الأحد، 28 أبريل 2013

سؤال عن الذبح الإسلامي و كيفيته بالتدقيق ؟ وعن ذكر الله على الأنعام قُبيل ذبحها ؟


الإمام ناصر محمد اليماني
18 - 06 - 1434 هـ
28 - 04 - 2013 مـ
04:10 صــــباحاً
ـــــــــــــــــــــــــ


مزيدٌ من البيان من القرآن في ذبح الأنعام حلالاً طيباً ..

بسم الله الرحمن الرحيم {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّـهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ} صدق الله العظيم [المائدة:3].

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وآله وآلهم الطيبين والتابعين الحقّ إلى يوم الدين، أمّا بعد..

ويا أحبتي في الله السائلين عن ذكر الله على الأنعام قُبيل ذبحها، لو استشرتم عقولَكم لقال عقلُ كلِّ واحدٍ: "يا سبحان الله! بل يُذكر اسم الله على الذبيحة سواء تكون أُضحية أو يريد أن يُكرم بها ضيفه أو يريد أن يطعم بها نفسه وآل بيته فلا بدّ أن يذكر اسم (الله أكبر) عليها".

ومختصر الذِّكر أن يقول: (بسم الله الرحمن الرحيم؛ الله أكبر؛ سبحان من أحلك للذبح) 

فيذبحها من العنق كما يعلم بذلك الجزّارون، ولكن لا يقطع الرأس عن الجسد وذلك حتى يظلّ الدّم المحرم مسفوحاً من الأضحية وهذا إذا كان من الغنم أو من البقر، وأما إذا كانت من الإبل فلا يتمّ ذبحها من العنق بل يتمّ نحرها من الصدر بما يسمونه (بالثغرة).

وعلى كل حال إن ذكر الله على الذبيحة أو المنحورة يجب أن يكون من قبل أن يتمّ ذبحها أو نحرها، ولا يُشترط أن لا يذبحها إلا مسلم؛ بل يجوز أن يذبحها كافرٌ أو مجوسيّ أو يهوديّ سواء ذكروا الله أم لم يذكروه، وقد عَلِمَ اللهُ أنّ ليس كلّ المسلمين جزّارين ولذلك لم يَشْرُط عليهم أن يذكروا اسم الله عليها حين ذبحها؛ بل أمرهم أن يذكروا اسم الله عليها صواف والذبيحة لا تزال حيّة ومن ثم يرسل بها صاحبُها إلى الجزّار ليذبحها ولا يهمّ هل ذكر عليها اسم الله أم لم يذكر كونه قد تمّ الذِّكر عليها من قِبَلِ صاحبها (صواف) وأرسل بها من بعد الذّكر للجزار ليذبحها.

وأمّا الذي يشتري لحماً تمّ سلخه من المجزرة فنقول عليه أن يشتري من مجازر المسلمين كونه لا بدّ أنّ الجزار المسلم ذكر اسم الله عليها حين ذبحها فيقول: (بسم الله الرحمن الرحيم؛ الله أكبر؛ سبحان من أحلك للذبح) أو النّحر إن كانت من الإبل.

وأمّا مجازر الكافرين التي لا يذكرون اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فهذا لا يجوز. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسم اللَّهِ عَلَيْهِ} صدق الله العظيم [الأنعام:121]. إلا من اضْطُّرَ في مخمصةٍ (جوع) فلا إثم عليه أن يشتري اللحم من مجازر الكفار الذين لا يذكرون اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۖإِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿٢﴾ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّـهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣﴾ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۙ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّـهُ ۖ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ عَلَيْهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

والاضطرار سواء جوع أو ضرورة الشهوة للحمة، كون الإنسان إذا مرّ عليه زمنٌ لم يأكل اللحمة ومن ثم يطلب جسمه اللحمة بشهوةٍ شديدةٍ كون الجسم أصبح محتاجاً لبروتين اللحم، ونقول:
فلا إثم على أحبتي في الله في بلاد الكافرين حين يجوعون أو يشتهون أكلَ اللحمة أن يشتري لحمةً من الجزارين المخالفين لشريعة الإسلام في سُنّة ذبح الأنعام، ولكن فليذكروا اسم الله على اللحمة قبل أن يغلوها، كما يذكرون اسم الله على صيد الجوارح فمنها من لم يلحق صاحبها أن يذبحها ولكنّ الله أحلَّ لهم صيد الجوارح وأمر أن يذكر اسم الله على ما أمسكوا به في مخالب الجوارح. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسم اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} صدق الله العظيم [المائدة:4].

وخلاصة هذا البيان نقول:
إنما نقصد النّاس البسطاء ما جعل الله عليهم في الدّين من حرجٍ، وأما من كان من الأغنياء فيستطيع أن يشتري كبشاً أو ما يشاء من الأنعام ثم يذكر اسم الله عليه ومن ثم يرسل به للجزار فيشترط عليه أن يذبحها ولا يقبل أن يضرب الجزارُ رأس الأضحية بحديدةٍ كما يفعل الذين لا يعلمون.

وأما الطّيور فيستطيعون أن يشتروها حيّةً سواء دجاجاً أو غير ذلك من الطيور فيذبحها في داره وتذكروا اسم الله عليها عند ذبحها، وكذلك تسمّون بالله على اللحم من بعد النضوج فتأكلوا منه حلالاً طيباً. يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ورحم الله المؤمنين.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
مفتي العالم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــ

الخميس، 18 أبريل 2013

{ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا } الإمام المهدي يدعو المسلمين والإنس والجنّ أجمعين أن يتخذوا الشيطان عدواً تنفيذاً لأمر الله في محكم كتابه


الإمام ناصر محمد اليماني
08 - 06 - 1434 هـ
18 - 04 - 2013 مـ
04:25 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ


الإمام المهدي يدعو المسلمين والإنس والجنّ أجمعين أن يتخذوا الشيطان عدواً تنفيذاً لأمر الله في محكم كتابه:
{ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا }

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وأئِمّة الكتاب وآلهم من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليهم جميعاً لا نفرّق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد..

من الإمام المهديّ إلى كافة المسلمين لربّ العالمين، لقد أمركم الله في محكم كتابه أن تتّخذوا الشيطان عدواً. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [فاطر].

وربما يودّ أحد السائلين أن يقول: "فكيف نتخذُ الشيطان عدواً ونحن لم نرَهُ؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: وحتى ولو رأيتم الشيطان فلن تستطيعوا قتله من قبل مجيء يوم البعث الأول كونه من المُنْظَرين إلى يوم البعث الأول، تصديقاً لإجابة الرحمن لطلب الشيطان: {قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٣٦﴾قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿٣٧﴾إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فكيف نتخذ الشيطان عدواً تنفيذاً لأمر الرحمن؟ والجواب هو: أن تشمروا إلى السعي إلى عدم تحقيق هدف الشيطان في نفس الرحمن كون الشيطان يسعى بكل حيلةٍ ووسيلةٍ إلى أن يجعل عباد الله أمّة واحدةً على الكفر حتى لا يتحقق رضوان الله على عباده، كون الشيطان يعلم أنّ الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لعباده الشكر، ولذلك يسعى الشيطان بكل طريقةٍ أن لا يكون عباد الله شاكرين حتى لا يتحقّق رضوان الله على عباده، ولذلك قال الشيطان مخاطباً الرحمن: {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

وعليه فإني الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني اتّخذت الشيطان عدواً، ولذلك أسعى بكل حيلةٍ ووسيلةٍ إلى تحقيق الهدف المضاد لهدف الشيطان، وأريد أن أجعل النّاس بإذن الله أمةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ ليكونوا شاكرين فيعبدوا الله وحده لا يشركوا به شيئاً لكون الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لعباده الشكر، ولذلك اتّخذ الإمام المهديّ رضوان الله نفس الله غايةً ولن يتحقق رضوان نفس الربّ على عباده حتى يكونوا أمةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ يعبدون الله لا يشركون به شيئاً.

ويا معشر المسلمين من كان من قومٍ يحبهم الله ويحبونه، فليتخذ رضوان نفس ربّه غايةً وليس وسيلةً لتحقيق الجنة كون نعيم رضوان نفس الربّ هو النّعيم الأعظم على عباده من نعيم جنّته. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

ويا معشر المسلمين والنّاس أجمعين، إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فلنتخذ جميعاً الشيطان عدواً مبيناً ومن ثم نقوم بالسعي لتحقيق الهدف المضاد لهدف عدوّ الله وعدوّنا الشيطان الرجيم، فقد علمتم أنّ الشيطان وأولياءه من شياطين الجنّ والإنس لم يكتفوا بتحقيق غضب الله عليهم وحسبهم ذلك؛ بل يسعون إلى عدم تحقيق رضوان نفس الرحمن على عباده، ولذلك يناضلون ليجعلوا عباد الله أمّةً واحدةً على الكفر ويستخدموا كلّ حيلةٍ وطريقةٍ ليمكروا ضدّ تحقيق هدف الأنبياء والمهديّ المنتظر ناصر محمد اليماني، كون الإمام المهديّ وأنبياء الله نسعى إلى تحقيق رضوان الله على عباده فندعوهم ليكونوا أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ، وأما أعداؤنا الشياطين من الجنّ والإنس فيسعون إلى فشل هدف الأنبياء والمهديّ المنتظر لكونهم يريدون أن يجعلوا النّاس أمةً واحدةً على الكفر لكونهم كرهوا رضوان الله فأحبط أعمالهم ولعنهم وأعدّ لهم عذاباً عظيماً، فلا تتّبعوا الشيطان وحزبه فإنه يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [فاطر].

وجعل الله شياطينَ الجنّ والإنس أعداءً لكافة الأنبياء كون شياطين الجنّ والإنس يوحون إلى بعضهم بعضاً فيتواصون في السعي الليل والنهار إلى إفشال هدف الأنبياء والمهديّ المنتظر ليصدّوا البشرَ عن اتّباع الدعوة الحقّ من ربّهم، ويريدون أن يطفِئوا نور الله بافتراء أفواههم على الله ورسله ما لم ينزل الله به من سلطان، ومن شياطين الإنس طائفةٌ من أهل الكتاب يسعون الليل والنهار إلى إضلال البشر بكل حيلةٍ ووسيلةٍ في كل جيلٍ وعصرٍ منذ أنزل الدعوةَ المحمديّة إلى عباده؛ اللهُ وحده لا شريك له. وقال الله تعالى: {وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

ولذلك آمنوا ظاهر الأمر وأبطنوا الكفر والمكر ليصدّوا البشر عن اتّباع الذكر من ربِّهم، فاتّخذ شياطينُ البشر الإيمان ظاهر الأمر جُنّة وستاراً ليمكروا بالمسلمين فيُضلّونهم عن اتّباع محكم القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

وربما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، فكيف يستطيعون أن يصدّوا المسلمين عن اتّباع القرآن العظيم وهم قد صاروا بين المسلمين؟ أفلا تعلمنا عن طريقة صدّهم عن سبيل الله؟". ومن ثم يردّ الإمام المهديّ ناصر محمد على السائلين وأقول: سوف تجدون الجواب في محكم الكتاب القرآن العظيم، فقد علّمكم الله بطريقة صدِّهم عن اتّباع محكم القرآن العظيم وذلك عن طريق افتراء أحاديث نبويّة غير التي يقولها محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعلّم اللهُ علماءَ المسلمين أن يجعلوا محكم القرآن العظيم هو المرجع والحكم فيما اختلفوا فيه من أحاديث السّنة النّبويّة كون أحاديث السّنة النّبويّة هي كذلك مزيداً من البيان من عند الرحمن. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴿١٧﴾فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

وعلّمهم الله أنّ أحاديث البيان النبويّ إذا كان أحدها من عند غير الله أي من عند الشيطان وأوليائه فسوف يجدُ علماءُ المسلمين أنّ بين ذلك الحديث ومحكم القرآن اختلافاً كثيراً، وذلكم تصديقاً لحكم الله في محكم كتابه بين علماء المسلمين في قول الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

وعليه فإنّ المعرضين عن السّنة النّبويّة الحقّ قد أعرضوا عن الحقّ من ربّهم كونه تبيّن لكم أنّ أحاديث السّنة النّبويّة الحقّ إنّما هي من عند الله غير أنّها ليست محفوظةً من التحريف كمثل القرآن العظيم المحفوظ من التحريف، ولذلك جعل الله محكم القرآن العظيم هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث، فما وجدوه من الأحاديث جاء مخالفاً لمحكم آيات الكتاب البيّنات لعلماء الأمّة وعامة المسلمين فليعلموا أنّ ذلك حديثٌ مفترًى في السّنة النّبويّة من عند غير الله ولم ينطق به رسوله الذي لا ينطق عن الهوى في دين الله إلا بوحي من ربّه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴿١﴾مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ﴿٢﴾وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ﴿٣﴾إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [النجم].

فاتّقوا الله يا معشر علماء المسلمين وأمّتهم واكفروا بالتعدديّة المذهبيّة في دين الله واعتصموا بحبل الله القرآن العظيم ولا تُفَرِّقوا دينكم شيعاً وأحزاباً وكلُّ حزبٍ بما لديهم فرحون. وربما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، ما هو بالضبط حبل الله الذي أمرنا الله بالاعتصام به والكفر بما يخالفه؟". ومن ثم يترك ناصر محمد اليماني الجواب على النّاس من الربّ مباشرةً في محكم الكتاب. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

وربما يودّ أحد علماء المذهب القرآني أن يقول: "أفلا ترى يا ناصر محمد أنّ الله أوصانا بالاعتصام بالقرآن وحده ولم يأمرنا أن نعتصم بسنّة نبيّه بل ذكر الاعتصام بالقرآن وحده في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم؟ ". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: فاسمع يا هذا فهل يقبل عقلك أنّ الله سبحانه أمر النّاس أن يعتصموا بقرآنه ويذروا بيانه؟ ألم يقل الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

فاسمعوا إلى حكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون في دينكم بما أنزل الله وأقول:
لقد أمركم أن تتّبعوا محكمَ قرآنه وسُنّة بيانه الحقّ إلا ما خالف في السُّنة لمحكم قرآنه، فهنا أمركم الله بالاعتصام بمحكم القرآن العظيم والكفر بما يخالف لمحكم القرآن العظيم سواء يكون في التوراة أو الإنجيل أو في أحاديث السّنة النّبويّة.
وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} صدق الله العظيم [آل عمران :103].

وذلك حين يأتي ما يخالف لمحكم القرآن العظيم فهنا أمركم الله بالاعتصام بمحكم القرآن العظيم والكفر بما يخالف لمحكم القرآن العظيم، فذلك حكم الله بينكم يا معشر المسلمين الذين اتّبعوا نهج أهل الكتاب فجعلوا دينهم شيعاً وأحزاباً وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون. فاتّقوا الله وأطيعوني تهتدوا، وأعلنوا الكفر بالتعدديّة المذهبيّة في دين الإسلام فلا تتّبعوا أهل الكتاب الذين فرّقوا دينهم شِيَعاً وأحزاباً، وتذكروا قول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

ولكن للأسف لقد اقتدى علماء المسلمين بطريقة فريقٍ من الذين أوتوا الكتاب الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى محكم القرآن العظيم، كون الله أمر النّصارى واليهود المختلفين في التوراة والإنجيل أن يحتكموا إلى القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦﴾وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴿٧٧﴾إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ﴿٧٨﴾فَتَوَكَّل ْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [النمل].

ومن ثم دعا محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلم- علماءَ أهل الكتاب للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم وعلّمهم إنّ ما جاء مخالفاً في التوراة والإنجيل لمحكم القرآن العظيم فإنه باطلٌ مفترًى على الله ورسله، فما هي النتيجة يا قوم؟ وللأسف فقد أعرض فريقٌ من أهل الكتاب عن دعوة الاحتكام إلى محكم القرآن العظيم لغربلة التوراة والإنجيل. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

وربما يودّ أن يقول أحد السائلين: "يا ناصر محمد اليماني، ما دام الله لم يأمر أهل الكتاب بالاحتكام إلى التوراة الإنجيل لغربلة التوراة والإنجيل فلا بد أنّ الله يعلم أنّه قد أحدث شياطينُ البشر تحريفاً في التوراة والإنجيل ولذلك أمرهم الله بالاحتكام إلى القرآن العظيم، وإنما يستنتج ذلك العقل، فهل عندك سلطانٌ مصدّقٌ لما يستنتجه العقل والمنطق؟". ومن ثم نترك الجواب من الربّ في محكم الكتاب عن السبب في الأمر لأهل الكتاب أن يحتكموا إلى القرآن العظيم، وذلك كون التوراة والإنجيل تمّ تحريف كثيرٍ مما أنزل الله فيهما. وقال الله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

والسؤال الذي نختم به هذا البيان إلى كافة علماء المسلمين وأمّتهم هو: لماذا أبَيَتُم أن تُجيبوا دعوةَ الإمام المهديّ إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم؟ فهل أنتم يهودٌ أم مسلمون؟ فقد صار عمر الدعوة المهديّة للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني قرب منتصف السنة التاسعة للدعوة المهديّة في عصر الحوار من قبل الظهور ولم يستجِب علماء المسلمين والنّصارى واليهود لدعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم، فما تظنون أنّ الله فاعلٌ بكم؟ فمن يجركم من عذاب يوم عقيم؟

وربما يودّ أحد أحبّتي الأنصار أن يقول: "آه آه يا إمامي أين غبتَ علينا فكم أقلقنا غيابك عن طاولة الحوار؟". ومن ثم يردّ على السائلين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: أردنا أن نختبر أولي العزم من الأنصار هل يهِنوا أو يستكينوا عن المواصلة للدعوة المهديّة للعالمين إلى عبادة الله وحده لا شريك له على بصيرةٍ من ربّهم بحجّة غياب الإمام ناصر محمد اليماني وانقطاعه عن كتابة البيانات؟ وكذلك أردنا أن نهيىء الفرصة للمرجفين والممترين وأعداء الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فيسعون إلى فتنة الأنصار فيقولون لهم: "وها هو اختفى من ساحة الإنترنت العالميّة الذي زعمتم أنّه هو الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فقد يكون تمّ قتله أو ألقي القبض عليه". ومن ثم يردّ الإمام المهديّ على الممترين والمرجفين وكافة أعدائنا أعداء الدين وأقول: إني لا أزال أقول ما قاله أحد الأنبياء لأعداء الله ورسله: {قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّـهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٥٤﴾مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ ﴿٥٥﴾إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّـهِ رَبِّي وَرَبِّكُم} صدق الله العظيم [هود:54-55-56].
وقال الله تعالى: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّـهَ بَالِغُ أَمْرِهِ} صدق الله العظيم [الطلاق:3].
ألا والله إنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لفي أمنٍ وأمانٍ كونه وحرسه بأعين الرحمن فنِعْمَ المولى ونِعْمَ النّصير، ولن يعادي الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلا من كان من شياطين البشر من الذين كرهوا رضوان الله فأحبط أعمالهم وإنّا فوقهم قاهرون وعليهم منتصرون بإذن الله ربّ العالمين.

ويا معشر الأنصار المبلِّغين للعالمين، قد أذِنّا لكم إعلان البيان بأصواتكم عبر اليوتيوب والفيديوهات ولكن بشرط أن تتلوا البيان الحقّ للقرآن العظيم ولا تزيدوا من عند أنفسكم شيئاً، وكذلك فإن على الأنصاري أن يقول قبل أن يتلو البيان فيقول:
((( هذا بيان للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يتلوه على مسامعكم أحد أنصاره )))

ويا معشر الأنصار، فهل تعبدون المهديّ المنتظر أم تعبدون الله الواحد القهّار؟ ومعلوم جوابكم الحقّ فسوف تقولون: "بل نعبد الله الواحد القهّار وحده لا شريك له ولا ندعو مع الله أحداً، وندعو إلى الله على بصيرةٍ من الرحمن البيان الحقّ للقرآن العظيم" . ثم يردّ عليكم الإمام المهديّ الحقّ من ربكم وأقول: {أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّـهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّـهُ الشَّاكِرِينَ ﴿١٤٤﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

برغم أني لا أشك مثقال ذرةٍ أن أموت بإذن الله من قبل الظهور والتمكين والفتح المبين، ولكنّي علمتُ أنّ من الأنصار من أصابه الهلع والفزع من غياب الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وزُلزِلوا زلزالاً شديداً. وربّما تودّ إحدى الأنصاريات الطاهرات أن تقول: "يا إمامي أليس لنا الحقّ أن نفزع عليك إذا غبت عن أنصارك؟". ومن ثم نردّ على السائلين من الأنصار المكرمين وأقول: بلى يا أحباب الرحمن، وحتى تطمئن قلوبكم فقرِّروا أن تعتصموا بحبل الله القرآن العظيم، وتكفروا بالتعدّدية المذهبية في دين ربّ العالمين، وتسعوا إلى جمع شمل المسلمين، وتدعوا البشر إلى عبادة الله الواحد القهار وحده لا شريك له على بصيرةٍ من ربّكم البيان الحقّ للقرآن العظيم، وتتخذوا رضوان نفس الله غايةً، فتسعوا إلى تحقيق غايتكم لتجعلوا النّاس أمةً واحدةً على صراطٍ مستقيم فيرضى سبحانه عمّا يشركون وتعالى علواً كبيراً، ويكون ذلك هو نهجكم ما دامت أرواحكم في أجسادكم على قيد الحياة قراراً نهائياً سواء أظهر الله الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أو توفّاه، فلستم تعبدون الإمام المهديّ حتى تنقلبوا على أعقابكم بل تعبدون الله الحيّ الذي لا يموت، فإن كانت تلك عقيدتكم الحقّ فهنا تطمئن قلوبكم.

فلكم أعجبني قول أحد الأنصار السابقين الأخيار قال: "ألا والله الذي لا إله غيره يا إمامي لئن توفاك الله من قبل ظهورك فلن أتنازل عن عبادة النعيم الأعظم من جنّة النعيم ذلك نعيم رضوان نفس ربي فكن على ذلك من الشاهدين أيها الإمام المهديّ، وكذلك لن أترك المنافسة في حبّ الله وقربه لك يا إمامي، بل أقسم بالله العظيم لتجدني من أشدّ المنافسين لك في حبّ الله وقربه وأطمع أن أكون أنا أحبّ إلى الله منك وأقرب". ثم تبسَّم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني من قول ذلك الأنصاري فقلت: الحمد لله ربّ العالمين الذي علّمكم ما علّمني فذلك هو الفضل الكبير يا معشر قوم يحبّهم ويحبّونه، أبشروا بنصرٍ من الله وفتح قريبٍ، فلا تهِنوا ولا تستكينوا ولا تكلّوا ولا تملّوا من دعوة العالمين إلى عبادة الله أرحم الراحمين على بصيرةٍ من ربّكم، وأوصيكم ثم أوصيكم ما وصاكم الله به بالحكمة في الدعوة إلى الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} صدق الله العظيم [النحل:125].

ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، ألا والله لا تهدون الناس بسلاحكم وشدة بأسكم أو بحدّة ألسنتكم؛ بل تهدون الناس بأخلاقكم وتواضعكم وكظم غيظكم والصبر على الأذى والعفو عن الجاهلين.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ

الثلاثاء، 2 أبريل 2013

قال الله تعالى: { قل ارأيتم ان اتاكم عذاب الله بغتة او جهرة هل يهلك الا القوم الظالمون } ما المقصود "بجهرة" في هذه الاّية حيث أتت كضد لبغتة .فهل من الممكن أن يأتي العذاب ليس بغتة ؟


الإمام ناصر محمد اليماني
02-04-2013 - 02:23 PM
ــــــــــــــــــــ


ردّ الإمام على عباس نجم: أمّا عذاب الله البغتة فذلك للذين يأخذهم الموتُ بغتةً بأيِّ سببٍ من الأسباب..

السلام عليكم إمامنا الكريم .
( قل ارءيتم ان اتاكم عذاب الله بغتة او جهرة هل يهلك الا القوم الظالمون ) صدق الله العظيم
ما المقصود "بجهرة" في هذه الاّية حيث أتت كضد لبغتة .فهل من الممكن أن يأتي العذاب ليس بغتة ؟
والسلام عليكم ورحمة الله

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة، والسلام على محمد وآله وجميع أنبياء الله وآلهم الأطهار والتابعين الأنصار السابقين الأخيار في كل زمانٍ ومكانٍ إلى اليوم الآخر، أمّا بعد..

سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته حبيبي في الله عباس نجم المحترم والمُكرَّم، بالنسبة للعذاب الذي يأتي جهرةً فذلك العذاب الذي يشاهده المعرضون قبل موتهم فيحاولون الهرب منه للنجاة. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٠﴾ وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴿١١﴾ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ ﴿١٢﴾ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴿١٣﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾ فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء]، فذلك هو عذاب الجَهرةِ كمثل عذاب قوم نوحٍ أو قوم إبراهيم ولوط أو شعيب يرون العذاب من قبل أن يهلكهم الله ويحاولون الفرار والنجاة فنقّبوا في البلاد حين وقوعه لعلهم يجدون مناصاً منه فأحاط الله بهم فجعلهم حصيداً خامدين.

وأما عذاب الله البغتة فذلك للذين يأخذهم الموت بغتةً بأيّ سببٍ من الأسباب فيصلَونَ سعيراً، وجميع المعرضين من أعداء الله يصلون سعيراً سواءً الذين أهلكهم الله بعذابٍ من عنده أو أدركهم الموتُ بغتةً، ولذلك قال الله تعالى: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

وكذلك من المعذبين قومٌ يهلكهم الله بغتةً بعذابٍ من عنده وهم نائمون كمثل أن يأتي بيوتهم بزلزالٍ من القواعد فيخرُّ عليهم السقف بغتةً فيموتون. تصديقاً لقول الله تعالى: {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:٢٦].

وأيُّ عذاب يباغتهم فجأةً قبل رؤيته كذلك من عذاب البغتة، وأمّا العذاب المرئي بالعين أنه قادم فذلك ليس من عذاب البغتة كونهم شاهدوه من قبل أن يهلكهم، وحاولوا أن يجدوا ملجأً منه حين رأوه لعلهم يجدوا ملجأً منهم فنقّبوا في البلاد حين رأوه لعلهم يجدوا منه مناصاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴿١١﴾ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يكُضُونَ ﴿١٢﴾ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴿١٣﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾ فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم. 

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــ

الاثنين، 1 أبريل 2013

أفتني في أمرالإنفاق على غير المسلمين قربة لله رب العالمين


- 9 -
الإمام ناصر محمد اليماني
01-04-2013 - 01:10 PM


حسبي الله على الذين ينهون الناس عن المعروف للناس ..

سؤال: أفتنا أيها الإمام ناصر محمد اليماني فى الإنفاق على غير المسلمين قربة لله رب العالمين نظراً لحاجتهم الملحة للمساعدة وهم يعيشون بين المسلمين حيث أنه قد أفتانا سابقاً بعض الشيوخ بعدم تقديم المال لهم إطلاقا وكان ذلك قبل معرفتنا بكم إمامنا الحبيب؟
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
سلام الله عليكم حبيبي ورحمة الله وبركاته، فمن ذا الذي أفتاك أن ( لا ) تعطيها فتبرّها لوجه الله الكريم؟ فلم ينهَكم الله عن الإحسان إلى الكافرين يا معشر المُسلمين أن تبرّوهم وتُقسِطوا إليهم تنالونَ محبة الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} صدق الله العظيم [الممتحنة:٨].

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ

هل يجوز الإضراب عن الطعام والشراب لنيل الحقوق المغبونه؟


الإمام ناصر محمد اليماني
01-04-2013 - 12:31 PM
ـــــــــــــــــــــ


فتوى الإضراب عن الطعام والشراب ..

ما هي فتواكم أيها الإمام فيمن يُضرب عن الطعام والشراب لينال حقّ من حقوقه المغبونة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
سلامُ الله عليكم أحباب قلبي ورحمة الله وبركاته. قال الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴿٢٩﴾ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [النساء].

فمن أضرب عن الطعام والشراب حتى الموت فهو في نار جهنم، ولا بأس إن كان الإضراب على قدر التحمل لحلّ المُشكلة ولكن ليس لدرجة أنّه يُعرِّض نفسه لخطر الجوع والظمأ حتى الموت، فهذا هو المُحرّم أن يهلك نفسه من الجوع والعطش تعمّداً، فهذا يعني أنه قتل نفسه عمداً.

وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ