الأربعاء، 30 يونيو 2010

ما هي الحكمة من قول الله تعالى {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ } ولم يقل فأتت به أهلها تحمله ؟


- 2 - 
الإمام ناصر محمد اليماني
18 - شعبان - 1431 هـ
30 - 06 - 2010 مـ
01:42 صباحـاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــ


المُشكلة هي في قومِها الذين سوف يطعنون في عرضها وأهلِها فيؤذونهم ولن يصدقوهم ..

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ولد علي مشاهدة المشاركة
إذا رأيت إمرأة بالأمس لا يوجد ببطنها شيء، وجاءتك باليوم الثاني معها ولد وتقول إنه إبنها وولدته، إذا هي معجزة ويجب أن يصدقوها، ولن يقولوا عنها قد جئت شيئا فريا. أليس كذلك ؟ فحتى يختبرهم رب العالمين يجب أن يكون حملاً طبيعياً تسعة أشهر حتى تتهم، أليس كذلك؟ أفلا يتفكرون؟ أفلا يتدبرون؟
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
فاسمع يا ولد علي، إنك من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون من غير علمٍ من ربِّهم! فليست المُشكلة هي آل بيتها لأنّهم سوف يصدّقونها لأنّهم يعلمون أنها ليست حاملاً لو جاءت بولدٍ وقالت لهم أنّه ولدها وهم يعلمون أنّها بالأمس لم تكُن حاملاً؛ بل المُشكلة هي في قومها الذين سوف يطعنون في عرضها وأهلِها فيؤذونهم ولن يصدقوهم ويصدقوا مريم سواء حملت به في تسعة أشهر أو في يومٍ واحدٍ فلن يصدقها إلا أهلُها الذين يعلمون أنّها بالأمس لم تكُن حاملاً.

أم تظن أنّ مريم بنت عمران امرأةٌ متبرجةٌ أمام أعين قومها، ولذلك سوف يصدقوها لأنّهم يعلمون أنّهم يرون بطنها كل يوم وأنّها ليست حاملاً؟ فما خطبك يا رجل؟ ولذلك لم تأتِ مريم تحمل الطفل إلى أهلها لكي ينطق لهم بالحقّ لأنّ أهلها سوف يصدقونها ولو لم ينطق الطفل، نظراً لأنّهم يعلمون أنها ليست حاملاً، ولكن قومها لن يصدقوها لأنّهم لا يعلمون أهي كانت حاملاً قبل أن تضع الطفل أم لا، ولكنّهم لن يصدقوها ولن يصدقوا قسَم أهلها أنّها لم تكن حاملاً فيقولون إنّما تخشون الفضيحة ولذلك لم تأتِ به إلى أهلها؛ بل جاءت به إلى قومها تحمله لكي ينطق فيبرّأها وأهلها من الفضيحة، وقال الله تعالى:

{فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ﴿٢٧﴾ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴿٢٨﴾ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ﴿٢٩﴾ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا(30)} صدق الله العظيم [مريم].

ولكنّها لو حملت في تسعةِ أشهرٍ فقد يقتلها أهلُها من قبل أن تضع جنينها ولن يصدقوها أنّها حملت بكن فيكون ولن ينتظروا حتى تضع طفلها لكي يبرِّأَها، فإنّك لمن الجاهلين وقد كنا أقمنا لك وزناً من قبل ولم يعد لك لدينا وزنٌ.

وأبشِّرك يا ولد علي أنّ الله لن يهدي قلبك أبداً إلى الحقّ لأنّك من الذين جاءوا للتشكيك في الحقّ بحذرٍ شديدٍ، وبرغم أنّه تبيّن لنا أمرك ولكنّنا سوف نقوم برفع حظر الإدارة عنك لعلك تخشى ونقيم عليك الحُجّة أكثر.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
__________


الأحد، 13 يونيو 2010

هل لي أجر في قراءة القرآن رغم أن قرائتي مكسرة ضعيفة؟ وكيف أتدبر القرآن؟


الإمام ناصر مُحمد اليماني
13-06-2010 - 12:56 PM


إمامي الحبيب، هل لي أجرٌ في قراءة القرآن رغم أن قراءتي مكسرةٌ ضعيفةٌ؟
وكيف أتدبر القرآن؟

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله الطيبين الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد. 
إني أراك تتفكر في كتاب الله وأريدُ أن أصلح تفكيرك بالحقّ وأهديك بالحقّ إلى صراط العزيز الحميد. وأما التعريف لكلام الله فهو أنه:
يتكون من علوم غيبية حقّ على الواقع الحقيقي، منها أخبار ما قبلكم ومنها أخباركم ومنها أخبار من بعدكم إلى يوم يقوم الناس لربّ العالمين، ومن ثم يتابع أخبار الآخرة ونتائج المؤمنين به والكافرين به من قبل فيشهدون تأويل علمه الغيبي يتحقق أمام أعينهم على الواقع الحقيقي. ولذلك يقولون. قال الله تعالى:
{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].

إذاً الآيات التي يحتوي فيها كلام الله عن الآخرة يُحقق الله كلامه على الواقع الحقيقي، وأما الآيات التي تحتوي على كلام الله فيها عن أخبار الأولين فهي أخبار بمنتهى الدقة في الحقّ سواء أخبار المؤمنين أو الكافرين. تصديقاً لقول الله تعالى: {ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)} صدق الله العظيم [آل عمران]

وكذلك عن قصة يوسف وإخوته. وتصديقاً لقول الله تعالى: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاء الْغَيْب نُوحِيه إِلَيْك وَمَا كُنْت لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:102]، وكذلك قصص الأمم الأولى مع رسل ربّهم وكيف دار النقاش بينهم فكفروا، فأخبرنا الله كيف صنع بهم وأين أذهبهم.

ويا أخي السائل، إن القرآن كلام الرحمن فيه تفصيل لكل شيءٍ في حقائق البشر وحقائق الكون وحقائق في الدنيا وحقائق في الآخرة وحقائق في القصص، وفتاوى فقهيّة وعقائديّة وحدوديّة، وتنظيم الحياة للبشر في الأرض، ويأمر بالخير وينهى عن المُنكر حتى يعيش البشر في سلامٍ من شر بعضهم بعضاً، ويشمل حتى تنظيم الأسرة وآداباً ويُعلمنا الأخلاق الكريمة؛ بل القرآن رحمة للعالمين. 

أيها السائل عنه تدبر فتجد له حقائق في الدنيا تجدها الآن وله حقائق نجدها في الآخرة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بالحقّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (53) إِنَّ ربّكم اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ ربّ العالمين (54) ادْعُواْ ربّكم تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ(57)} صدق الله العظيم [الأعراف]

فتدبر في كلام الله ثم طبق كلامه على ما بين يديك وما خلفك من السماء والأرض، ومن ثم تقول: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)} [آل عمران].

وأما تفكيرك الذي تفكر به فأفتيك بالحقّ أنه طائفٌ من الشيطان وليس من الرحمن ليدخلك في متاهات حتى لا تخرج بنتيجةٍ من التفكر والتدبر في كلام الله، وكلام الله يقول الصدق، ومن أصدق من الله حديثاً في كُل ما يقول بمنتهي الدقة عن القصص والأخبار والوقائع الماضية والحاضرة والمُستقبلية؛ أي الحقائق العظمى؟ وأما أعمال البشر فهناك ملكان مكلفان مع كل إنسانٍ يكتبان كُل صغيرةٍ وكبيرةٍ، ويخرج له يوم القيامة كتاب يلقاه منشوراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:13].

ومن ثم يقولون: {وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:49].

ولا تحسبن الذين يُعقّدون فهم القرآن على الناس تعقيداً، لا تحسبنهم بمفازة من العذاب، إني لك لمن الناصحين! وبعض المؤمنين يهجر القرآن بحجة أنه يُكسِّر فيه، ويقول له الشيطان هذا كلام الله فلا يجوز لك أن تُكسر فيه، ولكني أفتي
[إنَّ الذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق له بكل حرف حسنة، فأما قراءته في الصلوات فبكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها، وأما في النافلة والتدبر فبكل حرف سبعمائة حسنة].


ولولا أنَّ الله علم أَنَّ منكم مرضى وآخرين يضربون في الأرض يبحثون عن عيشهم وفي سبيل الله لأمركم بقراءته الليل والنهار لا يؤخركم عنه إلا المأكل أو قضاء الحاجة أو النوم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنْ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ القرآن عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)} صدق الله العظيم [المزمل].

وأنصحك بالتدبر في كلام الله للتفكر في حقائق آياته من بين يديك ومن خلفك في السماء وفي الأرض، وابدأ بالتفكر في نفسك فأنت من آيات ربك ومن حقائق كلام الله في القرآن. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20)وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ(21)وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22)فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ(23)} [الذاريات].

وبهذا التفكير تخرج بنتيجة كبرى وهو الهدى إلى الحقّ، فيشرح الله به صدرك وينور الله به قلبك ويهديك الله به إلى صراطٍ مُستقيمٍ. 

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوك الإمام المهدي ناصر مُحمد اليماني. 
ـــــــــــــــــــ

الأحد، 6 يونيو 2010

ما البيان الحق لقوله تعالى : { وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ }


الإمام ناصر محمد اليماني
06 - 06 - 2010 مـ
07:24 مساءً
ــــــــــــــــ


{ وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ }
صــدق الله العظيم

بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على جدي مُحمد رسول الله وآله الأطهار والسابقين الأنصار للحقّ في الأولين وفي الآخرين إلى يوم الدين..

أحبتي الأنصار السابقين الأخيار بارك الله فيكم وفي ذرِّياتكم وأنبتهم نباتاً حسناً وذرِّيات إمامكم وجميع المسلمين، وبالنسبة لعدد زوجاتي التي تزوجت بهنّ فهُنّ أربع ولكن إمامكم يواجه مشكلة مع زوجاته بسبب الحبّ الناتج عن الأخلاق العذبة، فإذا كتب الله لعبده زواجاً جديداً فإن الزوجة الأولى ترفض أن يُشاركها أحدٌ في زوجها ومن ثُمّ تختار الفراق، وهذا حدث لاثنتين وتمَّ الفُراق برغم أنه لم يتمّ جمعهنّ إلّا قليلاً؛ بل مجرد ما يكتب الله لعبده زواجاً جديداً تطلب التي من قبلها الفُراق، ولذلك فليس لدى الإمام ناصر محمد اليماني الآن إلّا زوجة والعروسة المنتظرة قريباً بإذن الله فيصبح للإمام المهدي في عصمته زوجتين اثنتين فقط.

واستوصيكم بالعدل في زوجاتكم حتى لا تعولوا فيصيبكم الفقر بسبب دُعاء مظلومةٍ منهنّ إن دعت على زوجها أن يفقره الله، فاتقوا الله وأطيعوا أمر الله بالعدل أيها المُسلمون لعلكم تُفلحون.

ولربّما يودُّ أن يُقاطعني أحد الذين لا يعدلون فيقول: "ألم يقل الله تعالى: { وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ } صدق الله العظيم [النساء:129]، وعليه فلن نستطيع أن نعدل بين الزوجات حسب فتوى الله". ومن ثُمّ يردُّ عليه الإمام المهدي وأقول: ثكلتك أمك في تسعة أشهر، إنما يقصد أنكم لن تستطيعوا أن تعدلوا في الحبّ فتجعلوا حُبَّهُنّ سواء في قلوبكم لأن قلوبكم ليست بأيديكم، فاتقوا الله الذي يحول بين المرءِ وقلبه والذي إليه تُحشرون، فاعدلوا في الكيلة والليلة فذلك في نطاق قدرتكم، أما الحبّ فهذا يعود إلى فن تعامل الزوجة مع زوجها حتى تكسب قلبه، ولكن الله جعل مودةً ورحمةً وذلك حتى إذا كانت المودة لإحداهُنّ فتكون الرحمة للأُخرى.

ألا وإن الرحمة تشمل أكثر من زوجة وهي درجة ثانية بعد الحُبِّ، وأما الحبّ فلا بد أن يميل لإحداهُنّ ولذلك لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم، فلا تميلوا كُلّ الميل فتظلموا في الكيلة والليلة فتذروها كالمعلقة لا هي متزوجة ولا هي مطلقة، فاتقوا الله. 

ومن لم يعدل في زوجاته فليس من الله في شيء وخان الميثاق العظيم وزاغ عن الصِراط المُستقيم؛ بل عاملوهُنّ بالمُعاملة الحسنة سواءً، واعدلوا في الكيلة والليلة، واكتموا سرّ حُبّكم عن الأخريات في قلوبكم حفاظاً على مشاعرهُنّ، ولا تتكبروا عليهنّ ولا تنهروهنّ؛ بل عاتبوهنّ فذلك أشدُّ وطأةً على القلب في الصدر من نهرها؛ إلّا إذا لم ينفع العتاب مع أحدهنّ فلينهرها، وإذا لم ينفع فليهجرها، وإذا لم ينفع الهجر وأُجبر الزوج إلى الضرب فلا ينبغي له أن يضربها بسوطٍ أو عصا؛ بل إذا اضطر فليلطمها بيده لطماً خفيفاً، وإذا لم ينفع فحكماً من أهله وحكماً من أهلها، فإن يُريدا إصلاحاً بينهما يوفقهم الله إلى ذلك.

واتقوا الله في أولادكم، فكما أمركم الله بالعدل في نسائكم فكذلك أمركم الله بالعدل في أولادكم، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ } صدق الله العظيم [النساء:11]

ولا وصية لوارث حتى لا تورثوا بينهم العداوة والبغضاء ذلك نِعمّا ما يعظكم به الله، وإنما الوصية للوالدين والأقربين، والأقربون هم الإخوة إذا لم يكونوا الورثة الأصليين، تصديقاً لقول الله تعالى:ِ
{ كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ﴿180﴾ } صدق الله العظيم [البقرة]

وهذه الآية ليست منسوخةً كما يزعم الذين لا يعلمون فيقولون بل تمّ تبديلها بقول الله تعالى:
{ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ } صدق الله العظيم [النساء:11]

ومن ثُمّ يردُّ عليه الإمام المهدي وأقول: إنما الأقربون هم الأخوة ولا يقصد الذُرية، ولذلك قال الله تعالى: { لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ } صدق الله العظيم، ولو كان الأقربون يشملون الوالدين لاكتفى بذكر الأقربين.

فاتقوا الله يا من تقولون على الله ما لا تعلمون؛ بل إن الوصية حقٌّ على الميسورين أن يتركوا خير الوصية لأقربائهم، وأمّا والديهم فيحقّ لهم أن يوصوا لهم بزيادةٍ عن نصيبهم في الميراث إن شاءوا أن يزيدوا والديهم، وأما الأولاد الورثة الأصليين فلا وصية لوارثٍ حتى لا تورثوا بينهم العداوة والبغضاء فاتقوا الله لعلكم تفلحون. 

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر مُحمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ

الأربعاء، 2 يونيو 2010

إنّما يقصد الله بقوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} يقصد المُتشابه وليس آيات الكتاب المحكمات البيّنات هُنّ أمّ الكتاب لعالِمكم وجاهلكم


02-06-2010 - 08:02 PM


مقتطفاتٌ من علم الإمام..
استنباطٌ جميلٌ ورائعٌ للإمام المهديّ المنتظر، ولا ينكره إلا جاهلٌ ..

بسم الله الر حمن الرحيم {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} صدق الله العظيم [يوسف:108]، إذاً بصيرة القرآن هي لمحمدٍ رسول الله ولمن اتّبعه، فلماذا اتّخذتم هذا القرآن مهجوراً؟ فمن يجِركم من الله؟

ولربّما يودّ عالمٌ آخر أن يقول: "فهل أنت يا من تزعم أنّك المهديّ المنتظَر أعلم من محمدٍ رسول الله وصحابته الأخيار بهذا القرآن العظيم؟ فقد بيّنه لنا محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عن طريق السنّة فيكفينا اتّباع السنّة وذلك لأنّ القرآن لا يعلمُ تأويله إلا الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} صدق الله العظيم [آل عمران:7]".

ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ وأقول: قال الله تعالى: {إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68)قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69)} صدق الله العظيم [يونس:68]، ولكني لم أجد في كتاب الله أنّ القرآن لا يعلمُ تأويله إلا الله؛ بل قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ إِلاَّ الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].

وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فأمّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

إذاً ياقوم إنّما يقصد الله بقوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}، يقصد المُتشابه وليس آيات الكتاب المحكمات البيّنات هُنّ أمّ الكتاب لعالِمكم وجاهلكم، فلمَ تُحرفون كلام الله عن مواضعه حتى تتبعوا أهواءكم؟ أفلا تتقون؟ فمن يُجِركم من الله؟ أفلا تعلمون إنّما المُتشابه في القرآن قليلٌ بنسبة عشرة في المائة تقريباً، وتسعين في المائة من آيات الكتاب آياتٌ محكماتٌ هُنّ أمّ الكتاب جعلهنّ الله آياتٍ بيّناتٍ لعالِمكم وجاهلكم حتى لا تكون لكم الحُجّة على الله؟ بل وتوجد سورٌ جميعُها محكمٌ واضحٌ بيّنٌ للعالم والجاهل، أم إنّكم لا تعلمون ما يقصد الله بقوله في سورة الإخلاص: {قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ﴿١﴾ اللَّـهُ الصَّمَدُ ﴿٢﴾ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴿٣﴾ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [الإخلاص]؟

أم أنكم لا تعلمون ما يقصد الله بقوله تعالى: {لَوْ أَنزلْنَا هَذَا القرآن عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22)هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمؤمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سبحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} صدق الله العظيم [الحشر]؟

ويا علماء أمّة الإسلام لمَ تخدعون أنفسكم وأمّتكم؟ فإذا كان لا يعلمُ تأويله إلا الله فلمَ تجرأتم على تفسير القرآن مُحكمه ومُتشابهه وأنتم لا تُفرّقون بين المُتشابه والمُحكم؟ ولسوف أفتيكم وأمّة المسلمين عالمهم وجاهلهم كيف تُميزون بين آيات الكتاب المُحكمات هُنّ أم الكتاب والآيات المُتشابهات، ألا وإن الأمر يسيرٌ جداً يدركه أولو الألباب الذين يتدبّرون آيات الكتاب الذين يتلونه حقّ تلاوته. تصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حقّ تِلَاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ(121)} صدق الله العظيم [البقرة].

ولا يقصد حقّ تلاوته بالغنّة والقلقلة والتجويد كما جعلتم جلّ اهتمامكم في ذلك وذلك مبلغكم من العلم؛ بل حقّ تلاوته أي بالتدبر والتفكر في آياته. تصديقاً لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [ص:29].

وأما كيف تستطيعون أن تميزوا بين آيات الكتاب المحكمات من الآيات المُتشابهات، فسبق أن ضربنا لكم على ذلك مثل في قول الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:124].

وكلمة التشابه هي في قول الله تعالى {الظَّالِمِينَ}، فهل يقصد ظُلم الخطيئة أم يقصد ظُلم الشرك في القلب؟ فإذا كان يقصد ظُلم الخطيئة فهذا يعني أن جميع الأنبياء والأئمة معصومون من الخطيئة! ولكنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً، فكيف لكم أن تعلموا هل في هذه الآية تشابه أم أنها محكمة؟ فالأمر يسير عليكم لو كنتم تعقلون، فارجعوا إلى قصص الأنبياء والمرسلين وتدبّروا هل قط وجدتم لأحدهم أخطاء؟ فإذا لم تجدوا أنّ أحدهم أخطأ فقد تبيّن لكم أن قول الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، خالية من كلمات التشابه، أما إذا وجدتم أنّ المرسلين قد يتعرضون لظلم الخطيئة فقد أصبحت الآية فيها كلمات متشابهة، وتعالوا للتطبيق للتصديق، فهل نجد أنّ الله يفتينا في آية أخرى أنّ المرسلين يتعرضون لظلم الخطيئة؟ وتجدون الفتوى في قول الله تعالى: {يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمرسَلُونَ (10)إِلَّا مَن ظَلَمَ ثمّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فإني غَفُورٌ رَّحِيمٌ (11)} صدق الله العظيم [النمل].

إذاً يا قوم، إنّ المرسلين مُعرَّضون لظُلم الخطيئة وربّي غفورٌ رحيمٌ لمن تاب وأناب كما أخطأ نبي الله موسى فارتكب ظُلم الخطيئة بقتل نفس تعصباً مع الذي هو من شيعته في ساعة غضبٍ، ولما أدرك موسى أنه ظلم نفسه بخطيئة القتل. قال تعالى: {قَالَ ربّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم [القصص:16].

وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمرسَلُونَ (10)إِلَّا مَن ظَلَمَ ثمّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فإني غَفُورٌ رَّحِيمٌ (11)} صدق الله العظيم [النمل].

ولو يتدبّر الباحثون عن الحقّ كيف اختلف علماء الشيعة وعلماء السنّة في هذه المسألة فكل منهم جاء ببرهانه من القرآن، فأمّا الشيعة فقالوا إنّ الأنبياء والأئمة معصومون من ظُلم الخطيئة وجاءوا بالبرهان على عقيدتهم من مُتشابه القرآن. قال تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:124].

وأمّا أهل السنّة فاستدلوا بقتل موسى لنفسٍ فظلم نفسه فتاب وأناب وجاؤوا بالبرهان من القرآن في قول الله تعالى: {قَالَ ربّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم [القصص:16].

وعجز أهل السنّة في إقناع الشيعة وعجز الشيعة في إقناع السنّة ولكن ناصر محمد اليماني سوف يُلجم ألسنة الشيعة والسنّة بالحقّ حتى لا يجدوا إلا أن يسلّموا تسليماً لما قضيت بينهم بالحقّ أو يكفروا بالقرآن العظيم. وأما سرّ إلجامي للشيعة وذلك لأني أخذت الآية التي يحاجون بها النّاس وبيَّنت أنّ فيها من كلمات التشابه وأنه يقصد ظُلم الشرك ولا يقصد ظُلم الخطيئة، وذلك لأنّ الشرك ظلمٌ عظيمٌ. تصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:82]، أي أن قلوبهم سليمة من ظُلم الشرك بالله. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [لقمان:13].

تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا} صدق الله العظيم [النساء:116].

ولذلك لا ينبغي أن يكون الأنبياء والأئمة من المشركين بالله؛ بل يُطهّر الله قلوبهم من ذلك تطهيراً حتى يدعون النّاس إلى كلمة التوحيد فيخرجون النّاس من الظُلمات إلى النّور، وتبيّن لكم الآن البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:124].

وتبيّن لكم أنه يقصد ظُلم الشرك وليس ظُلم الخطيئة .

ويا معشر الأنصار، أرجو من الله أن لا تملّوا كثرة التكرار والتفصيل المستمر لعله يحدث لهم ذكراً، وتجدوني أكرر هذه النقطة لكون هذه العقيدة هي السبب في مبالغة الشيعة في الأئمة أنهم معصومون من الخطأ ويحاجون النّاس بقول الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:124].

أخوكم المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني.
_________________