا بعد..
يا عبد ربه، إني لا أنكر بأنّ لكُلّ كوكبٍ جاذبيّةٍ لكي يكون ثابتاً في فلكه المعلوم إلى قدره المحتوم، ثمّ عليك أن تعلم بأني أعلم بأنّ جاذبيّة الأرض الآن محدودة، ولكنها يوم تُبدّل الأرض غير الأرض فيتبدل شكلها من كروي إلى قُرصٍ دائريٍّ قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمْتا فهنا سوف تتحول إلى بالوعةٍ فضائيةٍ، وتلك هي الساعة يا عبد ربه فلا تمترن بها فتكون من الهالكين.

وأكرر ما خطبك تخفي أمر الكوكب العاشر والذي سوف يظهرني الله به في ليلةٍ واحدةٍ على العالمين وهم من الصاغرين؟ وتاالله وكأنك لا تريد أن يُحصحص الحقّ؟ فلماذا لا تأتينا بصور الكواكب العشرة حتى يتبيّن للباحثين عن الحقيقة بأنه حقاً من بعد أرضنا سبعة أراضين وأنّ السماء تحيط بأرضنا من جميع الجوانب، وأما السبعة الأراضين فتوجد من بعد أرضنا وأسفلها كوكب سجيل الذي أمطر على قوم لوط الحجارة المُسوّمة للكافرين. ولذلك قال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ} صدق الله العظيم [هود: ٨٢].

أي جعل عالي أرضنا الكوكب الذي كان بسافلها، ولذلك قال وأمطرنا عليها حجارةً من سجيل، وكان ذلك هو السبب في هلاك الديناصورات قبل سنةٍ واحدةٍ من سنين كوكب العذاب، ويوم كوكب العذاب طوله بحساب أيامنا خمسة وعشرون عاماً يا عبد ربه، ولكن هذه الخمسة والعشرون عاماً ليست إلا ليلةٌ واحدةٌ من ليالي كوكب العذاب، وتمّ إنزال القرآن العظيم في ليلةٍ واحدةٍ من لياليه من أوّله إلى آخره، ولم يتم إنزال القرآن جُملةً واحدةً في ليلة من ليالينا؛ بل رتّله الله على مكثٍ لمدة خمسة وعشرين عاماً، وهي ليلةٌ واحدةٌ من ليالي كوكب العذاب. لذلك قال تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} [القدر:٢].

وقد علمتم ما معنى {وَمَا أَدْرَاكَ} فهي كمثل قوله تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ {الْقَارِعَةُ ﴿١﴾ مَا الْقَارِعَةُ ﴿٢﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ ﴿٣﴾ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ﴿٤﴾ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ﴿٥﴾ فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ﴿٦﴾ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ﴿٧﴾ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ﴿٨﴾ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ﴿٩﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ ﴿١٠﴾ نَارٌ حَامِيَةٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [القارعة].

وأما بالنسبة للتاريخ بحسب أيامنا وشهورنا فهو خمسة وعشرون عاماً بدءًا من ليلة بشهر رمضان المُعظم، بمعنى أنّ السنة الواحدة من سنين كوكب العذاب تعدل تسعة آلاف سنة بحساب أيامنا 24 ساعة.

وما خطبك لم تُعلق شيئاً عن كوكب نيبيروا الكوكب العاشر بالنسبة للمجموعة الشمسيّة والسابع من بعد أرضنا، وذلك لأنّ القرآن يتنزّل بينهن في الكوكب الأمّ على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلا بُدّ وأن تكون من بعد أرضنا سبعة أراضين طباقاً والسماء تحيط بأرضنا من جميع الجوانب. وقال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} صدق الله العظيم [الطلاق:١٢].

وحتى تعلم بأنّ {اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً} اكتب في البحث في جوجل ما يلي:
(Planet X) 
فتتأكد من حقائق القرآن بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي حتى يتبيّن لهم أنه الحقّ على الواقع الحقيقي يا أخي عبد ربه، هداني الله وإياك وجميع المُسلمين إلى الصراط ______المُستقيم.

وقد بيّن القرآن العظيم بأنّ مركز الكون هي أرضنا ومن ثم علَّم الله لنبيه إبراهيم نقطة المركز أي مركز المركز وهو مكان بيت الله جعله في مركز المركز، وقال الله تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ} صدق الله العظيم [الحج:٢٦].

فجعله الله بمركز الأرض وجعل الأرض مركز الكون وجميع الكواكب والنجوم طوافة من اليمين إلى الشمال، وحتى يتبيّن لك بأنّ القرآن يتنزّل بينهن أذكرك أن تكتب في البحث في جوجل (Planet X) ومن ثم تظهر لك معظم المواقع الأجنبية التي تعلم علم اليقين بحقيقة هذا الكوكب الذي سوف يظهرني الله به على العالمين في ليلةٍ واحدةٍ وهم من الصاغرين {أليس الصُبح بقريب}؟

وأنا لا أقدم لك البُرهان إلا من القرآن بأنّ السبع الأرضين توجد من بعد أرضنا الكوكب الأمّ وإنما أدلك للبحث عن حقيقة ما أقول على الواقع الحقيقي، لذلك دلَلْتك والباحثين أن تكتبوا في بحث جوجل ما يلي:
(Planet X) 

أخو المُسلمين الإمام الناصر لمحمد رسول الله والقرآن العظيم؛ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ