الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

جاءت الغامدية فقالت: يا رسول الله اني زنيت فطهرني، وأنه ردها، فلما كان الغد، قالت: يا رسول الله لم تردني؟ لعلك أن تردني كما رددت ماعزاً، فوالله اني لحبلى، قال: «أما لا، فاذهبي حتى تلدي”، قال: فلما ولدت أتته بالصبي في يده كسرة خبز، فقالت: هذا يا رسول الله قد فطمته، وقد أكل الطعام، فدفع الصبي الى رجل من المسلمين، ثم أمر بها فحفر لها الى صدرها، وأمر الناس فرجموها . حديث مفترى مخالف لأمر الله في محكم القرآن العظيم


- 1 -
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
08 - 01 - 1432 هـ
15 - 12 - 2010 مـ
05:28 صباحاً
_________


ردّ الإمام المهديّ إلى الزُمرد: لكل قوم هاد لقد بلغت المُراد وآل بيتك فاثبتوا ثبوت الأوتاد..

ويا أُمّة الإسلام كونوا شهداء على عُلمائكم إن استطاعوا أن يدحضوا حُجة ناصر محمد اليماني عليهم بالحقّ فيثبتون أنّهم لم يضلّوا عن الصراط المستقيم، ويثبتون أنّ ناصر محمد اليماني هو من ضلّ عن الصراط المستقيم! فقد أصبح الإمام ناصر محمد اليماني كذَّاباً أشراً وليس المهديّ المنتظَر لئن استطاعوا أن يقيموا الحجّة على الإمام ناصر محمد اليماني حصرياً من القُرآن العظيم كون الذين يتبعون افتراء الشياطين سوف يقول: "إنما تُنكر الرجم وعذاب القبر أيها المهديّ المنتظَر المزعوم بحجّة أنّ الرجم وعذاب القبر ليسا موجودَين في محكم الذكر"، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ المنتظَر وأقول: ألا والله لو لم يكن حدّ الزنى في محكم الكتاب قد فصله الله تفصيلاً وكذلك العذاب البرزخي من بعد الموت قد فصّله الله في محكم الكتاب تفصيلاً لما أنكرته شيئاً لو كان في السُّنة النّبويّة ولم يأتي مخالفاً للحدود التي أنزلها الله في محكم كتابه، وإنما يريد المفترون أن يصدّوكم عن اتباع حكم الله في محكم كتابه وإليكم فتوى المهديّ المنتظَر بالبيان المختصر من محكم الذكر عن حدّ الزنى في محكم الكتاب، وأقول: قال الله تعالى: {سُورَ‌ةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَ‌ضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُ‌ونَ ﴿١﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَ‌أْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِ‌كَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِ‌كٌ ۚ وَحُرِّ‌مَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [النور].

فهذا هو حدّ الزُناة من الأحرار الذكر والأنثى حداً سواءً لكل منهما مائة جلدة سواء يكون الزاني متزوجاً أم عازباً، وأما حدّ العبد أو الأمَة فحدهم سواء خمسين جلدة لكل منهما سواء تكون الأمَة متزوجة أم غير متزوجة فحدها في محكم الكتاب خمسين، وحتى تعلمون علم اليقين أنّ حدّ الزُناة من الأحرار هو مائة جلدة سواء تكون محصنة بالزواج أو عزباء فحدها كذلك مائة جلدة، وحتى يبين الله لكم ذلك حكم الله أن على الأمَة المحصنة بالزواج إذا زنت فعليها نصف حدّ الحرّة المتزوجة لكي تعلموا أن حدّ الزنى هو واحد للأحرار مائة جلدة سواء يكونون عزاباً أم متزوجين، ولذلك قال الله تعالى: {فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:24].

وهُنا بيّن الله لكم أن حدّ الزنى هو حقاً مائة جلدة للأحرار سواء يكونون عزاباً أم متزوجين، وأما العبد والأمَة هو النصف من ذلك خمسين جلدة سواء يكونون عُزاباً أم متزوجين، ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد علماء الأمّة ويقول: مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني لقد ثبت عن الثقات رواية ماعز والغامدية، فيقول:
[عن بريدة رضي الله عنه أن ماعز بن مالك الاسلمي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني ظلمت نفسي وزنيت، وإني أريد ان تطهرني فرده، فلما كان من الغد أتاه، فقال: يا رسول الله إني زنيت فرده الثانية، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الى قومه، فقال: أتعلمون بعقله بأسا؟ أتنكرون منه شيئا؟ قالوا: ما نعلمه الا وفيّ العقل، من صالحينا في ما نرى، فأتاه الثالثة، فأرسل اليهم أيضا، فسأل عنه فأخبره أنه لا بأس به ولا بعقله، فلما كان الرابع حفر له حفرة، ثم أمر به فرجم. قال: فجاءت الغامدية، فقالت: يا رسول الله اني زنيت فطهرني، وأنه ردها، فلما كان الغد، قالت: يا رسول الله لم تردني؟ لعلك أن تردني كما رددت ماعزاً، فوالله اني لحبلى، قال: «أما لا، فاذهبي حتى تلدي”، قال: فلما ولدت أتته بالصبي في يده كسرة خبز، فقالت: هذا يا رسول الله قد فطمته، وقد أكل الطعام، فدفع الصبي الى رجل من المسلمين، ثم أمر بها فحفر لها الى صدرها، وأمر الناس فرجموها، فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فتنضخ الدم على وجه خالد فسبها، فسمع نبي الله سبه إياها، فقال:”مهلاً يا خالد! فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس (وهو الذي يأخذ الضرائب) لغفر له” رواه مسلم. ثم أمر بها فصلى عليها، ودفنت. وفي رواية فقال عمر يا رسول الله رجمتها ثم تصلي عليها! فقال: (لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة وسعتهم، وهل وجدت شيئاً أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل]
ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: فهل يقبل الله التوبة عن عباده فيغفر لهم؟ ومعلوم جوابكم سوف تقولون: قال الله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى}صدق الله العظيم [طه:82].

ومن ثم يقيم الإمام المهديّ عليكم بالحُجة وأقول فهل تمّ القبض على ماعز والغامدية وهم متلبسون يرتكبون الفاحشة؟ ومعلوم جوابكم سوف تقولون لم يكن عليهم شهداء بالزنى ولم يعلم بزناهم أحد؛ بل تابوا إلى الله متاباً وجاءوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ليخبروه بتوبتهم إلى ربّهم وليحكم فيهم بما أنزل الله.

ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: وكيف يقيم عليهم حدّ الله من بعد توبتهم؟ فكيف يخالف محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حكم الله على التائبين؟ حتى لو كانوا مفسدين في الأرض قتلة مُجرمين فتابوا إلى ربهم من قبل أن تقدروا عليهم فقد تقبل الله توبتهم ورفع عنهم حدوده في الكتاب، فكيف يقيم الله عليهم الحد من بعد أن تقبّل توبتهم سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ‌ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْ‌ضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُ‌سُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرً‌ا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْ‌ضِ لَمُسْرِ‌فُونَ ﴿٣٢﴾ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِ‌بُونَ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْ‌ضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْ‌جُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْ‌ضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَ‌ةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٣٣﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُ‌وا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿٣٤﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥﴾}صدق الله العظيم [المائدة].

فكيف يخالف محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أمر ربه في محكم كتابه على التائبين من قبل أن تقدروا عليهم فلا حدّ عليهم من بعد التوبة. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِ‌بُونَ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْ‌ضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْ‌جُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْ‌ضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَ‌ةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٣٣﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُ‌وا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم.

ويا معشر علماء الأمّة إنّ شأن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لخطير لو كان على ضلالٍ مبينٍ فعليكم الذود عن حياض الدين وعدم إضلال المُسلمين ولا ينبغي لكم الصمت عن الحقّ بحجّة عدم إشهاره، فتلك حكمةٌ خبيثةٌ وسبب حكمتكم الخبيثة أنكم تعرضون عن حوار من يتزعم له فرقة جديدة فتتهرّبون من حواره بحجّة عدم إشهاره فبئس الحكمة حكمتكم، أفلا تعلمون أنكم عندما تحاورونه فتقيمون عليه الحجّة بسلطان العلم إن كان الحقّ هو معكم أنّكم سوف تفقدونه أنصاره فيتركوه كونه تبين لهم أنّ الله لم يؤيّده بسلطان العلم كون علماء الأمّة قد أقاموا عليه الحجّة بسلطان العلم ثم يذهب أنصاره من بين يديه فيتركونه فيقولون: "وتالله لقد كدت تردينا لولا أن أنقذنا علماء المُسلمين"، ولكن للأسف أن بسبب حكمتكم الخبيثة أنكم تتهرّبون من حواره بحجّة عدم إشهاره وبسبب هذه الحكمة الخبيثة ظهرت فرقٌ جديدةٌ في المُسلمين مرقت من الدين كما يمرق السهم من القوس، فأحلّ لهم الضالون المُضلين أن يقتلوكم فيتفجرون عليكم تفجيراً وأنتم إخوانهم المُسلمون، فإذا لم يحلّ الله لهم قتل الكافرين الذين لم يحاربونهم في الدين فكيف يُحلّ الله لهم قتل إخوانهم المُسلمين؟ أفلا تتقون الله؟ بل سبب ظهور تلك الفرق هو بسبب تهرّبكم من الحوار مع زعماء تلك الفرق الجديدة بحجّة عدم إشهارهم، فهاهم اشتهروا في العالمين وشوهوا الدين والمُسلمين في نظر العالمين حتى صدَّق العالم افتراء اليهود على المُسلمين أنّهم مجرمون سفاكون لدماء الناس بحجّة عدم دخولهم في دينهم! ونعوذُ بالله أن نكون من الجاهلين، فلا إكراه في الدين ولم يأمركم الله أن تبلغوا دين الله بحدّ السيوف حتى تجعلوا الناس مؤمنين فيدخلوا في دين الإسلام طوعاً أو كرهاً وهم صاغرون، هيهات هيهات... فكيف يتقبل الله عبادة من أكرهتموهم أن يعبدوا الله كرهاً وهم صاغرون خشية منكم؟ وتالله لن يتقبل الله عبادتهم ما لم تكن من خالص قلوبهم وليس خشيةً منكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:18].

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخو البشر في الدم من حواء وآدم عبد النعيم الأعظم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
________________

‏يأتي ‏الدجال ‏‏وهو محرم عليه أن يدخل ‏ ‏نقاب ‏المدينة ‏بعض ‏السباخ ‏التي ‏بالمدينة ‏فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس فيقول: أشهد أنك ‏الدجال ‏الذي حدثنا عنك رسول الله ‏(ص) ‏حديثه فيقول ‏‏الدجال ‏أرئيتم إن قتلت هذا ثم أحييته هل تشكون في الأمر فيقولون لا فيقتله ثم يحييه فيقول حين يحييه والله ما كنت قط أشد بصيرة مني اليوم فيقول ‏‏الدجال ‏أقتله فلا أسلط عليه. رواية مُفتراة باطلة


- 2 -
الإمام ناصر محمد اليماني
15-12-2010 - 03:28 AM


الفرار الفرار إلى الله الواحد القهار يا معشر المُعرضين عن الذِّكر..

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة، والسلام على جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجميع المُسلمين..
ويا عُلماء المُسلمين وأمّتهم الفرار الفرار من عذاب الله الواحدُ القهار باتِّباع الذِّكر إلى البشر القرآن العظيم، والكفر بما يخالف لحديث الله المحفوظ في محكم كتابه ومن أصدقُ من الله حديثاً؟ ومن أصدق من الله قيلاً؟ ويوشك الله أن يغضب لكتابه وسبق أن حذر محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الكفار بالقرآن العظيم بكسف الحجارة بالدُخان المبين، وما كان قول الذي لا يعقلون منهم إلا أن قالوا: {اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأنفال:32].

وتحدّوا رسوله، وقالوا: {أَوْ تُسْقِطَ السّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً} صدق الله العظيم [الإسراء:92].

ومن ثم جاء الردّ إليهم في سورة الطور. وقال الله تعالى: {فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ (29) أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30) قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (31) أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (32) أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (34) أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ (36) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ (37) أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (38) أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ (39) أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (40) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (41) أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ (42) أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (43) وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (44) فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (46) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (47) وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49)} صدق الله العظيم [الطور].

وبرغم أنّ الله قد حذّر البشر بأحداثٍ في الأرض بسبب اقتراب كوكب العذاب الذي سوف تسقط منه كِسَف الحجارة الناريّة، فأنذرهم بالعذاب الأدنى من قبل ذلك الكسف، ولكنهم يسمّون ذلك كوارث طبيعيّة فهم لا يعلمون أنّه عذاب أدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون للحقّ من ربهم فيتبعونه، واتَّبعهم في ذلك المُسلمون فيسمون العذاب الأدنى بالكوارث الطبيعيّة وقالوا قد مسّنا وأهلنا الضرّ إن هي إلا كوارث طبيعيّة وما يهلكنا إلا كوارث الدهر؛ بل ذلك هو العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (44) فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (46) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (47)} صدق الله العظيم [الطور].

فاتَّبع الحقّ أيها الزُمرد، وما بعد الحقّ إلا الضلال. فكونوا من المصدقين بدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم واتِّباعه أنت وإخوتك، فينجيكم الله من العذاب الأليم، وإنّه لنبأ عظيمٌ والناس عنه مُعرضون، وليس أنّ سبب العذاب للبشر بسبب أنّهم كذبوا بالمهديّ المنتظَر؛ بل السبب أنهم أعرضوا عن اتباع ذكر الله ربّ العالمين فاتخذوه مهجوراً، وقد علم بتنزيله كافة البشر على وجه الأرض ولكنهم عن الحقّ مُعرضون مُسلمهم والكافر إلا من رحم ربي وهم المُسلمون المؤمنون بالقرآن العظيم الذين استجابوا لدعوة الاحتكام إلى آيات الكتاب المحكمات هُن أمّ الكتاب وقالوا سمعنا وأطعنا فأولئك هم المُفلحون. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [النور].

كون محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنما يدعو للاحتكام إلى كتاب الله واتِّباعه، فاعرضوا عن الحقّ المُبطلون من أهل الكتاب، برغم أنهم يعلمون أنه الحقّ من ربهم. ولكن حين دعاهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم للكفر بما خالفه في التوراة والانجيل. وقال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ} صدق الله العظيم [المائدة].

ولكنهم أعرضوا عن داعي الاحتكام إلى كتاب الله. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ (23)} صدق الله العظيم [آل عمران].

برغم أنهم به مؤمنون ولكنهم حرَّفوا التوراة والانجيل وقالوا سوف نؤمن بما تَنَزَّلَ في القرآن الموافق فقط لما لدينا في التوراة وما خالف في القرآن لما لدينا في التوراة فلن نتبعه! وهم يعلمون أنهم قد حرفوا كلام الله عن مواضعه في التوراة، ولذلك رد الله عليهم بالحقّ. وقال الله تعالى: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (46) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آَمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (47)} صدق الله العظيم [النساء].

برغم أنهم ليزعمون أنهم بالقرآن العظيم مؤمنون، ولكنهم لم يجيبوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا} صدق الله العظيم [النساء:60].

ألا وإن ما خالف لمحكم القرآن في جميع الكتب فإنه من عند غير الله أي من عند الطاغوت، وسبب إعراضهم عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم هو لأن فيه آياتٌ محكماتٌ بيِّنات من آيات أمّ الكتاب جاءت مخالفةً لما لديهم، وقالوا نحنُ مؤمنون بالقرآن إلا ما خالف فيها لما تنزل في التوراة، ورد الله عليهم: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:85].

فوبّخهم الله ومقتهم، فكيف أنهم يؤمنون بالقرآن ولكن لا يريدون اتباع ما جاء فيه مخالفاً لأهوائهم؟ وقال الله تعالى: {قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:93].

فكيف أنهم ليعرضون عن آياتٍ بيّناتٍ للعالم والجاهل في محكم القرآن فيريدون الكفر بها واتباع ما يخالفها المُفترى من عند الطاغوت. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ} [البقرة:99].

وقال الله تعالى: {وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ} [النمل:81].
{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [النور:51].

ولكن المُسلمين اتّبعوا ناموس فريقٍ من أهل الكتاب ولذلك لا يتبعون من القرآن إلا ما توافق لما لديهم في الأحاديث والروايات. وأما الآيات التي تأتي مخالفةً لما لديهم في الأحاديث والروايات فيقولون لا يعلمُ بتأويلها إلا الله. أولئك قد ارتدوا عن دين الله الحق فأصبحوا بعد إيمانهم كافرين، كونهم اتبعوا الأحاديث والروايات المُفتريات التي تخالف لمحكم كتاب الله القُرآن العظيم. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} صدق الله العظيم [آل عمران:100]، أي كافرين بما تنزَّل عليهم من ربهم في محكم القُرآن العظيم كمثل محمد الحسني رئيس رابطة المنتديات العلمية للأنساب الهاشمية وأتباعه في الرابطة إلا من رحم ربي. فقد اخترنا المنتديات العلمية العالمية للأنساب الهاشمية أن يكون الإمام ناصر محمد اليماني ضيفاً لديهم لحوار عُلماء المُسلمين على مختلف فرقهم ومذاهبهم وقمنا بتنزيل بعض البيانات المؤيّدة بسلطان العلم البين وطلبنا منهم أن يقرعوا الحجّة بالحجة فيثبتوا أنّ الإمام ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مبينٍ حتى ينفضَّ عنه أنصاره ويتبيّن للمُسلمين أنه على ضلالٍ مبينٍ فلا يتبعه أحد فينقذوا المُسلمين من أن يضلّهم الإمام ناصر محمد اليماني عن الصراط المُستقيم إن كان من الضالين المُضلين.

ولكني أعلنت لهم النتيجة مسبقاً أنه لن يستطيعَ عُلماء الجنّ والإنس أن يقيموا الحجّة من محكم القرآن العظيم على الإمام ناصر محمد اليماني حتى في مسألةٍ واحدةٍ ولو كان بعضهم لبعضٍ نصيراً وظهيراً، برغم أنّ الحوار مع علماء الأمّة رضينا أن يكون في موقعٍ محايدٍ حتى لا تكون لهم الحجّة أنهم لم يحاوروني بسبب أن المهديّ المنتظَر مصر على أن لا يكون الحوار إلا في موقع الإمام ناصر محمد اليماني فيحذف الحجج عليه حسب اتِّهام الجاهلين لنا بغير الحق.

ولذلك اخترنا موقعاً محايداً وهو المنتديات العلميّة العالميّة للأنساب الهاشمية فاستضافوني عدة أيام، وكتبنا لهم قليلاً من البيانات للبدء في نسف عقائد الباطل المُفتريات في الدين ونسفناها نسفاً بآيات محكماتٍ بيّناتٍ لعالمكم وجاهلكم، كمثل العقيدة الباطلة لدى المُسلمين أن المسيح الكذاب يحيي الموتى، وأنه يقول للمُسلمين أرأيتم لو أني قتلت ذلك الرجل الذي ينكر أني ربه ومن ثم أشطره إلى نصفين اثنين وأمر بين الفلقتين ومن ثم أعيده إلى الحياة فهل سوف تصدقون؟ قالوا نعم ومن ثم يقطع الرجل إلى نصفين ثم يعيده إلى الحياة! ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: ألا لعنة الله على المُفترين وويل للذين كذبوا بتحدي ربّ العالمين إلى الباطل وأوليائه في محكم القُرآن العظيم أن يعيد روح ميتٍ واحدٍ إلى الجسد من بعد موته، وقال الله وإن فعلوا فقد صدقوا في دعواهم للباطل من دون الله وتجدون التحدي في محكم كتاب الله القرآن العظيم في قول الله تعالى: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (87)} صدق الله العظيم [الواقعة].

ولكن المُسلمين يعتقدون بتحدي الباطل بالرواية المُفتراة عن النّبيّ عليه الصلاة
[والسلام وصحابته الحق وهي بعكس تحدي ربّ العالمين في مُحكم كتابه وقالوا:حدثنا : ‏ ‏يحيى بن بكير ‏ ، حدثنا : ‏ ‏الليث، عن ‏ ‏عقيل، عن ‏ ‏إبن شهاب ‏ ‏قال: أخبرني: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ‏أن‏ ‏أبا سعيد الخدري ‏(ر) ‏‏قال: حدثنا: رسول الله ‏(ص) ‏ ‏حديثاًًًً طويلاًً، عن ‏الدجال ‏ ‏فكان فيما حدثنا به أن قال: ‏يأتي ‏الدجال ‏ ‏وهو محرم عليه أن يدخل ‏ ‏نقاب ‏المدينة ‏بعض ‏السباخ ‏التي ‏بالمدينة ‏فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس فيقول: أشهد أنك ‏الدجال ‏الذي حدثنا عنك رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏حديثه فيقول ‏ ‏الدجال ‏أرئيتم إن قتلت هذا ثم أحييته هل تشكون في الأمر فيقولون لا فيقتله ثم يحييه فيقول حين يحييه والله ما كنت قط أشد بصيرة مني اليوم فيقول ‏‏الدجال ‏أقتله فلا أسلط عليه]
انتهت الرواية المُفتراة.

ومن ثمّ نقول يا معشر الذين لا يتفكرون من خُطباء المنابر الذين أضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم فيتبعون ما ليس لهم به علم من الرحمن يخالف للعقل والمنطق وإنما يريد شياطين البشر المُفترون أن تخالف عقيدتكم لتحدي الله إلى الباطل في محكم كتابه القرآن العظيم فتبينوا ما جاء في الرواية الباطلة أن المسيح الكذاب يقول وأفتيتم بتحدي الباطل المسيح الكذاب أنه يقول للمُسلمين:
[أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته هل تشكون في الأمر فيقولون لا فيقتله ثم يحييه]
وقال الله تعالى: {فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (87)} صدق الله العظيم [الواقعة].

إذاً المُسلمون صدقوا عقائدياً بتحدي الباطل وكذبوا بتحدي ربّ العالمين للباطل، وإنما يريد المفترون أن يفتنوكم عقائدياً عن تحدي ربّ العالمين. وهم يعلمون أنه لن يحدث من ذلك شيء، ولكنهم يريدون أن تخالفوا محكم ما أنزل إليكم من ربكم في القرآن العظيم، فكيف السبيل لإنقاذكم من عذاب الله يا معشر عُلماء المُسلمين وأمتهم الذين يعتقدون بما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم ويوشك الله أن يغضب لكتابه يا معشر المُعرضين عن اتّباع كتاب الله القرآن العظيم فمن أصدقُ من الله حديثاً ومن أصدقُ من الله قيلاً؟

ويا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة على مُختلف مذاهبهم من أصحاب المواقع الإسلامية المشهورة والرسمية، من ذا الذي يستضيف الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني في موقعه لحوار علماء الأمّة الإسلامية لدعوة الاحتكام إلى الله وحده لا شريك له وما على الإمام المهديّ إلا أن يستنبط لكم حُكم الله الحقّ بينكم من محكم كتابه القُرآن العظيم شرط علينا غير مكذوب أن نأتيكم بحكم الله الفصل من آيات الكتاب المُحكمات هُنّ أمّ الكتاب من آياته البينات لعالمكم وجاهلكم يفقههن حتى راعي الغنم ذو اللسان العربي المُبين وذلك حتى نستطيع أن ننسف الباطل المُفترى من الأحاديث والروايات في السُّنة النّبويّة بمحكم القرآن العظيم نسفاً، فنطهِّر السُّنة النّبويّة من الأحاديث المُفتريات تطهيراً حتى نعيدكم إلى منهاج النبوة الأولى على ما كان عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والذين معه كانوا على كتاب الله وسنة رسوله الحقّ فهل أنتم مُسلمون مؤمنون بالقرآن العظيم الذي بين أيديكم؟

فاستجيبوا لدعوة الاحتكام إليه ولئن استطعتم أن تغلبوا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ولو في مسألةٍ واحدةٍ في الدين فتهيمنوا عليه فيها من محكم القرآن العظيم، فإن فعلتم ولن تفعلوا فقد أصبح الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني كذاباً أشراً وليس المهديّ المنتظر. فأجيبوا للاحتكام إلى الذكر المحفوظ من التحريف إن كنتم تخشون عذاب الله ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} صدق الله العظيم [يس:11].

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني. 
ــــــــــــــــــ

الجمعة، 10 ديسمبر 2010

البيان الحق لقصص الأنبياء وقفـــات مــع قصة نوح عليه الصلاة والســـــــلام إثبات خيانة زوجته (1)


- 2 -
الإمام ناصر محمد اليماني
03 - 01 - 1432 هـ
10 - 12 - 2010 مـ
12:16 صباحاً
ــــــــــــــــــ



بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:٥٦]. اللهم صلَّ وسلم وبارك على كافة أنبيائك ورُسلك وآلهم الطيبين والتابعين للحقِّ في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين..

ويا أبا حمزة محمود المصري، إنك لا تزال مصِرّاً على التدليس والافتراء على المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وتفتي أن الإمام ناصر محمد اليماني يطعن في عرض الأنبياء جميعاً وحسبي الله عليك؛ الحَكَم بالحقّ بيني وبينك، وإنّما أفتى الإمام ناصر محمد اليماني عن خيانة امرأة نوح التي خانت زوجها فأنجبت له ولداً ليس من ذريّته ولكن لدى نبيّ الله نوح نساء أخريات صالحات قانتات وأنجبن لهُ ذريةً صالحةً ولم يهلك الله أحداً بالغرق من ذرية نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام. تصديقاً لفتوى الله في مُحكم كتابه في قول الله تعالى: {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ﴿٧٥﴾ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿٧٦﴾ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

فتذكر فتوى الله تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿٧٦﴾ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

ولم يقل الله تعالى وجعلنا من ذريته كون الله يعلمُ إنّ ذلك الرجل ليس من ذريَّته ولذلك لم يأتِ التبعيض للذين أنجى من ذريته؛ بل قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ﴿٧٨﴾ سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ﴿٧٩﴾ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٠﴾ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨١﴾ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

فانظر إلى دليل الإمام المهدي الذي يأتيكم به من محكم كتاب الله القُرآن العظيم فيجد المؤمنون إنّهُ حُكمٌ بيِّنٌ استنبطه لهم الإمام المهدي من آيات أمّ الكتاب البيّنات لعالِمِكم وجاهلِكم، وأمّا البُرهان الذي استند عليه أبو حمزة في قول الله تعالى: {وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم [هود:٤٢]، فنقول ذلك حسب ظنّ نوح أنه من ذريته ولم يكن يعلمُ بخيانة زوجته له إلا حين أفتاه ربه. وقال الله تعالى: {وَنَادَىٰ نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ ربّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [هود].

ولكن أبو حمزة يريد أن يستدل بالضبط بقول الله تعالى: {وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ} صدق الله العظيم، ولكنه يُعتبر أبوه بالتبنّي كونه من ربّاه وينادي نوحاً أبتي، ونوح عليه الصلاة والسلام كان يظنّ أنّه ابنه، ولكنّه من ذريّة رجلٍ آخر خبيث. ولسوف أضرب لك على ذلك مثلاً في الغلام الذي قتله الرجل الصالح في قصة الرحلة لنبي الله موسى عليه الصلاة والسلام والرجل الصالح في قول الله تعالى: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴿٨٠﴾ فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

ولكنهُ في الحقيقة ليس ابناً لهما وإنّما هما أبواه بالتّبني كونه لم تأتِ لهما ذريةٌ بعدُ وجُلب إليهما غلامٌ وتمّ وضعه على باب دارِهم وهو من ذريّات الشياطين فوجدوه فأخذوه وقاموا بتربيته لوجه الله واتّخذوه ولداً لهم وكانوا يحبّونه حُبّاً جمّاً، ولكنّ الله أراد أن يجزيهم على فعل الخير أن ينقذهم من فتنة ذلك الولد الذي هو أصلاً من ذريات الشياطين من الذين لا يلِدون إلا فاجراً كفّاراً وأراد الله أن يستبدلهم بولدٍ هو من ذريتهم فحملت المرأة الصالحة من زوجها في ذلك العام الذي قُتل فيه غلامهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا} صدق الله العظيم [الكهف:٨١].

فانظر يا أبا حمزة لقول الله تعالى: {وَأَقْرَبَ رُحْماً} صدق الله العظيم، أي من ذريتهم بمعنى أنّ ذلك الغلام لا يقربهم في الرحم كونه ليس من ذريّتهم. وتبيّن لك الحقّ لا شك ولا ريب كونك احتججت بقول الله تعالى: {وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ} صدق الله العظيم، وتريد أن تزعم أنّ الله لا ينبغي له أن يقول: {وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ} صدق الله العظيم، إلا وهو يعلم أنّه ابنه! ولكنك من الخاطئين وإنّما يقصد الله أنّه ابنه بالتّبني كونه ينادي نبيّ الله نوحاً أبتي، ومثله كمثل ذلك الغلام فلم يقصد الله أنّ الأبوين الصالحين هما حقاً أبوا الغلام وإنّما يقصد أنّهما أبواه بالتّبني. ولذلك قال الله تعالى: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً} صدق الله العظيم، ولكنّ الله بيّن في ذات الآية إنّما هما أبواه بالتّبني ولذلك قال الله تعالى: {فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً} صدق الله العظيم.

وحصحصَ الحقّ يا محمود ولا أظنك سوف تعترف بالحقّ ما دامت تأخذك العزّة بالإثم! فلا ولن تهتدي إلى الصراط المستقيم حتى تتقي الله وتتنازل عن كبرك وغرورك حين يتبيّن لك الفتوى الحقّ من ربِّك فإن كنت من الصالحين فسوف تقول: "ربّي إني ظلمت نفسي بقولي عليك ما لم أعلم له ببرهان من عندك فاغفر لي إنّك أنت الغفور الرحيم". هذا لو كنت من الذين لو علموا الحقّ لاتّبعوه، أمّا الذين في قلوبهم كِبْر فلن يتّبعوا الحقّ من ربّهم حتى ولو تبيّن لهم الحقّ من ربّهم فلن يتبعوه. تصديقاً لقول الله تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الحقّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:١٤٦].

وأما برهانك في قول الله تعالى: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} صدق الله العظيم [النور:٢٦].

فهل تظنّ امرأة نبيّ الله نوح ونبي الله لوط عليهما الصلاة والسلام أنهن من الطيبات؟ إذاً فلماذا أدخلهما الله نار جهنم؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} صدق الله العظيم [التحريم:١٠]، وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:٣٧].

ولكني سوف آتيك بالبيان الحقّ لقول الله تعالى: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} صدق الله العظيم [النور:٢٦].

فأما قول الله تعالى: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ} صدق الله العظيم، وأولئك من أمهات شياطين الجنّ والإنس وأصلهنّ من ذرية إبليس الشيطان الرجيم، ويعلمُ بذلك المشعوذون بين البشر أنهم يجامعوهن فتحمل منه فتذهب به إلى أرض المشرقين حتى تضعه هناك ليكون المولود وذريّته حين يكبروا من ضمن جيوش المسيح الكذاب الشيطان الرجيم. وكذلك يشترك شياطين الجنّ والإنس في التزاوج من إناث شياطين الجنّ وإناث شياطين الإنس ويستمر نسل الإنس هُناك فاستكثروا إناث الشياطين من نسل الإنس فهم من ضمن جيوش يأجوج ومأجوج وهم من النصيب المفروض للشيطان الرجيم ولذلك خاطب الله الجنّ الشياطين. وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الجنّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [الأنعام:١٢٨].

والاستمتاع هي الشهوة الجنسية من غير شريعة زواج للاستكثار من ذريات الإنس. ولذلك قال الله تعالى: {وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [الأنعام:١٢٨].

بل ويعبدون الشيطان وإناث الشيطان الرجيم. وقال الله تعالى: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا ﴿١١٧﴾ لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا ﴿١١٨﴾} صدق الله العظيم [النساء]، ولذلك قال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الجنّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [الأنعام:١٢٨].

وشياطين الجنّ والإنس لهم أزواج شيطانيات من ذريات الشياطين من الجنّ ومن ذريات الشياطين من الإنس وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ} صدق الله العظيم [النور:٢٦]؛ ويقصد الخبيثات من إناث الشياطين للخبيثين من شياطين الإنس والخبيثات من إناث شياطين الإنس للخبيثين من شياطين الجنّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ} صدق الله العظيم [النور:٢٦]، كما في جنة الفتنة لدى المسيح الكذاب ويريدُ أن يزعم أنّهن الحور العين اللاتي وعد بهن المُتّقين ولكن الحور العين لم يطمثهن قبلهم إنس ولا جان. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} صدق الله العظيم [الرحمن:٧٤]، ولكن حور الشيطان في جنة الفتنة يطمثهن رجالٌ من الإنس والجنّ فالمرأة للجميع..

ومن ثم نأتي: والخبيثون للخبيثات والخبيثات للخبيثين ويحشرهم الله جميعاً هم وأزواجهم في نار جهنم. تصديقاً لقول الله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٢٢﴾ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

أولئك هم أولى بنار جهنم صلياً أي الخبيثون والخبيثات من شياطين الجنّ والخبيثات والخبيثون من شياطين الإنس وذلك الحشر لهم من بين الحشر العام. وقال الله تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ﴿٦٨﴾ ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَٰنِ عِتِيًّا ﴿٦٩﴾ ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيًّا ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [مريم]، كونهم إنْ يروا سبيل الحقّ لا يتّخذونه سبيلاً لأنّهم للحقِّ كارهون، لعنهم الله بكفرهم وغضب عليهم وأعدّ لهم عذاباً عظيماً أولئك هم من المغضوب عليهم، وأما الضالّون فإنّ الله ليس راضياً عنهم فهم أقرب للهدى شرط أن يبحثوا عن الحقّ فيتبيّنوا اتباعه ومن ثم يهدي الله الباحثين عن الحقّ من الضالين، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:٦٩].

ألا وإنّ الإمام المهدي والأنبياء والمُرسلين كانوا من الضالّين غير أنّهم بحثوا عن الحقّ وتفكّروا فهداهم الله إلى الحقّ لأنّه الحقّ وما دونه باطل فاصطفاهم وجعل منهم الأنبياء والمرسلين كونهم تمنّوا من قبل الهدى أنْ يهديَهم ربّهم إلى الحقّ فهداهم وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:٦٩].

وكان من الضالّين خليلُ الله إبراهيم الذي تفكر في عبادة الأصنام فلم يقتنع عقله بعبادتها وأراد أن يختار له رباً هو أسمى على الأقل من الأصنام وقال الله تعالى: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَٰذَا ربّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا ربّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي ربّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا ربّي هَٰذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]؛ بمعنى أنّ رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان من الباحثين عن الحقّ ولكنه لم يقتنع بعبادة المخلوق من دون الخالق، ولذلك: {فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي ربّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:٧٧].

ومن ثم جاء الهدى من بعد عدم اقناعه بعبادة من دون الله حتى الشمس المفيدة، ومن ثم جاء نور الهدى من الربّ إلى القلب. وقال الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا ربّي هَٰذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٧٨﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٧٩﴾ وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ} صدق الله العظيم [الأنعام]، وهداه الله إلى الحقّ كونه من الباحثين عن الحقّ، وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:٦٩].

وكذلك نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام لم يقتل الرجل فساداً في الأرض بعمدٍ منه وإنّما كان يتعصّب تعصّباً أعمى تبعاً لأحد المذاهب الدينية الضالّة من الذين فرقوا دينهم شيعاً من أتباع رسول الله يوسف عليه الصلاة والسلام، ولذلك قال له رجل من مذهبٍ آخر: {فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَىٰ أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ} صدق الله العظيم [القصص:١٩]، وقد أراد فرعون أن يحاجّه بأنه قتل نفساً، فكيف يدّعي أنّه رسول إليه من ربّ العالمين؟ وقال: {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ ﴿١٨﴾ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿١٩﴾ قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ﴿٢٠﴾ فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي ربّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [الشعراء]، وتبيّن لكم أن رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام كان من الضالين فبحث عن الحقّ فهداه الله إلى الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:٦٩].

وكذلك مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان من الضالّين فلم يكُ يعلم أيّ الطريق الحقّ، فهل الحقّ مع النصارى الذين يعبدون المسيح وأمّه من دون الله أم مع اليهود أم مع قومه الذين يعبدون الأوثان من دون الله؟ ولذلك كان محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حيرةٍ ويريدُ أن يتبع الحقّ ولذلك كان يخلو بنفسه في الجبل في غار حراء ويتفكر في خلق السماوات والأرض ويتمنى من ربّه أن يهديه إلى سواء السبيل كونه من الضالين الذين لا يعلمون طريق الحقّ هي مع من حتى يتبعه، ومن ثم اصطفاه الله واجتباه وهداه إلى الصراط المستقيم وجعله من المُرسلين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:٦٩].

ولذلك قال الله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى} صدق الله العظيم، أي باحثاً عن الحقّ وعلم الله أنك تريد الحقّ لتتبعه فهدى، ولكن الذين يشركون بالله فيبالغون في الأنبياء بغير الحقّ سوف يغضب ويقول: "أفلا ترون أنّ الإمام ناصر محمد اليماني يفتي بأنّ الأنبياء كانوا على ضلالٍ؟ ألا ترون أنّه دجالٌ كذابٌ أشرٌ وليس المهديّ المنتظَر؟". ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: لعنة الله على الذين لو علموا سبيل الحقّ لما اتبعوه، ولكنّي الإمام المهدي أفتي بالحقّ:
إنّ الأنبياء كانوا يبحثون عن الحقّ فيتمنون اتباعه فاجتباهم ربهم فهداهم إلى الصراط المستقيم كونهم كانوا يبحثون عن الحقّ بحثاً فكرياً ويتمنوا اتباعه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نبيّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الحج:٥٢].

والبيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نبيّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ} صدق الله العظيم [الحج:٥٢]؛ أي إلا إذا تمنّى أن يتبع الحقّ فيبحث عنه بحثاً فكرياً حتى إذا هداه الله إلى الحقّ فاجتباه واصطفاه ثم يأتي اليقين في قلبه أنّه لن يشكّ في الحقّ أبداً من بعد أن هداه الله إليه، ومن ثمّ يظنّ المهتدي إلى الحقّ أنه لا ولن يزيغ عنه أبداً من بعد ما تبيّن له الحقّ من ربّه فيلقِّنه الله درساً في العقيدة لكي يعلم أنّ الله يحول بين المرء وقلبه وأنّ الهدى هدى الله ونور منه ومن ثم: {أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} أي ألقى الشكّ في قلبه من بعد ما تبيّن له الحقّ من ربّه كمثل نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام فبعد أن هداه الله واجتباه واصطفاه جاءه اليقين أنه لن يشك في الحقّ أبداً وأراد الله أن يعلمه درساً في علم الهدى: {أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} الشكّ في الحقّ من ربّه وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ ربّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} صدق الله العظيم [البقرة:٢٦٠].

ومن ثم نأتي لبيان قول الله تعالى: {ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الحج:٥٢]، فكيف حكَّم الله آياته لنبيّه إبراهيم حتى يطمئن قلبه أنهُ على الحق: {قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا} صدق الله العظيم [البقرة:٢٦٠].

وكذلك نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام فبعد أن كان باحثاً عن الحقّ فهداه الله إليه فاجتباه واصطفاه وابتعثه إلى فرعون رسولاً بآياتٍ مُعجزاتٍ فجاء اليقين في قلب نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام أنه لا ولن يشك في الحقّ من بعد أن هداه الله إليه فألقى الشيطان في أمنيته الشكّ بسبب حبال السحرة وعصيهم فأوجس في نفسه خيفةً موسى، فقال في نفسه: "وهل معجزة الثعبان الذي معي الذي يتحول من عصا إلى ثعبانٍ مبينٍ فهل هو كمثل عصي وحبال السحرة؟". ولكن الله حكَّم لنبيه موسى عليه الصلاة والسلام آياته. وقال الله تعالى: {قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَىٰ ﴿٦٥﴾ قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ ﴿٦٦﴾ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَىٰ ﴿٦٧﴾ قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَىٰ ﴿٦٨﴾ وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ ﴿٦٩﴾ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بربّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [طه].

وكذلك جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبعد أن بحث عن الحقّ بحثاً فكرياً ثم هداه الله إلى الحقّ واجتباه وجعله نبياً ورسولاً إلى الناس أجمعين فقال قومه: {إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ} صدق الله العظيم [هود:٥٤].

وقالوا له إن الذي يكلمك إنّما هو شيطان وليس ملك من الرحمن. وقال الله تعالى: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ﴿٢١٠﴾ وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ(211)} صدق الله العظيم [الشعراء].

ولكن حدث الشكّ في قلب محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم جاءه جبريل عليه الصلاة والسلام، وقال الله تعالى: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الحقّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿٩٤﴾ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٩٥﴾} صدق الله العظيم [يونس].

ولكنّ محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يتركه الله أن يسأل أهل الكتاب عن شأنه كون منهم قوم سيخفون شأنه وهم يعرفون أنه النبي الخاتم كما يعرفون أبناءهم بل ابتعث الله إليه جبريل عليه الصلاة والسلام ليدعوه لزيارة ربه فيرفعه إليه إلى عند سدرة المنتهى ليريه في طريقه من آيات ربه الكبرى ومنها النار وجنة المأوى. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّا عَلَىٰ أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ} صدق الله العظيم [المؤمنون:٩٥].

وقال الله تعالى: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} صدق الله العظيم [النجم:١٨]، فالتقى محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله بجميع الأنبياء والمُرسلين بجنة النعيم عند سدرة المنتهى، فقال الله لنبيه: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:٤٥]، وذلك لأنّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يسأل أحداً من أهل الكتاب ليفتيه أنه حقاً رسول من ربّ العالمين وأن الذين يوحي إليه ملك من الرحمن وليس من الشيطان فلم يسألهم عن سبب قول الله تعالى: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الحقّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿٩٤﴾ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٩٥﴾} صدق الله العظيم [يونس].

ولم يسألهم كونه قد علم بما في نفس ربّه من خلال قول الله تعالى لنبيه: {وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم، ولكن الله رحم نبيه فاستبدل له قوماً هم خير من أهل الكتاب لن يكتموا الحقّ من ربّهم. وقال الله تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:٤٥]، بل قد اطمئن قلبه عليه الصلاة والسلام من قبل أن يسألهم ليلة التقى بهم في الإسراء والمعراج كونه قد رأى من آيات ربِّه الكُبرى وإنما سألهم تنفيذاً لأمر ربّه فأجابوه بلسانٍ واحدٍ موحّد: "سُبحان الله العظيم وهل ابتعثنا الله إلى العالمين إلا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد وحده لا شريك له الله ربّ العالمين".

ويا أحبتي في الله عُلماء المُسلمين لا تلوموا الإمام المهدي كونه يطيل لكم البيان الحقّ للقرآن وتريدون من المهديّ المنتظَر أن يختصر لكم البيان الحقّ للذِّكر، وتالله إني أختصر بقدر ما أستطيع ولكني مأمورٌ أن أبيّن لكم آيات القرآن بالقرآن فآتيكم بتفصيله من ذاته لتعلموا أنّ كتاب الله قد فصَّله الله تفصيلاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} صدق الله العظيم [هود:١]، وإنما نستنبط لكم حكم الله المُفصَّل. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً} صدق الله العظيم [الأنعام:١١٤].

ويا حبيبي في الله أبا حمزة المصري إنّي أراك تسأل الإمام المهدي فتقول بما يلي:
هل يرجو اليماني في نفسه لي أنا كمخالف بالنسبة له اللعنة من الله أم لا؟.. فقط نعم أرجوها لأبي حمزة.. لا لا أرجوها لأبي حمزة.. هل سيتحسر الله على أي منا إذا دخل النار أم لا؟
انتهى.

ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: كلا وربي الله ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم لا أريدُ من ربّي أن يلعنك شيئاً يا محمود وإنّما أخيفك لعلك تتقِ الله، وسبق من الإمام المهدي الدعاء إلى ربه أن لا يجيب دعاءه على عباده، وذلك لأني أخشى أن أدعو على أحدٍ في ساعة غضبٍ بالحقّ، ولذلك دعوت ربّي من قبل وجعلت ذلك الدُعاء في أحد البيانات أن لا يُجيب ربّي دعائي على عباده وأن يجيب دعائي لهم بالهدى إنَّ ربّي غفور رحيم، ولا نزال نحاول إنقاذك يا محمود فاتقِ الله حبيبي في الله فيحبك الله ويقربك ويرضى عنك إنّ ربّي غفور رحيم.

ويا حبيبي في الله محمود تذكر قول الله تعالى إلى جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: {وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [يونس:٩٥]، وكذلك يقول الله لك يا محمود: {وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [يونس:٩٥]، إنّي لك ناصحٌ أمينٌ، ألا والله إنّ الإمام المهدي لهو أرحم بمحمود من أمه وأبيه وإنّ الله أرحم من الإمام المهدي ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، فهل تستطيع يا محمود أن تخاطب أولادك بخطاب ليِّن وأنت غاضبٌ غضباً شديداً منهم ومن ثم تقول وأنت غاضبٌ غضباً شديداً: (يا أولادي )؟

ولكنّ الله أرحم الراحمين برغم غضبه الشديد من عباده المُجرمين والكافرين والشياطين ومن ثم تجده ينادي عباده جميعاً من الجنّ والإنس بما فيهم الشياطين من عباد الله كون الله جعل الخطاب شاملاً إلى عباده جميعاً من الذين أسرفوا على أنفسهم وظلموا أنفسهم واستيأسوا من رحمة الله أن يغفر لهم لكثرة جرائمهم وبرغم ذلك يناديهم الله أرحم الراحمين ويقول: 
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} صدق الله العظيم [الزمر:53-54].

فما أعظم رحمة الله! فيا عباد الله أنيبوا إليه جميعاً ليهدي قلوبكم فلا تستيئِسوا من رحمة الله مهما كانت ذنوبكم ومن ثمّ تستمروا فيما يغضب الله بسبب اليأس من رحمة الله. فتذكروا قول الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ من ربّكم مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

فتذكروا أحبتي في الله قول الله تعالى: {أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} صدق الله العظيم، ونعم إنّ الهدى هدى الله ولكن ما هي حُجة الله على عباده الذين لم يهدِ قلوبهم؟ تجدوا الفتوى في هذه الآيات في قول الله تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ} صدق الله العظيم، ولذلك ننصحكم أن تنيبوا إلى ربِّكم لكي يهدي قلوبكم ولا تستيئسوا من رحمته فقد وعدكم أن يغفر جميع ذنوبكم مهما كانت ومهما تكون فلا يعجز الله أن يغفر ذنوب إبليس الشيطان الرجيم كونه كذلك من عباد الله الذين أسرفوا على أنفسهم. وربّما يودّ أن يقاطعني أحد علماء الأمّة فيقول: "وكيف تريد أن يغفر الله لإبليس لو يُنيب إلى ربّه ليغفر ذنبه ويهدي قلبه؟ ألم يلعنه الله وملائكته والناس أجمعين؟ فكيف يمكن أن يغفر الله لمن لعنه الله بكفره؟ فلا ولن يغفر الله لشياطين الجنّ والإنس مهما أنابوا، ومهما تابوا إلى ربِّهم فلن يغفر ذنوبهم فقد لعنهم الله وأجاز عليهم لعنة ملائكته والناس أجمعين"، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، وأقول قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ البيّنات وَالْهُدَىٰ مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴿١٥٩﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿١٦٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

وهذا الخطاب موجًّه لشياطين البشر من اليهود الذين يكتمون الحقّ وهم يعلمون ويعرفون محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه حقاً النبي المنتظر خاتم الأنبياء والمُرسلين ولكنهم للحقِّ منكرون حسداً من عند أنفسهم وهم يعلمون أنه الحقّ من ربّهم وبرغم ذلك يقول الله تعالى لهم لأمثالهم: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ البيّنات وَالْهُدَىٰ مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴿١٥٩﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿١٦٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة]، فانظروا لقول الله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم، وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} صدق الله العظيم [الزمر:53-54].

ولربّما يودّ أن يقاطعني آخر فيقول: "يا ناصر محمد اليماني، فهل سوف يغفر الله لهم لئن تابوا وأنابوا إلى ربِّهم ليهدي قلوبهم؟ فهل سوف يغفر الله لهم حتى ولو قد أجاز عليهم لعنة الله وملائكة والناس أجمعين؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي إلى رحمة الله ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ البيّنات وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [آل‌ عمران].

ولربّما يودّ أن يقاطعني آخر فيقول: "ولكن انظر يا ناصر للآية من هذه الآيات في قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:٩٠]". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: لقد جاءتك الفتوى من بعد هذه الآية مباشرة يقول الله لكم إنّه يقصد لن تُقبل توبتهم عند الموت كونهم جاءهم الموت ثم يقول أحدهم إني تبت الآن وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ ﴿٩٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَىٰ بِهِ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴿٩١﴾} صدق الله العظيم [آل‌ عمران].

فاتقوا الله يا عباد الله جميعاً من الجنّ والإنس ومن كل جنسٍ فلا تقنطوا من رحمة وتذكروا نداء الله الشامل إلى عباده بشكل عام من الجنّ والإنس ومن كُل جنس، قال الله تعالى:
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ من ربّكم مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

اللهم قد بلغت البيان الحقّ للكتاب من ذات الكتاب.. اللهم فاشهد. فبلِّغوا عنّي يا عباد الله الصالحين وقولوا للناس حُسناً وجادلوهم بالتي هي أحسن وبشِّروا ولا تنفِّروا ولا تجعلوا الناس يستيئِسون من رحمة الله.

إنَّ الذين يُيَئِّسون الناس من رحمة ربِّهم بغير علمٍ من الله؛ أولئك يصدّون عن رحمة الله ومصيرهم في النار وبئس القرار، فاستجيبوا يا معشر البشر الدّاعي إلى الله يرحمكم الله جميعاً فيجعلكم أمةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ، إن ربّي غفور رحيم.

وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخو البشر في الدم من حواء وآدم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ

الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

[ أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم ] حديث مفترى مخالف لأمر الله إلى رسوله في محكم كتابه


- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
30 - 12 - 1431 هـ
07 - 12 - 2010 مـ
11:10 مساءً
ـــــــــــــــــــــ


سلسلة حوارات الإمام في منتديات أشراف أونلاين..

بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:56]، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورُسله وآلهم الأطهار من أولهم إلى خاتمهم جدّي محمد رسول الله إلى الناس كافة صلى الله عليهم وآلهم وجميع المُسلمين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين.

سلامُ الله عليكم أيها الأشراف ونحنُ من الضيوف لديكم في موقعكم المُبارك فإن كان ناصر محمد اليماني سيِّداً من آل البيت فنصيحتي لإخوتي أن لا تأخذهم حمية الجاهليّة الأولى، وما هي حمية الجاهليّة الأولى؟ وهي أن تأخذكم العزّة بالإثم لو تبيّن لكم أنّ الحقّ هو مع محمود ومن ثم تقفوا إلى جانب الإمام ناصر محمد اليماني كونه يفتي أنّهُ من آل البيت الهاشمي القُرشي! كلا أحبتي في الله وتالله لا أريدكم إلا أن تكونوا مع الحقّ وأن تكونوا شهداء بالحقّ بيني وبين أبي حمزة محمود المصري من ألدّ أعداء المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني، ألا وإنّ أبا حمزة المصري من الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكُفر والمكر ضدّ المهديّ المنتظَر ليطفئ نور الله للعالمين ويأبى الله إلا أن يُتمَّ نوره ولو كره المُجرمون ظُهوره، ألا وإنّ أبا حمزة محمود المصري قد أعلن الحرب ضدّ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني بكُلّ حيلةٍ ووسيلةٍ ويصدُّ عن اتِّباع المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني الذي يدعو المُسلمين والنّصارى واليهود إلى الاحتكام إلى الذِّكر المحفوظ من التحريف واتّباعه والكُفر بما يخالف لمُحكم الذكر الحكيم سواء يكون في التوراة والإنجيل والسُّنة النّبويّة المُحمديّة.

ألا وإنّ أبا حمزة محمود المصري كُلّما شاهد أيَّ موقع من المواقع التي تختصّ بالدين ويقوم بنشر دعوة المهديّ المنتظَر للحوار فيقوم أبو حمزة محمود المصري بمُراسلة ذلك الموقع والافتراء على الإمام ناصر محمد اليماني ما لم يقله ويشوِّه الإمام ناصر محمد اليماني ويصدّ عن اتباع ناصر محمد اليماني صدوداً كبيراً ليلاً ونهاراً حتى يفتن مُشرفي المواقع الإسلاميّة الذين صدَّقوا الفاسقَ أبا حمزه محمود المصري المُفتري على المهديّ المنتظَر ومن ثمّ يقومون بحذف بيانات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني الذي يدعو إلى الصراط المُستقيم! فمن يُجيرهم من عذاب يومٍ عقيمٍ؟ ألا لعنة الله على ناصر محمد اليماني إن لم يكن المهديّ المنتظَر أو لعنة الله على أبي حمزة محمود المصري لعناً كبيراً إن كان من الذين يُظهرون الإيمان ويبطنون الكُفر والمكر ضدّ اتّباع الذكر الحكيم فإن ربّي بكيده عليم ووليي الله ووليه الشيطان الرجيم، والحُكم لله وهو خير الحاكمين وهو أسرعُ الحاسبين، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو ربّ العرش العظيم.

ويا أبا حمزة محمود المصري، إنّي أراك تقول أنّ الإمام ناصر محمد اليماني يكذب على موقع طريق الإسلام وموقع طريق القُرآن! والسؤال الذي يطرح نفسه: فبمَ كذب عليهم ناصر محمد اليماني؟ فهل قلتُ للناس إنّ أصحاب موقع طريق الإسلام أو موقع طريق القُرآن قد صدَّقوا واتّبعوا فبايعوا ناصر محمد اليماني؟ أفلا تتَّقِ الله؟ بل شكرناهم كونهم أظهروا بيان المهدي الإمام ناصر محمد اليماني وليس معنى ذلك أنّهم من أنصار ناصر محمد اليماني؛ بل يريدون أن يستجيبَ الآخرون لدعوة الإمام ناصر محمد اليماني إلى الحوار حتى يتبيّن لهم وللآخرين شأن الإمام ناصر محمد اليماني هل هو حقاً المهديّ المنتظَر أم كذاب أشر؟ وليس معنى النشر أنهم قد أيقنوا أنّهُ المهديّ المنتظَر أو صدّقوه أو بايعوه؛ بل ارجئوا التصديق والمبايعة إلى أن يتبيّن لهم شأن الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، ولكن لو كان ناصر محمد اليماني أفتى أنَّ أصحاب موقع طريق القُرآن أو موقع طريق الإسلام صدّقوا ناصر محمد اليماني وبايعوه إذاً لصدق محمود المصري وكذب الإمام ناصر محمد اليماني، ولكن الحمدُ لله فلا يزال البيان موجوداً وشاهداً بالحقّ أنّي لم أفترِ عليهم التصديق والبيعة وإنّما كلمة شُكرٍ لهم كونهم لم يحجبوا بيان الإمام ناصر محمد اليماني واعترافهم بحقّ الحوار في الدعوة إلى حوار المهديّ المنتظَر من قبل الظهور والتحذير من كوكب سقر، فهم كمن يقول: "فإنْ يكُ كاذباً فعليه كذِبه، وإن يكُ صادقاً يُصِبكم ببعض الذي يعدكم". وتلك حيطةٌ وحذرٌ، وليس معنى ذلك أنّهم صدّقوا واتّبعوا وبايعوا فلم نقل ذلك عليهم أنّهم اتّبعوا المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني بل ألقينا إليهم كلمةَ شُكرٍ على نشر الخبر وإقرار دعوة الحوار، وما يلي رابط بيان الشُكر لهم بنشر الخبر لطلب الحوار والتحذير للكوكب العاشر:


ويا أيها الإخوة في الرابطة العالميّة وجميع المواقع الإسلاميّة احذروا فتنة وليّ اليهود أبي حمزة محمود العدو اللدود للإمام الموعود واتخذه محمود عدواً لدوداً ويصُدّ عن اتباع القُرآن المجيد الذي يهدي به الإمام المهدي إلى صراط العزيز الحميد، ومن اتّبع محمود وأعرض عن دعوة الاحتكام إلى الذِّكر المحفوظ من التحريف القُرآن وأبى أن يتّبع كتاب الله القُرآن العظيم فأصبح مثله كمثل الكافرين المُعرضين عن كتاب الله القرآن العظيم، وليس الكُفر هو بناصر محمد اليماني فما عساه أن يكون ناصر محمد اليماني إلا عبداً من عباد الله الصالحين يدعو المُسلمين والنصارى واليهود والناس أجمعين إلى اتِّباع كتاب الله القُرآن العظيم والكفر بما يخالف لمُحكمه سواء يكون في التوراة أوفي الإنجيل أوفي السُّنة النّبويّة كون الله لم يعدُكم بحفظها من التحريف جميعاً؛ بل لم يعدْكم إلا بحفظ القُرآن من التحريف حتى يجعلهُ المُهيمن والحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون في التوراة والإنجيل وأحاديث السُّنة النّبويّة أفلا تتقون؟ وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ} صدق الله العظيم [المائدة:48].

وهل تدري لماذا يا محمود جعل الله كتابه القُرآن العظيم هو الحكم والمُهيمن فيما اختلف فيه اليهود والنصارى والمُسلمين؟ وذلك كونه الكتاب الذي وعدكم الله بحفظه من التحريف والتزييف على مرّ العصور منذ تنزيله إلى يوم البعث والنُشور. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} صدق الله العظيم [الحجر:9].

والحمدُ لله ربّ العالمين أنّ البشر يجدون البيان الحقّ لهذه الآية على الواقع الحقيقي بين أيديهم كونكم تجدون القُرآن العظيم حقاً قد حفظه الله من التحريف والتزييف على مرّ العصور نُسخةً واحدةً موحدةً في العالمين لن تختلف فيه كلمةٌ واحدةٌ عن نُسخة أخرى في العالمين.

ولكن الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكُفر والمكر لصدّ المُسلمين والناس أجمعين عن اتباع كتاب الله القُرآن العظيم جاءوا إلى محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقالوا: "نشهد أن لا إله إلا الله مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم". وإنهم لكاذبون كونهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم وإنما اتَّخذوا ذلك ليصدّوا عن اتِّباع الذِّكر المحفوظ من التحريف. وقال الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2)} صدق الله العظيم [المنافقون]

ومن ثم علّمكم الله كيفية صدّهم عن سبيل الله وبيّن لكم في مُحكم كتابه طريقة مكرهم وبيّن لكم عن سبب إيمانهم ظاهر الأمر ليكونوا من رواة الأحاديث النّبويّة فيصدوا المُسلمين عن طريق السّنة التي لم يعدهم الله بحفظها من التحريف ولذلك يقولون طاعة لله ولرسوله ويحضرون مجالس أحاديث البيان في السُّنة النّبويّة ليكونوا من رواة الحديث. وقال الله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)} صدق الله العظيم [النساء].

وفي هذه الآيات المُحكمات بيَّن الله لكم البيان الحقّ لقول الله تعالى: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم، فعلَّمكم عن طريقة صدّهم: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} صدق الله العظيم، فَعَلَّمَ الله رسوله والمؤمنين في محكم القرآن العظيم عن مكر الذين أظهروا الإيمان ويبطنون الكفر والمكر. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ} صدق الله العظيم، ولكن الله لم يأمر نبيه بكشف أمرهم وطردهم بل أمر الله نبيه بقوله: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا} صدق الله العظيم. ثم بيّن الله الحكمة من عدم طردهم لينظر من الذين سوف يستمسكون بكلام الله ومن الذين سوف يعرضون عن كلام الله المحفوظ القرآن العظيم ثم يذرونه وراء ظُهورهم فيستمسكون بكلام الشيطان الرجيم الذي يجدون بينه وبين مُحكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً وذلك لأنّ الله علّمكم الناموس لكشف الأحاديث المُفتراة في السُّنة النّبويّة فعلمكم الله أنّ ما ذاع الخلاف فيه بينكم في شأن الأحاديث النّبويّة فأمركم أن تحتكموا إلى مُحكم القرآن فإذا كان هذا الحديث في السُّنة النّبويّة جاء من عند غير الله فسوف تجدون بينه وبين محكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً لأنّ الحقّ والباطل دائماً نقيضان مُختلفان ولذلك جعل الله القُرآن هو المرجع والحكم فيما اختلفتم فيه من أحاديث السنة النّبويّة. وقال الله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)} صدق الله العظيم، وإذا جاء المؤمنين أمرٌ من الأمن أي من عند الله ورسوله لأنّ من أطاع الله ورسوله فلهُ الأمن من عذاب الله في الدُنيا ويأتي يوم القيامة آمنا. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)} صدق الله العظيم [فصلت].

وأما قوله أو من الخوف فذلك من عند غير الله ولن يجد من يأمنه من عذاب الله من اتّبع ما خالف لأمر الله ورسوله، وأمّا قول الله تعالى: {أَذَاعُوا بِهِ} وذلك عُلماء الأمّة من رواة الحديث فطائفةٌ تقول إنّ هذا الحديث حقٌّ من عند الله ورسوله وأخرى تُنكره وتأتي بحديثٍ مُخالفٍ لهُ، ثم حكم الله بينهم أن يحتكموا إلى رسوله إن كان لا يزال بينهم أو إلى أولي الأمر منهم من أئمة المُسلمين الذين يأتيهم علم البيان للقرآن العظيم من الذين أمرهم الله بطاعتهم من بعد رسوله فيأتونهم بحُكم الله بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فيستنبطون لهم حُكم الله بينهم من محكم كتابه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ ربّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:10].

وما على أولي الأمر منكم إلا أن يستنبطوا لكم حُكم الله بينكم من مُحكم كتابه فيما كنتم فيه تختلفون بمعنى إن الله هو الحكم بين المُختلفين وإنما الأنبياء والأئمة الحقّ يأتوكم بحُكم الله من مُحكم كتابه فيما كنتم فيه تختلفون. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً} صدق الله العظيم [الأنعام:114]

وها هو المهديّ المنتظَر قد حضر في قدره المقدور في الكتاب المسطور في زمن اختلاف عُلماء المُسلمين وتفرقهم إلى شيعٍ وأحزابٍ وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون. وأشهدُ أن لا إله إلا الله وأشهدُ أن مُحمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأشهدُ أنّي المهديّ المنتظَر ناصر محمد أدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله فيما كنتم فيه تختلفون يا معشر عُلماء المُسلمين والنصارى واليهود فقد جعل الله القُرآن العظيم هو المُهيمن والمرجع لكم فيما كنتم فيه تختلفون، وما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم سواء كان في السُّنة النّبويّة أو في التوراة أو في الإنجيل فاعلموا أنّ ما خالف محكم القرآن فيهم جميعاً أنّه قد جاء من عند غير الله؛ من عند الشيطان الرجيم. ولذلك ستجدون حتماً أنّ بين الباطل وبين محكم الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه اختلافاً كثيراً إن كنتم بالقرآن العظيم مؤمنين فقد جعله الله المرجع الحقّ فيما كنتم فيه تختلفون يا معشر النصارى واليهود والمسلمين ولم يجعل الله المهديّ المنتظَر مُبتدعا بل مُتبعاً لدعوة مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الاحتكام إلى كتاب الله فيما كنتم فيه تختلفون يا معشر المُسلمين من الأميين والنصارى واليهود وذلك لأنّ نبيّا الله موسى وعيسى وجميع الأنبياء يدعون إلى الإسلام. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:19].

وتصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ من ربّهم لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)} صدق الله العظيم [آل‌ عمران].

وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحقّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:48].

والبُرهان على دعوة نبيّ الله موسى لفرعون وبني إسرائيل أنّه كان يدعوهم إلى الإسلام والذين اتّبعوا نبيّ الله موسى من بني إسرائيل الأولين كانوا يُسمّون بالمسلمين وذلك لأن نبيّ الله موسى كان يدعو إلى الإسلام ولذلك قال فرعون حين أدركه الغرق قال الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} صدق الله العظيم [يونس:90].

وذلك لأنّ الله ابتعث رسوله موسى صلى الله عليه وآله وسلم ليدعو آل فرعون وبني إسرائيل إلى الدين الإسلامي الحنيف، وكذلك ابتعث الله رسوله داوود ونبيّه سُليمان ليدعو الناس إلى الإسلام ولذلك جاء في خطاب نبيّ الله سُليمان لملكة سبأ وقومها؛ قال الله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)} صدق الله العظيم [النمل].

وكذلك ابتعث الله عبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وعلى أمّه وآل عمران المكرمين وسلّم تسليماً كثيراً ليدعو بني إسرائيل إلى الإسلام، ولذلك يُسمى من اتَّبع نبيّ الله عيسى بالمسلمين. وقال الله تعالى: {وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ من ربّكم فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِنَّ اللَّهَ ربّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَٰذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51) فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53)} صدق الله العظيم [آل‌ عمران].

وبما أنّي الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم مُصدِّقاً لما بين يدي من التوراة والإنجيل والقُرآن أدعوكم إلى ما دعاكم إليه نبيّ الله موسى وداوود وسليمان والمسيح عيسى ابن مريم ومحمد رسول الله صلى الله عليهم أجمعين وسلم تسليماً كثيراً إلى الدين الإسلامي الحنيف، ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة لمن الخاسرين، وأدعوكم إلى أن نتّفق على كلمةٍ سواء بيننا وبينكم أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فلا نعبد سواه فلا ندعو موسى ولا عزيراً ولا المسيح عيسى ابن مريم ولا محمداً من دون الله صلى الله عليهم وأوليائهم وسلم تسليماً كثيراً، وأقول لكم ما أمرنا الله أن نقوله لكم في مُحكم القرآن العظيم: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:64].

ويا معشر المُسلمين الأمّيِّين من أتباع مُحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكم حذَّركم الله يا معشر الشيعة والسُّنة أن تتّبعوا الأحاديث والروايات المُفتراة على نبيّه من عند الطاغوت على لسان أوليائِه المُنافقين بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكانوا يُظهرون الإيمان ليحسبوهم مِنهم وما هم مِنهم؛ بل صحابة الشيطان الرجيم مدسوسين بين صحابة رسول الله الحق! فكم اتّبعتم كثيراً من افترائِهم يا معشر عُلماء السنّة والشيعة وأفتوكم أنّكم أنتم من يصطفي خليفة الله في قدره المقدور في الكتاب المسطور، وإنكم لكاذبون! وما كان لملائكة الرحمن المُقربين الحقّ أن يصطفوا خليفة الله في الأرض! فكيف يكون لكم أنتم الحقّ يا معشر عُلماء الشيعة والسُّنة؟ فأما الشيعة فاصطفوه قبل أكثر من ألف سنة وآتوه الحُكم صبياً! وأما السُنة فحرّموا على المهديّ المنتظَر إذا حضر أن يقول لهم أنّه المهديّ المنتظَر خليفة الله اصطفاه الله عليهم وزاده بسطةً في عِلم الكتاب وجعله حكماً بينهم بالحقّ فيما كانوا فيه يختلفون فيدعوهم للاحتكام إلى الذكر المحفوظ من التحريف! وما كان جواب من أظهرهم الله على شأني من الشيعة والسُّنة في طاولة الحوار العالمية إلّا أن يقولوا: إنّك كذابٌ أشِر وليس المهديّ المنتظَر بل نحن من نصطفي المهديّ المنتظَر من بين البشر فنجبره على البيعة وهو صاغر! ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّهم وأقول: أقسمُ بالله العظيم الرحمن على العرش استوى أنّكم في لفي عصر الحوار للمهدي المُنتظر من قبل الظهور بقدرٍ مقدور في الكتاب المسطور قبل مرور كوكب سقر، {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} واصطفوا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّكم إن كنتم صادقين شرط أن تؤتوه عِلم الكتاب ظاهره وباطنه حتى يستطيع أن يحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، فلا تُجادلوه من القُرآن إلّا غلبكم بالحقّ إن كنتم صادقين! وإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فإنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّكم لم يصطفِني جبريل ولا ميكال ولا السُّنة والشيعة بل اصطفاني خليفةً في الأرض الذي اصطفى خليفته آدم؛ الله مالك المُلك يؤتي مُلكه من يشاء، فلستم أنتم من تُقسمون رحمة الله يا معشر الشيعة والسُّنة الذين أضلّتهم الأحاديث المُفتراة والروايات ضلالاً كبيراً واستمسكتم بها وهي من عند غير الله بل من عند الطاغوت! ومثلكم كمثل العنكبوت اتَّخذت بيتاً وإنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت أفلا تتقون؟ بل أمركم الله أن تعتصِموا بالعروة الوثقى المحفوظة من التحريف القُرآن العظيم الذي أدعوكم للاحتكام إليه الحقّ من ربِّكم ولكنكم للحقِّ كارهون فما أشبهكم باليهود يا معشر الشيعة والسُّنة! فهل أدلّكم متى لا يُعجبكم الاحتكام إلى القُرآن العظيم؟ وذلك حين تجدون في مسألة أنّه جاء مُخالفاً لأهوائكم، ولكن حين يكون الحقّ لكم فتأتون إليه مُذعنين وتُجادلون به ولكن حين يُخالف في موضع آخر لأهوائكم فعند ذلك تُعرضون عنه وتقولون لا يعلم تأويله إلّا الله فحسبنا ما وجدنا عليه أسلافنا عن أئمة آل البيت كما يقول الشيعة أو عن صحابة رسول الله كما يقول السنة والجماعة! ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المنتظَر وأقول: ولكن حين يكون الحقّ معكم في مسألةٍ ما فتأتي آيةٌ تكون بُرهاناً لما معكم فلماذا تأتون إليه مُذعنين فلا تقولوا لا يعلم تأويله إلّا الله؟ ولكن حين تأتي آية مُحكمة بيّنة ظاهرها وباطنها مُخالفٌ لما معكم فعند ذلك تُعرضون فتقولون لا يعلم تأويله إلّا الله! ومن ثُمّ أُقيم الحُجّة عليكم بالحقّ وأقول: أليست هذه خصلة في طائفة من الصحابة اليهود يا معشر السنة والشيعة؟ فلماذا اتّبعتم صفتهم هذه؟ وقال الله تعالى: {لَّقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ ۚ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤٦﴾ وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ﴿٤٧﴾ وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٤٨﴾ وَإِن يَكُن لَّهُمُ الحقّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ ﴿٤٩﴾ أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ۚ بَلْ أُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٥٠﴾ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [النور].

فكم سألتُكم لماذا لا تُجيبون دعوة الاحتكام إلى الكتاب فلم تردّوا الجواب! ومن ثُمّ أُقيم الحُجّة عليكم بالحقّ أنّ المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّكم جعله الله مُتّبعاً وليس مُبتدعاً، فهل دعا مُحمدٌ رسول الله المُختلفين في دينهم من أهل الكتاب إلى كتاب الله القُرآن العظيم؟ أم إنَّ ناصر مُحمد اليماني مُبتدعٌ وليس مُتّبعاً كما يزعم أنّ الله ابتعثه ناصر مُحمد صلى الله عليه وآله وسلم؟ ولكنّي من الصادقين ولأنّي من الصادقين مُتبعٌ لمُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولستُ مُبتدعاً وآتيكم بالبُرهان من مُحكم القُرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم، إذاً لكُلّ دعوى بُرهان إن كنتم تعقلون!

ومن ثُمّ أوجّه إليكم سؤالاً آخر أُريد الإجابة عليه من أحاديث السُّنة النّبويّة الحقّ، فهل أخبركم مُحمدٌ رسول الله كما علّمه الله أنّكم سوف تختلفون كما اختلف أهل الكتاب؟ وجوابكم معلوم وسوف تقولون: قال مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي لا ينطق عن الهوى: [افترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة، افترقت النصارى على اثنتي و سبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة]. صدق مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ومن ثُمّ أقول لكم: نعم.. إنّ الاختلاف واردٌ بين جميع المُسلمين في كافة أُمم الأنبياء من أولهم إلى خاتمهم النبي الأُمي مُحمد صلى الله عليه وآله وسلم، فكُلّ أُمّةٍ يتّبعون نبي الله فيهديهم إلى الصِراط المُستقيم فيتركهم وهم على الصِراط المُستقيم، ولكن الله جعل لكُلّ نبي عدو شياطين الجنّ والإنس يُضلّونهم من بعد ذلك بالتزوير على الله ورُسُله من تأليف الشيطان الأكبر الطاغوت! تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾ وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ﴿١١٣﴾ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بالحقّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١١٤﴾ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١١٥﴾ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١١٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

ومن ثُمّ يوجّه المهديّ المنتظَر سؤالاً آخر: أفلا تفتوني حين يبعث الله النبي من بعد اختلاف أُمة النبي الذين من قبله فإلامَ يدعوهم للاحتكام إليه؟ فهل يدعوهم إلى الاحتكام إلى الطاغوت؟ أم يدعوهم إلى الاحتكام إلى الله وحده وليس على نبيه المبعوث إلّا أن يستنبط لهم حُكم الله الحقّ من مُحكم الكتاب الذي أنزله الله عليه؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾ وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ﴿١١٣﴾ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بالحقّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١١٤﴾ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١١٥﴾ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١١٧﴾} صدق الله العظيم، فانظروا لفتوى الله لكم عن مكر الشياطين لتضليل المُسلمين من أتّباع الرُسُل جميعاً أنّهم يفتروا على الله ورُسُله فيأتي بالقول الذي من عند الطاغوت من عند غير الله افتراء على الله ورُسله في كُلِّ زمانٍ ومكان! فتدبّروا يا أولو الألباب قول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾ وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ﴿١١٣﴾ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بالحقّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١١٤﴾} صدق الله العظيم، ومن خلال التدبّر تعلمون كيف مكر شياطين الجنّ والإنس ضد المُسلمين من أتّباع الرُسل حتى يختلفوا فيما بينهم فيُفرّقوا دينهم شيعاً وكُلّ حزبٍ بما لديهم فرحون! ثُمّ يبعث الله نبياً جديداً فيؤتيه الكتاب ليحكم بين أُمة النبي من قبله المُختلفون في دينهم فيدعوهم إلى كتاب الله ليحكم الله بينهم بالحقّ وما عليه إلّا أن يستنبط لهم حُكم الله من الكتاب المُنزّل عليه تصديقاً لقول الله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بالحقّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ البيّنات بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الحقّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٢١٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

وهكذا الاختلاف مُستمر بين الأُمم من أتباع الرُسُل حتى وصل الأمر إلى أهل الكتاب فتركهم أنبياؤهم على الصِراط المُستقيم، ثُمّ تقوم شياطين الجنّ والإنس بتطبيق المكر المُستمر بوحي من الطاغوت الأكبر إبليس إلى شياطين الجنّ ليوحوا إلى أوليائِهم من شياطين الإنس بكذا وكذا افتراء على الله ورُسُله ليكون ضد الحقّ الذي أتى من عند الله على لسان أنبيائِه ثُمّ أخرجوا أهل الكتاب عن الحقّ وفرّقوا دينهم شيعاً ونبذوا كتاب الله التوراة والإنجيل وراء ظهورهم واتّبعوا الافتراء الذي أتى من عند غير الله؛ من عند الطاغوت الشيطان الرجيم! ومن ثُمّ ابتعث الله خاتم الأنبياء والمُرسلين النبي الأُمي الأمين بكتاب الله القُرآن العظيم موسوعة كُتب الأنبياء والمُرسلين. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ۖ هَٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي ۗ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الحقّ ۖ فَهُم مُّعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:24].

ومن ثُمّ أمر الله نبيه بتطبيق الناموس للحُكم في الاختلاف أن يجعلوا الله حكماً بينهم فيأمر نبيه أن يستنبط لهم الحُكم الحقّ من مُحكم كتابه فيما كانوا فيه يختلفون، ومن ثُمّ قام مُحمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتطبيق الناموس بدعوة المُختلفين إلى كتاب الله ليحكم بينهم لأن الله هو الحكم بين المُختلفين، وإنما يستنبط لهم الأنبياء حُكم الله بينهم بالحقّ من مُحكم كتابه. تصديقاً لقول الله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بالحقّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ البيّنات بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الحقّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٢١٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

إذاً تبين لكم أن الله هو الحكم وما على مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمهديّ المنتظَر إلّا أن نستنبط حُكم الله بين المُختلفين من مُحكم كتابه ذلك لأن الله هو الحكم بينهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

ومن ثُمّ طبق مُحمد رسول الله الناموس لجميع الأنبياء والمهديّ المنتظَر بدعوة المُختلفين إلى كتاب الله ليحكم بينهم، فمن أعرض عن الاحتكام إلى كتاب الله فقد كفر بما أُنزل على مُحمد صلى الله عليه وآله وسلم! وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

وقال الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

وقال الله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

وقال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحقّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

وقال الله تعالى: {وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ من ربِّكم وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

وقال الله تعالى: {كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم} صدق الله العظيم [الأعراف].

وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ﴿١٧٠﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

وقال الله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الحقّ من ربِّكم ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [يونس].

وقال الله تعالى: {أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ۚ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ ۚ إِنَّهُ الحقّ مِن رَّبِّكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [هود].

وقال الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

وقال الله تعالى: {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

وقال الله تعالى: {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢﴾ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٩٣﴾} صدق الله العظيم [النمل].

وقال الله تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ} صدق الله العظيم [الأنعام:19].

وقال الله تعالى: {كَذَٰلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ﴿٢٠٠﴾ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿٢٠١﴾ فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿٢٠٢﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ۗ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٤٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴿٤١﴾ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴿٤٢﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

وقال الله تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} صدق الله العظيم [فصلت:44].

وقال الله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بالحقّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾ وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٧﴾ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٨﴾ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٩﴾ مِّن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ ۖ وَلَا يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠﴾ هَٰذَا هُدًى ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [الجاثية].

وقال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَىٰ ﴿١٣٤﴾} صدق الله العظيم [طه].

وقال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴿٢١﴾} 
صدق الله العظيم [لقمان].

وقال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴿١٧٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿١٣٦﴾} صدق الله العظيم [النساء].

وقال الله تعالى: {أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ من ربِّكم وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

وقال الله تعالى: {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٩٧﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم[يونس].

وقال الله تعالى: {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

وقال الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

وقال الله تعالى: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَّيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الروم].

وقال الله تعالى: {تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٢﴾ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٣﴾ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

ألا والله لن يغني عنكم أبو حمزة محمود المصري من عذاب الله شيئاً، واعلموا أنّي لا أظنّ أبا حمزة محمود المصري الذي في لندن الشيخ المشهور بل أبو حمزة محمود المصري أظنّه رجلٌ آخر وكذلك ربما يفتري شخصية ذلك الرجل!

وعلى كُلٍّ إنّي الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني أشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أنّي أدعو عُلماء المُسلمين والنصارى واليهود إلى الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم واتباعه والكُفر بما يُخالف لمُحكم القُرآن العظيم سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السنة النّبويّة، وما خالف لمُحكم القرآن في جميع كُتب البشر ورواياتهم فإني أشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أنّي بما خالف لمحكم القُرآن العظيم لمن الكافرين حتى لو اجتمعوا على روايته المُفترون من الجنّ والإنس فكيف أصدقهم وأجحدُ بآيات الله، أفلا تتقون؟ وقال الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَٰؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:47].

ولن تجدوهم أبداً يستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم كونه يخالف افتراءهم وأهواءهم كمثل أبي حمزة محمود العدو اللدود ومثله كمثل فريق من اليهود دعاهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} صدق الله العظيم [النمل:76].

ولذلك دعاهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم فأعرضوا كما أعرض أبو حمزة محمود المصري كون الاحتكام إلى القرآن العظيم مُخالف لما بين أيديهم من المُفترى على الله في التوراة. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:23] .

أولئك هم كمثل أبي حمزة المصري لا يريدون أن يتّبعوا من كتاب الله القرآن العظيم إلا ما يوافق لما لديهم في التوراة ولكن حين تأتي آية تفضح وتنفي المُفترى على الله في التوراة فعند ذلك يعرضون عن تلك الآية المُحكمة في القرآن العظيم فيتبعون ما يُخالفها في التوراة. ولذلك قال الله تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:85].

وإنَّما يجعل الله حُكم الاختلاف في آيات مُبينات لما كانوا فيه يختلفون. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} صدق الله العظيم [النور:34].

وقال الله تعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (46) وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الحقّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51)} صدق الله العظيم [النور]، ولكني أرى محمود العدو اللدود يقول أنّ ناصر محمد اليماني من الذين يمكرون بالباطل ضدّ الإسلام والمُسلمين ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: يا سُبحان ربّي وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين.

ويا أمّة الإسلام، فهل الذي يدعو إلى كتاب الله القرآن العظيم وسُنّة نبيّه الحقّ ويأمركم بالكُفر بما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السّنة النّبويّة، فهل ترون أنّه من المُبطلين من الذين يمكرون ضدّ الإسلام والمُسلمين. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ} صدق الله العظيم [الروم:58].

ألا لعنة الله على المُبطل سواءً يكون أبا حمزة المصري أو المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني لعناً كبيراً عدد ثواني الدهر والشهر من أول العُمر للحياة الدُنيا إلى اليوم الآخر، فكونوا من الشاهدين يا معشر الأشراف وضيوفهم أعضاء المُنتديات العالمية الهاشميّة، وبرغم أنّ الإمام المهدي لم يعُد يحاور إلا في طاولة الحوار العالمية: (موقع الإمام المهدي ناصر محمد اليماني)، ولكنّي سوف أستثني هذا الموقع لحوار أبو حمزة محمود المصري حتى يكونوا من الشاهدين بالحقّ أيُّنا يصدُّ عن اتّباع كتاب الله القُرآن العظيم وأيُّنا عدو الله اللدود الذي يصدُّ عن اتِّباع القرآن المجيد الذي يهدي إلى صراط العزيز الحميد وأيُّنا يستحقُّ لعنة الله وملائكته والناس أجمعين شرط أن يجيب دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم، ألا وإنّ أبا حمزة محمود المصري من الذين سوف تحقّ عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين في عصر المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني كونه هذا الرجل لمن ألدّ أعداء الله ورسوله والمهديّ المنتظَر كون هذا الرجل من الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكُفر والمكر فيصدون عن اتباع الذكر صدودا عظيماً، فويلٌ لهم من عذاب يوم عقيم.

ويا إخواني المُسلمين لا تخشوا الحوار مع الإمام ناصر محمد اليماني وتقولون إنّهُ لعَّان والمؤمن ليس بلعّان، ثمّ نقول لهم: ما كان الإمام المهديّ لعاناً أبداً وإنما نلعن من لعنه في محكم كتابه الذين إن يَرَوا سبيل الحقّ لا يتّخذونه سبيلاً وإن يَرَوا سبيلَ الغَيِّ والباطل يتّخذونه سبيلاً ويتخذون من افترى على الله خليلاً كأمثال أبي حمزة محمود المصري، أولئك ملعونون أينما ثُقِفوا أُخِذوا وقُتِّلوا تَقتيلاً أولئك اتخذوا الشيطان من دون الله خليلاً وهم يعلمون أنّه الشيطان الرجيم، وما كانوا على ضلالٍ مبين بغير قصدٍ منهم بل يعلمون أنّهم على ضلالٍ مبينٍ ضلّوا وأضلّوا كثيراً، وقد حذّركم الله يا معشر النّصارى أنْ تتّبعوا شياطين البشر منهم الذين يفترون على الله بغير الحقّ في التوراة والإنجيل. وقال الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الحقّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} صدق الله العظيم [المائدة:77].

وها هم قد أضلّوا كذلك فريقاً من المُسلمين؛ الذين: {قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (2) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (3) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (4) وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (5)} صدق الله العظيم [المنافقون].

وقد علَّمكم الله عن الحكمة الخبيثة لديهم وبيَّن لكم السبب الذي جعلهم يُظهِرون الإيمان ويُبطِنون الكُفر والمكر وذلك لكي يصدّوا عن اتباع القرآن العظيم بأن يفتروا أحاديث عن النبي لم يقلها عليه الصلاة والسلام ولذلك تجدون بينها وبين محكم القُرآن العظيم اختلافاً كثيراً. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)} صدق الله العظيم [النساء].

فاتّقوا الله يا أمّة الإسلام يا حُجاج بيت الله الحرام وأجيبوا داعي الله إلى الاحتكام إلى الله، وما على الإمام المهدي إلا ان يستنبط لكم حُكم الله من محكم كتابه القرآن العظيم فيما كنتم فيه تختلفون في دينكم ذلك وعدٌ علينا غير مكذوبٍ، وإن آتيتُكم بحكمٍ من عندي بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً فلا تتّبعوا وذلك بيني وبينكم، حتى إذا كفرتم وكذبتم بدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن فإنّكم لم تُكذِّبوا محمداً صلى الله عليه وآله وسلم ولا الإمام المهدي ناصرَ محمدٍ بل كذّبتم بآيات الله في محكم كتابه كونه ليس كلام جدّي محمد رسول الله ولا كلام ناصر محمد بل كلام الله في آياته المُحكمات. وقال الله تعالى: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:33].

وأما سبب المكر من قبل شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكُفر والمكر ضدّ الذكر والمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وذلك بسبب أنّ ناصر محمد اليماني سوف يكشف افتراء آبائِهم الأولين في التوراة وفي الإنجيل وفي أحاديث السُّنة النّبويّة ثم يعيد المُسلمين ومن اتبعهم إلى منهاج النبوة الأولى.

ويا أمّة الإسلام يا حُجاج بيت الحرام، والله الذي لا إله غيره إنّهم ليفترون أحاديث في السُّنة النّبويّة ظاهرها وكأنّها حقٌّ في نظر الذين لا يعلمون وهي صدٌّ عن الإسلام والمُسلمين صداً كبيراً وتشويه للدين وللمُسلمين، أنّهم مُفسِدون معتدون سفّاكون لدماء العالمين ممّن لم يتّبع دينهم وذلك ما يقصدوه من افترائِهم الباطل على نبيه بقولهم:
( وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله -تعالى- رواه البخاري ومسلم ).

ولن أقول في ابن عمر إلا خيراً وفي البخاري ومُسلم، ولكنّي أشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أنّ ذلك الحديث من غير الذي يقوله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فتعالوا لكي نُطبِّق الناموس في الكتاب لكشف أحاديث البيان المكذوبة عن النبي عليه الصلاة والسلام، وبناء على قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)} صدق الله العظيم [النساء].

ومن ثمّ سوف نجدُ أنهُ حقاً بين الحقّ والباطل اختلافٌ كثيرٌ ونقيضان لا يتفقان، فكيف يقول محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم ]؟ فكيف يخالف قول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [يونس:99].

{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:256].

{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} صدق الله العظيم [المائدة:92].

وكذلك جميع الرسل ما عليهم إلا البلاغ المبين ولم يكرهم الله أن يكرهوا الناس حتى يكونوا مؤمنين.

وقال الله تعالى: {وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} صدق الله العظيم [العنكبوت:18].

وقال لله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:48].

وقال الله تعالى: {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا} صدق الله العظيم [الإسراء:54].

وقال الله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ} صدق الله العظيم [الحج:49].

وقال الله تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} صدق الله العظيم [النور:54].

وقال الله تعالى: {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ} صدق الله العظيم [النمل:92].

وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ} صدق الله العظيم [الشورى:6].

وقال الله تعالى: {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} صدق الله العظيم [ق:45].

وقال الله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} صدق الله العظيم [التغابن:12].

وقال الله تعالى: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ} صدق الله العظيم [الشورى:48].

فكيف يقول محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم ]؟ ألا لعنة الله على المُفترين على الله ورسوله،.

فهل تدرون يا قوم لماذا لم يأمر الله نبيَّه على إجبار الناس أن يكونوا مؤمنين بالله فيصلوا لربهم ويعبدوه؟ وذلك لأنّ الله لن يتقبل منهم عبادتهم لهُ أبداً ما داموا يعبدونه خشية من أحد سواه. وقال الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:18].

ويا سُبحان الله يا أُمّة الإسلام ألا والله أنّ فيكم من العُلماء لو يأتيه الإمام المهدي بألفِ دليلٍ من محكم كتاب الله يخالف لحديث مُفترى وهو فتوى من الشيطان الرجيم لاتبع فتوى الشيطان الرجيم وما اتبع فتوى الله في محكم كتابه ولقال لا يعلمُ تأويله إلا الله مهما كانت الآية من آيات أمّ الكتاب المحكمات البيّنات لعالمكم وجاهلكم فلا ولن يتبعها بل سوف يعرض عنها وكأنه لم يسمعها ومن ثم يتبع حديثاً جاء من عند الشيطان الرجيم وأوليائه فكيف يكون من المُهتدين من ابتغى الهدى في غير كتاب الله القرآن العظيم فاتبع ما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم؟ أولئك ضلوا عن سواء السبيل وأضلوا أنفسهم وأضلوا أمتهم؛ أولئك قوم لا يعقلون إلا الذين تابوا وأنابوا من بعد تطبيق الناموس في الكتاب لكشف الأحاديث المكذوبة عن النبي وقالوا نعوذُ بالله أن تأخذنا العزة بالإثم وقد تبيَّن لنا أننا كنا على ضلال مبين فاتبعوا آيات الكتاب المحكمات واتبعوا سنة محمد رسول الله الحقّ التي لا تخالف لمحكم كتاب الله؛ وأولئك هم المُهتدون عليهم صلوات من ربّهم ورحمة وأولئك هم المُفلحون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77) إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78) فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الحقّ الْمُبِينِ (79) إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80) وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81) وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82) وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (84) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ (85)} صدق الله العظيم [النمل].

وأما أبو حمزة محمود المصري فقد علمنا من صاحبه في ماليزيا ونقول له فلتمكر كيفما تشاء وأقسمُ بربّ العالمين أن مكرك سوف يكون ضدك ولصالح الإمام المهدي ناصر محمد اليماني. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:123].

ولسوف أضرب لك على ذلك مثلاً قال الله تعالى: {فَتَوَلَّىٰ فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَىٰ} صدق الله العظيم [طه:60].

ولكن فرعون بذلك المكر قد وفر على نبيّ الله موسى كثيراً من جُهد الدعوة إلى الله فآمن كثير من الناس في يوم الزينة والسحرة وقالوا: {قَالُوا آمَنَّا بربّ العالمين (121) ربّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ (122)} صدق الله العظيم [الأعراف].

فما يدريك يا محمود أبو حمزة عسى أن يكون مكرك السبب في إيمان قوم آخرين. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} صدق الله العظيم [الروم:60].

ألم يكفِك ما حدث لعمِّك وأبيك وفيك؟ أم تريدني أن آذن لأنصاري أن يقتلوك؟ فكم يستأذنون منّي بذلك من بعد ما عثروا على عنوانك، فقلتُ لهم صبراً جميلاً أم تظنّ أنك تُعجزهم شيئاً؟ أفلا تعلم أنّ أنصاري في كُلّ دولةٍ بإذن الله في مُختلف بقاع الأرض؟ فهل تأمن مكر الله يا من تسعى لتطفِئ نور الله بكل حيلةٍ ووسيلةٍ؟ ولكن يا أبو حمزة محمود المصري تعال لكي أعلمك كيف تستطيع أن تنتصر على الإمام ناصر محمد اليماني إنْ استطعت وهو أن تأتي للقرآن ببيانٍ هو خيرٌ من بيان الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأحسن تأويلاً وأهدى سبيلاً وأصدقُ قيلاً. وهيهات هيهات وربّ الأرض والسماوات لا تستطيع كون الإمام المهدي يُحاجكم بآيات الكتاب المُحكمات هُنَّ أمّ الكتاب آيات بيِّنات لعالمكم وجاهلكم، أم تظن أنّ بيان الإمام المهدي مجرد مفسر أمثال الذين يقولون على الله ما لا يعلمون؟ بل بيان الإمام المهدي للقرآن هو قرآن عربي مبين يفقهه العالم والجاهل، وراعي الغنم العربي الأمّي لئِن سمعه يفقهه. ألا والله الذي لا إله غيره لا يُعرِض عن دعوة الإمام المهدي إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم إلا من اتّبع لما يخالف لمحكم كتاب الله واعتصم بأحاديث من عند غير الله أي من عند الشيطان الرجيم، أولئك كذّبوا اللهَ ورُسلَه وفرحوا بما عندهم من العلم الباطل لكثرته وهم لا يعلمون أنّه باطلٌ مُفترى ثم يستهزئِون بالحقّ من ربّهم ويظنّون برسول ربهم أنّ به جُنّة وكذلك يظنّون بالإمام المصطفى لهم من ربّهم أنّ به جِنّة وعليه أن يذهب لطبيب نفسي. وقال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} صدق الله العظيم [غافر:83].

ومنهم من يعجز بالردّ على بيان الإمام المهدي ثم يقوم بحذفه! أفلا يعلمُ أنّه قد حذف كلامَ الله؟ فمن يجيره من الله ربّ العالمين؟ ومنهم من يخفيه فلا يظهره للعالمين! أفلا يعلمُ أنّه أخفى كلام الله؟ فمن يجيره من عذاب الله؟ وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ البيّنات وَالْهُدَىٰ مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:159].

وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــ