الجمعة، 13 نوفمبر 2009

من المهدي المنتظر إلى معشر الشيعة الإثني عشر: من هو اليماني؟


الإمام ناصر محمد اليماني
25 - 11 - 1430 هـ
13 - 11 - 2009 مـ
09:58 مساءً
ـــــــــــــــــــــ

من المهدي المنتظر إلى معشر الشيعة الإثني عشر: من هو اليماني؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأرض يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظنّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } [الأنعام:116]
وقال الله تعالى: { إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظنّ وَإِنَّ الظنّ لَا يُغْنِي مِنَ الحقّ شَيْئاً } [النجم:28]
وقال الله تعالى: { وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٨٩﴾ بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٩٠﴾ } [البقرة]
وقال الله تعالى: { وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ } [الرعد:37]
صدق الله العظيم

من المهدي المنتظر إلى معشر الشيعة الاثني عشر، فقد ضللتكم الروايات التي أغلبها ما أنزل الله بها من سلطان واستمسكتم بها وكأنها قرآن من عند الرحمن، أفلا تتقون؟ وإني أشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أن اليماني المنتظر هو المهدي المنتظر، وأشهدُ أنه لا فرق بين اليماني المنتظر والمهدي المنتظر حتى يكون هناك فرق بين ( محمد رسول الله صلّى الله عليه و آله وسلّم ) و ( أحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم )

ألا وإن اليماني المنتظر هو ذاته المهدي المنتظر.

وأما اليماني صاحب ثورة الوحدة اليمنية فهو ليس عالم دينٍ وإنما قائد ثورة الوحدة بين اليمنيين وهو الذي تحاربونه الآن وهو علي عبد الله صالح، والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ، الذي قام بقدر مقدور في الكتاب المسطور بثورة الوحدة بين اليمَنيين حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت آمناً من بعد حروب اليمَنيين، وإنما ذلك هي من علامات ظهور المهدي المنتظر فتحدث في جيل المهدي المنتظر وعصره من قبل الظهور، ولم أقل ذلك مجاملة مع علي عبد الله صالح أو لأكسب رضوانه وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين، ولكني أشهدُ الله أني لم أنطق إلا بالحقّ وأعلم علم اليقين أن علي عبد الله صالح هو من سوف يسلّمني راية الحُكْمِ لأن اليمن سوف يصبح عاصمة الخلافة العالميّة ومكة العاصمة المقدسة مركز اجتماع علماء الدين للتشاور في أمر الدين، وأما عاصمة الخلافة العالميّة فهي اليمن مقر اجتماع وزراء المهدي المنتظر ولاتنا على العالمين للتشاور في أمور البشر، والمهدي المنتظر قد جعله الله حُراً في دولته الكُبرى أفعل ما أريد وليس لكم من الأمر شيء.

وأما السُفياني فقد مضى وانقضى وهو صدام حسين المجيد، ويسمى بالسفياني لأنه من ذرّية معاوية بن أبي سفيان ونرجو من الله أن يتغمده برحمته وأن يقبل توبته.

وأما الخراساني فهو الذي تقومون بدعمه ضدّ اليماني الممهد قائد ثورة الوحدة التمهيديّة بين اليمنيين فجعل اليمن دولةً واحدةً، والخراساني واليماني تقوم الحرب بينهما في اليمن، ألا وإن الخراساني هو الحوثي. وهو خراساني يتلو خراساني، ويسمى الخراساني نسبة لأوليائه خراسان إيران وإنه على ضلال مبين بسبب أن ثورته ليست من أجل الدين بل من أجل الدنيا ويرى أنهم أولى بالحكم من غيرهم بزعمهم أن الحكم ليس إلا لآل البيت، ولكني المهدي المنتظر لا أعلم في كتاب الله أنّ الحكم حصرياً لآل البيت بل الملك لله يؤتيه من يشاء سواء يكون من آل البيت أو من غيرهم من المسلمين فأهم شيء أن يحكم بما أنزل الله ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة لأصحابها ولا يظلم رعيته ويعلم أنه مسؤول بين يدي الله عن رعيته هل كان حاكماً عادلاً لا يُظلم عنده أحد وقد خاب من حمل ظُلماً، وكذلك وجبت الطاعة للحاكم الذي يحكم بما أنزل الله فيقيم الصلاة ويؤتي الزكاة في مصارفها ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فقد وجبت عليكم طاعته ما أطاع الله فيكم ولم يجعله الله شرطاً من آل البيت. وقال الله تعالى:
{ الذينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأرض أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ المنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } صدق الله العظيم [الحج:41]

وأما بالنسبة لآل البيت فلم يأمر الله المسلمين بطاعتهم كما يطيعوا الله ورسوله إلا أولي الأمر منهم وهم أئمة المسلمين إذا بعث الله من آل البيت إماماً كريماً ليعيد الأمّة إلى منهاج النّبوّة الأولى فيحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فيستنبط لهم أحكام الله للفصل بينهم من القرآن العظيم فيبين لهم الحقّ والباطل.
وقد علّم الله المسلمين إذا بعث إماماً حقاً من آل البيت أنهم سيجدونه يعلم أحكام الله في القرآن العظيم فيستنبط أئمة آل البيت الحكم للفصل بين علماء الأمّة من القرآن فيحقوا الحقّ من الأحاديث النّبويّة ويبطلوا الباطل بطريقة استنباط الأحكام من القرآن للفصل بين علماء الأمّة المختلفين، ولن يجد الذين يتبعون الحقّ إلا أن يسلموا لحكم الله تسليماً لأنهم يجدونه حكماً واضحاً علّمهم به أولو الأمر منهم من أئمة آل البيت، وذلك هو البرهان للإمامة والقيادة إن بعثهم الله في المسلمين فدعوهم إلى الاحتكام إلى كتاب الله ليحكموا بينهم منه فيما كانوا فيه يختلفون في دينهم فيحقون الحقّ مباشرة من كتاب الله ويبطلون الباطل إن كانوا صادقين من أئمة آل البيت، فلكل دعوى برهان وذلك بتطبيق الناموس في الكتاب لكشف الأحاديث المكذوبة عن النّبيّ ألا وإن القرآن وسنّة البيان جميعهم من عند الله، ولكن الله لم يعدكم بحفظ السُّنة النّبويّة من التحريف والتزييف عن النّبيّ عليه الصلاة والسلام ولذلك أمركم الله بالاحتكام إلى القرآن العظيم، فإذا كان الحديث النبوي جاء من عند غير الله أي من عند الطاغوت الشيطان الرجيم على لسان أوليائه من شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر فقد علّمكم الله أن الحديث المفترى في السُّنة النّبويّة سوف تجدون بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً، ويستنبط لكم ذلك أولو الأمر منكم من أئمة آل البيت الذي يزيدهم الله بسطة في العلم على كافة علماء الأمّة فتعلموهم من خلال فتوى الله ببرهانهم في محكم الكتاب في قول الله تعالى: { لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ } صدق الله العظيم [النساء:83]

إذا لكلّ دعوى برهان، تصديقاً لقول الله تعالى: { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كنتم صَادِقِينَ } صدق الله العظيم [البقرة:111]

وقد جعل الله البرهان الحقّ للإمامة والقيادة هو علم الاستنباط لأحكام الدين حصرياً من كتاب الله ربّ العالمين، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الحقّ فهم معرضون } صدق الله العظيم [الأنبياء:24]

فقد ضللتكم كثيرٌ من الروايات والأحاديث المكذوبة على النّبيّ وأنتم لا تعلمون وتحسبونها من عند الله ورسوله وما هي من عند الله ورسوله. وقال الله تعالى:
{ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القرآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83) } صدق الله العظيم [النساء]

ومن خلال هذه الفتوى من ربّ العالمين يستطيع المسلمون التعرف على أئمة آل البيت الذين يصطفيهم الله من آل البيت وجميعهم من ذرّية الإمام علي بن أبي طالب وفاطمة بنت محمد عليهم جميعاً الصلاة والسلام من ربّهم، ولم يأمر الله المسلمين بطاعة آل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام بل أمرهم ببرهم و احترامهم احتراماً لمحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولم يجعل الله آل بيت الرسول- صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن لهم الحكم على النّاس في كلّ زمانٍ ومكانٍ بل الحكم هو لأولي الأمر منهم إن بعثهم الله ليعيدوا الأمّة إلى منهاج النّبوّة الأولى فيحكمون بينهم فيما كانوا فيه يختلفون في الدين، فأولئك أمر الله المسلمين بطاعتهم كما يطيعون أمر الله ورسوله، ولكلّ دعوى برهان وقد جعل الله برهانهم أنهم يدعون علماء الأمّة إلى الاحتكام إلى كتاب الله ليحكموا بينهم فيما كانوا فيه يختلفون في دينهم فيستنبطون لهم الحكم الحقّ من محكم كتاب الله شرط أن يكون هذا الحكم هو في آيات الكتاب المحكمات البيِّنات فيعلم به أولو الأمر منهم فيعلّموه لعلماء الأمّة، فإذا الحكم الفصل واضحٌ وبيّنٌ لعالم الأمّة و جاهلها لا يزيغ عن الحُكم الحقّ إلا من كان في قلبه زيغ عن الحقّ، وذلك لأنهم سوف يأتونكم بحكم الله فيعلموكم به في آيات الكتاب المحكمات البيِّنات لعالمكم وجاهلكم وليس في مسألة واحدةٍ بل في جميع ما كنتم فيه تختلفون.

وعلى سبيل المثال اختلافكم في العصمة، فتقولون إن رسل الله وأئمة آل البيت معصومون من السوء عصمةً مطلقةً أي لا يمكن أن يعملوا سوءاً قط! ولكني المهدي المنتظر أحكم بالحقّ فأفتي بالحقّ أنّ الرسل معصومون من الافتراء على الله ثم أنكر الافتراء بالمبالغة بغير الحقّ حسب فتوى الشيعة أن الرسل معصومون من عمل سوء قط ثم آتيهم بالحكم الفصل وما هو بالهزل من آيات الكتاب المحكمات هُن أمّ الكتاب، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ المرْسَلُونَ (10) إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ(11) } صدق الله العظيم [النمل]

ومن ثم نبطل عقيدة الباطل أن رسول الله لا ينبغي له أن يخطئ حسب فتوى الشيعة، فهي باطل مفترًى لأن العصمة المطلقة من الخطأ في الكتاب هي لله وحده لا شريك له فلا تُبالغوا في رُسل الله وأئمة آل البيت بغير الحقّ يا معشر الشيعة الاثني عشر، بل جعلتم المهدي المنتظر مالك الملك يؤتي الملك من يشاء حسب فتوى الجاهلين منكم أن المهدي المنتظر هو من أعطى نجاد حُكم إيران، وحسب زعمكم أن المهدي المنتظر هو من يحفظ دولتكم ويرعاها من حيث لا تعلمون فأنتم تدعونه من دون الله إلا من رحم ربّي منكم ولا يشرك بالله شيئاً، فلا أريد أن أظلم الذين لا يشركون بالله شيئاً إن وُجِدوا.

ويا معشر الشيعة اتقوا الله، فوالله الذي لا إله غيره ولا معبوداً سواه أني المهدي المنتظر الحقّ من ربّكم ولا ينبغي للحقّ أن يتبع أهواءكم بل أحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فآتيكم بحُكم الله الحقّ وليس من عند نفسي من رأسي سبحان الله الذي لا يشرك في حكمه أحداً في أحكام الدين بل آتيكم به من محكم كتاب الله ولا ينبغي للحقّ أن يتبع أهواءكم. وقال الله تعالى:
{ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ } صدق الله العظيم

وتصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأرض يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظنّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } صدق الله العظيم [الأنعام:116]

وتصديقا لقول الله تعالى: { إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظنّ وَإِنَّ الظنّ لَا يُغْنِي مِنَ الحقّ شَيْئاً } صدق الله العظيم

فكم كنتم تستعجلون ببعث المهدي المنتظر يا معشر الشيعة الاثني عشر وها هو قد بعثه الله في عصره وقدره المقدور في الكتاب المسطور، وأنتم تعلمون يا معشر الشيعة الاثني عشر أن المهدي الحقّ من ربّكم يدعو البشر إلى اتباع الذكر ويدعو علماء الدين المختلفين إلى الاحتكام حصرياً إلى كتاب الله القرآن العظيم. فلا تكونوا كمثل الذين قال الله عنهم: { وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٨٩﴾ بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٩٠﴾ } صدق الله العظيم [البقرة]

ولم يجعل الله المهدي المنتظر من الشيعة الاثني عشر ولم يجعل الله المهدي المنتظر من أهل السّنة والجماعة ولم يجعل الله المهدي المنتظر ينتمي إلى أيّ حزبٍ من أحزاب المسلمين الذين فرقوا دينهم شيعاً وكل حزب بما لديهم فرحون، وأشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أني لستُ منكم في شيء يا من فرقتم دينكم شيعاً لا أنا ولا جدي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159) } صدق الله العظيم [الأنعام]

ولكن علماء الأمّة الذين يقولون على الله مالا يعلمون نبذوا أمر الله وراء ظهورهم واختلفوا في دينهم فصدوا عن اتباع دين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى النّاس كافة فكيف يتبعونكم وهم يرونكم مختلفين في دينكم ويلعن بعضكم بعضاً ويكفر بعضكم بعضاً؟ ألا والله لو تركتم ما اختلفتم فيه واستمسكتم بالأساس حتى لا تصدوا النّاس عن اتباع دين الله الذي يدعوهم إلى كلمة سواء بينهم جميعاً أن لا يعبدوا إلا الله وحده لا شريك له لفزتم فوزاً عظيما حتى ولو تركتم شيئاً من السُنن الحقّ في سبيل عدم الاختلاف لغفر الله لكم ذلك وأدخلكم مدخلاً كريماً، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً } صدق الله العظيم [النساء:31]

وذلك لأنكم إذا اختلفتم سوف تضرون دين الله ضرراً عظيماً ثم لا يتبع النّاس رسالة الإسلام الحقّ للناس كافة فيقولوا وكيف نتبع دين المسلمين وهم في دينهم مختلفين؟ فما يُدرينا أيهم على الحقّ! ثم يتركوكم ودينكم، ولذلك نهاكم الله عن الاختلاف ولكنكم خالفتم أمر الله في محكم كتابه في قول الله تعالى:
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٣١﴾ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿٣٢﴾ } صدق الله العظيم [الروم]

وخالفتم أمر الله في محكم كتابه في قول الله تعالى: { شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى المشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13) } صدق الله العظيم [الشورى]

وخالفتم أمر الله في محكم كتابه في قول الله تعالى: { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ المنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ المفْلِحُونَ (104)وَلاتَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البيِّنات وَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(105) } صدق الله العظيم [آل عمران]

فانظروا لقول الله تعالى: { وَلاتَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البيِّنات وَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } صدق الله العظيم [آل عمران:105]

ولذلك فإني المهدي المنتظر أشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أني لستُ منكم في شيء وأتبرأ منكم أنا وجدي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، تصديقاً لقول الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } صدق الله العظيم [الأنعام:159]

وهل سبب فشلكم يا معشر علماء المسلمين وأمّتهم فلم يُتمّ الله بكم نوره على العالمين إلا لأنكم اختلفتم فتفرقتم ثم فشلتم ثم ذهبت ريحكم كما هو حالكم اليوم أذلة مهانين مستضعفين، ودليل ضعفكم ذلك أن يهود تلّ أبيب يقتلون إخوانكم الليل والنّهار وأنتم تشهدون فلم تنصروهم برغم كثرتكم وخالفتم أمر الله ورسوله. وقال الله تعالى: { وإنِ اسْتَنْصَروُكُمْ فِي الدّين فَعَلَيْكُمْ النَّصْـر } صدق الله العظيم [الأنفال:72]

تصديقاً لقول محمد رسول الله الحق: [ ومثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا، و كونوا عباد الله إخوانا ]

فأين الإخوة في الدين وأنتم تقتلون بعضكم بعضاً وتؤيدون الحوثي وأمثاله على قتل إخواني المسلمين اليمانيين يا معشر الشيعة الاثني عشر أفلا تتقون؟ فإذا كان الله حرّم عليكم قتل الكفار الذين لم يعتدوا عليكم وأمركم الله أن تحسنوا إليهم وتقسطوا إليهم وهم كافرون وبرغم كفرهم تجدون أن الله لم يأمركم أن تكرهوهم في الدخول في دينكم وأمركم أن تعاملوهم بمُعاملة الدين الإسلامي الحنيف فيجدون فيكم الرحمة والشفقة والقسط والكرم والعدل والإخوة ومن ثم تقنعوا قلوبهم فلا يجدوا إلا أن يسلموا لهذا الدين الإسلامي الحنيف الذي يأمر بالقسط وعدم قتل النّاس ونهبهم وسفك دمائهم. وقال الله تعالى:
{ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المقْسِطِينَ } صدق الله العظيم [الممتحنة:8]

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: إذا كنتم وجدتم في محكم كتاب اللهِ أمرَ اللهِ الصريح والفصيح إلى المسلمين فتجدوا أنه أوصاهم في الكافرين:
{ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المقْسِطِينَ } صدق الله العظيم

فما بالكم بإخوانكم المسلمين؟ فما هو موقفكم بين يدي الله يا من تُخالفون كافة أوامر الله في محكم كتابه فتتبعون روايات الخُزعبلات التي أكثرها ما أنزل الله بها من سلطان؟ فكم تسببت رواياتكم في قتل كثير من المسلمين ألا لعنة الله على من لم ينتهي من قتل إخواني المسلمين كما لعنه الله في محكم كتابه العزيز:
{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً } صدق الله العظيم [النساء:92]

وقال الله تعالى: { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ له عَذَابًا عَظِيمًا } صدق الله العظيم [النساء:93]

فأخبروني يا معشر الشيعة يا من تدعمون الحوثي على قتل إخواني المسلمين ما هو سلطان علمكم الذي أحل لكم ذلك فلا تقولوا لي أن علي عبد الله صالح اعتدى على الحوثيين كلا وربي والنّاس والعالم شهود أن دعاهم إلى السلم وأكرمهم علّهم ينتهون فما زادهم إلا طُغياناً وفساداً في الأرض، ألا والله إنّ راية اليماني علي عبد الله صالح لهي أهدى من راية الحوثي الخراساني لأنه يدعو إلى السلم وعدم سفك دماء المسلمين اليمانيين وعدم التعصب في الدين غير أنه فاشل في حُكمه بسبب المداراة بغير الحقّ للمُفسدين وكان من المفروض أن يحكم فيهم بحدود الله ومن تعدى حدود الله فقد ظلم نفسه ألا والله لو يتبع الحقّ علي عبد الله صالح فيكون أول من يُسلم القيادة من البشر لظهرت في اليمن قبل أن أظهر عند الركن اليماني للبيعة من أجل إنقاذ إخواني اليمانيين من الفتنة وسفك الدماء لأنه سوف يصبح ظهوري فرضاً وظهوري عند الركن اليماني سُنة، ولن أقاتل علي عبد الله صالح ولا غيره من جميع حكام المسلمين، كلا وربي فلا أسألهم على اتباع الحقّ أجراً ولا حُكماً فإن اتبعوا الحقّ ثبتناهم على حُكمهم، وجعل الله المهدي المنتظر خليفة الله عليهم بالحقّ فيكونوا من ولاتنا على العالمين ليحكموا بما أنزل الله فلا يُدارون في الحقّ شيئاً ولا يخافون في الله لومة لائم.

ويا معشر البشر وجميع قادة البشر، إني المهدي المنتظر خليفة الله عليكم جميعاً أدعوكم إلى السلام كافة وعدم سفك الدم والظُلم فأحرم عليكم ظُلم الإنسان لأخيه الإنسان فأنتم جميعاً إخوة، خلقكم الله من ذكر وأنثى أفلا تعقلون؟ ألا والله إني المهدي المنتظر رحمة من الله للبشر أريد أن أوحّد صفّكم فأجعلكم صفاً واحداً أمام المسيح الدجال الشيطان الرجيم الذي يريد فتنتكم كما فتن أبويكم من قبل، ألا والله الذي لا إله إلا هو إنه يُعِدُّ رجاله وخيوله لغزو البشر بعد مرور كوكب النّار، ويريد فتنة الأحياء منكم والأموات، ألا وإن كافة الأموات من الكافرين إليكم راجعون لكي يجعلهم المهدي المنتظر أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ فيتحقق الهدف من خلقكم فيكون الله راضياً في نفسه عليكم ولذلك خلقكم أفلا تعقلون؟

فإني المهدي المنتظر رحمة من الله لكم أريد أن أنقذكم من فتنة المسيح الدجال، ألا وإنه الشيطان الرجيم سوف يظهر لكم جهرةً ويناديكم بصوته وأنتم ترونه، ويجلب عليكم بخيوله ورجاله، ويريد فتنتكم أجمعين، فلا تتبعوه و اتبعوني أهدكم صراطاً مستقيماً. 
ألا والله الذي لا إله غيره إنه يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، بمعنى أنه يريد أن يوردكم نار جهنم ليجعلكم الله معه لأنه قد يئس وذريته من رحمة ربّهم.

ويا معشر البشر جميعاً استجيبوا لدعوة المهدي المنتظر رحمة الله للأمم إلا من يئس من رحمة الله وأعرض عن دعوة المهدي المنتظر، ألا وإني أدعوكم يا جميع عباد الله من الجنّ والإنس ومن كلّ جنس إلى الله ليغفر لكم ذنوبكم مهما كانت ومهما تكون فلا تزال لديكم فرصة أخيرة ببعث المهدي المنتظر فاستجيبوا داعي الله واستجيبوا لنداء الله في محكم كتابه إلى عباده أجمعين من الجنّ والإنس ومن كلّ جنس:
{ قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِ } صدق الله العظيم [الأنفال:38]

وتصديقاً لقول الله تعالى: { تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّـهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴿١﴾ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّـهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ ﴿٢﴾ أَلَا لِلَّـهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّـهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّـهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴿٣﴾ لَّوْ أَرَادَ اللَّـهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا لَّاصْطَفَىٰ مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿٤﴾ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴿٥﴾ خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ ﴿٦﴾ إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿٧﴾ وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّـهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ﴿٨﴾ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٩﴾ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَـٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّـهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴿١٠﴾ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّـهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ ﴿١١﴾ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ﴿١٢﴾ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿١٣﴾ قُلِ اللَّـهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي ﴿١٤﴾ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴿١٥﴾ لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ اللَّـهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ﴿١٦﴾ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّـهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾ أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ ﴿١٩﴾لَـٰكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّـهِ لَا يُخْلِفُ اللَّـهُ الْمِيعَادَ ﴿٢٠﴾ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴿٢١﴾ أَفَمَن شَرَحَ اللَّـهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّـهِ أُولَـٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٢﴾ اللَّـهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّـهِ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٢٣﴾ أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ ﴿٢٤﴾ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ﴿٢٥﴾ فَأَذَاقَهُمُ اللَّـهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿٢٧﴾ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٢٨﴾ ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّـهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٢٩﴾ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ﴿٣٠﴾ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ﴿٣١﴾ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّـهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ ﴿٣٢﴾ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴿٣٣﴾ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴿٣٤﴾ لِيُكَفِّرَ اللَّـهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٣٥﴾ أَلَيْسَ اللَّـهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٣٦﴾ وَمَن يَهْدِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّـهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ ﴿٣٧﴾ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّـهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّـهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّـهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴿٣٨﴾ قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٣٩﴾ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ﴿٤٠﴾ إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ ﴿٤١﴾ اللَّـهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٤٢﴾أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿٤٥﴾ قُلِ اللَّـهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٤٦﴾ وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّـهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴿٤٧﴾ وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٤٨﴾ فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٤٩﴾ قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٥٠﴾ فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَـٰؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ ﴿٥١﴾ أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩﴾ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّـهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٦٠﴾ وَيُنَجِّي اللَّـهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦١﴾ اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿٦٢﴾لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٦٣﴾ قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّـهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ ﴿٦٤﴾ } صدق الله العظيم [الزمر]. وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

أخو البشر في الدم من ذرّية أبونا آدم المهدي المنتظر عبد النعيم الأعظم الإمام ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ

ما المقصود بالسنة النبوية ؟


الإمام ناصر محمد اليماني
25 - 11 - 1430 هـ
13 - 11 - 2009 مـ
02:52 صبـاحـاً
ــــــــــــــــــ

السُّنة هي بيانٌ لبعض آيات الكتاب ويتوارثها الناس عمليّاً ..

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخي الكريم حبيب قلبي أبا محمد الكعبي، بارك الله فيك وثبّتك وجميع الأنصار السابقين الأخيار على الصراط المُستقيم، وبالنسبة للحديث الحقّ: 
[إني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لا تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسُنتي]

ألا وإن السُّنة هي بيانٌ لبعض آيات الكتاب ويتوارثها الناس عملياً لأن بيانها يكون عملياً للناس جميعاً، ألا والله لو التزموا بأمر مُحمدٍ رسولِ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بعدم كتابة الأحاديث لما استطاع شياطين البشر أن يضلوهم شيئاً لأنّ السُّنة سوف يتوارثونها عمليّاً فيصبح معروفاً لدى المُسلمين كيف يُصلّون، كيف يزكّون، وكيف يصومون، وكيف يحجّون، فيتوارثون ذلك عمليّاً بالتطبيق من جيلٍ إلى جيلٍ بالوراثة العمليّة، ولكنهم حين خالفوا أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فكتبوا الأحاديث من بعد وفاة الرسول - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بسنين كثيرة ومن ثم حانت الفرصة لأعداء الله فيما كانوا يُبيِّتون من الأحاديث ليصدّوا الناس عن الصراط المُستقيم بأحاديث لم يقُلها مُحمدٌ رسولُ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - حتى أخرجوهم عن السنة العمليَّة إلى السُّنة المقروءة فاتّبع عُلماء الأمَّة السنةَ المُحرفةَ وهم لا يعلمون فضلّوا وأضلّوا إلا من رحم ربي.

وبالنسبة لنَهي مُحمدٍ رسولِ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عن كتابة أحاديث السُّنة فالسبب لأنّ الله علَّمه أنه يوجد طائفة يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر يُبيِّتون أحاديث عن النّبيّ غير التي يقولها النّبيّ عليه الصلاة والسلام وآله يريدون أن يُضلّوا المُسلمين ضلالاً بعيداً عن طريق أحاديث السُّنة النَّبويَّة. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ} صدق الله العظيم [النساء:81].

ولذلك أراد مُحمدٌ رسولُ الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أن يُجنِّب المُسلمين من فتنة شياطين البشر الذين يُظهرون الإيمان ويبطنون الكُفر ولذلك أمر المُسلمين بعدم كتابة الأحاديث وبهذا يضمن أنّ شياطين البشر لا ولن يستطيعوا فتنتهم عن طريق الأحاديث المُفتراة في السُّنة النَّبويَّة فجعل السُّنة هي التطبيق العملي يتوارثه المُسلمون من جيلٍ إلى جيل والقرآن محفوظ من التحريف، ولكنهم خالفوا أمر الله ورسوله وكتبوا الأحاديث ثم تسنت الفرصة لشياطين البشر بوضع الأحاديث التي كانوا يبيتونها من قبل، ثم ردوا المُسلمين من بعد إيمانهم كافرين.

وها أنتم ترون أنّ ناصر مُحمد اليماني كم ينادي الليل والنهار عبر جهاز الأخبار: يا معشر البشر اتبعوا الذكر المحفوظ من التحريف؛ رسالة الله إلى الناس كافةً. فإذا أول من يتصدى للمهديّ المُنتظَر هم المُسلمون وقالوا: "بل أنت كذابٌ أشرٌ ولستَ المهديّ المُنتظَر، فكيف تأمرنا أن نتبع الذكر ونترك سنة مُحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟". ثم ردّ عليهم المهديّ المُنتظَر وقال: أعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين؛ بل أنا المهديّ المُنتظَر مُستمسكٌ بكتاب الله و بسنّة رسوله الحقّ، وإنما أكفر بما خالف لمُحكم القرآن في السُّنة النَّبويَّة حسب فتوى الله في مُحكم كتابه أن ما خالف لمُحكم القرآن من أحاديث السُّنة فإن ذلك الحديث من عند غير الله أي من عند الشيطان الرجيم، وذلك لأنّ القرآن وسنّة البيان هما جميعاً من الرحمن ولا ينبغي لسنّة البيان أن تخالف لمُحكم القرآن، ألا وإنّ في القرآن الفرقان بين الحقّ والباطل ولكن عُلماء الأمَّة إلى حدّ الساعة لصدور ردي هذا وهم لا يزالون مُعرضين عن دعوة المهديّ المُنتظَر إلى الاحتكام إلى كتاب الله، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنهم يعلمون أني سوف أخالفهم في كثيرٍ ممّا هم عليه ولذلك لم تُعجبهم دعوة المهديّ المُنتظَر إلى اتباع الذكر والاحتكام إليه! أفلا يعلمون أني مُكلفٌ ببيان القرآن كما كان يبينُه مُحمدٌ رسولُ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - للناس فأعيدُ المُسلمين إلى منهاج النبوة الأولى كما لو كان المُسلمون في عصر مُحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ وإنا لصادقون.

وأنا المهديّ المُنتظَر أؤمن بالقرآن وبسنة البيان وآتيكم بالبرهان لسنة البيان من ذات القرآن، ألا والله الذي لا إله غيره لو استجاب عُلماء الأمَّة لدعوة الاحتكام إلى الكتاب لوجدوا العجب العُجاب بالحقِّ وكأنّ القرآن تنزّل اليوم عليهم لأنهم فهموه وعقلوه وعلموه ولكن أكثر الناس لا يشكرون.

فيا أمّة المهديّ المُنتظَر في عصره وقدره المقدور في الكتاب المسطور لقد منّ الله عليكم أن بعث المهديّ المُنتظَر في جيلكم في هذه الأُمّة أفلا تكونوا من الشاكرين؟

ويا أمّة الإسلام كيف إن المهديّ المُنتظَر يُفتيكم أنه لا يجوز لكم أن تُفتوا بالاجتهاد بغير علمٍ ثم يفتري هو على الله ويقول إنّه المهديّ المُنتظَر ما لم يكن هو حقاً المهديّ المُنتظَر إذا وجدتم أنّ الله قد أيده بسلطان العلم؟ فكيف تجتمع النور والظُلمات يا قوم أفلا تعقلون؟

ألا والله إن الإنترنت نعمةٌ من الله كُبرى، فدعوة المهديّ المُنتظَر وحجته مكتوبة تُقرأ الليل والنهار خيرٌ من أن ألقي إليكم البيان فيسمعه من سمعه ويذهب سُدىً؛ بل بيانٌ محفوظٌ يُقرأ الليل والنهار من جميع الأقطار، وبرغم أنه وفد إلينا آلاف من البشر فاطلعوا ولا يزالون يطلعون على البيان الحقّ للذكر في موقع المهديّ المُنتظَر فيبلّغون به بعضهم بعضاً ولكن للأسف لم يوقنوا أنّ ناصر مُحمد اليماني هو حقاً المهديّ المُنتظَر! بمعنى أنهم لم يصدقوا ولم يكذبوا فلا يزال الكثير في ريبهم يترددون هل هذا هو حقاً المهديّ المُنتظَر أم إنه كذاب أشر؟ ولكن المهديّ المُنتظَر سوف يقول لكم في أنفسكم قولاً بليغاً: 
يا أحبابي في حُب الله يا جميع المُسلمين والمُسلمات، إنني والله أحبكم في الله وذليلٌ عليكم فلا تخشوا قسوتي في بعض البيانات إنما أريد أن أزجركم من الظُلمات إلى النور، وأما القول البليغ هو أن تختلوا بأنفسكم مع ربكم وحده لا شريك فتُناجون الله في مكان لا يسمع مُناجاتكم سواه ثم تتضرعوا إلى الله فتقولوا:
(اللهم إنك أنت الحقّ ووعدك الحقّ فاكتبنا مع الشاهدين، اللهم إنك تعلم وعبادك لا يعلمون ولا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العزيز الحكيم، اللهم إن كنت تعلم أنّ المهديّ المُنتظَر هو حقاً ناصر مُحمد اليماني فلا تجعله حسرةً على عبدك (أو أمَتك)، فأندم أني لم أكن من أتباعه وأنصاره السابقين الأخيار، اللهم فبصِّرني ببيانه للكتاب حتى أعلم أنه ينطق بالحقِّ ويهدي إلى صراط ٍ مستقيم، اللهم إن كان يدعو إلى الحقّ والحقّ هو معه اللهم فاهدِ قلبي إلى اتباع الحقّ بحقّ القول الحقّ لا إله إلا الله مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.)

ثم يستمر بالتضرع حتى يخشع قلبه وتسيل عيناه من الدمع فيشعر في نفسه حُبّاً عظيماً لناصر مُحمد اليماني، وتلك علامة التقوى للإمام ناصر مُحمد اليماني أنه يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراط ٍ مُستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا ﴿٩٦﴾ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا(97)} صدق الله العظيم [مريم].

وقد رأيت أخي عبد الله ابن عبد العزيز ينصحكم من الحسد، وصدق الرجل فإن بعض الباحثين عن الحقّ ما بحث عن المهديّ المُنتظَر إلا لأنه يظنّ أنه لربما هو المهديّ المُنتظَر حتى إذا عثر على الحقّ فقد ينزغه الشيطان بحسدٍ في نفسه فلا يُريد أن يتبيّن له أنّ ناصر مُحمد اليماني هو المهديّ المُنتظَر ويتمنى أن لا يكون ناصر مُحمد اليماني هو المهديّ المُنتظَر لكي يستمر الأمل عنده أنه هو المهديّ المُنتظَر.
ويا سُبحان الله فهل تعبدون منصب المهديّ المُنتظَر أم تعبدون الله يا معشر الباحثين عن الحقّ! ألا ليتني جُنديٌّ مجهولٌ في سبيل ربّي فلا يهمني شأن منصب المهديّ المُنتظَر، ويا قوم فما تريدون بالزينة والمُلك؟ ألا والله لو تعلمون المُتعة في حُبّ الله والتنافس على قربه وحبه لنبذتم ملكوت الدُنيا والآخرة وراء ظهوركم ولن ترضوا بغير حُبّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه بديلاً أبداً.

ويا معشر المُسلمين هل تُريدون أن يحببكم الله؟ فكونوا طيبين تعفون عن من ظلمكم، وتعطون من أعطاكم، وتعطون من حرمكم، وتدرأون السيئة بالحسنة تكونون حقاً عُظماء في نظر البشر، ثم يشهد الله لكم الخالق العظيم أنكم لعلى خُلقٍ عظيمٍ، وتلك أخلاق الأنبياء والمُقربين من عباد الله أولئك هم عباد الرحمن الذين لا يستكبرون ويمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً.

فلتكن حياتكم من أجل الله، ألا والله إن الذين لا يعيشون من أجل الله إنهم لم يعرفوا الله ولم يقدّروه حقّ قدره. وما تريدون بهذه الحياة ومتاعها؟ فاتبعوني تستمتعون بالنعيم الأعظم من نعيم ملكوت الدنيا والأعظم من ملكوت الجنة التي عرضها السماوات والأرض والله على ما أقول شهيد ووكيل لو يحببكم الله، ولن يحببكم الله حتى تتبعوا دعوة الحقّ من ربكم فتعبدون الله كما ينبغي أن يُعبد فتذرون تعظيم عباده فتُشمرون لتُنافسوا المهديّ المُنتظَر وكافة الأنبياء والمُرسلين في حُب الله وقربه بالمسارعة في الخيرات فتكونون لله خاشعين، فما أجمل الحسد في المسارعة في الخيرات فيشعر الحاسد بالحسد الجميل حين يرى أخاه الذي لديه المال يسارع بالخيرات في التقرب إلى ربّه ثم يبكي فيقول:
(يا رب إنك تعلم أني لا أحسد الناس على الدُنيا ولكني أحسد الناس فيك على التقرب إليك بحلال أموالهم، اللهم فافتح علينا أبواب فضلك ورحمتك وثبتني على التنافس في حُبك وقربك فأنت ربّي وأنا عبدك أعبد حُبك وقُربك حتى ترضى، ألا وإن النعيم الأعظم هو في رضوانك وفي حبك وقربك، فكم أنت جميل يا إلهي فما أجمل صفاتك يا أرحم الراحمين)

و يا أيها الناس اتقوا ربكم فاعبدوه وذروا تعظيم عباده جميعاً من حملة العرش الثمانية إلى البعوضة جميع عباد الله ما يَدبُّ أو يطير فإنهم عبيدٌ لله أمثالكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ ربّهم يُحْشَرُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:38].

وإنما الرُسل والأنبياء عبيدٌ لله أمثالكم لا يتفوقون عليكم بمثقال ذرةٍ من الحقّ في ذات الله؛ بل هو ربكم جميعاً، ولكن مُشكلة البشر حين يرون الله يكرّم أحد البشر فبدل أن ينافسوه لكي ينالوا التكريم من ربّهم مثله فإنهم يتخذون الطريق المعوج فيعمدون إلى هذا العبد الذي كرّمه الله فيتمسحون بقبره و يتوسلون به قربة إلى ربّهم ليشفع لهم عنده فضلّوا عن سواء السبيل.

ويا أيها الناس إني المهديّ المُنتظَر لا أقول لكم إنّ ربّي الله هو لي وحدي حصريّاً فلا ينبغي لكم أن تنافسوني في حُبّ الله وقربه، ألا والله لو أفتيكم بذلك لما أغنى عني من في السماوات والأرض من الله شيئاً فأكون من المُعذبين وأعوذُ بالله أن أقول ما ليس لي بحقّ؛ بل اعبدوا الله ربّي وربّكم، وأشهدُ الله وجعلني عليكم شهيداً ما دمت فيكم فاشهدوا على دعوتي بالحقِّ، وإنما أنا بشرٌ مثلكم ولي في الله مالكم وشأن المهديّ المُنتظَر كشأن الأنبياء والمُرسلين وليس نبيّاً ولا رسولاً ولكن الله كرّمه تكريماً فجعل من الرُسل له وزراء وإن هذا لهو التكريم العظيم ولن يزيدني إلا ذُلاً بين يدي الله، وأدعوكم إلى عبادة الله كما ينبغي أن يُعبد فانطلقوا وراء المهديّ المُنتظَر نحو الله، فليحاول أحدكم أن يَجُرَّ المهديّ المُنتظَر بقميصه من دُبرٍ ليسبقَه إلى الله إن استطاع بالمسارعة بالخيرات والتعبد في حبّ الله وقربه فيعبد الله وحده لا شريك له فلا يُعظِّم المهديّ المُنتظَر فيفضله على الله.

ولربّما يودّ أحدكم أن يقاطعني: "وكيف أن نفضّل المهديّ المُنتظَر على الله! ونعوذ بالله من ذلك". ومن ثم أردّ عليكم بالحقِّ وأقول :إنكم حين تفضلون المهديّ المُنتظَر أن يكون هو أحبّ إلى الله منكم فقد فضلتم المهديّ المُنتظَر على الله! ثم لا يغني عنكم المهديّ المُنتظَر من الله شيئاً. فيا أيها الأنصار السابقين الأخيار استجيبوا لله ليحيي قلوبكم فاستجيبوا لأمر الله في مُحكم كتابه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:21]، و {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].

وإنما الأنبياء والمُرسلين عبادٌ أمثالكم لهم في الله ما لكم فنافسوهم في حب الله وقربه، أفلا ترون إنهم يتنافسون على حُب الله وقربه ولم يُفضِّلوا بعضهم بعضاً لأنهم يعلمون أنه لا يجوز لهم أن يُفضِّلوا بعضهم بعضاً إلى الله؛ بل يتنافسون أيّهم أقرب إلى الربّ، فإن فضلت أحداً سواك فإنك لمن المشركين، فانظروا هل فضّل بعضُهم بعضاً؟ والتفضيل بيد الله وليس بأيدي البشر وما عليهم إلا أن يتنافسوا على حُب الله وقربه أيهم أقرب. تصديقاً لقول الله تعالى:
{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۘ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ ۖ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ۚ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَٰكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} صدق الله العظيم [البقرة:253].

وقال الله تعالى: {رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ ۖ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ ۚ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ﴿٥٤﴾ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ ۖ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴿٥٥﴾ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾ وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا(58)} صدق الله العظيم [الإسراء].

إذاً يا قوم، إنّ أمر التنافس في حُبّ الله وقربه لم يجعله الله حصريّاً على الأنبياء والمُرسلين، فلا تشركوا بالله إني لكم لمن الناصحين فاتّبعوا الأنبياء والمُرسلين فتنافسوا جميعاً عباد الله إلى الله أيُّكم أحبّ وأقرب، فلا تجعلوا الله حصرياً لرسلِه ليتنافسوا عليه وحدهم أيّهم أقرب، أفلا ترون فتوى الله في شأن الأنبياء والمُرسلين: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} تنفيذاً لأمر الله في مُحكم كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم؟

اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.. فاشهدوا بالحقِّ يا معشر الأنصار السابقين الأخيار أنّ المهديّ المُنتظَر قد بلَّغ الأمانة فحطم الحاجز الذي افتراه المُعَظِّمونَ لعبادِ الله المُبالِغون ونسوا التعظيم لربّهم فضلوا عن سواء السبيل.

يا أيها الناس قدِّروا ربّكم حقّ قدره إن كنتم إياه تعبدون، فلا تلوموني يا معشر الأنصار وكافة الزوار حين تجدوني أجيبكم فأزيدكم علماً بل أكرر عليكم التذكير في حقّ العبوديّة للرب سُبحانه فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر مُحمد اليماني.
_______________

الثلاثاء، 10 نوفمبر 2009

البيان الحق لقصص الأنبياء قصة نبيّ الله داوود عليه الصلاة والسلام


الإمام ناصر محمد اليماني
22 - 11 - 1430 هـ
10 - 11 - 2009 مـ
11:31 مساءً
ـــــــــــــــــــ


فتوى المهديّ بالكتاب عن قصة داوود في المحراب الذي آتاه الله الفصاحة وفصل الخطاب ذكرى لأولي الألباب ..

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كوارك
السلام عليكم يا امامنا ورحمة الله وبركاته
ارجو توضيح قصة الخصمين عندما دخلوا على نبي الله داوود ليحكم بينهم في امر اصرار احدهما على ضمّ نعجة الآخر له في حين ان له تسع وتسعون نعجة حيث ان هناك إسرائيليات تقول ان لنى الله داوود 99 زوجة وكان يطمع في زوجة احد الرعية ولما تاب داوود وسجد فما هوة الذنب الذي فعله وهل هما ملكان يعلمون النّبي الحكم ام ماذا حيث ان كل التفاسير عجزت عن معرفة سبب نزول تلك الآية
والسلام عليكم ورحمة الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله التّوابين المُتطهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدّين..
قال الله تعالى: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْ‌ثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ﴿٧٨﴾ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:78-79].

وهذه قصة رجلين أخوين، أحدهما كان غنياً لديه أغنامٌ كثيرةٌ ومزرعةٌ، وأمّا الآخر فهو فقيرٌ ولديه قليلٌ من الغنم لا تساوي إلا بنسبة 1% نسبةً إلى غنم أخيه، ولهُ أولادٌ كثيرون وغنمه القليلة هي مصدر عيشهم هو وأولاده، وهو جار أخيه قرباً وجُنباً، ودخلت غُنيماته مزرعة أخيه الغني ونفشت فيها ولذلك قال الله تعالى: {فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ } صدق الله العظيم [الأنبياء:78].

وذلك لأنها مصدر رزق القوم وهو الرجل الفقير وأولاده، ومن ثمّ أخذ الغنمَ صاحبُ المزرعة الغني وهو يعلم أنّه ليس لدى أخيه مالٌ ليقوم بتعويضه وقال له: "لقد ضممت غنمك إلى غنمي لأنها أكلت بضعف ثمنها" . ولكنّ أخاه فقيرٌ وليس لديه إلا هذه الغنم القليلة وهي مصدر قوته الوحيد هو وأولاده، ولكن أخاه ضمّ غُنيماته إلى غنمه بحجّة إتلاف الحرث، ويُطالب أخاه أن يفيه عليها مالاً لأنه يقول إنّها قد أتلفت ضعف ثمنها.
فمن ثمّ اختصما إلى داوود -عليه الصلاة والسلام- حتى يحكم بينهما بالحقّ كما يرجو الفقير، وكان الغني فصيح اللسان بليغ الكلام تكلم بين يدي الحاكم داوود وعزّ أخيه الفقير بالخطاب بين يدي الحاكم داوود -عليه الصلاة والسلام- وهو يرفع الدعوى على أخيه أن يفيه مالاً فوق غنمه لأنّ الغنم كما يقول قد أكلت بضعف ثمنها، وأمّا أخوه فهو ليس مُنكراً أنّ غنمه نفشت في حرث أخيه ولذلك كان مُنصتاً فظنّ داوود أنّ إنصاته يُعتبر اعترافاً منه بما قاله المُدّعي ولم يُنكر أي شيء من دعوى أخيه، فلما رأى داوود أنّ صاحب الغنم مُنصتٌ ولم يردّ على الادّعاء بشيءٍ من الإنكار فظنّ داوود أن ذلك اعترافٌ من صاحب الأغنام بأنّ الغنم حقاً قد نفشت بالمزرعة وأنّها حقاً أكلت ضعف أثمانها، وإنّما عزّه بالكلام بين يدي الحاكم.

ومن ثمّ حكم داوود بغنم الفقير للغني وهي بما أكلت دونما يزيده مالاً فهو جاره قُرباً وجُنباً، وكان سُليمان -عليه الصلاة والسلام- إلى جانب أبيه فنظر من بعد الحُكم إلى وجّه الفقير فرآه مُنخنقاً يكاد أن يبكي من ظلم أخيه له فليس لديه هو وأولاده غير تلك الغُنيمات وهي مصدر عيشه الوحيد هو وأولاده، وأمّا أخوه فهو غنيٌ ولديه أغنام كثيرة ومزرعةٌ، ولكنّ المظلوم أناب إلى الله في نفسه يشكو إليه ظُلم أخيه له فكيف يريد أن يضمّ غنمه القليلة إلى أغنامه وهي لا تساوي إلى غنم أخيه الكثيرة إلا بنسبة واحدٍ في المائة فلا يزال يحسده عليها نظراً لأنه أحبّ إلى النّاس منه، ولكن المُتقين يجعل لهم الرحمن ودّاً وهو يعلمُ بحاله ويعلمُ أنها مصدر عيشه هو وأولاده.

فألهم الله سُليمان الحكم الحقّ بأن يطلع أبوه الحاكم بنفسه ومعه خبيرٌ بالحرث لكي يتم الاطلاع على ما أتلفت الغنم في الحرث ثمّ يتم تقديره بالحقّ من غير ظُلمٍ، ثمّ تبيّن لداوود - عليه الصلاة والسلام - من بعد الاطلاع أنّه حكم على الرجل بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً، وتبيّن له إنّما أعزّ المظلومَ أخوه بالكلام وليس قدر الإتلاف في المزرعة حسب دعوى أخيه، وتبيّن لهُ إنّما أعزّه في الخطاب بلحن دعوى الغني، ثمّ حكم لصاحب الحرث بقدر حقّه بالحقّ يُتم دفعه على مُكْثٍ من ذريات غنم الفقير ولبنها وسمنها ووبرها، ولذلك قال الله تعالى: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْ‌ثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ﴿٧٨﴾ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:78-79].

ولذلك قال الله تعالى: {وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} صدق الله العظيم [الأنبياء:79].

ولكن داوود بادئ الأمر ظلم الفقير بسبب حُكمه بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً وذلك بسبب أنّ أخاه عزّه بالكلام بين يدي داوود وظنّ داوود أن سكوت صاحب الغنم اعترافٌ بكلام أخيه بأنّه حقٌّ، إذ لم يردّ على ما ادّعاه أخوه بشيءٍ من الإنكار، ولذلك ظلم داوود الفقير بغير قصدٍ منه ولكنّ الله ألهم سليمان الحكم الحقّ بوحي التفهيم، واتّبع داوود حكم ابنه سليمان ثمّ حكم بالحقّ، ولذلك قال الله تعالى: {وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} صدق الله العظيم [الأنبياء:79].

وأراد الله أن لا يعود خليفته داوود إلى ذلك فلم يكن هيّناً عند الله ولو لم يكُن بغير قصدٍ من داوود فلا يجوز له أن ينطق بحكمه عن الهوى؛ بل لكُلّ دعوى بُرهان وبيّنةٌ مؤكدةٌ، وإذا لا توجد فعلى من أنكرَ اليمين، ولذلك ابتعث الله اثنين من الملائكة تسوّرا المحراب ولم يدخلا من الباب وكان داوود -عليه الصلاة والسلام- ساجداً في سجوده الأخير في صلاته فجلس من سجوده فإذا هم أمامه واقفين فأوجس منهما خيفةً فكيف دخلوا من الباب وهو مُغلقٌ! ولكنهم رأوا الخوف قد ظهر بسببهم في وجّه نبي الله داوود -عليه الصلاة والسلام- ثمّ طمأنوه: {قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالحقّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ} صدق الله العظيم [ص:22].

ثمّ ظنّ داوود أنّهم من الرعية المُختصمين ولم يكن يعلمُ أنّهم ملائكة وقال: ما خطبكم؟ ومن ثمّ ألقى المَلَكُ الذي يُمثل صاحب الأغنام القليلة دعواه وقال: {إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقال أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23)} صدق الله العظيم [ص].

ويقصد أن أخيه غنيٌّ وصاحب أغنام كثيرةٍ بينما هو ليس لديه إلا نسبة واحدٍ في المائة ويقصد قلّة أغنامه فضمّ غنمه القليلة إلى غنمه الكثيرة وعزّه بالكلام عند الحاكم بينما هم ملائكة وليس لديهم أغنام، وإنّما يريد الله من داوود أن يذكّره بظلمه في حكمه على الفقير من قبل لولا أن فهَّمها الله سليمانَ عليه الصلاة والسلام. المهم إنّ داوود حكم بحكمٍ مُخالفٍ لحكمه الأول في قصة الحرث والغنم، وقال: {قال لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} صدق الله العظيم [ص:24].

وبعد أن قضى بينهما داوود بحكمه بينهم بالحقّ {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} [ص:24]، أي اختفوا من بين يديه، ومن ثمّ علم وأيقن داوود -عليه الصلاة والسلام- أنّهم ليسوا من البشر بل هم ملائكة، ومن ثمّ علم أنّهم يرمزون لصاحب الحرث وصاحب الغنم وإنّما يريد الله أن يذكّره بحكمه الأول وبأنّه كان فيه ظلمٌ على الفقير، وكان داوود لا يزال جالساً على السجادة ثمّ خرّ راكعاً وأناب إلى ربه ليغفر ذنبه، وقال الله تعالى: {وَظنّ دَاوُودُ إنّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (25) يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النّاس بِالحقّ وَلا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26)} صدق الله العظيم [ص].

ولكن في هذه الآيات كلمات من المُتشابهات كمثال قول الله تعالى: {فَاحْكُمْ بَيْنَ النّاس بِالحقّ وَلا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26)} صدق الله العظيم [ص]، وكلمة التشابه هو في قول الله تعالى: {وَلا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} صدق الله العظيم، فظنّوه الذين لا يعلمون أنّهُ هوى فتنة النساء ومن ثمّ وضع المنافقون قصة تُشابه هذه الآية في ظاهرها: {وَلا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} صدق الله العظيم [ص:26]، وقالوا إنّ داوود أحبَّ امرأة أحد قادته فأرسله ليقاتل في سبيل الله لكي يتزوج بامرأته! قاتلهم الله أنَّى يؤفكون! فكيف يفعل ذلك نبيّ الله الذي يُعلي كلمة الله وليس عبداً لشهوته حتى يبعث مُجاهداً في سبيل الله ليتزوج بامرأته؟ ولكنّ الإمام المهديّ يُبطل افتراءهم الباطل بالحقّ فيدمغه وننطق بالحقّ ونقول: إنّ الهوى في هذا الموضع لا يقصد به هوى العشق؛ بل ذلك من المُتشابهات بل يقصد الهوى الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً. مثال قول الله تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٣﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [النجم]؛ أي أنه لا يتبع الظنّ فيقول على الله ما لم يعلم فيضلّ نفسه ومن معه عن سبيل الله، ولذلك قال الله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [النجم].

أي إنّه ليس قولاً عن الهوى بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً؛ بل هو وحيٌ يوحى علّمه شديد القوى، وذلك لأنّ الذين ينطقون عن الهوى بالحكم بين النّاس فيما كانوا فيه يختلفون سواءٌ في قضايا المُسلمين أو في اختلافهم في الدّين فيحكمون بينهم عن الهوى الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً من غير حجّةٍ ولا بُرهانٍ فحتماً يظلمون أنفسهم ويضلّون أمّتهم عن سبيل الله الحقّ، ولذلك قال الله تعالى لنبيه داوود: {فَاحْكُمْ بَيْنَ النّاس بِالحقّ وَلا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} صدق الله العظيم [ص:26]. والآن صارت القصة مُفصلةً ومفهومةَ.

وقال الله تعالى: { وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالحقّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقال أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قال لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظنّ دَاوُودُ إنّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (25) يَا دَاوُودّ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النّاس بِالحقّ وَلا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26) } صدق الله العظيم [ص].

ويا عُلماء الأمّة احذروا ظاهر المُتشابه من القرآن، فظاهره يخالف العقل والمنطق وتأويله غير ظاهره وإنّما تغرّكم كلماتٌ مُتشابهاتٌ في الآيات فتجعلون تأويل المُتشابه كالمحكم وإنكم لخاطئون بذلك، لأنّ المُتشابه ليس ظاهره كباطنه ولذلك لا يعلمُ بتأويله إلا الله وهو من يُعلِّم من يشاء بتأويله من عباده بوحي التفهيم وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ ويأتيكم بتأويله بالسُلطان المبين من مُحكم الكتاب ليتذكر أولو الألباب. فإن كنتم تريدون الحقّ فإنّي الإمام المهدي حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ، فإذا وجدتموني أنطقُ عن الهوى بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً من غير علمٍ ولا سُلطان من الرحمن فلا تتّبِعوني ما لم أهيمن عليكم بالعلم والسُلطان المُبين من مُحكم الكتاب المُبين.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم الداعي إلى الصراط المُستقيم الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ

ما الحكمة من حديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه و آله وسلم : [ لا تَكْتُبُوا عَنِّي شيئاً سوى القرآن، وَمَنْ كَتَبَ غَيْرَ الْقرآن فَلْيَمْحُهُ ]


الإمام ناصر محمد اليماني
22 - 11 - 1430 هـ
10 - 11- 2009 مـ
09:00 مساءً
ـــــــــــــــــــــ


لا تَكْتُبُوا عَنِّي شيئاً سوى القرآن، وَمَنْ كَتَبَ غَيْرَ الْقرآن فَلْيَمْحُهُ ..

من الإمام المهديّ المُنتظَر إلى كافة مُفتي الديار في جميع الأقطار وإلى كافة خُطباء المنابر في بيوت الله وإلى جميع المسلمين والنّاس أجمعين، والسلام على من اتَّبع الهُدى من العالمين، إنَّكم تؤمنون جميعاً بقول الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} صدق الله العظيم [الحشر:7].

وها هي قد تبيّنت لكم جميعاً الحكمة من حديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه و آله وسلم :
[ لا تَكْتُبُوا عَنِّي شيئاً سوى القرآن، وَمَنْ كَتَبَ غَيْرَ الْقرآن فَلْيَمْحُهُ ] صدق عليه الصلاة والسلام.

وذلك لأنّه يخشى أن تُعرضوا عن كتاب الله القرآن العظيم فتتبعوا كتاب الطاغوت الشيطان الرجيم، ولكنكم خالفتم أمر رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فكتبتم الأحاديث النبويّة، وها هو المهديّ المُنتظَر يدعوكم إلى اتِّباع كتاب الله القرآن العظيم ليحكم بينكم منه فيما كنتم فيه تختلفون فإذا أنتم عنه مُعرضون .

ويا معشر علماء الأمّة تعالوا لنفتيكم بالحقّ لماذا نهاكم محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أن تكتبوا عنه أحاديث السنّة النبويّة، وقال عليه الصلاة والسلام: [لا تَكْتُبُوا عَنِّي شيئاً سوى القرآن، وَمَنْ كَتَبَ غَيْرَ الْقرآن فَلْيَمْحُهُ] صدق عليه الصلاة والسلام

فهل تدرون ما السبب؟ وذلك لأنّ الله علّمه أنه توجد طائفةٌ من صحابة رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر والمكر ليطفئوا نور الله عن طريق أحاديث السُّنة النّبويّة فيضلوا المسلمين عن طريق الأحاديث المُفتراة في السُّنة النّبويّة حتى يردوهم من بعد إيمانهم بهذا القرآن العظيم كافرين، وبما أنّ الله علّم رسوله بمكر أعدائه وأنهم يُبيِّتون أحاديث ليلقوا بها بين أحاديث السُّنة النّبويّة عن الرسول كذباً فيضلوا المسلمين ضلالاً بعيداً فيذروا كتاب الله ويستمسكوا بالأحاديث وأكثرها مُفتراة. وقال الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّ‌سُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْ‌سَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقرآن ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

وهذه فتوى بالحقّ أن الله أمركم أن تتبعوا كتابه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْـزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبعوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:155].

وتصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبع الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} صدق الله العظيم [يس:11].

ويا معشر المُعرضين من الأحزاب عن الدعوة إلى اتِّباع كتاب الله والاحتكام إليه، فما تريدونني أن أبشركم به وأنتم مُعرضون عن الدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله؟ فتعالوا لننظر الحكم من الله على الأحزاب المُعرضين عن كتاب الله. وقال الله تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الحقّ مِنْ ربّك وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النّاس لا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [هود:17].

وقال الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقرآن يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} صدق الله العظيم [الإسراء:9].

وقال الله تعالى: {حم (١) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٢) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٣) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فهم لَا يَسْمَعُونَ (٤) وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آَذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ(5)} صدق الله العظيم [فصلت].

وقال الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقرآن وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (٢٦) فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (٢٧) ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النّار لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (٢٨)} صدق الله العظيم [فصلت].

وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (٤١) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (٤٢) مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ ربّك لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ (٤٣) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (٤٤)} صدق الله العظيم [فصلت].

ويا معشر علماء الأمّة حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ، وإني أدعوكم إلى الله ليحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون في الدّين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ ربّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:10].

وما على المهديّ المُنتظَر إلا أن يستنبط لكم حُكم الله من مُحكم كتابه المُفصَّل القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًاً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

وقال الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النّاس بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً} صدق الله العظيم [النساء:105].

وقال الله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كنتم تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبع رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مستقيم (16)} صدق الله العظيم [المائدة].

وقال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الحقّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كنتم فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يريد اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النّاس لَفَاسِقُونَ (49)} صدق الله العظيم [المائدة].

وقال الله تعالى: {وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبعوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن ربّكم وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ (157)} صدق الله العظيم [الأنعام].

وقال الله تعالى: {كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبعواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم} صدق الله العظيم [الأعراف:2-3].

وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:52].

وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:170].

وقال الله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النّاس قَدْ جَاءكُمُ الحقّ مِن ربّكم فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ} صدق الله العظيم[يونس:108].

وقال الله تعالى: {أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الحقّ مِن ربّك وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النّاس لاَ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم[هود:17].

وقال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبعتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ} صدق الله العظيم[الرعد:37].

وقال الله تعالى: {إِنَّ هَـذَا الْقرآن يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً} صدق الله العظيم[الإسراء:9] .

وقال الله تعالى: {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقرآن فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ (92) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا ربّك بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93)} صدق الله العظيم [النمل].

وقال الله تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقرآن لأنّذِرَكُم بِهِ} صدق الله العظيم [الأنعام:19].

وقال الله تعالى: {كَذَٰلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ﴿٢٠٠﴾ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿٢٠١﴾ فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿٢٠٢﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النّار خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(40)إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ(41)لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ(42)} صدق الله العظيم [فصلت].

و قال الله تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} صدق الله العظيم [فصلت:44].

وقال الله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بالحقّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ(6)وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ(7)يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثمّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ(8)وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ(9)مِنْ وَرَائِهِمْ جهنّم وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(10) هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ ربّهم لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ(11)} صدق الله العظيم [الجاثية].

وقال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} صدق الله العظيم [طه:134]. 

وقال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اتَّبعوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [لقمان:21].

وقال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اتَّبعوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُون} صدق الله العظيم [البقرة:170].

وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} صدق الله العظيم [النساء:136].

وقال الله تعالى: {أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ ربّكم وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:157].

وقال الله تعالى: {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كفرا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [التوبة:97].

وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنْ الْمُنْتَظِرِينَ} صدق الله العظيم [يونس:20].

وقال الله تعالى: {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} صدق الله العظيم [الشعراء:4].

و قال الله تعالى: {فَارْ‌تَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النّاس ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّ‌بَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

و قال الله تعالى: {إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إنَّكم عَائِدُونَ(15)يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ(16)} صدق الله العظيم [الدخان].

وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقرآن مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (58)} صدق الله العظيم [الروم].

وقال الله تعالى: {تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فهم لَا يَسْمَعُونَ (4)} صدق الله العظيم [فصلت].

ويا معشر علماء المسلمين على مُختلف شيعهم وفرقهم ها أنتم وقعتم في المحذور، وها هي قد تبيّنت لكم الحكمة لماذا نهاكم محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه و آله وسلم - من كتابة الأحاديث النبويّة، وذلك لأنّه يخشى أن تذروا كتاب الله فتتبعوا ما يخالف لكتاب الله من الأحاديث المُفتراة فتهلكوا.

ويا أمّة الإسلام، والله الذي لا إله غيره إنّه لن يغني عنكم عُلماؤكم من الله شيئاً لئن اتَّبعتموهم وأعرضتم مثلهم عن دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وذلك لأنّي لا أخاطبكم إلا بخطاب الله إليكم فإذا أنتم كمثل أهل الكتاب المُعرضين عن الدعوة إلى كتاب الله القرآن العظيم ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون. وقال الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقرآن يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} صدق الله العظيم [النمل:76].

ولكن فريقاً منهم أعرضوا عن الدعوة إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثمّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:23].

و قال الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:101].

أفلا ترون أنّكم قد أصبحتم مثلهم فنبذتم كتاب الله وراء ظهوركم و كأنَّكم لا تعلمون بنداء المهديّ المنتظَر إلى الاحتكام إلى كتاب الله ليحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون؟ والحُكم لله فانتظروا إني معكم من المُنتظرين.

وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ..
خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_______________