الأحد، 30 مارس 2014

يخبرنا الله عن العسل بقوله: {شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} فماسبب عدم شفاء بعض المرضى رغم استخدامهم للعسل؟


الإمامُ ناصِرُ مُحَمَّدٍ اليَمَانِيُّ
29 - 05 - 1435 هـ
30 - 03 - 2014 مـ
04:25 صباحاً
ــــــــــــــــــــ


جعل الله العسلَ ألواناً، وذلك حتى يُميِّز الناس نوعية العسل لكون لكلّ نوعيةٍ من العسل شفاءً لأمراضٍ معينةٍ
وعسل الأمشاج دواءٌ عامٌ غير مركزٍ ..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين، أمّا بعد..
فإنّ عسل النحل من آيات الله للسائلين المتفكّرين في عسل النحل الذي يسلك السبُل للبحث عن الشجر والزهر فيخرج من بطونه شرابُ العسل مختلفٌ ألوانه على حسب نوعية الأشجار، كونَ اللهِ أمَر النّحل أن تأكل من كل الثمرات لكون لكلّ مرضٍ نوعٌ من العسل فيه شفاءٌ له بشكلٍ مركزٍ، وقد يأتي من العسل ما فيه نسبةٌ من دواء المرض كمثل نوع عسل الأمشاج.

وعلى كل حالٍ، إن في العسل شفاءً لمرضى الناس، ولكلّ مرضٍ نوعٌ من العسل شفاء مركّز لذلك المرض، وليس العسل سواءً، وميّز الله العسل عن بعضه بعضاً باختلاف ألوانه لكي يعرف الناس نوعية العسل فيعلمون أنّ ذلك اللون من العسل هو عسل السدر أو السمر أو غير ذلك، ولكن للأسف بعض الذين لا يعلمون يستغرب حين يأكل العسل ولا يشفيه العسل ثم يقول: "وكيف فيه شفاء للناس وأنا أكلته ولم يشفِ سقمي!" ومن ثم نفتيه بالحقّ: إنك لم تأكل العسل الذي خصصه الله لمرضك كمثل الذي يشكو مرض الروماتيزم ثم يتناول علاج الحُمّى فهل تراه سوف يشفى من الروماتيزم؟ 
وكذلك العسل فكلُّ عسلٍ مركزٌ شفاؤه لأمراضٍ معينة ولكنّه لا ينفع لمرضٍ آخر بشيء ولا حتى بنسبة 1% لكونه لا يختصُّ بعلاج ذلك المرض؛ بل يختصّ به عسلٌ آخر مركزٌ شفاؤه لذلك المرض أو عسل الأمشاج. 

والعسل الأمشاج من مختلف الأشجار فيه نِسبٌ من دواء الأمراض ولكنه غيرُ مركزٍ في شفاء مرضٍ معينٍ، ومن يتناولْهُ يُشفَ ببطءٍ من سقمه، وقد يترك تناولَه قبل أن يشفى ظنّاً منه أنه لم ينفعْ معه، ولكن المركّز أسرع بإذن الله في شفاء المرض المخصص له أو المخصص لعدّة أمراضٍ إذا تناول العسل المطلوب لشفاء مرضه.

ومن المفروض أن يُبيَّن ذلك علميّاً للناس ويعلمونهم أنّ العسل الفلاني شفاءٌ لمرض كذا والعسل الفلاني شفاءٌ لمرض كذا لكونه علاجاً ربانيّاً فليس له أعراض كمثل العلاج الذي من صُنْع البشر، كون العلاج مِن صنع البشر له منافعُ وله أضرارٌ، وأن ضرره هو ما يسمّونه بالأعراض الجانبية المكتوبة في النشرات الدوائية، ولكن العلاج الربّاني من بطون النحل من مختلف الأشجار ليس له أعراض.

وهذا البيان فيه الفتوى بالحقّ للسائل المتفكِّر في ألوان العسل، وأكدنا بالبيان ما استنتجه بعقله لماذا مختلفٌ ألوانه فنقول: وذلك حتى يستطيع أصحاب الخبرة التمييزَ بين عسل السدر وأيّهم عسل السمر وأيّهم عسل العمق وأيّهم عسل الأمشاج وغير ذلك من أنواع العسل. تصديقاً لقول الله تعالى: {ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)} صدق الله العظيم [النحل].

والحكمة في أنّ الله أمر النحل أن تأكل من كل الثمرات وذلك حتى تصنع الدواء من مختلف الأشجار لشفاء الأمراض بإذن الله، وميزه الله بألوان ليتمّ التعرف على نوعية العسل من خلال لونه مباشرةً. وأما أصحاب النحل الذين يعطون النحل سكر الشاي فأقول: تناولوا السكر مباشرةً فهذا غشٌّ لا يُرضي الله، فلا فائدة من عسل الذين يفتنون النحل عن أمر ربّه: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)} صدق الله العظيم [النحل].

أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
______________

الأحد، 16 مارس 2014

هل يُرفع ركن الصيام عن الحائض ام أنها تصوم وتُرفع عنها الصلاة بسبب فقدان شرط الطهارة؟


- 1 -
الإمام ناصِر محمد اليماني
15 - 05 - 1435 هـ
16 - 03 - 2014 مـ
05:22 صباحاً
ــــــــــــــــــــ


ترفع الصلاة عن الحائض والنفساء بسبب فقدان ركن الطهارة من نجاسة دم الحيض
ويؤجل الصيام بسبب رفع الصلاة ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وآلهم ومن تبعهم بإحسانٍ في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم يبعثون، أمّا بعد..

فلا أجد في كتاب الله أنّ الحائض تُقيم الصلاة، لكونها ليست طاهرةً من الدم، والطهارة من أركان الوضوء ولذلك تسقط عنها الصلاة المفروضة وصلاة النافلة، وكذلك النفساء، ولكن الله أمرهنّ أن يذكرن الله كثيراً فيظلّ لسان الحائض والنفساء رطباً بذكر الله، فلم يمنع الله الحائض والنفساء من ذكره أيام الحيض؛ بل يذكرن الله كثيراً.

وعلى سبيل المثال مريم عليها الصلاة والسلام، فيوم كانت نفساء صامتةً عن الكلام مع الناس واستبدلته بالتسبيح لربِّها فيظلّ لسانها رطباً بذكر الله، وكذلك يقرأنَ القرآن، وإنّما رُفعت عنها الصلاة بسبب أنّها لا تستطيع الطهارة من دم النجاسة والطهارة ركنٌ من أركان الوضوء، ولم يأمرها الله بالصيام لكون جسمها يحتاج إلى تغذية بسبب فقدان دم الحيض، وكذلك لا صيام بدون صلاة غير أنّها تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة لكون الصلاة ليس لها قضاء في أيامٍ أُخَر كمثل الصيام، ولو أذِن الله بقضاء صلاة أيّامٍ في أيامٍ أُخر لخلت بيوت الله من المُصلّين وتهاون الناس عن صلاتهم ويمكث المرء يعد ربه بقضاء الصلوات حتى يدركه الموت.

وعلى كل حال فنحن نؤكد صحة فتوى العلماء في أنّه لا صلاة على الحائض والنفساء ولا صيام وأنّها تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة. ولا أجد في ذلك مخالفةً لمحكم كتاب الله لكون الدم من النجاسات ولن يستطعن الطّهارة وفقدن ركناً من أركان الوضوء الأساسية وهي الطهارة، ولذلك رفع عنهنَّ فرض الصلاة واستبدل لهنَّ الله أن يذكرن الله كثيراً في أيام الحيض ما استطعنَ كذِكر مريم عليها الصلاة والسلام حين كانت نفساء برسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليهم الصلاة والسلام: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَـٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [مريم].

ونستنبط من ذلك عدم هجر ذكر الله وتلاوة القرآن في أيام الحيض والنفاس.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_____________