الاثنين، 22 نوفمبر 2010

ويا معشر الشيعة والسنة، أفتوني إن كنتم صادقين بمَ تريدون أن يحاجّكم به الإمام المهدي ويحاجّ النصارى واليهود والناس أجمعين؟ فهل من المنطق أن يبعثه الله ليحاجّ المُسلمين والنصارى واليهود بالبخاري ومُسلم؟ أو بأحد كتب الشيعة الذين هم به معتصمون


- 3 -
الإمام ناصر محمد اليماني
22-11-2010 - 11:24 PM


{ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ }.. 

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورُسله وآلهم الطيبين من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليهم وسلّم تسليماً ولا نفرّق بين أحدٍ من رُسله وإنا من المُسلمين. قال الله تعالى: {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} صدق الله العظيم [غافر:35]. 

أفلا ترى نفسك أيها النجفي من الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطانٍ آتاهم من ربّهم ولذلك ترى الأنصار يمقتونك ومقت الله أكبر من مقت الأنصار. ولذلك قال الله تعالى: {كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} صدق الله العظيم.

والعجيب في أمرك أنك تقول أنك تريد رداً من كتاب الله وسُنَّة رسوله. والسؤال الذي يطرح نفسه: ومن ماذا أجابك الإمام المهدي؟ أليس من سُنَّة كتاب الله وسنة رسوله الحقّ؟ فأيّ كتاب تراه أهدى من كتاب الله إن كنت من الصادقين؟ يا أخي غفر الله لك فاستغفر ربك؛ بل الذي يحاجّ في بيان الإمام المهدي للقرآن بالقرآن فإنه لا يطعن في تفسير ناصر محمد اليماني كون بيان الإمام ناصر محمد اليماني للقرآن إنما يأتي به من القرآن من آيات الكتاب المحكمات البيِّنات، وعلى سبيل المثال قول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ(12)} صدق الله العظيم [يس]. 

ومن ثم تجدون أن الإمام يفتيكم أن قول الله تعالى {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} أنّ ذلك من المتشابه في القرآن كون الذين لا يعلمون سيتبعون المتشابه فيزعمون أن الله يقصد إماماً من البشر، ويزعمون أنه المهديّ المنتظَر ويفتون أنه سوف يحيط بكل شيءٍ علماً ثم يأتون بدليلهم من المتشابه من القرآن ويقولون: قال الله تعالى {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} صدق الله العظيم، فوقعوا في المتشابه ابتغاء الفتنة بالمبالغة بغير الحقّ في الإمام المهدي، ويبغون تأويله أنه يقصد بقوله تعالى {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} أنه الإمام المهدي يحيط بكل شيء علماً. ولكن الإمام ناصر محمد اليماني ينطق بالحقِّ بأنّ الله يقصد كتابه الأمّ وكذلك يُسمى كتاب الله إمام سواء التوراة أو الإنجيل أو القرآن كون الله أمركم باتباع كتابه العزيز، ولذلك تجدون أن الله يسمي كتاب التوراة إماماً، وتجد ذلك في قول الله تعالى: {وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [الأحقاف:12]. 

ومن ثم يتبين الحقّ المقصود بقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12)} صدق الله العظيم، وتبيَّن لكم انه يقصد بقوله تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12)} صدق الله العظيم؛ أي وكل شيءٍ أحصيناه في كتابٍ مبينٍ، ولكن الذين يتبعون الفتنة يقعون في خطأ تأويل المتشابه فيتبعون ظاهره وضلوا عن سواء السبيل. ولذلك قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7]. 

وفي ذلك سر هيمنة الإمام المهدي عليكم بالحقِّ فتجدون أنه لا يجادله أحد من القرآن إلا هيمن عليه بالحقِّ من كتاب الله كونكم إذا جادلتم الإمام المهدي بالمتشابه من القرآن فبما أنه من الراسخين في علم الكتاب تجدونه يأتيكم بالبيان الحقّ للمتشابه خيراً منكم وأحسنَ تأويلاً حتى يجعلكم بين أمرين، إما أن تتبعوا كتاب الله، أو تعرضوا عنه فيحكم الله بيني وبينكم بالحقِّ وهو خير الحاكمين، فما بعد الحقّ إلا الضلال يا نجفي أفلا تتقِ الله. 

وما كان للإمام المهدي أن يتبع أهواء الشيعة والسنة ولا غيرهم؛ بل جعله الله حكماً بين المُختلفين في الدين فيحكم بينهم بالحقِّ مستنبطاً حكمه من محكم القرآن العظيم، ومن ثم تجدون البيان الحقّ يأتي موافقاً للسُّنة النّبويّة الحقّ غير أنكم تجدونه يأتي مخالفاً للأحاديث المفتراة في السُّنة النّبويّة، فهل تريدون كتاب الله وسنة رسوله الحقّ أم تريدون أن تتبعوا ما يخالف لكتاب الله وسنة رسوله؟ فما لكم كيف تحكمون؟ ألا والله لو يتبع الإمام المهدي كثيراً مما لدى الشيعة والسنة من الأحاديث والروايات لضللت عن الصراط المستقيم ثم لا أكون من المهتدين. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} [الأنعام:56]. 

وقال الله تعالى: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِين} [البقرة:145]. 

وقال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ} صدق الله العظيم [الرعد:37]. 

وبيني وبينكم السلطان البيّن لعالمكم وجاهلكم من محكم كتاب الله فمن اهتدى فلنفسه ومن ضلّ فعليها. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ} صدق الله العظيم [النمل:92]. 


لكون القرآن العظيم المحفوظ من التحريف هو أكبر شاهد على الكفار عبر العصور من بعد شهادة الله الواحدُ القهار. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ} صدق الله العظيم [الأنعام:19]. 

وقال الله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بالحقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6)} صدق الله العظيم [الجاثية:6]. 

وقال الله تعالى: {ألَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (16) ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ (17) كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (18) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (19) أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ (20) فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (21) إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ (22) فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (23) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (24) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتاً (25) أَحْيَاء وَأَمْوَاتاً (26) وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتاً (27) وَيْلٌ يوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (28) انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ (29) انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30) لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31) إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ (33) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (34) هَذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ (35) وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (37) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38) فَإِن كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (40) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (42) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (43) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ (44) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (45) كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)} [المرسلات]. 

وقال الله تعالى: {فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45)} [القلم]. 

وقال الله تعالى: {وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ} [الأنعام:4]. 

وقال الله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴿٢٩﴾ ذَٰلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَىٰ ﴿٣٠﴾} [النجم]. 

وقال الله تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ} [العنكبوت:49]. 

وقال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا(46)} [الإسراء]. 

وقال الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا} [الكهف:57]. 

وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ( 40 )} [فصلت]. 

وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ( 41 )لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ( 42 )} [فصلت]. 

وقال الله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ( 44 )} [فصلت]. 

وقال الله تعالى: {وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (10) إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12)} [يس]. 

وقال الله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} [الأنعام:33]. 

وقال الله تعالى: {وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ} [النمل:81]. 

وقال الله تعالى: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} [ق:45]. 

وقال الله تعالى: {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦﴾وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴿٧٧﴾ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴿٧٨﴾ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّكَ عَلَى الحقّ الْمُبِينِ ﴿٧٩﴾ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴿٨٠﴾ وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨١﴾ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ﴿٨٢﴾ وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ ﴿٨٣﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٨٤﴾ وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ ﴿٨٥﴾} [النمل]. 

وقال الله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بالحقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6)} صدق الله العظيم [الجاثية]. 

ويا معشر الشيعة والسنة، أفتوني إن كنتم صادقين بمَ تريدون أن يحاجّكم به الإمام المهدي ويحاجّ النصارى واليهود والناس أجمعين؟ فهل من المنطق أن يبعثه الله ليحاجّ المُسلمين والنصارى واليهود بالبخاري ومُسلم؟ أو بأحد كتب الشيعة الذين هم به معتصمون حتى ولو كان فيه شيئاً من الحقّ، فما كان فيه حقّ فلا بدّ أن يأتي موافقاً للبيان الحقّ للقرآن العظيم؟ أم تريدون الإمام المهدي يبعثه الله ليُحاج المُسلمين والنصارى واليهود بالتوراة أو الإنجيل وأنتم تعلمون أنهم ليسوا نسخة واحدة في العالمين وإنما هم نسخٌ متعددةٌ ومتضاربةٌ ولكن ما كان منها حقّ فسوف يأتي موافقاً للبيان الحقّ للقرآن العظيم. 

ويا معشر المُسلمين الذين كانوا هم أول المُعرضين عن دعوة المهديّ المنتظَر للاحتكام إلى القرآن العظيم، فقال أهل السنة والجماعة إنك لمن الكاذبين بل نحنُ سُنّيّين مُعتصمين بكتاب الله وسنة رسوله، ثم يرد عليهم الإمام المهدي وأقول: إذاً أجيبوا داعي الاحتكام إلى كتاب الله وسنة رسوله الحقّ إن كنتم صادقين! شرط أن نبدأ أولاً بتحكيم كتاب الله القرآن العظيم ثم لا يجوز لكم أن تخفوا الأحاديث التي تأتي موافقة للبيان الحقّ للقرآن العظيم كوني الإمام المهدي لا يعلم بكثيرٍ منها، ولكن الإمام المهدي علَّمه الله البيان الحقّ للقرآن وحتماً سوف تجدون البيان الحقّ للإمام المهدي يأتي موافقاً للبيان الحقّ في السُّنة النّبويّة. 

وأما ما كان باطلاً مفترى في السُّنة النّبويّة فحتماً تجدونه مخالفاً لكتاب الله وسنة رسوله الحق، فهل تريدون أن تعتصموا بما يخالف لكتاب الله وسنة رسوله الحق؟ إذاً فقد اتبعتم الروايات والأحاديث التي جاءتكم من عند غير الله؛ بل من عند الشيطان الرجيم على لسان أوليائه الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر ليصدوكم عن سبيل الله الحقّ أفلا تتقون؟ أم لم يُفتِكم الله عن الطائفة الذين اتخذوا أيمانَهم جنَّة ليصدّوكم عن اتباع القُرآن العظيم كونه سبيل الهدى إلى الصراط المستقيم؛ صراط العزيز الحميد، وسبقت الفتوى لكم من ربكم في قول الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2)} [المنافقون]. 

{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا (81)أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)} صدق الله العظيم [النساء]. 

وأنا الإمام المهدي ناصر محمد اليماني أقول: يا معشر الشيعة والسنة سألتُكم بالله العظيم الذي يُحيي العظام وهي رميم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم فهل تعلمون بكتابٍ هو أهدى من كتاب الله القرآن العظيم فأتبعه؟ وقال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} صدق الله العظيم [آل عمران:103]. 

فما هو حبل الله الذي أمركم ان تعتصموا به إذا وجدتم ما يخالف لمحكمه في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النّبويّة، فبماذا أمركم الله أن تعتصموا به إذا وُجد الاختلاف فيما بينهم؟ وتجدون الفتوى في محكم كتاب الله في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا(175)} صدق الله العظيم [النساء]. 

ويا معشر الشيعة والسنة، فهل تريدون مهدياً منتظراً يفتري على الله بكتابٍ جديدٍ حتى يحاجكم به، أفلا تعقلون؟ فكيف السبيل لهداكم يا أمّة الإسلام؟
ولربّما يودّ أحد التابعين أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني بصفتي مُسلم سني أو شيعي أو من أي الفرق والمذاهب الإسلامية، فهل إذا مَنَّ الله عليَّ أن أظهرني على دعوتك في عصر الحوار من قبل الظهور ولم أتّبعك لكون عُلماء مذهبي لم يعترفوا بك إماماً للأمّة المصطفى من ربّ العالمين فهل عليَّ وزرٌ أم إنَّ وزري هو على عُلماء مذهبي الذين لم يتبعوك؟" ومن ثم يرد عليه الإمام المهدي وأقول: إن عليهم وزرك بسبب الفتوى بالعلوم الظنيّة التي لا تغني من الحقّ شيئاً . تصديقاً لقول الله تعالى: {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:25]. ولكن إذا تبيَّن لك أنّهم على ضلالٍ مبينٍ فقد أقيمت الحجة عليك كونك أعرضت عن الحقّ بعد ما تبين لك أنه الحقّ كون عقلك سلَّم له تسليماً ثم تأبى أن تتبع عقلك وفضَّلت أن تستمر في اتِّباع الذين يقولون على الله ما لا يعلمون بالأحاديث والروايات التي وجدت أنها حقاً تخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم، فكيف تتبع الباطل من بعدما تبيَّن لك الحقّ أنه حقاً مع الإمام المهدي ناصر محمد اليماني؛ أليس الحقّ هو الأحق بالتصديق والاتِّباع، أفلا تعقلون؟ وقال الله تعالى: {وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ} صدق الله العظيم [ابراهيم:21]. 

أفلا تعلم يا هذا أن كافة عُلماء المُسلمين قد حصروا التنافس إلى أقرب درجة إلى ذي العرش للأنبياء والمُرسلين من دون الصالحين فضلوا ضلالاً بعيداً بسبب المبالغة في أنبيائهم وأئمتهم؟ ولذلك تجدهم يرجون شفاعتهم لهم بين يدي الله فأشركوا بربّهم أرحم الراحمين ونبذوا فتوى الله الحقّ في محكم كتابه عن الذين ينتظرون شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود في قول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51]. 

ولكنّ عُلماءكم المُشركون بربهم عبادَه المُرسلين يريدون لهم من دون الله شفيعٌ ليشفع لهم بين يديه وجعلوكم تعتقدون بذلك فأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم عن الصراط المستقيم لكونهم أعرضوا عن آيات الكتاب المحكمات في نفي الشفاعة للعبد بين يدي الربّ المعبود جميعاً برغم أنّ آيات نفي الشفاعة للعبيد بين يدي الربّ المعبود جعلهنَّ الله من أشدِّ آيات الكتاب المحكمات وضوحاً كونهن من آيات أمّ الكتاب سواء عقيدة الشفاعة للكافرين أو المؤمنين في قول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51]. 

وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254)} صدق الله العظيم [البقرة]. 

فهل تعلمون المقصود بقول الله تعالى {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254)} صدق الله العظيم؟ أي الكافرون بنفي الشفاعة، فاعتقدوا بما يخالف النفي فتجدونهم يعتقدون بالشفاعة بين يدي الله بعكس فتوى الله لنفي الشفاعة للكافر أو المُسلم بشكلٍ عامٍ نفياً مطلقاً في محكم كتاب الله كما يعلم ويفقه ذلك عالمكم وجاهلكم في قول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51]. 

ولكنكم أنتم وعلماؤكم أبيتم أن تتقوا؛ بل تعتقدون بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود فترجون شفاعتهم بين يدي الله فأشركتم بالله، ولن تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا شفيعاً وضلّ عنكم ما كنتم تفترون. {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بالحقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:53]. 

أم أنَّكم لا تعلمون المقصود من قول الله تعالى: {وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم؟ أي ضلّوا عنهم شفعاءهم الذين كانوا يفترونهم بين يدي الله وهو لا يعلمُ بعبدٍ يشفع بين يديه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18)} صدق الله العظيم [يونس]. 

ولا أجدُ في كتاب الله أنّ هناك نفسٌ تشفع لنفسٍ بين يدي الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:48]. 

لكون الشفاعة من عذاب الله هي لله وحده لا شريك له. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44)} صدق الله العظيم [الزمر]. 

ويا عُلماء الإسلام وأمتهم أفلا تتقون الله؟ فمن ذا الذي هو أرحم بكم من الله حتى ترجون شفاعته لكم بين يدي من هو أرحم بكم من عباده؟ الله أرحم الراحمين، أفلا تتذكرون؟ فما خطبكم تُعرضون عن آيات الكتاب المحكمات البيِّنات لعالمكم وجاهلِكم وتتّبعون الآيات المتشابهات في ذكر الشفاعة وظننتم أنّها تُفتيكم بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود! فكيف يُناقض الله الحكم الحقّ عن نفي الشفاعة للعبيد بين يدي الربّ المعبود، أفلا تعقلون؟ بل تلك الآيات لا تزال تحتاج للتأويل حتى تعلمون أنَّ الشفاعة هي حقاً لله جميعاً وحده لا شريك له لو كنتم تعلمون. لا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنا لله وإنا إليه لراجعون.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.. 
خليفة الله وعبده؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني. 
ــــــــــــــــــــــ

جاء في الأثر إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها وكان يصيح : أحرقوا دارها بمن فيها تالله أن هذا بهتان مُبين على الفاروق عُمر إبن الخطاب الذي أشدُ الله به أزر مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم


22-11-2010 - 01:45 AM

الإمام المهدي يُنفي أن الصحابي الصالح المُخلص عمر بن الخطاب كَسَر ضلع فاطمة الزهراء رضي الله عنهم أجمعين



اللهم أعز الإسلام بأحد العُمرين...!

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والصلاة والسلام على فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم والصلاة والسلام على الفاروق عُمر إبن الخطاب من الانصار السابقين الاخيار في عصر التنزيل للقول الثقيل ويا أيها الهاشمي تالله أن هذا بهتان مُبين على الفاروق عُمر إبن الخطاب الذي أشدُ الله به أزر مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قبل التمكين إستجابة لدعوة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [اللهم أعز الإسلام بأحد العُمرين].

فأجابه الله وأعزه بالفاروق عُمر إبن الخطاب فكيف يكسر ضلع فاطمة بنت مُحمد صلى الله عليه وآله وسلم بل هذا بهتان مُبين بل رجل من الصحابة الصالحين ومن المُخلصين لله ولرسوله وأهل بيته بل كان يقول:
[لا أبقاني الله في قوم لست فيهم ياعلي].

وذلك لأنه يرى الإمام علي إبن ابي طالب سراجاً مُنيراً من بعد محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصلوا على عُمر إبن الخطاب يامعشر الأنصار السابقين الأخيار وسلموا تسليماً وعلى أبي بكر و جميع صحابة محمد رسول الله الذين كانوا معه قلباً وقالباً صلى الله عليهم أجمعين ما عدى الفئة الباغية والمنافقين الذين يظهرون الإيمان ويبطنوا الكُفر فلا تصلوا عليهم ولا تقوموا على قبورهم وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.

فلا تدموا جروح قد أندملت وتلك أمةٌ قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولن يسألكم الله عمّ كانوا يعملون تصديقاً لقول الله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} 
صدق الله العظيم [البقرة:134].

ولكن الله سوف يسألكم عن أنفسكم وعن أمتكم في جيلكم وعصركم لماذا لم تسعوا لتوحيد صفوف المُسلمين ولمَّ شملهم لتكونوا أُمَّةً واحدةً على صراطاً مستقيم فتقوى شوكة المُسلمين في العالمين فيستخلفكم الله في الأرض لتأمروا بالمعروف وتنهو عن المنكر وتؤمنوا بالله إن كنتم خير أمة أُخرجت للناس فكونوا من الشاكرين إن أبتعث الله الإمام المهدي في أُمَّتكم وجيلكم إنَّ ذلك فضلٌ من الله عليكم عظيم فكونوا من المُصدِّقين ولا تكونوا من المُكذِّبين بالبيان الحق للقرآن العظيم واتبعوني أهدكم صراطاً مستقيم ونعلمكم مالم تكونوا تعلمون.

ويامعشر المُسلمين فكم اقسمت لكم برب العالمين أني لا أتغنى لكم بالشعر ولا مستعرض بالنثر بل المهدي المنتظر الحق ولعنت الله على من أفترى على الله كذباً ولم يصطفيه الله شيئاً وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين فكيف تجتمع الظُلمات والنور فاتقوا الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وإليه تُرجع الأمور وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.

أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


هل كسر عمر بن الخطاب ضلع الزهراء عليها وعلى أبيها و صحابته أفضل الصلاة والسلام ؟



22-11-2010 - 01:45 AM

الإمام المهدي يُنفي أن الصحابي الصالح المُخلص عمر بن الخطاب كَسَر ضلع فاطمة الزهراء رضي الله عنهم أجمعين


اللهم أعز الإسلام بأحد العُمرين...!

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والصلاة والسلام على فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم والصلاة والسلام على الفاروق عُمر إبن الخطاب من الانصار السابقين الاخيار في عصر التنزيل للقول الثقيل ويا أيها الهاشمي تالله أن هذا بهتان مُبين على الفاروق عُمر إبن الخطاب الذي أشدُ الله به أزر مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قبل التمكين إستجابة لدعوة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [اللهم أعز الإسلام بأحد العُمرين].

فأجابه الله وأعزه بالفاروق عُمر إبن الخطاب فكيف يكسر ضلع فاطمة بنت مُحمد صلى الله عليه وآله وسلم بل هذا بهتان مُبين بل رجل من الصحابة الصالحين ومن المُخلصين لله ولرسوله وأهل بيته بل كان يقول:
[لا أبقاني الله في قوم لست فيهم ياعلي].

وذلك لأنه يرى الإمام علي إبن ابي طالب سراجاً مُنيراً من بعد محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصلوا على عُمر إبن الخطاب يامعشر الأنصار السابقين الأخيار وسلموا تسليماً وعلى أبي بكر و جميع صحابة محمد رسول الله الذين كانوا معه قلباً وقالباً صلى الله عليهم أجمعين ما عدى الفئة الباغية والمنافقين الذين يظهرون الإيمان ويبطنوا الكُفر فلا تصلوا عليهم ولا تقوموا على قبورهم وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.

فلا تدموا جروح قد أندملت وتلك أمةٌ قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولن يسألكم الله عمّ كانوا يعملون تصديقاً لقول الله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} 
صدق الله العظيم [البقرة:134].

ولكن الله سوف يسألكم عن أنفسكم وعن أمتكم في جيلكم وعصركم لماذا لم تسعوا لتوحيد صفوف المُسلمين ولمَّ شملهم لتكونوا أُمَّةً واحدةً على صراطاً مستقيم فتقوى شوكة المُسلمين في العالمين فيستخلفكم الله في الأرض لتأمروا بالمعروف وتنهو عن المنكر وتؤمنوا بالله إن كنتم خير أمة أُخرجت للناس فكونوا من الشاكرين إن أبتعث الله الإمام المهدي في أُمَّتكم وجيلكم إنَّ ذلك فضلٌ من الله عليكم عظيم فكونوا من المُصدِّقين ولا تكونوا من المُكذِّبين بالبيان الحق للقرآن العظيم واتبعوني أهدكم صراطاً مستقيم ونعلمكم مالم تكونوا تعلمون.

ويامعشر المُسلمين فكم اقسمت لكم برب العالمين أني لا أتغنى لكم بالشعر ولا مستعرض بالنثر بل المهدي المنتظر الحق ولعنت الله على من أفترى على الله كذباً ولم يصطفيه الله شيئاً وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين فكيف تجتمع الظُلمات والنور فاتقوا الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وإليه تُرجع الأمور وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.

أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يطعن المفترين في طهارة السيدة عائشة عليها سلام الله ، فما ردكم على هذا الإفتراء ؟




22-11-2010 - 12:45 AM


رد الإمام المهدي ناصر محمد اليماني إلى عبد العزيز زلعاط..

رسالة خاصة: ليت شعري ما هو خطب إمامنا لا يجيبوا
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على أمير المؤمنين الإمام ناصر محمد اليماني وبعد..
ليت شعري ما هو خطب إمامنا لا يجيبوا هل جائــــهُ علمـــاًبــإنـــا كاذبينـــــا
ام جائه خبراً بإنا لسنا صادقينا
فعلاً فنحن كاذبين صرنا امام من جهــلوا الحقيقة عنكـــ يــــا إمـام العالمينــا
يا إمامي أرجو منكم الإهتمام بما أرسلناه لكم فإنها والله من قبل شيوخ مسجد و إنهم ينتظرون إجابه فعجل يا إمام بالجواب، والسلام
أخوك عبد العزيز زلعاط
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله الأطهار وسلم تسليماً، السلام عليكم حبيبي في الله عبد العزيز زلعاط ورحمة الله عليكم وعلى السائلين عن الحقّ من آل بيوتكم وأصهاركم وسلم تسليماً، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

ويا أحبتي في الله السائلين عن افتراء المفترين على زوجة النبي فيكفيها أنَّ الله برَّأها من فوق سبع سموات دفاعاً عن عرضها وما يقوله فيها المفترون ولو بعد حين، ولذلك قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [النور:11].

والله لا يدافع إلا عن المؤمنين فيبرِّئهم بالحقّ من عنده. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} صدق الله العظيم [الحج:38].

والله المُستعان على ما يصفون وما ينبغي لي أن أجامل الشيعة ولا السُّنة؛ بل أحكم بالحقّ وأهدي إلى صراط مستقيم ولا أتبع أهواء المفترين ولا أقتفي أثر الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، فمن شتم عائشة زوجة محمد رسول الله وطعن في عرضها فكأنما طعن في عرض أمّه لكون عائشة عليها الصلاة والسلام هي من أمهات المؤمنين. تصديقاً لقول الله تعالى: {ٱلنَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} صدق الله العظيم [الأحزاب:6]، فما ظنك بالذي يطعن في عرض أمّه زوراً وبهتاناً فهل ترجو منه خيراً للأمّة؟

وبالنسبة للجواب على السؤال الثاني الذي تقول فيه بما يلي:

(لماذا أغلقت القنوات الإسلامية التي ترد على شبهات قوم آخرين ؟

ومن ثم يردُّ عليك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى: {ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ} صدق الله العظيم [غافر:12].

وبالنسبة لسؤالك الذي تقول فيه: ما معنى أمهات المؤمنين؟ ومن ثم أقول لك كون أزواج النبي مُحرمٌ على المؤمنين أن يتزوجوا نساء رسول الله من بعده فحرم الله ذلك على المؤمنين كحرمة الزواج بأمهاتهم، وقال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً} صدق الله العظيم [الأحزاب:53].

ولا يظلم المهديّ المنتظَر الشيعة الاثني عشر بأنهم يفترون ذلك جميعاً؛ وحاشا لله، إلا الجاهلين منهم وكثير من الشيعة ينهى الجاهلين عن ذلك. ولكن للأسف أنهم لا يزجرون الجاهلين منهم زجراً شديداً ولم يجعلهم الله حكماً بين أبتي الإمام علي وجدتي عائشة عليهما الصلاة والسلام، فليتذكروا قول الله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:134].

وأما معاوية بن أبي سفيان ومن تبعه ضدّ الإمام علي عليه الصلاة والسلام، فسوف يكتفي الإمام المهدي بحكم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ جاءه الخبر من ربّ العالمين على لسان رسول الله جبريل عليه الصلاة والسلام عن قتل رجل من السابقين الأولين ألا وهو عمار بن ياسر قال: [تقتله الفئة الباغية].

ولكن للأسف أن بعض الإخوان السنة يريدون أن يجعلوا الإمام علي وأتباعه كمثل معاوية بن أبي سفيان وأتباعه! فكيف يستوي الحقّ والباطل في الميزان أفلا تتقون؟ كون معاوية ومن كان على شاكلته يعلمون أن الحقّ هو مع الإمام علي عليه الصلاة والسلام، وأما جدتي عائشة فنسيَتْ قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} صدق الله العظيم [الحجرات:6].

وقد تبيَّن لها أن الإمام علي بن أبي طالب كان مظلوماً وتبيَّن لها أنه بريء من دم عُثمان عليه الصلاة والسلام فتابت إلى الله متاباً رضي الله عنها وأرضاها. ويُصلي الإمام المهدي على أم المؤمنين عائشة وأسلمُ تسليماً.. والمعذرة على الإجابة المختصرة وأفتيناك بالحقّ وأوجزنا.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني..
ــــــــــــــــــــــــ

الأحد، 21 نوفمبر 2010

من الروايات المُفتراة عن أئمة آل البيت [حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم - رحمه الله - قال: حدثنا أبي, عن جدي, عن حماد بن عيسى, عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (( اهدنا الصراط المستقيم )) قال: هو أمير المؤمنين عليه السلام ومعرفته, والدليل على أنه أمير المؤمنين عليه السلام قوله عز وجل: (( وإنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )) وهو أمير المؤمنين عليه السلام في أمّ الكتاب في قوله عز وجل: {اهدنَا الصِّراطَ المُسْتَقيمْ}] أشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين إن هذا حديث جاءكم من عند الشيطان الرجيم مُخالفاً لمُحكم القُرآن العظيم


- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
14 - 12 - 1431 هـ
21 - 11 - 2010 مـ
11:49 مســاءً
ــــــــــــــــــــ


ذلكم هو الإمام المبين، وهو ذاته الكتاب المبين الكتاب الأمّ لدى ربّ العالمين
للمقارنة بين البيان الباطل المُفترى وبين بيان المهديّ المنتظَر للذِّكر..

وما يلي اقتباس من أحد كتب الشيعة:
وأما قوله تعالى: (( وانه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )) فقد ورد فيها:
في (معاني الأخبار32 - 33) للشيخ الصدوق:
حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم - رحمه الله - قال: حدثنا أبي، عن جدي، عن حماد بن عيسى، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (( اهدنا الصراط المستقيم )) قال: هو أمير المؤمنين عليه السلام ومعرفته, والدليل على أنه أمير المؤمنين عليه السلام قوله عز وجل: (( وإنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )) وهو أمير المؤمنين عليه السلام في أمّ الكتاب في قوله عز وجل: (( اهدنا الصراط المستقيم )).
وفي كتاب (الغارات 2/894) لإبراهيم بن محمد الثقفي: 
ما رواه محمد بن العباس (ره) عن أحمد بن إدريس عن عبد الله بن محمد عن عيسى عن موسى بن القاسم عن محمد بن علي بن جعفر قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: قال أبي عليه السلام وقد تلا هذه الآية (( وإنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )) قال: هو علي بن أبي طالب عليه السلام.
وفي كتاب (شرح الأخبار 1/244) للقاضي النعمان: 
العلا, قال: سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام عن قول الله تعالى: (( وإنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )). قال: هو أمير المؤمنين علي (صلوات الله عليه) أوتي الحكمة وفصل الخطاب وورث علم الأولين وكان اسمه في الصحف الأولى وما أنزل الله تعالى كتابا على نبي مرسل إلا ذكر فيه اسم رسوله محمد صلى الله عليه وآله واسمه وأخذ العهد بالولاية له عليه السلام.
وفي (المزار 218) للمشهدي: 
السلام على أمين الله في أرضه وخليفته في عباده, والحاكم بأمره، والقيم بدينه، والناطق بحكمته، والعامل بكتابه، أخي الرسول، وزوج البتول، وسيف الله المسلول، السلام على صاحب الدلالات والآيات الباهرات والمعجزات القاهرات، المنجي من الهلكات، الذي ذكره الله في محكم الآيات، فقال تعالى: (( وانه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )).
وفي زيارة أخرى قال (ع): أيها النبأ العظيم السلام عليك يامن انزل الله فيه (( وانه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم ))...
وفي دعاء يوم الغدير كما في (المزار 287): وأشهد أنه الإمام الهادي الرشيد أمير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك فانك قلت وقولك الحقّ (( وانه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )).
وفي (بحار الأنوار23 م2109): 
كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام وقد سأله سائل عن قول الله عز وجل: (( وأنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )) قال: هو أمير المؤمنين.
كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس عن عبد الله بن محمد عن عيسى عن موسى بن القاسم عن محمد بن علي بن جعفر قال: سمعت الرضا عليه السلام وهو يقول: قال أبي (عليه السلام) وقد تلا هذه الآية: (( وإنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )) قال: علي بن أبي طالب (عليه السلام).
ودمتم في رعاية الله))
انتهى البيان الباطل.

وما يلي بيان الإمام المهديّ المنتظَر بالحقِّ ناصر محمد اليماني:

بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النّبيّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:56].

اللهم صلِّ وسلم وبارك على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وعلى خليفته في ناموس الكتاب من بعده الإمام عليّ عليه الصلاة والسلام وعلى حُكام المُسلمين الصالحين أبي بكر وعُمر وعُثمان والصلاة والسلام على كافة الناصرين التابعين للحقِّ إلى يوم الدين..

ويا معشر الشيعة والسُّنة، ما كان للإمام المهدي ناصر محمد اليماني أن يتبع أهواءكم ليرضيكم بل الله أحقُ بالرضا وإني لرضوان الرحمن لمن العابدين، وجعلني الله حكماً بينكم بالحقِّ فيما كنتم فيه تختلفون في الدين، وما على الإمام المهدي إلا أن يستنبط لكم حُكم الله الحقّ من محكم كتابه فيما كنتم فيه تختلفون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} [الشورى:10].

{وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة:50].
{فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)} [المائدة].
{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ} [المائدة].
{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51)} [النور].
{أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً} [الأنعام:114].
{وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49)} [المائدة].
{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [النمل:76].
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ ( 23 )} صدق الله العظيم [آل عمران].

وهذا أمر الله إليكم أنَّ ما اختلفتم فيه من شيءٍ في دينكم من أحاديث البيان في السُّنة النَّبويّة فقد أمركم الله بعرض الحديث النَّبويّ على آيات الكتاب المحكمات البيِّنات هُنّ أمّ الكتاب، فإذا جاء الحديث مُخالفاً لإحدى آيات الكتاب المحكمات فاعلموا أنه لم يقله محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ بل من الأحاديث المُفتراة على رسول الله وصحابته الأبرار في سنة البيان، وما كان لمحمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أن يبيّن آيةً في كتاب الله فتأتي مخالفةَ لآيات الكتاب المحكمات، وبما أنَّ قرآنه وسنة بيانه من عند الله إذاً حديث البيان في السُّنة الذي يأتي مُخالفاً لمحكم قرآنه فهو حديث مفترى على النّبيّ جاءكم من عند غير الله ورسوله ومفترى على الرواة من صحابته الأبرار، فلا بد لكم أن تؤمنوا أنّ أحاديث سنة البيان هي كذلك من عند الله ولا ينطق عن الهوى بالظنِّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، ولذلك أفتاكم الله بالناموس لكشف الأحاديث المكذوبة عن النّبيّ فأمركم الله بأنّ الحديث النَّبويّ المُفترى على النّبيّ إذا كان من عند غير الله ورسوله فإنه حتماً يأتي مُخالفاً لآيات الكتاب المحكمات هُنّ أمّ الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)} صدق الله العظيم [النساء].

وهذا حُكم الله بينكم في محكم كتابه تجدون أنَّه أمركم بعرض أحاديث البيان في السُّنة النَّبويّة على محكم القرآن، وأفتاكم الله أنّ الأحاديث التي جاءتكم من عند غير الله ورسوله فإنّكم سوف تجدون بينها وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً جملةً وتفصيلاً لكون الحقّ والباطل نقيضان لا يتفقان أبداً حتى يجتمع النور والظُلمات، وهل قط اجتمع النور بالظلمات؟ بل إذا أشرق النور فتذهب الظُلمات في لمح البصر. وذلك لأنّ أحاديث البيان إنما تأتي لتزيد القرآن بياناً وتوضيحاً لعلماء الأمّة، ولا ينبغي لأحاديث البيان أن تأتي مُخالفةً لمحكم قرآنه، ولذلك قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [اعرضوا حديثي على القرآن فما وافق القرآن فأنا قلته وما خالف القرآن فليس مني].

وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [إنها تكون بعدي رواة يروون عني الحديث، فأعرضوا حديثهم على القرآن، فما وافق القرآن فخذوا به، وما لم يوافق القرآن فلا تأخذوا به].

وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [سيأتيكم عني أحاديث مختلفة، فما جاءكم موافقاً لكتاب الله ولسنتي فهو مني، وما جاءكم مخالفاً لكتاب الله ولسنتي، فليس مني].
صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

كون أحاديث البيان لا ينبغي لها أن تخالف محكم القرآن بل تأتي لتزيد القرآن بياناً وتوضيحاً كما تبين لكم حكم الله في الكتاب والسنة إن القرآن هو المرجع فيما اختلفتم فيه من أحاديث البيان، والشرط أن لا يأتي الحديث مخالفاً لآيات الكتاب المحكمات كونه إما أن يوافق محكم كتاب الله أو لا يخالفه، وأما ما جاء مخالفاً لمحكم كتاب الله فكما تبين لكم الفتوى في سنة البيان الحقّ عن النبي: [وما خالف القرآن فليس مني]. صدق عليه الصلاة والسلام.

وكذلك أحاديث سنة البيان عن أئمة آل البيت الحقّ الذين يبيِّنوا القرآن للناس بالحق فما ينبغي لهم أن يأتوا بالبيان المخالف لقرآنه ولا لسنة بيانه عن النّبيّ عليه الصلاة والسلام، ولسوف نقوم بالتطبيق لأحد الروايات المُفتراة عن أئمة آل البيت كما يلي:
[حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم - رحمه الله - قال: حدثنا أبي, عن جدي, عن حماد بن عيسى, عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (( اهدنا الصراط المستقيم )) قال: هو أمير المؤمنين عليه السلام ومعرفته, والدليل على أنه أمير المؤمنين عليه السلام قوله عز وجل: (( وإنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )) وهو أمير المؤمنين عليه السلام في أمّ الكتاب في قوله عز وجل: {اهدنَا الصِّراطَ المُسْتَقيمْ}.
انتهى.
وأنا الإمام المهدي أشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين إن هذا حديث جاءكم من عند الشيطان الرجيم مُخالفاً لمُحكم القُرآن العظيم كون محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- لم يبعثه الله ليهدي الناس إلى صراط الإمام علي بن أبي طالب، فذلك شركٌ بالله ويريدُ الشيطان الرجيم أن يبالغ الشيعة في أبتي الإمام عليّ عليه الصلاة والسلام حتى يضلّهم عن صراط العزيز الحميد وما ابتعث الله كافة أنبيائِه ورُسله إلى العالمين إلا ليهدوا الناس إلى الصراط المستقيم. وقال لله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيّيِنَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بالحقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الحقّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} صدق الله العظيم [البقرة:213].

والسؤال الذي يطرح نفسه إلى من يتخذ الصراط المستقيم سبيلاً؟ والجواب تجدوه في مُحكم الكتاب لعالمكم وجاهلكم في قول الله تعالى : {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ (53)} [الشورى].

{مَّا مِن دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [هود:56].
{وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام:153].
{وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [آل عمران:101].
{فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا} [النساء:175].
{قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:161].

وتبيّن لعالمكم وجاهلكم أنّ الصراط المستقيم هو الصراط إلى الله العزيز الحميد، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الحقّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} صدق الله العظيم [سبأ:6].

وقال الله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً (19)} صدق الله العظيم [المزمل].

وإنّما محمد رسول الله وكافة المُرسلين من قبله وكافة الأئمة المُصطفين جميعنا ابتعثنا الله لنهدي الناس إلى صراط العزيز الحميد وحده لا شريك له، تصديقاً لقول الله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّنَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بالحقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الحقّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} صدق الله العظيم [البقرة:213].

وإنّما الصراط المستقيم هو إلى الله وحده وليس إلى أبتي الإمام علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام، أفلا تتقون؟ فاتبعوني أهدكم بالقُرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ (53)} صدق الله العظيم [الشورى].

ومن ثم نأتي إلى البيان الباطل من وسوسة الشيطان الرجيم بقولهم في كتاب معاني الأخبار عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل:
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}
قال: هو أمير المؤمنين ومعرفته والدليل على أنه أمير المؤمنين قوله عز وجل: ((وأنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم)) وهو أمير المؤمنين (عليه السلام)
انتهى.
ومن ثم نترك الرد مُباشرةً من الله العزيز الحكيم لكون هذه الآية محكمة من آيات أمّ الكتاب البينات لعالمكم وجاهلكم تفتيكم عن القرآن العظيم أنه منسوخ من اللوح المحفوظ عند ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أمّ الكتاب لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4)} صدق الله العظيم [الزخرف].

فهل هذه الآية تحتاج إلى بيان التي تفتيكم إنَّ القرآن موجود في أمّ الكتاب أي موجود في الكتاب الأصل والكتاب الأصل هو عند الله ويُسمى بالكتاب المكنون. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74) فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنْزِيلٌ مِنْ ربّ العالمين (80)} صدق الله العظيم [الواقعة].

فانظروا لفتوى الله عن القرآن العظيم أنّه تنزل من الكتاب المكنون. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78)} [الواقعة].
{بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ(21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)} صدق الله العظيم [البروج].

واللوح المحفوظ هو الكتاب المبين الذي كتب الله فيه كُل شيء ما كان وما سيكون إلى يوم الدين وما قاله الأنبياء لقومهم من ربهم وما سوف يكون ردهم على أنبياء الله، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِين} صدق الله العظيم [يس:12].

ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد الإخوان الشيعة فيقول: "أفلا ترى أنه يقصد الإمام علي بقول الله تعالى: {وَكُلّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِين}؟ إذاً الإمام علي يعلم ما كان وما سيكون إلى يوم الدين". ثم يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى: {إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68) قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69) مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)} صدق الله العظيم [يونس].

وكلمة الإمام في هذا الموضع من الآيات المتشابهات وكلمة التشابه هي في قول الله تعالى: {إِمَامٍ مُبِين} صدق الله العظيم، ولذلك فمنكم من يظنّ أنه الإمام علي بن أبي طالب، وآخرون يقولون بل ذلك هو الإمام المهدي يحصي كل شيء ويحيط بكل شيء علماً! ومن ثم يرد عليهم الإمام المهدي وأقول: "ولكني أشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين إني الإمام المهدي لا علم لي إلا بما علمني ربي من بيان آيات الكتاب القرآن العظيم وعلمني الله أنّ المقصود بكلمة إمامٍ مبينٍ هو الكتاب الحكم عند ربّ العالمين ولذلك يُسمى إمامٍ مبين كونه ينطق بالحقِّ من غير ظلم. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} [الإسراء:71].

فما هو الإمام الذي يدعون إليه الأمم؟ وتجد الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [الجاثيه:28].

أفلا تعلمون أن الكتاب كذلك يُسمى )إمام(؟ كون الله أمر الناس بإتباع كتابه، وقال الله تعالى: {وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [الأحقاف:12].

وأما قول الله تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِين} صدق الله العظيم [يس]، فذلك الكتاب الحكم من ربّ العالمين ينطق بالحقِّ بين المختصمين ولذلك يُسمى إماماً. تصديقاً لقول الله تعالى: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بالحقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [الجاثيه:29].

وذلك لأن الكتاب الذي أحصى الله فيه جميع أعمال خلقه في علم الغيب من قبل أن يخلقهم قد جعله الله الحكم بين المختلفين، فما خالفه فهو باطل كون العصاة ينكرون أعمال السوء التي كتبها عليهم الملك عتيد وقال: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بالحقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم، وذلك هو الإمام المبين وهو ذاته الكتاب المبين الكتاب الأمّ لدى ربّ العالمين الذي أحصى الله فيه كُلّ شيءٍ، ما كان وما سيكون إلى يوم الدين ثم كتب ما كان وما سيكون من الأحداث الصُغرى والكُبرى وتقدير الأرزاق لكل دابة في الأرض سواء تكون نملة تدأب وكل ما يَدِبُّ على الأرض أو إنسان أو طائر يطير بجناحية قدّر أرزاقهم جميعاً بقدر مقدور في الكتاب المسطور من الحبوب وغيرها إلى يوم الدين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} صدق الله العظيم [الأنعام:59].

ثم استنسخ فيه علم غيب أعمال عبيده أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ(12)} صدق الله العظيم [يس].

وذلك لأنّ أصحاب النار جميعاً سوف يرفع كُلّ واحد منهم قضية على ما كتبه عليه الملك عتيد فينكرون جميعاً ما عملوه من السوء ويبدأون في الإنكار من بعد موتهم مُباشرةً ويوم القيامة، وقال الله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [النحل:28].

والإنكار منهم حدث مُباشرةً من بعد موتهم حين توفاهم الملك عتيد ومساعده الملك رقيب فأنكروا جميع أعمال السوء التي كتبها عليهم الملك عتيد وقالوا: {مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ} ومن ثم ردَّ عليهم الملك عتيد والشاهد على براءته من الإفك الملك رقيب ردّوا على المُنكرين لأعمال السوء التي كتبها الملك عتيد وقالوا: {بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}، بمعنى أنهم ردّوا الحُكم إلى علام الغيوب الذي علم المُستقدمين من عباده وعلم المستأخرين وعلم بما سوف يعملون في علم الغيب من قبل أن يخلقهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (23) وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (24)} [الحجر:14].

حتى إذا جاءوا ربَّهم يوم الدين وهم السائق وخصمه والشاهد، فأما السائق فهو الملك عتيد يسوق خصمه الإنسان إلى الله ليحكمُ بينهما هل ظلم عتيد الإنسان في شيءٍ وكتب عليه ما لم يفعل؟ وأما الشاهد فهو الملك رقيب كونه كان حاضراً حين فعل الإنسان السوء غير أنه ليس مُكلفاً بكتابة أعمال السوء ولذلك أصبح دوره شاهداً بالحق. ولكنّ الإنسان من الذين ظلموا أنفسهم يُنكِر ما كتبه عليه الملك عتيد من السوء وكذلك يطعن في شهادة الشاهد الملك رقيب، ومن ثم يخرج الله الكتاب المُبين كتاب علم الغيب الذي يخصه سُبحانه وتعالى علواً كبيراً، وقال الله تعالى: {هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُمْ بالحقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [الجاثية:29].

وبما أنَّ العبيد أصحاب أعمال السوء يعلمون أنَّ الملك عتيد وشاهده رقيب لم يظلموهم شيئاً حتى إذا وضع الله كتابه تنزل من ذات العرش لكي تتم المُطابقة بين ما فيه من علم الغيب للأعمال وبين ما في كتاب الملك عتيد، وبما أن أصحاب أعمال السوء يعلمون أنَّ الحفظة لم يظلموهم شيئاً ولذلك فهم مُشفقون في أنفسهم مما فيه، و قال الله تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:49].

وإنما قال المُجرمون ذلك في أنفسهم ولم تنطق به ألسنتهم بل قالوا في أنفسهم: {يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا}، ولكنهم لم يجدوا غير الاستمرار في الإنكار أنهم لم يعملوا شيئاً من السوء فيحلفون بالله لله ظنّاً منهم أنَّ الذي كتب ذلك الكتاب المُبين إنما هو ملك آخر كمثل الملك عتيد فلم يعلموا أنَّ الذي كتب الكتاب المُبين أنّه الله علام الغيوب الذي علم بما سوف يفعلون من السوء من قبل أن يفعلوه، وبما أنّهم لا يعلمون أنّ الكتاب المبين يختصّ بالله طعنوا في صحته وحلفوا لله بالله، وقال الله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (18)} صدق الله العظيم [المجادلة].

ومن ثم يزداد غضب الله عليهم فيختم على أفواههم لتتكلم أيديهم وأرجلهم وجلودهم بما كانوا يعملون، وقال الله تعالى: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65)} صدق الله العظيم [يس].

ومن بعد أن تشهد عليهم أطرافهم فهُنا يئسوا من أنهم يستطيعون الاستمرار في الإنكار ثم يطلق الله أفواههم لكي يُخاطبوا أيديهم وأرجلهم وجلودهم، وقال الله تعالى: {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} صدق الله العظيم [فصلت:21].

ومن ثم خاطبهم الله تعالى، وقال علام الغيوب: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [فصلت:22].

ومن ثم يصدر الأمر من الله الواحدُ القهار إلى الملكين الموكلين بالإنسان من البداية إلى النهاية وهم رقيب وعتيد، ثم يقول الله للملك عتيد والملك رقيب: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26)} صدق الله العظيم [ق].

ولكن الشيطان لا يزال في جسد ذلك الإنسان، فهما روحان في جسد واحد فهم في العذاب مُشتركون ففزع الشيطان قرين الإنسان حين سمع الرحمن أصدر الأمر إلى الملكين عتيد ورقيب: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26)} صدق الله العظيم، ومن ثم نطق الشيطان قرين ذلك الإنسان مُحاولاً تبرئة نفسه وقال الله تعالى: {قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَـٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴿27﴾ قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ ﴿28﴾ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴿29﴾ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ﴿30﴾ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴿31﴾ هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴿32﴾ مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ﴿33﴾ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﴿34﴾لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴿35﴾ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ ﴿36﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴿37﴾} صدق الله العظيم [ق].

ومن ثم يقول الإنسان لقرينه الشيطان الذي أضلّه عن الصراط المستقيم في الحياة الدُنيا: {قَالَ يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38)} [الزخرف]، وذلك لأنه مسٌ في جسده متلازمان فهم في العذاب مُشتركون، ولا نقصد مسوس المرضى الذين يمرضهم الشياطين الذين ابتلاهم الله من المؤمنين فلا نقصد هذا النوع من المسّ بل يقصد الله مس التقييض بسبب الغفلة، ولا نقصد به مسوس المرضى على الإطلاق من المؤمنين الذين تؤذيهم مُسوس الشياطين بل نقصد مسَّ تقييضٍ وهو الشيطان الذي يقيِّضُه الله للإنسان الذي يعرض عن ذكره فيعيش في غفلة عن ذكر ربه، وقال الله تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَانِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ(37)حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38)} صدق الله العظيم [الزخرف].

ولذلك قال الإنسان لقرينه الشيطان: {قَالَ يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38)}، وقال الله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} صدق الله العظيم [ق:37]، اللهُم قد بيّنت اللهم فاشهد.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
مُعلم البيان الحقّ للقرآن بالقرآن؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ