السبت، 27 سبتمبر 2014

البيان الثاني إلى السيد عبد الملك الحوثي للتذكير بأن يبرِّئ نفسه مما حدث من بعد اتفاقيّة السلام بين الحوثيّين والدولة والأحزاب


- 3 -
الإمام ناصر محمد اليماني
03 - 12 - 1435 هـ
27 - 09 - 2014 مـ
09:34 صباحاً
ـــــــــــــــــــ


البيان الثاني إلى السيد عبد الملك الحوثي للتذكير بأن يبرِّئ نفسه مما حدث من بعد اتفاقيّة السلام بين الحوثيّين والدولة والأحزاب 

بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)} صدق الله العظيم [طه]. ومع أنّ فرعون اِدّعى الربوبيّة {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} [النازعات:24]، ورغم ذلك توصّى الله نبيّه موسى وأخاه هارون: {فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)} صدق الله العظيم.

ولذلك وجب على الدعاة إلى سبيل الله أن يستخدموا الحكمة والموعظة الحسنة في دعوتهم إلى سبيل ربّهم على بصيرةٍ من الله، وكذلك دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني تتصف بالحكمة والموعظة الحسنة في الدعوة إلى تحقيق السلام العالميّ بين شعوب البشر وإلى التعايش السلميّ بين المسلم والكافر، وإنّنا نسعى إلى تحقيق السلام بين المؤمنين والحُكْم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون من محكم القرآن العظيم لنجمع شملهم فنوّحد صفّهم لتقوى شوكتهم. وعلى كل حالٍ فلا نزال ننتظر ردّ السيد عبد الملك الحوثي سواء بالإقرار أو بالإنكار لما حدث من انتهاكات من بعد توقيع اتفاقيّة السلام بين الحوثيين والأحزاب، فليس نكث ميثاق السلام هيِّناً عند الله، ألم يأمر المؤمنين أن يُوفوا بميثاق اتفاقيّة السلام بينهم وبين الكافرين فأمر الله المؤمنين أنْ يتمّوا عهدهم إلى مدّتهم برغم البراءة فلا ينقصوه شيئاً؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
{بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2) وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3) إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4)} صدق الله العظيم، فانظروا لقول الله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4)} صدق الله العظيم. فما بالكم بأمر الله إلى المؤمنين بالوفاء بميثاق اتفاقيّة السلام فيما بينهم؟

ونعمْ قد سبق الثناء من الإمام ناصر محمد اليماني على عبد الملك الحوثي حين جنح للسلم برغم انتصاره على خصمه ولكن من بعد أن نَكَثْتُم ميثاق اتفاقيّة السلام من بعد توقيعها واقتحمتم البيوت من ظهورها التي حرّم الله دخولها إلا بإذن أهلها من أبوابها. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189)} صدق الله العظيم [البقرة]، ونهبتم مؤسسات الدولة وهي ممتلكاتٌ عامةٌ للشعب اليماني فهنا خابت نظرةُ شعبكم فيكم وخاب ظنّه وتحطمت آماله إلا أن يبرِّئ السيد عبد الملك الحوثي نفسه وحزبه مما حدث من بعد اتفاقيّة السلام فيعلن الإنكار أو الإقرار والاعتذار وردِّ الاعتبار لأصحاب الديار، وردِّ ما تمَّ نهبه من الممتلكات العامة للشعب اليماني، وكذلك يعوّض ما تمَّ تدميره أو تخريبه من مساكن المواطنين الذين فرّوا من صنعاء خشيةً من نار الحرب حتى إذا عادوا وجدوا ديارهم خراباً؛ ومنها رماداً تذروه الرياح! فلا بدَّ من تعويضهم بيوتَهم وما ذهب من ممتلكاتهم حتى تكسب رضوان شعبك يا عبد الملك الحوثي إن كنتم صادقين.

وعلى كل حالٍ نُذكِّر ونُكرِّر: إذا كنتم بُرآءٌ مما حدث وقد أحدث ذلك قومٌ آخرون باسم الحوثّيين فإنّنا لا نزال ننتظر ردّ الإنكار أو الإقرار من السيد عبد الملك الحوثي. 

وسلاٌم على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
__________

الخميس، 25 سبتمبر 2014

عاجل: من الإمام ناصر محمد اليماني إلى السيد عبد الملك الحوثي وكافة طائفة الحوثيين، فأوفوا بالعهد إنَّ العهدَ كان مسؤولاً


- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
01 - 12 - 1435 هـ
25 - 09 - 2014 مـ
08:50 مساءً
ـــــــــــــــــــ


عاجل: من الإمام ناصر محمد اليماني إلى السيد عبد الملك الحوثي وكافة طائفة الحوثيين، فأوفوا بالعهد إنَّ العهدَ كان مسؤولاً ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع المؤمنين في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أما بعد..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ويا أخي الكريم السيد عبد الملك الحوثي وكافة طائفة الحوثيِّين فقد شهدنا على اتّفاقيّتكم مع الدولة والأحزاب الأخرى على شاشة التلفاز؛ على اتفاقية عهدٍ وميثاق السلام وإلى التصافح والسلم وإنشاء حكومةٍ جديدةٍ مشتركةٍ بين الأحزاب خالية من الفساد، ولكن للأسف سمِعنا عن العناصر الحوثية تنهب ممتلكات الدولة وهي ممتلكات عامة للشعب اليماني، وكذلك تقتحم بيوت قاداتٍ من الأحزاب الأخرى وللبيوت حرمتها! برغم أنّنا شاهدنا السيد عبد الملك على التلفاز في قناة المسيرة يُعلنُ أنَّه يمدُّ يدَه إلى أيدي الأحزاب الأخرى للتصافح والتسامح وبناء يمنٍ جديدٍ. 
والسؤال إليكم هو: فلماذا رأينا من الأعمال ما لا ترضي الله ولا رسوله بنكث اتفاقية العهد المبرم بينكم وبين الأحزاب الأخرى؟ فتذكَّروا قولَ الله تعالى: {وَأوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً} صدق الله العظيم [الإسراء:34].

فإن كنتم براءً ممّا حدث من بعد اتفاقية عهد السلام فنرجو إثبات براءتِكم أمام شعبكم إن كنتم صادقين، وقد أثنينا عليكم من قبل في بيانٍ خاص إلى أنصارنا واعترفتُ لهم بحكمتِكم بسبب عدم اغتصاب السلطة وجنحتم لاتفاقية السِّلم من بعد انتصاركم، والحكمة من ذلك لكونكم ترجون أن ترضوا الشعب فمن ثم تنالوها عن طريق صوت الشعب بالرضى وتلك حكمة يُسجِّلها لكم التاريخ اليمني، ونحن نشجع السِّلم والسلام ونسعى إلى تحقيق السلام العالمي بين شعوب البشر وإلى التعايش السلمي بين المسلم والكافر من الذين لا يحاربوننا في دين الإسلام، ولذلك أثنينا عليكم بالحقّ في نقطة الجنوح لاتفاقية السِّلم والسلام، ولكنَّ ما حدث من بعد الاتفاقية أساء شعبكم وعكس نظرةً سيئةً تخالف تصريحاتكم في كافة خطاباتكم.

ويا رجل إنَّ للبيوتِ حرمتها، والساكت عن الحقّ شيطان أخرس! فقد أرهبتم الناس بأفعالكم من بعد الاتفاقية برغم أنّ الشعب استبشرَ بكم خيراً، وما نرجوه صدور بيان خطابيٍّ من السيد عبد الملك الحوثي يبرِّئُ نفسَه وأنصارَه ممّا حدث من النهب والاقتحام لبيوت قاداتٍ من الأحزاب من بعد إبرام عهد وميثاق اتفاقية السِّلم والسلام وتحقيق الأمان لشعبكم، وسوف ننتظر خطاب البراءة من السيد عبد الملك الحوثي إن لم يكونوا من وراء ما حدث من بعد إبرام اتفاقية العهد وميثاق السلام بين مختلف الأحزاب.

وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
_______________

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

مزيدٌ من إقامة الحجّة بسلطان العلم على ضلال أحمد ميرزا غلام، ومن اتّبعه في حياته ومن بعد موته قد ضلّ عن الصراط المستقيم



- 8 -
الإمام ناصر محمد اليماني
21 - 11 - 1435 هـ
16 - 09 - 2014 مـ
02:32 صباحاً
ـــــــــــــــــــ




مزيدٌ من إقامة الحجّة بسلطان العلم على ضلال أحمد ميرزا غلام، ومن اتّبعه في حياته ومن بعد موته قد ضلّ عن الصراط المستقيم ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين وجميع المؤمنين لا نفرِّق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أما بعد.

ويا نشوان معجب، إنك تجادلنا في استمراريّة تنزيل الوحي من بعد خاتم الأنبياء والمرسلين بآياتٍ في محكم القرآن العظيم لا تفتي على الإطلاق باستمراريّة الوحي بل تتكلم عن إرسال الرسل إلى الأمم عبر العصور من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومنها ما يُخاطب بها المؤمنون بعد الموت ويوم البعث مثال قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثمّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴿٣٠﴾ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

وذلك عند التّوفي أو يوم البعث يُبَشَّرون بالجنة التي وعدهم الله بها على لسان الرسل من قبْلُ في الحياة الدنيا، ولذلك قالت الملائكة: {وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} صدق الله العظيم، فانظر لقول الملائكة وهم يبشِّرون المؤمنين بأنّ الله أصدقهم وعده، ولذلك قالوا: {وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} صدق الله العظيم، فانظر لقولهم {كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} أي التي كان يعدهم الله بها في الحياة الدنيا، ولا علاقة لهذه الآيات ببعث رسلٍ جُدُدٍ من بعد خاتم الأنبياء والمرسلين. 

فمن ثمّ نأتي لدليلك بقول الله تعالى: {أَتَىٰ أَمْرُ اللَّـهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿١﴾يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [النحل]. ويقصد أمر الساعة لكون محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- هو أوّل الأشراط الصغرى للساعة. تصديقاً لقول الله تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2)} صدق الله العظيم [الأنبياء].

ولذلك قال محمد رسول االله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [بعثت أنا والساعة كهاتين. وأشار بالسبابة والوسطى]. وذلك الحديث الحقّ هو تصديقٌ لقول الله تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2)} صدق الله العظيم. لأن بعثَ خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- يعني بداية أشراط الساعة في الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} صدق الله العظيم [محمد:18].

لكون بعث خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أذانٌ لبداية أشراط الساعة الصغرى واقتراب الحساب والبعث. تصديقاً لقول الله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ (3) وَلَقَدْ جَاءهُم مِّنَ الْأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4)} صدق الله العظيم [القمر]. فلقد قصّ لهم قصص الرسل وأقوامهم وكيف فعل الله بالمكذبين لعلهم يعتبرون.

فمن ثمّ نأتي لبرهانك بقول الله تعالى: {مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:179].

وهنا يَعِدُ الله المؤمنين بأنه سوف يمحِّص ما في صدورهم ويبلوَ أخبارهم بأمر القتال في سبيل الله للدفاع عن المؤمنين ضدّ المعتدين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} صدق الله العظيم[آل عمران:154].

أو كما محّص الله ما في صدورهم بتغيير القبلة التي كانوا عليها. تصديقاً لقول الله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ( 142 ) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ( 143 )} صدق الله العظيم [البقرة].

وأما قول الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:179]، ويقصد هنا تصديق الاجتباء والاصطفاء لرسل الله في الكتاب فيجتبي كلّاً منهم بقدره المقدور في الكتاب المسطور من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وبما أنه قد اجتبى رسله وقضي الأمر ولذلك تجد أنّ الله قد أمر المؤمنين بالإيمان بكافة رسله المجتبين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم. ولم يأمرهم بالإيمان برسلٍ لم يبعثهم من قبل؛ بل أمرهم بالإيمان برسله الذين بعثهم من قبل من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك قال الله تعالى: {فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم، لكون الله أمر رسوله والمؤمنين أن يؤمنوا بكافة كتب الله ورسله المنزّلة من قبل، فآمنوا بما أمرهم الله. وقال الله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم [البقرة:285].

وأما استدلالك بقول الله تعالى: {وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ} صدق الله العظيم [الأنعام:91]، فليس في ذلك فتوى باستمرار بعث الرسل من بعد النّّبي الخاتم؛ بل يقصد الله الكفار الذين استنكروا بعث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو من البشر. وقال الله تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَّسُولاً} صدق الله العظيم [الإسراء:94].

لأنَّ مِن ضِمن أسباب كفر الأمم برسل ربّهم أنّهم من البشر مثلهم. ولذلك قال الله تعالى: {قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ} صدق الله العظيم [يس:15].

وكذلك قال الكفار لرسل ربّهم: {قالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (10)} صدق الله العظيم [إبراهيم].

فردَّ عليهم رسل الله في كل زمانٍ ومكانٍ بردٍ واحدٍ موحدٍ؛ وقال الله تعالى: {قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11)} صدق الله العظيم [إبراهيم].

وأما استدلالك بقول الله تعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} صدق الله العظيم [الحج:75]. فتلك فتوى من الله أنّه كذلك يصطفي الرسل من الملائكة والناس وليس فيها برهان على استمراريّة بعث الرسل كما تزعم أخي الكريم.

فمن ثمّ نأتي لبرهانك باستمراريّة بعث الرسل بقول الله تعالى: {سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً} صدق الله العظيم [الإسراء:77]، فتزعم أنّ الله يقصد سنة استمراريّة بعث الرسل، ولكننا نقيم عليك الحجّة بالحقّ ونقول لك: أخي الكريم اتقِ الله، فهذا تحريفٌ لكلام الله لكونه يقصد سنة العذاب للمكذبين بالرسل، ولكنك قطّعت الآيات وهي متصلةٌ لكي تُأَوِّلها كيف تشاء برغم أنّها من آيات الكتاب المحكمات، ثمّ نأتيك بها كاملةً ليتّضح المراد من قول الله في قوله تعالى: {وَإِن كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا ۖ وَإِذًا لَّا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76) سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا ۖ وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا (77)} صدق الله العظيم [الإسراء]، فانظر كيف أنّه يقصد سُنّة العذاب في المكذِّبين برسل ربهم فيمكرون بهم ولذلك قال الله تعالى: {وَإِذًا لَّا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76) سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا ۖ وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا (77)} صدق الله العظيم. ولا يقصد استمراريّة بعث الرسل.

وعلى كل حالٍ، فجميع الآيات التي استدللت بها تتكلم عن بعث الرسل من البشر من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولم نجد آيةً واحدةً مما استدللت به تفيد استمراريّة بعث الرسل من بعد آخر رسول بعثه الله محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
ويا عجبي كيف تنكرون يا معشر الأحمديين فتوى الله في محكم كتابه: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:40].

ولا أظن يختلف اثنان من أصحاب اللغة على أن الخاتم هو استكمال الشيء كما استكمل الله بعث الرسل بخاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكذلك يقصد بقوله خاتم النبيين أي آخرهم لكون خواتم الشيء هو آخره، أفلا تقولون: "اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها"؟ أي الأعمال الأخيرة قبل الموت حتى يكون من أصحاب الجنة. وكذلك يقصد بكلمة ختم أي إنهاء الشيء. مثال قول الله تعالى: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ} [يس] وذلك لينتهوا عن الكلام كي تتحدث أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون.

ويا أخي الكريم، والله الذي لا إله غيره إنّه قد أضلّكم أحمد ميرزا غلام عن الصراط المستقيم وإنّه من الذين يحرِّفون كلام الله عن مواضعه المقصودة فأضلّه الشيطان وأضلّ من اتّبعه.

ويا أخي الكريم نشوان الأحمدي، ليس الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني كمثل أئمة الضلال فلن تجدنا نحرّف كلام الله عن مواضعه المقصودة، ولا نبيّن القرآن بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، ولا نقول على الله ما لا نعلم لكون ذلك من عمل الشيطان؛ بل الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يبيّن القرآن بالقرآن ونفصّله تفصيلاً لكون تفصيل القرآن قد أنزله الله فيه ولم نأتِكم بوحي جديد بل نستنبط لكم تفصيل القرآن من نفس القرآن المنزل على خاتم الأنبياء والمرسلين. تصديقاً لقول الله تعالى: {الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثمّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)} صدق الله العظيم [هود]. 

لأنّ الله أنزل الكتاب منه آيات بيِّنات وآيات مُبيِّنات لآيات أخر. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ ۚ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} صدق الله العظيم [النور:46].

وكذلك أنزل آيات محكمات لَسْنَ بحاجةٍ إلى بيانٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ (99)} صدق الله العظيم [البقرة]. مثال قول الله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} صدق الله العظيم.

وتعال لنقيم عليك الحجّة لماذا قال الله تعالى: {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} صدق الله العظيم؟ وذلك لأنّ اسم النّبي يطلق على الأنبياء بشكل عام سواء الأنبياء والمرسلين فيطلق على كلٍّ منهم نبيّ، وحتى تشمل الفتوى إنهاء بعث الرسل والأنبياء، ولذلك قال الله تعالى: {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} صدق الله العظيم، وذلك حتى يفتيكم الله أنّ محمداً رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين، فلماذا تُحرِّفون الكلم عن مواضعه وتحسبون أنّكم مهتدون يا معشر الأحمديين؟ فكم الفرق بين بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني للقرآن بالقرآن وبين بيان الذين يقولون على الله ما لا يعلمون من عند أنفسهم وليس من عند ربهم، فأضلوا أنفسهم وأضلوا أمتهم.

ويا حبيبي في الله نشوان، إن كنت باحثاً عن الحقّ فحقٌّ على الله أن يهديك إلى الحقّ، وإن جئتنا فقط لجدالنا لكونك فرح بما عندك من علم أحمد ميرزا غلام وجئتنا فقط لتجادلنا به ولا تتفكّر في حجّتنا عليك فلا أظنّك ستهتدي حتى تتدبّر سلطان علم من يحاجك لعلك تجد فيه الحقّ، فكن حكماً بالحقّ بين بيان أحمد ميرزا غلام للقرآن وبين بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني للقرآن بالقرآن، فوالله لئن تفكّرت وتدبّرت فإنك سوف تبصر الفرق العظيم كما يبصره الأنصار السابقين الأخيار وإنّ الفرق لعظيم بين بيان ناصر محمد اليماني للقرآن بالقرآن وبين تفاسير كثيرٍ من المفسرين كالفرق بين الظلمات والنور، فهل تعلم يا نشوان أنّ الأنصار السابقين الأخيار الذين جعل الله لهم نوراً لفي عجبٍ شديدٍ من علماء المسلمين وأمّتهم كيف لا يبصرون الحقّ الساطع في بيان ناصر محمد للقرآن بالقرآن؟ فمن ثمّ نرد على الأنصار السابقين الأخيار، ونقول سوف نترك الفتوى لكم من الله مباشرة قال لله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ (40)} صدق الله العظيم [النور].

ويا معشر طلاب العلم الحقّ، لئن أردتم أن يهديكم الله إلى الحقّ فاتّقوا الله ولا تقولوا عليه إلا الحقّ الذي أدركته عقولكم واطمأنت إليه قلوبكم أنّه من عند الله وليس من عند أنفسكم، فحين يعلم الله بما في قلوبكم يجعل لكم فرقاناً، ألا وإنّ الفرقان: هو نورٌ يمدُّه الربُّ إلى القلب لكي تبصروا به الحقّ والباطل. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا} صدق الله العظيم [الأنفال:29].

ومن يتَّقِ الله ويخشَ أن يقول على ربّه غير الحقّ فحقٌّ على الله أن يبصِّره بالحقّ، أما الذين لا يُبالون أن يقولوا على الله ما لا يعلمون فهيهات هيهات أن يُبصِّرهم الله بالحقّ ولن يجعل لهم فرقاناً ولن يهتدوا سبيلاً، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نورٍ.

وسلام ٌعلى المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
الإمام العليم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم؛ ناصر محمد اليماني.
______________


قال محمد رسول االله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [بعثت أنا والساعة كهاتين. وأشار بالسبابة والوسطى]. وذلك الحديث الحقّ هو تصديقٌ لقول الله تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ } صدق الله العظيم


- 8 -
الإمام ناصر محمد اليماني
21 - 11 - 1435 هـ
16 - 09 - 2014 مـ
02:32 صباحاً
ـــــــــــــــــــ


مزيدٌ من إقامة الحجّة بسلطان العلم على ضلال أحمد ميرزا غلام، ومن اتّبعه في حياته ومن بعد موته قد ضلّ عن الصراط المستقيم ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين وجميع المؤمنين لا نفرِّق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أما بعد.

ويا نشوان معجب، إنك تجادلنا في استمراريّة تنزيل الوحي من بعد خاتم الأنبياء والمرسلين بآياتٍ في محكم القرآن العظيم لا تفتي على الإطلاق باستمراريّة الوحي بل تتكلم عن إرسال الرسل إلى الأمم عبر العصور من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومنها ما يُخاطب بها المؤمنون بعد الموت ويوم البعث مثال قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثمّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴿٣٠﴾ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

وذلك عند التّوفي أو يوم البعث يُبَشَّرون بالجنة التي وعدهم الله بها على لسان الرسل من قبْلُ في الحياة الدنيا، ولذلك قالت الملائكة: {وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} صدق الله العظيم، فانظر لقول الملائكة وهم يبشِّرون المؤمنين بأنّ الله أصدقهم وعده، ولذلك قالوا: {وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} صدق الله العظيم، فانظر لقولهم {كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} أي التي كان يعدهم الله بها في الحياة الدنيا، ولا علاقة لهذه الآيات ببعث رسلٍ جُدُدٍ من بعد خاتم الأنبياء والمرسلين. 

فمن ثمّ نأتي لدليلك بقول الله تعالى: {أَتَىٰ أَمْرُ اللَّـهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿١﴾يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [النحل]. ويقصد أمر الساعة لكون محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- هو أوّل الأشراط الصغرى للساعة. تصديقاً لقول الله تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2)} صدق الله العظيم [الأنبياء].

ولذلك قال محمد رسول االله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [بعثت أنا والساعة كهاتين. وأشار بالسبابة والوسطى]. وذلك الحديث الحقّ هو تصديقٌ لقول الله تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2)} صدق الله العظيم. لأن بعثَ خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- يعني بداية أشراط الساعة في الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} صدق الله العظيم [محمد:18].

لكون بعث خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أذانٌ لبداية أشراط الساعة الصغرى واقتراب الحساب والبعث. تصديقاً لقول الله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ (3) وَلَقَدْ جَاءهُم مِّنَ الْأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4)} صدق الله العظيم [القمر]. فلقد قصّ لهم قصص الرسل وأقوامهم وكيف فعل الله بالمكذبين لعلهم يعتبرون.

فمن ثمّ نأتي لبرهانك بقول الله تعالى: {مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:179].

وهنا يَعِدُ الله المؤمنين بأنه سوف يمحِّص ما في صدورهم ويبلوَ أخبارهم بأمر القتال في سبيل الله للدفاع عن المؤمنين ضدّ المعتدين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} صدق الله العظيم[آل عمران:154].

أو كما محّص الله ما في صدورهم بتغيير القبلة التي كانوا عليها. تصديقاً لقول الله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ( 142 ) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ( 143 )} صدق الله العظيم [البقرة].

وأما قول الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:179]، ويقصد هنا تصديق الاجتباء والاصطفاء لرسل الله في الكتاب فيجتبي كلّاً منهم بقدره المقدور في الكتاب المسطور من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وبما أنه قد اجتبى رسله وقضي الأمر ولذلك تجد أنّ الله قد أمر المؤمنين بالإيمان بكافة رسله المجتبين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم. ولم يأمرهم بالإيمان برسلٍ لم يبعثهم من قبل؛ بل أمرهم بالإيمان برسله الذين بعثهم من قبل من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك قال الله تعالى: {فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم، لكون الله أمر رسوله والمؤمنين أن يؤمنوا بكافة كتب الله ورسله المنزّلة من قبل، فآمنوا بما أمرهم الله. وقال الله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم [البقرة:285].

وأما استدلالك بقول الله تعالى: {وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ} صدق الله العظيم [الأنعام:91]، فليس في ذلك فتوى باستمرار بعث الرسل من بعد النّّبي الخاتم؛ بل يقصد الله الكفار الذين استنكروا بعث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو من البشر. وقال الله تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَّسُولاً} صدق الله العظيم [الإسراء:94].

لأنَّ مِن ضِمن أسباب كفر الأمم برسل ربّهم أنّهم من البشر مثلهم. ولذلك قال الله تعالى: {قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ} صدق الله العظيم [يس:15].

وكذلك قال الكفار لرسل ربّهم: {قالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (10)} صدق الله العظيم [إبراهيم].

فردَّ عليهم رسل الله في كل زمانٍ ومكانٍ بردٍ واحدٍ موحدٍ؛ وقال الله تعالى: {قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11)} صدق الله العظيم [إبراهيم].

وأما استدلالك بقول الله تعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} صدق الله العظيم [الحج:75]. فتلك فتوى من الله أنّه كذلك يصطفي الرسل من الملائكة والناس وليس فيها برهان على استمراريّة بعث الرسل كما تزعم أخي الكريم.

فمن ثمّ نأتي لبرهانك باستمراريّة بعث الرسل بقول الله تعالى: {سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً} صدق الله العظيم [الإسراء:77]، فتزعم أنّ الله يقصد سنة استمراريّة بعث الرسل، ولكننا نقيم عليك الحجّة بالحقّ ونقول لك: أخي الكريم اتقِ الله، فهذا تحريفٌ لكلام الله لكونه يقصد سنة العذاب للمكذبين بالرسل، ولكنك قطّعت الآيات وهي متصلةٌ لكي تُأَوِّلها كيف تشاء برغم أنّها من آيات الكتاب المحكمات، ثمّ نأتيك بها كاملةً ليتّضح المراد من قول الله في قوله تعالى: {وَإِن كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا ۖ وَإِذًا لَّا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76) سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا ۖ وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا (77)} صدق الله العظيم [الإسراء]، فانظر كيف أنّه يقصد سُنّة العذاب في المكذِّبين برسل ربهم فيمكرون بهم ولذلك قال الله تعالى: {وَإِذًا لَّا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76) سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا ۖ وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا (77)} صدق الله العظيم. ولا يقصد استمراريّة بعث الرسل.

وعلى كل حالٍ، فجميع الآيات التي استدللت بها تتكلم عن بعث الرسل من البشر من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولم نجد آيةً واحدةً مما استدللت به تفيد استمراريّة بعث الرسل من بعد آخر رسول بعثه الله محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
ويا عجبي كيف تنكرون يا معشر الأحمديين فتوى الله في محكم كتابه: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:40].

ولا أظن يختلف اثنان من أصحاب اللغة على أن الخاتم هو استكمال الشيء كما استكمل الله بعث الرسل بخاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكذلك يقصد بقوله خاتم النبيين أي آخرهم لكون خواتم الشيء هو آخره، أفلا تقولون: "اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها"؟ أي الأعمال الأخيرة قبل الموت حتى يكون من أصحاب الجنة. وكذلك يقصد بكلمة ختم أي إنهاء الشيء. مثال قول الله تعالى: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ} [يس] وذلك لينتهوا عن الكلام كي تتحدث أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون.

ويا أخي الكريم، والله الذي لا إله غيره إنّه قد أضلّكم أحمد ميرزا غلام عن الصراط المستقيم وإنّه من الذين يحرِّفون كلام الله عن مواضعه المقصودة فأضلّه الشيطان وأضلّ من اتّبعه.

ويا أخي الكريم نشوان الأحمدي، ليس الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني كمثل أئمة الضلال فلن تجدنا نحرّف كلام الله عن مواضعه المقصودة، ولا نبيّن القرآن بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، ولا نقول على الله ما لا نعلم لكون ذلك من عمل الشيطان؛ بل الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يبيّن القرآن بالقرآن ونفصّله تفصيلاً لكون تفصيل القرآن قد أنزله الله فيه ولم نأتِكم بوحي جديد بل نستنبط لكم تفصيل القرآن من نفس القرآن المنزل على خاتم الأنبياء والمرسلين. تصديقاً لقول الله تعالى: {الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثمّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)} صدق الله العظيم [هود]. 

لأنّ الله أنزل الكتاب منه آيات بيِّنات وآيات مُبيِّنات لآيات أخر. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ ۚ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} صدق الله العظيم [النور:46].

وكذلك أنزل آيات محكمات لَسْنَ بحاجةٍ إلى بيانٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ (99)} صدق الله العظيم [البقرة]. مثال قول الله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} صدق الله العظيم.

وتعال لنقيم عليك الحجّة لماذا قال الله تعالى: {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} صدق الله العظيم؟ وذلك لأنّ اسم النّبي يطلق على الأنبياء بشكل عام سواء الأنبياء والمرسلين فيطلق على كلٍّ منهم نبيّ، وحتى تشمل الفتوى إنهاء بعث الرسل والأنبياء، ولذلك قال الله تعالى: {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} صدق الله العظيم، وذلك حتى يفتيكم الله أنّ محمداً رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين، فلماذا تُحرِّفون الكلم عن مواضعه وتحسبون أنّكم مهتدون يا معشر الأحمديين؟ فكم الفرق بين بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني للقرآن بالقرآن وبين بيان الذين يقولون على الله ما لا يعلمون من عند أنفسهم وليس من عند ربهم، فأضلوا أنفسهم وأضلوا أمتهم.

ويا حبيبي في الله نشوان، إن كنت باحثاً عن الحقّ فحقٌّ على الله أن يهديك إلى الحقّ، وإن جئتنا فقط لجدالنا لكونك فرح بما عندك من علم أحمد ميرزا غلام وجئتنا فقط لتجادلنا به ولا تتفكّر في حجّتنا عليك فلا أظنّك ستهتدي حتى تتدبّر سلطان علم من يحاجك لعلك تجد فيه الحقّ، فكن حكماً بالحقّ بين بيان أحمد ميرزا غلام للقرآن وبين بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني للقرآن بالقرآن، فوالله لئن تفكّرت وتدبّرت فإنك سوف تبصر الفرق العظيم كما يبصره الأنصار السابقين الأخيار وإنّ الفرق لعظيم بين بيان ناصر محمد اليماني للقرآن بالقرآن وبين تفاسير كثيرٍ من المفسرين كالفرق بين الظلمات والنور، فهل تعلم يا نشوان أنّ الأنصار السابقين الأخيار الذين جعل الله لهم نوراً لفي عجبٍ شديدٍ من علماء المسلمين وأمّتهم كيف لا يبصرون الحقّ الساطع في بيان ناصر محمد للقرآن بالقرآن؟ فمن ثمّ نرد على الأنصار السابقين الأخيار، ونقول سوف نترك الفتوى لكم من الله مباشرة قال لله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ (40)} صدق الله العظيم [النور].

ويا معشر طلاب العلم الحقّ، لئن أردتم أن يهديكم الله إلى الحقّ فاتّقوا الله ولا تقولوا عليه إلا الحقّ الذي أدركته عقولكم واطمأنت إليه قلوبكم أنّه من عند الله وليس من عند أنفسكم، فحين يعلم الله بما في قلوبكم يجعل لكم فرقاناً، ألا وإنّ الفرقان: هو نورٌ يمدُّه الربُّ إلى القلب لكي تبصروا به الحقّ والباطل. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا} صدق الله العظيم [الأنفال:29].

ومن يتَّقِ الله ويخشَ أن يقول على ربّه غير الحقّ فحقٌّ على الله أن يبصِّره بالحقّ، أما الذين لا يُبالون أن يقولوا على الله ما لا يعلمون فهيهات هيهات أن يُبصِّرهم الله بالحقّ ولن يجعل لهم فرقاناً ولن يهتدوا سبيلاً، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نورٍ.

وسلام ٌعلى المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
الإمام العليم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم؛ ناصر محمد اليماني.
______________


الاثنين، 15 سبتمبر 2014

من إمام العالمين الإمام المهديّ المنتظَر إلى كافّة المسلمين والنّاس أجمعين، والسلام على من اتّبع الهدى


الإمام ناصر محمد اليماني
20 - ذو الحجة - 1435 هـ
15 - 09 - 2014 مـ
03:26 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ـــــــــــــــــــ

من إمام العالمين الإمام المهديّ المنتظَر إلى كافّة المسلمين والنّاس أجمعين، والسلام على من اتّبع الهدى ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الأطهار من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وجميع المؤمنين في كل زمانٍ ومكانٍ التابعين للحقّ من ربّهم ولم يبتغوها عوجاً، أما بعد..

فوالله الذي لا إله غيره ولا يُعبد سواه لا يؤمن أحدكم بالله العظيم فيقدِّره حقّ قدره حتى يؤمن أنّ التنافس في حبِّ الله وقربه حقٌّ مشروع لكافة العبيد في الملكوت أن يتنافسوا إلى ربّهم أيّهم أحبّ وأقرب لكون الله لم يتخذ صاحبةً ولا ولداً حتى يكون له الحقّ في ذات الله من دون عباده.

ويا عباد الله، لقد أمركم الله في محكم كتابه أن تبتغوا إليه الوسيلة كون الحقّ في ذات الله سواء لكافة العبيد فلهم الحقّ في ذات ربّهم أن يتنافسوا إليه أيّهم أقرب فيبتغوا إليه الوسيلة للتنافس في حبّه وقربه، إن كنتم إياه تعبدون. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (35)} صدق الله العظيم [المائدة].

فانظروا لنداء الله الموجَّه إلى من؟ فتجدوه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}، فإن كنتم تؤمنون بالله ولا تعبدون سواه فاعلموا أنّ لكافة المؤمنين الحقّ أن ينافسوا كافة الأنبياء والمرسلين وأن ينافسوا أئمة الكتاب والإمام المهديّ ناصر محمد، كذلك لهم الحقّ أن ينافسوه في حبِّ الله وقربه، وللأنصار الحقّ أن يتمنى كلٌّ منهم أن يكون هو العبد الأحبّ والأقرب من الإمام المهديّ ناصر محمد ومن جميع الأنبياء والرسل. وذلك ناموس العبوديّة للربّ المعبود في محكم كتابه لا إله غيره الله ربّ العالمين إن كنتم إياه تعبدون.

فانظروا ما كان يفعل أنبياء الله وأنصارهم، كانوا يتنافسون إلى ربّهم أيُّهم يكون هو العبد الأحبّ والأقرب دونما تفضيل لعبدٍ على عبدٍ في التنافس إلى الربّ لكون الله لم يتخذ صاحبةً ولا ولداً. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

فانظروا لقول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم، لكون الحقّ سواء في ذات الله لكافة العبيد فيحقّ لكل عبدٍ أن يتمنى أن يكون هو العبد الأحبّ والأقرب إلى الربّ فيسعى لتحقيق ذلك ما استطاع ويرجو أن يكون هو العبد الأحبّ والأقرب إلى الربّ ولذلك جعل الله صاحب الدرجة العالية الرفيعة في جنات النعيم عبداً مجهولاً من بين العبيد، وأذِن الله لكافة عبيده في التنافس في حبّه وقربه أيّهم أحبّ وأقرب، ولكن للأسف إنّ المبالغة في بعض عبيد الله من الأنبياء وأئمة الكتاب قد كان السبب في الشرك بالله حتى يدعونهم من دون الله ويرجون شفاعتهم لهم بين يدي الله فأشرَكوا بالله ولن يجدوا لهم من دون الله وليّاً ولا نصيراً.

وما ينبغي لعبدٍ أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يأمر أتباعه أن يعظِّموه ليجعلوه الشفيع لهم بين يدي الله وحاشا لله؛ بل تجدون الأنبياء يحذِّرون أقوامهم من عقيدة طلب شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود، ولذلك أمر الله أنبياءه أن يُنذروا أقوامهم أن لا يرجوا شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود لأنّهم لن يستجيبوا لهم، ولذلك كان جدّي محمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ينذر قومه من عقيدة شفاعة العبيد لهم بين يدي الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].

ولكن للأسف إنّ الأمم من بعد موت الأنبياء المبعوثين فيهم يبالغون بهم من بعد موتهم فيرجون شفاعتهم لهم بين يدي الله، حتى إذا حشر الله الأنبياء والذين بالغوا فيهم بغير الحقّ من بعدهم فزعموا أنّهم شفعاؤهم بين يدي الله لكون الأمم يبالغون في الأنبياء من بعدهم حتى زعموا أنهم لا يأكلون الطعام وأنّهم غير البشر، فمن ثم خاطب الله أنبياءه وأئمة الكتاب وقال لهم فهل أنتم أضللتم عبادي هؤلاء وأفتيتموهم أنّكم شفعاؤهم بين يدي الله؟ فانظروا لجواب الأنبياء وأئمة الكتاب. وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17) قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا(18)فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا ۚ وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا (19) وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ} صدق الله العظيم [الفرقان].

وكذلك لا يزال كثيرٌ من المؤمنين مشركين بربّهم في كل زمانٍ ومكانٍ إلا من رحم ربي، وسبب شركهم هو المبالغة بغير الحقّ في أنبياء الله وأئمة الكتاب. وقال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ (106)} صدق الله العظيم [يوسف].

ويا معشر المسلمين، إنّني الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني من ذرية الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب أدعوكم إلى ما دعاكم إليه كافة الأنبياء وأئمة الكتاب أن تعبدوا الله وحده لا شريك له وأنّه لا يغني عنكم كافة الأنبياء وأئمة الكتاب من الله شيئاً، واعلموا أنّ الله أرحم بكم من عبيده الأنبياء وأئمة الكتاب فكيف ترجون شفاعة العبيد بين يدي من هو أرحم بكم منهم الله أرحم الراحمين! أفلا تتقون؟

ويا معشر المسلمين، والله لو كنتم لا تزالون على الهدى لَما بعث الله إليكم الإمام المهديّ ناصر محمد ليهديكم بالبيان الحقّ للقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد. ويا معشر الشيعة الاثني عشر، فهل تنتظرون المهديّ المنتظَر يبعثه الله ولا يكون من البشر؟ أم تزعمون أنّه علّام الغيوب؟ أم تزعمون أنّ الله خلقه قبل قدره المقدور في الكتاب المسطور؟ سبحان ربّي! وكان أمر ربّي قدراً مقدوراً، وجئت على قدرٍ يا موسى. 
وما ينبغي لنبيٍّ ولا إمامٍ أن يخلقه في أمّة فيختفي عن الأمم ثم يبعثه الله في أمّة أخرى ما لم يكن قد بعثه إلى قومه من قبل في نفس الأمّة التي خلقه الله فيها، وإذا شاء الله يؤخّره من بعد دعوته لقومه لحكمةٍ بالغةٍ كما أخّر الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام أو أصحاب الكهف، ولكن التأخير يحدث من بعد الدعوة في قوم النّبي لقومه حتى إذا انتشرت دعوته وأرادوا المكر به فإذا شاء الله أخّره لحكمةٍ إلى أمّةٍ أخرى. وأمّا أنه يخلقه حتى إذا صار طفلاً فمن ثم يؤخره من قبل أن يأتيه علم الكتاب ومن قبل أن يدعو قومه! قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؟

وعلى كل حالٍ، إنّني الإمام المهديّ ناصر محمد يا معشر الشيعة الاثني عشر وما كنت محمد بن الحسن العسكري؛ بل ناصر محمد ابتعثني الله ناصراً لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك جاء قدر التواطؤ للاسم محمد في اسمي (ناصر محمد)، وأنتم تعلمون أنّ التواطؤ لا يعني التطابق؛ بل تعلمون أنّ التواطؤ يُقصد به التوافق، ولذلك أفتاكم محمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أنّ الاسم محمد يوافق في اسم الإمام المهديّ ولم يقل يطابقه؛ بل يوافق في اسمه (ناصر محمد)، وذلك لأنّ الله لم يبعث الإمام المهديّ نبيّاً ولا رسولاً بكتابٍ جديدٍ؛ بل يبعثه ناصراً لمحمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فيجاهدكم بما كان يجاهد الناس به محمدٌ رسول الله -بالقرآن العظيم- جهاداً كبيراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52)} صدق الله العظيم [الفرقان].

أي يجاهدهم بالقرآن العظيم كما ترون الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يجاهدكم بالقرآن العظيم جهاداً كبيراً ليلاً ونهاراً ولم تزِدكم دعوة الإمام المهديّ إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم إلا نفوراً! فمنكم من يريدني أنْ آتي بكتاب فاطمة الزهراء، وآخرون يريدون أن أدعو إلى للاحتكام إلى بحار الأنوار، وآخرون يريدون أن أدعو للاحتكام إلى كتاب البخاري ومسلم. وأقول سبحان ربّي أن يتبع الحقّ أهواءكم هيهات هيهات! ورب الأرض والسماوات فلسوف أجاهدكم بآيات الكتاب المحكمات في محكم القرآن العظيم جهاداً كبيراً حتى تؤمنوا فتتّبعوا الحقّ من ربكم أو يحكم الله بيني وبينكم بالحقّ وهو خير الفاصلين.

ووصل عمر الدعوة المهديّة في عصر الحوار من قبل الظهور إلى أواخر العام العاشر ولا يزال علماء المسلمين وأمّتهم عن دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم معرضين إلا من رحم ربي من أولي الألباب، وما يتذكر إلا أولو الألباب وليس أصحاب الاتِّباع الأعمى من الذين لا يتفكرون فيما وجدوا عليه آباءهم فهم على آثارهم يهرعون من غير تفكرٍ ولا تدبرٍ فيما وجدوا عليه آباءهم؛ هل يقبله العقل والمنطق؟

ويا علماء المسلمين وأمّتهم، لقد أضلّكم عن المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم المهديّون الذين تتخبّطهم مُسوس الشياطين في كلّ أمّة وذلك مكرٌ من الشياطين حتى إذا بعث الله الإمام المهديّ الحقّ من ربكم فتقولون: "إن هو إلا أصابه مسّ من الشيطان كمثل غيره ممن يدَّعون المهديّة في كل أمّة". فمن ثم يردّ عليكم الإمام المهدي الحقّ من ربِّكم وأقول: لربما يكون ناصر محمد اليماني من الممسوسين، وربما يكون الإمام المهديّ الحقّ من ربكم فلا تحكموا على ناصر محمد بالظنّ وتبيّنوا من قبل الحكم، وأتحدى عقولكم من بعد التفكر والتدبر في بيان الإمام ناصر محمد اليماني لأنّكم سوف تجدون عقولكم تفتيكم بالحقّ بأنّ ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ فمن ثم تتّبعون عقولكم إن كنتم تعقلون.

ويا أمّة الإسلام، فلتعلموا أنّ سبب ضلال كثيرٍ من الأمم هو عدم استخدام العقل لكون الله سوف يسألكم عن عقولكم يا أصحاب الاتِّباع الأعمى. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:36].

ولكنّ أصحاب الاتِّباع الأعمى من الذين لا يستخدمون عقولهم في كلّ أمّة تُرى فما كان قولهم لأنبياء الله وأئمة الكتاب حين يدعونهم لاتِّباع ما أنزل الله؟ فماذا كان جوابهم؟ وقال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [لقمان:21]، لكون الشياطين قد أضلّوا آباءهم عن الصراط المستقيم وهم تمسكوا بما وجدوا عليه آباءهم.

فمن ثم نقول يا عباد الله لقد تبيّن للضالين من أصحاب النار أنّ سبب دخولهم النار هو عدم استخدام عقولهم. ولذلك قال الله تعالى: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [الملك:10].

ولذلك يعلن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بالبيان الحقّ للقرآن متحدياً به العقل والمنطق فصدِّقوا عقولكم التي صدَّقت البيان الحقّ للقرآن العظيم الذي يحاج الناسَ به الإمامُ المهدي ناصر محمد اليماني، ولكنّكم تعرضون حتى عن فتوى عقولكم التي تقول لكم بأنّ الحقّ هو مع الإمام ناصر محمد اليماني! فاتّقوا الله فمن أخذته العزّة بالإثم من بعد ما تبيّن له منطق الحقّ من ربّه فالنار أولى به لكونكم لم تكذِّبوا ناصر محمد اليماني؛ بل كذّبتم الله وآياته في محكم كتابه.

وربما يودّ أحد علماء المسلمين أن يقول: "يا ناصر محمد، اتّقِ الله فنحن لم نكذّب بآيات الله في القرآن العظيم؛ بل نكذِّبك أنت أن تكون المهديّ المنتظَر". فمن ثم يرد عليكم ناصر محمد وأقول: فهل تعبدون المهديّ المنتظَر أم تعبدون الله الواحد القهار؟ أم تظنون المهديّ المنتظَر يبعثه الله بكتابٍ جديدٍ يحاجّكم به؟ أم إنّكم تكفرون بأنّ محمداً رسول الله هو خاتم الأنبياء والمرسلين؟ أم ما هي حجتكم إن كنتم صادقين؟ أم ترون ناصر محمد اليماني يأتي بالبيان للقرآن من عنده وليس بسلطان العلم من الله يستنبطه لكم من محكم القرآن العظيم؟ أم ما هي حجّتكم على ناصر محمد اليماني إن كنتم صادقين؟
وربّما يودّ أحد الذين لا يتفكرون أن يقول: "حجّتنا عليك يا ناصر محمد أنّك لم تظهر للناس فتخاطبهم بالدعوة في الشارع العام". فمن ثم يُقيم عليكم الإمام ناصر محمد الحجّة بالحقّ ونقول: فلنفرض أنّي ظهرت للناس في عصر الحوار من قبل الظهور لنخاطب المارّين في الشارع العام وفي الأسواق فهل سوف يختلف منطقي عن المنطق في البيان أم هو ذاته الذي نحاجكم به في الإنترنت العالمية؟ ولم يجعل الله الهدى في صورتي ولا في صوتي؛ بل الهدى في نور البيان الحقّ للقرآن. ولن يُغني عن هدى الله النظر إلى صورة ناصر محمد في الشارع العام أو الاستماع إلى صوته ما لم تتفكّروا في آيات الله بعقولكم إن كنتم تعقلون، وما أغنت رؤية الكفار لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وما أغناهم الاستماع إلى صوته إلا من استمع إلى آيات الله، وأما الذين انشغلوا بالتفكر في صورة الرسول وأصغوا آذانهم لرنين صوته دون أن يتفكروا في سلطان علمه فلم يغنِهم ذلك عن الهدى. وقال الله تعالى: {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ (42) وَمِنهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ (43) إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44)} صدق الله العظيم [يونس].

وقال الله تعالى: {تَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الحقّ الْمُبِينِ (79) إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80) وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ (81)} صدق الله العظيم [النمل].

اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، فلا تزالون في عصر الحوار من قبل الظهور، وإلى الله ترجع الأمور يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وإليه النشور.

وسلامٌ على المرسلين ، والحمد لله ربّ العالمين..
إمام العالمين؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
______________