الثلاثاء، 27 سبتمبر 2016

لم يأمر المسيح عيسى أمّه مريم بالصيام عن الكلام مع البشر من قومها إلا يوماً واحداً كونه المُكلّف بالكلام وهي صائمةٌ عن الكلام


الإمام ناصر محمد اليماني
26 - 12 - 1437 هـ
27 - 09 - 2016 مـ
05:53 صباحاً
ــــــــــــــــــــ


لم يأمر المسيح عيسى أمّه مريم بالصيام عن الكلام مع البشر من قومها إلا يوماً واحداً كونه المُكلّف بالكلام وهي صائمةٌ عن الكلام ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمدٍ رسول الله وعلى رسول الله المسيح عيسى ابن مريم وأمّه وأسلّم تسليماً وجميع المؤمنين من المرسلين والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته معشر الأنصار السابقين الأخيار والباحثين عن الحقّ في العالمين، لربّما استغرب كثيرٌ من الأنصار لماذا لم يردّ الإمام المهديّ التبريكات بالعيد السعيد إلى أنصاره هاتفياً وفي الموقع! فمن ثم يردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: وأين العيد السعيد وقد عمّ الحزن كثيراً من أسر المسلمين بسبب أنهم قُتّلوا تقتيلاً كثيراً من شباب المسلمين وكهولاً وأطفالاً بسبب فتنة الحروب المذهبيّة؟! فكم من أرامل وكم من أمّهات وإخوة وأخوات حَزَانى على من افتقدوا حضورهم في كلّ عيدٍ! ولذلك لم أستطع الردّ على أنصاريّ وأقول عيدٌ سعيدٌ كونه تعيسٌ بالنسبة للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، كوني تذكرت حزن كثيرٍ من الأمّهات والأرامل والصبيان يوم العيد فقلت في نفسي فكيف لا نحزن على حزنهم؟ أليس المؤمنون في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى؟ فذلك هو السبب بعدم ردّ التبريكات لأحبتي الأنصار، فلا تقولوا بعد اليوم لبعضكم بعضاً عيدٌ سعيدٌ حتى تعمّ السعادة كافة المسلمين، ولكنّا علّمناكم من قبل أن تقولوا لبعضكم بعضاً: ( كلّ عامٍ وأنتم طيبون وعلى الحقّ ثابتون إلى يوم الدين ).

وعلى كلّ حالٍ لربّما استغرب واستعجب كثيرٌ من الأنصار لماذا لم ينزّل الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني مباركةً لأنصاره بالعيد السعيد! وها نحن أفتيناكم بالحقّ عن السبب كونكم تصفون الأعياد بالسعادة وهي أعياد حزنٍ لدى كثيرٍ من أسَرِ المسلمين، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

يا معشر الأحزاب المعرضين عن دعوة الاحتكام إلى الكتاب، إنكم لستم بمؤمنين كون المؤمنين الحقّ رحماءُ بينهم، فأين الرحمة في قلوب المؤمنين لبعضهم بعضاً؟ إلا من رحم ربي من أنصار المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني الذين يسعون ليلاً ونهاراً لإطفاء حروب الفتنة بدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم وتحقيق هدى المسلمين والناس أجمعين؛ بل هم وإمامهم رحمةٌ للعالمين، ولكنّ المسلمين عن رحمة الله معرضين، ونبشّرهم بعذابٍ أليمٍ كونهم صاروا بعد إيمانهم كافرين. تصديقاً لحديث محمدٍ رسول الله رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، قال:
[[[[[[[[[[[[ لا ترجعوا من بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض ]]]]]]]]]]]
صدق عليه الصلاة والسلام.

ولو كنتم لا تزالون مؤمنين يا معشر المسلمين المعرضين عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم إذاً لاستجبتم لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم والسُّنة النّبويّة الحقّ التي لا تخالف لمحكم القرآن العظيم، ولكنكم لستم على كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ؛ بل على سنّة الشيطان الرجيم وتحسبون أنّكم مهتدون! ويا عجبي الشديد كيف يكون على الهدى الذين خالفوا أمر الله ورسوله وصاروا أحزاباً يضرب بعضهم رقابَ بعضٍ بسبب الحروب المذهبيّة؟ ألم ينهكم الله عن التفرّق في دينكم؟ وقال الله تعالى: {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} صدق الله العظيم [الشورى:13].

ألم يقل محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [[لا ترجعوا من بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض]]؟ فأنا بريءٌ مما تجرمون، فكيف أني أدعوكم إلى الاحتكام إلى الله ورسوله فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فآتيكم بالحكم الحقّ الملجم لأفواهكم من محكم كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ فأبيتم إلا الاحتكام إلى طاغوت الأمم المتحدة الكَفرة الفجرة! فكيف يستطيعون أن يحكموا بينكم في اختلافكم في دينكم وأنتم تعلمون أنّ حروبكم حروبٌ مذهبيّةٌ بحتة في كلّ الدول التي نشأت فيها حروب الفتنة الطائفيّة؟ ألا والله الذي لا إله غيره إنّ أحزاب الطاغوت لا يريدون حلّ قضية حروب المسلمين المذهبيّة ؛بل يريدون استمرارها ليضربوا المسلمين بأيدي بعضهم بعضاً حتى يُضعفوا المسلمين إلى النهاية فمن ثم يقضوا على الإسلام والمسلمين، أفلا تعقلون؟ ألا والله إنّ مثلكم كالمستجير من الرمضاء بالنار، فلكم نصحت لكم ولكن لا تحبّون الناصحين!

فانتظروا بيان تغيير تاريخ البشر من الباطل إلى الحقّ وإعادة التاريخ إلى محلّه بالحقّ، ولسوف يعلم علماء المسلمين وأمّتهم لكم هم جاهلون ومن اتّبعهم ولكم أضلّهم المجرمون عن دينهم الحقّ ولكم الله أعمى بصائرَهم! شرطاً علينا غير مكذوبٍ أن يفهم بيان تغيير الحساب حتى الأمّي الذي لا يقرأ ولا يكتب ولا يحسب، فما با لكم بأصحاب العلم والحساب؟ ولسوف أثبت غباء علماء المسلمين وأمّتهم الإمّعات بالبرهان المبين ومن محكم كتاب الله والسُّنة النّبويّة الحقّ، ولن يأتيَكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ببرهانٍ جديدٍ ولا كلمةٍ واحدةٍ بغير ما تنزّل على خاتم الأنبياء والمرسلين محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ويا أحبتي الأنصار المتسائلون عن المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمّه وأسلم تسليماً، فتقولون: "هل مكث ينطق بتكليم الناس وهو في المهد صبياً بشكلٍ مستمرِ؟". فمن ثمّ نستنبط لكم الحكم بالحقّ أنّه لم يَعِدْ أمّه بإذن الله أن يكلّم الناس إلا يوماً واحداً وهو طيلة اليوم الذي ولدته فيه أمّه، ولذلك لم يأمرها بالصيام عن تكليم الناس إلا يوماً واحداً فقط كونه المكلّف بمخاطبة الناس في ذلك اليوم ليبرّئها من ارتكاب الفاحشة ويعرّف بشخصيّته وشأنه المستقبلي، ولذلك التزمت مريم بأمر طفلها أن لا تكلّم في ذلك اليوم أحداً؛ بل تشير إليه أن يكلّموا طفلها وهو في المهد صبياً كونه أمرها طفلها الصيام عن الكلام في ذلك اليوم لكافة البشر من حولها، ولذلك قال لها طفلها: {فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25)فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (26)} صدق الله العظيم [مريم].

فانظروا إلى أمره إلى أمّه: {َفإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (26)} صدق الله العظيم، فانظروا لأمر الطفل إلى أمّه إذ أنّه منعها من تكليم البشر طيلة ذلك اليوم الذي ولدته فيه صباحاً فجاءت به قومها تحمله فوضعته ومهده في ساحتهم وعند مسجدهم، وكلما جاء وفدٌ من قومها لينظروا إلى الطفل الذي يكلّم الناس وهو في المهد صبياً فيعيد لهم نفس ما أنطقه الله بالتعريف بشخصيّته يوم ميلاده: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33)} صدق الله العظيم [مريم].

وبما أنّه تكفل ببرائتها طيلة ذلك اليوم ولذلك قال: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (26)} صدق الله العظيم، فمن ثمّ انطلقت به أمّه إلى دار أهلها وأرضعته ونشأ كما ينشأ الأطفال ولم يكلّف بالرسالة إلا في أُمّةٍ من جيل ولادته، ولذلك أيّده الله بمعجزات التصديق، وأمّا لو استمر يخاطب الناس وهو في المهد صبياً إذاً لا داعي لمعجزات التصديق أنّه رسولٌ من ربّ العالمين؛ بل المعجزات كون بعثه بالإنجيل في غير تلك الأمّة التي خاطبهم وهو في المهدِ صبياً إلا قليلاً منهم من أمدّ الله في عمره وصار شيبةً أو عجوزاً إن وجدوا. 

والمهم؛ إنّ الله بعثه بعد بلوغه سنّ الرشد في أمّةٍ لم يكونوا حاضرين معه يوم كلّم الناس وهو في المهد صبياً، ولذلك أيّده الله بآيات التصديق ليعلموا أنّه رسولٌ من ربّ العالمين تصديقاً لما سمعوا به عنه من آبائهم أنّه كلّم الناس يوم ولادته وهو في المهد صبياً، فآمنت طائفةٌ من بني إسرائيل وكفرت طائفةٌ. وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
____________

الجمعة، 9 سبتمبر 2016

تحذيرٌ ونذيرٌ من القارعة مركزها في الشرق الأوسط، فقد غضب الله لكتابه ولكنكم لا تخافون عذابه


الإمام ناصر محمد اليماني
08 - 12 - 1437 هـ
09 - 09 - 2016 مـ
( بحسب تقويم أمّ القرى )
11:38 صباحاً
ــــــــــــــــــــ


تحذيرٌ ونذيرٌ من القارعة مركزها في الشرق الأوسط، فقد غضب الله لكتابه ولكنكم لا تخافون عذابه ..

بِسْم الله وبالله والعاقبة للمتقين الذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً، أمّا بعد..
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، ويا معشر الباحثين من كلّ البشر، أُشهد الله الواحد القهّار أنّ قمر التّربيع لا ينبغي له أن يكتمل إلا بعد مضي سبعة أيامٍ، وكافة علماء الفلك ليعلمون أنّ قمر التربيع اكتمل عند غروب شمس الخميس أي بعد انقضاء سبعة أيامٍ إلى غروب شمس الخميس فدخلتم في ميقات ليلة الثامن من ذي الحجّة ليلة الجمعة بعد غروب شمس الخميس، وهذا اليوم الجمعة هو يوم النّفير بحسب منازل أهلّة ذي الحجّة حسب علمهم الفلكيّ، برغم أنه يوجد هناك إدراكٌ فجر الخميس، وتبيّن الخلل الفلكي الأكبر لكافة علماء الفلك ولا يزالون في ريبهم يترددون حتى تصيبهم قارعةٌ من السماء أو تحلّ قريباً من ديارهم، فاتقوا الله يا معشر أعضاء المحكمة العليا بالديوان الملكي وتنازلوا عن كِبركم وأعلنوا النّفير للحجّ إلى مِنى يومنا هذا الجمعة المباركة، فلا تخالفوا أمر الله في محكم كتابه فتغيروا مواقيت الأيام المعدودات.

ووالله لا أخشى على أنصاري الحقّ في المملكة مركز القارعة، ولا أخشى على أنصاري في اليمن ولا في أي دولةٍ؛ بل أخشى على الأحزاب يوم تبلغ قلوبهم الحناجر من هول القارعة حين تكون، وأخشى على الأحزاب المتشاكسين في المسلمين الذين فرّقوا دينهم أحزاباً وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، أولئك هم الذين سوف تبلغ قلوبهم الحناجر؛ المعرضون عن دعوة الاحتكام إلى الذكر. تصديقاً لقول الله تعالى: 
{ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ﴿١٧﴾ } صدق الله العظيم [سبأ].

وبالنسبة ليوم عرفات فهو يوم السبت، ويوم النحر فالحقّ أقول: إنّه يوم الأحد ذلكم يوم النحر يا معشر المعرضين عن الذكر، فانتظروا إني معكم من المنتظرين، وما خفي كان أعظم يا عبيد النعيم الأعظم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_____________

السبت، 3 سبتمبر 2016

مزيدٌ من التفصيل في بيان التعزير والحدود الجزائيّة


- 2 - 
الإمام ناصر محمد اليماني
02 - 12 - 1437 هـ
03 - 09 - 2016 مـ
12:23 مساءً
ـــــــــــــــــــــــ


مزيدٌ من التفصيل في بيان التعزير والحدود الجزائيّة ..

بِسْم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله، وسلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار..

صبرٌ جميلٌ حتى يتجرأ أحد العلماء الكبار باسمه وصورته ظنّاً منه أنه سوف يقيم علينا الحجّة في الحدود الجزائيّة الردعيّة والأحكام بالعدل من القول الفصل وما هو بالهزل، فلا يقع أحدكم في الفخ أحبتي في الله فلم نفصّل شيئاً بعد في الحدود الجزائيّة إلا قليلاً.

وعليكم أن تعلموا أنّه ذكر القطع لِيَد السارق جعله الله إشارةً لشدّة العقاب في الجَلد برفع الذراع والكوع لِيَدِ الجلاد لكي تتجرح يدُ السارق وقاطع السبيل النهّاب والمغتصب فيُجلد بشدّةٍ كي يتمّ تقطيع كفّه بالسوط فيسيل الدّم من الجروح، ولذلك استنبطنا لكم من لفظ قول الله تعالى: {وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} [يوسف:31]؛ أنه يقصد وجَرحن أيديهن، وسيلان الدم من الجرح.

ولا يستوي جلد الزاني المغتصب من الزنى بالتراضي، فهل يستويان مثلاً زنى بالتراضي والزاني المغتصب؟ بل العقوبات درجاتٌ. وكذلك فهل تستوي عقوبة من وَجد امرأةً في طريقٍ عامٍ مستعرضةً بجمالها وكذلك من غير محرمٍ وفُتن بجمالها أحد أصحاب الشهوات واغتصبها، فهل تساوي عقوبة ذلك اغتصابُ امرأةٍ في طريق خلاءٍ وهي مع زوجها، فقام قطّاع السبيل المفسدون بتكتيف زوجها واغتصاب زوجته أمام عينيه؟ تالله لا يستويان مثلاً! 

وكذلك لا يستويان مثلاً من يسرق بالخفية ممن ينهب أموال الناس قهراً تحت تهديد السلاح في الطرقات؛ بل عذابٌ شديدُ الردع لدرجة أن تسيل دماؤهم من أيديهم وأرجلهم من خلاف، وكذلك نفيٌّ من الأرض إلى السجن كلٌّ حسب حجم جريمته وسوابقه.

كون المرأة المتحجبة والتي يرافقها محرمٌ لها وتمّ اغتصابها في الطريق وأمام مُحرمها أليست تلك جريمة أكبر من جريمة المغتصبة التي تستعرض بجمالها حتى تعرضت للأذى من أصحاب متبعي الشهوات؟ ولكنها شاركت في سبب الاعتداء عليها بسبب مخالفة أمر الله، لأنّ المرأة إذا كانت متحجبةً تماماً فلا تكون عرضةً للخطر كالتي تتبرج، ولذلك ذكر الله أنّ {ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب:59]؛ أي يعرف جمالها فتتعرض لأذى واختطاف الذين يتّبعون الشهوات.


وَيَا أحبتي في الله، ألم يأذن الله لأمْن البلاد بقتل المفسدين في الأرض في حالة أنهم مسلحون أعلنوا الحرب على الذين أرادوا القبض عليهم لمنع القدرة عليهم؟ فهنا يجب قتالهم، وقتْلهم كونهم جنوا على أنفسهم بالقتال ولم يستسلموا: {فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ} [البقرة:191].

ويُقتل من يَقتل، والمقتول من المفسدين في النار، والمقتول ممن يقاتلون لمنع الفساد في الأرض من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا فهو شهيدٌ، وكذلك المقتول من المفسدين هو عبرةٌ للمفسدين في الأرض الذين يبغون على الناس بغير الحقّ.

ولكن عندما يتمّ إلقاء القبض عليهم يُجرى التحقيق معهم والتّبين هل هم من أصحاب السوابق أم لأول مرةٍ يعتدون في حياتهم؟ فلا يتساوون مثلاً هم وأصحاب السوابق في الحدود الجزائيّة.

ويا أحبتي في الله، إنما ذكر الله أن تقطّع أيديهم تنبيهاً أنّ جلدهم أشدّ من أصحاب الزنى بالتراضي كونه لم يكن هناك اعتداء من أحدهم على الآخر وإنما اتّبعوا شهوتهم، ولهم حدّهم الجزائيّ مائة جلدة في ساحةٍ عامةٍ أمام طائفةٍ من المؤمنين الحضور. ولكن جلد الزنى بالتراضي من غير اغتصابٍ يختلف في شدّته، فأمّا جلد التراضي فلا يجوز الجلاد رفع يده بكامل ذراعه إلى الأعلى حتى لا يكون الجلد شديداً فيقطّع اليدَ فيسيل الدم من الجروح، إذاً الجلاد فقط يرفع ذراعه من الكوع فقط ثم يضرب، إلا جلد المفسدين في الأرض قطّاع السبيل فيرفع الجلاد ذراعه كاملاً إلى الأعلى ثم يضرب، وذلك حتى تتجرح أيديهم وأرجلهم من خلافٍ. 

والتقطيع يقصد به في ذلك الموضع الجروح الدمويّة، ولذلك ذكرنا لكم على ذلك مثلاً بأنه من التقطيع ما يقصد به الجروح، مثال اللاتي {قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ}، فأنتم تعلمون أن الله يقصد جرحن أيديهن بالسكاكين، ونستنبط من ذلك أنّ من التقطيع ما يقصد به الجروح كمثل جلد كفّ السارق الشمال.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا كفّ السارق الشمال برغم أنّ استخدام اليد اليمنى أكثر في الخير والشرّ؟ والجواب: وذلك كونه يأكل بيمينه، فدائماً الجلد في الكفّ الشمال، وإذا كان من أصحاب السوابق فيضاعف له العذاب.

وَيَا أحبتي في الله، كم من أناسٍ يعودون لذنوبهم؟ فإذا استمر تقطيع أطرافهم كما يزعم الذين لا يعلمون أنه يقصد قَصّ اليد كما يُزعمون بقصّ يد السارق فسوف يصبح من أقيم عليه الحدّ معاقاً غير قادرٍ على العمل بعد أن يُستتابَ فيتوب ويريد كسب المال الحلال لنفسه وأولاده من بعد الردع والتوبة. وكيف يطهّر نجاسته عند التبرز؟ وكذلك حين يسرق مرةً أخرى فتقطعوا يده اليمنى فهنا لا يستطيع الأكل والوضوء، وإذا قطعتم قدمه الأيمن ويده اليسرى فسوف يصبح معاقاً تماماً من أول حكمٍ جزائيٍّ حتى ولو كانت أوّل مرةٍ في حياته؛ يفسد للمرة الأولى تجعلونه معاقاً معذباً طيلة حياته وعالةً على أهله ومجتمعه! فحتى ولو أصبح المفسدون قوماً صالحين يريدون عبادة ربهم والعمل الصالح والرزق الحلال ولكنكم بحدّكم المشوِّه لدين الله قد وضعتموهم في دائرة اليأس من رحمة الله، وقد يقتل نفسه بسببكم كونه أصبح عالةً على أهله، أو تجعلون أولاده أو زوجته يشحدون من الناس في الشوارع كون كاسبهم أصبح معاقاً غير قادرٍ على العمل كونه غير قادرٍ على العمل من بعد قَصّ يديه ورجله.

ويا معشر علماء المسلمين، من ذا الذي يبارز الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بسلطان العلم الملجم باسمه وصورته من كبراء علماء الأمّة الذين أصبح منهم من يسترق سلطان علم الإمام المهديّ فيسنده إليه ليقال عنه عالمٌ فطحولٌ؛ أولئك يُلقون في نار جهنم. ولو أنهم كانوا قد تعلّموا العلم من أجل أن يُخرجوا الناس من الظلمات إلى النور لما أضلّهم الله وأعمى بصيرتهم حتى عن الآيات المحكمات البيّنات!

وَيَا للفضيحة الكبرى، إذاً كيف يحرّفون الكلم عن مواضعه المقصودة؟ مثال التعزير أنه حقّ على المؤمنين للأنبياء وأئمة الكتاب، ولكنكم جعلتموه حداً جزائيّاَ. وسمعت أحد الجبناء الهاربين من مواجهة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني في موقعه من الذين لا يجرؤون على المواجهة في طاولة الحوار العالميّة ولكنه ينبح من بعيدٍ، ومنهم يقرّ ويعترف بأنّ التعزير حقٌّ يُقصد به شدّ الأزر، وكذلك يقول أنّه كذلك يُقصد به حدّ جزائيٌّ! قاتلك الله من عالِمٍ أفّاكٍ أثيمٍ؛ بل تصِف أنّ ناصر محمد اليماني يحرّف الكَلِم عن مواضعه! بل هو أنت ومن كانوا على شاكلتك من علماء الضلالة الذين شوّهوا دين الله الإسلام في نظر البشر، فهل معقولٌ أن تقصّ كفّ إنسانٍ كونه سرق بيضةً! ألا تعدل الكفّ ديّة في أحكامكم فمن ثم تهينوا قيمتها إلى قيمة بيضة دجاجةٍ؟!
ويا معشر علماء المسلمين فهل لو تقصّوا يدَ سارق بيضةٍ فهل ترَونها سوف تنمو له يدٌ من بعد قطعها؟ بل الجلد بشدّة للسارقين أشياء أكبرَ من البيضة، وأما البيضة فهي من اللمم من الذنوب الصغيرة سرقها ليسدّ بها جوعه، فكم قيمة البيضة وكم قيمة كفّ سارق البيضة الذي سوف تدّمرون مستقبله وحياته وتجعلونه غير قادرٍ على العمل بسبب قطع كفه؟

وبالنسبة للسرقات الكبائر فتجلد يده اليسرى برفع الباع والكوع إلى الأعلى، وذلك حتى يكون الجلد شديداً فتقطّع أيديهم بالجروح من شدّة الضرب بالسوط، فحتماً تتجرح يد السارق وتقطر بالدم، ولكنها سوف تُشفى كما سوف يُشفى ظهر الزاني، ولكنكم تعطبون يد السارق بالقصّ طيلة حياته، أفلا تتقون؟

وهل من أكابر علمائكم من آمن أنّ حدّ الرجم ما أنزل الله به من سلطانٍ، وأنّ حدّ الزانية والزاني مائة جلدةٍ على حدّ سواء أكان متزوجاً أم أعزبَ؟ كون الله يعلم أنّ الزاني التّواق للزنى فحتى ولو تزوج أربعةً من النساء فكذلك سوف تظلّ نفسه توّاقة للزنى بنساءٍ أدنى جمالاً من زوجاته، ولكن الذي يستعفف ويتوب إلى الله متاباً فوالله ليجعل الله قلبه يكره الفسوق والعصيان لربّه بعد إذ هدى الله قلبه.

وما بعث الله الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ليخفف عنكم من الأحكام الجزائيّة؛ بل ليعلّمكم دين الإسلام الرحمة للعالمين الذي يرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان بما يوافق العقل والمنطق ومن محكم الكتاب، ولم نفصّل بعد الحدود الجزائيّة من الكتاب تفصيلاً إلا قليلاً كونه كلما فصّلنا بياناً تفصيلاً فيأتي أحد العلماء فينظر إلى سلطان العلم فيجده قوي الحجّة من محكم كتاب الله ثم يولّي مدبراً ويقول: "سوف أتركه لغيري خشية أن يكون ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظر الحقّ". ثم نجدهم يسكتون عن الحقّ! فويلٌ لهم من عذاب يومٍ عقيمٍ.

ولا نزال ندعو فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي لحوار الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، ولا تخف إلا من الله يا فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي كوني رأيتك كنت تتلعثم وترتعش حين الاعتراف بأنّ حدّ الرجم لا يقبله العقل، ثم تتناقض في بيانك قبل أن تقوم من مقامك، وذلك حرصاً منك على كتاب البخاري ومسلم السّنيّ أو كتاب بحار الأنوار الشيعي، فاتقِ الله واعتصم بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم. وها هو الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذي ينطق بالحقّ ولا يخاف في الله لومة لائم يعلن التحدي بسلطان العلم الملجم لكافة علماء المسلمين على مختلف مذاهبهم وفرقهم وليس لنا غير شرطٍ واحدٍ عليهم هو أن يقبلوا الله حَكَماً بينهم فيما كانوا فيه يختلفون في دينهم، ولكن اسمحوا لي أن أعلن بنتيجة الحوار من قبل الحوار، فتالله لتجدون الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني هو المهيمن عليكم بسلطان العلم المحكم نستنبطه لكم من الآيات البيّنات لدرجة كأنّه أُنزل عليكم قرآنٌ جديدٌ؛ وليس بجديدٍ ولكنكم صرتم عن الحقّ بعيدين فخرجتم عن صراط العزيز الحميد؛ إنّ ربّي على صراطٍ مستقيمٍ. فهل من مبارزٍ للإمام {ن} بالقلم بسطور سلطان العلم من محكم القرآن العظيم في الحدود الجزائيّة؟ بشرط أن يكون الحوار في طاولة الحوار العالميّة لكلّ البشر؛ موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني. ونحنٌ أهلٌ للأمانة وحفظ الحقوق فلن نحذف ردّ عالِمٍ جاء باسمه وصورته الحقّ مهما سبّ أو شتم فسوف نهيمن عليه بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم بإذن الله ربّ العالمين.

ولم يأتِ بحدّ تقطيع أطراف الإنسان لا نبيٌّ ورسولٌ تنزّل عليه الكتاب، ولا نبيٌّ آتاه الله حكم الكتاب، ولا إمامٌ مصطفًى زاده الله في العلم بسطةً إلا أن تكون الجروح قصاص العين بالعين والسنّ بالسنّ.

ويا معشر علماء الفلك الذي منهم من عَلِمَ عِلْمَ اليقين أنّ الهلال وُلد قبل الكسوف والاقتران سواء شرقاً أم غرباً واجتمعت به الشمس وقد هو هلال، تالله إنكم تستحقون المباهلة فنجعل لعنة الله على الظالمين الكاتمين الشهادة بآية الإدراك الكونيّة.

وبالنسبة لحجّكم هذا العام، فإلى ذمّة مَنْ جعلوا أهلّة الفرائض أهلّةً سياسيةً سواء مصر أو السعودية؟ ولكم نصحت لكم ولكن لا تحبّون الناصحين، ولا نلوم عليكم أن تشاهدوا هلال ذي الحجّة لعامكم هذا 1437 من بعد غروب شمس الخميس ليلة الجمعة؛ بل نصحناكم إنْ غمّ عليكم بالانتظار للنظر إلى منازل أهلّة ذي الحجّة كون أهلّة الحجّ مواقيتٌ معلومةُ فإذا اكتمل التربيع فأعلنوا النفير للحجّ يوم ثمانية ذو الحجّة، أم أنّ الوقوف بعرفات في أوّل الشهر أم أن يوم النحر في أول الشهر؟ ألا والله لو التزمتم بمراقبة منازل أهلّة الحجّ لما كان هناك جدالٌ في الحجّ كون التربيع للقمر يكون ظاهراً لكافة البشر ويوم الثامن النفير، ولكنكم للأسف أصبحتم تأتون البيوت من ظهورها، والحكم لله خير الفاصلين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.

خليفة الله في الأرض يقول بالعدل ويحكم بالفصل وما هو بالهزل؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_____________