الاثنين، 29 ديسمبر 2008

سبب عدم التفاف الشيعة حولي وتصديق شأني..

[ لمتابعة رابط المشاركــــــــة الأصليّة للبيان ]

-1-
الإمام ناصر محمد اليماني
01 - 01 - 1430 هـ
29 - 12 - 2008 مـ
12:22 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ



سبب عدم التفاف الشيعة حولي وتصديق شأني..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين، وبعد..

أخي الكريم؛ إني سوف أجيبك عن نقطةٍ لم أرَ محمد العربي يُجيبك فيها حسب الشكل المطلوب وهي عن الإجابة عن عدم التفاف الشيعة حولي وتصديق شأني! وهو لأن الإمام الثاني عشر حسب عقيدتهم هو المهديّ المنتظَر محمد بن الحسن العسكري وليس اليماني.

ولكني أثبت بالبُرهان أن اليماني المُنتظر الذي يؤمن بشأنه الشيعة هو ذاته الإمام الثاني عشر المهديّ المنتظَر، ولا يزال الشيعة في ريبهم يترددون إلّا من رحم ربّي منهم في شأن الإمام ناصر محمد اليماني، وبدأ الخلاف بين بعض علماء الشيعة وأسروا النجوى، فمنهم طائفة وهم قليل يقولون أنه تبيّن لنا أن الأحاديث عن اليماني في روايات آل البيت تنطبق على الإمام ناصر محمد اليماني، وكذلك تنطبق عليه مواصفات الإمام المهدي، وبما أنه يُفتي أن الإمام الثاني عشر هو اليماني؛ إذاً هو المهديّ المنتظَر.

فزجرهم آخرون وقالوا: وهل أضلّكم عن عقيدتكم في المهديّ المنتظَر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المُطهّر محمد بن الحسن العسكري؟ ولكن الزاجرون يقولون ظاهر الأمر غير ما يبطنون؛ بل هم يخشون أن المهديّ المنتظَر هو ذاته اليماني المُنتظر في عقيدتهم ولا يزالون في ريبهم يترددون هل ناصر محمد اليماني جاء بالحقّ أم كان من اللاعبين؟ وأخشى أن يستمروا في التذبذب في شأن اليماني المُنتظر ناصر الذي هو ذاته المهديّ المنتظَر حتى يسبق الليل النهار فتطلع الشمس من مغربها والحكم لله وهو خير الحاكمين.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم في الدّين الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهّر المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ
    
-2-
الإمام ناصر محمد اليماني
09 - 05 - 1431 هـ
23 - 04 - 2010 مـ
04:06 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ


الردّ على الأمل الموعود:
أما برهانك على وجود الإمام محمد الحسن العسكري منذ الأزل القديم فتقول: أن مثل ذلك كمثل أصحاب الكهف والرقيم!

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الامل الموعود
بسم الله الرحمن الرحيم
انا احد الشباب الشيعه من العراق الذي يبحث عن الخلاص من هذه المحنه.. محنة الفساد المستشري في العالم وانكار الدين وتحريفه واني لاسعى الى تحقيق دين الله والعدل واحقاق الحق تحت راية الموعود المهدي المنتظر واكون من جنوده المخلصين.. اني سمعت عن دعوتكم لكن انا في قلبي شك مما تقولون وهذا الشك من حقي كانسان فالله خلق الانسان وفيه هذا الغريزه الا اذا كانت الحجه قاطعه فالشك ينتفي بها ولا يكون له موجب وخاصه في اصول الدين نذكر هنا النبي ابراهيم عليه السلام حين طلب من الله ان يريه كيف يحي الاموات فقال له عزوجل بسم الله الرحمن الرحيم ( أ ولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ) اذا الشك مشروع... ناتي للسؤال وهو: تروي مصادرنا نحن الشيعه ان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) انه قال :- ان قائمنا "يواطئ اسمه اسمي" وفي مصادر اهل السنه انه قال (عليه وعلى اله الاطهار السلام ) :- قائمنا يواطئ اسمه اسمي واسم ابيه اسم ابي.. ومن اشراط خروج المنتظر علية افضل السلام والتحيه ان تقتل النفس الزكيه في مكه وان تقتل قبلها النفس الزكيه في ظهر الكوفه مع سبعين من الانصار.. وهذا لم يتحقق بعد وكذلك عند خروج القائم عليه السلام ينادي منادي من السماء انه خرج الطيب ابن الطيب خرج قائم اهل البيت، بعد هذا كله ان الامام الحجه علية السلام والتحيه حسب اهل الشيعه من ابن الامام حسن العسكري عليه السلام لكن اهل السنه لا يؤمنون بهذا الامر وهذا الامر مشروع نظرا لارادة الله فلا غالب لارادته. اولم يدعي نوح عليه السلام الى عبادة ربه الخالق المتعال لمدة 950 سنه تقريبا وان عمره مايقارب 2500 سنه. اولم يلبث اصحاب الكهف ثلاثمائه عام في الكهف نائمين ثم يقولون كيف لطفل عمره خمسة اعوام ان يكون اماما وحجة الله على خلقه في الارض، اولم يكن عيسى علية السلام في المهد وكان يتكلم في الحق وان رسول الله. فماهو دليلك القاطع انك الامام المنتظر؟ ولعنة الله على الذين يبدلون القول بعد ان يعرفوه وتاكد اني ساكون من المؤمنين بك اقنعتني بالدليل القاطع انك انت الموعود ..... وتقبل منا يالله صالح الاعمال ولله الامر ولرسوله ... ثم اني اليماني الموعود من انصار الحجه وليس الحجه ذاته كما قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) واني الامام الحجه الثاني عشر علية السلام من ذرية الرسول فكيف يكون يماني وهو من اهل الحجاز من السعوديه؟ ولكم جزيل الشكر



بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين، ويا أخي الكريم سلام الله عليكم ورحمته وبركاته..

وأما الدليل على أني الإمام المهدي هو أنك لن تُحاجّني من القرآن إلّا غلبتك بالحقّ، وأما الروايات فمنها ما هو حقٌّ وأكثرها باطل مُفترًى ما أنزل الله به من سلطان! ولم يأمرني ربّي أن أُحاجّكم بالروايات ونحتكم عليها، بل أمرتُ بما أمر الله به جدي محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أن نُجاهد الناس بالقرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: { فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴿٥٢﴾ } صدق الله العظيم [الفرقان]

وتصديقاً لقول الله تعالى: { وَأَنْ أَتْلُوَ الْقرآنَ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢﴾ } صدق الله العظيم [النمل]

ولكن يبدو لي من أول وهلة أنك لا تُريد الحوار من القرآن؛ بل تُريد الحوار من الروايات فقط، وقد تبيّن لنا ذلك من خلال رد الأنصار المُكرمين عليك بالبيانات المُقتبسة فأعرضت عنها وكأنك لم تسمعها وقمت بتنزيل بيانك مرةً أُخرى، ولكني لا أُصدّق بقتل النفس الزكية ولا أُكذّب، فكم تُقتل من نفسٍ زكية في البلاد ظُلماً وعدواناً كبيراً؟ فلمَ تحصرون قتل النفس الزكية على شخصٍ واحدٍ فقط فتعتقدون أن ذلك من علامات الظهور وكأنها لن تُقتل غير نفسٍ واحدةٍ زكيةٍ! بل تمّ قتل الكثير من الصالحين ومُلئت الأرض جوراً وظُلماً أفلا تتقون؟ فمالي ورواياتكم ولم يأمرني الله أن أُحاجّكم بها وأتركها للأحداث فما شاء الله أن يحقق منها فهو على كل شيءٍ قدير وما شاء الله أن يبدلنا خيراً منها فهو على كل شيءٍ قدير وإلى الله تُرجع الأمور.

وأما بُرهانك على وجود الإمام محمد الحسن العسكري منذ الأزل القديم فتقول أن مثل ذلك كمثل أصحاب الكهف والرقيم! ومن ثُمّ نردُّ عليك بالحقّ وأقول: أولئك ظهروا في قدرهم المقدور في جيلهم وأُمّتهم، وإنما تمّ تأخيرهم ليكونوا من وزراء المهديّ المنتظَر وآياتٌ للعالمين من أنفسهم عجباً.

وأما عمر دعوة نبي الله نوح فهو لم يتجاوز أُمّةً واحدةً كانت أعمارهم من ثلاثة آلاف عام، وليست أعمار الأُمم الأولى كمثل أعماركم اليوم، وليست أجسام الأُمم الأولى كأجسامكم اليوم، أم لم تجدوا الصخور الكبرى من آثارهم في الأرض في عمرانهم للأرض؟ تجدوا لهم آثاراً ضخمةً برغم عدم وجود آلاتٍ! بل يرفعوها بأيديهم نظراً لضخامة أجسادهم العملاقة وقوّتهم الجسدية لأن الله زادهم بسطةً في الخلق على الأُمم من بعدهم كمثل قوم نوحٍ وعادٍ وثمود. وقال الله تعالى:
{ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً } صدق الله العظيم [الأعراف:69]

ومن الأُمم الأولى أصحاب الكهف فلو تطّلع على أجسادهم العملاقة لولّيت منهم فراراً ولمُلئت منهم رُعباً بسبب ضخامة أجسادهم! ولكني بيّنت لكم سبب التولّي منهم والهرب وإذا عُرف السبب بطل العجب.

وأما أن الله أنطق المسيح عيسى ابن مريم في المهد صبياً فذلك حتى يُبرئ أُمّه مما قالوا فيها قومها حين رأوها تحمل بين ذراعيها طفلاً وقالوا:
{ يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا } صدق الله العظيم [مريم:27]

ولذلك أنطق الله المسيح عيسى ابن مريم وعرّف بنفسه وبرّأ والدته وقال الله تعالى: { فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ﴿٢٧﴾ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴿٢٨﴾ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ﴿٢٩﴾ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴿٣٠﴾ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴿٣١﴾ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴿٣٢﴾ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ﴿٣٣﴾ } صدق الله العظيم [مريم]

وكل نبي أو إمام يظهر في عصره وقدره في أُمّته وجيله المخلوق فيه وإنما يختفي إن يشاء الله من بعد الدعوة والإثبات، ولكنكم لن تجدوا لمحمد الحسن العسكري أي برهان علم ولا آثاره؛ بل أسطورة ما أنزل الله بها من سلطان!

ويا صاحب الأمل، لا تستعجل فتدبّر وتفكّر البيان الحقّ للذكر إن كُنت من أولي الأبصار، فسوف تتذكر وهل يتذكر إلّا من يتفكر من أولي الألباب؟! فاتقوا الله يا أولي الألباب واتّبعوا صاحب علم الكتاب من قبل مرور كوكب العذاب كوكب سقر ليلةٍ يسبقُ الليل النهار، ليلة النصر والظهور للمهديّ المنتظَر فيظُهر الله عبده وخليفته على كافة البشر في ليلةٍ وهم صاغرون المُعرضون عن الحقّ من ربّهم. 

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخو السنة والشيعة الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2008

سأل سائل فقال : أفتني في دابة الأرض التي تخرج أخر الزمان ما حقيقتها ؟


-1-
الإمام ناصر محمد اليماني
24 - 12 - 1429 هـ
23 - 12 - 2008 مـ
10:57 مساءً
ــــــــــــــــــ


خـــــروج الدّابة ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله الطيبين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين وبعد..

أختى السائلة عن الدّابة، وإليك الجواب المختصر: إنّ خروج الدّابة من الأرض هو إنسانٌ يمشي فيُكلم النّاس، والنّاسُ دواب. وقال الله تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النّاس بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَٰكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى} صدق الله العظيم [فاطر:45].

إذاً المقصود بالدّابة هو إنسانٌ يُكلم النّاس شاهداً بالحقّ؛ وهو المسيح عيسى ابن مريم -صلّى الله عليه وآله وسلّم- يُخرجه الله من الأرض لأنّه الرقيم المُضاف إلى أصحاب الكهف فيُكلم النّاس كهلاً بالحقّ كما كلمهم طفلاً يوم ولادته، ويقول: {إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ} [مريم:30]، فيجعله الله حكماً بين المسلمين والنّصارى الذين قالوا: "إنّ الله هو المسيح عيسى ابن مريم"، وطائفةٌ أخرى قالوا: "وَلَدُ الله"! ولكن المسلمين يعتقدون بالحقّ أنه عبد الله، ثم يأتي حكماً بالحقّ في اختلاف المسلمين والنّصارى فيقول لهم كما قال لهم من قبل وهو في المهد صبياً: {إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ}، وذلك لأنّ المسيح الكذاب سوف يأتي ويقول إنه المسيح عيسى ابن مريم ويقول إنه الله، ولذلك تمّ تأخير المسيح الحقّ ليجعله الله شاهداً بالحقّ وجعله الله للإمام المهديّ وزيراً، ويكون من الصالحين ولا يدعو النّاس إلى اتّباعه بل إلى اتّباع الإمام المهديّ، ويكون من الصالحين التّابعين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيُكَلِّمُ النّاس فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ} صدق الله العظيم [آل‌عمران:46].

ومعنى قول الله تعالى: {وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ}، أي حين يُكلّمهم كهلاً فهو يكون من الصالحين التّابعين ولا يدعو النّاس لاتّباعه كونه نبيّ؛ ولكنّه لا ينبغي أن يأتي نبيٌّ من بعد محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فيدعو النّاس لاتّباعه. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَٰكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:40].

ولذلك حين تأتي دعوة ابن مريم الأخرى سوف يكون من الصالحين التّابعين للإمام المهديّ يوم يأتي المسيح عيسى ابن مريم يُكلم النّاس وهو كهلاً، ولكن ما هي المعجزة أن يتكلم رجلٌ وهو كهلٌ؟ بل المعجزة في نزول نفسِ ابن مريم من عند بارئها فينهض جسد المسيح المُضاف إلى أصحاب الكهف الثلاثة وتوجد هنا معجزة من ربّ العالمين لينطق ابن مريم بالحقّ بإذن الله، فأمّا الأولى فهي:

{وَيُكَلِّمُ النّاس فِي الْمَهْدِ} [آل عمران:46]؛ ومضت وانقضت يوم ميلاد المسيح عيسى ابن مريم -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ونطق بإذن الله وقال: {إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ}، ولم يقُل أنّه الله ولا ولد الله.

وأما المُعجزة الأخرى في تكليم ابن مريم للناس في قول الله تعالى: {وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ} [آل عمران:46]، وتلك معجزة الإحياء لجسد الإنسان المسيح عيسى ابن مريم وعودة نفس المسيح إلى الجسد ليُكلّم النّاس كهلاً، والكهل هو سنٌّ متوسطٌ بين سنِّ الشباب والمَشيب ذو اللحية المخلوطة بالشعر الأبيض والأسود ويُطلق على من كان بهذا السن كهلاً، وتلك هي الدّابة تخرج من الأرض، وهو الإنسان المسيح عيسى ابن مريم ليُكلم النّاس كهلاً فينطق بنفس القول من قبل: {إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ}؛ أي أنه ليس الله ولا ولد الله، سُبحانه! كما يعتقد النّصارى بالباطل. ويريد المسيح الكذاب أن يستغل عقيدة الكفار من النّصارى فيقول أنه الله. وقال الله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابن مريم وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ ربّي وَربّكمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الجنّة وَمَأْوَاهُ النّار وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} صدق الله العظيم [المائدة:72].

وبما أن المسيح الدجال سوف يأتي مؤيّداً لعقيدة الباطل لدى كُفار النّصارى فيدعي الربوبيّة ويقول إنّه المسيح عيسى ابن مريم وإنّه الله ربّ العالمين ولذلك يُسمّى المسيح الكذاب بمعنى إنّه ليس المسيح عيسى ابن مريم الحقّ، ولذلك تتبين لكم الحكمة من رجوع المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهو الوزير الأول ونائب خليفة الله الإمام المهديّ ورئيس مجلس الوزراء.

ومن وزراء المهديّ كذلك رسول الله إلياس -صلّى الله عليه وآله وسلّم- الذي ابتعثه الله إلى أصحاب الرسّ، وهي قرية حمّة ذياب بن غانم كما يُسمّيها المؤرخون. وكذّبوه هو ووزيره نبيّ الله الصديق إدريس صلّى الله عليه وآله وسلّم، ثم صدّقه أخاه إدريس؛ شاباً فتياً، ثم جعله الله مع أخيه إلياس وزيراً، ثم صدّقه أخوه اليسع؛ شاباً فتياً، فعزز الله بهما نبيّاً ثالثاً وهو نبيّ الله الصدّيق اليسع، فكذبوهم أجمعين ولم يؤمن لهم غير رجلٍ واحدٍ فقط وكان يكتم إيمانه ومثله كمثل مؤمن آل فرعون. وتوعدهم قومهم إن لم ينتهوا عن الدعوة إلى الله وعبادة الله وحده بأنهم سوف يرجمونهم وليمسنّهم من قومهم عذاباً أليماً، ومن ثم خشي رسول الله إلياس على أخويه من الفتنة وأمرهم أن يأويا إلى الكهف وهو معهم فيختبئون فيه كما اختبأ محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وصاحبه أبو بكر من الكفار، وكذلك الرسول إلياس وأخويه النبيَين الصدّيقين الفتيان اختفوا في الكهف من مكر الكفار حتى ينظر الله في أمرهم، ولكن الرجل الذي صدّقهم وكان يكتم إيمانه علم بأنّ أنبياء الله الثلاثة قد اختفوا بعد تهديد الكفار برجمهم أو العودة في ملّتهم ومن ثمّ غضب هذا الرجل الصالح من قومه وجاء إلى كبار قومه وأعلن إيمانه. وقال الله تعالى: 
{وَاضْرِ‌بْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْ‌يَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْ‌سَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْ‌سَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ‌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّ‌حْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَ‌بُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْ‌نَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْ‌جُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُ‌كُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْ‌تُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِ‌فُونَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَ‌جُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرً‌ا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَ‌نِي وَإِلَيْهِ تُرْ‌جَعُونَ ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِ‌دْنِ الرَّ‌حْمَـٰنُ بِضُرٍّ‌ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَ‌بِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

ولذلك قال رسول الله إلياس لأخويه إدريس واليسع: {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:20].

وذلك لأنّ قومهم توعدوهم بذلك إن لم ينتهوا عن دعوتهم إلى الله وترك عبادة آلهتهم، وقالوا: {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [يس:18]، وذلك لأنّ الأنبياء الثلاثة رسول الله ووزراءه الفتية إدريس واليسع كانوا يدعون قومهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأوثان وقالوا: قال الله تعالى: {هَٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} صدق الله العظيم [الكهف:15].

والآن تبيّن لكم لماذا جعل الله قصة أصحاب القرية ورسلها الثلاثة مُبهمةً ولم يذكر أصحاب هذه القرية ولا اسم قومها وكذلك لم يذكر أسماء رُسلها الثلاثة، وذلك لأنّ القصة تتعلق بأصحاب الكهف فإذا جاء الإمام المهديّ الذي يؤتيه الله علم الكتاب فيفصّله تفصيلاً فيجعل أسرار القرآن مفهومةً لدى المُسلمين المؤمنين الموقنين بآيات الله في القرآن العظيم؛ أولئك من وزرائي المُكرمين وهم رسول الله إلياس والصديق النّبي أخوه إدريس الذي رفعه الله مكاناً علياً، وهي إشارةٌ على أنّ موقع أصحاب الكهف في أعلى مكانٍ في الجزيرة العربية، وأعلى مكانٍ هو هضبة اليمن، وأعلى مكانٍ في الهضبة هي محافظة ذمار، وأعلى مكان هي قرية الأقمر التي توجد بعرض جبل إسبيل. وأما الكهف فهو موجود عند البيوت التي بجانب الجبل على مقربة من بيت رجل يُدعى (محمد سعد) ولكنه يصدّ عن هذا الكهف صدوداً ويظنّ أنّ بداخله كنزاً له، وأخاه أعقل منه وأهدى سبيلاً.

وكما قلنا أنه يوجد في هذا الكهف أربعة من وزراء الإمام المهديّ وهم رسول الله إلياس -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وكذلك أخوه الذي صدّق به؛ نبيّ الله إدريس، وكذلك النّبي الثالث الذي صدّق بأمرهم وهو أخوهم نبيّ الله الصدّيق اليسع، وكذلك الرقيم المضاف إليهم بتابوت السكينة حين أراد بنو إسرائيل قتل رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وسلم.

أولئك هم من أكرم من في مجلس وزراء الإمام المهديّ، وإن أكرم وزراء الإمام المهديّ هو رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وآله وسلّم.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_______________

الاثنين، 22 ديسمبر 2008

أخي الفيصل اليماني أخبرنا ولا تنحرج، ما هي الموانع التي منعتك من كشف الحقيقة للعالمين؟


-2-
الإمام ناصر محمد اليماني
23 - 12 - 1429 هـ
22 - 12 - 2008 مـ
11:48 مساءً
ــــــــــــــــــ


أخي الفيصل اليمانـــي ..

بسم الله الرحمن الرحيم، أخي الفيصل اليماني أخبرنا ولا تنحرج، ما هي الموانع التي منعتك من كشف الحقيقة للعالمين؟ فهل لم تصدقك قبيلتك؟ أم لم يصدقك أصحاب قرية الأقمر الغافلون إلا من رحم ربّي؟ أم ما خطبك وما دهاك فقد أوشك الشهر الذي وعدتنا خلاله أن تأتينا بنتيجةِ أن ينتهي؟ ولكن إن لم تستطع فلا حرج عليك أخي الكريم ولا يُكلّف الله نفساً إلا وسعها، واعلمْ أنك سوف تجد قوماً لا يفقهون الحقّ من ربّهم إلا قليلاً. وإن لم يعثر النّاس عليهم قبل بعثهم فسوف يبعثهم الله فيخرجون على النّاس أحياءً يمشون من آيات الله عجباً في ضخامة الخلق من الأمم الأولى من الذين زادهم الله بسطةً في الخلق، وكذلك يبعث الله الرقيم المُضاف إليهم المسيح عيسى ابن مريم -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وهو دابة من الأرض تُكلمهم بأن يتبعون الحقّ؛ ويكون من التّابعين، إن النّاس بآيات الله لا يوقنون، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين. 

وها أنتم كما وصفكم الله في عصر ظهور الإمام المهديّ وخروج الدّابة لا توقنون بالبيان الحقّ لآيات ربّكم حتى إذا وقع القول عليكم بالحقّ وتطلع الشمس من مغربها يبعثهم الله؛ وإن يشاء فقبل ذلك، وإلى الله تُرجع الأمور، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النّاس كَانُوا بِآياتنَا لَا يُوقِنُونَ} صدق الله العظيم [النمل:٨٢].

فلا حرج عليك أيها الفيصل اليماني شيئاً وإلى الله ترجع الأمور والحُكم لله وهو أسرع الحاسبين، أهم شيء أني علّمتكم بمكانهم ومعهم المسيح عيسى ابن مريم -صلّى الله عليه وآله وسلّم- تسليماً كثيراً، ومن نفس المكان المعلوم سوف يخرجون في قدرهم المقدور في الكتاب المسطور أحياءً يمشون؛ أولئك من وزرائي المُكرمين أربعةٌ من الأنبياء لو كنتم تعلمون! وإلى الله تُرجع الأمور.

ويا عجبي من عُلماء أمّة يعلمون إنّ الله قد جعل الإمام المهديّ إماماً لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ومن ثم يحقّرون من شأن الإمام المهديّ المنتظر وحرّموا عليه أن يُعرّفهم بشأنه وأنهم هم من يعرفونه بما سيعرفون! وها هو الإمام الحقّ قد أخرس ألسنتهم في كافة المواضيع التي خالفناهم فيها جملةً وتفصيلاً فلم يذودوا شيئاً لأنهم لا يستطيعون شيئاً نظراً لقوة البُرهان المُبين من مُحكم القرآن العظيم، ولو كنت أجادل النّاس بالروايات لاستطاعوا أن يجادلونني جدلاً كبيراً من كثرة الباطل المُفترى، ولكني أعلم أنه الحجّة لله على محمدٍ وناصر محمدٍ وقومِهما هو الذكر المحفوظ من التحريف. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} صدق الله العظيم [الحجر:٩].

{وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:٤٤].

وفيه الحُكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النّاس بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ} صدق الله العظيم [النساء:١٠٥]. فبأي حديثٍ بعده تؤمنون؟ وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
______________

ها أنتم كما وصفكم الله في عصر ظهور الإمام المهديّ وخروج الدّابة لا توقنون بالبيان الحقّ لآيات ربّكم


-2-
الإمام ناصر محمد اليماني
23 - 12 - 1429 هـ
22 - 12 - 2008 مـ
11:48 مساءً
ــــــــــــــــــ


أخي الفيصل اليمانـــي ..

بسم الله الرحمن الرحيم، أخي الفيصل اليماني أخبرنا ولا تنحرج، ما هي الموانع التي منعتك من كشف الحقيقة للعالمين؟ فهل لم تصدقك قبيلتك؟ أم لم يصدقك أصحاب قرية الأقمر الغافلون إلا من رحم ربّي؟ أم ما خطبك وما دهاك فقد أوشك الشهر الذي وعدتنا خلاله أن تأتينا بنتيجةِ أن ينتهي؟ ولكن إن لم تستطع فلا حرج عليك أخي الكريم ولا يُكلّف الله نفساً إلا وسعها، واعلمْ أنك سوف تجد قوماً لا يفقهون الحقّ من ربّهم إلا قليلاً. وإن لم يعثر النّاس عليهم قبل بعثهم فسوف يبعثهم الله فيخرجون على النّاس أحياءً يمشون من آيات الله عجباً في ضخامة الخلق من الأمم الأولى من الذين زادهم الله بسطةً في الخلق، وكذلك يبعث الله الرقيم المُضاف إليهم المسيح عيسى ابن مريم -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وهو دابة من الأرض تُكلمهم بأن يتبعون الحقّ؛ ويكون من التّابعين، إن النّاس بآيات الله لا يوقنون، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين. 

وها أنتم كما وصفكم الله في عصر ظهور الإمام المهديّ وخروج الدّابة لا توقنون بالبيان الحقّ لآيات ربّكم حتى إذا وقع القول عليكم بالحقّ وتطلع الشمس من مغربها يبعثهم الله؛ وإن يشاء فقبل ذلك، وإلى الله تُرجع الأمور، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النّاس كَانُوا بِآياتنَا لَا يُوقِنُونَ} صدق الله العظيم [النمل:٨٢].

فلا حرج عليك أيها الفيصل اليماني شيئاً وإلى الله ترجع الأمور والحُكم لله وهو أسرع الحاسبين، أهم شيء أني علّمتكم بمكانهم ومعهم المسيح عيسى ابن مريم -صلّى الله عليه وآله وسلّم- تسليماً كثيراً، ومن نفس المكان المعلوم سوف يخرجون في قدرهم المقدور في الكتاب المسطور أحياءً يمشون؛ أولئك من وزرائي المُكرمين أربعةٌ من الأنبياء لو كنتم تعلمون! وإلى الله تُرجع الأمور.

ويا عجبي من عُلماء أمّة يعلمون إنّ الله قد جعل الإمام المهديّ إماماً لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ومن ثم يحقّرون من شأن الإمام المهديّ المنتظر وحرّموا عليه أن يُعرّفهم بشأنه وأنهم هم من يعرفونه بما سيعرفون! وها هو الإمام الحقّ قد أخرس ألسنتهم في كافة المواضيع التي خالفناهم فيها جملةً وتفصيلاً فلم يذودوا شيئاً لأنهم لا يستطيعون شيئاً نظراً لقوة البُرهان المُبين من مُحكم القرآن العظيم، ولو كنت أجادل النّاس بالروايات لاستطاعوا أن يجادلونني جدلاً كبيراً من كثرة الباطل المُفترى، ولكني أعلم أنه الحجّة لله على محمدٍ وناصر محمدٍ وقومِهما هو الذكر المحفوظ من التحريف. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} صدق الله العظيم [الحجر:٩].

{وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:٤٤].

وفيه الحُكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النّاس بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ} صدق الله العظيم [النساء:١٠٥]. فبأي حديثٍ بعده تؤمنون؟ وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
______________

السبت، 20 ديسمبر 2008

تّغريب المرأة الزانية جاء في الأثر أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : [ خذوا عني خذوا عني فقد جعل الله لهن سبيلا ، البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة ] حدّ يهوديّ الموضوع في السُّنة المُحمديّة


الإمام ناصر محمد اليماني
21 - 12 - 1429 هـ
20 - 12 - 2008 مـ
12:10 صباحاً
ــــــــــــــــــــ


الإمام المهديّ ينفي حدَّ التّغريب اليهودي الموضوع..

بسم الله الرحمن الرحيم
من الإمام المهديّ الدَّاعي إلى كتاب الله وسنة رسوله مُحمد -صلّى الله عليه وآله وسلّم- الإمام ناصر مُحمد اليماني إلى كافة عُلماء المُسلمين على مُختلف مذاهبهم وفرقهم، السلام على من اتَّبع كتاب الله وسنَّة رسوله؛ من استمسك بهما نجى ومن زاغ عنهما وتمسك بأحاديث الفتنة اليهوديّة الموضوعة التي تُخالف لمُحكم كتاب الله فقد أزاغ عن الحقّ وهوى، وإني أُشهد الله وكافة أولي الألباب من المُسلمين أني أدعوكم يا معشر المُسلمين إلى كتاب الله وسنة رسوله الحقّ، فإن أبيتم فإني أتبرأ منكم أجمعين ثم يحكم الله بيني وبينكم بالحقّ وهو أسرعُ الحاسبين.

ويا معشر الشعوب الإسلاميّة إني أشهدكم على عُلمائِكم وعلى أنفسِكم أني أدعوكم إلى كتاب الله وسنة رسوله الحقّ، فإن أبيتم فما بعد الحقّ إلا الضلال، فإن رأيتم أن المدعو ناصر مُحمد اليماني لا ينفي شيئاً في الفقه الإسلامي إلا وأخرس ألسنة كافة عُلماء الأمَّة حتى لا يستطيعوا أن يطعنوا في حُكم ناصر مُحمد اليماني بينهم بالحقّ شيئاً ثم يلتزمون بالصمت ثم يتبعهم بالصمت المُسلمون فيظلوا على هذا الحال فسوف أتبرأ منكم ومن عُلمائكم فألعنكم لعناً كبيراً إن أعرضتم عن كتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ فاستمسكتم بما خالف لمُحكم القرآن العظيم أو لعنة الله على ناصر مُحمد اليماني إن أعرض عن كتاب الله وسنة رسوله لعناً كبيراً.

ويا معشر عُلماء المُسلمين المُختلفين من الذين فرَّقوا دينَهم فكانوا شِيَعَاً وأحزاباً وكُلُّ حزبٍ بما لديهم فرحون، إني أشهدُ أن لا إله إلا الله وأشهدُ أن مُحمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأشهدُ أني الإمام المهديّ إلى الحقّ من ربّكم، وقد خاب من افترى على الله كذباً وباء بغضبٍ على غضب ومأواه جهنم وساءت مصيراً، ومن أظلمُ ممَّن افترى على الله كذِباً أو كذَّب بآياته إنه لا يفلح الظالمون.
وإني أدعوكم إلى كتاب الله وسنة رسوله الحقّ فإنهما لا يفترقان في شيء أبداً فيختلفان إلى يوم يقوم الناس لربّ العالمين، فلا تقولوا كما قالت اليهود سمعنا وعصينا فيلعنكم الله لعناً كبيراً كما لعن اليهود ومُشركي النَّصارى فيجعل الخبيث بعضه فوق بعض فيركمكم في نار جهنم جميعاً لئن أعرضتم عن الحقّ الذي أخاطبكم به كالمحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالكٌ.

ولربّما يودّ أحد المُسلمين أو عُلماؤهم أن يُقاطعني فيقول: "على رسلك يا ناصر مُحمد اليماني واحترم نفسك وبطّل العنترة على عُلمائنا فهم خيرٌ منك وأهدى منك سبيلاً أيها المجنون المعتوه؛ بل هم مُستمسكون بكتاب الله وسنة رسوله، ولا نبيَّ بعد مُحمدٍ رسولِ الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ولا وحياً جديداً من بعده"، ومن ثم يُرد عليه ناصر مُحمد اليماني وأقول: وهل يمكن للمجنون المعتوه أن يُخرس ألسنةَ عُلماءِ المُسلمين فيطعن في حدود في الدِّين ثم يُلجمهم بالحقّ إلجاماً، فهل هذا مجنون معتوه في نظركم؟ أم أنكم وعُلماءكم الصامتين حصبُ جهنم أنتم لها واردون، صُمٌ بكمٌ عُميٌ لا تعقلون! ومن ثم تقولون حين دخولها: " لو كنا نسمعُ أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير".

أما بالنسبة للوحي الجديد والنبي الجديد فأشهدُ أن خاتم الأنبياء والمُرسلين هو مُحمدٌ النَّبيّ الأميّ رسولُ الله إلى الناس كافة، فلا وحيٌّ جديدٌ من بعد كتاب الله وسنة رسوله الحقّ شيئاً، ولعنة الله على ناصر مُحمد اليماني لئن دعاكم إلى غير كتاب الله وسنة رسوله الحقّ لعناً كبيراً أو لعنة الله على من تبيَّن له أن اليماني هذا حقاً يدعو إلى الحقّ وإلى صراطٍ مُستقيمٍ ثم يعرض عن الحقّ وكأن الأمر لا يعنيه شيئاً! وكوكب العذاب اقترب من الأرض وأوشك أن يكون ظلُّه فوقَكم فيمطر عليكم حجارة من طين حرارية نارية تجعل من أصابته منكم كعصفٍ مأكولٍ فتحرقه وتخرقه، وابتعثني الله لإنقاذ المُسلمين ومن صدق بالحقّ واتبعه من الناس أجمعين.

وأنا أدعو الناس منذ أربع سنوات إلى كتاب الله وسنة رسوله الحقّ ولم أُقنع بعد حتى المؤمنين بكتاب الله وسنة رسوله! واطَّلع كثيرٌ من المُسلمين وعُلماؤهم على دعوة الحقّ والتزموا بالصمت بعدما تبيَّن لهم أنه الحقّ ولا يصمت عن الحقّ إلا شيطانٌ أخرسٌ كرِه ما أنزل الله من الحقّ فأحبط عمله وجعله هباءً منثوراً كرمادٍ اشتدت به الريحُ في يومٍ عاصفٍ لا يقدِرون ممّا كسَبوا على شيءٍ إلا الذين لم يكرهوا ما أنزل الله من الحقّ في مُحكم كتابه بعدما تبين لهم أنه الحقّ من ربّهم يدعو إلى صراطٍ مُستقيمٍ لا يخشون أحداً إلا الله ولا يخافون في الله لومة لائم فلا يصمتون عن الاعتراف بالحقّ وقالوا كما قال السابقون إليه من قبل في عصر التنزيل وقالوا: { سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴿٢٨٥﴾ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿٢٨٦﴾ } [البقرة]

أولئك يُصلي الله عليهم وملائكته فيخرجهم من الظُلمات إلى النور ويشرح صدورهم ويصلح بالهم ويهديهم بالقرآن العظيم إلى سُبل السلام وأيَّدهم بروحٍ منه نور الرضوان ليكون لهم فرقاناً فيبصروا بنوره فيفرِّقوا به بين الحقّ والباطل ويُزيدهم إيماناً إلى إيمانهم وهُدىً إلى هُداهم وإذا تُليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربّهم يتوكلون؛ أولئك هم المؤمنون حقاً يُجزون الغُرفة بما صبروا ولهم فيها ما تشتهي أنفسهم ولهم فيها ما يدَّعون نُزلاً من غفورٍ رحيم.
وأما الذين لو يأتيهم الإمام ناصر مُحمد اليماني بنفي الباطل فيستنبط لهم ألفَ بُرهانٍ من القرآن ولا أقول من آياته المُتشابهات؛ بل من آياته المُحكمات من أم ّالكتاب ثم يُعرض عنهنَّ فيستمسك بما خالف مُحكم القرآن في السُّنة النَّبويّة فيزعم أن السنة تنسخ القرآن فيتبع كُل ما خالف لمُحكم كتاب الله في السُّنة النَّبويّة؛ أولئك قد ردهم اليهود عن إيمانهم كافرين بأحاديث الفتنة الموضوعة ويزعمون أنها وردت عن سلفهم الصالح عن رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وهي وردت عن السلف السوء من عُلماء اليهود المُفترين على الله ورسوله وصحابته الأخيار. ألا لعنة الله على الظالمين، ولن ألعن عالماً مُسلماً ولا أحداً من المُسلمين بعد، وإنما اللعنة على من تبين له أنه الحقّ من ربّه ثم يعرض عنه وقال حسبي روايات العترة والبحث عن كتاب فاطمة الزهراء المُفترى، أو يقول حسبي السُّنة التي وردت عن الصحابة الثقات ثم ينبذون مُحكم كتاب الله وراء ظهورهم ويقولون: "إن مُحمداً رسول الله ومن معه هم أعلم بكتاب الله من المُسلمين التابعين، فلا داعي لتدبّره وحسبنا ما ورد عن مُحمدٍ رسولِ الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- من الأحاديث في السنة تصديقاً لقول الله تعالى: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا } صدق الله العظيم [الحشر:7]، وعليه فإن حسبنا سنة مُحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم". ومن ثم يُرد عليه ناصر مُحمد اليماني وأقول: ومن الذي أتى بحديث القرآن المحفوظ من التحريف؟ ومن ثم يُقاطعني ويقول: "أتى به مُحمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم"، ومن ثم أقول: وأيُّهما محفوظ من التحريف فلا يستطيع اليهود أن يُحرِّفوا فيه كلمةً واحدةً في لفظه؟ فيقول: "هو حديث الله القرآن العظيم تصديقاً لقول الله تعالى: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } صدق الله العظيم [الحجر:9]"، ومن ثم أقول له : وأحاديث السُّنة هل وعدكم الله بحفظها من التحريف؟ ومن ثم يقول: كلا لم يعدنا الله بحفظها من التحريف والدليل قول الله تعالى: { وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ } صدق الله العظيم [النساء:81]

ومن ثم أقول له: وهل تعلم حلاً لهذه المُعضلة؟ ثم يصمت! ومن ثم أٌقول له: وهل أعطاك الله العقل فميّزك عن الأنعام بعقل يُفكر؟ فيقول: "اللهم لك الحمد، بلى أنا إنسان عاقل أُفكر وأُقدر". ومن ثم أقول له: فبما أنّك قد علمت أن حديث القرآن محفوظ من التحريف وأن أحاديث السُّنة ليست محفوظة من التحريف فهل ترى الحدّ الذي يأتي في السنة مُخالفاً لحدِّ الله في القرآن العظيم؟ فهل تراه حداً من عند الله أم حداً موضوعاً مُفترى على الله ورسوله؟ ومن ثم يقول وأي حدّ في السُّنة النَّبويّة جاء مُخالفاً لحدِّ الله في القرآن العظيم، ومن ثم أقول له: إنّه الحدّ اليهوديّ الموضوع في السُّنة المُحمديّة، ذلك حدّ التّغريب للمرأة الزانية وطردها إلى بلد آخر بعيداً عن أهلها ومحارمها! والحكمة اليهوديّة من ذلك لكي تستمر في الزنى بعيداً عن أهلها ومحارمها، ألا لعنة الله على كُل مُفترٍ لعناً كبيراً عداد ثواني الدهر والشهر من أول يومٍ في العُمر إلى اليوم الآخر يوم يقوم الناس لربّ العالمين، وأما الذين صَدَّقوا هذا الإفك المُفترى الذي لا يقبله عقل ولا منطق؛ أولئك من الذين يتبعون ما ليس لهم به علمٌ ولا يقبله إنسانٌ عاقلٌ وقد حذَّرهم الله أن يتبعوا ما ليس لهم به علمٌ وأنه سوف يسألهم عن سمعهم وأبصارهم وأفئدتهم تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا } صدق الله العظيم [الإسراء:36]

وأقسم بربّ العالمين لو أسأل إنساناً يستخدم عقله حقاً: هل ترى أن تغريبَ المرأة الزانية عن الديار بعيداً عن أهلها ومحارمها حدٌّ إسلاميٌّ سوف يضعها عند حدِّها فيمنع زناها فلا تعود إليه خشية تطبيق هذا الحدّ عليها؟ وسوف يقول له عقله: "حاشا لله إن هذا إلا إفكٌ مُفترى! فكيف يضعها عند حدها، بل سوف تزداد حُريتها فتزني كيف تشاء وتسهر في كُل ليلةٍ مع شابٍ أو عدة شباب إلى الصباح بلا شك أو ريب ما دامت في أرضٍ بعيدةٍ عن أهلها ومحارمها"، ومن ثم أقول له: ولذلك قال الله تعالى: { وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا } صدق الله العظيم [النساء:15].

والبيوت هي بيوت أهلهن فلا تخرج من البيت حتى تُمنع من الاستمرار في الزنى حتى جاء حدّ الله البدل عن استمرار الحبس وهو حدّ الجلد بمائة جلدة. تصديقاً لقول الله تعالى: { الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ } صدق الله العظيم [النور:2]

وبتنفيذ هذا الحدّ من ربّ العالمين سوف يُحَدُّ من ظاهرة الزنى في بلاد المُسلمين، إنه كان فاحشةً وساء سبيلاً، ومن لم يحكم بما أنزل الله فقد ظلم نفسه ولم يُطع الله ومن لم يُطع الله فلا طاعة له على المُسلمين، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

ويا معشر المُسلمين، إن حدّ النساء الزانيات من نساء المُسلمين سواء كانت متزوجة أم عزباء قد كان حدها الحبس في بيت أهلها وذلك لكي تُمنع من فاحشة الزنى حتى يأتي حداً من الله يوقفها الله به عند حدها ولا يصح حبسها في بيت زوجها بعد ثبوت فاحشة الزنى لأنه سوف يُطلقها بل يتم إخراجها إلى بيت أهلها تصديقاً لقول الله تعالى: { وَاتَّقُوا اللَّهَ ربّكم لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ } صدق الله العظيم [الطلاق:1]

وأما حدّ الزاني فهو الأذى بالكلام سواء كان عازباً أم مُتزوجاً وكان حدهم الأذى بالكلام المُهين والجارح سواء كان الزاني أعزب أم مُتزوج تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا } صدق الله العظيم [النساء:16]

ومعنى قول الله تعالى: { وَاللَّذَانِ } أي الزاني الأعزب والزاني المُتزوج، فأما حدّ النساء فكذلك كان واحداً وهو الحبس في بيوت أهلهن لمنعهن من الاستمرار في الفاحشة وليس التّغريب المُفترى عن أهلها! وهذا يعرّضها أكثر للسوء والفحشاء ومُخالف لحد الله في القرآن العظيم لأنه أمر بحبسها في بيت أهلها، وذلك لكي يمنعها من الاستمرار في فاحشة الزنى، وقال الله تعالى: { وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا ﴿١٥﴾ وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا } صدق الله العظيم [النساء]

الإمام المُبين الداعي إلى الصراط المُستقيم الناصر لما جاءكم به النَّبيّ الأميّ صلّى الله عليه وآله وسلّم الإمام ناصر مُحمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ

الخميس، 18 ديسمبر 2008

بيان الإمام المهدي عن الجنة التي خرج منها أبونا آدم عليه الصلاة والسلام


- 5 -
الإمام ناصر محمد اليماني
19 - 12 - 1429 هـ
18 - 12 - 2008 مـ
03:21 صباحاً
ــــــــــــــــــــ


بيان الإمام المهدي عن الجنة التي خرج منها أبونا آدم عليه الصلاة والسلام..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين مُحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..
إليك سؤالي أيها السائل ، والسؤال هو: هل الله سُبحانه وتعالى قال لملائكته بأنه جاعل في جنة المأوى عند سدرة المُنتهى خليفة، فإذا سواه ونفخ فيه من روحه أمرهم الله أن يكونوا له ساجدين؟ وأعلم بجوابك علينا وسوف تقول: قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٣٤﴾ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٣٥﴾ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٣٦﴾ فَتَلَقَّىٰ آدَمُ من ربِّه كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿٣٧﴾ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٣٨﴾ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٣٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

فانظر لقول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} صدق الله العظيم، وكذلك إلى قول الله تعالى: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٣٥﴾ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ} صدق الله العظيم [البقرة:35-36]، فتدبروا كافة الآيات التي وردت في هذا الشأن وسوف تعلمون ما لم تكونوا تعلمون، فتدبروا الآيات المُحكمات التي وردت في أمّ الكتاب في هذا الشأن وسوف تعلمون، قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٣٤﴾ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٣٥﴾ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٣٦﴾ فَتَلَقَّىٰ آدَمُ من ربِّه كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿٣٧﴾ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٣٨﴾ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٣٩﴾} ، وقال تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} صدق الله العظيم [آل عمران:59].

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴿١﴾} صدق الله العظيم [النساء:1].

كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} صدق الله العظيم[الحجرات:13].

وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} صدق الله العظيم [الأعراف:189]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ ﴿١١﴾قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴿١٢﴾ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴿١٣﴾ قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤﴾ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿١٥﴾ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴿١٧﴾ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٨﴾ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿١٩﴾ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴿٢٠﴾ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴿٢١﴾فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٢٢﴾قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴿٢٣﴾ قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٢٤﴾ قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

كما قال تعالى في الآية الأخرى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} صدق الله العظيم [طه:55].

وقال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٢٦﴾ وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ ﴿٢٧﴾ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٢٨﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٢٩﴾ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٣٠﴾ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣١﴾ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣٢﴾ قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٣٣﴾ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٣٥﴾ قَالَ ربّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٣٦﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿٣٧﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٣٨﴾ قَالَ ربّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٣٩﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿٤٠﴾ قَالَ هَٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ﴿٤١﴾ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿٤٢﴾ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٤٣﴾ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم[الحجر].

وقال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ﴿٦١﴾ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٦٢﴾ قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورًا ﴿٦٣﴾ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴿٦٤﴾ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلًا ﴿٦٥﴾} [الإسراء].

وقال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الجنّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ ربّه أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً} صدق الله العظيم [الكهف:50].

وقال تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ﴿١١٥﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ ﴿١١٦﴾ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ ﴿١١٧﴾ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ ﴿١١٨﴾ وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ ﴿١١٩﴾ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ ﴿١٢٠﴾ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَىٰ آدَمُ ربّه فَغَوَىٰ ﴿١٢١﴾ ثُمَّ اجْتَبَاهُ ربّه فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ ﴿١٢٢﴾} صدق الله العظيم [طه].

ومن بعد التدبر سوف تعلمون ما لم تكونوا تعلمون كما يلي:

إنَّ الله لم يجعل آدم خليفةً في جنة المأوى عند سدرة المُنتهى بل جعله خليفة في الأرض؛ بمعنى أنه يوجد لله جنة في الأرض بلا شك أو ريب وهي التي جعل الله فيها خليفة على من كان فيها من الجنّ وكذلك أمر الملائكة بالطاعة لخليفة ربّهم سجوداً لله، ويُستنبط من تلك الآيات دليل الخلافة أنها في الأرض من بادئ الأمر، والدليل قول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} صدق الله العظيم. ومن ثم نستنبط بأن هذه الأرض فيها جنة لله، والدليل قول الله تعالى: {وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجنَّة فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:19].

ثم نستنبط إنَّ الله قد أمر إبليس بالخروج منها، ثم طلب إبليس من الله أن ينظره فيها حتى يفتن من كرمه الله عليه، وطلب الشيطان من الله هذا الطلب من باب التحدي لئن أخَّره، ثم أجابه الله لطلبه وحذَّر آدم منه وقد سمع آدم التحدي من إبليس وإعلان العداوة لآدم وزوجته وذريتهم أجمعين، ويستنبط ذلك من قول الله تعالى: {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ ﴿١١٧﴾ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ ﴿١١٨﴾ وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ﴿١١٩﴾ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ ﴿١٢٠﴾ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَىٰ آدَمُ ربّه فَغَوَىٰ ﴿١٢١﴾ ثُمَّ اجْتَبَاهُ ربّه فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ ﴿١٢٢﴾} صدق الله العظيم [طه].

ولكن الله وعد الشيطان ليخرجنّه منها مذءوماً مدحوراً بهزيمة نكراء ومن ثم يدخله جهنم وساءت مصيراً، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ ﴿١١﴾ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴿١٢﴾ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴿١٣﴾ قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤﴾ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿١٥﴾ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴿١٧﴾ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٨﴾ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿١٩﴾ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴿٢٠﴾ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴿٢١﴾ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٢٢﴾ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٢٣﴾ قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٢٤﴾ قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

ومن ثم يتبين لكم أنَّ الخروج من الأرض إلى الأرض أي من الداخل إلى الخارج، وذلك هو الهبوط من معيشة النّعيم إلى الحضيض في المعيشة، وفي الحقيقة هو الخروج من الجنة إلى حيث أنتم في كبد وعناء وشقاء، وذلك لأن الله أنظر إبليس في هذه الجنة حسب طلبه من باب التحدي لئن أخرّه الله ليفتن آدم وزوجته فيجعلهم يطيعون أمر إبليس ويعصون أمر ربّهم ثم أجاب الله طلب إبليس ومن ثم حذَّر الله آدم وزوجته من إبليس أن لا يخرجهم من العزّ إلى الشقاء، ولذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ﴿١١٥﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ ﴿١١٦﴾ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ ﴿١١٧﴾ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ ﴿١١٨﴾ وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ ﴿١١٩﴾ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ ﴿١٢٠﴾ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَىٰ آدَمُ ربّه فَغَوَىٰ ﴿١٢١﴾} صدق الله العظيم [طه].

ويا معشر المُسلمين والناس أجمعين، ذلك هو الشيطان بذاته هو المسيح الدجال ولا يزال في جنة الله في الأرض من تحت الثرى وتلك هي جنة الفتنة وفيها المسيح الدجال يريد أن يفتنكم بها، ولكن الله وعدكم بها في الدُنيا من قبل جنة الآخرة فيحييكم فيها حياةً طيبةً في أرضٍ لم تطؤوها فيرثكم الله أرضهم وديارهم في الدُنيا. تصديقاً لوعد الله للمُسلمين في قول الله تعالى: {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا} صدق الله العظيم [الأحزاب:27].

وتلك الأرض هي الأرض التي لم تدعسها قدم مُسلم من أمّة محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، فإن أطعتم الشيطان وعصيتم خليفة الله الإمام المهدي ذهبت عنكم فلا يعدكم الشيطان إلا غروراً، فإن أطعتم المسيح الدجال الذي هو ذاته الشيطان الرجيم فلن تنالوها وقد كانت في يد آدم وزوجته حتى إذا عصوا أمر ربّهم وصدَّقوا الشيطان خرجوا مما كانوا فيه من العزّ، وكذلك أنتم لئن عصيتم أمر الله وصدَّقتم الشيطان الرجيم فلا يفتنكم بها الشيطان كما أخرج أبويكم فقد حذركم الله فتنته، وقال الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:27]، وقد علَّمكم محمد رسول الله عن يوم هذه الأرض التي يسكنها، وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يوم الدجال كسنة من سنواتكم وقال عليه الصلاة والسلام: [يومه كسنة]. أي يومه كسنة من سنواتكم.

ويا أيها الناس إنما أكلمكم بالعلم الحقّ الذي سوف تجدونه الحقّ على الواقع الحقيقي وأنتم لا تزالون في الدُنيا ولا أتبع خزعبلاتكم التي لا يقبلها العقل والمنطق وقد فصَّلنا لكم جنة الفتنة التي كانت سبب فتنة آدم فحرص عليها وعلى البقاء فيها، وإنما خوَّفّه الشيطان أنّ الله لم ينهَه عن تلك الشجرة حتى لا يكونا ملكين خالدين في ذلك النّعيم الذي هم فيه، وحرصاً على ذلك أكلا من الشجرة، فلا يفتنكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة إني لكم ناصح أمين، وهذه الجنة هي من تحت الثرى وهي لله. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَافِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} صدق الله العظيم[طه:6].

ولها مشرقان من جهتين مُتقابلتين وهي الأرض ذات المشرقين ومشرقاها هما ذاتهما مغرباها وربها الله وليس ربها عدوه وعدوكم المسيح الدجال. تصديقاً لقول الله تعالى: {رَبُّ المَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ المَغْرِبَيْنِ} صدق الله العظيم [الرحمن:17].

بمعنى أنّ لها بوابتان إحداهما في أطراف الأرض جنوباً والأخرى في منتهى أطراف الأرض شمالاً، وأعظم بعد بين نقطتين في هذه الأرض هو بين هاتين البوابتين. تصديقاً لقول الله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} صدق الله العظيم [الزخرف:38].

وذلك لأنّ أعظم بعدٍ بين نقطتين في هذه الأرض هو بين نقطتي المشرقين لأنهما في جهتين مُتقابلتين، وتشرق عليها الشمس من البوابة الجنوبية فتخترق أشعة الشمس هذه الأرض المفروشة حتى تخرج أشعتها من البوابة الشمالية نظراً لأنّ هذه الأرض مُستوية التضاريس قد مهدها الله تمهيداً وفرشها بالخضرة فمهدها تمهيداً فتراها بارزة وليس لها مناكب مختفية بل بارزة مستوية فرشها الله بالخضرة ومهدها تمهيداً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47)وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ(48)} صدق الله العظيم [الذاريات].

بمعنى أنه جعلها بارزة ممهدة إذا كان أحدكم في أحد بواباتها فإنه سوف يرى الشمس في السماء مقابل بوابتها الأخرى وذلك هو وصف تضاريسها. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} صدق الله العظيم، تلك الأرض التي وضعها الله للأنام فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام والحب ذو العصف والريحان. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(13)} صدق الله العظيم [الرحمن].

وأذكِّركم قول الله تعالى: {فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} صدق الله العظيم، فها هي الأرض التي لم تطئُوها؛ نفقٌ في الأرض أمامكم بين أيديكم من آيات الله من آيات التصديق لهذا القرآن العظيم الذي اتخذتموه مهجوراً فبأي نعم الله تُكذبان يا معشر الكفار من الإنس والجان، قال تعالى: {اذْكُرُوا آلَاءَ اللَّـهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

وأرى الجاهلين منكم يُكذِّبونَني بسبب عدم ظهوري لهم برغم أنّي أخاطبهم بكلام الله الذي هم به يؤمنون، فكذلك يتخذونه مهجوراً ثم يكذِّبوني ويحاجّوني لماذا لم أظهر فأواجههم. وهل لو ظهرت لهم سوف أقول لهم كلاماً غير هذا فيصدقوني، وما الفرق بين ظهوري ما داموا لم يصدقوا بالحقّ بين أيديهم وليس مكتوباً على جبيني الإمام المهدي المُنتظر، وإنما أنا بشرٌ مثلكم أعلِّمكم البيان الحقّ للقرآن فأستنبطه من ذات القرآن أم إنّكم لا تُصدقوا بأرضٍ هي نفقٌ في الأرض لم تطئُوها يا معشر المُسلمين وفيها من آيات الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ} [الأنعام:35].

وإني أريد أن أغزوها فلا ننتظر حتى يغزونا المسيح الدجال خشية أن يجعل الناس أمّة واحدة على الكفر نظراً لفتنة الملكوت الذي أخرجكم منه وإنّا فوقهم قاهرون ويريد الله أن يجعلكم أمّة واحدة على الحقّ ولو يدعوكم المسيح الدجال إلى الكُفر بالله يا معشر هذه الأمّة لاتبعتموه نظراً لفتنة المُلك الذي في هذه الأرض وإنما هي زينة الحياة الدُنيا وزُخرفها ولا يريد الشيطان أن يدخلها إلا من كفر بالله واتَّبعه وعصى الإمام المهدي المُنتظر.

وأقسم بربّ العزة والجلال لأخرجنَّه منها بقدرة الله مذءوماً مدحوراً هو وجميع جيوشه الذي يعدّهم من ذُرّيات البشر من اليهود آباؤهم من البشر وأمهاتهم إناث من شياطين الجنّ فيجامعوهن من الذين غيّروا خلق الله فيلدنَ عند المسيح الدجال الشيطان الرجيم، فإنا فوقهم قاهرون بإذن الله العزيز الحكيم فيورثني الله ومن معي أرضهم وديارهم وأموالهم بأرض لم تطؤوها. تصديقاً لوعد الله بالحق: {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً} صدق الله العظيم [الأحزاب:27].

فأمّا قوله: {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ} فهو يخصّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ومن معه. وأما قول الله تعالى: {وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً} فهو يقصد الإمام المهدي وحزبه الذين هم أنفسهم حزب محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وجميعنا حزب الله ألا إن حزب الله هم الغالبون، ويورثنا ملكوت تلك الأرض من الديار والأموال، الأرض التي وعدكم الله بها ولم تطأْها قدم مُسلمٍ من الأميّين بعد تلك هي جنة الفتنة قصورها من الفضة وأبواب قصورها من الذهب وزخرفاً ومعارج عليها يظهرون، تسلّط عليها المسيح الدجال الذي يدعو الناس إلى الكفر بالله الحقّ ويدّعي الربوبيّة بغير الحقّ، ويعِدُ الكُفار بدعوة الحقّ بهذه الديار التي أسقفها من الفضة وأبوابها من الذهب، ويريد أن يجعل الناس أمّةً واحدةً على الكُفر وما يعدهم الشيطان إلا غروراً، وذلك البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحدِةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِؤُونَ (34) وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (35)} صدق الله العظيم [الزخرف].

ولولا فضل الله عليكم يا معشر المُسلمين ببعث المهديّ المنتظَر بالبيان الحقّ للقرآن العظيم لاتبعتم الشيطان مع الناس إلا قليلاً، وذلك لأنّ الشيطان هو المسيح الدجال ذاته الذي يريد أن يجعل الناس أمّة كفرٍ واحدةٍ، فابتعثني الله له بالضدّ فأجعل الناس بإذن الله أمّةً واحدةً على الهُدى على صراطٍ مُستقيمٍ.

ولو يحشر الله لعبده جنودَه من البعوضة فما فوقها لما ازداد مُسلمو اليوم إلا كفراً وإنكاراً للحقّ نظراً لتغيير ناموس آيات التصديق بالكتاب فافتروا على الله أنه يؤيّد دعوة الباطل بآيات التصديق من عنده، كقولهم إنَّ الله يؤيد المسيح الدجال بالآيات من عنده، سبحانه! فكيف يؤيد الله الباطلَ بآيات التصديق أفلا تعقلون؟ إذاً لو يؤيّد الله الإمام المهدي بجنوده من البعوضة وما فوقها من خلق الله في السماوات وفي الأرض ضدّ المسيح الدجال وجيوشه إذاً لقال المُسلمون إن الإمام المهدي هذا الذي أيَّده الله بهذه الآيات كُلها؛ إذاً هو المسيح الكذاب! برغم أني لن أدّعي الربوبية وأعوذ بالله، ولكنهم لن ينظروا لدعوتي الحقّ؛ بل سوف ينظرون لكثرة آيات التصديق من السماء والأرض فيحشر الله عليهم جُنود المهديّ المنتظَر من جميع أقطار السماوات والأرض إذاً لقالوا إنّ المهدي هذا الذي أيَّده الله بكل هذه الآيات، إذاً هو المسيح الدجال الذي حذَّرنا منه محمد رسول الله وأخبرنا بأنّ الله سوف يعطيه ملكوت كُل شيء، إذاً لن تزيدكم آيات التصديق إلا كفراً يا معشر مُسلمي اليوم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:111].

والسبب هو أنكم غيَّرتم ناموس الحقّ في الكتاب وصدّقتم الباطل وكذَّبتم الحقّ واتَّبعتم الباطل المُفترى، وأسمّي بالحقّ والحقّ أقول: إن الذين يعتقدون بأنّ الله يؤيّد الباطل بآياته فإنهم أشدّ كفراً بالحقّ في الكتاب؛ بل الكفار في الأمم الأولى أعقل منهم حتى فرعون أعقل من المُسلم الذي يعتقد أنّ الله يؤيّد بآياته تصديقاً للباطل، بل فرعون أعقل منه لأنه يعلم إنما آيات التصديق يؤيّد بها الربّ الحقّ لأوليائه تصديقاً لدعوتهم إن كانوا على الحقّ فانظروا لرد فرعون على رسول الله موسى الذي يدعوه إلى ربّ العالمين: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا ربّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ ربّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ (24) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) قَالَ ربّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ (28) قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29) قال أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ (30) قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ (32) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ (33)} صدق الله العظيم [الشعراء].

فانظروا لرد فرعون على موسى: {قال أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ (30) قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31)} وذلك لأن ربّ موسى إذا كان حقاً فسوف يؤيد دعوة الحقّ بمعجزة التصديق، ولذلك حكم فرعون لئن جاء بآية التصديق من ربِّه الذي بعثه بالحقّ فقد أصبح من الصادقين، ولذلك كان ردّ فرعون على موسى؛ بل وجعله حكماً مُسبقاً بينهم بالحقّ قبل أن يريه موسى: {قال أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ (30) قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31)}، وأما أنتم يا معشر المُسلمين الذين يعتقدون أنّ الله يؤيد بآياته تصديقاً لدعوة الباطل، وكذلك تصديقاً لدعوة الحقّ، فأولئك الأنعام أعقل منهم؛ بل هم أضلّ سبيلاً فقد نسفت هذه العقيدة المُنكرة إيمانهم بربهم فكفروا بجميع آياته التي لا يأتي بها سواه ولا يؤيّد بها دعوة الباطل ولا يؤيد بها إلا من يدعو إلى الحقّ فيصدقه الله بآيةٍ من عنده.

ولكنّ مسلمي اليوم قد غيّروا ناموس العقيدة الحقّ واتّبعوا روايات الفتنة اليهوديّة فردّوهم من بعد إيمانهم كافرين إلا من رحم ربي من المُسلمين فأبى قلبه وعقله أن يُصدّق أنَّ الله يؤيّد المسيح الدجال بآيات التصديق لدعوة الباطل مع أنه يدعي الربوبيّة وأنه من خلق السماء والأرض ويقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت فيجعل الأرض جنة! قاتلكم الله أنَّى تؤفكون؛ بل ويقطع رجلاً إلى نصفين فيمرّ بين الفلقتين ومن ثم يعيد روحه من بعد الموت وأثبت أنه يُبدئ ويعيد! ولكن الله قال: {قُلْ جَاء الحقّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} صدق الله العظيم [سبأ:49].

فكيف تتبعون روايةً تُخالف كافة الآيات المُحكمات في القرآن العظيم في شأن البعث؟ ويتحدى الله الباطل من دونه أن يعيدوا الروح إلى جسد الميت، وقال لئن فعلوا مع أنهم يدعون إلى سواه فقد صدقوا بدعوة الباطل من دون الله، وقال الله تعالى: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿٨٤﴾وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ﴿٨٥﴾فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

ومن ثم تريدون أن يثبت الباطل دعوته بغير الحقّ فيعيد الروح إلى الجسد، أفلا ترون أنّكم قد كفرتم بمحكم القرآن العظيم ولا أقول بالمُتشابه؛ بل كفرتم بالآيات المُحكمات أمّ الكتاب. ألم يقل الله لكم أنّ الباطل لا يستطيع أن يثبت دعوته ولو بخلق ذُبابةٍ واحدةٍ؟ ولكنكم فُتنتكم بفرية أكبر من ذلك؛ بل خلَقَ السماوات والأرض ومن ثم يثبتُ دعوته على الواقع مع أنه يدعي الربوبيّة فيقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت، أليس ذلك معاكساً لقول الله تعالى: {هَـٰذَا خَلْقُ اللَّـهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ} [لقمان:11]، ثم يقول المسيح الدجال أنه الذي خلق السماء والأرض ثم يأتي بالبرهان ويقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض انبتي فتنبت! ألا لعنة الله على المُفترين لعناً كبيراً، ومن صدَّق افتراءهم فقد كذّب محكم ما أنزل الله في القرآن العظيم؛ بل الله يتحدى أن يطيع الباطل مثقال ذرةٍ في السماء أو في الأرض لأنه لم يخلق الباطل مثقال ذرة لا في السماوات ولا في الأرض، وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ} صدق الله العظيم [سبأ:22].

أفلا ترون أنكم يا معشر الذين يعتقدون أنّ الله يؤيّد الباطل بآياته قد كفرتم بمحكم القرآن العظيم؟ وأبشّركم بعذابٍ عظيمٍ ما لم تكفروا بالباطل المُفترى فتتبعوا الحقّ.

ولكني بيّنت لكم أنّ جنة الفتنة ليست كما تعتقدون، بل هي جنة لله خلقها الله من تحت الثرى في باطن أرضكم بالأرض ذات المشرقين وربها الله ربّ الأرض ذات المشرقين وليس المسيح الدجال؛ إنما تسلّط عليها ويريد أن يفتنكم بها بشرط الكفر بأن تكفروا بدعوة الإمام المهدي فضل الله عليكم ورحمته، بل لولا الإمام المهدي الذي ابتعثه الله رحمةً للمسلمين لاتَّبع كافة المُسلمين المسيح الدجال فيتَّبعهم الناس وكفرتم بالحقّ الذي يؤيّد الله به كافة جنوده من ملكوت كُلّ شيء، ولذلك لا أرجو من الله آيات التصديق الآن لأني قد علمت أنّها لن تزيدكم إلا كفراً يا معشر المسلمين الذين غيّروا ناموس آيات الله في الكتاب فزعمتم أنّه يؤيّد بها الباطل! ولكني لا أعلم بذلك في الكتاب شيئاً ولم أجد في الناموس من ذلك شيئاً؛ بل العكس تماماً وهو أنَّ الله يؤيّد بآياته تصديقاُ للذين يدعون إلى الحقّ كدعوة رسول الله موسى فأحيا ميتاً آية التصديق لما يدعو إليه موسى صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقال الله تعالى: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:73].

ولكن مسلمي اليوم قد انقلبوا عمَّا جاء في مُحكم القرآن العظيم واتبعوا الأحاديث والروايات المُفتراة على الله ورسوله من قبِل أهل الكتاب من اليهود فردوهم من بعد إيمانهم كافرين حتى بمحكم القرآن العظيم، فأعرضوا عن آياته المُحكمات من أمّ الكتاب وأزاغوا عنها فأزاغ الله قلوبهم عن الحقّ. وها هو ناصر محمد اليماني يُخاطبهم بمحكم القرآن العظيم فإذا هم لا يعيروه أي اهتمام فلا خير فيهم ولا فيمن اتَّبعهم، فكيف يعرضون حتى عن مُحكم القرآن العظيم ثم لا يوقنون أنهم قد أضلّهم اليهود عن الصراط المُستقيم؟ وأقسم بالله لو لايزال المُسلمون على الهدى لما جاء قدر عصري وظهوري فلا يأتي قدر المهديّ المنتظَر إلا وقد أضلَّ اليهود المسلمين عن الصراط المُستقيم ومن ثم يعيدهم إلى الحقّ، ولذلك يُسمى (المهدي) أي الداعي الى الحقّ فيدعو إليه.

ومضى علي أربع سنوات ولا يزال المُسلمون في ريبهم يترددون حتى يروا كوكب العذاب الأليم، ولو حتى آتي بترليون بُرهانٍ من القرآن على موضوعٍ واحدٍ لما استطعت أن أقنع قوماً كالأنعام بل هم أضل سبيلاً إلا من رحم ربي واتبع الحقّ واستخدم عقله فلا يكون إمّعة لا يُفكّر شيئاً، وإن كان لا يوقن بالحقّ ويخشى أن يكون ناصر محمد اليماني هو الحقّ وهو معرض عن الحقّ ومن ثم يصرخ فيقول: "يا معشر عُلماء المُسلمين يوجد رجل في الإنترنت العالمية ويقول أنه الإمام المهديّ المنتظَر وجعل له طاولة الحوار العالمية تُسمى ( موقع الإمام ناصر مُحمد اليماني ) وجعله موقعاً يسمح لكافة البشرية للحوار، فإن كان كذّاباً أشراً وليس المهديّ المنتظَر ألجموه بالقرآن العظيم وأخرسوا لسانه واهزموه في عقر داره حتى يُغلقه فيولِّي مُدبراً فلا يعقب إن كان كذاباً أشراً وليس الإمام المهدي المنتظر، وإن كان هو الإمام المهدي فحتماً معه الله ولا ولن تستطيعوا أن تلجموه بعلمٍ أهدى من علمه سبيلاً". 

وهكذا ينبغي أن يكون الإمام المهدي إلى الحقّ بل هو فضل الله عليكم ورحمته ولولاه بإذن الله لفتنكم الشيطان يا معشر المُسلمين إلا قليلاً من الذين صدقوني، ولا أراهم إلا قليلاً، والإمام المهدي الذي يستنبط لكم كافة الاحكام الحقّ التي خالفتموها إلى الباطل من القرآن ويبيّن القرآن بالقرآن ويفصّله تفصيلاً ذلك هو الإمام المهدي من أولي الأمر منكم من الذين أمركم الله بطاعتهم من بعد الله ورسوله وزادهم عليكم بسطةً في علم الكتاب ليستنبطوا لكم الأحكام الحقّ فيما كنتم فيه تختلفون. تصديقاُ لقول الله تعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُم لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} صدق الله العظيم [النساء:83]. وذلك لأن الإمام المهدي هو من أولي الأمر منكم من الذين أمركم الله بطاعتهم من بعد الله ورسوله فزادهم عليكم بسطة في العلم، إن الله يؤتي مُلكه من يشاء والله واسع عليم.

وأشكر حسين أبا الريم شكراً كبيراً وأستوصي الناس فيه خيراً وكذلك من سبق إلينا من قبله الحُسين بن عمر مُصمم كافة مواقع المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، وكذلك الوليّ الكريم والصديق الحميم مُحمد الحاج اليماني من الذين أشدد الله بهم أزري وأشركهم في أمري وجعلهم من وزرائي المُكرمين، وأُقسم بربّ العالمين لأكرمهم على رؤوس البشر من أمّة المهديّ المنتظَر، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ صدَّقوا ونصروا. وأضيف إليهم رابعهم (حمدي) ونعم الرجُل البصير ذو القلب المُنير جعل الله له فُرقاناً ليُفرق به بين الحقّ والباطل، وكذلك الذين من بعدهم فلا يستوون مثلاً من الذين صدقوا وأيقنوا بالبيان الحقّ للقرآن العظيم وشدّوا أزري وأطاعوا أمري.

وكذلك أشكر كافة الأنصار الأخيار صفوة البشريّة وخير البريّة الذين صدَّقوا بالبيان الحقّ للقرآن العظيم قولاً وعملاً ولم يقولوا في عصر التأويل كما قال الذين كفروا في عصر التنزيل: {اللَّـهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ} [الأنفال:32]، فتشابهت قلوبهم معهم من هذه الأمّة الذين ينتظرون التصديق حتى يروا مطر الحجارة من كوكب العذاب الأليم. وما الفرق بينهم وبين الذين قالوا "اللهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو إتنا بعذاب أليم "؟ وإني أرى كثيراً من المُسلمين قد أنظروا التصديق بالبيان الحقّ للقرآن حتى يروا هل حقاً سوف يأتي كوكب العذاب فيمطر على الأرض حجارةً من نارٍ ومن ثم يشهد بالحقّ!

ولربّما يودّ أحدكم أن يقاطعنى ويقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني أجعلت من يكفر بدعوتك كافراً؟". ومن ثم أرد عليه وأقول: كلا ليست المشكلة الكفر بالمهديّ المنتظَر ولكن الكارثة عليكم هو الكفر بالبيان الحقّ للقرآن العظيم الذي ترونه حقاً على الواقع الحقيقي ومن ثم عن الحقّ تُعرضون، فبئس ما يأمركم به إيمانكم بالقرآن العظيم أن تعرضوا عن البيان الحقّ للقرآن العظيم.

ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار كونوا شُهداء بالحقّ فلم يجعل الله الإمام المهدي جباناً كمثل كثيرٍ من علمائكم يكتب ما يشاء في موقعه ومن ثم لا يسمح للناس أن يدخلوا موقعه فيردوا عليه لأنه يخشى أن يحرقوه في عقر داره، ولكني أُشهد الله وكفى وكافة الأنصار الأخيار وكفى بالله شهيداً إني قد جعلت موقعي (موقع الإمام ناصر محمد اليماني ) طاولة الحوار لكافة البشرية عالمهم وجاهلهم يهوديهم ونصرانيهم ومسلمهم ومُلحدهم وأتحداهم جميعاً عن بكرة أبيهم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم، وأقسمُ بالله الواحد القهار لا يستطيعوا أن يأتوا بالبيان للقرآن خيراً من بيان ناصر محمد اليماني وأحسنُ تفسيراً لو تعمروا عمر الذين جادلوا نبيّ الله نوح في دعوة الحقّ ألف سنة إلا خمسين عاماً.

ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار إياكم ثم إياكم ثم إياكم إن رأيتم عُلماء المُسلمين قد غلبوا الإمام ناصر محمد اليماني أو حتى واحداً من عُلماء المُسلمين يغلب ناصر محمد اليماني ثم تأخذكم العزة بالإثم فتتّبعوني فيعذبكم الله عذاباً نكراً، فلو يحدث هذا فتتعصبون معي تعصب الأعمى أو تعصب الذي يتبيّن له الحقّ مع الآخر ثم تأخذه العزة بالإثم، وأقسم بالله العظيم لو يغلبني أحد عُلماء الأمّة بعلم هو أهدى من علمي وأحسن تأويلاً لقلت له كما قال كليم الله موسى للرجل الصالح: هل أتّبعك على أن تُعلِّمني مما عُلِّمت رُشداً وسوف تجدني إن شاء الله صابراً فلا أعصي لك أمراً؟

ويا قوم إنما بُرهان القيادة لأولي الأمر منكم إن وجدوا، هو أن يزيدهم الله بسطة في العلم عليكم، وكذلك الإمام المهدي إذا جاء عصره وقدر ظهوره فسوف تجدونه هو حقاً أعلمكم بكتاب الله ربّ العالمين فلا تُجادلوه من القرآن إلا غلبكم، فإن أتيتم بآيةٍ تريدون جداله بها في موضوع ما إلاّ أتى بالبيان الحقّ لها وفصَّلها بالحقّ تفصيلاً فيجعلها الله كذلك برهاناً جديداً لدعوة الحقّ، ومن كذّب جرّب وحاور من الكتاب، وأما الروايات فهي كثيرة وما كان حقاً منها فسوف تتوافق مع البيان الحقّ وما كان باطلاً فهو يختلف مع البيان الحق.

ويا عجبي منكم إذ لم تعلموا لماذا يُسمى المسيح الكذاب بـ ( المسيح الكذاب ) وما الفرق بين المسيح الحقّ والمسيح الكذاب! فمنكم من افترى وقال إنما يُسمى بالمسيح الكذاب لأن عينه ممسوحة، وآخر قال كلا كلا بل يُسمى المسيخ وليس المسيح، وتأتون بخزعبلاتٍ وروايات عجائز ما أنزل الله بها من سُلطانٍ، ولكن الذي يعلم الحقّ قد علّمكم الفرق بين المسيح الحقّ والمسيح الكذاب، فهما وبرغم أنهما سوف يأتيان الاثنين أحدهما يقول أنه المسيح عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله والآخر يقول أنه المسيح عيسى ابن مريم ويقول أنه الله، وذلك حتى يزيد المشركين من النصارى كفراً إلى كفرهم من الذين بالغوا في المسيح عيسى ابن مريم بغير الحقّ وقالوا إنه الله، وقال الله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} صدق الله العظيم [المائدة:73].

إذاً المسيح عيسى ابن مريم الذي سوف يقول أنه الله فإنّه كذاب وليس المسيح عيسى ابن مريم الحقّ، ولذلك يُسمى المسيح الكذاب أي أنه ليس المسيح عيسى ابن مريم الحقّ الذي لا يدعي الربوبية ويدعو الناس لعبادة الله وحده لا شريك له، وقال الله تعالى: {وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} صدق الله العظيم [المائدة:72]. وذلك هو المسيح عيسى ابن مريم الحقّ صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليماً كثيراً وعلى أمّه الصدّيقة القدّيسة المُطهّرة المُباركة، وأشهدُ الله أني من أنصار المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليماً كثيراً، وأُشهدُ الله أني من أنصار مُحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليماً كثيراً، وأشهدُ الله أني من أنصار رسول الله وكليمه موسى صلّى الله عليه وآله وسلّم وعلى أخيه هارون وآلهم تسليماً كثيراً، وأشهدُ الله أني من أنصار رسول الله نوح وكافة الأنبياء والمُرسلين ولا أفُرق بين أحدٍ من رُسله وأنا من المُسلمين.

ويا معشر شباب وشابات المُسلمين إني أرى بعضكم يلوم الإمام ناصر محمد اليماني على طول بياناته، ومن ثم أردّ عليه وهل لو أهديت لك كتاباً مكتوباً عليه الحُبّ الخالد قيس وليلى لقرأته من الغلاف إلى الغلاف أو أُسطورة الزير سالم أبو ليلى المهلهل أو أسطورة عنتر بن شداد الذي يغلب عشرين ألف مُقاتل وهو وحده بالسيف! بينما المؤمن المُجاهد في سبيل الله مُحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ومن معه لا نجده يغلب إلا عشرة فُرسان بإذن الله وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النّبيّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال].

ومن ثم علم الله أن في المؤمنين ضُعفَ اليقين إذ كيف يغلب واحد سيّاف عشرة معهم سيوفاً مثله وهذا يتطلب صبراً وثباتاً ويقيناً من المؤمن بأنه بإذن الله حتماً سوف يغلب بسيفه عشرة مُبارزين معاً بالسيوف، ولكن علم الله أنّ فيهم ضعفاً باليقين بذلك فخفف عنهم من عشرة إلى اثنين. وقال الله تعالى: {الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} صدق الله العظيم [الأنفال:66].

ولكني أتذكر أنّي قرأت قصة عنتر وعبلة منذ أمدٍ بعيدٍ فأجده يغلب عشرين ألف ويأسر عشرين ألف فأستغرب من ذلك الحديث! وكيف تُصدق الكُتب التي بهذه النصوص الخيالية التي لا يقبلها عقلُ إنسانٍ عاقلٍ! ومن يومها عزفت عن قراءة الكتب وعلمت أن فيها كذباً كثيراً إلا قليلاً منها فانتزعت الثقة مما يكتبون، ولذلك لم أشغل نفسي بالكتب وقلت إذاً أشغل نفسي بالتدبر والتفكر في أصدق الكُتب كتاب الله ربّ العالمين فعلَّمني ربي وألهمني الحقّ وأتحدى جميع عُلماء البشرية على مُختلف مجالاتهم العلمية والتي تحدث عنها القرآن العظيم في خلق السماوات والأرض وأنفسهم ومما تُنبت الأرض ومما لا يعلمون، ولكني أرى كثيراً من علماء الأمّة لديهم مكتبات كبرى في منزله يتباهى بها أمام الضيوف والزوار لداره ولا بأس بذلك إن كانت له مكتبة ولكن سؤالي هو: هل سوف تترك له تلك المكتبة وقتاً لتدبر كتاب الله القرآن العظيم؟ بل سوف تأخذ الكتب كُل وقته وفي الكُتب كذِبٌ كثيرٌ ومُبالغة بغير الحقّ فخذوا المُفيد منها واتركوا الخزعبلات التي لن تقبلها عقولكم إن كنتم تعقلون واجعلوها نافلةً بعد الكتاب الفرض القرآن العظيم، ولكنكم جعلتموه كتاباً ثانوياً لا تكادوا أن تقرأوه شيئاً وإن قرأتموه فتمرون عليه مروراً بلا تدبر وتفكّر في آيات الله كما أمركم الله بالتدبر لكلام الله في الكتاب في قول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [ص:29].

الإمام ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ