الخميس، 29 سبتمبر 2011

تنبيهٌ من الإمام المهديّ المنتظَر إلى كافة الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور


الإمام ناصر محمد اليماني
29 - 09 - 2011 مـ
01 - 11 - 1432 هـ
02:11 صباحاً
ــــــــــــــــــــــــ


تنبيهٌ من الإمام المهديّ المنتظَر إلى كافة الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أمّا بعد..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، فاحذروا التبليغ بالشائعات وكافة الأخبار التي لم تصدر من المهديّ المنتظَر ناصر مُحمد اليماني، كون الذين يسمعونكم تحدِّثون الناس بها سوف يظنون أنّه أخبركم بها الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليماني، حتى إذا لم تحدث فسوف يحاجّونكم بها ويزعمون أنّها حجّةٌ عليكم وعلى الإمام المهديّ، كمثل أخبار مذنب إلينين التي انتشرت أخباره في الإنترنت العالمية بشكلٍ واسعٍ، ولعل من وراء ذلك مكرٌّ مدبّرٌ حتى لا يصدق الناس بمرور كوكب سقر فيقولون: ألم ينتشر الخبر بمرور مذَّنب إلينين وأنه سوف يدَّمر كثيراً من أهل الأرض في 26 سبتمبر 2011 حتى إذا جاء الموعد ولم يحدث شيء ومن ثم يقول الناس: إذاً فكذلك كوكب سقر نيبيرو كذلك أكذوبة، ومن ثم يردّ عليهم المهديّ المنتظَر ناصر مُحمد اليماني وأقول: بالنسبة لمذنب إلينين الذي ملأت أخباره كثيراً من مواقع الأخبار العالمية فلن تجدوا أنّه من فتوى المهديّ المنتظَر ناصر مُحمد اليماني ولم يصدر من الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليماني أي بيانٍ بقدومه ولم نقرّه ولم ننكره كوني لم أتلقّى فتوى في شأنه، ولكن حين تحدِّثون الناس بمذنب إلينين يا معشر الأنصار سوف يظنّون أنَّ الذي أفتاكم بموعد مروره أنّه المهديّ المنتظَر ناصر مُحمد اليماني! ومن ثم يعتبرون عدم وقوع حدثه حجّة عليكم وعلى الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليماني.

ولكنكم يا معشر الأنصار شاهدون على أنفسكم أنّ المهديّ المنتظَر لم يُفتِكم بأيّ شيءٍ عن مذنب إلينين ولم يصدر لنا بياناً بشأن ذلك المذنب، وعليه وجب تنبيهكم أن تحذَروا بأن تُخبروا الناس بالأخبار التي لم يفتيكم بها الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليماني، وإذا سألكم الناس عن أي خبرٍ منتشرٍ في الإنترنت العالمية يخصّ الفلك والكون والأرض والعذاب فلا تُقروها ولا تنكروها وقولوا: الله أعلم، فلم يُفتِنا بشأنها الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليماني.

فالزموا الحذر واعلموا أنّ شياطين البشر هبّوا للمكر ليطفئوا نور الله ويسعون إلى عدم تصديق الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليماني بكل حيلةٍ ووسيلةٍ، فلعل أكذوبة مذنب إلينين من المكر المُدَّبر، وقالوا أنّه سوف يدِّمر كثيراً من أهل البشر في 26 سبتمبر 2011 حتى إذا جاء الموعد المقرر من عند أنفسهم ولم يحدث شيئاً ومن ثم يقول الناس: إذاً فكذلك كوكب نيبيرو كذلك أكذوبة.

ومن ثم يرد عليهم المهديّ المنتظَر الإمام ناصر مُحمد اليماني وأقول: أما بالنسبة لمذنب إلينين فلم تصدر من المهديّ المنتظَر ناصر مُحمد اليماني أي فتوى في شأنه لا بالإنكار ولا بالإقرار، ويتحمل مسؤولية أكذوبة مذنب إلينين الذين أخبروا البشر بمروره في شهر سبتمبر، وأما بالنسبة لكوكب سقر الذي تسمونه بالكوكب العاشر فسوف أفتيكم بالحقّ وأقول: أقسم بالله الواحد القهار الذي خلق الجان من مارج من نار وخلق الإنسان من صلصال كالفخار أنَّ ما يسمونه بالكوكب العاشر نيبيرو أنه كوكب العذاب وسبق بيانه بالحقّ من مُحكم الكتاب لكافة البشر لمن شاء منهم أن يتقدم فيتبع الحقّ أو يتأخر، قد أعذر من أنذر والأمر لله من قبل ومن بعد وسوف يمر على الأرض في أحد الأشهر ليلة اكتمال البدر في ذلك الشهر بعد غروب شمس الثالث عشر منه ليلة الرابع عشر كونه تبيَّن للناس كافة اكتمال البدر لكثير من الأشهر قبل ليلة النصف حسب رؤية الأهلّة ليعلموا أنَّ الشمسَ أدركت القمر، ولكن للأسف لم يحدث لهم ذكرا ولم يؤمنوا أنّ الشمس أدركت القمر فيتبعوا الحقّ من ربِّهم جميعاً قبل أن يسبق الليل النهار ليلة مرور كوكب سقر بما تسمّونه بالكوكب العاشر، وكذلك سوف يأتي الأرض من أطرافها لينقصها من البشر في أحد الأشهر، ولن نحدِّد لكم العام ولا الشهر بحسب أيامِكم.

ولكني أستطيع أن أقول لكم أن تنتظروه في أحد الأشهر بعد مضي ثلاث عشرة يوماً منه، ليلة الرابع عشر ليلة اكتمال بدر القمر لذلك الشهر يتطابق كوكب سقر مع الشمس والأرض والقمر ليلة اتساق البدر الكامل في ذلك الشهر، ثم يشاهد البشر في تلك الليلة عذاباً أليماً للمعرضين عن اتِّباع هذا القرآن العظيم والمكذبين به. تصديقاً لقول الله تعالى: 
{فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ ﴿١٦﴾ وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ ﴿١٧﴾ وَالْقَمَرِ‌ إِذَا اتَّسَقَ ﴿١٨﴾ لَتَرْ‌كَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ ﴿١٩﴾ فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٢٠﴾ وَإِذَا قُرِ‌ئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْ‌آنُ لَا يَسْجُدُونَ ۩ ﴿٢١﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا يُكَذِّبُونَ ﴿٢٢﴾ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ ﴿٢٣﴾ فَبَشِّرْ‌هُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٢٤﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ‌ غَيْرُ‌ مَمْنُونٍ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الإنشقاق].

ففِرّوا إلى الله الواحد القهار واتَّبعوا الذِّكر قبل أن يسبق الليل النهار، فاتقوا الله يا أولي الأبصار وتوبوا إلى الله جميعاً أيُّها المؤمنون واستغفروا الله وتوبوا إليه متاباً، وما كان الله ليعذِّبَكم وأنتم تستغفرونَه وتتّبعون ما أُنزل إليكم من ربِّكم في مُحكم كتابه وسُنّة نبيِّه الحق، ولا تقولوا على الله ما لا تعلمون! ومن ثم يعلِّمكم الله بالبصيرة الحقّ من لدنه ويهديكم إلى سواء السبيل وهو على كل شيء وكيل وإليه قصد السبيل.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..
أخوكم؛ الإمام المهديّ المنتظَر ناصر مُحمد اليماني.

ولربما يود أن يقاطعني أحد السائلين فيقول: يا إمام ناصر، لماذا تصف نفسك بالمنتظَر وقد جاء قدر بعثك المقدور في الكتاب المسطور؟ ومن ثم يرد عليه المهديّ المنتظَر ناصر مُحمد اليماني وأقول: كونكم لا تزالون في عصر الحوار من قبل الظهور، وإلى الله ترجع الأمور، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
ـــــــــــــــــــــ

الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

سيبعث الله سبحانه رسوله عيسى ابن مريم عليه وعلى أمّه السلام مؤيّداً له بجميع آياته السابقة


الإمام ناصر محمد اليماني
21 - 08 - 2011 مـ
21 - 09 - 1432 هـ
06:59 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ


سيبعث الله سبحانه رسوله عيسى ابن مريم عليه وعلى أمّه السلام مؤيّداً له بجميع آياته السابقة..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وكافة السابقين الأنصار، أمّا بعد..
ويا أحبتي في الله الأنصار السابقين الأخيار، خواتيم مباركةٌ علينا وعليكم وعلى جميع المُسلمين، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

ويا أحبتي في الله الذين تجادلون في آيات التصديق لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وعلى أمّه وآل عمران وسلم تسليماً. ومن ثمّ يفتيكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: اللهم نعم لا ينبغي أن تنقص من آيات التصديق لدعوة المسيح عيسى ابن مريم شيئاً، فالتي أيَّد الله بها المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام من قبل كذلك يزيده بها كَرةً أخرى حتى لا يكون عدم وجودها حجّة على المسيح عيسى ابن مريم، كون الأمر أخطر من ذي قبل لأنّ ابن مريم عليه الصلاة والسلام أحوج إليها أكثر من ذي قبل، فتلك الآيات أصبحت بمثابة إثبات لهوية رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه وعلى أمّه الصلاة والسلام، كونه يوجد مسيح آخر يقول أنّه المسيح عيسى ابن مريم وهو منتحل شخصيّة المسيح عيسى ابن مريم الحقّ صلى الله عليه وعلى أمّه وآل عمران وسلم تسليماً.

إذاً فتلك الآيات بمثابة إثبات هويةٍ لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم وسوف يؤيّده الله بها جميعاً فلا ينقص منها شيئاً حتى لا يكون عدم وجودها حجّةً على المسيح عيسى ابن مريم فيتّبعون المسيح الكذاب، ولكن أعداء الله قد غيّروا الناموس لآيات الكتاب، فقد يقول الذين اتّبعوا ما يخالف لمحكم القرآن: "إن هذا هو المسيح الكذاب الذي يحيي الموتى"، ثم يكذبون بالحقِّ ويصدِّقون المسيح الكذّاب الباطل فيتبعوه. 

والحمد لله الذي أفتاكم عن الآيات التي صدّق بها دعوة المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، ولا يزال رسول الله المسيح عيسى يدعو إلى نفس الدعوة من قبل فيقول: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} صدق الله العظيم [المائدة:72].

وكذلك هي ذات الدعوة في عودة رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، فكيف ينزع الله من عبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم ما أيّده به من قبل تصديقاً لدعوته الحقّ؟ بل أشهد الله أنّ الذي لا يستطيع أن يحيي ميتاً ولا يبرئ الأكمه والأبرص ولا يخلق من الطين كهيئة الطير فيكون طيراً بإذن الله أنه ليس المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وآله وسلّم، فلا يفتنكم المسيح الكذاب.

وإنما يمكرون بفرية إحياء الموتى لكي تكفروا بالمسيح عيسى ابن مريم الحقّ كونه يُبعث قبل المسيح الكذاب، ويريدون أن تكفروا به نظراً لإحياء الموتى فتقولون: "إنّه المسيح الكذاب الذي يحيي الموتى"؛ برغم أنّ الله لم يفتِكم أنه أيّد بمعجزة إحياء الموتى المسيح الكذاب؛ بل أفتاكم الله أنه أيّد بتلك المعجزة للمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {إِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْ‌يَمَ اذْكُرْ‌ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُ‌وحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا ۖ وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَ‌اةَ وَالْإِنجِيلَ ۖ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ‌ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرً‌ا بِإِذْنِي ۖ وَتُبْرِ‌ئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَ‌صَ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ تُخْرِ‌جُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي} صدق الله العظيم [المائدة:110].

وإنما يريد أعداء الله أن تكفروا بالمسيح عيسى ابن مريم لكونهم يعلمون أنه يُبعث من قبل خروج المسيح الكذاب. وهيهات هيهات ولكن المسيح عيسى ابن مريم سوف يقول: "إني عبد الله ورسوله"، وإنما الآيات تصديقاً لدعوة الحقّ وإثبات هويته التي أيَّده الله بها من قبل، ويدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وأن تتبعوا الإمام المهدي ويكون من الصالحين التابعين. فكونوا على ذلك من الشاهدين.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
خليفة الله؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــ

الحكمة الإلهية في اختيار طريقة التبليغ


الإمام ناصر محمد اليماني
22 - 10 - 1432 هـ
21 - 09 - 2011 مـ
12:56 صباحاً 
ـــــــــــــــــــــ


الحكمة الإلهية في اختيار طريقة التبليغ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أما بعد..

أحبتي الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، وها هو قد تبيَّن لكم لماذا لم يقم الإمام المهدي إلى حدّ الآن بإلقاء بيانه بالصوت والصورة، كون أعداء الله الذين يريدون أن يطفئوا نور الله سوف يقومون بالدبلجة فيظهروا لي صورتي الحيّة ولكن بصوت غير صوتي، ومن ثم يقولون على الإمام المهدي بصوت آخر مالم يقله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، ومن ثمّ يقومون بنشر افترائهم في مئات المواقع، وقد حذَّرنا ذلك كوننا رأيناهم يقومون بكتابة بيانٍ ومن ثم ينسبونه للإمام ناصر محمد اليماني وهم يعلمون أنّهم يفترون عليه وينتحلون شخصيّة الإمام ناصر محمد اليماني، ولكن موقعنا هو المرجع لكافة بيانات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، ومن أراد التأكد في أي شيء فعليه بالرجوع لمرجعيّة البيانات (موقع الإمام المهدي ناصر محمد اليماني منتديات البشرى الإسلامية) وسوف يُكْتَشَفُ التزويرُ لو كان هناك تزويرٌ في أي شيء.

ويا أحبتي الأنصار السابقين الأخيار وتالله ما قمت بتسجيل صوتي قط في الإنترنت العالميّة منذ بداية الدعوة المهديّة للعالمين وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ الله أراني أن أقوم بمحاورتهم ودعوتهم كتابياً بالقلم الصامت، ولم أكن أعلم ما هي الحكمة أن يكون الحوار كتابةً غير أنّي نفذت أمر ربّي وهو أعلم وأحكم، وقد تبَّينت لي الحكمة من ذلك كون كثيرو الجدل لن يستطيعوا مقاطعة الإمام المهدي ناصر محمد وليس له إلا أن يتدبّر ويتفكّر في بيان الإمام المهدي ناصر محمد اليماني ليتبيّن له هل ينطق بالحقّ أم كان من اللاعبين، وبهذه الطريقة أقمنا على علماء الأمّة الحجّة بالحقّ ممن أظهرهم الله على أمرنا فصار في حيرةٍ كثيرٌ منهم هل ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر؟ وأصبح الشك في قلوبهم أنّ الإمام ناصر محمد هو المهديّ المنتظَر ونعم الشك لو يتلوه اليقين، ولذلك لم تجدوا علماء الأمّة يُفتون شعوبهم أنّ ناصر محمد اليماني ليس المهديّ المنتظَر ولم يعلنوا للمسلمين عدم اتِّباع ناصر محمد كونهم وجدوه ينطق بالحقّ ولذلك تَحَفَّظوا أن يُفتوا المسلمين في شأن ناصر محمد لا سلباً ولا إيجاباً، ولا يزالون في ريبهم يتردّدون هل ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر أم ليس المهديّ المنتظَر؟ ومن ثم نرد عليهم بالحقّ ونقول: 
يا معشر علماء الأمّة إنّ مشكلتكم هي أنّكم لا تعلمون كيف تعرفون المهديّ المنتظَر الحقّ إذا بعثه الله في قدره المقدور في الكتاب المسطور، ومن ثم يفتيكم الإمام ناصر محمد اليماني بالحقّ ونقول: تعالوا لتستخدموا العقل والمنطق وسوف تفتيكم عقولكم بالحقّ فهل من العقل والمنطق أن يبعث الله الإمام المهدي متشيِّعاً ويأمر الناس باتّباع الشيعة أو يبعثه من السنة والجماعة فيدعو الناس إلى اتّباع السنة أو من أي المذاهب والفرق الأخرى فيدعو إلى اتباعهم؟ كونكم قد فرقتم دينكم شيعاً وكلّ فرقةٍ تقول إنّها على الحقّ وكلّ فرقةٍ تعتقد أنّ الله سوف يبعث الإمام المهدي من طائفتهم كونهم يعتقدون أنّهم الذين على الحقّ والفرق الأخرى في النار.

ومن ثم يرد عليكم ناصر محمد اليماني وأقول: إذاً بئس المهدي الذي يأتي متَّبعاً لإحدى فرق المسلمين، وتالله لا يستطيع أن يوحّد صفهم ويجمع كلمتهم حتى لو تعمَّر عمر مهدي الشيعة المفترى أفلا تعقلون يا أمّة الإسلام؟ ولكني المهديّ المنتظَر ناصر محمد ولعنة الله على من افترى على الله كذباً، ألا والله الذي لا إله غيره لا ولن أتبع أهواءكم ما دمت حياً وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأني لو أتّبع افتراءكم فأتعصب مع أيٍ من مذاهبكم فسوف أكون من المعذبين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، فكيف أتبع أهواءكم وأخالف أمر الله في محكم كتابه في قول الله تعالى:
{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم} [آل عمران:105].

{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران:103].

{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف:4].

{وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال:46].
صدق الله العظيــــــم

ولكنكم اختلفتم وتفرقتم وذهبت ريحكم كما هو حالكم اليوم أفلا تعقلون؟

إذاً يا معشر المسلمين يا من فرقتم دينكم شيعاً وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، ما كان للإمام المهدي الحقّ من ربكم أن يبعثه الله متَّبعاً لأهوائكم إذاً لما زادكم إلا فرقةً جديدةً لو يجعل له مذهباً كما يفعل أئمتكم الذين اصطفيتموهم من عند أنفسكم، أفلا تعلمون أنَّ سبب تفرقكم إلى شيعٍ وأحزابٍ هي الفتوى بالتعدديّة المذهبيّة في دين الله واتَّبعتم حديث الشيطان الرجيم جاءكم من عند غير الله ورسوله عن النبي أنّه قال: [اختلاف أمتي رحمة]، فأين الرحمة وأين الخير في الاختلاف أفلا تتقون؟ بل يريد الشيطان أن تعصوا الله ما أمركم في محكم كتابه: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:105].

ولكني الإمام المهديّ المنتظَر للتصديق في عصر الحوار من قبل الظهور أعلن بتحريم التعددية المذهبية في دين الإسلام تحت أي مسمى، وأقول: إني الإمام المهدي ناصر محمد اليماني حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين، أدعو كافة الذين فرقوا دينهم شيعاً من المسلمين والنصارى واليهود والناس أجمعين إلى كلمة سواء بين العالمين أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً شفعاء بين يدي الله، واعلموا أنّ الله هو أرحم الراحمين فلا تدعوا مع الله أحداً ولن تجدوا لكم من دونه ملتحداً.

ولربّما يودّ أحد علماء الأمّة أن يقاطعني فيقول: يا ناصر محمد اليماني إنّه لا بدّ من الاختلاف بين علماء الأمّة كونهم علماء مجتهدون ولذلك تجد العالم يختم فتواه بقوله فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد وأقول: ومن علَّمكم أنّ الفتوى في دين الله بالاجتهاد؟ فتعالوا نعلمكم ما هو الاجتهاد: إنه البحث عن الحقّ حتى يجده الباحث عن الحقّ بعلمِ وسلطانِ مبينِ من ربّ العالمين لا يحتمل الشكّ ومن ثمّ يدعو إلى سبيل ربه على بصيرةٍ من الله، ولكنكم تتّبعون الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً وتحسبون أنكم مهتدون، أفلا تعقلون؟

ويا علماء المسلمين وأمّتهم إنكم تجدون أنّ ناصر محمد اليماني يعلن لكم نتيجة الحوار بينه وبين علماء الأمّة من قبل الحوار ويقول: اسمحوا لي أن أعلن ومن الآن أنكم سوف تجدون ناصر محمد هو المهيمن بسلطان الحقّ من محكم القرآن العظيم، ومن ثمّ يتبيَّن لكم أنّ ناصر محمد اليماني لم يقل ذلك غرورا بل لأني أعلم علم اليقين أنّي حقاً الإمام المهدي ناصر محمد لا أقول على الله ورسوله إلا الحقّ لا شك ولا ريب، ولن تجدوا أنّي أقول مثلكم فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان! وأعوذ بالله أن أكون من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون؛ بل حقيق لا أقول على الله غير الحقّ أفلا تذكرون؟

ومن كذّب من علماء المسلمين جرَّب الحوار مع المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني في طاولة الحوار العالمية ( موقع الإمام المهدي ناصر محمد اليماني منتديات البشرى الإسلامية).

وها نحن الآن في نهاية السنة السابعة للدعوة المهديّة العالميّة عبر وسيلة الإنترنت العالميّة، أدعو المسلمين والنصارى واليهود والناس أجمعين إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فيما اختلفتم فيه في التوراة والإنجيل والسُّنة النّبويّة فلن تجدوا أنّ المهديّ المنتظَر يكفر إلا بما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم سواء يكون في التوراة والإنجيل والسُّنة النّبويّة ومن ثم تجدوني أعتصم بمحكم القرآن العظيم حين أجد ما يخالف لمحكمه سواء يكون في التوراة والإنجيل والسُّنة النّبويّة كوني الإمام المهدي الحقّ لا أنكر ما جاء من الحقّ في التوراة والإنجيل والسُّنة النّبويّة وإنما أكفر بما خالف فيهم جميعاً لمحكم القرآن العظيم. وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأن التوراة والإنجيل وسُنَّة البيان النّبويّة ليست محفوظات من التحريف والتزييف كون شياطين البشر من أهل الكتاب يحرِّفون كلام الله في التوراة والإنجيل لتحسبوه من عند الله وما هو من عند الله كما أفتاكم الله بذلك في محكم القرآن العظيم. وقال الله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران:78].

وقال الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:79].

وكذلك قام شياطين البشر بتحريف سُنَّة البيان النّبويّة لدى المسلمين وحتى يكونوا من رواة الأحاديث. قال الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَ‌سُولُ اللَّـهِ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَ‌سُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

ومن ثمّ علمكم الله كيفية صدّهم عن سبيل الله أنه ليس بالسيف بل بما هو أشدّ خطراً من ضرب السيوف المهندة؛ بل ليكونوا من رواة الأحاديث في سنة البيان النّبويّة على لسان رسوله برغم أن قرآنه وسنة بيانه جميعهم من عند الله، ولكن إذا خالف بيانه لأحد آيات محكم قرآنه فعلّمكم الله أنّ ذلك الحديث مفترى من عند غير الله ما دام جاء مخالفاً لإحدى آيات محكم قرآنه. ولذلك قال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

ولكن الذين لا يعلمون أنّ أحاديث بيانه هي من عند الله كما القرآن من عند الله لم يفقهوا فتوى الله في محكم قرآنه أنّه جعل محكم قرآنه هو المرجع لسنة بيانه كون قرآنه وسنة بيانه في الأحاديث الحقّ هي من عند الله، تصديقاً لفتوى الله في محكم قرآنه في قوله الله تعالى: {فَإِذَا قَرَ‌أْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْ‌آنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

ويا معشر المسلمين والنصارى واليهود والناس أجمعين إنّي المهديّ المنتظَر خليفة الله في الأرض عليكم أسعى إلى تحقيق السلام العالمي بين شعوب البشر وإلى التعايش السلمي بين المسلم والكافر وأمرتُ لأعدل بينكم أجمعين وأن لا أكرهكم على الإيمان وإنما ندعوكم إلى عباده الله وحده لا شريك له على بصيرة من الله، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر لا حجة بيننا وبينكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ وَقُلْ ءَامَنتُ بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم [الشورى:15].

وأمرت أن أرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان وأن آخذ من أموال أغنياء المسلمين والكافرين حقّاً معلوماً فأعطيها لفقراء المسلمين والكافرين بالسويَّة من غير تفريق لمسلمٍ على كافرٍ ولا تميّز عنصري فكلكم من آدم وآدم من تراب، فاتقوا الله يا أولي الألباب، فإن أبيتم فإني أحذِّركم من كوكب سقر اللواحة للبشر ليلة يسبق الليل النهار ليلة ظهور المهديّ المنتظَر بآيةٍ من السماء تظلّ أعناقكم من هولها لخليفة الله خاضعين أو يصبكم الله بعذاب دون ذلك من كويكب الراجفة دون ذلك. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَذَرْ‌هُمْ حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ ﴿٤٥﴾ يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُ‌ونَ ﴿٤٦﴾ وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَٰلِكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ‌هُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [الطور].

ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد أحبتي الأنصار السابقين الأخيار فيقول: "يا إمامي فهل هذا يعني أن مذنَّب لينين حقيقة يعذب الذين ظلموا في تاريخ 26-9-2011 ؟". ومن ثم يرد عليه المهديّ المنتظَر وأقول قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا} صدق الله العظيم [الجن:25].

وإنما أنا المهديّ المنتظَر أحذر البشر أنهم في عصر أشراط الساعة الكبر وأنّ الشمس أدركت القمر وأحذِّرهم من الراجفة وكوكب سقر من بعد ذلك ليلة يسبق الليل النهار، وأحذِّرهم من فتواهم عن سبب عذاب الله ومن ثم يقولون إنما هو غضب الطبيعة! فليعلموا أنّ الطبيعة تغضب من غضب الله عليهم فتدمرهم بإذن الله ولا ينبغي للسماء والأرض أن تعصي الله فتقتل إنساناً بغير إذن من الله كونها تخشى الله وتطيع أمره تعالى. وقال الله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} صدق الله العظيم [فصلت:11].

فما أعظم كفر الذين يسندون الكوارث الطبيعية إلى تقلبات الطبيعة من غير أمرٍ من الله الواحد القهار؛ أولئك كالأنعام بل هم أضلّ سبيلاً، اللهم افتح بيننا وبين الشياطين من الجنّ والإنس بالحقّ وأنت خير الفاتحين.

وسلام ٌعلى المرسلين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، والحمد لله ربّ العالمين..
خليفة الله في الأرض؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
______________

الاثنين، 12 سبتمبر 2011

بيـــان القرآن لا يكون بالظنّ ولا بالرأي ولا بتشابه الكلمـــات. والبيان الحقّ لــ [الجنـــة- الأسبـــاط - الرسل الثلاثــــة]


- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
14 - 10 - 1432 هـ
12 - 09 - 2011 مـ
03:12 صباحاً 
ـــــــــــــــــــــ


بيـــان القرآن لا يكون بالظنّ ولا بالرأي ولا بتشابه الكلمـــات.
والبيان الحقّ لــ [الجنـــة- الأسبـــاط - الرسل الثلاثــــة] ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهار إلى اليوم الآخر..

ويا أيتها الناصرة أختي في دين الله "بالقرآن نحيا"، لا حرج عليك ولا تثريب مطلقاً ولا على أيٍّ من الأنصار أن تسألوا عن شيء تخفونه في أنفسكم حتى لا يكون ذلك سبب طائفٍ من الشيطان إلى قلوبكم بين الحين والآخر، ثم يكون سبب الشك في قلوبكم بعد إذ كنتم مهتدين. وكان على الإمام المهديّ أن يثبتكم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم ونأتيكم بالبيان الحقّ وأحسن تفسيراً.

ويا أمَة الله المباركة "بالقرآن نحيا" لا يكون بيان القرآن بالظنّ الذي لا يغني من الحق شيئاً، ولا بالرأي الذي يحتمل الصح ويحتمل الخطأ ومن ثم يقول: "والله أعلم فإن أصبت فمن الله وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان"، وليس بيان القرآن بسبب تشابه كلمةٍ في موضوع آخر كمثال قول الله تعالى: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:35]. فظن الذين يقولون على الله ما لا يعلمون أنّ الله جعل آدم خليفة في جنّة المأوى عند سدرة المنتهى، وسبب فتواهم بذلك هو بسبب أنّ الله ذكر الجنّة. ولكنهم بهذا التفسير جعلوا تناقضاً في كتاب الله القرآن العظيم كون جنّة المأوى عند سدرة المنتهى أعدها الله للشاكرين من بعد قضاء حياة الاختبار ليبلوكم أيكم أحسن عملاً، وليس للإنس والجنّ في جنّة المأوى إلا ما سعوا في هذه الحياة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ﴿٣٩﴾ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَ‌ىٰ ﴿٤٠﴾ ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [النجم].

فهي دار الجزاء من بعد الموت أعدها الله للشاكرين، ولكنهم بتفسيرهم الظني جعلوا إبليس في جنة المأوى عند سدرة المنتهى، ومن ثم أضلوكم عن حقائق كثيرةٍ ومثيرةٍ وهامةٍ بسبب إقناعكم بتأويلهم الباطل أن إبليس وآدم وحواء كانوا في الجنة. وكان السبب في قلب الحقائق رأساً على عقب هو بسبب فهمهم الخاطئ لذكر الجنة في قول الله تعالى: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم.

وقد تبين لكم أن سبب ضلالهم هو أنهم اعتمدوا على كلمتين في الكتاب وهنّ ذكر الجنّة وكذلك ذكر الهبوط. ولكنهم أفتوا على الله ما لم يقله في محكم كتابه، كون الله تعالى لم يقل إني جاعل في جنّة المأوى خليفة فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين؛ بل فتوى الله في محكم كتابه للعالم وعامة المؤمنين بيِّنه ومُحْكَمة أن الله جعل آدم خليفة في الأرض: {وَإِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْ‌ضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَ‌ضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ‌ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٣٤﴾ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَ‌غَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَ‌بَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَ‌ةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٣٥﴾ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَ‌جَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ مُسْتَقَرٌّ‌ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٣٦﴾ فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّ‌بِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّ‌حِيمُ ﴿٣٧﴾ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٣٨﴾ وَالَّذِينَ كَفَرُ‌وا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ‌ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٣٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

فما كان برهان الذين أضلوا الحقيقة عن أمتهم بالتفسير الظنّي إلا أنهم اعتمدوا على ذكر الجنة، وكأنَّ الله لا يذكر الجنة إلا جنة المأوى ونسوا قول الله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ} صدق الله العظيم.[الكهف:32].

وقال الله تعالى: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ} صدق الله العظيم [القلم:17].

وقال الله تعالى: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ ﴿٥٥﴾ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَ‌ائِكِ مُتَّكِئُونَ ﴿٥٦﴾ لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ ﴿٥٧﴾ سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّ‌بٍّ رَّ‌حِيمٍ ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [يس].

فأنتم تعلمون أنّ الله يقصد بقوله: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ} صدق الله العظيم؛ أنه يقصد جنة في الأرض؛ حرثُ الثلاثة الأخوة الذي مات أباهم وهي دانية ثمارها. وكذلك تعلمون أن الله يقصد بقوله أصحاب الجنة أي جنة المأوى في قوله تعالى: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ ﴿٥٥﴾ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَ‌ائِكِ مُتَّكِئُونَ ﴿٥٦﴾ لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ ﴿٥٧﴾ سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّ‌بٍّ رَّ‌حِيمٍ ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم. وقد تبين لكم أن سبب قولهم على الله غير الحقّ أنه بسبب ذكر الجنة وكذلك ذكر الهبوط.


ومن ثم نأتي لبيان الهبوط أنه يقصد الهبوط من الأرض إلى الأرض فاستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، كمثل هبوط بني إسرائيل من الأرض إلى الأرض في قول الله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ} صدق الله العظيم [البقرة:61]. وكذلك هبوط آدم وحواء هو من الأرض إلى الأرض، وإنما ضربنا لكم على ذلك مثلاً حتى لا تعتمدوا على كلمة تشابهت في القرآن فتضلون عن حقائق كبرى في الكتاب.

وعلى كل حالٍ سوف نأتي الآن للإجابة على أختي في دين الله "بالقرآن نحيا" ونقول: لقد أسستِ فتواك عن الأسباط بقولك أنهم مرتبين بالذكر كون الأسباط يأتي ذكرهم من بعد يعقوب وعلى هذا الأساس أعلنتِ بفتواك أن الأسباط هم ذريّة نبيّ الله يعقوب فجعلتِهم جميعاً من رسل الله في الكتاب. ولكني الإمام المهديّ ألقي إليكِ بهذا السؤال وأريد الإجابة عليه بالحقّ، فهل رسول الله يونس عليه الصلاة والسلام بعد نبيّ الله يعقوب؟ فإذا كان جوابك كلا بل رسول الله يونس هو من قبل نبيّ الله يعقوب، ومن ثم نقول وها أنتِ تجدين ذكر اسم رسول الله يونس جاء من بعد نبيّ الله يعقوب برغم أنه من قبله! وقال الله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً} صدق الله العظيم [النساء:163].

ولكنك اعتمدتِ على ذكر الأسباط من بعد ذكر اسم يعقوب فظننتِ أنهم أسباط نبيّ الله يعقوب، ونسيتِ أن ذكر اسم أيوب ويونس أنه من بعد ذكر عيسى، برغم أنّ المبعوث من بعد نبيّ الله عيسى هو محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله.
ويا أمَة الله، فهل جعلتِ كافة أولاد يعقوب رسلاً تَنَزّلَ عليهم الكتاب؟ ولكني لا أعلم إلا برسولٍ واحدٍ منهم وهو رسول الله يوسف جاء بالبينات إلى آل فرعون الأولين عليه الصلاة والسلام. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ} صدق الله العظيم [غافر:43].

ومن ثم بعث الله من بعده رسوله موسى عليه الصلاة والسلام بالتوراة إلى آل فرعون الآخرين. وأما أولاد يعقوب الذين ظننتِهم من أنبياء الله المرسلين فتعالي لننظر فتوى رسول الله يوسف فيهم بالحقّ. قال الله تعالى: {قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:77].

فهل يا تُرى أنه ظلمَ إخوته العشرة بهذه الفتوى وما يقصد بقوله {أَنْتُمْ شَرٌّ}؟ ونجد الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى عن المقصود بأشر مكان. وقال الله تعالى: {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلاً} صدق الله العظيم [الفرقان:34]. وعسى أن الله غفر لهم حين طلبوا من أباهم أن يستغفر لهم الله في حقّه، كونهم من تسبب له بالعمى والأذى، عسى أن يغفر الله لهم في حقّ ربهم وهو أكرم الأكرمين..

ونأتي الآن لذكر الرسل الثلاثة الذين تنزّل عليهم الكتاب، على رسول الله إلياس وأيده الله بأخويه إدريس واليسع عليهم الصلاة والسلام، فسوف تعلمون يوم يجمع الله الرسل الثلاثة والمسيح عيسى ابن مريم بالإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ليكونوا من الصالحين التابعين للإمام المهدي، وحتى يثبت الله المسيح عيسى ابن مريم على الحقّ فيسمع ويطيع خليفة الله وعبده الإمام المهدي، ولذلك تجدون أن الله يُذَكِّر عبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم بنعمه عليه ليكون من الشاكرين ويطيب نفساً من أمر الله أن يتبع الإمام المهدي، وتجدون تذكير الله بنعمه إلى عبده المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم ليكون من الشاكرين فيطيع خليفة الله وعبده الإمام المهديّ المنتظر. وتجدون هذا التذكير من الله للمسيح عيسى ابن مريم في خطاب الله له يوم البعث الأول، يوم يجمع الله الرسل الثلاثة والمسيح عيسى ابن مريم بالإمام المهدي. وتعلمون ذلك من خلال قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَاسْمَعُوا وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿١٠٨﴾ يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّـهُ الرُّ‌سُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿١٠٩﴾ إِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْ‌يَمَ اذْكُرْ‌ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُ‌وحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَ‌اةَ وَالْإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ‌ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرً‌ا بِإِذْنِي وَتُبْرِ‌ئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَ‌صَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِ‌جُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا مِنْهُمْ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ‌ مُّبِينٌ ﴿١١٠﴾ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِ‌يِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَ‌سُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ﴿١١١﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فلماذا يُذَكِّر الله عبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم بنعمه عليه؟ وذلك تثبيتاً له من الفتنة حتى لا يستنكف من أن يتبع الإمام المهديّ كون الله أمر المسيح عيسى ابن مريم أن يطيع خليفة الله الإمام المهديّ ويتخذه إماماً، وبما أن رسول الله المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام من الأنبياء المكرمين ومن المقربين من الله ربّ العالمين وأنه كلمة من الله ألقاها إلى مريم بمعجزةٍ منه كن فيكون. ولكن هذا التكريم إنما هو ابتلاء من الله أيشكر أم يكفر، وإنه لمن الشاكرين. فلن يحدث له ما حدث للشيطان المسيح الكذاب، وإنما كان سبب فتنة إبليس هو أن الله أمره أن يسجد لخليفته آدم ولكن إبليس أخذته الغيرة على نفسه من تكريم الله لآدم وكان ذلك سبب فتنته؛ درجة الخلافة. ولذلك قال: {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً} صدق الله العظيم [الإسراء:62].

وحتى لا يحدث في نفس رسول الله المسيح عيسى ابن مريم شيء بسبب تكريم خليفة الله وعبده الإمام المهديّ المنتظر، وبما أن الله سوف يأمر المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وعلى أمه وسلم أن يطيع ويتبع خليفة الله المهديّ المنتظَر ولا يعصي له أمرا ويتخذه إماماً، ولذلك تجدون أنّ الله يُذَكِّر المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم بنعمه عليه ليكون من الشاكرين، وتستنبطون ذلك السرّ من خلال قول الله تعالى: {إِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْ‌يَمَ اذْكُرْ‌ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُ‌وحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَ‌اةَ وَالْإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ‌ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرً‌ا بِإِذْنِي وَتُبْرِ‌ئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَ‌صَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِ‌جُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا مِنْهُمْ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ‌ مُّبِينٌ ﴿١١٠﴾ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِ‌يِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَ‌سُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ﴿١١١﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

وأما الرسل الثلاثة فهم لا يعلمون بما أجابهم الله بعد أن تمت مطاردتهم من قِبَلِ قومهم ليرجموهم أو يعيدوهم في ملتهم، وهربوا بدينهم وقرروا أن يختَبئوا في (الكهف) حتى تهدأ الأمور ويستيئس قومهم من البحث عنهم، حتى يفتح الله بينهم وبين قومهم بالحقّ وهو خير الفاتحين، ولكنهم لا يعلمون بما أجابهم الله وماذا حدث لقومهم من بعدهم. والرسل الثلاثة هم المقصودون: {يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ}، وإنما يقصد الله الرسل الثلاثة وذلك في يوم البعث الأول يوم يجمعهم بالإمام المهديّ ومعهم المسيح عيسى ابن مريم عليهم الصلاة والسلام.

ومن ثم خاطب الله في الكتاب المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ليذكّره بنعمه عليه حتى يكون من الشاكرين: {إِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْ‌يَمَ اذْكُرْ‌ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُ‌وحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَ‌اةَ وَالْإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ‌ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرً‌ا بِإِذْنِي وَتُبْرِ‌ئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَ‌صَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِ‌جُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا مِنْهُمْ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ‌ مُّبِينٌ ﴿١١٠﴾ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِ‌يِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَ‌سُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ﴿١١١﴾} صدق الله العظيم [المائدة]. وذلك التذكير تثبيتٌ من الله لعبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم كون اتباعه للإمام المهديّ سوف تكون كبيرة على النصارى بادئ الأمر، فيقولون: "كيف من عظّمناه حتى اعتقدنا أنه وَلَدٌ لله كيف يكون من التابعين لرجلٍ من المسلمين ليس إلا من الصالحين؟ بل أنت المسيح الكذاب ولست المسيح عيسى ابن مريم الحقّ؛ بل المسيح عيسى ابن مريم هو الله ربّ العالمين، فلو قلت أنك الله المسيح عيسى ابن مريم أو ولد الله لصدقناك أنك المسيح عيسى ابن مريم". ومن ثم يقولون: "بل أنت المسيح الكذاب". ويا سبحان الله برغم أنه المسيح عيسى ابن مريم الحقّ صلى الله عليه وآله وسلم! ومن ثم يأتي آخر ويقول: "أنا المسيح عيسى ابن مريم". ويقول إنّه الله ربّ العالمين. وإنه لمن الكاذبين. وما كان المسيح عيسى ابن مريم الحقّ، وما كان للمسيح عيسى ابن مريم أن يقول ما ليس له بحقّ؛ بل ذلكم المسيح الكذاب إبليس الشيطان الرجيم، فاحذروا فتنته يا معشر النصارى إني لكم ناصح أمين.

وأما أسباط نبيّ الله يعقوب فهم اثنا عشر أسباطا وذرياتهم هم بني إسرائيل. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:160].

ولا أجد منهم إلا رسولاً واحداً فقط وهو رسول الله يوسف عليه الصلاة والسلام، ابتعثه الله بالبينات. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَالَ فِرْ‌عَوْنُ ذَرُ‌ونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَ‌بَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ‌ فِي الْأَرْ‌ضِ الْفَسَادَ ﴿٢٦﴾ وَقَالَ مُوسَىٰ إِنِّي عُذْتُ بِرَ‌بِّي وَرَ‌بِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ‌ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ ﴿٢٧﴾ وَقَالَ رَ‌جُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْ‌عَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَ‌جُلًا أَن يَقُولَ رَ‌بِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّ‌بِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِ‌فٌ كَذَّابٌ ﴿٢٨﴾ يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِ‌ينَ فِي الْأَرْ‌ضِ فَمَن يَنصُرُ‌نَا مِن بَأْسِ اللَّـهِ إِن جَاءَنَا قَالَ فِرْ‌عَوْنُ مَا أُرِ‌يكُمْ إِلَّا مَا أَرَ‌ىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّ‌شَادِ ﴿٢٩﴾ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ ﴿٣٠﴾ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّـهُ يُرِ‌يدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ ﴿٣١﴾ وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ ﴿٣٢﴾ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِ‌ينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّـهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٣٣﴾ وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّـهُ مِن بَعْدِهِ رَ‌سُولًا كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّـهُ مَنْ هُوَ مُسْرِ‌فٌ مُّرْ‌تَابٌ ﴿٣٤﴾ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ‌ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ‌ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ‌ جَبَّارٍ‌ ﴿٣٥﴾ وَقَالَ فِرْ‌عَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْ‌حًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ﴿٣٦﴾ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْ‌عَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْ‌عَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ ﴿٣٧﴾ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّ‌شَادِ ﴿٣٨﴾ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَـٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَ‌ةَ هِيَ دَارُ‌ الْقَرَ‌ارِ‌ ﴿٣٩﴾ مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ‌ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْ‌زَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ‌ حِسَابٍ ﴿٤٠﴾ وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ‌ ﴿٤١﴾ تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ‌ بِاللَّـهِ وَأُشْرِ‌كَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ‌ ﴿٤٢﴾ لَا جَرَ‌مَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَ‌ةِ وَأَنَّ مَرَ‌دَّنَا إِلَى اللَّـهِ وَأَنَّ الْمُسْرِ‌فِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ‌ ﴿٤٣﴾ فَسَتَذْكُرُ‌ونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِ‌ي إِلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ‌ بِالْعِبَادِ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [غافر].

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ

الأحد، 11 سبتمبر 2011

هل على مال الدَّيْنِ زكاة ؟


الإمام ناصر محمد اليماني
12 - 10 - 1432 هـ
11 - 09 - 2011 مـ
04:26 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ


ما قولك يا إمام الهدى، هل على مال الدَّيْنِ زكاة ؟

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي مُحمد وآله الأطهار وجميع المُسلمين إلى يوم الدين..
والحقّ نقول: 
إنَّ المال الذي يتمّ جمعه لقضاء الدَّين فليس فيه زكاة شيء، كونه ليس بملك صاحبِه وإنما حقّ قومٍ آخرين، حقّ لهم عليه في ذمته يجب قضاؤه.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ

السبت، 10 سبتمبر 2011

هل إبليس من ملائكة النور أم من ملائكة الجان؟


الإمام ناصر محمد اليماني
11 - 10 - 1432 هـ
10 - 09 - 2011 مـ
10:58 صباحاً 
ــــــــــــــــــــ


بيانٌ من الإمام المهدي المنتظر عن قدرات وصفات الجنّ والملائكة، وعن فتنة المسيح الدجّال..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي النبيّ الخاتم ورحمة الله وبركاته وعليه وعلى آله الأطهار وجميع أنصار الله في خلقه إلى يوم الدين..
ويا حبيبي في الله أبو روان لقد أفتاكم الرحمن في محكم القرآن أنه خلق الجانّ من نار السَّموم، وقال سبحانه في محكم القرآن: {وَالْجَآنَّ خَلَقْناهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ} صدق الله العظيم [الحجر:27]. والسَّموم هي نار جهنم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ ﴿٤١﴾ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ ﴿٤٢﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

والجانّ الذي خلق الله أباهم من نارٍ وأكرم لمن يشاء منهم بصفاتٍ ملائكيّةٍ بقدرة التحوّل في خلقهم بالتشبه بخلقٍ آخر فتنةً لهم أيشكرون أم يكفرون ويستكبرون ويغترون بخلقهم. كمثل إبليس وذريته يحملون صفاتاً من صفات الملائكة، أي يحمل من صفات الملائكة بقدرة التحوّل من خَلْقِ الجنّ إلى التمثل بخَلْقٍ آخر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ} صدق الله العظيم [القصص:31].

ويقصد الله تعالى بقوله: {وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ} أي أنها تحولت من عصا إلى ثعبانٍ، ونستنبط من ذلك صفة تَميَّز بها الجنّ بقدرة التحوّل من خلقهم فيتشبهون بخلقٍ آخر. ولذلك قال الله تعالى: {وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ} صدق الله العظيم، ونستنبط من ذلك قدرة الجنّ على التحوّل بإذن الله من خلقهم فيتمثلون بخلقٍ آخر، وكذلك الملائكة من النور ميّزهم الله كذلك بهذه الصفة وهي قدرة التمثل، ولذلك قال الله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:17].

وبعد أن خلق الله آدم وأمر الملائكة بالسجود لآدم فسجدوا كلهم أجمعون. تصديقاً لقول لله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرً‌ا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٢٨﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّ‌وحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٢٩﴾ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٣٠﴾ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣١﴾ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣٢﴾ قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ‌ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٣٣﴾ قَالَ فَاخْرُ‌جْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَ‌جِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٣٥﴾ قَالَ ربّ فَأَنظِرْ‌نِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٣٦﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِ‌ينَ ﴿٣٧﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

وهنا سؤالٌ يطرح نفسه فبما أنَّ إبليس استثناه الله من الملائكة أنه لم يكن من الساجدين بدليل قول الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ﴿٦١﴾ قَالَ أَرَ‌أَيْتَكَ هَـٰذَا الَّذِي كَرَّ‌مْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْ‌تَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّ‌يَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٦٢﴾ قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورً‌ا ﴿٦٣﴾ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَ‌جِلِكَ وَشَارِ‌كْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُ‌ورً‌ا ﴿٦٤﴾ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ۚ وَكَفَىٰ بِرَ‌بِّكَ وَكِيلًا﴿٦٥﴾} [الإسراء].

وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرً‌ا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٢٨﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّ‌وحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٢٩﴾ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٣٠﴾ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣١﴾ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣٢﴾ قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ‌ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل إبليس من الملائكة الذين خلقهم الله من نور أم من ملائكة الجان من نارٍ؟ وتجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الجنّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً} صدق الله العظيم [الكهف:50].

وكذلك الجنّ ينقسمون إلى صنفين اثنين بسبب التحوّل في خلقهم بالتشبه إلى خلق آخر بقدرة الله في التحوّل في الخلق بالتشبه بخلقٍ آخر بدليل قول الله تعالى: {فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا} صدق الله العظيم، وليس أنّ الجنّ ثعابين، وإنما يقصد الله أنّ موسى رآها تحولت من عصا إلى ثعبانٍ مبينٍ؛ بمعنى فلما رأى العصا تحولت من عصا إلى خلق آخر ثعبان حيّ مبين كأنها جانّ تملك قدرة التحوّل بالتشبه بخلقٍ آخر، ولذلك قال الله تعالى: {وَأَلْقِ عَصَاكَ ۚ فَلَمَّا رَ‌آهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرً‌ا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْ‌سَلُونَ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [النمل].

ومن خلال ذلك نستنبط فتوى الله من صفات الجنّ في الخلق: أنه منحهم قدرة التحوّل إلى خلقٍ آخر بمجرد إرادتهم في أنفسهم أن يتمثلوا بخلقٍ آخر، فيتمثلون بقدرةٍ من الله وليس من عند أنفسهم، ولكن ذلك يحدث فقط إن يشأ الله. والصفات الملائكيّة لقدرة التحوّل أكرم الله بها طرائق من عالم الجنّ وكذلك عالم الملائكة من نور، فأي ملك يريد أن يظهر للناس فإنه حتماً سوف يتمثل لهم إلى رجلٍ من البشر، والله هو الذي جعل لهم قدرة الاستواء والتمثل إلى خلقٍ آخر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَ‌جُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]، كمثل جبريل عليه الصلاة والسلام حين أرسله إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال الله تعالى: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴿٥﴾ ذُو مِرَّ‌ةٍ فَاسْتَوَىٰ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [النجم].

وإنما الاستواء هو التمثل إلى رجل سويٍ من البشر، فكذلك حين أرسل الله الرسول جبريل ومن معه من الملائكة إلى مريم ومن ثم تمثل لها جبريل إلى رجل لكي تراه كونه من سوف يخاطبها، وقال الله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً} صدق الله العظيم [مريم:17].

إذاً فالصفة الملائكيّة لقدرة التمثل جعلها للملائكة الجنّ من النار وللملائكة من النور بشكل عام، والجنّ ينقسمون إلى صنفين بسبب قدرة التحوّل في خلقهم من الله الذي خلقهم. 

ولربّما يودّ أن يقاطعني أحبتي الأنصار فيقول: "يا إمامي وهل من ذرية آدم من سوف يمنحهم الله صفة التحوّل من باب التكريم إلى ملائكةٍ من النور من الذين يجعلهم الله خلفاء لخليفة ربّهم على شعوب العالمين؟". ومن ثم نترك الرد عليه من الله مباشرة: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:60].

ومن ثم ننصحكم أحبتي في الله أن تدعوا الله أن لا يجعلكم ملائكة من البشر، حتى لا تكونوا سبب عودة الناس إلى الكفر بالمغالاة فيكم من بعد موتكم فيدعونكم من دون الله، فتنازلوا عن هذا التكريم العظيم لكم من ربكم من أجل تحقيق النعيم الأعظم من ذلك التكريم حتى لا تكونوا سبباً آخر في عودة الناس إلى الشرك بعد إذ هداهم الله جميعاً كونهم سوف يبالغون فيكم من بعد موتكم حتى يدعونكم من دون الله.

أفلا تعلمون أنّ أبويكم آدم وحواء ليعلما بحدث التحوّل المنتظر من بشرٍ إلى ملائكةٍ ولذلك أوهمهما إبليس أنه قد أكل هو وزوجته من الشجرة حتى صارا ملكين؟ وأنه إذا أراد أن يملك هو وزوجته قدرة التحوّل من بشر إلى ملكين فيكونا خالدين لا يموتا ما دامت الحياة الدنيا فعليهما أن يأكلا من هذه الشجرة؟ وأوهمهما أنّ الجنّ الملائكة إنما أكلوا من هذه الشجرة فصار لديهم قدرة التحوّل من جنٍّ إلى ملائكة، ولذلك قال إبليس لآدم وزوجته: {مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:20].

فظنّ آدم وحواء أنّه سيكون السبب في الحدث المنتظر أن يجعل الله ملائكةً من البشر في الأرض يخلفون؛ ظنّوا أن السرّ هو في تلك الشجرة ولذلك نهاهم الله أن يأكلوا، وظنوا أن سرّ التحويل إلى ملائكة هو في تلك الشجرة وأنهما لو أكلا منها لصار لديهما قدرة التحوّل إلى ملائكة فيكونا كمثل إبليس وزوجته ملكين. ويا سبحان الله العظيم! ولكن آدم وحواء عليهما الصلاة والسلام يجهلان حقيقة اسم الله الأعظم ولذلك أكلا من الشجرة حتى يكونا ملكين ويكونا من الخالدين في تلك الجنة ما دامت الحياة الدنيا فخسِرا النعيم الأعظم والنعيم الأصغر. وقال الله تعالى: {وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَ‌بَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَ‌ةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿١٩﴾ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِ‌يَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَ‌بُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ الشَّجَرَ‌ةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴿٢٠﴾ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴿٢١﴾ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُ‌ورٍ‌ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَ‌ةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَ‌قِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَ‌بُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَ‌ةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٢٢﴾ قَالَا رَ‌بَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ‌ لَنَا وَتَرْ‌حَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِ‌ينَ ﴿٢٣﴾ قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ مُسْتَقَرٌّ‌ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٢٤﴾ قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَ‌جُونَ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

ولربّما يودّ أن يقاطعني حبيبي في الله إبراهيم فيقول: "فما يقصد الله بقوله: {اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ مُسْتَقَرٌّ‌ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٢٤﴾ قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَ‌جُونَ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم، فهل يمكن أن يكون الهبوط من الأرض إلى الأرض؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني ونفتيه بالحقّ ونقول: إنما الهبوط هو من الأرض إلى الأرض كمثل هبوط بني إسرائيل من الأرض إلى الأرض كونهم استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير. وقال الله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ} صدق الله العظيم [البقرة:61].

إذاً فالهبوط إنما يقصد الله به الخروج من الذي هو خير إلى الذي هو أدنى، كمثل خروج آدم من جنة الله في جوف الأرض إلى أرض الشقاء والتعب في طلب الرزق على سطح الأرض وقد كان في أرض لا يجوع فيها ولا يظمأ ولا يعرى، وإنما الهبوط هو الخروج من الذي هو خير إلى الذي هو أدنى، ولذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ﴿١١٥﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ ﴿١١٦﴾ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِ‌جَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ ﴿١١٧﴾ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَ‌ىٰ ﴿١١٨﴾ وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ ﴿١١٩﴾ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَ‌ةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ ﴿١٢٠﴾ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَ‌قِ الْجَنَّةِ وَعَصَىٰ آدَمُ رَ‌بَّهُ فَغَوَىٰ ﴿١٢١﴾ ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَ‌بُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ ﴿١٢٢﴾ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ﴿١٢٣﴾} صدق الله العظيم [طه].

وتبيّن إنما الهبوط مجاز وهو الخروج من الذي هو خير إلى الذي هو أدنى، فأخرج الله آدم وزوجته وذريتهم في ظهره، وإنما فتنهم الشيطان بالجنة التي كانوا فيها وأوهمهم إنما نهاهم الله عن تلكما الشجرة كون فيها سرّ البقاء في الملك والخلد في الحياة فيما هم فيه إلى يوم القيامة، فلا يفتنكم الشيطان بتلك الجنة فتحرصون عليها كما حرص على البقاء فيها آدم وحواء، وإنما تلك الجنة هي فتنة المسيح الكذاب كون قصورها من الفضة وأبواب قصورها من الذهب وفيها زخرف كبير، فلا يكذب عليكم. وتالله إنّ ملائكة الرحمن سوف يخرجونه منها مذءوماً مدحوراً، وأنه لن يصدقكم بما وعدكم بها كونه سوف يتمّ إخراجه منها مذءوماً مدحوراً بجنود الله من الملائكة الذين أمرهم بطرد المسيح الكذاب من الجنة التي وعد الله بها قوماً يحبهم ويحبونه أن يستخلفهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، فيورثهم أرضاً ودياراً لم تطأها قدم أحدٍ من المُسلمين قط. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَؤُها} صدق الله العظيم [الأحزاب:27].

فأمّا المقصود بقوله تعالى {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ} صدق الله العظيم، فيقصد بذلك محمداً رسول الله والمسلمين الذين معه أنه أورثهم أرض شياطين البشر من اليهود الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض. وأما قول الله تعالى: {وَأَرْضًا لَمْ تَطَؤُها} صدق الله العظيم؛ فيقصد بذلك الوعد قوماً آخرين من المسلمين وهو الإمام المهدي ومن صدّق دعوته واتبعه من المسلمين، فوعدهم الله أن يورثهم أرضاً ودياراً وأموالَ عالمِ الشياطين من الجنّ والإنس ومن كل جنسٍ بأرض لم تطؤوها، وتسمى في الكتاب جنة بابل استولى عليها الشيطان الملك هاروت وقبيله ماروت وذريتهم يأجوج ومأجوج بجنة بابل، وقد عمّروا قصورها من الفضة وأبواب قصورها من الذهب ليعطونها ويصرفوا لمن يكفر بالله ويتبع الشيطان؛ المسيح الكذاب ويصدّق أنه الرب فيعطيه قصراً من الفضة وأبوابه من الذهب وزخرفاً ومعارج في القصور عليها يظهرون إلى أعلى القصر وزخرفاً كبيراً.

وتلك هي فتنة المسيح الكذاب جنة بابل بالأرض ذات المشرقين، فلا يفتنكم الشيطان بتلك الجنة كما فتن أبويكم آدم وحواء بها، كونه أوهمهم أن لو يأكلون من الشجرة فسوف يكونون من الخالدين فيها، ولذلك أكلوا من الشجرة حرصاً منهم على البقاء فيها.

فلا يفتنكم الشيطان بها أنه سوف يورثكم إياها فإنه لمن الكاذبين، فسوف يهزمه الجيش الملائكي من النور بقيادة وزير المهدي المنتظر الملك جبريل عليه الصلاة والسلام، كون الله أمر الملك جبريل أن يتنزّل هو وجميع جند الله من الملائكة في السموات السبع ليكونوا ضمن جيش المهدي المنتظر، وأمرهم أن يطيعوا خليفة الله وعبده الإمام المهدي عبد النعيم الأعظم، ولسوف يقومون بمهمتهم بطرد المسيح الكذاب الملك هاروت وقبيله ماروت وذريتهم يأجوج ومأجوج من أرض بابل جنة الله في الأرض التي وضعها للأنام والراحة للجنّ والإنس. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالْأَرْ‌ضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴿١٠﴾ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ﴿١١﴾ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّ‌يْحَانُ ﴿١٢﴾ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَ‌بِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [الرحمن].

وبما أن الله وضعها للثقلين من الجنّ والإنس ولذلك يخاطبهم بالمثنى: {وَالْأَرْ‌ضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴿١٠﴾ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ﴿١١﴾ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّ‌يْحَانُ ﴿١٢﴾ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَ‌بِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم. وتلك هي جنة الفتنة. ولذلك قال الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَ‌جَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِ‌يَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَ‌اكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَ‌وْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

وسؤالٌ يطرح نفسه: فبماذا سوف يفتنهم الشيطان حتى يكفروا بالله الحق فيصدِّقوا أنّه الله؟ والجواب عن فتنة المسيح الكذاب أنها مُلكٌ ماديٌّ بجنة الفتنة وليس أن الله يمده بالمعجزات كما تزعمون، وقد أفتاكم الله في محكم الكتاب عن فتنة المسيح الكذاب في قول الله تعالى: {وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أمّةً واحدةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ‌ بِالرَّ‌حْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِ‌جَ عَلَيْهَا يَظْهَرُ‌ونَ ﴿٣٣﴾ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُ‌رً‌ا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ ﴿٣٤﴾ وَزُخْرُ‌فًا وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَ‌ةُ عِندَ رَ‌بِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٣٥﴾ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ‌ الرَّ‌حْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِ‌ينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِ‌قَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِ‌ينُ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

ويا أيها السائل عن زوجة إبليس فإنها خُلقت بكن فيكون، وذريتهم والمردة جميعهم ذرية إبليس أعداء لله ولكم، ولذلك قال الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الجنّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ‌ رَ‌بِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّ‌يَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

وجعلهم ملكين، ولذلك أوهم الشيطان آدم وزوجته أنهما إذا أرادا أن يكونا ملكين مثلهم خالدين طيلة الحياة الدنيا فعليهم أن يأكلا من هذه الشجرة فيكونا ملكين خالدين في هذا الملك الذي مكّنهم الله فيه، ولذلك قال لهم: {مَا نَهَاكُمَا رَ‌بُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ الشَّجَرَ‌ةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴿٢٠﴾ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

فظنَّ آدم وزوجته أنّ الذين يحملون الصفات الملائكيّة من الجنّ أنّ سر تقلبهم في الخلق إلى صفات ملائكيّة في خلقهم هو أكلهم من تلك الشجرة، ولذلك سماها الشيطان شجرة الخلد بمعنى أنّ من أكل منها صار ملكاً كريماً مخلداً؛ بل هي الشجرة الملعونة في القرآن وتم اجتثاثها وزرعها في أصل الجحيم لتكون طعام الأثيم.

ولا يزال لدينا الكثير من بسطة العلم ونعلم من الله ما لا تعلمون، ولكن الأمر سوف يكون غريباً على الذين لا يوقنون، ولذلك لا نزال نرفق بهم ونبيّن الكتاب شيئاً فشيئاً لنثبِّت به أفئدة قومٍ يحبهم الله ويحبونه، ونزيدهم إيماناً بالبيان الحقّ للكتاب وذكرى لأولي الألباب لعلهم يتقون.

وختام بياني هذا فلماذا لن يستطيع المسيح الكذاب أن يعطيَكم قصور الفضة ذات الأبواب من الذهب؟ وذلك لأن الله سوف يخرجه منها إليكم مذءوماً مدحوراً، كون الله يعلم أنه لو يتركه فيها فسوف يفتن بها الناس فيجعلهم أمّةً واحدةً على الكفر، ولذلك قال الله تعالى: {وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أمّةً واحدةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ‌ بِالرَّ‌حْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِ‌جَ عَلَيْهَا يَظْهَرُ‌ونَ ﴿٣٣﴾ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُ‌رً‌ا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ ﴿٣٤﴾ وَزُخْرُ‌فًا وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَ‌ةُ عِندَ رَ‌بِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٣٥﴾ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ‌ الرَّ‌حْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِ‌ينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِ‌قَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِ‌ينُ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

ولكن الله سوف يورثها للإمام المهدي المنتظر الذي يريد أن يجعل الناس أمّةً واحدةً على الإيمان يعبدون الله لا يشركون به شيئاً، حتى إذا أَزِفَ الرحيل إليها والوصول إلى أبوابها سوف نجد بشراً من الملائكة ينتظرون لطاعة خليفة الله وعبده الإمام المهدي كما أمرهم الله بطاعته بقيادة الملك جبريل عليه وعليهم الصلاة والسلام، وكذلك الصالحين من الجنّ ومعنا الصالحون من الإنس. وإلى الله ترجع الأمور يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

ويا أحباب الله لربما نُعْرِضُ عن بيان بعض الآيات كون بيانها في كشف أسرارٍ للأعداء من شياطين الجنّ والإنس، ولكنكم تجبروني على ذلك بسبب إلحاحكم على إمامكم. فما أعرضنا عن بيانه من القرآن حين نُسألُ عنها فاعلموا أن ذلك ليس عجزاَ منى عن بيانها، ولكني أرى في تأخير بيانها حكمةً فلا تغضبوا، وإن أجبرتموني أنتم والسائلون فسوف نبيّنها بالحقّ إن يشأ الله، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ولكن أخشى من بيانها أن يسيئكم فيعظم بيانها ويكبر في نظركم وعلى عقولكم، فيقول الذين لا يعلمون: فكيف يكون جبريل وكافة جند الله بالسموات العُلى فكيف يكونون من جنود المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني فيطيعون أمره؟ ومن ثمّ نردّ عليهم بالحقّ ونقول: ألم يأمرهم الله بسجود الطاعة من قبل لخليفته آدم عليه الصلاة والسلام، فلماذا ترون ذلك كبيراً في حق الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني الذي يريد أن يجعل الناس أمّةً واحدةً على الهدى والإيمان؟ وخصمي المسيح الكذاب الشيطان هدفه عكس هدف المهدي المنتظر، كون الشيطان المسيح الكذاب يريد أن يجعل الناس أمّةً واحدةً على الكفر بالله، فذلك هدف الشيطان. ولذلك قال الله تعالى: {وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أمّةً واحدةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ‌ بِالرَّ‌حْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِ‌جَ عَلَيْهَا يَظْهَرُ‌ونَ ﴿٣٣﴾ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُ‌رً‌ا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ ﴿٣٤﴾ وَزُخْرُ‌فًا وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَ‌ةُ عِندَ رَ‌بِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٣٥﴾ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ‌ الرَّ‌حْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِ‌ينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِ‌قَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِ‌ينُ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

كونه يريد أن يُغضب الله لأنّ الله لا يرضى لعباده الكفر، وقال الله تعالى: {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} صدق الله العظيم [الزمر:7].

ولذلك يريد الشيطان أن يُذهب رضوان الله في نفسه بتحقيق هدفه أن يجعل عباده أمّةً واحدةً على الكفر بالله، ولكنّ الإمام المهدي سَعيُهُ بعكس سعيّ الشيطان، ويريد أن يحقق هداية الأمة جميعاً فيجعلهم أمّةً واحدةً على صراط مستقيم يعبدون الله وحده لا شريك له فيرضى، ولن يتحقق رضوان الله في نفسه إلا أن يشكره عباده فيؤمنون به ويعبدوه وحده لا شريك له. تصديقاً لقول الله تعالى : {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7].

فكم تجهلون قدر المهدي المنتظر الذي لا تحيطون بسره وتعرضون عن أمره! وهل دعاكم إلى الكفر بالله؟ بل يدعوكم الليل والنهار إلى الشكر لله فتعبدون الله وحده لا شريك له حتى يرضى، ولذلك خلقكم لتتبعوا رضوانه إن كنتم إياه تعبدون ولذلك خلقكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56].

ونهديكم بالبيان الحق للقرآن المجيد إلى اتَّباع رضوان الله إن كنتم إياه تعبدون، فاتَّبعوني أهدكم بالقرآن المجيد إلى رضوان العزيز الحميد. تصديقاً لقول الله تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ رَ‌سُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرً‌ا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ‌ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ‌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِ‌ضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِ‌جُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ‌ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخو المؤمنين الذليل عليهم، العزيز على الكافرين الذين يريدون أن يطفئوا نور الله؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ