الأربعاء، 29 مايو 2013

لم يُحل الله لأنبيائه الزواج بأكثر من أربعٍ من الزوجات الحُرّات إلا ما ملكت أيمانهم ..


الإمام ناصر محمد اليماني
20 - 07 - 1434 هـ
29 - 05 - 2013 مـ
04:22 صباحاً
ــــــــــــــــــــ

لم يُحل الله لأنبيائه الزواج بأكثر من أربعٍ من الزوجات الحُرّات إلا ما ملكت أيمانهم ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله وجميع المرسلين من قبله وآلهم وجميع المؤمنين التابعين للحقّ في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدّين، أمّا بعد..

لقد تمّ تنزيل تحديد الزوجات الحُرّات إلى أربع إضافة إلى ملك اليمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً} صدق الله العظيم [النساء:3].

وما يقصد الله تعالى من قوله: {فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى}؟ وهذا يعني من بعد الزوجة الأولى فيأتي التحليل بالمَثْنَى ويقصد اثنتين، وثُلاث ويقصد ثلاث، ورُبَاع ويقصد أربع.
وربّما يودّ صاحب مكة أن يقول: "ولكن ما هو الدليل القاطع بأنّ الله يقصد من قوله مثنى أي اثنتين؟". ومن ثمّ نردّ عليه بالحقّ ونقول: إن المثنى هو العدد من بعد الفرادى فيأتي العدد مَثْنَى، والبرهان على أنّ الله يقصد مثنى بالرقم اثنين تجده في قول الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثمّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} صدق الله العظيم [سبأ:46].

ومن ثمّ تعلمون أنّه يقصد بقوله مَثْنَى أي الرقم اثنين لا شك ولا ريب، كون الفرادى يقصد به الرقم واحد، ولذلك قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ} صدق الله العظيم. ونستنبط من ذلك البيان المقصود من قوله: {مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ} وهو العدد واحد واثنين، وكذلك جاء التحديد لزوّجات النّبي بالنسبة للحرّات فأحلّ الله له أن يتزوج بأربع فقط وما ملكت يمينه، ومن ثمّ حرّم الله عليه أن يستبدل بهنّ من أزواجٍ أُخر ولو أعجبه حسنهنّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النّبي إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النّبي أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (50) تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (51) لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا (52)} صدق الله العظيم [الأحزاب].

والدليل على تحديد زوجات النّبي هو في قول الله تعالى: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا (52)} صدق الله العظيم، فبقي العدد بالضبط الذي أذن الله لنبيِّه أن لا يتجاوزه في عدد زوجاته الحُرّات ممن دخل بهنّ وما أراد أن يتزوج من بنات خالاته وعماته ليوفّي عدد الزوجات المسموح بها أو امرأة وهبت نفسها للنبي وبقي العدد الذي لا يحلّ للنبي النساءَ من بعده، وتجدوه في قول الله تعالى: {فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً} صدق الله العظيم [النساء:3].

فكيف ينهاهم محمد رسول الله أن يتزوّجوا بأكثر من أربعٍ من النساء الحُرّات ومن ثمّ يحلل لنفسه أن يتزوج بأكثر من أربع! وما ينبغي للنبي وكافة الأنبياء أن يحرّموا على المؤمنين شيئاً ويحلّونه لأنفسهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} صدق الله العظيم [هود:88].

وليس للأنبياء قانونٌ تشريعيٌّ غير ما شرّعه الله للمؤمنين أتباعهم، وإنّما حرّم على المؤمنين أن يتزوّجوا بنساء أنبيائهم من بعدهم لكونهنّ أمّهاتهم، وكذلك حرّم الله على الأنبياء أن يطلّقوهنّ من ذات أنفسهم إلا أن يأتين بفاحشة بيّنةٍ أو أن يطلبنَ من أنبياء الله الطلاق، ومن طلبت من أحد الأنبياء الطلاق فطلقها وسرّحها سراحاً جميلاً فهذا يعني أنها لا تريد الله ورسوله ولا خير فيها فقد ارتدّت من الإيمان إلى الكفر ولا تريد الله ورسوله، ولا يَحِلّ للمؤمنين أن يتزوّجها أحدُهم، وليس لأنها لا تزال من أمّهاتهم بل لكونها ارتدّت من الإيمان إلى الكفر ولا تريد الله ورسوله، ولذلك أمر الله نبيّه أن يقول لزوجاته: {يَا أَيُّهَا النّبي قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29)} صدق الله العظيم [الأحزاب].

ولم يحرّم الله على نبيّه أن يتزوج بغيرهنّ إن طلبنَ الطلاق من ذات أنفسهنّ، فيحلّ له أن يتزوج من النساء بدلاً عن التي طلبت الطلاق، ولذلك قال الله تعالى: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} [التَّحريم:5].

وهنا يتبيّن لكم كيف أنّ الله أحلّ لرسوله البدل لأحد زوجاته بشرط أنّها هي من طلبت الطلاق، وأمّا أن يطلقها من ذات نفسه ليستبدلها بسواها فلا يحلّ لنبيّ كونها لن تجد من يتزوجها من بعده، ولذلك قال الله تعالى: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ} صدق الله العظيم [الأحزاب:52].

وتبيّن لكم أنّ رقم زوجات النّبي إذا نقص سواء طلبت منه الطلاق فطلّقها أو ماتت فيحلّ له أن يتزوج بدلاً عنها من النساء المؤمنات، وإنما حرّم على الأنبياء طلاق زوجاتهم من ذات أنفسهم كون في ذلك ظلمٌ يقع عليها لكونها لن تجد من يتزوجها من بعده من المؤمنين كونها من أمهاتهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} صدق الله العظيم [الأحزاب:6].

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ

الاثنين، 27 مايو 2013

فتوى عدد زوجات محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يحلّ له الله أن يتزوّج بأكثر من أربع حرّات..


الإمام ناصر محمد اليماني
18 - 07 - 1434 هـ
27 - 05 - 2013 مـ
07:18 صباحاً
ـــــــــــــــــــ

فتوى عدد زوجات محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلم يحلّ له الله أن يتزوّج بأكثر من أربع حرّات..

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مكة مشاهدة المشاركة
رسالة من مواطن غير مسلم، فسلام عليكم
فلي أسئلة تبعدني عن الإسلام فلم يجب عليها أحد من العلماء القوم وصناع قرار
كيف يأتـى نبي بشرع لا يطبقه على نفسه فشأنه لايبيح زواج أكثر من أربع وهو تزوج أكثر من أربع فماذا تقول في هذا القول؟
ما تفسير قول الله تعالى فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك؟
فقد سمعت أن المهدي المنتظر هو ناصر محمد فاطلعت على بعض بيانات فأراها تناسب العقل وتقترب إلى المنظق فهل لكم بيان على أسئلتي. ولكم فائق تقدير وإحترام

بسم الله الرحمن الرحمن، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله وآلهم من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً، أمّا بعد..

ويا أيها السائل عن كثرة زوجات النّبي، فلا أعلم أنّ الله أحلّ له بالزواج بأكثر من أربع حرّات وحرّم الله عليه أن يطلقهنّ من ذات نفسه لكون المطلقات المسلمات يجدن من يتزوجهنّ إلا زوجاتَ محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فلن يجدنَ من يتزوجهنّ لو طلقهنّ كونهنّ محرّمات على المؤمنين لكونهن أمّهاتهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} صدق الله العظيم [الأحزاب:6].

ولا يحلّ لمحمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أن يتزوج بأكثر من أربع حرّات إلا ما ملكت يمينه، حتى إذا تزّوج أربع حراتٍ حُرِّمت عليه النساءُ من بعد ذلك العدد، وكذلك حُرِّم عليه أن يطلقهنّ من ذات نفسه إلا من طلبت الطلاق كونهنّ لن يجدنَ من يتزوجنّ من بعده لكون زواجهنّ مُحَرَّمٌ على المؤمنين من بعد النّبي عليه الصلاة والسلام، ولذلك لا يحلّ له أن يستبدلهنّ بغيرهنّ ولو أعجبه حُسْنُهُنّ، وكذلك لا تحلّ له النساء الحرّات من بعد أربع إلا ما ملكت يمينه.

تصديقاً لقول الله تعالى: {لَّا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا (52) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا (53) إِن تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (54)} صدق الله العظيم [الأحزاب].

فلا تتّبعوا الذين يفترون على رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ما لم يُنزِّل الله به من سلطانٍ، وحسبنا الله ونعم الوكيل. 

سبحان ربّك ربّ العزة عمّا يصفون! وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_________________

هل يحل للمسلم أن يتزوج بكتابيّة لاتؤمن بالقران ولابرسول الله عليه الصلاة والسلام؟


- 1 - 
الإمام ناصر محمد اليماني
18 - 07 - 1434 هـ
27 - 05 - 2013 مـ
06:06 صباحاً
ــــــــــــــــــــ


فتوى الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني في الزواج بين المسلمين وأهل الكتاب..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصّلاة والسلام على كافّة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيّبين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله، يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وعليهم وسلّموا تسليماً ولا تفرقوا بين أحدٍ من رسله وقولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير، أمّا بعد..

قال الله تعالى: {وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221)} صدق الله العظيم [البقرة].

والسؤال الذي يطرح نفسه: فما هو المقصود بالإيمان في قول الله تعالى {وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ} صدق الله العظيم؟ فما هو الإيمان المطلوب منهم أن يؤمنوا بما أنزل على من بالضبط حتى يحلّ الزواج منهم وتزويجهم؟ ومن ثم تجدون الجواب في محكم الكتاب: {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ (138) قُلْ أَتُحَآجُّونَنَا فِي اللّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139)} صدق الله العظيم [البقرة].

فتفكروا في قول الله تعالى عن شرط الإيمان المحكم في الكتاب: {فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ} صدق الله العظيم.

ولا أجد في محكم كتاب الله أنّ الله أحلّ الزواج للمسلم من الكتابيّة ما لم تكن على دينه تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وحتى لو قالت: "أنا نصرانيّة مؤمنة بالتوراة والإنجيل والقرآن العظيم ولكن أتّبعُ الإنجيل". ومن ثم يردّ عليها الإمام المهديّ وأقول: وإن وجدتِ حكماً في الإنجيل جاء مخالفاً لحكمٍ الله في القرآن العظيم فأيُّهما تتّبعين؟ فإن قالت: "سوف أتّبع القرآن العظيم الكتاب المحفوظ من التحريف" فمن ثم يردّ عليها الإمام المهديّ وأقول: لقد أحلّ الله للمسلم أن يتزوّجك فأنتِ من المؤمنين الذين لا يشركون بالله شيئاً ما دمتِ معتصمةً بالقرآن العظيم وتكفرين بما يخالف لمحكم القرآن العظيم، فنحن لا نأمر النّصارى أن يكفروا بما أنزل الله في الإنجيل بل نأمرهم بالكفر بما جاء مخالفاً في التوراة والإنجيل لمحكم القرآن العظيم، لكوني أعلم أنّ ما جاء في التوراة والإنجيل مخالفاً لمحكم القرآن العظيم فهو باطلٌ مفترى؛ كلّ ما خالف لمحكم القرآن العظيم سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في أحاديث السُّنة النبويّة كون التوراة والإنجيل والأحاديث النبويّة ليست محفوظات من التحريف من شياطين البشر من الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر والمكر لصدِّ البشر عن اتّباع الذّكر.

وخلاصة فتوانا لضيق الوقت نقول:
لا يحلّ لمسلمٍ أن يتزوّج بكتابيّة ما لم تكن على دينه الإسلام، ولا يحلّ لمسلمة أن تتزوج بكتابيّ ما لم يكن على دينها دين الإسلام الحقّ الذي جاء به موسى وعيسى ومحمدٌ رسول الله وكلُّ النبيّين من ربّهم جاءوا بدين الإسلام، كون الدّين عند الله الإسلام لله فيعبدوه وحده لا شريك له.

تصديقاً لقول الله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)} صدق الله العظيم [آل عمران]

ويا عجبي من الذين يُفتون بتحليل ما حرَّمه الله في محكم كتابه بحجّة أنّ الرجل يستطيع السيطرة على المرأة فقالوا لذلك يحلّ للمسلم أن يتزوج بكتابيّة وهي ليست على دينه! ومن ثم نقول: ويا عجبي الشديد إنّما ذلك افتراء من عند أنفسكم أو أضلّكم شياطين آخرون يريدون من اليهوديات أن يعددْنَ أجيالاً من المسلمين يُدينون بما جاء في دين اليهود، لكونهم يعلمون أنّ الأمّ مدرسة الأولاد فهي أكثر من يعاشر الأولاد وأكثر من الأبّ ولذلك سوف يتأثّرون بدينها سواء كان دين حقّ أو باطلٍ، فاتّقوا الله ولا تفتوا في دين الله من عند أنفسكم بغير علمٍ من الله، وتذَّكروا قول الله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [النحل:116].

ألا تعلمون أن من شروط الفتوى أن تكون بسلطان علمٍ بيِّنٍ من الله؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {هَٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15)} صدق الله العظيم [الكهف].

فاتقوا الله يا عباد الله واحذروا الفتوى في دين الله اجتهاداً من عند أنفسكم بالظنّ، واعلموا أنّ الظنّ لا يُغني من الحقّ شيئاً حتى ولو كثرت الطائفة وعلمهم ظنّيّ، فاعلموا أنّ ليس الاتّباع على الأكثرية بل على سلطان العلم البيِّن من ربّ العالمين، فاحذروا العلم الظنّي الذي يحتمل الصح ويحتمل الخطأ، وتذكروا قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117)} صدق الله العظيم [الأنعام].

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ

ردّ الإمام المهدي على الضيف الحمداني: فعلموا أنّ من الأنبياء من يجعل الله له أكثر من اسمٍ لكي يعلم النّاس أنّ الله لم يجعل الحجّة في الاسم..

18 - 07 - 1434 هـ
27 - 05 - 2013 مـ
04:51 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ


ردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني على الضيف الحمداني ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيّبين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين لا نفرّق بين أحدٍ من رُسلِه ونحن له مسلمون، أمّا بعد..

نُرحب بضيف طاولة الحوار الحمداني، ويا رجل لكل دعوى برهانٌ. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111].

وربّما يودّ الحمداني أن يقول: "ألا وإنّ برهاني عليك يا ناصر محمد اليماني هو حجّة اختلاف الاسم كونك جئت مخالفاً لمعتقدنا نحن أهل السُّنة والجماعة في عقيدة اسم الإمام المهديّ محمد بن عبد الله". ومن ثمّ يردّ عليك الإمام ناصر محمد وأقول: يا حمداني، ألا والله لو أنزل الله في القرآن أنّ اسم الإمام المهدي (محمد) لما جعل الله الحجّة للسُّنة والشيعة على الإمام المهديّ ناصر محمد. وإن قال الحمداني: "وكيف لا تكون حجّةً عليك يا ناصر محمد لو أنّ الله أنزل في القرآن أنّ اسم الإمام المهدي (محمد)، فكيف لا يكون تنزيل الاسم حجّة يا ناصر محمد!". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: كون الله لم يجعل الحجّة في الاسم لكون الأسماء تتشابه؛ بل جعل الحجّة في سلطان العلم الملجم بالحقّ

ولو نوجّه سؤالاً إلى الحمداني وأقول: فهل تعلم الاسم الذي سُمّي به خاتم الأنبياء والمرسلين منذ أن كان في المهد صبياً؟ ومعلوم جواب الحمداني سوف يقول: "إن إجابة هذا السؤال لا يختلف عليه اثنان من علماء الأمّة، فإنّ اسم خاتم الأنبياء والمرسلين منذ أن كان في المهد صبياً هو الاسم (محمد) ولذلك كانوا يناديه الذين يعرفونه بالاسم الذي سُمّي به منذ أن كان في المهد صبياً ولا يعلمون له اسماً غير ذلك، حتى أهله من بني عبد المطلب لا يعلمون إلا الاسم (محمد) الذي سُمّي به منذ أن كان في المهد صبياً". ومن ثم يقيم ناصر محمد اليماني الحجّة على الحمداني وأقول: فما ظنّك بقول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} صدق الله العظيم [الصف:6]؟

وربّما يودّ أن يقول الحمداني: "يا ناصر محمد اليماني، إنما هو أحمد في السماء ومحمدٌ في الأرض صلّى الله عليه وآله وسلّم". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد وأقول: وهل ترى أنّكم تستطيعون بقولكم هذا أن تقنِعوا السائلين برغم أنّ محمداّ رسول الله هو ذاته أحمد رسول الله؟ فانظر كيف سوف يردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني على السائلين، وأقول: إنّ من الأنبياء من جعل الله له أكثر من اسم في اللوح المحفوظ؛ كتاب علّام الغيوب. مثال الاسم إسرائيل في قول الله تعالى: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿٩٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

والسؤال الذي يطرح نفسه: فمن هو إسرائيل؟ فإذا رجعت لمحكم القرآن العظيم سوف تجد إنّ إسرائيل هو ذاته نبيّ الله يعقوب عليه الصلاة والسلام. وبنو إسرائيل هم اثنا عشر أسباطاً الذين اندرجت منهم ذرّيات بني إسرائيل. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٥٦﴾ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿١٥٧﴾ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٥٨﴾ وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴿١٥٩﴾ وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَفَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿١٦٠﴾ وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَـٰذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٦١﴾ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ ﴿١٦٢﴾ وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴿١٦٣﴾ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّـهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿١٦٤﴾ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴿١٦٥﴾ فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ﴿١٦٦﴾ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١٦٧﴾ وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَٰلِكَ وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿١٦٨﴾ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَـٰذَا الْأَدْنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لَّا يَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٦٩﴾ وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ﴿١٧٠﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

والمهم خرجنا بنتيجة أنّ نبيّ الله إسرائيل هو ذاته نبيّ الله يعقوب عليه الصلاة والسلام، ومن ثم علم المؤمنون من أهل الكتاب والمبطلون المعرضون أنّ الاسم (أحمد) هو ذاته (محمد) رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، كونهم يعلمون أنّ نبيّ الله إسرائيل هو ذاته نبيّ الله يعقوب، فعلموا أنّ من الأنبياء من يجعل الله له أكثر من اسمٍ لكي يعلم النّاس أنّ الله لم يجعل الحجّة في الاسم بل في سلطان العلم الملجم بالحقّ من ربّ العالمين ترضخ له العقول التي لا تعمى عن الصواب وفصل الخطاب، وأولئك هم أولو الألباب.

ونكرر ونقول يا حمداني لم يجعل الله الحجّة في الاسم بل جعلها في العلم، أم تريد أن يقول أهل النّصارى أنّ النبي الذي يبعثه الله من بعد نبيّ الله عيسى اسمه أحمد تصديقاً للبشرى في محكم الإنجيل في قول الله تعالى: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} صدق الله العظيم؟ ولكن النّصارى لن يقولوا ذلك إلا الممترون منهم من كانوا على شاكلتكم ممن يزعمون أنّ الله جعل الحجّة في الاسم، ولكنّ أولي الألباب منهم من قبل يعلموا أنّ الله لم يجعل الحجّة في الاسم بل في سلطان العلم كون من الأنبياء من يجعل الله له أكثر من اسم لحكمةٍ بالغةٍ، ومن ثم نقيم عليك الحجّة بالحقّ يا حمداني ونقول

وكذلك الاسم محمد الذي تعتقدون أنّه اسم الإمام المهديّ محمد، فنقول حتى ولو أنزل الله في محكم القرآن أنّ اسم الإمام المهدي محمد وبعثه الله باسمٍ غير ما نزل في القرآن فهنا وجب عليكم تدبّر سلطان علمه، فإذا وجدتم أنّ الله زاده عليكم بسطةً في علم الكتاب فمن ثمّ تعلمون أنّه هو، وإنّما تبيّن لكم أن له أكثر من اسم في الكتاب وهذا لو أنّ الله أفتاكم في القرآن العظيم أنّ اسم الإمام المهدي (محمد)، ولكنّ الله يشهد ورسوله ما قط أفتاكم محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- عن اسم الإمام المهديّ فقال لكم إنّ اسمه محمد! بل يسميه باسم الصفة (المهديّ)، وإنما يشير فقط بالإشارة إلى تواطؤ الاسم محمد في اسم الإمام المهديّ. فقال عليه الصلاة والسلام: [يواطئ اسمه اسمي].

والسؤال الذي نوجّهه إلى كافة علماء الأمّة ومفتي ديارهم: فهل تنكرون أنّ الاسم محمد لا يواطئ في الاسم ( ناصر محمد )؟ فهل تستطيعون أن تنكروا فتقولوا كلا لا يواطئ الاسم محمد في الاسم (( ناصر محمد ))؟ أفلا تتقون! برغم أنّ الله لم يجعل الحجّة في الاسم بل جعلها في العلم وعلى ذلك كانت البراءة بين محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- على أساس سلطان العلم وليس على الاسم، ولذلك قال الله تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الحقّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (62) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (63)} صدق الله العظيم [آل عمران].

ويا حمداني، إني أستطيع أن أجبرك بالحقّ على أن تقول إنّ المهديّ المنتظَر هو ناصر محمد لا شك ولا ريب! وربّما الحمداني يودّ أن يقول: "أتحداك يا ناصر محمد أن تجبرني بالحقّ على أن أعترف أن المهديّ المنتظَر هو ناصر محمد لا شك ولا ريب". ومن يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: يا حمداني، فما هي عقيدتك نحو المهديّ المنتظَر فهل يبعثه الله نبيّاً أو رسولاً؟ ومعلوم جواب الحمداني فسوف يقول: يا ناصر محمد، قد علم جميع المسلمين والسُّنة والشيعة أنّ خاتم الأنبياء والمرسلين هو محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فلا اختلاف بين اثنين من علماء الأمّة وأمّتهم، فنحن نعتقد جميعاً أنّ خاتم الأنبياء والمرسلين هو محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. تصديقاً لفتوى الله في محكم القرآن العظيم: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:40]، ولذلك لا ينبغي لله أن يبعث الإمام المهديّ نبيّاً جديداً بكتابٍ جديدٍ؛ بل يبعث الله المهديّ المنتظَر ناصر محمد أي ناصراً لمحمدٍ خاتم الأنبياء والمرسلين". ومن ثم نردّ على الحمداني ونقيم عليه الحجّة بالحقّ ونقول: ألا ترى أنّي سوف أجعلك تعترف أن الله يبعث الإمام المنتظر (ناصر محمد)؟ ولم أتحدَّك تحدِّ الغرور بل تحدّياً بالحقّ، فإن كنت سوف تقول غير ذلك فأتنا به إن كنت من الصادقين وبالبرهان المبين..

ويا حمداني، لقد وصل عمر الدعوة المهديّة إلى منتصف العام التاسع ولم يستطِع أيٌّ من علماء الأمّة أن يقيموا علينا الحجّة في أيٍّ من المسائل الفقهيّة والأحكام الحدوديّة في دين الله برغم أنّ ناصر محمد اليماني يخالفكم في كثيرٍ من الأحكام في الدين، ولكنّي أخالفكم إلى الأخذ بحكم الله الحقّ وأكفر بالأحكام المفتراة على الله ورسوله، والعجيب في أمركم أنّكم تعرضون عن محاجّة ناصر محمد اليماني في تلك الأحكام التي أنكرناها في دين الله كونها مفتراة وتذهبون إلى محاجّتي في الاسم وأعرضتم على المحاجّة في الأحكام التي نسفها الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني نسفاً كرمادٍ اشتدت به الريح في يومٍ عاصف، ولا نبالي بقول الحقّ في كتاب الله القرآن العظيم نستنبطه لكم من آيات الكتاب المحكمات البينات لعلماء المسلمين وعامتهم لا يكفر بها إلا الفاسقون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ (99)} صدق الله العظيم [البقرة].

ويا حبيبي في الله الحمداني، رجوتُ من الله أن يبصِّرك بالحقّ إنْ علم فيك خيراً لنفسك وللإسلام والمسلمين، ونصيحتي لك حبيبي في الله أن لا تحكم على الداعيّة من قبل أن تتفكّر في سلطان علمه هل ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ أم يقول على الله بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً؟ ألا والله الذي لا إله غيره يا حمداني لو اجتمع كافة علماء المسلمين والنّصارى واليهود في صعيدٍ واحدٍ ليحاجّوا ناصر محمد من القرآن العظيم لما استطاعوا أن يغلبوا ناصر محمد بسلطانٍ ولو كان بعضهم لبعضٍ نصيراً وظهيراً. وهل تدري لماذا يا حمداني؟ وذلك لأني الإمام المهديّ لم يجعلني الله من أصحاب الاتّباع الأعمى، ولم يجعلني الله من الذي يتّبعون الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، ولم يجعلني الله أقول في دينه اجتهاداً من عند نفسي فلن أقول مثل قول علمائكم من بعد الفتوى ومن ثم يقول: "أن أصبت من الله وأن أخطأت فمن نفسي والشيطان"؛ بل أقول الصواب بإذن الله من محكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب والحكم لله سريع الحساب، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وما ابتعثني الله لنُكرِه النّاس على أن يكونوا مسلمين بل لنعلّمهم دينهم الحقّ الذي أرسله الله رحمةً للعالمين، وأدعو إلى تحقيق السلام العالميّ بين شعوب البشر وإلى التعايش السلميّ بين المسلم والكافر ونسعى إلى رفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان كونهم أبناء رجلٍ واحدٍ وامرأةٍ واحدةٍ آدم وحواء. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النّاس اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} صدق الله العظيم [النساء:1]

فكونوا من الشاكرين يا من قدّر الله وجودهم في أمّة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ليخرجهم بنور البيان الحقّ للقرآن من الظلمات إلى النور بمحكم القرآن المجيد فنهديهم إلى صراط العزيز الحميد، فكم المهديّ المنتظر في شوقٍ شديدٍ للقاء الأنصار السابقين الأخيار! ومن طال عليه الأمد وقسى قلبه عن ذكر ربّه فحكمه عند ربّه وما علينا إلا البلاغ فمن اهتدى فلنفسه ومن ضلّ فعليها، فماذا يبغي من بعد الهُدى؟ ألا يكفيه أن يلتزم بالهدى حتى يتوفّاه الله؟ أم إنّه مستعجلٌ لاستلام الوزارة؟ أم يريد كوكب العذاب أن يعجّل به الله على العباد؟ إذاً فأين هدفه السّامي في نفس ربّه إن كان يعبد رضوان ربّه غايةً وليس وسيلةً؟ فليسأل من الله أن يطيل في عمر الأمّة وعمره حتى يتحقق هداهم جميعاً إلى صراطٍ مستقيمٍ.
فاصبروا يا معشر الأنصار السابقين الأخيار فوالله الذي لا إله غيره أنّي أرى من الله نصراً وفتحاً قريباً ولكنْ رجوتُ من الله إذا كان بكوكب العذاب أن يؤجّله إنْ يشأْ حتى ننقذ أضعف الإيمان المسلمين.
وسلامُ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين.. 

اللهم فاغفر للذين أساءوا إلى الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فإنهم لا يعلمون، اللهم وأرحم وأكرم المحسنين المُصدِّقين بالحقّ الموقنين وفضِّلهم تفضيلاً على العالمين برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم وأجزِهم عن الإمام المهديّ ناصر محمد بخير الجزاء كما تُحِبّ وترضى، وقومٌ منهم يحبّهم الله ويحبّونه أقسم بالله العظيم لن يرضوا حتى يرضى؛ أولئك لا يعلم بقدر مقامهم عند ربّهم إلا الله وخليفته برغم أنّ منهم ذو ذنوبٍ كثيرةٍ ولكنّه علِم أنّ له ربّاً غفوراً رحيماً فتاب وأناب وأعلن التنافس في حبّ الله وقربه ولن يرضى حتى يرضى، رضي الله عنهم وأرضاهم بنعيم رضوانه إنّ ربي غفورٌ رحيمٌ. 

وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
أخو البشر في الدم من حواء وآدم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ

الثلاثاء، 21 مايو 2013

قال الله تعالى: {ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿١٨٣﴾} صدق الله العظيم.


الإمام ناصر محمد اليماني
12 - 07 - 1434 هـ
21 - 05 - 2013 مـ
04:51 صباحاً
ـــــــــــــــــــــــــ


الإمام المهديّ يؤمن بالتّوراة والإنجيل والقرآن العظيم، وأعلنُ الكفر بما يخالف في التّوراة والإنجيل لمحكم القرآن العظيم ..

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة MrBasserBy مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يعني ذلك يا إمامنا الحبيب ان الصيام في البدء كان الشهر كله لاني قرأت في مراجع اهل الكتاب انهم كانوا يصومون 40 يوما امتثالا للمسيح عليه السلام وهل يجوز لنا ان نصوم نحن ايضا شهرا باكمله ام ان ذلك لايجوز لان هناك من أهل الكتاب من استطاع ان يصوم 40 يوما فقط اعتمدوا على الماء للبقاء على قيد الحياة كون جسم الانسان لايستطيع تحمل العطش اكثر من ثلاث اربع ايام .. زدنا علما يا امامنا الحبيب فان كان صيام رمضان في زمن الرسول عليه الصلاة السلام بادىء الامر كان الشهر باأكمله أما او كان من غروب الشمس الى الغروب الذي يليه يعني يوما باكمله فمتى كان وقت الافطار قبل أن يأتي الله الحكم المخفف ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة المؤمنين بربّ العالمين الأنبياء والمرسلين ومن تبعهم بالحقّ إلى يوم الدين..
ويا رجل، إني أرى صفتك تحت اسمك من الأنصار السابقين الأخيار فوجب عليك أن تكون ملمّاً بالبيان الحقّ للقرآن كون الأنصار السابقين الأخيار سوف يكونون مرجعيات للمسلمين ليعلّموهم مما علّمهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لكونهم من الذين بصّرهم الله بالحقّ، ولذلك وجب على كلّ أنصاريّ أن يقرأ في البيانِ كلما وجد لديه فرصةً لتدبّر بيانات الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وتفهمونها فهماً ولا نطلب منكم حفظها عن ظهر قلبٍ بل تفهمون البيان الحقّ للقرآن.

ويا حبيبي في الله السائل عن صيام رمضان عند أهل الكتاب، فليس أربعين يوماً في التوراة والإنجيل بل شهراً يصومون نهاره ويفطرون ليله كون صيام شهر رمضان كُتب علينا كما كُتب عليهم ثلاثون يوماً يصومون نهاره ويفطرون ليله. تصديقاً لقول الله تعالى: {ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿١٨٣﴾أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} صدق الله العظيم [البقرة:183-184].

فانظر لقول الله تعالى: {ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿١٨٣﴾} صدق الله العظيم.

وتأتي آياتٌ ابتلاءً للمؤمنين في تنفيذ الأمر ومن ثم يُبدِّلها الله من أثقلٍ إلى أخفّ على المؤمنين، كمثل أمر الصلاة كان بادئ الأمر خمسين صلاةً في اليوم والليلة لكل صلاةٍ ركعتين فتصير الصلوات خمسين صلاةٍ والركعات مائة ركعة بعدد أسماء الله الحسنى، ومن ثم خفّفَ الله عنهم من خمسين إلى خمس صلوات ولكل صلاةٍ ركعتان فيصبح عدد ركعات الصلوات عشر ركعات كون لكل صلاة ركعتين، ومن ثم جعل الصلاة بعشر أمثالها فعادت إلى خمسين صلاةٍ في الأجر وعادت إلى مائة ركعةٍ في الأجر، إنّ ربّيَّ غفورٌ شكورٌ.

ألا وإنّ الظهر والعصر لا يفترقان والمغرب والعشاء لا يفترقان تأخيراً أو تقديماً، وكذلك صوم رمضان كان بدء صيام رمضان من الغسق في بداية الظلمة وهو ميقات صلاة العشاء كونها تثبت رؤية هلال الصيام بعد غروب الشمس مباشرةً، ومن ثم يتناولون الفطور من الشفق إلى الغسق، ومن ثم يؤذَّن للعشاء فتكفّ أيديهم عن الطعام فيصلّون المغرب والعشاء جمع تأخير في ميقات الغسق، ومن ثم جاء التخفيف من ربّ العالمين بآيةٍ بدَّل صيام الليل فأمرهم بصيام النّهار فقط، وجعل الأمر في آيةٍ محكمةٍ بيّنةٍ للعالم وعامّة المسلمين. في قول الله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} صدق الله العظيم [البقرة:187].

ولكن.. كذلك كانوا يفطرون من بعد الصيام عند النداء لصلاة المغرب ومن ثم يفطرون بكل هدوء يتناولون وجبة الإفطار لكونهم سوف يُصلّون المغرب والعشاء جمع تأخيرٍ في ميقات الغسق.
ويا عجبي ممّن لم يجعلوا ميقاتاً للصائم أن يتناول الإفطار بل أكل النغط! فكم أضعتم كثيراً مما خفف الله عليكم وتشدّدْتُم بغير الحقّ فصعّبْتُم دين الله على المسلمين، فهلمّوا للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــ

السبت، 11 مايو 2013

وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ ما المقصود بعذاب يومٍ عقيمٍ الذي يحدث قبل قيام الساعة؟


الإمام ناصر محمد اليماني
02 - 07 - 1434 هـ
11 - 05 - 2013 مـ
06:58 صــــباحاً
ـــــــــــــــــــــــــ


ردّ الإمام المهديّ إلى فضيلة الشيخ زوم المحترم..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله لا نفرق بين أحدٍ من رسل الله حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين، أما بعد..

أيا فضيلة الشيخ (زوم) وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ حسب علمي يصنع من اللبن فيجعلونه صبغاً للعصيد اليمني فذلك الاسم (زوم)، بل إنّني أراك تدّعي الشجاعة وتصف ناصر محمد اليماني بالجبن ومن ثمّ نقيم عليك الحجّة بالحقّ، فهل الشّجاع الذي يأتي إلى طاولة الحوار متخفياً باسم (زوم) برغم أنّك لا تدّعي المهديّة؟ وممَ تخاف؟ أم أن الشّجاع بالحقّ هو ناصر محمد اليماني الذي تجرأ على قول الحقّ بأنه هو الإمام المهديّ المنتظَر ومن ثمّ قام بتنزيل صورته بالحقّ واسمه واسم أبيه وجدّه بالحقّ وحَسَبَه ونَسَبَه؟ ويا رجل، ألا والله لا أخاف منك وممن على شاكلتك حتى يخاف قسورة من الحمير المستنفرة؛ بل لا أخاف في الله لومة لائمٍ.

وبالنسبة للحوار الصوتي، فقد أُمرت في الرؤيا الحقّ -وأمرها يخصّني- أن أقومَ بمحاورتكم بالقلم الصامت كتابةً وفي ذلك حكمةٌ بالغةٌ، وهل تدري ما تلك الحكمة؟ وذلك لأنّ الله يعلم أنّكم لن تصبروا على ناصر محمد اليماني حتى يدلو بسلطان علمه ويفصّله تفصيلاً، بل سوف تقاطعونني وتشوشون على استنباط البرهان المبين من محكم القرآن العظيم، ولكن بالحوار بالقلم الصامت كتابةً فلن تستطيعوا أن تقاطعوا منطق سلطان العلم وتفصيل البيان كون الكلام كتابةً وليس لكم إلا أن تتدبروا سلطان علم الإمام ناصر محمد اليماني من أوّله إلى آخر البيان، ومن ثم تدرأوا الحجّة بالحجّة بسلطان العلم فتذودون عن حياض الدّين إن كنتم صادقين. وأما غرف البالتوك، فتالله لتذهبون بصوتي فيشحب دونما فائدة فلن تعطوا لي الفرصة لتفصيل البيان.

وكذلك أبشرك بحجّة سوف تزعم أنّها لك وهي حجّة عليك وهي أنّي لست حافظاً للقرآن إلا قليلاً، وما كنت أحدَ علماء المسلمين ولا خطيبَ منبرٍ، وما قطّ تعلمت علوم الدّين فتتلمذتُ عند أحد مشايخ العلم وهم على ذلك من الشاهدين، فمن ذا الذي يقول أنّه هو من علّمني ما أحاجّ النّاس به؟ بل كنت من عامة المسلمين ولست من علمائهم حتى أفتاني جدّي محمد رسول الله في الرؤيا الحقّ أنّي الإمام المهديّ المنتظَر وما جادلني عالِم من القرآن إلا غلبته، فكم أخذتني الدهشة بادئ الأمر وكيف سيكون ذلك! ومن الذي سوف يعلّمني القرآن! بل لا أحفظ منه إلا قليلٌ جداً فكيف أجادل النّاس منه وأنا لا أحفظ القرآن ولا تعلمته فكيف أعلمه للناس! ومن ثم قلت إن هذا لشيء عجاب! ومضت الأيام وأنا أفكِّر كيف يكون ذلك! ومن ثم أراني ربّي أن أدعوهم للحوار عن طريق الأنترنت العالمية، ورأيتُ نفسي أردّ عليهم بالكتابة في الإنترنت العالمية وفرحتُ بذلك كثيراً حين علمتُ أنّ الحوار سيكون عن طريق الأنترنت، فقلت لئن أصدقني الله الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي فوجدت أنّه لا يجادلني عالمٌ من القرآن إلا غلبته فهنا حصحص الحقّ واطمئنّ قلبي، وإن غلبني أحدُ علماءِ الأمّة ولو في مسألةٍ واحدةٍ فقط من القرآن العظيم فهنا علي التراجع عن ادِّعاء المهديّة، وكما يقول المثل اليمني ( وجه ما شافك ما لامك )..
والحمد لله ربّ العالمين.. وها عمر دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني صار في منتصف عامه التاسع وما استطاع عالِمٌ واحدٌ فقط أن يقيمَ علينا الحُجّة من محكم القرآن العظيم، وما جادلني عالمٌ من القرآن العظيم إلا غلبتُه بسلطان العلم المبين.

ويا فضيلة الشيخ زوم، لا تأخذك العزّة بالإثم، تالله إنّ الإمام ناصر محمد اليماني ليتحدّى بالبيان الحقّ عقل فضيلة الشيخ زوم، فلو تُحَكِّم عقلك هل ينطق بالحقّ ناصر محمد اليماني أم إنّ مَثَلَه كمثل الذين يدّعون المهديّة من قبل ومن ثم تقارن بين سلطان العلم لدى ناصر محمد اليماني وسلطان علم المهديّين الذين تتخبّطهم مُسوس الشياطين، فبين الحين والآخر يظهر لكم من يدَّعي أنّه المهدي المنتظر، وهل تدري عن الحكمة الشيطانيّة من ذلك؟ وهي حتى إذا بعث الله الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم ومن ثم يقول المسلمون إنّما هو كمثل الذين يدّعون المهديّة من قبل، ومن ثم تعرضون عن دعوته وتحكمون عليه من قبل أن تتدبّروا سلطان علمه حتى يعذبكم الله بعذاب يومٍ عقيمٍ بالدخان المبين قبل قيام الساعة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} صدق الله العظيم [الحج:55].

وربّما يودّ فضيلة الشيخ زوم أن يقاطعني فيقول: "وما هو عذاب يومٍ عقيمٍ الذي يحدث قبل قيام الساعة؟" ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: إنّها آيةٌ تأتيهم من السماء فتظلّ أعناقهم من هولها خاضعين لخليفة ربّهم الذي يدعوهم إلى الإيمان بالله وأن يعبدوا الله وحده لا شريك له. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4)} صدق الله العظيم [الشعراء].

وربّما فضيلة الشيخ زوم يودّ أن يقول: "يا ناصر محمد، وما هي هذه الآية التي تأتي من السماء فتجعل النّاس يؤمنون بالحقّ من ربّهم فيطيعون خليفة الله في الأرض الإمام المهديّ الذي يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له؟" ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد وأقول: إنّها شرطٌ حتميٌّ من أشراط الساعة الكبرى؛ تلكم آية الدّخان المبين من كوكب العذاب التي يرتقب لها الإمام المهديّ ناصر محمد فيُظهرني بتلك الآية في ليلةٍ على النّاس كافة وهم صاغرون لكونهم سوف يؤمنون بتلك الآية حين يرونها. تصديقاً لقول الله تعالى: {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النّاس هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16)} صدق الله العظيم [الدخان].

وربّما يودّ فضيلة الشيخ زوم -ويا ليته أحسن اسمه بخيرٍ من زوم- أن يقول: "يا ناصر محمد، أليس الخطاب الموجّه من الله في هذه الآية إلى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم في قول الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النّاس هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)} صدق الله العظيم؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد وأقول: يا زوم، أليس الله علاَّم الغيوب؟ ويا زوم أليس الله يعلم أنّ موت خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله سوف يكون من قبل حدث كسف الدّخان المبين؟ أليس ذلك ما يفتي به العقل والمنطق؟ فتعال لنعرض تحليل العقل والمنطق على محكم كتاب الله لننظر في الحكم في هذه المسألة هل الخطاب موجّهٌ لرسوله أم للإمام المهديّ الذي بعثه تصديقاً لأحد أشراط الساعة الكبرى؟ وتريد أن تكذّب ببعث الإمام المهديّ المنتظَر برغم أنّ بعث المهديّ المنتظَر تصديقٌ لأحد أشراط الساعة الكبرى، وكذلك يحدث في عصر بعثه حدثُ الدّخان المبين المليء بكسف الحجارة بعذابٍ أليمٍ من كوكب العذاب، وحدوث كسف الدّخان المبين كذلك شرطٌ من أشراط الساعة الكبرى، أم إنّك يا زوم لا تؤمن بأشراط الساعة الكبرى ومنها بعث المهديّ المنتظَر والدّخان المبين؟ أم إنّ أشراط الساعة الكبرى حدثت في عصر بعث خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ فهل حدث كسف الدّخان المبين في عصر النبي؟ ومن ثم نترك الحكم لله ولا يشرك في حكمه أحداً، فهل عذاب كسف الدّخان المبين يعلم الله أنّ قدر حدوثه في عصر بعث محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى يقول له فارتقبْ؟ ومن ثم نترك الجواب من الربِّ مباشرةً نستنبطه لكم من محكم الكتاب. قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:33]. وهنا يتبيّن لأولي الألباب من المقصود بالخطاب في قول الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النّاس هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)} صدق الله العظيم.

وربّما يودّ فضيلة الشيخ زوم -ويا ليته أحسن اسمه- أن يقول: "يا ناصر محمد، لماذا لم يقل الله تعالى يغشى الذين كفروا هذا عذابٌ أليمٌ؛ بل قال الله تعالى: {يَغْشَى النّاس هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)} صدق الله العظيم؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: ذلك لأنّ العذاب سوف يغشى قرى المسلمين والكافرين لكونهم جميعاً معرضون عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم واتّباعه إلا من رحم ربّي، ولذلك سوف يغشى كسف الدّخان المبين من كوكب العذاب كافة قرى البشر مسلمهم والكافر في عصر بعث المهديّ المنتظَر كون حدث كسف الدّخان المبين من كوكب العذاب هو أحد أشراط الساعة الكبر يحدث قبل يوم القيامة فيغشى قرى البشر مسلمهم والكافر المعرضين عن الذكر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:58].

وربّما يودّ فضيلة الشيخ زوم أن يقول: "يا ناصر محمد ألا تبيّن لنا البيان الحقّ لقول الله تعالى: {كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} صدق الله العظيم". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: أي كان ذلك مسطورٌ في كتاب الله القرآن العظيم أي مُوضَّحاً في محكمه في قول الله تعالى: {فارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النّاس هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16)} صدق الله العظيم [الدخان].

وربّما يودّ زوم أن يقول: وما يقصد الله بقوله تعالى: {أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14)} صدق الله العظيم؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: يقصد إنّه وقد جاءهم من قبل رسولٌ مبينٌ بهذا القرآن العظيم وهو محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقالوا معلمٌ مجنون، بمعنى أنّ فريقاً اتّهموه أنه يعلّمه أحدُ الأعاجم، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} صدق الله العظيم [النحل:103].

وأما آخرون فحكموا عليه أنّه مجنونٌ، وبعث الله عبده (ن) الإمام المهدي ناصر محمد المهديّ المنتظَر ليثبت للبشر كافةً أنّ محمداً -رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم- ما كان بمجنونٍ بل ينطق بالحقّ من ربّه بهذا القرآن العظيم رسالة الله إلى النّاس كافةً وهم عن ذكر ربّهم معرضون إلا من رحم ربّي.

وربّما يودّ زوم أن يقول: "يا ناصر محمد، كيف تقول إنّ الله سوف يعذِّب قرى المسلمين برغم أنّهم مؤمنون بالقرآن العظيم كما يعذب الكافرين بالقرآن العظيم؟ فهل يستويان مثلاً!". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: يا زوم، إن كنت لا تعلم فتلك مصيبةٌ، وإن كنت تعلم الحقّ وتؤمن به ومن ثم لا تتّبعه فالمصيبة أعظم، وإنّي أرى المسلمين المعرضين عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم هم أولى بعذاب الله كون الكافرين بالقرآن لا يعلمون أنّه الحقّ من ربّهم ليتّبعوه، وأما أنتم يا زوم فقد نال الإمام ناصر محمد اليماني بغضبكم ومقتكم له وأنصاره بسبب أنّي أدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وإلى التنافس في حبّ الله وقربه فتكونون ضمن العبيد المتنافسين في حبّ الله وقربه في السماوات والأرض كما علّمكم الله بأساس طريقتهم في عبادة ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

ولكن زوم سوف يغضبه ذلك فيقول: "نعم يحقّ لنا أن نتنافس نحن المؤمنون التّابعون للأنبياء في حبّ الله وقربه، ولكن لا يحقّ لنا أن نطمع لمنافسة الأنبياء في حبّ الله وقربه". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: ذلكم هو شركٌ بالله يا زوم. وربّما زوم يودّ أن يقول: "يا ناصر محمد، لا تفترِ علينا ما لم نقله". ومن ثمّ يردّ عليك الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: لئن قلت بل يحقّ لزومٍ أن ينافس محمداً -رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم- في حبّ الله وقربه، ويحقّ لزومٍ أن يطمع أن يكون هو أحبّ إلى الله من محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فإن قلت ذلك فقد أصبح الإمام ناصر محمد اليماني مخطئاً في حقِّك ووجب علينا الاعتذار، ولكنّي أعلم أني لم أظلمك شيئاً يا فضيلة الشيخ زوم لكونك من الذين يبالغون في أنبياء الله ورسله، ولسوف أقيم عليك الحجّة بإذن الله في كل نقطةٍ وألجمك بالحقّ إلجاماً حتى تتّبعَ الحقّ من ربّك أو تأخذك العزّة بالإثم من بعد ما تبيّن لك أنك على ضلالٍ وأنّ ناصر محمد اليماني يدعو إلى الحقّ بعلمٍ وسلطانٍ مبين من محكم القرآن العظيم.

ونرحبُ بك ضيفاً لدينا في طاولة الحوار العالميّة، ويا ليتك تملك الشجاعة كما تدعي أنّك شجاعٌ ومن ثم تثبت ذلك بتنزيل اسمك الحقّ وصورتك كما فعل الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني برغم أنّي أقول إنّني المهديّ المنتظر ولا نخاف في الله لومة لائمٍ، وأما أنت فمِمَّ تخاف حتى لا تقوم بتنزيل صورتك واسمك الحقّ؟ ولا ينبغي لك إن كنتَ عالماً حقاً أن تفتري صورةً لغيرك أو اسمَ كذبٍ فقد سئمنا اسماءً مستعارةً في كل مرّةٍ في الحوار نحاور أشخاصاً مجهولي الهويّة، ولا يهمّني أكانوا مجهولين أم معروفين فأهمّ شيء إقامة الحجّة بسلطان العلم، فإذا لم يهتدوا جعل الله الحوار سبب الهدى لقومٍ آخرين، ولكن لا يليق بعالمٍ محترمٍ أن يحاور باسمٍ مستعارٍ وهو مشهورٌ أو من خطباء المنابر.

ويا زوم، إني أراك (رافع مناخيرك فوق) وجلفاً في الحوار بغير الحقّ وتتّهم ناصر محمد أنّ مثله كمثل أحمد الحسن اليماني! وهيهات هيهات كم الفرق عظيم بين وليّ الرحمن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ووليّ الشيطان أحمد الحسن اليماني، وقد جعلنا له قِسْماً خاصّاً في واجهة موقعنا لكي يحاورنا فيقيمُ عليه الحجّة بالحقّ ناصرُ محمد اليماني أو يقيم على ناصر محمد اليماني الحجّة في موقعي إن كان من الصادقين، وكذلك قلنا له: وإن شئت يا أحمد الحسن اليماني أن يكون الحوار في موقعك فنحن أهلٌ لذلك ولك الاختيار.. ولكن للأسف لم يجرؤ على ذلك برغم أنّي لم أعدْ أتجرّأ الحوار في مواقع النّاس لعدم الثقة في حفظ الحقوق كون الشيعة لقّنوني درساً لا أنساه، إذ سجّلتُ في أحد مواقعهم للحوار ومن ثم استخدم أعضاءُ مجلس إدارةِ موقع الدراسات التخصصيّة في الإمام المهديّ عضويتي وكتبوا عليّ ما لم أقله، وافترى عليّ أحدُ أعضاء مجلس الإدارة إفكاً وزوراً كبيراً (عفى الله عنه)، ولكن من بعد ذلك عزمتُ أن لا يكون الحوار إلا في طاولة الحوار العالميّة الحرّة موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني منتديات البشرى الإسلاميّة ونحن أهلٌ للأمانة وحفظ الحقوق، وإن ثبت تغيير في بيان أحدٍ بغير الحقّ فتلك حجّة علينا.

ونحذر طاقم إدارة منتديات البشرى الإسلامية أن يغيّروا في بيان أحدٍ شيئاً، فحتى لو كان البيان كتبه إبليسُ الشيطان الرجيم بنفسه لَما غيّرنا في بيانه شيئاً، ولكننا نصرح لهم بالحذف إذا كان البيان مليئ بالسبّ والشتم بدلاً عن سلطان العلم فهذا مرفوضٌ في طاولة الحوار العالميّة، برغم أنّني لم أشكُّ قطّ في أحدٍ من طاقم مجلس الإدارة أنّه غيّر بيانَ أحدِ أعضاء طاولة الحوار وحاشا لله لا أعلم أنه حدث من ذلك شيء، وإنما أردت التنويه والتذكير خشية أن يغضب أحد أعضاء مجلس الإدارة من كلماتٍ في أحد بيانات أعضاء الحوار ومن ثم يقوم بحذف السبّ والشتم من البيان ويذر فيه سلطان العلم، ومن ثم نقول لهم كلا ثم كلا فلا نسمح بتغيير كلمةٍ واحدةٍ في بيان أحدِ الأعضاء! فإمّا أن تعتمدوا المشاركة إذا كانت خاليةً من السبّ والشتم وإمّا أن تحذفوه إذا كان صاحب المشاركة قليل أدبٍ ولم يربِّه أبواه تربيةً حسنةً فيسيء إلينا بالسبّ والشتم في موقعنا بغير الحقّ. ولا نقصد فضيلة الشيخ زوم حاشا لله برغم أنّه بالكاد يمسك لسانه بصعوبةٍ بالغةٍ من سبِّ وشتم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، فكم تجهل الإمام ناصر محمد يا زوم! وما أعظم ندمك إن استمررت بهذا الحقد البغيض بغير الحقّ على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.

ويا رجل، فما هي جريمتي في نظرك، فهل لأنّي أدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له؟ أم بسبب أنّي أدعوكم إلى اتّباع كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ؟ أم لأنّي أسعى إلى وحدة صفّ المسلمين وإلى نبذ التعدديّة المذهبيّة في دين الله؟ فما هي حجّتكم على الإمام ناصر محمد اليماني في دعوته حتى تكونوا له كارهين؟ هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؟ واسمح لي يا فضيلة الشيخ زوم أن أعلن ومن الآن الهيمنة بسلطان العلم المبين من محكم القرآن العظيم عليك وعلى كافة علماء المذاهب والفرق الإسلاميّة الذين فرقوا دينهم شيعاً وأحزاباً وكل حزبٍ بما لديهم فرحون، وأعلن الهيمنة بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم على علماء النّصارى واليهود والمجوس، وإذا هيمن على ناصر محمد اليماني أحدُ علماء الأمّة من القرآن العظيم ولو في مسألةٍ واحدةٍ فقط من القرآن العظيم فلستُ الإمام المهديّ، فكونوا على ذلك من الشاهدين يا معشر الأنصار السابقين الأخيار ولا تطيعوا الذين يمنعونكم عن الردّ عليهم ببيانات الإمام المهديّ، ويا للعجب أليس الذي كتب البيان جواباً على أحد السائلين هو الإمامُ ناصر محمد اليماني! وإنما يردّ الأنصار على السائلين بالجواب باقتباسٍ من بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وليس من عند أنفسهم شيئاً فما العيب في ذلك؟ أم يريد كلّ إنسانٍ أن يأتي ببيانٍ خاصٍ به من جديدٍ؟ وحتى ولو سبقه بالسؤال أحد السائلين فأجبنا عليه بالحقّ بالبيان المفصل تفصيلاً فهل وجب علينا أن نكتب الجواب من جديد على نفس السؤال من قبل؟ فما خطبك يا شيخ زوم تلوم على الأنصار حين كلفوا أنفسهم وخدموك بالبحث عن الجواب لسؤالك بين آلاف البيانات للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني حتى إذا جاءوك بالجواب من بعد بحثٍ ومشقةٍ فهل جزاؤهم أن تنفر مما أتوك به؟ ويا رجل، أليس ذلك البيان المقتبس منه الجواب هو من بيانات الإمام ناصر محمد اليماني؟ فلماذا تريدون أن أجيب على نفس السؤال من جديد برغم أني أجبتُ عليه في كثير من البيانات؟ وليس لكم حقٌّ عليّ بكتابة الجواب إلا إذا كان السؤال لم نُجِبْ عليه من قبل فهنا يجب على الأنصار أن يرفعوا السؤال الجديد للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، فإن شئتُ أجبتُ وإن شئتُ أجّلتُ الجوابَ إلى حين لكون بيان بعض الآيات قد يسوء بعض الأنصار فما بالكم بالباحث الجديد. وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101) قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ (102)} صدق الله العظيم [المائدة].

فانتبهوا لما أقول يا معشر الذين يلومون على الإمام المهديّ ناصر محمد أنّه يهمل في بعض الردِّ بالجواب على بعض الأسئلة، ألا والله ما كان الإعراض عن بعض الأسئلة عن ردّ الجواب عجزاً مني فلا تكونوا من الجاهلين، ولكني أرى تأجيل الجواب إلى حينٍ خيرٌ للمسلمين فقد يسؤهم الجواب وهو الحقّ من ربّهم، ولكن إذا أصرّ علماء المسلمين على الجواب من صاحب علم الكتاب فسوف نُجيبُ على كافة الأسئلة، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.

وعلى سبيل المثال البيان المفصل تفصيلاً لقول الله تعالى: {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [النور:33].

ونقول شيئاً من بيانها بالحقّ: 
حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ، فلو أنّ غنيّاً خطب بنت أحدكم وهي تحب إنساناً فقيراً بشرط أنه تقدم لخطبتها من تحبّ فلم يُرِد أبوها أن يزوجه ليس إلا أنّه فقيرٌ من المال الوفير برغم أنّه يرضى خلقه ودينه وإنّما رفض أن يزوِّجه بسبب أنّه فقير، وبرغم أنّها تحبه وهو يحبها ولكن أبيها يريد أن يزوّجها للغني ذي المال كونه يبتغي عَرَضاً من الحياة الدنيا وهو المال الوفير مهرها لدى الغني، حتى إذا قرّر أبوها أن يزوّجها بالرجل الغني ومن ثم هربت البنت مع من تحب حتى لا يزوّجها أبوها بالغصب للغني لكون ذلك أهون عند الله من أن تقتل نفسها، ومن ثم وقع بها حبيبُها الفقير الذي هربت معه فما هو حكم الله في هذه المسألة؟

ومن ثم نحكم في هذه القضية بما أنزل الله من غير ظلمٍ ونقول لوالد البنت:
عليك أن تزوّج ابنتك بمن تحب ولن نُقيم حدّ الله في حكم الزنى عليهما كون أبوها هو من أكرهها على ذلك. ولذلك قال الله تعالى: {وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم .

والسؤال الذي يطرح نفسه فما يقصد الله تعالى بقوله: {وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم؟ ونقول: ومن يكرههن على البغي مع من تحب فإنّ الله من بعد إكراههن غفورٌ رحيمٌ، بمعنى أنّ الله رفع الحَدَّ عليهما وأمر بتزويجهم شرط التوبة عن فعلتهم ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون، ولكن في هذه الحالة يُرفع الحدُّ عند القبض عليهما للمرة الأولى بشرط أن تكون القصة كما ذكرناها.

فكم استفززنا علماء الأمّة في كثيرٍ من المسائل علّهم يأتون فيذودون عن حياض دينهم إنْ كانوا صادقين أنّ الحقّ معهم فإذا هم يأتون كمثل الأخ الزوم وكأنّه لا يعلم من الأحكام التي بيّناها بالحقّ وهي مخالفةٌ لما هم عليه سُنةً وشيعةً وكافة المذاهب الإسلاميّة إلا قليلاً، وبدأ الدّين غريباً على النّاس وها هو يعود غريباً على النّاس كما بدأ، وليس أننا جئناهم بدينٍ جديدٍ بل كونهم قد خرجوا عن الصراط المستقيم منذ مئات السنين وهم لا يعلمون.

ويا قوم، أجيبوا داعي الاحتكام إلى كتاب الله لنحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون من محكم القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين، فأجيبوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله إن كنتم صادقين. وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين.

وربّما يودّ أحد العاشقين عبيد الهوى أن يقول: "يا إمام ناصر محمد اليماني، إني أحبّ بنت فلان وخطبتها من أبيها ورفض فهل يحلّ لي أن آتيَ فاحشةَ البغيّ معها بسبب دافع حبِّها؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: بل حَكَمَ الله عليك بمائة جلدةٍ أمام طائفةٍ من المؤمنين إن ثبت عليك فعلُ ذلك وسوف تَصْلَى ناراً وسعيراً ولن تجد لك من دون الله ولياً ولا نصيراً إذا لم تتُبْ إلى ربّك متاباً. 

فمنكم من يحرّف الكَلِم والأحكام عن مواضعه، وما أَحَلَّ لكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أن ترتكبوا فاحشة الزنى مع بنات النّاس بحجّة الحبِّ فلا تفتروا علينا ما لم نقله، بل حكم الله واضحٌ لا غبار عليه أنّه رفع الحدّ عنهما في حالة أن أباها رفض أن يزوّجها بمن تحبّ لكونه يريد أن يزوّجها لغني ابتغى عَرَضاً من عروض الحياة الدنيا، حتى إذا رأت البنت أن أباها قرر أن يزوّجها غصباً للغني ويرفض أن يزوّجها بمن تحبّ نظراً لأنه فقيرٌ فهنا جعلها أبوها بين أمرين أحلاهما مرّ فأمّا أن تقتل نفسها وإمّا أن تهرب مع من تحبّ! ومن ثم قررت أن تهرب مع الفقير الذي أحبته وتريده زوجاً لها بالحلال ومن ثم هربت مع الفقير فقد يخلوان بأنفسهما لياليَ وأياماً وقد يقع بها، وخلق الإنسان ضعيفاً. ففي هذه الحالة فقط يُرفع حدّ البغي عنهما، وغفر الله لهما ما فعلوا، و يجب على أبيها أن يزوّجها بمن تحب ويرفع عنهما حدَّ البغي، وذلك جزاء من الله لأبيها الذي أكرهها على البغي برغم أنّها أرادت من أبيها أن يزوّجها بمن تحبّ بالحلال. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} صدق الله العظيم.

وليس مجرد حبّ في القلب بدافع الهوى؛ بل إن أردنَ تحصناً، أي إن أرادت أن تتزوج بمن تحبّ فلا يحقّ لأبيها أن يرفض ذلك، وهذه حياتها ولها الحقّ في اختيار شريكها في الحياة الزوجيّة لتكوين الأسرة المسلمة، وتَقَدَّمَ حبيبُها لخطبتها فرفضه أبوها كونه يريد أن يزوّجها برجلٍ آخرَ غنيّ بالمال، حتى إذا تقدم لها الغني فإذا بأبيها يوافق فوراً دون أن يرجع إلى ابنته لأخذ رأيها، فإذا قرر أبوها أن يزوّجها للغني ومن ثم هربت مع من تحبّ ففي هذه الحالة يُرفع عنها وعن من تحبّ حدّ البغيّ ويتمّ تزويجهما فوراً بعقدِ شرعيّ من أبيها ولي أمرها. ولذلك قال الله تعالى: {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم.

ويا معشر علماء المسلمين وأمّتهم، لقد حرّم الله الظلم على نفسه وجعله بينكم محرَّماً فلا يجوز لكم أن تظلموا بناتكم فتزوجوهنّ كُرها لرجلٍ وهي تحبّ رجلاً آخر غيره وتريد أن تتحصّن به بالحلال، فيأبى أبوها إلا أن يزوّجها لمن يشاء هو وليس من تشاء هي، ألا لعنة الله على الظالمين. فهذه روحٌ وليست سيارةٌ تبيعها لمن تشاء مقابل عَرَضاً من الحياة الدنيا، أفلا تتّقون؟ فمن ذا الذي يُجادلني في هذا الحكم إلا أخرستُ لسانه بالحقّ؟ وما نريد قوله:
إنه محرمٌ على المؤمنين أن يزوِّجوا بناتهم كرهاً بمن لا تريده لكونه سوف يجبرها فِعلُ أبيها على البغي، ولذلك حرّم الله على الآباء أن يزوّجوا بناتهم كرهاً ابتغاء عرض الحياة الدنيا فلا يبالون برأيها فسواء لديهم شاءت أم أبت، فمن يُجِركم من عذاب الله إن كنتم صادقين؟ فما أحلّ الله لكم ظلم أبنائكم، أفلا تتقون؟ فالله هو أولى بعبده من أمّه وأبيه ولا يقبل على عباده الظلم فقد حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرماً، فاتقوا الله وأطيعوني لعلكم تهتدون.

وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــ