الأحد، 26 أبريل 2009

لماذا قال الله تعالى: {يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } ولم يقل الله تعالى أن العذاب يغشى الذين كفروا؟


-3 -
الإمام ناصر محمد اليماني
01 - 05 - 1430 هـ
26 - 04 - 2009 مـ
11:08 مساءً
________


بيان الإمام المهديّ إلى الصرخي الحسني والناس أجمعين .. 

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.. 

قال الله تعالى: {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} صدق الله العظيم [فاطر:37].

إلى الصرخي الحسني، أخشى عليك أن تكون من الذين {يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ}، فاتقِ الله ولا تصدّ عن آيات الله بغير الحقّ.

وأما بالنسبة لحجّتك علينا بالأخطاء الإملائيّة فكان جدّي محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أمّيٌّ لا يقرأ ولا يكتب فجعل الله أمّيته حُجّةً له بالحقّ حتى يوقنوا أنه نبيٌّ ورسولٌ من ربه الذي أنزل عليه هذا القرآن العظيم الذي يبيّن لأهل الكتاب كثيراً مما كانوا فيه يختلفون. وقال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاء مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ (47) وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49) وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (52)} صدق الله العظيم [العنكبوت]. فوجدنا أنّ أميّة محمد رسول الله جعلها الله حُجّةً له على المنكرين لآيات الله الحقّ من ربّهم في القرآن العظيم، ولذلك أدهشهم من أين له هذا العلم وهو أميّ، ولو كان يقرأ ويكتب إذاً لارتاب المبطلون وقالوا: "درست ذلك في التّوراة والإنجيل"؛ فأصبحت أميته حُجّة له لا عليه. 

وأما المهديّ المنتظَر الشاهد بالحقّ الذي أتاه الله علم الكتاب فهو يقرأ ويكتب، وإنما لديه قليل من الأخطاء الإملائيّة فجعل الله ذلك حُجّة له لا عليه، إذ كيف يأتي بالبيان الحقّ للقرآن العظيم وأحسن تفسيراً من كافة علماء الأمّة الذين لا توجد لهم أخطاء إملائيّة ولكنهم لم يستطيعوا أن يأتوا ببيان للقرآن هو خير من بيان ناصر محمد اليماني وأحسن تفسيراً؟ ولا ولن يجدوا له أخطاءً علميّة، وزادني الله بسطةً في العلم على كافة علماء الشيعة والسُّنة وكافة علماء المسلمين وكافة علماء النّصارى واليهود فجعلني الله مُهيمناً عليهم أجمعين بالبيان الحقّ للقرآن العظيم، فلا يُجادلونني جدالاً علميّاً سواء فقهيّاً أو فيزيائيّاً كونِيّاً إلا كان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني هو المُهيمن عليهم بسلطان العلم الحقّ حتى لا يجدُ الذين يريدون الحقّ إلا أن يسلموا للبيان الحقّ تسليماً، فيعلمون أن لو كان ناصر محمد اليماني درس العلم لديهم لوجدوا إنه يحاججهم من مؤلفات الكتب البشرية.

إذاً مَنْ عَلَّمَ الإنسان؛ المهديّ المنتظَر البيان الحقّ للقرآن؟ إنه الرحمن بوحي التفهيم وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ، فإذا كان وحياً من الشيطان وليس من الرحمن فلن يستطيع ناصر محمد اليماني أن يأتي بالسلطان من مُحكم القرآن، وأشهدُ الله وكفى بالله شهيداً بيني وبينكم أني أدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله المحفوظ من التحريف لآتيكم بحُكم الله من القرآن فيما كنتم فيه تختلفون حتى لا يجد الذين يريدون الحقّ في صدورهم حرجاً من الاعتراف بالحقّ ويُسلموا تسليماً، وذلك حُجة المهديّ المنتظَر الذي يؤتيه الله علم الكتاب ويثبت حقيقة كتاب الله القرآن العظيم بكافة العلوم المنطقية في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبيّن لهم أنه الحقّ، فإن كذب الناس بالبيان الحقّ للذكر أظهر الله المهديّ المنتظَر على كافة البشر في ليلة بكوكب النار سقر اللوَّاحة للبشر أحد أشراط الساعة الكُبر، ليلة يسبق الليل النّهار ليلة تأتيهم بغتةً فتبهتهم فلا يستطيع ردّها الكفار ولا هم يُنصرون. تصديقاً لقول الله تعالى: {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِ‌يكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ‌ وَلَا عَن ظُهُورِ‌هِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُ‌ونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَ‌دَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُ‌ونَ ﴿٤٠﴾ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُ‌سُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُ‌وا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٤١﴾ قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ‌ مِنَ الرَّ‌حْمَـٰنِ ۗ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ‌ ربّهم مُّعْرِ‌ضُونَ ﴿٤٢﴾ أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُم مِّن دُونِنَا ۚ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ‌ أَنفُسِهِمْ وَلَا هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ ﴿٤٣﴾ بَلْ مَتَّعْنَا هَـٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ‌ ۗ أَفَلَا يَرَ‌وْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْ‌ضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَ‌افِهَا ۚ أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴿٤٤﴾قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُ‌كُم بِالْوَحْيِ ۚ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنذَرُ‌ونَ ﴿٤٥﴾ وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ ربّك لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

بمعنى أن النار سوف تأتيكم قبل يوم القيامة بعد تكرار إدراك الشمس للقمر لأنها إحدى أشراط الساعة الكُبرى. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلا مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ ربّك إِلا هُوَ وَمَا هِيَ إِلا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31) كَلا وَالْقَمَرِ (32) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34) إِنَّهَا لإٍحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيراً لِلْبَشَرِ (36) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37)} صدق الله العظيم [المدثر].

ومنها يأتيكم الدُخان المبين كذلك من أشراط الساعة الكُبرى في عصر البيان الحقّ للذكر للمهديِّ المنتظَر المُرتقب لآية التصديق من ربه. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَارْ‌تَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّ‌بَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَ‌ىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَ‌سُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَ‌ىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

ولماذا لم يقل الله تعالى أنّ العذاب يغشى الذين كفروا؟ بل قال الله تعالى: {يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّ‌بَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم، وذلك لأنّ العذاب سوف يعمّ جميع قُرى الناس أجمعين حتى قرية مكة المكرمة إن كذّب الناس بالبيان الحقّ للذكر الكفار والمسلمون، لأنّ المهديّ المنتظَر يُحاجهم بالقرآن العظيم فأعرضوا عن ذكرهم ويريدوا الحقّ أن يتبع أهواءهم، ولذلك يعمّ العذاب قرى المسلمين والكفار. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:58].

وذلك لأنّ ظهور كوكب النار آية التصديق للبيان الحقّ للذكر الذي جاء به محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى الناس كافة، فإذا هم عن ذكرهم مُعرضون. وكان الله يُرسل بآيات المُعجزات من قبل آية العذاب حتى إذا كفروا بمُعجزة التصديق من ثم تأتيهم آية العذاب. وقال الله تعالى: {وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُ‌هُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن ربّكمْ ۖ هَـٰذِهِ نَاقَةُ اللَّـهِ لَكُمْ آيَةً ۖ فَذَرُ‌وهَا تَأْكلّ فِي أَرْ‌ضِ اللَّـهِ ۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٧٣﴾وَاذْكُرُ‌وا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورً‌ا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا ۖ فَاذْكُرُ‌وا آلَاءَ اللَّـهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْ‌ضِ مُفْسِدِينَ ﴿٧٤﴾ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُ‌وا مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْ‌سَلٌ مِّن رَّ‌بِّهِ ۚ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْ‌سِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴿٧٥﴾ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُ‌وا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُم بِهِ كَافِرُ‌ونَ ﴿٧٦﴾ فَعَقَرُ‌وا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ‌ ربّهم وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمرسلين ﴿٧٧﴾ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّ‌جْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِ‌هِمْ جَاثِمِينَ ﴿٧٨﴾ فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِ‌سَالَةَ ربّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

وقال الله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمرسلين ﴿١٤١﴾ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴿١٤٢﴾ إِنِّي لَكُمْ رَ‌سُولٌ أَمِينٌ ﴿١٤٣﴾ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ ﴿١٤٤﴾ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ‌ ۖ إِنْ أَجْرِ‌يَ إِلَّا عَلَىٰ ربّ العالمين ﴿١٤٥﴾ أَتُتْرَ‌كُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ ﴿١٤٦﴾ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴿١٤٧﴾ وَزُرُ‌وعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ﴿١٤٨﴾ وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِ‌هِينَ ﴿١٤٩﴾ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ ﴿١٥٠﴾ وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ‌ الْمُسْرِ‌فِينَ ﴿١٥١﴾ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْ‌ضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ﴿١٥٢﴾ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِ‌ينَ ﴿١٥٣﴾ مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ‌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿١٥٤﴾ قَالَ هَـٰذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْ‌بٌ وَلَكُمْ شِرْ‌بُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ﴿١٥٥﴾ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿١٥٦﴾ فَعَقَرُ‌وهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ ﴿١٥٧﴾ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُ‌هُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١٥٨﴾ وَإِنَّ ربّك لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّ‌حِيمُ ﴿١٥٩﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْ‌سَلْنَا إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ فَإِذَا هُمْ فَرِ‌يقَانِ يَخْتَصِمُونَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ۖ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُ‌ونَ اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُرْ‌حَمُونَ ﴿٤٦﴾ قَالُوا اطَّيَّرْ‌نَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ ۚ قَالَ طَائِرُ‌كُمْ عِندَ اللَّـهِ ۖ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ ﴿٤٧﴾ وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَ‌هْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْ‌ضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ﴿٤٨﴾ قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّـهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ﴿٤٩﴾ وَمَكَرُ‌وا مَكْرً‌ا وَمَكَرْ‌نَا مَكْرً‌ا وَهُمْ لَا يَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٠﴾ فَانظُرْ‌ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِ‌هِمْ أَنَّا دَمَّرْ‌نَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٥١﴾ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٥٢﴾ وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [النمل].

وقال الله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ‌ ﴿٢٣﴾ فَقَالُوا أَبَشَرً‌ا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ‌ ﴿٢٤﴾ أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ‌ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ‌ ﴿٢٥﴾ سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَّنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ‌ ﴿٢٦﴾ إِنَّا مُرْ‌سِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْ‌تَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ‌ ﴿٢٧﴾وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ ۖ كلّ شِرْ‌بٍ مُّحْتَضَرٌ‌ ﴿٢٨﴾ فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ‌ ﴿٢٩﴾ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ‌ ﴿٣٠﴾ إِنَّا أَرْ‌سَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ‌ ﴿٣١﴾ وَلَقَدْ يَسَّرْ‌نَا الْقرآن لِلذِّكْرِ‌ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ‌ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [القمر].

وكان ذلك هو النظام السائد في الكتاب أن تأتي آية التصديق قبل آية العذاب إلى مجيء القرآن العظيم، فجعل الله آية العذاب من قبل آيات المُعجزات نظراً لكفر الناس بجميع آيات التصديق من ربّهم من قبل آية العذاب في جميع الأمم الأولى. وقال الله تعالى : {وَإِن مِّن قَرْ‌يَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورً‌ا ﴿٥٨﴾وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْ‌سِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَ‌ةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْ‌سِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

ثم يكشف الله عن الناس العذاب من بعد الإيمان والتصديق بالبيان الحقّ لذكرهم الذي هم عنه مُعرضون الكفار والمسلمون إلا من شاء الله أن يهلكه أو ينجيه. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَارْ‌تَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّ‌بَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَ‌ىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَ‌سُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَ‌ىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

ويا أيها الصرخي الحسني، أقسمُ بربي وربّك وربّ كلّ شيء الله ربّ العالمين أني الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّك الذي تريد أن تصدّ عنه الناس صدوداً فلا يتبعون الحقّ من ربّهم وكوكب النار صار وشيكاً من أرضكم وأنتم لا تعلمون، ولن تأتيكم إلا بغتة بحول الله وقُدرته وأنتم في غفلة مُعرضون عن ذكركم. أفلا تعقلون؟

وأنا الإمام المهدي الحقّ من ربّكم أريد لكم النجاة وليس الهلاك، ولكنكم قد علمتم إنه حقاً بيان ناصر محمد اليماني جاء بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور؛ في عصر اقتراب كوكب النار من أرضكم، ورأيتم وعلم كثيرٌ من الناس بخبر اقتراب كوكب النار بما يسمونه
( نيبيرو Nibiru Planet X )، ثم ما كان منكم إلا أن كذّبتم بالبيان الحقّ للذكر الذي تجدونه يصدقه العلم والمنطق على الواقع الحقيقي.

وأقسمُ بالله الواحدُ القهّار الذي يدرك الأبصار ولا تُدركه الأبصار أني تلقيت الأمر من الله الواحد القهّار أن أحذركم من اقتراب كوكب العذاب من أرضكم، ولست مُتَّبعاً لعلماء الفضاء فأحاجكم من كُتبهم في تفصيل كوكب العذاب؛ بل فصّلناه لكم من كتاب الله القرآن العظيم تفصيلاً، وعلمتكم إنه كوكب النار، وعلمتكم أنها تأتي لأرضكم من الأطراف أي من جهة الأقطاب، وعلّمتكم أن موقعها في الفضاء من بعد أرضكم وأسفل الكواكب، وعلمتكم أنه كوكب مُضيء وليس مُنير ذلك لأنّ الكوكب المُنير هو الذي يقتبس نوره من الكوكب المضيء، وفصلت لكم الحقّ من كتاب الله تفصيلاً، حتى إذا تبين لكم الحقّ من ربّكم وأن ناصر محمد اليماني أتاه الله البيان الحقّ للقرآن العظيم في كافة المجالات ثم ما كان قول الذين لا يعقلون منكم إلا أن قالوا: "إذاً ناصر محمد اليماني مُتفق مع الكفرة الفجرة أن يأتوا بعلوم فيزيائيّة كونيّة مُطابقة لبيان ناصر محمد اليماني، فكيف يجعل بيانه للقرآن مُطابقاً لعلومهم؟" .ثم يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأفتي في شأنهم بالحقّ وأقول: إنكم كالأنعام بل أضلُّ سبيلاً، وكيف للكفرة الفجرة أن يُعينوا ناصر محمد اليماني على دعوة العالمين إلى لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟! وكيف للكفرة الفجرة أن يعينوا دعوة الإمام ناصر محمد اليماني للمسلمين بالرجوع إلى كتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ؟ فهل جعلتموهم أنصار الحقّ وأنتم الكُفار؟ أفلا تتقون؟

ولكني لا أتبع كافة علومهم إلا ما كان مُطابقاً لما في الكتاب، وما أجده من علمهم مخالفاً لمُحكم القرآن العظيم فإني أفرك ما خالف لكتاب ربّي بنعل قدمي فأجعله وراء ظهري كمثل إعلانهم بالإنترنت العالميّة لنهاية العالم يوم 21 ديسمبر 2012، فأقول كلا ليست نهاية العالم أجمعين بل كوكب العذاب ينقص الأرض من البشر في كلّ مرةٍ يظهر لهم من جهة الأطراف. تصديقاً لقول الله تعالى: {بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاء وَآبَاءهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44)} صدق الله العظيم [الأنبياء]. بمعنى أن الله سوف يهزم المكذبين بالحقّ من ربّهم بكوكب العذاب فيهلك من يشاء ويصرفه عمن يشاء برحمته، ولا ولن يهلك البشر جميعاً بل ينقص الأرض من البشر في كلّ مرورٍ له، وأشدّها هذا المرور على مدار خمسين ألف سنة يمرّ اثني عشر مرة.

وكذلك أنكر عليهم تحديد موعده بالضبط، وأقول: حاشا لله أن يكون يوم الجمعة 21 ديسمبر 2012؛ بل لا تأتيهم إلا بغتة فتبهتهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِ‌يكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ‌ وَلَا عَن ظُهُورِ‌هِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُ‌ونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَ‌دَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُ‌ونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

وبما أني مُتّبع لعلوم كتاب الله القرآن العظيم الحقّ، ولذلك أنكرت أن يكون مجيئها في الموعد المُحدد الذي أعلن به كثير من علماء الغرب. وأصدق قول الله تعالى: {بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَ‌دَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُ‌ونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم.

فاتقوا يا معشر المسلمين والناس أجمعين: {فَفِرُّ‌وا إِلَى اللَّـهِ ۖ إِنِّي لَكُم منه نَذِيرٌ‌ مُّبِينٌ ﴿٥٠﴾ وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ‌ ۖ إِنِّي لَكُم منه نَذِيرٌ‌ مُّبِينٌ ﴿٥١﴾} [الذاريات]، فلا تدعوا مع الله أحداً من عباده المقربين يا معشر الشيعة فذلك شرك بالله العظيم، ومن أشرك بالله فقد ظلم نفسه ظلماً عظيماً، وسوف يكفر كافة أئمة آل البيت بدعائكم لهم من دون الله يوم تقومون بين يدي الله. وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28) فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ (29) هُنَالِكَ تَبْلُو كلّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الحقّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (30)} صدق الله العظيم [يونس].

ولكن عباد الله المقربين سوف يكفرون بعبادتكم فيكونون عليكم ضدّاً بين يدي الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّـهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ﴿٥﴾وَإِذَا حُشِرَ‌ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِ‌ينَ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [الأحقاف].

فكيف تدعون عباد الله المقربين يا معشر المسلمين، فإنهم عبادٌ أمثالكم لا يملكون كشف الضرّ عنكم ولا تحويلاً، أفلا تتقون؟ وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ‌ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَ‌بُ وَيَرْ‌جُونَ رَ‌حْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ} صدق الله العظيم [الإسراء:56-57].

فإن عباد الله المقربين المُكرمين يخافون عذاب الله ويرجون رحمته، فإذا أردتم اتّباعهم فخافوا عذاب الله وارجوا رحمته وهو أرحم بكم من عباده يا معشر المُشركين بربهم من كافة المسلمين، فلا تدعوا مع الله أحداً لعلكم تهتدون، واتبعوا الحقّ من ربّكم، وإنما بعثني الله ناصراً لدعوة محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ولم يجعلني الله مُبتدعاً بل مُتبعاً لكتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ وبصيرتي على الناس هي ذاتها بصيرة محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ لأني من التابعين لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكيف أحاجكم بغير بصيرة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسبحان اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:108].

فلماذا تكذّبون بدعوة الحقّ على بصيرة من ربّي كتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ؟ فهل صرتم ترون الحقّ باطلاً والباطل حقاً؟ فالحُكم لله وهو خير الفاصلين، فلماذا تصدّون عن دعوة التوحيد إن كنتم مسلمين؟ فالحُكم لله وهو أسرع الحاسبين، فلماذا تصدّون عن دعوة الناس أن لا يشركوا بالله وأن لا يدعوا مع الله أحداً ثم تكذبون بدعوة الحقّ من ربّكم؟ {وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ} [غافر:12].

سبحان ربّك ربّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلى الْمرسلين، وَالحمد للهِ ربّ العالمين.. 
الداعي إلى الصراط المستقيم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
______________

الأربعاء، 22 أبريل 2009

وقت خروج الدّجال في الكتاب


- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
26 - 04 - 1430 هـ
22 - 04 - 2009 مـ
09:21 مساءً
_______


وقت خروج الدّجال في الكتاب .. 

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين النَّبي الأميّ الأمين وآله الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين.. 

أخي الكريم؛ إنما بعث الله الإمام المهديّ بالبيان الحقّ للقرآن العظيم فيُجاهدهم به جهاداً كبيراً بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي، ولا أتبع أهواءهم، وأبّينّه لقوم يعلمون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيات وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (105)} صدق الله العظيم [الأنعام:105].

وبالنسبة للبيان العلميّ من القرآن العظيم فلن يفقه إلا أهل العلم في ذلك المجال فيرون أنه الحقّ من ربّهم ويهدي إلى صراط الحميد. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن ربّك هُوَ الحقّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6)} صدق الله العظيم [سبأ:6].

فإن كنت من أهل العلم فسوف يتبيّن لك أنّه البيان الحقّ بالعلم والمنطق، والقرآن قد جعله الله المرجع للعلوم الكونيّة الدقيقة، ولا نتبع العلوم النسبيّة، فما خالف من العلوم النسبيّة علوم القرآن الكونيّة فلا أتبعه، وعلى سبيل المثال اُكتشف دوران الشمس من خلال بقعة سوداء رآها في سطح الشمس أحد علماء الفلك حتى إذا اختفت ثم ظهرت بقعةٌ أخرى بعد مُضي 25 يوماً فظنّ الشمس أكملت دورتها حول نفسها، بظنّه أن تلك البقعة هي ثابتة وظنّها هي نفسها التي رآها من قبل، ونشر علمه على هذا الأساس. ولكنهم اكتشفوا أنه يوجد بقع شمسيّة تظهر وتختفي فأصبح ظنّه خاطئاً لأنه ظنّ أنها بقعةٌ ثابتةٌ في سطح الشمس وبنى حقيقته العلميّة لزمن دوران الشمس حول نفسها حول ظهور تلك البقعة مرةً أخرى، وهي بُقعٌ وليست بقعةً واحدةً، وكذلك تظهر وتختفي. 

والقرآن العظيم يبين أنّ القمر أسرع من الشمس، ولكنهم جعلوا الشمس أسرع من القمر نظراً لقولهم أنها تدور حول نفسها في 25 يوماً، ولكني أنكرت ذلك وآتيتهم بالحقّ من الكتاب وفصّلت لهم السنة الشمسيّة لذات الشمس والسَّنة القمريّة لذات القمر وأثبت ذلك بالحقّ. والحمد لله أنهم وجدوا على سطح الشمس بقعاً شمسيّة وليست بقعةً واحدةً، وكذلك وجدوا أنها غير ثابتة بل تظهر وتختفي حسب نشاط الوهج الشمسيّ، وكلّ ما توصّلوا إليه من الحقيقة العلميّة الحقّ هو دوران الشمس من خلال رؤية البقع الشمسيّة ولا يعتمد ذلك على مقياس زمن دورانها لأنها ليست بُقعاً ثابتة، ولكن مُشكلتهم أنهم أحياناً يكتشفون الخطأ فلا يصححوه للناس خشية أن تذهب مصداقيتهم العلميّة لدى الناس في علوم أخرى، فانظر لاكتشافهم العلمي حول البقع الشمسيّة مؤخراً أنها ليست ثابتة، وقالوا:
ويكون عدد هذه البقع الشمسيّة أكثر منه في أحيان أخرى، وفي مدى كل عشر سنوات أو إحدى عشر كما في السنوات 1937م، 1947م، 1958م، تمكن العلماء من ملاحظة وجود بقع من كلف الشمس بأعداد كبيرة جداً. 
ولهذه الكلف السوداء التي تقع على سطح الشمس أشكال متنوعة، وإذا ما واصلنا مراقبتها يوماً بعد الآخر وجدنا أنها تتحرك على سطح الشمس، ولكن هذا يدل في حقيقته على دوران الشمس حول نفسها، وبمراقبة الكلف الشمسيّة تمكن العلماء من حساب سرعة دوران الشمس حول محورها، والوقت الذي تستغرقه لذلك. 
من الممكن أن تحتوي الشمس على مئات البقع الشمسيّة في فترات، ومن الممكن ان لا تحتوي على أيٍ منها خلال فترات أخرى. وذلك عائدُ إلى أن البقع الشمسيّة لها دورات تظهر من خلالها، وهذه الدورات تحدث خلال 11 سنة. 
فعلى سبيل المثال خلال السنة الأولى لا تحتوي الشمس على أي بقع، وبعد خمس سنوات ونصف سوف تحتوي الشمس على أعلى عدد من البقع، وبعد خمس سنوات ونصف سوف لن تحتوي الشمس على أي بقعة.
انتهى قولهم.. 

إذاً لم يدركوا زمن اكتمال دورانها حول نفسها، ولكنهم أدركوا من خلال تحرِّ البقع أنّ الشمس تدور ولم يعلموا زمن اكتمال دورانها حول نفسها لأنهم لا يستطيعون، فليس فيها ليلٌ ونهار بل كلها ضياء، وإنما استنتجوا حركتها فقط من خلال مراقبة البقع الشمسيّة. 

ولكني أُصدِّق ما كان حقاً من العلوم المنطقيّة الدقيقة ولا أتّبع علومهم النسبيّة، فإذا خالفت الكتاب فلا ينبغي للمهديّ المنتظَر الحقّ أن يتبع أهواءهم بغير الحقّ.

وكذلك أنفي أنّ دوران الأرض في فلكها ينقضي بعد مضي 365 يوماً، فذلك هو كذلك من النسيء المُحرَّم في الكتاب على الذين جعلوا عدّة أيام السنة أكثر من 360 يوماً.
ولكن ذلك مخالف لقول الله تعالى:
{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} صدق الله العظيم [التوبة:36].

ولكني أجد أنّ الحساب بالنسبة لأسرار الكتاب يبدأ من لحظة ميلاد الهلال، وأجد في الكتاب إنه لا ينبغي لهم أن يشاهدوا رؤية الهلال بالعين المجرّدة ما لم يمضي من عمره اثنا عشرة ساعة ليبتعد عن الشمس، فإذا خصمنا الاثني عشرة ساعة من كلّ شهرٍ، وبما أن أشهر السَّنة في الكتاب اثنا عشر شهراً إذاً من كلّ شهر نخصم اثنتي عشرة ساعة فيظهر لنا النّقص ستة أيام من السّنة الحقيقية من لحظة ولادة الهلال فتصبح السنة الهجرية 354، ولكن إذا حسبناها من لحظة ولادة الهلال بدءاً من ثانيته الأولى من لحظة ولادته فسوف تظهر لنا السنة بدقة مُتناهية عن الخطأ هي 360 يوماً وما زاد على ذلك فهو نسيء مُفترًى بغير الحقّ.

فانظر للحساب في الكتاب عن يوم الله في الحساب تجده ألف سنة مما تعدون، فكم تصير سنة الله في الكتاب والجواب = 360000 ألف سنة مما نعده نحن لا شك ولا ريب حسب أيامنا وحسب إكمال دوران الأرض في فلكها الذي يُعادل سنة بأيامنا، وبما أن الوحدة الكونيّة التي يتكون منها الكون في الكتاب هي الذرة، ويتكون الكون من الذرات، وكذلك الوحدة الزمنية في الكتاب هي الثانية، وإذا نظرنا للثانية في الكتاب من ثواني يوم الله في الحساب تجد الثانية الواحدة من ثواني يوم الله في الكتاب = 360000 ألف ثانية من ثواني ساعاتكم التي بأيدكم، وأما الدقيقة من دقائق يوم الله في الكتاب فهي = 360000 ألف دقيقة من دقائق ساعاتكم، وأما الساعة الواحدة من ساعات يوم الله في الكتاب فهي = 360000 ألف ساعة من ساعاتكم، وأما اليوم الواحد من أيام الله في الكتاب فهو = 360000 ألف يوم من أيامكم، ولو حولت 360000 ألف يوم إلى سنين مما نعده نحن فيظهر لك الناتج بدقة مُتناهية عن الخطأ أنه = ألف سنة مما تعدون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ ربّك كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} صدق الله العظيم [الحج:47].

وأتحدى أن تجدوا خطأً في ثانيةٍ واحدةٍ على مدار ألف سنةٍ مما تعدون، وإذا أردنا أن نفحص الحساب مرةً أخرى بحساب يوم الأرض ذات المشرقين التي كان فيها آدم ويسكنها الآن المسيح الدّجال ثم نحسب من أول لحظة نزل فيها الأمر بالخلافة لآدم إلى آخر أمر في الخلافة بالخلافة للمهديّ المنتظَر فسوف نجد مقداره ألف سنة من سنين الأرض المُفروشة ذات المشرقين. تصديقاً لقول الله تعالى: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} صدق الله العظيم [السجدة:5].

وفي هذا الموضع أخبركم بأن آخر خليفة يتنزل الأمر من الله بطاعته من البشر خاتم خُلفاء الله من البشر هو بعد ألف سنة من سنين الأرض ذات المشرقين وذلك يعدل سنة واحدة فقط من سنين الله في الكتاب. وبما أن يوم أرض المشرقين يعدل سنة بحسب أيامنا إذاً السنة الواحدة من سنين أرض المشرقين هي تعدل 360 سنة بحسب أيامنا إذا نضرب 360 في 1000 = 360000 ألف سنة بحسب أيامنا بمنتهى الدقة بالوحدة الحقّ بدءاً من الثانية وبما أن اليوم الواحد من أيام الله كألف سنة مما تعدون إذا الشهر ثلاثون ألف سنة إذا السنة = ثلاثمائة وستون ألف فانظر= 360000 سنة بحسب أيامنا، ولكنه في هذه الآية أخبركم عن ميقات تنزيل الأمر بعد ألف سنة مما تعدون أي حسب يوم الأرض التي فيها آدم فكم يوم الأرض ذات المشرقين؟ فبما أنه يعادل سنة بحسب أيامنا إذاً السنة الواحدة لذات المشرقين = 360 سنة ثم نضربها في ألف سنة 360 في 1000 = 360000 ألف سنة بحسب أيامنا بل بحساب الوحدة الزمنية من الثانية، إذاً عليكم أن تتيقنوا أن الأرض تكمل دورتها حول نفسها بعد مضي 360 يوماً حسب أيامنا وليس كما يزعمون 365 يوماً وست ساعات حسب زعمهم. 

ولا ولن يتبع الحقّ أهواءهم أبداً كما تفعلون أنتم وعلماؤكم! وأُصدِّق بالحقّ الذي يثبته الكتاب وأنكر ما جاء مخالفاً للحقائق العلميّة في الكتاب، ومن أصدقُ من الله قيلا؟ وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين. وأتحدى بالعلم والمنطق شرط أن نحتكم إلى كتاب الله وما خالفه فهو باطل ولا ولن أقبله أبداً، ومن أصدقُ من الله قيلاً؟ فبأي حديث بعد الله وآياته تؤمنون؟ وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.. 

وأعلم ما تُريد أيها الصرخي الحسني، فأنت لن تستطيع أن تُلجم ناصر محمد اليماني من الكتاب لأنك لا تأتيه بآيةٍ تُحاجه بها إلا أتاك بالحقّ وأحسن تفسيراً فيسلبك برهانك بالحقّ، فهل تريدون أن تعمدوا إلى شيء باطل وتريد أن تقول إنه حقيقة علميّة وتريد أن تبطل بها بيان ناصر محمد اليماني؟ فهيهات هيهات إن كان ذلك مُبتغاك.. والحُكم لله وهو أسرعُ الحاسبين.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.. 
الداعي بالاحتكام إلى كتاب الله الحقّ المُهيمن بعلمه على كافة البشر الإمام المهديّ المنتظر ناصر محمد اليماني.
________________

ما هو الصوت الذي يُسمع من السماء في رمضان؟ أليس صوت جبريل ينادي باسم المهديّ المنتظَر؟


- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
26 - 04 - 1430 هـ
22 - 04 - 2009 مـ
12:17 صباحاً
ـــــــــــــــــــــــــ


بيان الصيحة بالحقّ من السماء في شهر رمضان تصديق البيان الحقّ للقرآن..

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴿١﴾الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كلّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴿٢﴾وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا﴿٣﴾ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا ﴿٤﴾ وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴿٥﴾ قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿٦﴾ وَقَالُوا مَالِ هَـٰذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا ﴿٧﴾ أَوْ يُلْقَىٰ إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا﴿٨﴾ انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ﴿٩﴾ تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَٰلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا ﴿١٠﴾ بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا ﴿١١﴾إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ﴿١٢﴾ وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُّقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا ﴿١٣﴾ لَّا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا ﴿١٤﴾ قُلْ أَذَٰلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا ﴿١٥﴾لَّهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ وَعْدًا مَّسْئُولًا ﴿١٦﴾وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾ فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴿١٩﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ﴿٢٠﴾ وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا ﴿٢١﴾ يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا ﴿٢٢﴾ وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا ﴿٢٣﴾ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا﴿٢٤﴾ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا ﴿٢٥﴾الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا﴿٢٦﴾ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴿٢٧﴾ يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿٢٨﴾لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ﴿٢٩﴾ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا القرآن مَهْجُورًا ﴿٣٠﴾ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لكلّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴿٣١﴾ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ القرآن جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴿٣٢﴾وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ﴿٣٣﴾ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُولَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا﴿٣٤﴾ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا﴿٣٥﴾ فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا ﴿٣٦﴾ وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيّة وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿٣٧﴾ وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَٰلِكَ كَثِيرًا ﴿٣٨﴾ وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا ﴿٣٩﴾ وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيّة الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا ﴿٤٠﴾ وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَـٰذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّـهُ رَسُولًا ﴿٤١﴾ إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴿٤٢﴾ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا﴿٤٣﴾أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٤٤﴾ أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشّمس عَلَيْهِ دَلِيلًا ﴿٤٥﴾ ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا ﴿٤٦﴾ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا ﴿٤٧﴾ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴿٤٨﴾ لِّنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا﴿٤٩﴾ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا﴿٥٠﴾ وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كلّ قَرْيّة نَّذِيرًا ﴿٥١﴾ فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

من الإمام المهدي ناصر محمد اليماني إلى كافة المسلمين والناس أجمعين, والسلامُ على من اتبع الهدى من العالمين..

ويا معشر البشر، لا نزال نُجاهدكم بالبيان الحقّ للذكر جهاداً كبيراً، ولن يتبع المهديّ المنتظَر الحقّ أهواءكم ونُجاهدكم بالقرآن العظيم جهاداً كبيراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52)} صدق الله العظيم [الفرقان].

ولا نزال مهيمنين على كافة علماء الأمّة بالبسطة في العلم بالبيان الحقّ للذكر القرآن العظيم المرجع الحقّ للدين إن كنتم به مؤمنون، فإذا وجدتم الإمام ناصر محمد اليماني حقاً زاده الله على كافة علماء الأمّة بسطةً في العلم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم فإن لكلّ دعوى برهانٌ، فإن كان الإنسان المهديّ المنتظَر حقاً علّمه الله البيان الحقّ للقرآن فلا ولن تُحاجوني من القرآن إلا جئتكم بالحقّ وأحسن تفسيراً منكم أجمعين، فإن لم يؤيدني ربّي بالبيان الحقّ للقرآن وأحسن تفسيراً منكم فاحذروا! فلستُ المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم، وإن ألجمكم ناصر محمد اليماني بالبيان الحقّ للقرآن فأعرضتم عن الحقّ من ربّكم فقد أقيمت الحجة فادرَؤوا الحجّة بالحجّة فإني أُحاجكم بالعلم والسلطان من مُحكم القرآن، وأرى كثيراً منكم لا يعجبه تمسك ناصر محمد اليماني بالحجّة الحقّ من القرآن ويريد أن أحاجه بغير ذلك! ثم يجد ردّه من الله مباشرةً في الكتاب معلناً الحجّة بالحقّ عليكم وعلى محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعلى ناصر محمد اليماني، فيجد إعلان الحجّة بالحقّ في قول الله تعالى: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)} صدق الله العظيم [الزخرف].

فأنا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم أحاجكم بآيات الله، فبأي حديثٍ تريدون أن أحاجكم به بعد آيات الله إن كنتم تعقلون، وتذكروا قول الله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بالحقّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الجاثية:6].

وأما السُّنة النّبويّة فما كان حقاً منها فسوف تجدونه في بيان ناصر محمد اليماني من ذات القرآن، وما كان باطلاً موضوعاً فيها فسوف تجدونه مُخالفاً لبيان ناصر محمد اليماني من ذات القرآن، وأما الذي لا يوافق منها ولا يختلف مع القرآن فقد جعل الله لكم سمعاً وبصراً وفؤاداً فخذوا ما يقبله العقل ويطمئن إليه القلب إن كنتم تعقلون.

ويا أمة الإسلام، إني أجدُ في كتاب الله كذلك شرطاً من أشراط الساعة الكُبرى وهو صوت من السماء ويحدث في خلال شهرٍ كريمٍ من أشهر رمضان المُعظم وفي ليلة جُمعة، ولا أدري هل هو رمضان هذا 1430، غير أن من البيان الحقّ للقرآن قد بدأ تأويله بالتصديق بالفعل على الواقع الحقيقي وأنتم الآن في عصر أشراط الساعة الكُبرى وفي عصر دعوة الحوار للمهدي المنتظر من قبل الظهور فأبيّن لكم حقائق أشراط الساعة الكُبرى يُصدقها الله على الواقع الحقيقي، ومنها أن تُدرك الشّمس القمر فحدث، ولا تزالون في جدالٍ كبيرٍ فيما بينكم بسبب انتفاخ الأهلة وكبر في حجم منازله الأولى فترون هلال الليلة الثانيّة وكأنه هلال الليلة الثالثة، وقد فصّلنا لكم السبب من الكتاب تفصيلاً أن ذلك بسبب ولادة الهلال من قبل الاقتران فتجتمع به الشّمس وقد هلال ثم يتجاوزها ثم يشهد منكم رؤيته ولا يشاهده آخرون إلا الليلة الثانيّة فيرونه مُنتفخاً وكأنه هلال الليلة الثالثة فيدهشهم ذلك، وقد أفتيناكم أنه بسبب عمر الهلال الذي بدأ من لحظة ميلاده من قبل الاقتران ثم اجتمع بالشمس وقد ولد الهلال من قبل الاقتران، وعلماء الفلك يعلمون أن الثانيّة الأولى تبدأ من بعد الاقتران والميل شرقاً ولا يعلمون أن هذه القاعدة الكونيّة قد اختلت لبدء التصديق لأشراط الساعة الكبر، تصديقاً لقوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا (2)} صدق الله العظيم [الشمس].

برغم أن القاعدة الكونيّة لجريان الشّمس والقمر:
لا الشّمس ينبغي لها أن تدرك القمر فيتلوها، وكذلك الليل لا ينبغي له أن يسبق النهار فيتلوه النهار، حتى يأتي عصر الظهور للمهديّ المنتظَر فينذر البشر أنهم دخلوا عصر أشراط الساعة الكُبر فيقول لهم: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} صدق الله العظيم [الذاريات:50].

ويا معشر علماء الفلك, هل ممكن أن يمرّ 354 يوماً منذ رؤيّة هلال شعبان 1429 ولم يولد هلال شعبان 1430؟ أفلا تعقلون؟ وأنتم تعلمون أن غرّة شعبان لعام 1429 شوهدت في مصر وفي السعوديّة بعد غروب شمس الجمعة نهايّة شعبان فبدأت غرّة رمضان 1429 بيوم السبت، فإذا حسبتم من ليلة السبت 354 يوماً سوف تجدون من المفروض أن تكون غرّة شعبان الأربعاء لعام 1430 لأنها انقضت سنة كاملة حسب رؤيّة الأهلة عدة أيامها 354، ولكنكم تعلمون أن يوم الأربعاء سيحدث فيه كسوف شمسي ولو لم يشهده الكثير، المهم أنكم تعلمون علم اليقين يا معشر علماء الفلك أنه حقاً سوف يحدث كسوف شمسي يوم الاربعاء، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل ممكن أن يمر 354 يوماً منذ غرّة شعبان 1429 ليلة السبت إلى غروب شمس الثُلاثاء تجدونها سنة كاملة حسب رؤيّة الأهلة عدة أيامها 354؟ فهل من المعقول أن تمر 354 يوماً ولم تأتِ لحظة ولادة هلال شعبان 1430؟ فهذا يستحيل علمياً ومنطقياً وليس معنى ذلك أنكم سوف تُشاهدون هلال شعبان 1430 بعد غروب شمس الثُلاثاء، كلا لن يُشاهد لأن الشّمس أدركته وجاءت لحظة ميلاده وهو لا يزال يجري وراء الشّمس ولم يجتمع بها إلا يوم الأربعاء، وبما أن الكسوف الشمسي لن يحدث إلا يوم الأربعاء وقد مضى من غرّة شعبان الشرعيّة من عام 1429 من ليلة السبت إلى يوم الأربعاء 355 يوماً.
إذاً يا قوم لقد اجتمعت الشّمس بالقمر وقد هو هلال، أفلا تعقلون؟ وأما رؤيّة هلال شعبان فسوف يُشاهد بعد غروب شمس الأربعاء ليلة الخميس، وبما أن علماء الفلك لا يعلمون أن الهلال ولد قبل الكسوف فاجتمعت به الشّمس وقد هو هلال سوف يحسبون عمر الهلال من بعد اجتماع الشّمس بالقمر في الكسوف الشمسي وعلى حساباتهم الدقيقة والمعتادة سوف يستحيلون رؤيّة هلال رمضان لعام 1430 بعد غروب شمس الخميس 29 شعبان لأنهم لا يعلمون أن الشّمس أدركت القمر في أول شهر شعبان وسوف يعلنون لكم أنه لا بد للإتمام لشهر شعبان ثلاثين يوماً بالجمعة.

ولكن ناصر محمد اليماني يفتي بالحقّ أنه لا ينبغي للشهر الهجري القمري أن يكون واحداً وثلاثين يوماً أبداً أبداً، وأقسمُ بالله العظيم لئن تنازلتم يا معشر علماء الفلك عن كبركم وغروركم فراقبتم هلال رمضان مع مجلس القضاء الأعلى بعد غروب شمس الخميس أنكم حتماً سوف تُشاهدون هلال رمضان بعد غروب شمس الخميس بإذن الله ليلة الجمعة, فيشهد الطرفان علماء الفلك بالمملكة العربيّة السعوديّة ومجلس القضاء الأعلى هلال رمضان بعد غروب شمس الخميس ليلة الجمعة المباركة، وأعلمُ أن مجلس القضاء الأعلى لن تدهشهم رؤيّة الهلال شيئاً ولن يندهش في العالم بأسرة غير أهل العلم بجريان القمر وهم علماء الفلك، ولكنهم لا يراقبون دائماً أهلّة المستحيل علمياً لأنهم لا يعلمون أن الشّمس أدركت القمر تصديقاً لأحد أشراط الساعة الكُبر، وكافة علماء الفلك يعلمون أن شهر شعبان لعام 1430 لا بد له أن تكون عدته ثلاثين يوماً بدءاً من يوم الخميس غرّة شعبان 1430، ولذلك سوف تصيبهم الدهشة من رؤيّة هلال رمضان 1430 بعد غروب شمس الخميس ليلة الجمعة المباركة فيقولون يا للعجب! والجواب عن السبب أفتيكم به مُقدماً من الكتاب أنه: بسبب حدوث شرط من أشراط الساعة فولد هلال شعبان من قبل الكسوف ليوم الأربعاء فاجتمعت به الشّمس يوم الأربعاء وقد هو هلال، ولن يتبين لكم ذلك يا معشر علماء الفلك إلا آخر شهر شعبان، فعليكم أن تُراقبوا هلال رمضان بعد غروب شمس الخميس 29 شعبان وسوف تشهدون هلال رمضان بعد غروب شمس الخميس ليلة الجمعة المباركة فتكون غرّة رمضان لعام 1430 هي يوم الجمعة المباركة، ولا أدري هل الصيحة في رمضان هذا 1430. ومهما كان توقعي حتى ولو كان بنسبة 99% فلا ينبغي لي أن أفتي بذلك ما لم يكن 100/100 وذلك حتى لا أقول على الله ما لم أعلم علم اليقين، ولكني أستطيع أن أفتيكم بالحقّ عن الصيحة في الكتاب أنها تكون في أحد أشهر رمضان ويكون غرّة رمضان الجمعة الذي تكون فيه الصيحة.

ولربّما يودّ أحد المستعجلين أن يُقاطعني فيقول: "عجل وأفتنا ما هو الصوت الذي يُسمع من السماء في رمضان؟ أليس صوت جبريل ينادي باسم المهديّ المنتظَر؟". ومن ثمّ أردّ عليه وأقول: ليس كذلك، و لو طرق بابك أحدٌ ألست تقول من الطارق؟ وذلك لأنك سمعت طرق الباب وكذلك سوف تسمعون صوتاً يطرق مسامعكم آتٍ من السماء فمن أين مصدر الصوت من السماء؟ والجواب إنّه صوت النّجم الثاقب، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النّجم الثَّاقِبُ (3)} صدق الله العظيم [الطارق].

وذلك النّجم هو كوكب سقر سوف تسمعون صوتها حين تراكم من مكانٍ بعيدٍ، وما هو الصوت الذي سوف يطرق مسامعكم منها؟ إنه دوي انفجار ضخم من السماء. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا} صدق الله العظيم [الفرقان:12].

وذلك هو الصوت المُرتقب الذي يحدث في رمضان كإنذار للبشر أن يصدقوا المهديّ المنتظَر قبل أن تقترب إليهم أكثر فأكثر فتهلكهم فيدخلهم الله فيها فيدعون ثبوراً.

ولربّما يودّ أحد الجاهلين عمّا جاء في القرآن العظيم أن يقاطعني فيقول: "كيف تقول أنه كوكب سقر كوكب أرضي والآن حولتها إلى نجمٍ؟". ومن من ثم نُرد عليه بالحقّ وأقول: إن الله يُسمي النجوم والأراضين جميعاً بالكواكب. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظاً مِّن كلّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كلّ جَانِبٍ (8) دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)} صدق الله العظيم [الصافّات].

فما هي الكواكب؟ إنها النجوم وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [المُلك:5].

إذاً الكواكب اسم شامل لجميع الكواكب في الكون، ولكن منها ما هو كوكبٌ مُضيء ومنها ما هو كوكبٌ مُنيرٌ يقتبس نوره من الكوكب المُضيء وأسفل الأراضين السبع من الكواكب المُضيئة ويحمل الحُطمة وما أدراك ما الحُطمة؟ نار الله الموقد، ولم يجعل الله وقودها كمثل وقود النجوم في ذاتها ثم ينفد؛ بل وقودها الناس والحجارة وكُل ما يسقط من السماء فإذا تجاوز عن الأرض بعيداً فإنه يهوي إليها فهي ذاتها المكان السحيق المذكور في الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} صدق الله العظيم [الحج:31].

وذلك هو المكان السحيق، وأي شيء يخرج عن فلكه المعلوم في السماء فيهوي سابحاً في الفضاء فمصيره في المكان السحيق فيها، فإذا تجاوز عن الأرض بعيداً فلن يتجاوز كوكب سقر فقد جعلها الله زبالة كونيّة، وما هوى من السماء فتجاوز بعيداً عن الأرض فهو يهوي إليها وهذا يدل على أن لها جاذبيّة قويّة جداً برغم أن مركز الجاذبيّة الكونيّة في الأرض ولكنها مُقيدة ولن تتضاعف إلا حين تتفجر الأرض فتتحول إلى بالوعة كونيّة تبتلع كلّ شيء في الكون كلّه إلا كوكب سقر فإنها لا تستطيع أن تبتلعها أبداً نظراً لقوة جاذبيتها.

على كلّ حال نعود إلى الصيحة وتفصيلها في الكتاب فهي ليست صيحة جبريل كما يقول على الله الذين لا يعلمون؛ بل هو صوت انفجارٍ كونيٍّ مصدره من النّجم الثاقب كوكب سقر وما أدراك ما سقر وقودها الأحجار والبشر الكُفار؟ {إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا} صدق الله العظيم [الفرقان:12].

وذلك هو الصوت المُنتظر حدوثه في شهر يكون شهر رمضان وتكون غرته بيوم جمعة فهل هو في رمضان هذا 1430؟ {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ ربّي أَمَدًا} صدق الله العظيم [الجن:25].

ولكن ما الذي يلي الانفجار؟ أنه كسف الانفجار وهو ما سوف يظنونه سحاباً مركوماً ومصدره من كوكب سقر يشهدونه من بعد الانفجار فيظنونه سحاباً مركوماً وهذا الحدث من قبل الاقتراب الأكبر، تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُم بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (32) أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ (34) أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ (36) أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (37) أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسلطان مُّبِينٍ (38) أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ (39) أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ (40) أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (41) أَمْ يريدونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ (42) أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (43) وَإِن يَرَوْا كِسْفاً مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطاً يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ (44) فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (46) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (47) وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49)} [الطور].

{بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)} [الدخان].

{فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} [الجاثية:6].

{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (181)} [الصافّات].
صـــــدق الله العظيم.

أخو المؤمنين بآيات الله في الكتاب الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
__________________

الثلاثاء، 21 أبريل 2009

لو كان حُكامُ العرب نساءً لما تفرّجن على إخوانهن في غزّة كيف يصنع بهم اليهود


- 12 -
الإمام ناصر محمد اليماني
26 - 04 - 1430 هـ
21 - 04 - 2009 مـ
02:57 صباحاً
ــــــــــــــــ


و لو كان حُكامُ العرب نساءً لما تفرّجن على إخوانهن في غزّة كيف يصنع بهم اليهود ..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
و لو كان حُكامُ العرب نساءً لما تفرجن على إخوانهن في غزة كيف يصنع بهم اليهود يوم كانوا يُمطِرون عليهم بالقنابل المُحرّمة دوليّاً، فهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهودٌ عبر القنوات الفضائية لدرجة أنّ الكفار أخذتهم الغيرة بدافع الإنسانية كمثل شافيز وقام بطرد السفير الإسرائيلي من بلاده، وأما حُكام العرب الذين تتحدث عنهم فإنّهم يقودهم شيطانٌ رجيمٌ لم يطرد السفير الإسرائيلي من مصر بل عاهد اليهود أنّهُ لا ولن يترك قادة العرب يتّخذوا قرار الردّ العسكري ضدّ اليهود ما دام على عرش مصر؛ ذلك الرئيس العربي الشيطان الرجيم حُسني اللا مُبارك قصَّر الله في عُمره وقصم الله ظهره وسلب الله منه عرشه، وأُشهدُ الله أنّهُ عدوٌ لدودٌ ووليّ اليهود. أفلا ترى أنّه إذا أراد القادة العرب أن يتّخذوا القرار ضدّ اليهود يسعى لتثبيطهم بكل حيلةٍ ووسيلةٍ؟ ولذلك دعوتُ الله أن يقصِم ظهرَه ويُقصِّر في عُمره بحوله وقوته، فمن والاهم فإنهُ منهم فهو يهوديٌّ ووليُّ اليهود.

وأما القادة العرب الآخرين فهم جُبناء؛ بل أجبنُ قادةٍ اعتلَوا العرش العربي منذ تناسل ذُرية إبراهيم عليه الصلاة والسلام إلى يومنا هذا، لا يأمرون بمعروفٍ ولا ينهون عن مُنكرٍ وسوف يظهرني الله عليهم أجمعين وعلى كافة قادة البشر ببأسٍ شديدٍ من لدنه وهم صاغرون. 

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ

تبيان الإمام المهدي لآيات أحكام الزواج والطلاق وما يتعلق بهما من أحكام


- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
25 - 04 - 1430 هـ
21 - 04 - 2009 مـ
02:37 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ


بيــانٌ هــامٌ وبُشرى للمؤمنين
الزواج والطلاق وما يتعلق بهما من أحكام ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء النبي الأميّ وآله الطيبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد.. 
قال الله تعالى: {وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۚ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا ﴿٢٢﴾حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿٢٣﴾وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۖ كِتَابَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ ۚ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ أَن تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ۚ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [النساء].

وإلى البيان الحقّ، حقيقٌ لا أقول على الله إلا الحقّ لمن أراد الحقّ والحقّ أحقّ أن يُتبع وما بعد الحقّ إلا الضلال، {وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۚ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم، وفي هذه الآية حرّم الله الزواج على الابن ممن كانت زوجةً لأبيه سواء مُطلقة أو توفي أباه عنها {إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاء سَبِيلاً} صدق الله العظيم.

ومن ثم حرّم الله عليكم محارمكم من النساء التي حرّم الله عليكم الزواج بهنّ في محكم قول الله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم.

ومن ثم أحلَّ الله لكم ما وراء ذلك من النساء بشرط التحصين بالزواج حسب شرع الله في الكتاب مثنى وثلاث ورباع، وإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة، فبعد أن ذكر الله ما حرّم عليكم من النساء فمن ثم أحلَّ الله لكم ما وراء ذلك. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ} أي أحلَّ الله لكم ما وراء ذلك أن تبتغوا بأموالكم مُحصنين بالزواج حسب الشريعة الإسلاميّة غير مُسافحين فتؤتوهن أجورهن مُقابل الاستمتاع بالزنى؛ بل أحلَّ الله لكم بأموالكم مُحصنين بالزواج ما طاب لكم من النساء الحرّات المُؤمنات إلى الرابعة وحسبكم ذلك إلا ما ملكت إيمانكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً} صدق الله العظيم، فإذا تزوجها واستمتع بجماعها فليأتِها حقّها المفروض. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:24].

ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة وأرادت الزوجة أن تتنازل عن بعض حقّها المفروض فهو لزوجها هنيئاً مريئاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً (4)} صدق الله العظيم [النساء].

وإن طلبت الطلاق ولم يستمتع بها أي لم يأتِ حرثه، فيسقط حقّها المفروض ما دام زوجها لم يستمتع بها كما أحلّه الله له وطلبت منه الطلاق وتريد الفراق من قبل أن يستمتع بها فهنا يسقط حقّها المفروض جميعاً ويعاد إلى زوجها، فبأي حقٍّ تأخذه في حالة أنّها طلبت الطلاق من قبل أن يدخل بها زوجها؟ فوجب إرجاع حقّ الزوج إليه كاملاً مُقابل طلاقها، وأما إذا طلقها زوجها من ذات نفسه قبل أن يستمتع بها وهي لم تطلب الطلاق منه فلها نصف الحقّ المفروض، والنصف الآخر يُعاد إلى زوجها لأنه هو الذي طلقها من ذات نفسه ولم تطلب الطلاق منه، فوجب عليه دفع نصف أجر الزواج. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} صدق الله العظيم [البقرة:237].

والبيان الحقّ لقول الله تعالى: {إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ}؛ أي إلا أن تعفو الزوجة التي طلقها زوجها عن النصف الذي فرضه الله لها، غير أنّ الله جعل لها الخيار فإن شاءت عفَتْ زوجها من ذات نفسها عن النصف الذي فرضه الله لها، أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح وهو وليها، لأن زوجها لم يدخل بها ولم يستمتع بها شيئاً، ولكن الله فرض لها أن يعطيها نصف الأجر المُتفق عليه من قبل الزواج ما دام جاء الطلاق من الرجل وليس بطلب المرأة فوجب عليه إعطاؤها نصف الفريضة؛ أجرها المُتفق عليه.

المهم إن طلقها زوجها من ذات نفسه من قبل أن يستمتع بها شيئاً فوجب عليه إعطاؤها نصف الفريضة المُتفق عليها إلا أن تعفو المُطلقة عنهُ أو يعفو عنه وليّها الذي بيده عقدة النكاح فيُردّ إليه حقه كاملاً لأنه لم يستمتع بها ولم يدخل بها وإنما جعله الله أدباً للزوج، وكذلك ليحدّ ذلك من كثرة الطلاق، ولكن الله جعل للمُطلقة الخيار ولوليّها إما أن يأخذوا نصف المُفروض المُتفق عليه من قبل أو يعيدوه إلى من كان زوجها كاملاً، ثم علمهم الله إن الأقرب إلى التقوى أن يعفون عنهُ إن شاءوا وأجرهم على الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} صدق الله العظيم [البقرة:237].

وأما في حالة أنّ الزوج طلقها من ذات نفسه ولم تطلب زوجته منه الطلاق وقد دخل بها واستمتع بحرثه منها فلا يجوز له أن يأخذ مما آتاها شيئاً حتى لو آتاها قنطاراً من الذهب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنْ أَرَدْتُمْ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شيئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً} صدق الله العظيم [النساء:20].

وأما في حالة أنّ الزوجة طلبت الطلاق من زوجها وهو قد استمتع بها، فكذلك يعود إلى زوجها نصف الحقّ المفروض والنصف الآخر يسقط مُقابل أنهُ قد استمتع بها وافترشها سواء كانت بكراً أم ثيّباً فلا يعود لزوجها حقّه المفروض كاملاً لأنّه قد تزوجها واستمتع بحرثه منها، وليست المرأة كالرجل لأنها إذا كانت بكراً فقد أصبحت ثيباً فكيف يعود لهُ حقه كاملاً حتى ولو كان طلب الطلاق منها؟ وبعض الرجال لئيمٌ فإذا أراد ان يُطلق زوجته وهو يعلم أنهُ إذا طلقها وهي لم تطلب الطلاق منه بأن حقه سوف يسقط كاملاً حتى ولو كان قنطاراً من الذهب ثم يمنع عنها حقوقها الزوجية في الليلة والكيلة لكي تكره العشرة مع زوجها فتطلب الطلاق منه ثم يعود إليه نصف الفريضة المُتفق عليها من قبل الزواج، ولكن الله علم بهذا النوع من الرجال ولذلك حرّم الله عليهم أن يعضلوهن فيمنعوهن حقوقهن لكي يكرهن معاشرتهم فيطلبن الطلاق من أزواجهن ذلك. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ} صدق الله العظيم [النساء:19].

ولا يسقط حقّها المفروض إن طلقها زوجها من ذات نفسه إلا في حالةٍ واحدةٍ أن تأتي زوجته بفاحشة مُبينة. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} صدق الله العظيم [النساء:19].

وكذلك يا معشر المؤمنين لقد حرّم الله عليكم أن يتزوّج الرجل امرأةً لا تُريد الزواج منه فيتزوجها كرهاً وهو يعلمُ أنها لا تريده فذلك مُحرمٌ عليكم في كتاب الله أن تفعلوه، ومن فعل ذلك فقد ظلم نفسه. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شيئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا} صدق الله العظيم [النساء:19].

والبيان الحقّ لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} صدق الله العظيم، ويقصد الله بقوله: {أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا}؛ أي أن يتزوّج بها كرهاً وهي لا تريده، وذلك لأنّ الزوج يرث زوجته إذا تزوجها فتوفيت فهو يرثها يقصد به الزواج لأن بعض البنات يموت آباؤهن فيتولّى أمرهنّ عمّهن أخو أبيهن، ثم يزوّج ابنة أخية لابنه حتى ولو كانت لا تريده لكي لا يذهب الميراث إلى رجلٍ آخر! فأمركم أن لا تتزوجوا النساء كرهاً وهي لا تريد الزواج ممن تقدم لها ثم يتزوجها كرهاً سواء يفتن أبيها بالمال أو بالغصب عنها وعن ولي أمرها فيجبره أن يعقد له بها وهو يعلمُ أنها لا تريده فذلك لا يجوز شرعاً، وكذلك المهم الفتوى الحقّ، أنه لا يجوز تزويج النساء غصباً عليها وهي لا تريد الرجل، فإن فعل فقد احتمل ظُلماً عظيماً في المرأة، فليس الزواج تجارة سياراتٍ؛ بل الزواج روحين يلتقيان فإذا كانا مُتنافران فتعيش المرأة تعيسة مع زوجٍ لا تحبه فهي مُعرضةٌ للفتنة والفاحشة وقد تخزي أباها أو تجلب لزوجها أولاداً ليسوا من ذريته. فاحذروا أن تُكرِهوا فتياتكم على البغي إن أردنَ تحصّنا، وزوجوها بمن تُحبّ حتى ولو كان في نظركم فقيراً حقيراً، فالعيش لها مع إنسانٍ تحبه في كوخٍ خير وأمتع عندها من أن تعيش مع إنسانٍ لا تحبه في قصرٍ فاخر، فتكون معرضة لارتكاب الفاحشة، المهم أنه مُحرَّم عليكم أن تزوجوا البنت لرجل تكرهه.

وأما إذا كان الرجل هو من يكرهها، فإذا كرهها الرجل وأراد أن يطلقها فبعضٌ منهم يعضلها فيمنعها حقوقها لكي تطلب الطلاق منه ليسقط نصف حقّها فكذلك هذا لا يجوز، فإذا كرهها وأراد أن يُطلقها برغم أنها ذات دينٍ وامرأةٌ مُستقيمةٌ غير أنه كرهها برغم أنها ذات دينٍ ولربّما سبب كُرهه لها لأنه أحبّ امرأةً أخرى أجمل منها وأراد ان يتزوجها ولذلك أراد أن يُطلق زوجته الأولى برغم أنهُ يعلم أنها ذات دين، ولربما عنده أولاد منها ولكنه لم يعد يحبّها بسبب فتنته بحبّ أخرى فكره امرأته بسبب فتنته بحُبّ أخرى وأراد أن يطلق زوجته فليعلم أنهُ كره شيئاً فيه الخير الكثير وفي ذريتها خير كثير، فاظفر بذات الدين ترِبت يداك.

وأما تلك المرأة التي ظنّ أنه أحبّها وكره زوجته الأولى فإنها لم تكن ذات دين ولو كانت ذات دين لما تركته يُطلق امرأته الأولى وقالت: "وكيف تُطلق امرأةً لا ذنب لها ولم تطلب الطلاق منك؟ فهذا لا يجوز لك بين يدي ربك وقد أحلَّ لك أربعاً من النساء، وإنما أمرك بالعدل بيننا بالحقّ، وإذا كنت تخشى أن لا تعدل فواحدةً وزوجتك أولى بك وأُم عيالك". فتلك فيها كذلك خير وفي ذريتها، فإن تزوجها على زوجته الأولى فتلك نورٌ على نورٍ وذريتهما طيبون، ولا ولن يشاركهم الشيطان في ذريتهم ابداً، وأما إذا طلق الأولى برغم أنها ذات دين واتّبع رغبة امرأةٍ أحبّها لتحلّ محلها فليعلم أنهُ لا خير فيها والخير في امرأته الأولى التي كرهها بسبب فتنة بمن يريد أن يتزوجها فليعلم أنّ الخير في المرأة التي كرهها لا شك ولا ريب. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شيئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا} صدق الله العظيم [النساء:19]، وذلك لأنهُ لم يعضلها إلا لكي تطلب الطلاق منه لأنه أحبّ أخرى وأراد أن يستبدلها بها.

وكذلك على الذين يتزوجون أكثر من واحدةٍ ثم لا يعدلون فبشِّرهم بالفقر بسبب عدم العدل بين زوجاته، فدُعاء المظلومة مُستجابٌ، فحين تراه يحسن إلى زوجته الأخرى ويمنعها، فقد تدعو عليه أن يذهب الله ماله ويحقِّره ويفقره، ثم يستجيب الله دُعاءها لأنّها مظلومةٌ فيحرمه الله الرزق كما حرّم عليها مما يؤتيه لزوجته الأخرى، وميعاد الفقر للذين لا يعدلون هو تصديقٌ لقول الله تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} صدق الله العظيم [النساء:3].

وذلك ميعاد الفقر لمن تزوج أكثر من زوجةٍ ولم يعدل. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} صدق الله العظيم؛ ومعنى قوله تعالى: {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} صدق الله العظيم؛ أي أقرب للتقوى حتى لا تفقروا بسبب عدم العدل بين نساءكم ولن يحدث ذلك إلا إذا دعت عليه أمرأته المظلومة، وأما إذا لم تدعُ عليه ولم تعفُ عنه فسوف يلقى جزاءه من بعد موته، ويوم القيامة يُردّ إلى عذابٍ مُهينٍ بسبب عدم العدل، وعصى أمر ربه الذي حذره إذا خشي عدم العدل فواحدة تكفيه، وبعض الذين لا يعلمون يُؤَوّلون كلام الله كما يمليه عليهم الشيطان فيقول له: "لا تثريب عليك إن لم تعدل لأنك لن تستطيع، ألم يقل الله تعالى: {وَلَن تَسْتَطِيعُوۤاْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ ٱلنِّسَآءِ} صدق الله العظيم [النساء:129]؟". ثم يستمر الزوج في ظُلم زوجته الأخرى ويظنّ هذه فتوى من الله أنه لن يستطيع أن يعدل ولو حرص، فاتقوا الله، إنما يتكلم عن الحُبّ وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، وهذا يعود إلى أسلوب الزوجة وفنها في الزواج وحكمتها البالغة فلا تؤذيه حين خلوتها به؛ بل يجدها جنةً راضيةً ودودةً تُحسن المُعاملة والعناق وليست جماداً، وكذلك لا تُعكّر مزاج زوجها قبل أن يجامعها إذا كان لها طلب منه أو غير ذلك، فالحكيمة لا تكلم زوجها بطلبٍ أو بشيء قد يعكّر مزاجه إلا بعد أن تسليه وتريحه فتبسطه، لأنّه إذا غضب عزفت نفسه فلا يريد جماعها ولا مداعبتها، فالحكيمة تؤجل أي شيء تريد أن تقوله لزوجها خصوصاً إذا كانت تخشى أن تُعكّر مزاجه، فلن تقوله له إلا بعد أن تبسطه وتريح نفسه وتكسب قلبه، فتلك امرأةٌ حكيمةٌ تفوز بقلب زوجها على زوجاته أجمعين.

ولن يستطيع أن يعدل الزوج بالحبّ ولكن الله جعل بينكم مودة ورحمة، وذلك حتى إذا فازت إحداهنّ بالودّ وهو الحبّ ثم تفوز الأخرى بالرحمة، والرحمة قد تشمل نساءه الأخريات جميعاً، والرحمة درجةٌ ثانيةٌ بعد الحُبّ، ولكن المحُبّ لن يستطيع أن يُحبّ إلا واحدة، ولن يستطيع أن يعدل بالحبِّ في قلبه فيقسّمه بين اثنتين أبداً، وذلك هو المقصود من قول الله تعالى: {وَلَن تَسْتَطِيعُوۤاْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ ٱلنِّسَآءِ وَلَوْ حَرَصْتُم} صدق الله العظيم [النساء:129]. فلا يجوز له أن يميل كُلّ الميل، فإن كان يحبّ إحداهن فإنه يستطيع أن يعدل بينهن في الكيلة والليلة فلا يؤتي التي يحبّها أكثر من زوجته الأخرى فيظلم نفسه.

وذلك ما استنبطته في شريعة الزواج في الدين الإسلامي الحنيف. وأشهدُ الله أني لم أجد في كتاب الله زواج المُتعة أبداً وأكفر بزواج المتعة، وذلك جاء من شريعة الشيطان وليس من شريعة الرحمن في شيء، والذي أضلَّكم عن الحقّ هو لأنكم اتَّبعتم أمر الشيطان فقلتم على الله ما لا تعلمون بظنّكم أن معنى قول الله تعالى: {وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:24].

ويا حياءكم من الله! فكيف تظنون أن هذه الآية أحلَّ الله لكم فيها زواج المُتعة يا معشر الشيعة؟ فقد افتريّتم على الله ما لم يُنزل الله به من سُلطانٍ، وكذلك أنتم يا معشر أهل السنة والجماعة افتريتم على الله بقولكم أنه كان زواج المُتعة حلالاً من قبل ثم حرَّمه الله! أفلا تتقون؟ بل لم يُنزِّل الله به من سُلطان في جميع كُتب المُرسلين من أولهم إلى خاتمهم النبي الأمي الأمين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

ويا أمّة الإسلام إنّ دليلهم على زواج المُتعة هو قول الله تعالى: {وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء]. ويا سُبحان الله! كيف تُحرِّفون كلام الله عن مواضعه المقصودة باتِّباع أمر الشيطان الذي أمركم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون؟ وها نحن قد فصَّلنا هذه الآية من الكتاب تفصيلاً برغم أنها مُحكمةٌ، فبعد أن ذكر الله لكم كافة المُحرَّمات عليكم من النساء وبعد أن أكمل الله لكم ذكر المُحرمات من النساء بالزواج منهنّ من المحارم وغيرهنّ ثم أحلَّ الله لكم ما وراء ذلك بالزواج حسب الشريعة الإسلامية المعروفة، وغرّكم الشيطان بقول الله تعالى: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ}! قاتلكم الله فجعلتم اسم الزواج هو المُتعة فحرَّفتم كلام الله عن مواضعه. ولكني فصّلت لكم المقصود أنه يقصد أنه إذا طلبت المرأة الطلاق ولم يستمتع زوجها بما أحلَّه الله له بالحقِّ فلا أجر لها فتفدي نفسها بإرجاع حقه كاملا مُكمّلاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ} صدق الله العظيم؛ وهو أن ترجع إليه حقّه، وأما إذا استمتع بها ثم طلبت الطلاق منه فيرجع إليه نصف حقِّه، وأما إذا استمتع بها ثم طلقها من ذات نفسه ليستبدل زوجاً غيرها فلا يجوز له أن يأخذ من حقّها الذي آتاها شيئاً حتى ولو كان قنطاراً من الذهب. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} صدق الله العظيم؛ بمعنى أنه يؤتيها أجرها كاملاً ولا يأخذ منه شيئاً حتى ولو أعطاها قنطاراً من الذهب، والقنطار يعادل كيلو من الذهب فلا يجوز له أن يأخذ منه شيئاً فهو أجرُ زواجها منه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنْ أَرَدْتُمْ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شيئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً} صدق الله العظيم.

إذاً الاستمتاع هو الدخول بزوجته ولكنكم جعلتم المُتعة هو الزواج فجعلتم له اسم زواج المُتعة، فمن يجيركم من الله يا معشر الذين يفترون على الله ما لم يحلّه؟ وما الفرق إذا بين زواج المتعة المُفترى وبين الفاحشة فيزني بها ثم يعطيها أجرها فتذهب؟ ولا أبرئ أهل السُّنة لأنّهم قالوا أنّ زواج المُتعة كان محللاً من قبل في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ثمّ تمّ تحريمه! وأشهدُ الله وأشهد الذين يخافون الله من هذه الأمّة إنهم لكاذبون الذين يقولون على الله ما لا يعلمون سنة وشيعة، وإني أدعو كافة علماء الشيعة والسنة للحوار بطاولة الحوار (موقع الإمام ناصر محمد اليماني ).

ونأتي الآن إلى أحكام الطلاق في الكتاب:

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلام على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖوَاتَّقُوا اللَّـهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّـهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّـهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّـهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا ﴿١﴾فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّـهِ ۚ ذَٰلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴿٢﴾وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّـهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴿٣﴾وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ۚ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴿٤﴾ذَٰلِكَ أَمْرُ اللَّـهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [الطلاق].

وإلى البيان الحقّ، حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ، يا معشر المُسلمين لقد أمركم الله إذا طلقتم النساء أنهُ لم يعتمد الشرع بتطبيق الطلاق بالفراق إلا بعد انقضاء أجل الطلاق وهو ثلاثة أشهر للمُطلقات غير ذات الأحمال وغير اللاتي يتوفى الله أزواجهن، ولا تزال المُطلقة في رأس زوجها حتى لو طلقها ألف طلقةٍ، ولا يتمّ اعتماده إلا بالفراق، ولا يتمّ تطبيق الفراق إلا بعد انقضاء أجله وهي ثلاثة أشهر، ويحل لها البقاء في بيت زوجها حتى انقضاء الأجل لتطبيق الطلاق بالفراق؛ بمعنى أنها لا تزال زوجته حتى انقضاء الأجل والأجل مدته ثلاثة أشهر للحائض غير ذات الأحمال، ولا تزال تحلّ له فإذا اتفق الزوجان وتراجع عن الطلاق قبل انقضاء الأجل فلا يُحسب الطلاق شيئاً ما لم يأتِ أجله؛ ( ثلاثة أشهر عدة المُطلقات وأربعة أشهر وعشراً للاتي يتوفى الله أزواجهن، وأولات الأحمال عدتهن أن يضعن حملهن).

ويحل للمُطلقات البقاء في بيوت أزواجهن فلا يزلن يحللن لهم إذا أراد الاتفاق بالرجوع عن الطلاق ثم العناق ما لم يأتِ أجل الطلاق المعلوم لكُلٍّ منهنّ، ولا يجوز إخراجها من بيت زوجها قبل انتهاء أجل الطلاق، ولا يجوز لهنّ الخروج؛ بل البقاء في بيتها حتى يأتي أجل الطلاق المعلوم، فهي لا تزال في عقد زوجها حتى انقضاء العدة، ولا يجوز إخراجها من بيتها كرهاً قبل مجيء أجل الطلاق بالفراق إلا أن تأتي بفاحشةٍ مُبينةٍ، فاتقوا الله يا معشر الظالمين لأخوات الإمام المهديّ في دين الله المُسلمات المؤمنات فلا تظلموهنّ فتخرجوهنّ من بيوت أزواجهن فور طلاقهن، ولا يجوز لهنّ أن يخرجن إلى بيوت أهلهن قبل انقضاء عدتهن فتتعدوا حدود الله ومن يتعدَّ حدود الله فقد ظلم نفسه. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً} صدق الله العظيم [الطلاق:1].

والهدف من بقائهن في بيوتهن لعله يذهب الغضب عن زوجها فيندم فيتراجع عن الطلاق قبل مجيء أجله فيتفقان فيتعانقان فيعود الودّ والرحمة بينهما أعظم من ذي قبل، وتلك هي الحكمة من بقائِها في بيت زوجها، فلا يجوز لها أن تخرج منه إلى بيت أهلها لأنهم قد تأخذهم العزّة بالإثم فلا يعيدوها إليه حتى ولو اتفق فيما بينهما الزوجان للعودة إلى بعضهما، ولذلك أمركم الله وأمرهن بالبقاء في بيوتهن وهي بيوت أزواجهن. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً} صدق الله العظيم. وفي ذلك تكمن الحكمة من بقائِها لعل الله يُحدث بعد ذلك أمراً وهو التراجع عن الطلاق ثمّ الاتفاق والعناق من قبل أن يأتي الأجل لتطبيق الطلاق بعد انقضاء الأجل المعلوم بالفراق، وإذا اتفقا فتعانقا قبل انقضاء الأجل المعلوم فلا يُحسب ذلك طلاقاً شرعاً ومُطلقاً أبداً أبداً أبداً إلا إذا انقضى الأجل

فإذا انقضى الأجل ثلاثة أشهر ولا يزالا لم يتفقا ولم يتعانقا حتى لو تجاوز يوماً واحداً فلا تحلّ له إلا بعقدٍ شرعيٍّ جديدٍ من ولي أمرها الذي بيده عقدة النكاح، ثم يُحسب ذلك طلقة واحدة حتى لو قال الزوج لزوجته: "أنتِ طالق بالثلاث"، فتلك بدعة ما أنزل الله بها من سُلطان ولا تُحسب شرعاً إلا طلقةً واحدةً ولا تُطبق شرعاً إلا إذا انقضى أجل الطلاق وهو لا يزال مُصراً، ومن ثم تُطبق شرعاً بالفراق إلا إذا جاء الأجل المعلوم ولم يحدث قبل ذلك الاتفاق والعناق فعند انقضاء أجل الطلاق يجوز إخراجها من بيت زوجها ويتمّ تطبيق الطلاق بالفراق وتعتبر طلقةٌ واحدةٌ فقط.

وإذا انقضت العدّة وأخرجت إلى بيت أهلها ومن بعد ذلك أراد زوجها أن يسترجعها وهي أرادت أن ترجع لزوجها، فلا يجوز لوليّها أن يمتنع عن عقد النكاح بينهما ما دامت رضيت أن ترجع إلى عقد زوجها الأول فهو أولى بها ممن سواه فليعقد لزوجها فيعيدها إليه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ} صدق الله العظيم [البقرة:232].

ولا زواج إلا بعقدٍ شرعي من وليّها الذي بيده عقدة النكاح وهو ولي أمرها، ولا يجوز نكاحها إلا بإذن وليّها، ويجوز لوليّها العقد مرتان فقط كما الطلاق مرتان فقط، فلا زواج إلا بعقدٍ ولا ينحل العقد إلا بانقضاء العدة، وإذا انقضت العدة وأراد زوجها أن يرجعها فليعقد له عقداً جديداً ليرجعها إلى زوجها، وإذا طلقها الثالثة وجاء أجل الطلاق ثلاثة أشهر ثم تجاوز فعند ذلك يتم إخراجها من بيت من كان زوجها ثم لا تحل له حتى تنكح زوجاً آخر، فإن افترقا هي وزوجها الجديد وانقضت العدّة وأُخرجت إلى بيت أهلها فإن أراد أن يسترجعها زوجها الأول فهي تحلّ له بعد أن نكحت زوجاً آخر بتطبيق العقد الشرعي من ولي أمرها.

ولربّما يودُّ أحد علماء الأمّة أن يُقاطعني فيقول: "مهلاً مهلاً قال الله تعالى: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} صدق الله العظيم [البقرة:229]"، ومن ثمّ يردُّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأفتي بالحقِّ وأقول: اللهم نعم العقد مرتان كما الطلاق مرتان، وقبل أن أجيب بالتفصيل على سؤالك فإن للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني سؤال أريد الإجابة منك عليه يا فضيلة الشيخ المُحترم: فأفتني هل إذا طلقها زوجها للمرة الثالثة فهل لها عدّة تعتدونها وتحصون العدة ثلاثة أشهرٍ أم إنه يحلّ لكم أن تزوجوها لمن شئتم قبل انقضاء العدة؟ ومعروف جوابكم: "اللهم لا؛ حتى تنقضي عدتها ثلاثة أشهر للمُطلقات"، ومن ثم أورد له سؤالاً آخرَ: وهل جوّز الله لكم أن تخرجوهن من بيوتهن قبل انقضاء عدتهن الثلاثة الأشهر للمُطلقات؟ والجواب: قد حرّم الله إخراجها قبل انقضاء عدتها الثلاثة الأشهر، فإذا كانت الطلقة الثالثة فلتبقَ في بيت زوجها حتى انقضاء عدتها الثلاثة الأشهر فإذا انقضت الثلاثة الأشهر وهي تسعون يوماً ثم غابت شمس آخر يوم في التسعين اليوم فتوارت الشمس بالحجاب فعند ذلك يتمّ تطبيق الفراق بالطلقة الثالثة، فلا تحلّ له أبداً حتى تُنكح زوجاً آخر لأن العقد مرتان وليس ثلاثاً. أفلا ترون أنكم ظالمون؟ فاتقوا الله في أرحامكم ونسائكم يا معشر المُسلمين لعلكم تُفلحون.

ولا عدّة للتي تزوجت ولم يأتِ زوجها حرثه وأراد أن يُطلقها ولم يمسها بالجماع فلا عدّة لها إذا طلقها قبل أن يُجامعها، فليُكرمها فيسرحها سراحاً جميلاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جميلاً} صدق الله العظيم [الأحزاب:49]، فيؤتيها نصف الفريضة المتفق عليها. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} صدق الله العظيم [البقرة:237]. وعلَّمكم الله أنَّ العفو أقرب للتقوى مادام لم يستمتع بها شيئاً، ويحل لها الزواج ولو من بعد خروجها من بيت زوجها مُباشرةً، يحل لوليّها أن يعقد لها بواحد آخر إذا تقدم لها نظراً لعدم وجود حُكم العدة.

ويا أمّة الإسلام، إني أشهدكم على كافة علماء الأمّة من كان له أي اعتراض في دستور الزواج والطلاق في شرع الإمام المهديّ الذي هو ذاته شرع محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فلا يجوز لهم الصمت، فلنحتكم إلى كتاب الله وإذا لم أُهيّمن عليهم بالشرع الحقّ من ربِّهم من مُحكم كتابه حتى لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت بينهم بالحقِّ ويُسلموا تسليماً أو يكفروا بأحكام الله في الزواج والطلاق في القرآن العظيم، وإذا حضروا فأثبتوا من مُحكم كتاب الله أن شرع ناصر محمد اليماني مُخالف لما أنزل الله فعند ذلك لا يجوز لأنصاري الاستمرار في اتباعي ما دُمت حكمت بأحكام في الطلاق مُخالفة لأحكام الله الشرعيّة في الكتاب، وأما إذا أثبتُّ أحكام الله الحقّ في الطلاق من مُحكم كتاب الله ثم لم يعترفوا بالحقِّ من ربِّهم ويستمروا في ظُلم النساء سواء كانوا من أهل التوراة أو الإنجيل أو القرآن فأحذِّرهم ببأس من الله شديد. تصديقاً لقول الله تعالى: 
{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة:47]
{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة:44]
{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الْمَائِدَةِ:45].
صــدق الله العظيـــــم

فإذا طبقتم حُكم الله بالحقِّ فسوف تنخفض نسبة الطلاق في العالم الإسلامي إلى نسبة 95 في المائة، فاتبعوني لعلكم تُرحمون.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخو علماء المُسلمين وأمّتهم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــ