الثلاثاء، 30 يوليو 2013

ولم يبعثني الله لأجادل الناس بكتاب فاطمة الزهراء، فلا أعلم لها كتاباً غير الذي جاء به أبوها! ولم يأمرني الله أن أجاهد المسلمين والنّصارى واليهود بكتاب البخاري ومسلم أو كتاب البحر الزاخر أو كتاب بحار الأنوار، بل أُمرت أن أجادلهم بالقرآن العظيم


-2-
الإمام ناصر محمد اليماني
21 - 09 - 1434 هـ
30 - 07 - 2013 مـ
10:39 صبـاحاً
ــــــــــــــــــــــ


الردّ الثاني من المهديّ المنتظَر إلى الباحث عن المهديّ المنتظَر من علماء المسلمين وعامتهم ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيّبين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله، يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وعليهم وسلّموا تسليماً لا نفرّق بين أحدٍ من رسله، سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير، أمّا بعد..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار والباحثين عن الحقّ، وخواتمٌ رمضانيّةٌ مباركةٌ علينا وعليكم وعلى جميع المسلمين، وتقبل الله صيامنا جميعاً وصالح أعمالنا وغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين بحقّ رحمته التي كتب على نفسه، وغفر الله لحبيبي في الله الباحث عن المهديّ المنتظَر ورجوت من ربّي بحقّ لا إله إلا هو وبحقّ رحمته التي كتب على نفسه وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسه أن يغفر لجميع المسلمين آيةً للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.

وأعلمُ أنه سبَّني وشتمني ولعنَني كثيرٌ من الجاهلين منهم بمجرد ما إن يسمع اسمي ( ناصر محمد )، فينكر أن يكون هذا اسمَ المهديّ المنتظَر ناصر محمد، ومن ثمّ يحكم على ناصر محمد من قبل أن يستمع القول فيتدبَّر فيه ليتّبع أحسنه إن تبيّن لهم أنه الحقّ من ربّهم، ولكنّ الذين يحكمون على الإمام ناصر محمد اليماني أنّه كذّاب أشِر وليس المهديّ المنتظَر من قبل التدبر والتفكر في سلطان علمه فأولئك ليسوا على هدًى من ربّهم ولن يكونوا من المهتدين حتى يستمعوا إلى منطق ناصر محمد من قبل أن يحكموا عليه لكون هذا ناموس الذين هداهم الله من عباده في كلّ زمانٍ ومكانٍ، وهم الذين لا يحكمون على الداعية من قبل التّفكّر والتّدبّر في سلطان علمه من ربّه؛ بل نجد الذين هداهم الله من عباده في عصر بعث الأنبياء أو بعث المهديّ المنتظَر هم الذين استمعوا القول أولاً من قبل الحكم حتى إذا تبيَّن لهم هل ينطق بالحقّ الذي تقبله عقولهم التي أنعم بها الله عليهم فيتّبعون أحسنه، وأولئك الذين هداهم الله في كل زمانٍ ومكانٍ فذلك هو ناموس الهدى في محكم الكتاب للذين هداهم الله من عباده لهم البشرى بالهدى من ربّهم في كل زمانٍ ومكانٍ، تصديقاً لقول الله تعالى: {فبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَه أوُلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأوُلَئِكَ هُمْ أوُلُوا الألْبَابِ} صدق الله العظيم [الزمر:18].

وعليه فسوف أفتي بالحقّ: فبما أنّني أعلم إنّي الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ فسوف أُفتي بالحقّ أنّه لن يهدي الله إلى اتّباعي من جميع المسلمين إلا الذين أجَّلوا الحكم في شأني حتى تدبّروا في منطقي وتفكّروا في سلطان علمي هل هو حقاً من الرحمن أستنبطُه من محكم القرآن بآياتٍ بيِّنات لعلماء الأمّة وعامة المسلمين، أم أزعم وحياً جديداً؟ فأمّا الذين تدبروا وتفكروا في البيانات الليل والنّهار فحتماً لا شك ولا ريب سوف تلتجم عقولُهم بمحكم سلطان العلم فيقولون إنَّ ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم ومن ثمّ يهتدون، وما كان قولهم إلا مثل قول من كانوا على شاكلتهم من الذين اتّبعوا دعوة الحقّ من ربّهم في عصر بعث الأنبياء، فبعد التفكر والتدبر واتّخاذ القرار أن يتَّبعوا الدعوة التي خضعت لها عقولهم ولانت لها جوارحهم قالوا: {وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} صدق الله العظيم [إبراهيم :12].

ولكن الذين يتفكرون في بيانات الإمام ناصر محمد اليماني علّهم يعثرون على ثغرةٍ يدخلون عليه من خلالها فأولئك لا يزيدهم الله بالبيان الحقّ للقرآن إلا رجساً إلى رجسهم ولن يجدوا ثغرةً شيئاً، ولن يهتدوا إلى الحقّ أبداً كونهم لن يبحثوا عن الحقّ ليتّبعوه بل حكموا من قبل أن يتدبروا البيان الحقّ للقرآن وإنما جاءوا فقط ليقيموا الحجّة، فلن يقيموا الحجّة شيئاً ولن يهتدوا إذاً أبدا، وبرغم إنّ منهم علماء تعرفهم من خلال لحن قولهم ولئن سألتموهم: هل أنت عالم؟ لقال: "كلا وإنّما أنا من عامة المسلمين". وذلك حتى لا يُحْرَجوا من طلاب العلم عندهم ولذلك يخفون أنفسهم، ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهدي ناصر محمد وأقول: إذاً فلماذا تُحاجّ الإمام ناصر محمد اليماني في آيات الله؟ فهل أنت من الذين قال الله عنهم: {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} [غافر:35].

أم من الذين قال الله عنهم: {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير} [غافر:56].

أم من الذين قال الله عنهم: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ} [غافر:69].
أم من الذين قال الله عنهم: {وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ} [الكهف:56].
أم من الذين قال الله عنهم: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُون} [الأنعام:121].
صدق الله العظيم.

فاتقوا الله عباد الله فلا يجادل في آيات الله في محكم كتابه إلا الكافرون بما تنَّزل على محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ (4)} [غافر].
وقال الله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ۚوَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا (56)} [الكهف].

ويا حبيبي في الله الباحث عن المهديّ المنتظَر، أعلمُ أنك لست من عامة المسلمين بل من الذين يحسبون أنفسهم علماء، وعلى كل حالٍ لا يستوي العلماء فمنهم ربّانييّون يخشون ربّهم ولا يحكمون من قبل أن يستمعوا القول فيتبعوا أحسنه، فلا تسبّوا علماء المسلمين جميعاً أحبتي في الله فلا يستوون مثلاً، فلا تنسوا أنّ منهم أنصارٌ لنا كأمثال أبو هاشم أحد خطباء مسجدٍ في عاصمة المملكة العربية السعودية آخر من بايعنا إلى حدّ الآن من علماء المسلمين، ولذلك لا تحكموا على كافة علماء المسلمين فلا بدّ أن تذكروا التبعيض فتقولوا بعض علماء المسلمين إلا من رحم ربي فليسُوا سواءً، وعلى كل حال نعود إلى العالِم المحترم الباحث عن المهديّ المنتظر وأقول: يا حبيبي في الله، اسمح لي أن أقول لك الله المستعان، فعجب كيف أنّك بادئ الأمر تنهى أن تُؤسِّس الدعوة في دين الله بناءً على الرؤيا، ومن ثم نقول: "صدقت"، ولكنك في آخر بيانك غيَّرت فتواك إلى تأسيس أحكام دين الله بناءً على الرؤيا، ونقتبس فتواك كما هي في بيانك كما يلي:
فسأعرض عليه بعض الرؤى لأرى هل هو يعرف حقاً بتعبير الرؤى أم لا، بل أدعوكم أنتم أيضا لعرض رؤاكم عليه فإن تحققت مستقبلاً عرف صدقه
اِنتهى الاقتباس

ومن ثم نقول لك: يا سبحان الله أتريد أن تجعل للعرّافين أولياء الشياطين على دين الله سبيلاً فيبدلوه تبديلاً؟ ويا رجل أفلا تعلم بمكر أصحاب الخطفات الغيبيّة من شياطين الجنّ فيعلّمونها لأوليائهم من شياطين الإنس؟ ويا رجل ليس كل من تكلم عن علوم غيبيّةٍ فحَدَثَتْ فإنّه على الحقّ كلا وربي الله، بل لا بدّ كذلك أن يقيم عليهم حجة سلطان العلم من محكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب

ويا حبيبي في الله الباحث عن المهديّ المنتظَر فلك الحقّ بادئ الأمر أن تقول: إما أن يكون ناصر محمد كذاباً أشِراً، وإما يكون المهديّ المنتظَر، ومن ثم تُؤخر الحكم علينا حتى تتدبر حجتنا على من يجادلنا.

وخلاصة بياني هذا فسوف أوجه إلى الباحث عن المهديّ المنتظر تحديّاً له ولكافة خطباء المنابر وأقول: أتحداكم أن تأتوا بأيّ آيةٍ بيّنها ناصر محمد للعالمين، ومن ثم تثبتوا أنه بيّنها بالبيان الباطل، ومن ثم تأتوا بالبيان الأحقّ والأحسن تفسيراً إن كنتم صادقين.
تالله لا تستطيعون معشرَ علماء المسلمين كافة والنّصارى كافة واليهود كافة حتى ولو كان بعضكم لبعضٍ ظهيراً ونصيراً، وليس تحدي الغرور بل تحدي المهديّ المنتظَر الحقّ الذي يُبيّن القرآن بالقرآن، ولن آتيكم بالبيان من عند نفسي وأعوذ بالله أن أفسّر القرآن من عند نفسي كما تفعلون أنتم فتقولون على الله من عند أنفسكم فذلك قولكم في دين الله بالظنّ هو السبب الرئيسي الذي فرَّق أمتَكم إلى شيعٍ وأحزابٍ وكل حزبٍ بما لديهم فرحون، فاتقوا الله وأطيعوني لعلكم تهتدون.

ويا حبيبي في الله الباحث عن المهديّ المنتظر ناصر محمد، ربّما يودّ الباحث عن المهديّ المنتظر أن يقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد، فمن قال لك إنِّي أبحث عن المهديّ المنتظر ناصر محمد؟ بل أبحث عن المهديّ المنتظَر الحقّ". ومن ثم يردّ عليك الإمام المهدي وأقول: فما هي عقيدتك في بعث الإمام المهديّ، فهل يبعثه الله نبياً جديداً بكتابٍ جديدٍ ؟. ومعلومٌ جوابك لا شك ولا ريب وأتحداك أن تقول إنّي أجبت عنك بغير الحقّ بما يلي فسوف تقول: "يا ناصر محمد، إني لا أعتقد أنّ الله يبعث المهديّ المنتظَر رسولاً بكتابٍ جديد كون خاتم الأنبياء والمرسلين هو محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، تصديقاً لقول الله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:40]".

ومن ثم يقيم عليك الحجّة بالحقّ الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد وأقول: إذاً ففي هذه النقطة قد اتّفق كافة علماء المسلمين على مختلف مذاهبهم فاعتقدوا جميعاً بما يلي: ( إنما يبعث الله الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد ) أي ناصراً لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، فلا بدّ له أن يدعو الناس إلى اتباع كتاب الله القرآن العظيم وسنة رسوله الحق فيحاجُّ البشر بذات البصيرة التي حاجّ الناس بها خاتمُ الأنبياء والمرسلين حجة الله على العالمين القرآن العظيم فيجاهدهم به جهاداً كبيراً، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} صدق الله العظيم [الفرقان:52].

ولم يبعثني الله لأجادل الناس بكتاب فاطمة الزهراء، فلا أعلم لها كتاباً غير الذي جاء به أبوها! ولم يأمرني الله أن أجاهد المسلمين والنّصارى واليهود بكتاب البخاري ومسلم أو كتاب البحر الزاخر أو كتاب بحار الأنوار، بل أُمرت أن أجادلهم بالقرآن العظيم ووعدني ربّي أنه لن يجادلني أحدٌ من القرآن إلا غلبته سواء يكون من علماء المسلمين أو أحد سواهم من عامتهم. 

والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل أصدقني الله وعده بالحقّ يا أيها الباحث عن المهديّ المنتظَر؟ فإن قلت: "لا بدّ أن نجد عليك حجّة ولو في آيةٍ واحدةٍ فقط فسرتها بغير تفسيرها الحقّ وأصرَرْتَ على ذلك". ومن ثم يردّ عليك المهديّ المنتظَر ناصر محمد وأقول: فاسمع ما أقول لأنصار المهديّ المنتظَر ناصر محمد في مختلف أقطار دول البشر لئن وجدتم الباحثَ عن المهديّ المنتظَر أقام علينا الحجّة أو أحداً من كافة علماء الأمّة في مسألةٍ واحدةٍ وجاءكم بالبيان لآيةٍ خيراً من بيان الإمام المهدي ناصر محمد وأحسن تفسيراً فعليكم التراجع عن معتقدكم بأنّي المهديّ المنتظَر ناصر محمد، وعليكم التراجع عن اتّباعي فلا ينبغي أن يكون وعدُ الله ناقصاً فتغلبوني ولو في مسألةٍ واحدةٍ حتى ولو غلبكم الإمام ناصر محمد في تريليون مسألةٍ وغلبتموه في مسألةٍ واحدةٍ فقط لا غير فقد أثبتُّم أنّ ناصر محمد اليماني ليس المهديّ المنتظَر فذلك بيني وبينكم، وهيهات هيهات! فوربّ الأرض والسماوات لا تستطيعون شيئاً ما دمت حياً في أمّتكم فذلك بيني وبينكم القرآن العظيم الذي جاءكم به خاتم الأنبياء والمرسلين جدي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وحين أدعوكم إلى اتّباعه فليس يعني ذلك أنّي أنهاكم عن اتباع السّنة النّبويّة الحقّ بل نقصد دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم فما وجدناه جاء مخالفاً لمحكم كتاب الله القرآن العظيم فهو باطل مفترًى سوف أفركه بنعل قدمي ولا أبالي سواء يكون في التوراة أو الإنجيل أو في أحاديث السُّنة النبويّة.

وهل تدرون لماذا سوف أفرك بنعل قدمي ما خالف لمحكم القرآن العظيم؟ وذلك لأنّ ما جاءكم مخالفاً لمحكم القرآن العظيم فاعلموا أنّه من عند غير الله؛ أي جاءكم من عند الشيطان الرجيم إبليس على لسان أوليائه من شياطين البشر من الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون المكر ليصدّوا البشر عن اتّباع الذكر القرآن العظيم؛ حبل الله الذي أمركم الله أن تعتصموا به وتكفروا بما جاءكم مخالفاً الآيات المحكمة. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (175)} صدق الله العظيم [النساء].

فاعتصموا بحبل الله جميعاً معشر المسلمين ولا تَفَرّقوا واعلموا أنّ من اعتصم بقولٍ يخالف لقول الله في محكم القرآن العظيم فإنّه لم يعتصم بحبل الله المتين بل اعتصم بخيطٍ من بيوت العنكبوت وإنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون كون الحقّ إما أن يتفق مع ما جاء في القرآن العظيم أو لا يخالفه في شيء، وأما ما جاءكم يخالف لمحكم القرآن العظيم فاعلموا أنّه جاءكم من عند غير الله أي من عند الشيطان الرجيم إبليس على لسان أوليائه من شياطين البشر من الذين يظهرون الإيمان ويبطنون المكر ليصدوا البشر عن اتّباع الذكر القرآن العظيم؛ حبل الله الذي أمركم الله أن تعتصموا به وتكفروا بما جاءكم مخالفاً لمحكمه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

ولكن الذين لا يؤمنون إنّ أحاديث سنّة البيان النبويّة هي من عند الله فظنّوا في هذه الآية إنّ الله يقصد القرآن أنْ لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً، ولكن الخطاب موجّهٌ لقومٍ يقولون طاعةً لله ولرسوله أي: إنّه خطاب موجه للمسلمين، فعلّمهم الله أنه يوجد بينهم منافقون يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر ليصدّوا البشر عن اتّباع الذكر عن طريق أحاديث مفتراة في السّنة النّبويّة، وهيهات هيهات، أفلا يعلمون إنّ أحاديث السّنة النبويّة هي من عند الرحمن جاءت مزيداً من تبيان آيات في القرآن؟ فكيف تأتي مخالفةً لآياته المحكمات؟ هيهات هيهات، وبما أنّ على الله قرآنه وبيانه تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)} صدق الله العظيم [القيامة].

وبما أنّ أحاديث البيان في السنة النبويّة هي من عند الله فعليه فأيُّما حديثٍ في السُّنة النبويّة جاء مخالفاً لمحكم القرآن فاعلموا أنّ ذلك الحديث جاءكم من عند غير الله فاحذروا اتّباعه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم.

أي ولو كان الحديث النّبوي الذي لم يقُلْه محمدٌ رسول الله فلو كان من عند غير الله فحتماً إذا عرضتموه على محكم القرآن فسوف تجدوا بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً، وعلى هذا الناموس ندعو كافة علماء المسلمين والنصارى واليهود أن يستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم. وربما يود الباحث عن المهديّ المنتظَر أن يقول: "يا ناصر محمد وما علاقة علماء اليهود والنصارى لدعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم ؟". فمن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: إنّ دعوة الإمام المهديّ هي ذاتها دعوة محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فأخطو على خطاه خطوةً خطوة، ألم يدعُ محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- علماء أهل الكتاب إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:23]؟ فما أشبه اليوم بالبارحة يا معشر علماء المسلمين وأمّتهم! فلماذا تحذون حذو الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم؟

وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، لماذا دعاهم محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم؟ فلماذا لا يدعوهم للاحتكام إلى التوراة والإنجيل؟". ومن ثم يرد على السائلين الإمام المهديّ وأقول: إنّما دعاهم محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى عرض التوراة والإنجيل على محكم القرآن العظيم فما جاء مخالفاً فيها لمحكم القرآن العظيم فهو مفترًى من عند غير الله كون كتاب التوراة والإنجيل دخل فيهما تحريف شياطين البشر، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78) مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ (80) وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَن تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (82) أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83)} صدق الله العظيم [آل عمران]، كون في التوراة والإنجيل افتراءٌ على الله أنه أمركم أن تتخذوا الأنبياء والأولياء شفعاء وأرباباً من دون الله.

وربما يودّ حبيبي في الله الحسيني من الأنصار السابقين الأخيار أن يقول: "يا إمام ناصر محمد أفتني عن البيان لقول الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ} صدق الله العظيم [آل عمران:81]". ومن ثم يرد عليه الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: إنما الميثاق يجدِّدُه الله لرسله حين يبعثهم إلى أمّتهم أن لا يقولوا على الله إلا الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:7].

ومن ثم يخاطب أهل الكتاب فيقول: {ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَن تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (82) أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83)} صدق الله العظيم؛ أي ومن تولى من بعد تنزيل هذ القرآن المحفوظ من التحريف الذي جعله الله حكماً بالحقّ، فمن تولى وأراد الحكم من سواه فأولئك هم الفاسقون. تصديقاً لقول الله تعالى: {ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَن تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (82) أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83)} صدق الله العظيم [آل عمران].

لكون القرآن العظيم قد أنزل الله فيه الحكم بين بني إسرائيل فيما اختلفوا فيه في التوراة والإنجيل اللذين دخل فيهما التحريف من الشيطان الرجيم وحزبه من شياطين البشر وجاء القرآن بالحكم والتصحيح. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) وَإِنَّهُ لَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77) إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78)} صدق الله العظيم [النمل].

ولكن للأسف إنّ علماء المسلمين وأمّتهم قد حذوا حذوَ أهل الكتاب من قبلهم، بل حذوا حذوَ الذين رفضوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:23].

وبما أنّ علماء المسلمين وأمّتهم قد حذوا حذوهم وأعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فها هو الإمام المهديّ ناصر محمد يدعو علماء المسلمين واليهود والنصارى للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، وكان أول من أعرض عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم هم علماء المسلمين فبئس العلماء تحت سقف السماء إلا من رحم ربّي منهم واستجاب لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم.

وها قد دخل عمر الدعوة المهديّة في السنة التاسعة إلا أربعة أشهر ولم يجِب دعوة الاحتكام إلى الذكر علماء المسلمين؛ بل ومنهم من يلعن ناصر محمد لعناً كبيراً بسبب دعوته إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، وبسبب أنّه يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له وبسبب أنّه ينفي شفاعة العبيد بين يدي الرب المعبود، وبسبب أنّه يدعو كافة العبيد إلى التنافس إلى الرب المعبود وعدم المبالغة الغير الحقّ في الأنبياء، وبسبب أنّه يدعو المسلمين والناس أجمعين أن يتخذوا رضوان الله غاية ولذلك خلقهم، وما كان ردّ كثير من علماء المسلمين وأمتهم إلا أن يلعنوا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم لعناً كبيراً ويشتموه ويسبوه ويمقتوه! فيا عجبي منكم؛ بل وأراكم تسمون أنفسكم مسلمين!

تالله ما بقي من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه المحفوظ بين أيديكم وقلوبكم هواء منه فارغةٌ من البيان الحقّ للقرآن ومفعمةٌ بالأحاديث الباطلة التي تخالف لمحكم القرآن العظيم، فأين تذهبون من بأسٍ من الله شديد يا معشر المعرضين عن اتّباع القرآن المجيد؟ آهٍ آهٍ آهٍ منكم ويا أسفي عليكم! فكيف آسى على قوم مجرمين؟

اللهم اغفر لهم فإنّهم لا يعلمون، وسوف يصبر عليهم عبدك حتى تهديهم، ورجوت منك ربي لئِن نفد صبري عليهم فدعوتُك ربي أنّي مغلوب فلا تجبني على المسلمين والناس أجمعين، وأما شياطين الجنّ والإنس فاحكم بيني وبينهم بالحقّ وأنت أسرع الحاسبين، ولا أدري ما يفعل الله بكم يا معشر المسلمين وأخشى عليكم عذاب يومٍ عقيمٍ على الأبواب قبل يوم القيامة، فكيف السبيل لهداكم يا أحبتي في الله المسلمين؟ ارحموا الإمام المهديّ وارحموا أنفسكم فإنّي أخاف عليكم عذاب يومٍ عقيمٍ لا تحيطون به علماً، وهو يومٌ قبل قيام الساعة وذلك بسبب إعراض المسلمين والناس أجمعين عن اتّباع القرآن العظيم إلا من رحم ربي لو كنتم تؤمنون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55)} صدق الله العظيم [الحج].

ويا أحبتي في الله علماء المسلمين وأمّتهم، فإذا كان ردُّكم على دعوة الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد أنّكم تلعنوه وتسبّوه وتشتموه وأنتم تزعمون أنّكم مسلمون وبالقرآن مؤمنون، فإذا كان هذا ردكم على المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم، فكيف إذاً سوف يكون ردّ علماء النّصارى واليهود؟ إنّا لله وإنّا إليه راجعون.. اللهم أفرغ على قلبي وأنصاري صبراً وتوفنا مسلمين.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخو الناس أجمعين في الدم من حواء وآدم، الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_______________

الأحد، 28 يوليو 2013

هل الإسقاط النّجمي محرم ؟


الإمام ناصر محمد اليماني
21 - 09 - 1434 هـ
28 - 07 - 2013 مـ
10:13 صبـاحاً
ـــــــــــــــــــــــ


فتوى عن السّفر النّجمي بأنّه مصيدةٌ وضعها الشيطان ليتصيّد بها الباحثَ عن السّفر فيخترق جسده مسُّ شيطانٍ رجيمٍ ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أنبياء الله وآلهم والتّابعين في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين ..
ويا أحبتي في الله إنّ الإسقاط النّجمي أو بما يُسمّونه السَّفر النّجمي إنّما هو من عمل الشيطان ومَكْرهِ! فلا يُوقعكم في مَكرهِ الخبيث فيتخبّطكم مسُّ شيطانٍ رجيمٍ؛ روحٌ خبيثةٌ تسيطر على الجسد في حركاته حين تعلو إلى الدماغ، ولكن المسّ لا يستطيع الطيران بالجسد بل يحرك الجسد كما يحركه صاحبه الفاقد لوعيه، ولكن الروح الشريرة تستطيع أن تُخيّل للممسوس أموراً على الواقع وكأنها حدثت وهي لم تحدث شيئاً، وذلك من ضمن سحرهم لخيال الإنسان لكي يُقنع من يتخبطه بأمورٍ أخرى ليدخله في الشرك بالله.

ويعلم ذلك مشايخ العالمين بمكر الشياطين الذين يتلون على المؤمنين آياتٍ في القرآن العظيم للشفاء من السِّحر والمسِّ والحسد، فاتقوا الله ولا يفتي بعضكم طريقة السّفر النّجمي فيعلّم الآخرين مثل هذه الأمور التي تغضب الله وترضي الشيطان؛ بل بما يسمونه بالسّفر النّجمي:

إنّما هو مَصيَدةٌ وضعها الشيطان ليتصيَّد بها من يبحث عن السّفر النّجمي ثم يخترق جسده مسُّ شيطانٍ رجيمٍ، وهنا تحدث له الطّامة الكبرى بسبب المسِّ الذي اخترق جسده، ولن يستطيع العالَم بأسره أن ينزع من جسده مسَّ الشيطان الرجيم، فمن يخرجه من جسده غير الله لمن تاب وأناب واتّبع الحقّ في الكتاب؟ فاتقوا الله يا أولي الألباب.

وسلام ٌعلى المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
________________

الأربعاء، 24 يوليو 2013

لماذا التهديد والوعيد بعذابٍ من الله شديد؟ فنحن نؤمن بالله العزيز الحميد ونؤمن بالقرآن المجيد ولكني أتحدّاك أن تثبت أنّ الإيمان بالإمام المهديّ المنتظَر من أركان الإيمان حتى يعذبنا الله حسب زعمك ؟


الإمام ناصر محمد اليماني
17 - 09 - 1434 هـ
24 - 07 - 2013 مـ
11:48 صباحاً
ـــــــــــــــــــــــ

نداء المهديّ المنتظَر إلى أولي الأبصار
أن يفرّوا إلى الله الواحد القهار فيتّبعوا الذِّكر قبل أن يسبق الليل النهار بطلوع الشمس من مغربها..

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علاءالدين نورالدين مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين ولا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمين وأصلي وأسلم على أئمة الكتاب الأبرار وآل بيتهم الأطهار وعلى جميع أنصار الله الواحد القهار السابقين منهم واللاحقين المستقدمين والمستأخرين في كل زمان ومكان إلى اليوم الآخر ثم أما بعد:

السلام على قاضي محكمة العدل الإلهية في الأرض خليفة الله وعبده الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني ورحمة الله وبركاته السلام على كافة إخوتي الأنصار الأبرار السابقين الأخيار وجميع الباحثين والزوار ورحمة الله وبركاته ثم أما بعد:

تم تنزيل أربع صور جديدة للقمر لهذه الليلة ليلة الأربعاء ليلة الخامس عشر من رمضان ١٤٣٤ هجرية صورتين أخذت الساعة الثانية عشر والنصف ليلا وصورتين أخذت الساعة الواحدة وعشرون دقيقة وكذلك ثلاثة مقاطع فيديو وتم تنزيل الصور في مجموعة الأنصار على الفيس بوك أما الفيديو فإلى حين نتمكن من ذلك وسيقوم أحد إخوتي الأنصار بمساعدتي بنقلها إلى هنا والشكر الخاص والكبير لأخي وحبيبي في ربي احمد عليمي وجميع من شاركوا في هذا الموضوع.

المهم في صور اليوم ليلة الأربعاء ١٥ رمضان ١٤٣٤ هجرية هو أن القمر لم يعد فيها بدرا بل أصبح شبه بدر وقد تناقص وسترون التناقص بالنسبة للصورة على يمين القمر من الجهة العلوية له ولو تمت مقارنت الصور للثلاث اليالي الإثنين والثلاثاء والأربعاء سيظهر الفرق واضحا جليا حيث يظهر القمر في ليلة الإثنين وليلة الثلاثاء بدرا مكتملا تماما وتلك هي ليالي الإبدار الإثنتين أما هذه الليلة فقد تناقص والمفروض أنه بحساب الصيام أن يكون اليوم هي الليلة الأولى لإكتمال القمر البدر أو أن تكون ليلة أمس هي الليلة الأولى للإبدار وليلة اليوم الأربعاء ١٥ رمضان تكون ليلة الإبدار الثانية هذا إن كانت غرة الشهر بحسب الولادة هو ليلة الثلاثاء ولكن بما أن خليفة الله أعلن أن ليلة الشهر الأولى والغرة بحسب الولادة هي الإثنين إلا أنه أدكت الشمس القمر ليلة الإثنين بعد غروب شمس الأحد لذلك استحال رؤية الهلال ولكن تبقى تلك المنزلة الأولى للشهر ومن ثم اكتمل البدر بعد غروب شمس الأحد ليلة الإثنين ليلة ‏١٣ رمضان ١٤٣٤هجرية ثم تكون ليلة الإبدار الثانية هي بعد غروب شمس الإثنين ليلة الثلثاء ليلة ١٤ رمضان ١٤٣٤ هجرية ومن ثم ظهر لنا الحق فظهر القمر لهذه الليلة ليلة الأربعاء بعد غروب شمس الثلاثاء ليلة ١٥ رمضان أن القمر فيها أصبح شبه بدر وقد تناقص والحق جليا وواضحا وتلك آية لله لمن يتدبر ويتفكر.

ونسأل الله أن يتقبل منا طاعاتنا جميعا وأن يثبتنا على الحق وعلى الصراط المستقيم وسلام على المرسلين والحمدلله رب العاليمن.

وما يلي بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني :

بسم الله الرحمن الرحيم، والصّلاة والسّلام على كافّة أنبياء الله ورسله من أوّلهم إلى خاتمهم محمدٍ رسولِ الله وآلِهِم جميعاً، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليهم وسلّموا تسليماً، لا نُفرّق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد..

يا أولي الأبصار يا معشر البشر، اتّقوا الله الواحد القهّار من قبل أن يسبق الليل النّهار، فقد أدركت الشّمس القمر فوُلِد الهلال من قبل الاقتران ليلة الإثنين فاجتمعت به الشّمس وقد هو هلال، أفلا تتقون؟

وربّما يودّ أحدُ الإسماعيليين أن يقول: "يا ناصر محمد نحن نعلم إنَّ غُرّة صيام رمضان لعام 1434 هي الإثنين منذ أمدٍ بعيدٍ كوننا نعلم بحسب علم الحساب الفلكيّ الفاطميّ إنَّ القمر وليدٌ بالأفق ليلة الإثنين وها هو يبدر ليلة الإثنين، فما الغريب في ذلك؟". ومن ثمّ يردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى علماء المذهب الإسماعيلي وطائفتهم في المذهب الإسماعيلي وأقول:
إنّ دوران القمر وميلاده في ميقاته المعلوم لم يتغيّر في حسابه الفلكيّ وكذلك دوران الأرض، وإنّما الخلل الفلكيّ حقيقةً هو في فلك الشّمس فتزيد سرعتها فتتجاوز النقطة التي كانت محسوبة أن تجتمع بالقمر فيها وهو محاقٌ من الضوء ولا هلال في وجهه ويأتي القمر في فلكه المعلوم إلى تلك النقطة فيجد الشّمس تَقدّمتهُ فيولد في ميقاته ونقطته المحسوبة له أن يولد فيها وهو في حالة إدراك بسبب تقدّم الشّمس عن نقطة الميلاد فيكون الهلال الوليد في حالة إدراك.

ولذلك نعلن للبشر أنّه سوف تدرك الشّمس القمر فتكون إلى الشّرق منه والقمر الوليد إلى الغرب منها، فحتماً يغرب قبلها ولذلك لن يُشاهِد هلال غُرّة رمضان لعام 1434 كافةُ البشر على وجْه الأرض كون هلال شهر رمضان كان في حالة إدراكٍ برغم أنّه وُلِد في الحساب المعلوم له منذ أمدٍ بعيدٍ، ولكن الحدث هو في الشّمس أدركت القمر بسبب اقتراب كوكب العذاب فتحدث تأثيراتٍ فلكيّةٍ في جريان الشّمس وذلك يسبب الإدراك برغم أنّ الهلال الوليد يلحق بها فيجتمع بها من بعد ميلاده ثم يتجاوزها كون القمر أسرع من الشّمس وإنّما حين تُدركُه يحدث أنه يُولد من قبل الاقتران فتجتمع به من بعد ميلاده ولكنه يُبدِر في نفس ليلة ميلاده.

ويا معشر علماء الطائفة الإسماعيلية، الآن تبيَّن لأولي الألباب منكم ومن غيركم ما هي الحكمة العظمى في أمر الله ورسله بأنّ الصيام هو حسب رؤية هلال الشهر. تصديقاً لقول الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} صدق الله العظيم [البقرة:185].

فلو كنتم تراقبون هلال الشهر فلا تصومون حتى تشاهدوه إذاً لأدهشكم الأمر ولقُلتم أينَ ذهب الهلال هذه الليلة( ليلة الإثنين ) فلم يشاهده كافة البشر؟ فماذا حدث لهلال شهر رمضان كونه في حساباتنا من المفروض أن يكون بالأُفق الغربي بعد غروب شمس الأحد؟ ولكن لم يشاهده أحدٌ من البشر على وجْه الأرض، فماذا حدث له؟ ومن ثم تعلمون أنّ ذلك بسبب أنّه ولا بدّ أنّ الشّمس أدركت القمر فولِد الهلال من قبل الاقتران والشمس إلى الشّرق منه والهلال الوليد غربها ولذلك غرب قبلها بسبب دوران الأرض، ولذلك غرب قبلها ولذلك لم يشاهده كافة البشر على وجْه الأرض.

والآن تبيَّنت لكم الحكمة الربانيّة في أمر الله إلى رسوله في محكم القرآن وفي سُنَّة البيان أنّ الصيام أولاً حسب رؤية هلال الشهر ولو بشاهدٍ واحدٍ ذي عدلٍ لا يكذب، ثم يُصدّق من حوله المسلمون فيصومون، وإنْ غُم عليكم فأتِّموا العدّة وسوف تشاهدون الهلال ليلة الصيام، أفلا تتقون؟

ولكن العالِم الفاطميّ اكتفى بعلمه بجريان القمر وأنّه في حساباته من المفروض أن يكون ليلة الإثنين ولِد الهلال بالأفق الغربي فيشاهده الصائمون أو بعضٌ منهم، ولكن لم يشاهده كافةُ البشر بعد غروب شمس الأحد ليلة الإثنين، ولكنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني سبقت فتواه بالحقّ بأنّ الشّمس أدركت القمر فيولد الهلال من قبل الاقتران فتجتمع به الشّمس من بعد ميلاده ولم يفقه الخبر ويوقن به إلا أولو الأبصار.

ويا سبحان ربي! فها هو القمر ليلة النّصف حسب الصيام رأيتموه ناقصاً برغم أنّها ليلة النّصف حسب صيام رمضان الأربعاء وتبيّن لكم أنّها حتماً لم تكن ليلة النّصف لشهر رمضان هي ليلة الأربعاء بل هي ليلة الإثنين لا شك ولا ريب مثقالَ ذرةٍ آيةً ظاهرةً وباهرةً للناظرين، فكيف السبيل معكم لتفِرّوا من الله إليه فتتّبعوا الحقّ منه سبحانه؟

ويا معشر المسلمين، إنّي أخاف عليكم عذاب يومٍ عظيمٍ فارحموني وارحموا أنفسكم، أفلا تعقلون؟

ويا أحبتي في الله، أقسم بالله العظيم إنّي الإمام المهديّ من الصادقين فاتّقوا الله وكونوا مع الصادقين ولا تكذِّبوا بالبيان الحقّ من ربّكم حتى يتّبع أهواءكم، وما ينبغي للحقّ أن يتّبع أهواءكم حتى ولو ارتدَّ الأنصار جميعاً وكافةُ الإنس والجنّ عن اتّباع الإمام المهديّ لما زادني ذلك إلا تمسكاً واعتصاماً بحبل الله القرآن العظيم.
ويا عجبي الشديد، فكم كثير من علماء الأمّة وعامّتهم جاهلون! فكيف إنّي أرى كثيراً منهم يقول: "وكيف يقول ناصر محمد إنَّ الشّمس أدركت القمر فتلاها؟ ألم يقُل اللهُ في محكم كتابه : {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النّهار فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لا الشّمس يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سابِقُ النّهار وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)} صدق الله العظيم [يس]؟".

فمن ثم يزعم البقر التي لا تتفكّر أنّهم أقاموا الحُجّة على المهديّ المنتظَر من محكم الذكر وأنّ الشّمس لا ينبغي لها أنْ تُدرك القمر وما ينبغي لِلَيلٍ أن يسبق النّهار بطلوع الشّمس من مغربها وكلٌّ في فلكٍ يسبحون. ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: ما خطبكم يا قوم، أفلا تتفكرون؟ فهل تعلمون ماذا يعني ردّكم هذا؟ فهو يعني أنّ الشّمس لا ينبغي لها أن تدرك القمر إلى ما لا نهاية وما ينبغي لليل أن يسبق النّهار فتطلع الشّمس من مغربها إلى ما لا نهاية! فهل تكفرون بأشراط السّاعة الكبرى، أم إنكم قوم لا تتفكرون، أفلا تعقلون؟ برغم إنّ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني لو يُلقي بسؤالٍ إلى كافة علماء المسلمين وأمّتهم وأقول: فهل تؤمنون أنّ طلوع الشّمس من مغربها حدثٌ حتميٌّ من أشراط السّاعة الكبرى قبل قيام السّاعة؟ لقالوا وبلسانٍ واحدٍ جميعاً: "نعم نحن نؤمن بطلوع الشّمس من مغربها تصديقاً للأحاديث الحقّ عن محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- المتفق عليها بأنّ طلوع الشّمس من مغربها شرطٌ من أشراط السّاعة الكبرى أي قبل قيام السّاعة، ولكنّها لا تُقبل التّوبة حين طلوع الشّمس من مغربها ما لم يكونوا آمنوا من قبل طلوعها من المغرب بالنسبة للكافرين بالقرآن العظيم والمعرضين عنه". ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: وهل تظنون إنّ عدم قبول التّوبة بسبب أنّها قامت السّاعة؟ وأعلم بجوابكم بل سوف تقولون: "كلا فليس طلوع الشّمس من مغربها يعني قيام السّاعة بل من علامات اقتراب السّاعة". ومن ثم يُلقي إليكم الإمام المهديّ بسؤالٍ آخر وأقول: فهل سألتُم أنفسَكم لماذا لا يقبل الله توبة الذين لم يتوبوا إلى ربّهم متاباً فيتّبعوا الحقّ من ربّهم حتى طلوع الشّمس من مغربها؟ وسوف آتيكم بالجواب من محكم الكتاب وأقول: ذلك لأنّ سبب طلوع الشّمس من مغربها بسبب وقوع عذابٍ من الله على المعرضين فيصيبهم بما يشاء من كوكب العذاب ويعكس دوران الأرض فيُسبِّب طلوع الشّمس من مغربها وذلك بسبب مرور كوكب العذاب الذي يقترب من أرضكم فيمرُّ عليكم فيُمطر عليكم حجارةً من نارٍ، فاتّقوا الله يا أولي الأبصار، وأما سبب عدم قبول التّوبة والإيمان ليلة طلوع الشّمس من مغربها وذلك بسبب وقوع حدث العذاب وتلك سُنّة الله في الكتاب فمنذ أن بعث أول رسولٍ لا تُقبل توبة الذين لم يتوبوا حتى رأوا العذاب الأليم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ﴿١١﴾فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ ﴿١٢﴾لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴿١٣﴾قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل وجدتم أنّه نفعهم إيمانُهم وتوبتُهم إلى ربّهم حين رأوا العذاب؟ والجواب في محكم الكتاب: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم، وهذا يعني أنّه لا ينفع نفساً إيمانُها ما لم تكن آمنت وتابت من قبل حدث العذاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} صدق الله العظيم [الأنعام:158].

فكذلك ليلة طلوع الشّمس من مغربها، فهل تظنّون طلوع الشّمس من مغربها سيحدث ببردٍ وسلامٍ؟ بل بسبب مرور كوكب العذاب فاتّقوا الله يا أولي الألباب.

وعلى كل حال، لئن استمرّ تكذيبكم للبيان الحقّ من ربّكم إلى ليلة طلوع الشّمس من مغربها فاسمعوا وعوا ما يقول الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني: 
فإنه لن ينفعكم حين طلوع الشّمس من مغربها إيمانُكم بالقرآن العظيم والاستجابة لدعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم، ولن تنفعكم التّوبة إلى ربّكم ليلة مرور كوكب العذاب، وتلك سُنَّة الله في الكتاب على الذين من قبلكم لا ينفع الإيمان بكتاب الرحمن واتّباعه حين وقوع العذاب، فهي سُنَّة الله في كافة القرى الذين كذبوا بدعوة الحقّ من ربهم.

تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ﴿١١﴾فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ ﴿١٢﴾لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴿١٣﴾قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم. 

فهل ترون أنّ القرى نفعهم اعترافهم بظلمهم لأنفسهم بسبب الإعراض عن الحقّ من ربهم؟ فانظروا للجواب الحقّ في محكم الكتاب. قال الله تعالى: {وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ﴿١١﴾فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ ﴿١٢﴾لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴿١٣﴾قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم، وكذلك ليلةُ طلوعِ الشّمس من مغربها؛ إنما ذلك عذاب يومٍ عقيمٍ قبل قيام الساعة، وكذلك لا ينفع إيمانٌ نفساً إن لم تكن آمنت من قبل وكذلك لا ينفع إيمانٌ نفساً مؤمنةً من قبل وما كسبت في إيمانها خيراً، فاتقوا الله.

وإني المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني، أُقسم بالله الواحد القهّار إنَّ الشّمس أدركت القمر فوُلدَ الهلال من قبل الاقتران فاجتمعت به الشّمس وقد هو هلالٌ ففروا إلى الله الواحد القهّار من قبل أن يسبق الليل النّهار، وإن أبيتُم فلن ينفعكم إيمانكم تلك الليلة، فهل نفع الذين من قبلكم؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ﴿١١﴾فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ ﴿١٢﴾لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴿١٣﴾قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم.

وربّما يودّ أحد علماء الأمّة من الذين أضلّوا أنفسَهم وأضلّوا أمتَهم أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني، لماذا التهديد والوعيد بعذابٍ من الله شديد؟ فنحن نؤمن بالله العزيز الحميد ونؤمن بالقرآن المجيد ولكني أتحدّاك أن تثبت أنّ الإيمان بالإمام المهديّ المنتظَر من أركان الإيمان حتى يعذبنا الله حسب زعمك!". ومن ثمّ يردّ على الذين لا يعقلون الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: وهل تظنّ أنّ الله عذب الكفار بسبب تكذيبهم بشخص رسول ربّهم؟ فتعال لننظر عن سبب تعذيبهم من ربّهم، وتجد الجواب في محكم الكتاب: {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴿١٠٤﴾ أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿١٠٥﴾ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴿١٠٦﴾ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴿١٠٧﴾ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴿١٠٨﴾ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴿١٠٩﴾ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ ﴿١١٠﴾ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴿١١١﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

كون تكذيبهم لم يعتبره الله تكذيباً لرسله بل اعتبره تكذيباً لربّهم وآيات كتابه المحكمات البينات. ولذلك قال الله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّالِمِينَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:33]. وكذلك العذاب في عصر بعث الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فليس سبب تنزيل عذاب الله ليلة طلوع الشّمس من مغربها بسبب أنّهم كذَّبوا ناصر محمد اليماني على أنّه المهديّ المنتظَر، كلا وربّي الله؛ بل بسبب جحودهم بآيات ربّهم في محكم كتابه القرآن العظيم. 

وربّما يودّ عالِمٌ آخر أن يقول: "اسمع يا ناصر محمد اليماني، فهل تظنّ أننا نكذّب بآيات ربنا في محكم كتابه؟ بل نحن مؤمنون بالقرآن العظيم نحن وآباؤنا من قبل أن نسمع دعوتك يا ناصر محمد، فالحمد لله فنحن مسلمون مؤمنون بالقرآن العظيم وبالسُّنة النبويّة الحقّ، فلماذا يعذبنا الله ونحن بالقرآن العظيم مؤمنون ولسنا كافرين به حتى تعذبنا مع المعذبين؟". ومن ثمّ يردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: فهل يخاطبكم ناصر محمد بكلام الشيطان الرجيم أم بكلام الرحمن الرحيم محكم القرآن العظيم؟ فإن كنتم مؤمنين به فلماذا أبيتم دعوة الاحتكام إليه واتّباعه؟ فما أشبهكم باليهود الذين قال الله لهم في محكم كتابه: {خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ(93)} صدق الله العظيم [البقرة].

ويا أمّة الإسلام يا حجاج بيت الله الحرام، إن كنتم تعقلون فاستخدموا عقولكم التي ستجدونها تُفتيكم أنَّ ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ المُلجِم للعقول، فلا تنتظروا تصديق علمائكم الذين أعمى الله بصائرَهم عن رؤية الحقّ من ربّهم إلا من رحم ربّي منهم كمثل حبيبي في الله أبو هاشم أحد علماء الأمّة بالمملكة العربيّة السعوديّة وقبله كثيرٌ وآخرون من علماء الأمّة لا تحيطون بهم علماً قدَّموا بيعتَهم للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ولكن أكثر علماء الأمّة مذبذبين لا هم مع الإمام ناصر محمد اليماني ولا هم ضدّه من بعد أن أقيمت الحجّة عليهم بالحقّ كأمثال طارق محمد السويدان الذي أبى أن يُفتي إنّ ناصر محمد اليماني على الحقّ وأبى أن يُفتي إنّ ناصر محمد اليماني على باطل، ومن ثم نقول: هيهات هيهات يا طارق، فلن ينفعَك أن تكون من المُذَبذَبين فلا أنت معي ولا أنت ضدي؛ بل اخترْ طريقك تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} صدق الله العظيم [الإنسان:3].
وأما التّذبذُب لا من هؤلاء ولا من هؤلاء فلن ينفعك من عذاب ربّك كون المذبذبين من ضمن المكذبين يا طارق محمد، فقد أقمنا عليك الحُجّة فألجمناك من أول جولةٍ في الحوار قبل عامين تقريباً أو يزيد برغم أنّك كنت من المكذبين ومن ثم أصبحت من المذَبذَبين خشية أن يكون الإمام ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر الحقّ، ولذلك قرر طارق أن لا يكون بعدها ضداً لناصر محمد اليماني ولا يكون مع الإمام ناصر محمد اليماني، ومن ثم نقول لك يا طارق: فما أشبهك بالذين قال الله عنهم: {مّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَىَ هَـَؤُلآءِ وَلاَ إِلَى هَـَؤُلآءِ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً} صدق الله العظيم [النساء:143]. إلا أنّ طارق ليس مُنافِقاً وحاشا لله، ولكنه يُشبِّهُهم في صفة التذبذب لا من هؤلاء ولا من هؤلاء.

وما نريد أن نختم به هذا البيان الحقّ هو: 
يا معشر المسلمين إذا جاءكم كوكب العذاب فلن ينفعكم الإيمان والتّوبة واعترافكم بظلمكم لأنفسكم فتقولون: "صدق المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني يا ويلنا إنا كنا ظالمين". هيهات..هيهات، فلن ينفعَكم ذلك ليلة مرور كوكب العذاب ليلة طلوع الشّمس من مغربها، بل سينفعكم أن تنيبوا إلى ربّكم بالدعاء فتقولوا:

(( ربّنا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين، ربّنا نسألك بحقِّ رحمتك التي كتب على نفسك أن تكشف عنّا العذاب إنّا مؤمنون ))

ثم يكشفه الله عنكم كما كشفه عن قوم يونس من قبلكم بسبب الدُّعاء. تصديقاً لقول الله تعالى : {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٩٨﴾} صدق الله العظيم [يونس].

وأنتم كذلك، نراه سوف يُكشف عنكم العذاب في علم الغيب في محكم الكتاب بسبب دعائِِكم إلى ربّكم أن يكشف عنكم عذابه فإنّكم مؤمنون بكتابه، واقترب ذلك الحدث في علم الغيب فيكشف الله عنكم عذابَه بسبب الدعاء والإنابة. تصديقاً لقول الله تعالى : {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16)} صدق الله العظيم [الدخان]. اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ

الأحد، 21 يوليو 2013

هل تموت الروح كما يموت الجسد ؟


- 2 -
الإمام ناصر محمد اليماني
14 - 09 - 1434 هـ
21 - 07 - 2013 مـ
08:38 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ


ردّ المهديّ المُنتظَر إلى محمود العامر من محكم الذكر ..

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود العامر مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسوله الأعظم وبعد..
أشكركم على الردود وأتمنى أن أسمع رد إمامنا (ناصر محمد اليماني) في استخدام كلمة (كن فيكون) ولماذا لم يقل كن فكان

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين، أمّا بعد..

ويا حبيبي في الله محمود العامر الباحث عن الحقّ في بيان الذكر، إنّما تلك فتوى من الله مطلقةٌ لا تنحصر بزمانٍ ولا مكانٍ بل عن قدرة الله المطلقة سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل بأنّه إذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون، سواء فِعْلٌ قد كان أو سيكون في المستقبل، مثال قول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِيْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُوْلُ كُنْ فَيَكُوْنُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّوْرِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيْمُ الْخَبِيْرُ} صدق الله العظيم [الأنعام:73].

وكذلك في الماضي كن فيكون، فلا تنسى الإعادة لما خلق كذلك يقول له كن فيكون، فلا تزال كلمة الله كن فيكون سارية المفعول في كلّ زمانٍ ومكانٍ فإن انقضى الفعل فلن تنقضي كلمات الله كن فيكون لأيّ شيء يريده الله فيقول له كن فيكون، سبحانه ذلك أمرُ الرحمن في كلّ زمانٍ ومكانٍ! تصديقاً لقول الله تعالى: {إنَّما أمرُهُ إذا أرادَ شيئًا أن يقولَ لَهُ كُنْ فَيَكون} صدق الله العظيم [يس:82].

فذلك أمر قدرة الله المطلقة من غير حدودٍ ولا قيودٍ إلى ما لا نهاية. تصديقاً لقول الله تعالى: {إنَّما أمرُهُ إذا أرادَ شيئًا أن يقولَ لَهُ كُنْ فَيَكون} صدق الله العظيم [يس:82].

وأعلمُ ما تقصده بالضبط بسؤالك في قول الله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} صدق الله العظيم [آل عمران:59].

ويقول محمود العامر: "ولكن ذلك فعل مضى وانقضى كون الله قد خلق آدم وخلق عيسى عليهما الصلاة والسلام، فلماذا لم يقل (فقال له كن فكان) كون ذلك الفعل قد مضى وانقضى؟". ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إنّه يوجد هناك فرق ما بين القُدرة على الخَلْقِ وأمْرُ قدرة الروح من أمر الله فهي لا تنتهي، وأما الخلق فيموت، وأما أمر قدرة الروح فلا تموت أبداً كون في قدرة أمر الروح سرّ الحياة للخلق، ولذلك تجد الله يفصل قدرة تسوية خلق الشيء عن قدرته الروحيّة. ولذلك قال الله تعالى: {فَإِذَا سَوَّيْته وَنَفَخْت فِيهِ مِنْ رُوحِي} صدق الله العظيم [الحجر:29].

فما المقصود بالتّسوية؟ ومن ثم نقول إنما يقصد قدرة الخلق من غير أمر قدرة الروح. وقال الله تعالى: {إِذْ قَالَ رَبّك لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِق بَشَرًا مِنْ طِين} صدق الله العظيم [ص:71]. فتجد الأمر هنا فِعلٌ في المستقبل، ولذلك قال: {إِنِّي خَالِق بَشَرًا مِنْ طِين} ولكن هل ذلك هو أمر الروح؟ والجواب: بل أمر قدرة الخلق ومعرضٌ للتلف كون أمر قدرة الروح أمرٌ آخر كن فيكون إلى ما لا نهاية. 

وللتوضيح أكثر فإنّ أمر قدرة الخلق تخصّ ظاهر الخلق ويستوي في ذلك خلق الإنسان والجماد، وحين خلق الله جسد الإنسان كان مثل أي جمادٍ يفتقد روح الحياة وهو مُعرضٌ للتلف، وأمّا أمر قدرة الروح فبعد صدور الأمر كن فيكون فلا نهاية لها أبداً كون الذي ينتهي هو الجسد فقط وإنما تغادر الروح جسدها بسبب تلف ذلك الجسد، فإذا فارقت الجسد صار كمثل الجماد كونه فارق روح الحياة، ولا تزال تلك القدرة الروحيّة من أمر الله ساريّة المفعول لا نهاية لها بعد صدور أمر الكاف والنون كن فيكون بداية بلا نهاية.

وحين يهلك الله أمّةً بعذابٍ فهل هلكوا؟ والجواب بل هلكت أجسادهم؛ فعل القدرة في الخلق، وأما كلمة القدرة الروحيّة فلا تزال ساريّة المفعول من بعد صدور الأمر كن فيكون، والقدرة الروحيّة هي التي تجعل الجسد حياً، وهي كلمة من الله لا تموت أبداً بل يموت الجسد لفراقها، ولذلك تقولون فلان فارق الحياة أي فارق روح القدرة الحياتيّة فخرجت منه فعاد إلى جمادٍ ولكن أمر القدرة الروحيّة تُواصل الحياة إلى ما لا نهاية.

وعلى سبيل المثال قلتَ لفلان: امشِ فمشى أو اجرِ فجرى، وكذلك كن فيكون، وكلمة فيكون تفيد مفهوم الفعل المستمر من بعد الحدث، مثال أن يقول لشيء امشِ فمشى أو اجرِ فجرى.

ألا وإنّ بيان الروح فهمه من أشدِّ البيانات تعقيداً على فهم الباحثين، فيجب أن تفرِّقوا بين كلمات الخلق و كلمات الروح وجميعهم كن فيكون، ولكن الفرق أنّ كلمة القدرة في الخلق هي تختصّ بظاهر الخلق وكلمة الروح تختص بباطن الخلق.

وعلى سبيل المثال قال الله تعالى: {وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىَ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مّنْهُ} صدق الله العظيم [النساء:171].
( فتجدون أنّه ألقى كلمتين وهنّ كلمة قدرة الخلق فخلقه من تراب وكلمة قدرة الروح فتجعل المخلوق حيّاً ينطق ).

ولذلك قال الله تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)} صدق الله العظيم [التحريم].

فما هي الكلمات؟ ألا وهي كلمات القدرات من الله في حملها طفل (جسداً وروحاً) ولم يمسَسْها بشرٌ، بل بكلمات قدرة الله كن فيكون.

وما أريد أن تعقلوه هي كلمة فيكون التي تخصّ الروح التي تفيد مفهوم استمراريّة الفعل، وضربنا لكم على ذلك مثلاً أن تقولوا لشيء امشِ فمشى، غير أنّ الذي مشى قد يتوقف في الطريق أو آخر الطريق حين يصل للمكان المقصود، وأمّا الروح كن فيكون في حالة أمرٍ مستمرٍ في الحياة فلا تموت الروح التي هي من أمر القدرة الروحيّة بل يموت الجسد الذي هو ناتج فعل كلمة القدرة على الخلق.

والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل تموت الروح كما يموت الجسد؟ والجواب: بل مات الجسد بفراق الروح لكون الروح هي سرّ الحياة وهي أصل الإنسان، فهي التي تملك القدرة على البصر والسمع والشم والطعم، وهي التي تحمل الجسد فتحرِّكه حسب ما يشتهي إنسان الروح، فإذا تلف الجسد تغادره ولكنها لم تمُت. ونضرب لكم على ذلك مثلاً أرواحُ الشهداء. قال الله تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ ربّهم يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)} صدق الله العظيم [آل عمران].

برغم أن أجساد الشهداء مقتولةٌ وهم أمواتٌ بين أيديكم تصلّون عليهم ولكنّهم في الحقيقة غير موجودين بين أيديكم؛ بل أحياءٌ عند ربّهم يرزقون، وإنما تُصلّون على جسده الميّت. أما كلمة القدرة الحيّة التي لا تموت فتجدونها تواصل الاستمراريّة في الحياة. ولذلك قال الله تعالى: {خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}، كمثال امشِ فمشى. وربّما يودّ أن يقول أحد السائلين: "ولكن فقط أرواح الشهداء لا تموت مستمرة في الحياة تكريماً لهم" . ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى: {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿٤٥﴾ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [غافر]، ألم تجد أرواح آل فرعون كذلك مستمرةٌ في الحياة من بعد أن غرقوا؟ وبل ماتت أجسادهم التي تخصّ كلمات القدرة على الخلق، وأما كلمة القدرة الروحيّة فمستمرةٌ في الحياة منذ أن قال الله كن فيكون فلا تزال مستمرة في الحياة منذ أن خلق الله آدم وذريته من الأرض جميعاً قبل أن يكونوا أجِنَّةً في بطون أمهاتهم، والروح التي هي من قدرة الله كن فيكون لا تزال مستمرة في الحياة فلا تنسوا ضرب مثل (امشِ فمشى) وكذلك (كن فيكون).

فهل فهمت السّر لماذا لم يجعل الفعل مضى وانقضى؟ كون حبيبي في الله محمود العامر أدهشه قول الله (كن فيكون) برغم أنّ الله يتكلم عن فعلٍ مضى وانقضى في نظركم، ومن ثم تبيّن لكم أنّ كلمة فيكون كذلك تفيد الفتوى بالاستمرار في الحياة إلى ما لا نهاية، فتذكّروا قوم نوحٍ فهل انتهت حياتهم؟ والجواب بل انتهت حياة أجسادهم بفراق كلمة روح الحياة وتجدونهم في استمرارٍ في الحياة وإنما انتقلوا إلى الحياة البرزخيّة. ولذلك قال الله تعالى: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا (25)} صدق الله العظيم [نوح].

ومثلهم آل فرعون. قال الله تعالى: {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿٤٥﴾ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [غافر].

وتبيّن لكم البيان الحقّ لقول الله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} صدق الله العظيم، كون سؤال محمود العامر قال: "بما أنّ ذلك فعل قد مضى وانقضى فلماذا لم يقل الله تعالى فقال له كن فكان كونه فعل قد مضى وانقضى؟" ولذلك بيّن لكم صاحب علم الكتاب السبب لقول الله تعالى: {فَيَكُونُ} صدق الله العظيم.

وأضرب لكم على ذلك مثلاً، فلو أنّ أحدكم لديه اثنين من السيوف فأعطى لصديقه سيفاً يدافع به عن نفسه، وفي يوم من الأيام أراد أن يردّه لصاحبه فقال صاحبه دعه (يكون) عندك حتى تشتري لك سيفاً، وتبيّن لكم الفهم اللغوي لكلمة فيكون أنّها كذلك تفيد فهم الاستمراريّة، ولذلك قال صاحب السيف دعه (يكون) عندك حين أراد أن يُرجع له سيفه الذي استعاره منه فقال له دعه يكون عندك، ويقصد بقاء السيف عند صديقه وكذلك الروح باقيةٌ من بعد موت الجسد.

وربّما لا يفهم هذا البيان إلا قليلٌ من الأذكياء بل فقط الأشد ذكاءً ولا نلوم على الآخرين عدم فهمهم كون أمر الروح مسألة في غاية التّعقيد، ألا وإنّ كلمة قدرة خلق الجسد والروح من أمر الله كن فيكون وأحدهم يكون إلى قدرٍ معلومٍ فينتهي وهو الجسد والأمر الآخر إلى ما لا نهاية، وضربنا لكم على ذلك مثلاً في أرواح شهداءٍ أبرارٍ وأرواح كفارٍ فتجدونهم حقاً لم يموتوا حتى ولو كنتم تنظرون إلى أجسادهم الميّتة، ولكنكم وجدتُم في الكتاب أنّ الشهداء حقاً لم يموتوا بل أحياءٌ عند ربّهم يرزقون، وإنما صلّيتم على أجسادهم الميِّتة ولكن أرواحهم مستمرة في الحياة، وكذلك أرواح الكفار مستمرةٌ في الحياة من بعد موت أجسادهم فهم لا يزالون مستمرون في الحياة حتى هذه الساعة، وأمر الروح يختصّ بسرّ القدرة الربانيّة إلى ما لا نهاية، وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً، والعقلُ عدوٌّ لما جهل. وأضرب لكم على ذلك لغزاً لنجعله مثلاً ينفر منه العقل بادئ الأمر بسبب أنّه يجهل فهمه حتى إذا فهمه العقل تقبله بكل سهولة.
( فمثلاً لو أقول: حلال حرّمه الله وأحلّه، ولو أقول: حرامٌ حرّمه الله وأحلّه )

فسبحان ربّك ربّ العزة عمّا يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ

السبت، 20 يوليو 2013

( فتاوى الإمام المهديّ المنتظَر عليه السلام في أحكام الصيام )


- 7 -
الإمام ناصر محمد اليماني
13 - 09 - 1434 هـ
20 - 07 - 2013 مـ
09:45 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ


إلى أحبتي المسلمين الصــــــــــائمين ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصّلاة والسّلام على كافّة أنبياء الله وآلهم من أوّلهم إلى خاتمِهم محمّدٍ رسولِ الله، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وعليهم وسلِّموا تسليماً، لا نُفرِّق بين أحدٍ من رُسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير.. 

ويا أحبّتي في الله، يُفضّل في رمضان أن تُصلّوا صلاة المغرب والعشاء جمع تأخيرٍ في ميقات الغسق الذي هو ميقات صلاة العشاء، ويا عجبي الشديد كيف تجعلون شهر رمضان كمثل أشهر الفطر، ولكنّكم صائمون طوال يومكم إلى أذان المغرب!

وربّما يودّ أحد المتشدّدين بغير الحقّ أن يقول: "بل نأكل تمرةً وسنبوسةً ومن ثمّ نقوم نصلّي ومن ثمّ نعود فنكمل تناول وجبة الفطور". ومن ثمّ يرُدّ الإمام المهديّ على السائلين ونقول: إنّ ذلك يسدّ الشهيّة لدى كثيرٍ من النّاس أن يأكل قليلاً وهو جائعٌ ومن ثمّ يقوم إلى الصلاة ومن ثم تسدّ شهيته، فبعد الصلاة لن يجد شهيته كما كانت حين أذان المغرب.

وقد كان صيام محمدٍ رسول الله والذين معه أنّهم كانوا يصومون إلى ظهور الشفق لصلاة المغرب فيفطرون فيستمرون في أكل وجبة الإفطار من الشّفق حتى ميقات الغسق ومن ثم يُصلّون المغرب والعشاء جمع تأخير، وما كانوا يتأخّرون في تناول وجبة الفطور إلى غسق الليل.

وقد جعل الرسول عليه الصلاة والسلام علامةً في دين الله إذا تمّ استبدالها فهنا ستعلمون أنّه قد دخلت في دينكم البدعة، وهذه العلامة الحقّ أنّكم إذا وجدتم أمّتكم يعجلون الفطور قبل أن يصلّوا المغرب بل يؤذنون للمغرب ومن ثم يعجلون الفطور قبل إقامة الصلاة ولا يُؤخِّرونه إلى بعد صلاة المغرب كون ذلك يضرّ شهية النّفس، فعلّمكم محمدٌ رسول الله أنَّكم إذا وجدتم أمّتكم يفعلون العكس فيؤخّرون تناول وجبة الفطور إلى ميقات غسق الليل، فهنا تعلمون أنه قد دخلت في دينكم البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان ولم تعُد الأمّة بخيرٍ في دينهم. وقال عليه الصلاة والسلام: [لاتزال أمتي بخير ما عجّلوا الفطور وأخّروا السحور] صدق عليه الصلاة والسلام.

اللهم قد بلّغتُ اللهم فاشهدْ، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــ

الجمعة، 19 يوليو 2013

الإمام المهديّ ينسف الحديث المفترى على النّبي أنّه كان معه قرينٌ من الجنّ فأسلم ! ما لكم كيف تحكمون ؟


الإمام ناصر محمد اليماني
12 - 09 - 1434 هـ
19 - 07 - 2013 مـ
09:42 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ


الإمام المهديّ ينسف الحديث المفترى على النّبي أنّه كان معه قرينٌ من الجنّ فأسلم ! ما لكم كيف تحكمون ؟

بسم الله الرحمن الرحيم، والصّلاة والسّلام على كافّة أنبياء الله ورسله الأطهار وجميع الأنصار السّابقين الآخيار في كل زمانٍ ومكانٍ إلى اليوم الآخر، أما بعد..

إنّه لا يوجد مع الإنسانِ الصالحِ قرينٌ من الشياطين كما يزعم المفترون على النّبي عليه الصلاة والسلام أنه قال:
روى مسلم وأحمد عن ابن مسعود قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما منكم من أحد إلا وقد وُكّل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة!! قالوا : وإياك يا رسول الله؟ قال: وإياي، ولكن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير. 
[ رواه مسلم 2814 وأحمد 1/385 ]
ومن ثمّ ينفي هذا الحديث الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وننسِفُه نسفاً ولا نطعن في رواتِه، فقد افتُري عليهم كما افتُري على النّبي عليه وعلى صحابته قلباً وقالباً الصلاة والسلام، فكيف تؤمنون بقرينٍ مع محمدٍ رسول الله من الشياطين، أفلا تتقون؟ ولكنّي لم أجد في كتاب الله أنّ الله يُقيِّض القرناء من الجنّ إلا للذين أعرضوا عن ذكر ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ﴿٣٦﴾وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ﴿٣٧﴾حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨﴾وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ﴿٣٩﴾أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

إذاً القُرناء يُقيِّضُهم الله للمعرضين عن الحقّ من ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

فمن كان له قريناً من الجنّ فاعلموا إنّما قرينَه شيطانٌ رجيمٌ وليس من الصالحين كما يزعمون، فلا يوجد جنّيٌّ صالحٌ يخنِس في الإنسان؛ بل إمّا أن يكون تَقْييضاً بسبب الإعراض والغفلة عن ذكر ربّهم أو مؤمن مبتلى بمسِّ شيطانٍ يتخبطُه سواء خادم سحرٍ أو حسدٍ، ويشفيهم الله بالقرآن العظيم.
تصديقاً لقول الله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا} صدق الله العظيم [الإسراء:82].

وأما الذين يُفتون أنّ كلّ إنسانٍ معه قرينٌ من الجنّ فإنَّكم لكاذبون؛ بل من قيّضَ الله له قريناً من الجنّ فإنما قيَّضَ الله له قريناً من الجنّ الشياطين، فكونوا على ذلك من الشاهدين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ