الأربعاء، 25 مارس 2009

الإمام الكريم يفتينا عن الصيحة أنها حدثُ العذاب الذي به يستعجلون


الإمام ناصر محمد اليماني
29 - 03 - 1430 هـ
25 - 03 - 2009 مـ
10:13 مساءً
ــــــــــــــــــــ


الإمام الكريم يفتينا عن الصيحة أنها حدثُ العذاب الذي به يستعجلون، ويعلمنا ناموس اصطفاء خليفة الله ..

أعوذُ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله في مُحكم القرآن العظيم:
{ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ } [القمر:31].

{ إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ } [يس:29].

{ وَمَا يَنظُرُ هَؤُلَاء إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ (15) وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ (16) } [ص].

{ مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ } [يس:49].

{وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (48) مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50)} [يس].
صــــــدق الله العظيـــــم 

ومن خلال هذه الآيات المُحكمات يتبيّن لنا ما هي الصيحة، وإنها حدثُ العذاب الذي به يستعجلون ويُنظرون إيمانهم بالحقّ حتى يرون العذاب الأليم. وبالنسبة لموعد العذاب فقد أمر الله رسوله أن يقول: {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا} صدق الله العظيم [الجن:25].

{قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ} صدق الله العظيم [الأعراف:188].

حتى ولو كنت أعلمُ يوم العذاب بحسب أيامكم ومن ثم أخبركم به لانتظر الذين لا يعقلون إلى ذلك اليوم لينظروا هل يقع؟ ومن ثم يؤمنون. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48)قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعًا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (49)قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (50)أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51)} صدق الله العظيم [يونس]

وأما الآية التي تأتي من السماء ومن ثم يؤمنون فتظلّ أعناقهم للحقّ خاضعين تلك آية العذاب الأليم بالدُخان المُبين، ومن ثم يؤمنون بالحقّ من ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ (7) لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16)} صدق الله العظيم [الدخان].

ويا أمّة الإسلام يا حُجاج بيت الله الحرام، أقسمُ بالذي وضع الأرض للأنام الذي كلامه أصدقُ الكلام أنّ عذاب الله أتٍ في عصري وعصركم وجيلي الذي هو جيلكم هذا، وإنه نبأ عظيمٌ أنتم عنه مُعرضون، وإنّ عذاب الله أتٍ لا محالة وإنما أريد إنقاذ المُسلمين والمُصدقين بالحقّ من الناس كافة في العالمين.
ويا أمّة الإسلام يا حُجاج بيت الله الحرام، لقد ضللتم عن الصراط المُستقيم وتريدون المهديّ المنتظَر الذي يتّبع أهواءكم فيؤيّدكم على ما أنتم عليه من الضلال وتحسبون أنكم على صراطٍ مُستقيم؛ إذاً لا داعي أن يبعثه الله إليكم إذا ما تزالون على الصراط المُستقيم.

ويا أمة الإسلام يا حُجاج بيت الله الحرام، أقسمُ بمن خلقني من نُطفةٍ من ماءٍ مهين وجعل نسلي في قرارٍ مكينٍ إلى قدري المعلوم إني الإمام المهديّ خليفة الله الحقّ من ربكم وأكثركم للحقّ كارهون وتزعمون أنكم بكتاب الله وسنة رسوله مُستمسكون! قل هاتوا بُرهانكم إن كنتم صادقين. فلم أجد في مُحكم كتاب الله ولا في سنة رسوله الحقّ إنكم أنتم من تختارون خليفة الله، وأراكم غضبتم على ناصر محمد اليماني كونه يقول إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطةً في العلم على كافة عُلمائكم، فأبت السُنة والشيعة وأنكروا على ناصر محمد اليماني قوله إنّ الله ابتعثه للناس إماماً وجعله خليفته في الأرض، وقالت الشيعة: "لقد اصطفينا الإمام المهديّ منذ أكثر من ألف عامٍ ونحنُ له مُنتظرون" . وقالت السنة والجماعة: "يا ناصر محمد اليماني أنت كذاب أشِر ولست المهديّ المُنتظِر، والبُرهان على كذبك إنك تقول إنّ الله ابتعثك لنا إماماً وخليفة لله في الأرض وخالفت عقيدة أهل السنة والجماعة فهم من يصطفون الإمام المهديّ خليفة الله في الأرض، ونقول له أنت الإمام المهديّ حتى ولو رفض أجبرناه على البيعة كرهاً". ومن ثم يردّ عليهم المهديّ الحقّ من ربهم وأقول للشيعة والسنة: أأنتم من يُقسّم رحمة الله؟ قل هاتوا بُرهانكم إن كنتم صادقين. فلا أجد في كتاب الله ولا في سنة رسوله الحقّ هذه العقيدة المُنكرة والباطلة والزور الكبير، وأجدُ العكس لما تعتقدون أنّ الله أعلمَ منكم ومن الجنّ ومن الملائكة المُقربين، وحرم الله على الإنس والجنّ وعلى ملائكته المُقربين التدخل في شأن اصطفاء خليفة الله وأنّ الله يعلمُ ما لا تعلمون.

ويا معشر الباحثين عن الحق، فهل وجدتم اختلافاً ولو شيئاً بين بيان محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وبين بيان الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليماني للقرآن من ذات القرآن؟ فلا حُجّة لكم على المهديّ المُنتظَر ناصر محمد اليماني بعدُ إذا حاججتكم بالبيان الحقّ للقرآن من ذات القرآن ثم بالبيان الحقّ من عند الرحمن على لسان مُحمد رسول الله في السنة المُهداة إن لم تجدونها تختلف مع بيان ناصر محمد اليماني للقرآن. ومن حاجني الآن بما خالف لمحكم كتاب الله وبما خالف لمحكم سنة البيان على لسان مُحمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فاشهدوا عليه بالكفر والإعراض عن كتاب الله وسنة رسوله الحق، وعصى الله ورسوله والمهدي المُنتظر الحقّ من ربه سواء كان من أهل السنة أو من الشيعة أو من أي المذاهب والفِرَق، وما بعد الحقّ إلا الضلال. وسلامٌ على المُرسلين، والحمدً لله رب العالمين..

وقد أفتيت من قبل بالحقّ في عقيدة بعث الإمام المهديّ الذي له تنتظرون، فهل أنتم من يصطفيه ويختاره ويبتعثه أم الله؟ وجعل الله المهديّ المنتظَر خليفة الله في الأرض قائداً لكم للجهاد في سبيل الله وإماماً هادياً إلى الصراط المُستقيم ويزيده الله بسطةً على كافة عُلمائكم بالحقّ، وأفتيكم بالحقّ والحقّ أقول حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ أن اصطفاء خليفة الله لا ينبغي للإنس والجن والملائكة التدخل في شأنه أو المُعارضة فيه، وأمر اصطفاء خليفة الله في الأرض يختصّ به الله مالك الملك الذي يؤتي ملكه من يشاء فيزيد خليفته الذي اصطفاه عليكم بسطةً في العلم على كافة من استخلف عليهم ليجعل الله ذلك بُرهان الخلافة والإمامة والقيادة لعلكم تتقون، فلنحتكم إلى الله في كتاب الله وسنة رسوله الحقّ إن كنتم مؤمنين.

وأنا الإمام المهديّ الحقّ من الرحمن أجادلكم أولاً من القرآن العظيم فإذا لم أجد ضالتي فيه ومن ثم أذهب إلى السنة المُحمدية صلى الله عليه وآله وسلم، فتعالوا لأعلمكم ناموس اصطفاء خليفة الله بأن شأنه يختصّ به الله وحده لا شريك له ولا يُشرك في حُكمه أحدٌ، وما ينبغي لعباده أن يصطفوا خليفة الله من دونه سُبحانه، وهو أعلمُ حيث يجعل رسالته وهو العزيز الحكيم، فإذا اصطفى الله خليفته من عباده أصدر الأمر إلى عباده أجمعين بطاعته. وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:30].

فانظر أيها الباحثُ عن الحقّ لردّ الله الواحدُ القهار على ملائكته المُقربين الذين بدى لهم رأيٌ آخر في اصطفاء خليفة الرحمن، فانظروا إلى ردّ الله عليهم:{قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم، فإذا كان ملائكة الرحمن ينقصهم العلم الواسع في اصطفاء خليفة ربهم فكيف يصطفي خليفة الله الشيعة الاثني عشر من دونه؟ فإذا كان لا يحقّ لملائكة الرحمن الرأي في اصطفاء خليفة ربهم فكيف يحق لمن هم من دونهم؟

ومن ثم بين الله لملائكته بُرهان الخلافة لمن اصطفاه الله أنه يزيده بسطةً في العلم عليهم. وقال الله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَ‌ضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

ويا معشر الشيعة الاثني عشر وأهل السنة والجماعة، هل أنتم أعلم أم الله الواحد القهار؟ أفلا ترون ردّ الله على ملائكته بالتكذيب أنهم أعلمُ من ربهم ويرون من اصطفاه سوف يفسد في الأرض ويسفك الدماء وكأنهم أعلمُ من الله؟ ولذلك قال الله تعالى لهم: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}، لأنهم ليسوا بأعلم من ربهم في اصطفاء الخليفة، ولذلك كان ردٌ عليهم قاسياً من الله: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}، ومن ثم أدرك الملائكة أنهم تجاوزا حدودهم في شأن اصطفاء خليفة الله وربهم أعلمُ منهم ولذلك سبحوا لربهم من أن يكونوا أعلم منهُ سُبحانه لذلك {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}.

فتدبر المقطع كاملاً تجد أنّ شأن اصطفاء الخليفة يختصّ به من يعلم الغيب في السماوات والأرض ويعلمُ ما تبدون وما كنتم تكتمون. وقال الله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَ‌ضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].


ونستنبط من هذه الآيات أحكاماً عدّة في ناموس الخلافة في الكتاب كالتالي:

1 - إن شأن اصطفاء خليفة الله يختصّ به مالك المُلك الذي يؤتي مُلكه من يشاء والله واسعُ عليم.

2 - إن اصطفاء الخليفة لا يحقّ حتى لملائكة الرحمن المُقربين التدخل فيه فليسوا هم أعلمُ من الله، وهو أعلمُ حيث يجعلُ علم رسالته.

3 - نجد أن الله علّم ملائكته بالبرهان لمن اصطفاه الله خليفة أنه يزيده بسطةً في العلم على من استخلفه عليهم ليجعله مُعلماً لهم العلم. ولذلك قال الله تعالى: {فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

فتبيّن لنا أنّ آدم زاده الله بسطةً في العلم على الملائكة برغم أنّ الملائكة عُلماء ولكن الله زاد آدم بسطةً في العلم عليهم ليجعل ذلك بُرهانَ الاصطفاء لكي تعلموا خليفة الله الذي اصطفى عليكم؛ إذ أنكم تجدون أنّ الله قد زاده بسطةً في العلم عليكم، وشأن الخلافة كذلك لا يتدخل فيه أنبياء الله ورسله من الإنس فكذلك لا يحقّ لهم أن يصطفوا خليفة الله من بعدهم من دونه، فانظر لخليفة الله طالوت فهل نبيّهم هو من اصطفى طالوت عليهم قائداً وإماماً وملكاً؟ بل الله الذي اصطفاه وزاده بسطةً في العلم عليهم الذي يؤتي مُلكه من يشاء، والله واسعٌ عليمٌ. وقال الله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:247].

ويا معشر الشيعة والسنة، قال الله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَـٰذَا الْقُرْ‌آنُ عَلَىٰ رَ‌جُلٍ مِّنَ الْقَرْ‌يَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴿٣١﴾ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَ‌حْمَتَ رَ‌بِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَ‌فَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَ‌جَاتٍ} صدق الله العظيم [الزخرف:31-32].

وكذلك أنتم يا معشر الشيعة والسنة، أأنتم من يُقسم رحمة الله فتصطفون من تشاؤون ونسيتم قول الله تعالى: {قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}؟ أفلا تتقون؟ فأمّا السنة فحرّموا على خليفة الله أن يُعرّفهم بنفسه وقالوا إن المهديّ المنتظَر لا يعلمُ أنه المهديّ المُنتظَر وأنهم هم من يعلمُ أنهُ الإمام المهديّ المُنتظَر فيُعرّفونه على شأنه في المُسلمين أنه الإمام المهديّ شرط أن يُنكر أنه الإمام المهدي مبعوث من ربّ العالمين، ومن ثم يزدادون إصراراً على الباطل: "بل أنت الإمام المهديّ ولكنك لا تعلم أنك الإمام المهديّ"، فيجبرونه على البيعة كرهاً وهو من الصاغرين، برغم أنهم يعلمون إن الإمام المهديّ يبتعثه الله إليهم على اختلافٍ بين علماء الأمّة وتفرقاً ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون، فيوحد صفهم ويلُمّ شملهم ويجبر كسرهم من بعد أن تفرّقوا وفشلوا وذهبت ريحهم كما هو حال المُسلمين اليوم، وبرغم الأحاديث النبوية الحقّ التي تفتي أهل السنة أنّ الله هو من يبعث الإمام المهديّ إليهم وبرغم أنهم يؤمنون بها ولكنهم يعرضون عنها ويستمسكون بما خالفها برغم أنهم ينطقون بالأحاديث الحقّ ويعلمها المُسلمون. كمثال حديث محمد رسول الله الحق، وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
[ أبشّركم بالمهدي يُبعث في أمّتي على اختلاف من الناس، وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صفاحا ]

وليس صحاحاً كما يزعمون بل صفاحاً أي يحثوا جُنيهات الذهب للناس حثواً بصفحتي يداه كما يحثوا أحدكم القمح حثواً بصفحتي يداه، وصدق عليه الصلاة والسلام، ويحدث بعد أن يأتيني الله المُلك بإذن الله مالك الملك الذي يؤتي مُلكه من يشاء ويرزق من يشاء بغير حساب.

فكيف إنكم تعتقدون يا معشر السنة أن الله يبعث المهدي في أمة محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ومن ثم تُحرمون عليه أن يقول لكم: يا أمة مُحمد - صلى الله عليه وآله وسلم - إني الإمام المهدي ابتعثني الله إليكم لأحكم بينكم بالعدل، وأقول فصلاً وما هو بالهزل، فأطيعوا أمري، وإن عصيتم أظهرني الله عليكم ببأس شديد من لدنه في ليلة وأنتم صاغرون، فتقولون ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون.

وأما الشيعة وما أدراك ما الشيعة! فقد ابتعثوا الإمام المهديّ قبل قدره المقدور في الكتاب المسطور وأَتَوه الحُكم صبياً، ألا والله لن يأتيهم مهديهم الذي له ينتظرون ولو انتظروا له خمسين مليون سنةٍ حتى يجعلوا الأحجار عنباً والماء ذهباً، ذلك لأنه ما أنزل الله به من سُلطان لا في كتاب الله ولا سنّة رسوله الحقّ.

ويا معشر الشيعة الاثني عشر إني أنا المهديّ المُنتظَر الإمام الثاني عشر من اَل البيت المُطهر من ذُرّية الإمام الحُسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، ولم تلدني أمي في يكلاء مسقط رأسها قبل قدري المقدور في الكتاب المسطور، وكان أمر الله قدراً مقدوراً، وجئتَ على قدر يا موسى.
ويا معشر الشيعة الاثني عشر، لقد ظهر البدر وصار وسط السماء ولكنكم لا تُبصرون فكيف يُبصرُ البدر وسط السماء من كان في سردابٍ مُظلم؟ وكلا ولن تبصروا البدر حتى تكفروا بأسطورة سرداب سامري، أما إذا أبيتم إلا المكوث في ُظلمات السرداب فلن تُبصروا القمر حين يظهر ولن تؤمنوا بصاحب علم الكتاب ولن تروا البدر حين يظهر في السماء، فكيف يرى البدر في السماء من كان في سردابٍ مُظلمٍ حتى مجيئ كوكب العذاب؛ كوكب سقر ليلة يسبق الليل النهار لطلوع الشمس من مغربها؛ ليلة النصر والظهور للمهديّ المُنتظَر من الله الواحد القهار الذي ابتعثه بالحقّ، فإن أبيتم أظهرني الله عليكم في ليلةٍ واحدةٍ وأنتم صاغرون ليلة النصر والظهور للمهديّ المُنتظَر على كافة البشر؛ ليلة مرور الكوكب العاشر سقر نار الله الكُبرى اللواحةُ للبشر من عصرٍ إلى آخر، وجئتكم أنا وكوكب النار على قدرٍ في الكتاب المسطور، فيأتيكم في موعده المُقرر في نهاية عصر الحوار من قبل الظهور حتى إذا كذبتم أظهرني الله به على كافة البشر في ليلةٍ يسبق الليل النهار وقد أدركت الشمس القمر نذيراً للبشر لمن شاء منكم أن يتقدم فيُصدق بالبيان الحقّ للذكر أو يتأخر فيهلكه الله بكوكب النار سقر سنتها شهرٍ من شهور السّنة الكونيّة، وطول السّنة الكونيّة خمسون ألف سنةٍ بحساب أيامكم وسنينكم وساعاتكم ودقائقكم وثوانيكم، بمعنى أنّ اثني عشر دورة فلكيّة لكوكب سقر يعدل خمسون ألف سنة. تصديقاً لقول الله تعالى:
{سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ﴿١﴾ لِّلْكَافِرِ‌ينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ﴿٢﴾ مِّنَ اللَّـهِ ذِي الْمَعَارِ‌جِ ﴿٣﴾ تَعْرُ‌جُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّ‌وحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُ‌هُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴿٤﴾ فَاصْبِرْ‌ صَبْرً‌ا جَمِيلًا ﴿٥﴾ إِنَّهُمْ يَرَ‌وْنَهُ بَعِيدًا ﴿٦﴾ وَنَرَ‌اهُ قَرِ‌يبًا ﴿٧﴾ يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ ﴿٨﴾ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ ﴿٩﴾ وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا ﴿١٠﴾يُبَصَّرُ‌ونَهُمْ ۚ يَوَدُّ الْمُجْرِ‌مُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ ﴿١١﴾ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ ﴿١٢﴾ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ ﴿١٣﴾ وَمَن فِي الْأَرْ‌ضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ ﴿١٤﴾ كَلَّا ۖ إِنَّهَا لَظَىٰ ﴿١٥﴾ نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ ﴿١٦﴾ تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ‌ وَتَوَلَّىٰ ﴿١٧﴾ وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [المعارج].

وأنتم تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ﴿١﴾ لِّلْكَافِرِ‌ينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ﴿٢﴾}، وتجدون دعوتهم في قول الله تعالى: {وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَآءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم [الأنفال:32].

ويا معشر أهل السّنة والجماعة إن كنتم تؤمنون بما جاء به مُحمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كتاب الله وسنّة نبيّه الحقّ فإني أشهدُ كافة ملائكةُ الله بالسماوت السبع، وأشهدُ ملائكة الله الذين معكم في هذه الأرض وتعدادهم ضعفكم عن اليمين والشمال قعيد، وأشهدُ كافة الأنصار للمهديّ المُنتظَر من هذه الأمّة قولاً وعملاً وكفى بالله شهيداً أني أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ التي لا تُخالف لمنطق القرآن العظيم، فإن أبيتم وكفرتم بكتاب الله وسنّة رسوله وتمسكتم بما يُخالف لكتاب الله وسنة رسوله فإني أشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أنّ معشر الشيعة ومعشر أهل السّنة والجماعة قد كفروا بكتاب الله وبسنة رسوله الحقّ.

ولربّما يودّ أحد عُلماء السّنة أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني احترم نفسك، فكيف نكفر بسنة محمدٍ رسول الله الحقّ ونحن أهلٌ لها ولذلك نُسمّي أنفسنا بأهل السنة؟". ومن ثمّ نردّ عليه بالحقّ وأقول: أشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أني مُستمسك بأحاديث محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الحقّ في عقيدة ابتعاث الإمام المهديّ من الله ولستم أنتم من يبتعثه ويصطفيه للناس إماماً، وقال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
[ لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما ]
صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[ ليبعثن الله من أهل بيتي رجلا يملأ الأرض عدلا كما مُلئت جورا وظُلماً ]

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[ منا الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه ]

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
[ أبشركم بالمهديّ يُبعث على اختلاف من الناس، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما مُلئت جورا وظُلماً ]
صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

أفلا ترون أنّ كتاب الله وسنّة نبيّه الحقّ لا يفترقان وقد أتيناكم بالفتوى الحقّ في عقيدة بعث المهديّ أن مَنْ يختصّ به هو الله كونه خليفة لله؟ وأثبتنا من كتاب الله وسنة رسوله الحقّ أنّ الله هو من يصطفي خليفته فيبعثه إليكم بالحقّ على اختلاف المُسلمين إلى شيعٍ وأحزابٍ وكل حزبٍ بما لديهم فرحون، فابتعثني الله لأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون لأنه قد زادني عليكم بسطةً في العلم على كافة عُلماء المُسلمين، وأُحاجّكم بكتاب الله وسنة رسوله الحقّ إن كنتم مؤمنين بكتاب الله وسنة رسوله الحقّ، وإن أبيتم إلا الاستمساك بما خالفهم من عند غير الله بل من عند الشيطان الرجيم فقد أصبحتم لستم بمُسلمين وإنما تُسمّون بالمُسلمين كاسمٍ فقط ولستم مُستسلمين لما جاء في كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، أفلا تتقون؟ فهل تريدون مهديّاً يأتي فيقول أنا مهديٌّ شيعيٌّ أو مهديٌّ سُنيٌّ، أو غير ذلك من فرقكم المُختلفين؟ أم تنتظرون مهديّاً يهديكم أجمعين إلى الصراط المُستقيم مُستمسكاً بكتاب الله وسنة رسوله الحقّ وكافراً بالتعدديّة المذهبية في الدين؟ وأُحرّمها كما حرّمها الله ورسوله مُحمد صلى الله عليه وآله وسلم، فكيف أحلّ لكم ما حرّمه الله ورسوله أفلا تعقلون؟ فأيّ مهديٍّ تريدون من بعد الحقّ من ربكم؟ ألا والله إن الذي يتّبع أهواءكم بغير علمٍ فإنّه مُفترٍ على الله ورسوله كما اتبعتم المُفترين، وأقسمُ بربّ السماوات والأرض وربّ العرش العظيم لو حاورتكم ألف سنةٍ لما اتبعت أهواءكم شيئاً ما حييت بإذن الله، ولو اتبعت أهواءكم بغير علمٍ إذا لن تغنوا عني من الله شيئاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ} صدق الله العظيم [الرعد:37].

وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِين} صدق الله العظيم [البقرة:120].

ويا أمّة الإسلام ويا حُجاج بيت الله الحرام، إني لا أقول لكم إلا ما قاله الله ورسوله فإن جئتكم بقولٍ ليس من كتاب الله ولا من سنّة نبيّه الحقّ فقد جعل الله لكم على ناصر محمد اليماني سُلطاناً، وإن كذبتموني فصدقتم وكذب ناصر محمد اليماني ما دام أتى بقول من رأسه أو يزعم بوحي جديدٍ لديه من ربه؛ ذلك لأنه لا وحي جديد ولا نبيّ جديد من بعد خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وإن خاطبكم الإمام ناصر محمد اليماني بقول الله وبقول رسوله ومن ثم أعرضتم عن كتاب الله وسنة رسوله الحقّ واستمسكتم بما خالفهم فاعلموا أنكم لستم على كتاب الله ولا سنّة رسوله الحقّ وأنكم استمسكتم بما خالف لكتاب الله وسنة رسوله الحقّ، فلماذا تكذبون على أنفسكم وعلى أمّتكم أنكم على كتاب الله وسنة رسوله؟ فها هو الإمام المهديّ المنتظَر بينكم يدعوكم إلى الرجوع إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ فإذا أنتم عن الحقّ معرضون، فكيف لا يُعذبكم الله مع المعرضين عن كتاب الله وسنة رسوله من الناس أجمعين؟ ولذلك لن تجدوا آية العذاب الأليم بالدُخان المُبين تغشى فقط الذين كفروا تصديقاً لقول الله تعالى: {وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ} صدق الله العظيم [سبأ:17].

ولكني أجد آية الدُخان المُبين تغشى المُسلمين والكفار جميعاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16)} صدق الله العظيم [الدخان].

فهل تظنون محمداً رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - هو المرتقِب لليلة النصر والظهور بآية العذاب الأليم؟ ولكنه قد مات صلوات الله عليه وآله وسلم، إذاً من هو المرتقب لآية التصديق الدُخان المُبين لو كنتم تعقلون؟ فإنه الإمام المهديّ الذي يُناديكم بالرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيّه الحقّ، فإذا المُسلمون والكُفار جميعاً عنه مُعرضون إلا قليلاً من المؤمنين، ومعظمهم لم يبلغوا اليقين، وسلامُ الله عليهم ورحمة منه وبركاته، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
________________

السبت، 21 مارس 2009

هل هناك من علاقة بين رؤيا نبي الله يوسف عليه السلام والإعجاز العلمي لعدد المجموعة للكواكب الشّمسيّة؟


الإمام ناصر محمد اليماني
24 - 03 - 1430 هـ
21 - 03 - 2009 مـ
06:32 مساءً
ــــــــــــــــــــ


التأويل الحقّ لرؤيا يوسف الصديق ..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين، وبعد..
لقد بيَّن الله في ذات القرآن التأويل الحقّ لرؤيا يوسف على الواقع الحقيقي وأنّه ليس لها علاقة بالإعجاز العلمي لعدد المجموعة للكواكب الشّمسيّة؛ بل المقصود أبوَيْ يوسف وإخوته الأحدَ عشر، وذلك هو المقصود من رؤيا يوسف وقد صدَّقها الله بالحقّ على الواقع الحقيقي ومضت وانقضت. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا ربّي حَقًّا} صدق الله العظيم [يوسف:١٠٠].

إذاً هذه رؤيا قد صدقها الله بالحقّ على الواقع الحقيقي ومضت وانقضت ولا علاقة لها بالمجموعة الشّمسيّة ولم تسجد ليوسف الكواكب؛ بل أمّه وأبيه وأحد عشر كوكباً وهم إخوة يوسف.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_________________

الاثنين، 16 مارس 2009

ما ميقات الفجر الصادق ؟


الإمام ناصر محمد اليماني
19 - 03 - 1430 هـ
16 - 03 - 2009 مـ
08:50 مساءً
ــــــــــــــــــــ


ميقات صلاة الفجر الصادق (الصلاة الوسطى)..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده النَّبيّ الأميّ وآله والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..

أختي الكريمة في دين الله، بالنسبة للجواب عن الفجر الصادق فهو ميقات أذان صلاة الفجر وهي الصلاة الوسطى والتي جعل الله ميقاتها معلوم عند ظهور الخط الأبيض الوسط بين الليل والنّهار، ولذلك تُسمى بالوسطى لأن ميقاتها بالوسط في منتهى طرف الليل وقبل ظهور الضياء ولذلك تُسمى بالوسطى، وهي الصلاة الوحيدة التي جعل الله ميقاتها معلوماً بدقة في القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} صدق الله العظيم [البقرة:187].

فأما الخيط الأبيض فهو طرف النهار وظهور طرفه بالأُفق الشرقي، وأما الأسود فهو طرف الليل، فيتبين للناظر خيط الفجر واضحاً وجلياً بالأفق الشرقي فإذا هو خط وسط بين الليل والنهار وذلك ميقات صلاة الفجر، ولذلك تُسمى بالصلاة الوسطى، ونظراً لأنها في ميقات صعب قلَّ من يُحافظُ عليها، ولذلك جاء التنويه للحفاظ عليها في القرآن العظيم في قول الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:238].

فأما الصلوات فهي الصلاة الخمس الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء ، ثم جعل دُعاء القنوت فيها إشارة للصلاة الوسطى بقوله تعالى: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} صدق الله العظيم، وذلك تأكيداً لدُعاء القنوت في الصلاة الوسطى وهي الفجر ثم بيّنها الله في موضع آخر بالاسم في قول الله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} صدق الله العظيم [الإسراء:78].

فأما قول الله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ} فدلوك الشمس هو دلوكها من الشرق لذلك يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر بسب دلوك الشمس من ناحية الشرق وذلك ميقات أول الصلوات وهي الفجر، وأما قوله تعالى: {إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ} وهي بداية الظُلمة وتلك آخر الصلوات المفروضة وهي صلاة العشاء. ومن ثم نوَّه على الصلاة والوسطى بقول الله تعالى: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} صدق الله العظيم، فتلك هي الصلاة الوسطى وهي جهرية، ولذلك قال: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} صدق الله العظيم.

وأما بالنسبة لأسماء الله فهي مائة اسم، ورقم المائة هو اسم الله الأعظم ( النعيم الأعظم )، وذلك هو النعيم الذي عنه سوف يُسأل الذين ألهاهم عنه التكاثر في الحياة الدنيا ونسوا الهدف من خلقهم فيعبدون رضوان نفس ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56].

أي ليعبدوا رضوان نفس ربّهم عليهم عبادة خالصة ابتغاء رضوان من الله عليهم، ولا ولن يعلم بحقيقة ذلك إلا عباد الله المُخلصين له وحده لا شريك له؛ أولئك قدَروا ربّهم حقّ قدره، فلا يرون نعيماً أكبر من نعيم رضوان ربّهم عليهم في الدُنيا وفي الآخرة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:72].

وانقضى الجواب لمحُبة الله ورسوله التي تبيّن لها حقيقة رضوان الله عليها، وأراها من الباحثين للحقّ، ولذلك بقدر مقدور في الكتاب المسطور أتى بها إلى موقعنا لعله بواسطة أحد المهديين إلى الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم أو عثرت عليه بقدر من الله وليس صدفة وكان أمر الله قدراً مقدوراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:69].

وأما الباحث عن الحقّ فلم يصدق الله ببحثه عن الحقّ ويحزنه من صدق بالحقّ ويريد أن يصدَّ عنه صدوداً ونسي عهد الله الذي قطعه على نفسه، وأذكره بقول الله تعالى: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:34].

وقد أقسمتَ لنا أنك لا تريد غير الحقّ وجعلت الله لعبده عليك كفيلاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا} صدق الله العظيم [النحل:91].

وكذلك قولك لمحبة الله ورسوله بغير الحقّ (وأنت ازددت يقيناً من لا شيء)! ومن الذي ليس عنده شيء من العلم هل ناصر محمد اليماني أم الذي يٌسمي نفسه بالباحث عن الحق؟ فتبين لنا أمرك وهدفك وإنك لست من الذين يبحثون عن الحقّ بل من الذين يصدون عنه صدوداً، وكذلك تفتري علينا أننا حذفنا نفي حدّ الرجم والله المُستعان! وهذا رابطه منشور في الموقع منذ ليلة تنزيله بالموقع بالحق:

وكذلك تجد نفي عذاب القبر في حُفرة السوءة لا يزال منشوراً في بيان الموسوعة على هذا الرابط:

وكذلك الفتوى الحقّ في حقيقة النسخ بالقرآن العظيم على هذا الرابط:

ويامن يُسمي نفسه بالباحث عن الحقّ، لولا شكي فيك من أول وهلة لما أخذنا منك ميثاقاً غليظاً، وقد تبين لي أمرك وأذكرك إنك قد جعلت الله لنا عليك كفيلاً، فاحذر المسخ إن كنت تخاف الله، واعلم أن الله شديد العقاب فلا تُصدّ عن الحقّ بالكتاب ولا ولن يُصدق بالحقّ من الكتاب إلا الذين يعقلون من هذه الأمّة الذينَ تدبروا البيان الحقّ وتفكروا فيه فتبين لهم أنه البيان الحقّ للكتاب لا شك ولا ريب؛ أولئك هم أولو الألباب الذين تدبروا وتفكروا في بيان آيات القرآن. تصديقاً لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [ص:29].

إذاً لا ولن يُصدق بالحقّ إلا الذين يعقلون، وأما الذين لا يعقلون فهم عن الحقّ معرضون، فانظر لقولهم: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠﴾ فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ(11)} صدق الله العظيم [الملك].

أخو المؤمنين الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــ

الثلاثاء، 10 مارس 2009

ما هو العذاب الذي دون العذاب الأكبر ف قوله تعالى: {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم


الإمام ناصر محمد اليماني 
13 - 03 - 1430 هـ
10 - 03 - 2009 مـ
02:53 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ


لماذا لم يفسّر القرآن كله في عهد النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم؟

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..

ويا معشر علماء الفلك، إنما يبعث الله الإمام المهديّ بالبيان الحقّ للقرآن ويحاجّ علماء الأمّة بعلوم القرآن في مختلف المجالات العلميّة وكل حسب اختصاصه، ولا ولن يفهم البيان العلميّ إلا أصحابُ الاختصاص في ذلك المجال المُتخصصين فيه، ومثلاً حين أُعلن للبشر أنهم دخلوا في عصر الأشراط الكُبرى للساعة ومنها أن تُدرك الشمس القمر تصديقاً لحدوث أحد أشراط الساعة الكُبَر وآية كونيّة للتصديق بأني الإمام المهديّ المنتظر ومن ثمّ يكون لدى الباحث عن الحقّ احتمالين في شأن ناصر محمد اليماني فإما أن يكون حقاً الإمام المهديّ خليفة الله في الأرض فيزيده الله بسطةً في العلم فيُحاجج العلماء حسب اختصاصاتهم بالبيان العلميّ للقرآن العظيم، ولكُل دعوى بُرهان فإن كان ناصر محمد اليماني من الجاهلين فالبرهان على جهله سوف يفضحه العلم والمنطق الحقّ على الواقع الحقيقي، وإن كان ناصر محمد اليماني الإمام المهديّ فلا بُدّ لبيانه العلميّ للقرآن العظيم يأتي مُصدقاً له العلمُ والمنطقُ.

ويا معشر علماء الفلك، إنّكم طائفة من علماء الأمّة الإسلامية ومجال اختصاصاكم هو في علم الفلك والكون وجريان الشمس والقمر وكيفية ولادة الأهلّة حتى إذا جاء الإمام المهديّ يُنادي الأمّة على مختلف مجالاتهم العلميّة وكُلاً حسب اختصاصه عليه أن يقوم بتطبيق بيان ناصر محمد اليماني تطبيقاً علميّاً على ما أحاطهم الله من العلوم على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق الفيزيائي الدقيق الذي لا يحتمل الشك، وتأويل القرآن العلميّ لم يُبينه محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - للمسلمين في عصر التّنزيل إلا المسائل إلا ما نزل إليهم في المسائل الفقهيّة.
وسبب عدم بيان الآيات العلميّة للكفار في ذلك العصر هو إن الناس لا يحيطون بآيات القرآن العلميّة.
ولذلك قال الله تعالى: { بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ } صدق الله العظيم [يونس:39]

ومن ثمّ وعد الله رسوله أن يُبيِّنَه لقومٍ يحيطون بعلمه فيريهم حقائق آياته على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } صدق الله العظيم [الأنعام:150]

ومن ثمّ يتبيّن لمُنكري شأن الإمام المهديّ إن الذي وكَّله الله بالبيان العلميّ للقرآن بالعلم والمنطق هو الإمام المهديّ الذي يبتعثه الله ناصراً لمحمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ليُبين لهم حقائق آيات القرآن بالبيان العلميّ على الواقع الحقيقي حتى يتبيّن لهم أنَّ محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- حقاً تلقّى القرآن من لدُن حكيم عليم، الذي أحاط بكُل شيءٍ علماً ومنهم علماء الفلك.

وأقول يا معشر علماء الفلك، ولربَّما يودّ أحد العلماء الذين لا يريدون إلا الاستمساك بالسُّنة وحدها وترك كثيرٍ من آيات القرآن أن يقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني! لقد بيَّن محمدٌ رسولُ الله القرآن لصحابته فهل أنت أعلمُ من محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟". ومن ثمّ يرد عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إن الله قد نهى المسلمين الأولين أن يسألوا عن بيان آيات القرآن العظيم، والأمر الصادر تجدونه في قول الله تعالى:
{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا } صدق الله العظيم [الحشر:7]

وفي هذه الآيات أمرٌ من الله بعدم السؤال لرسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عن بيان أيَّة آيةٍ في القرآن العظيم حتى يُبينها هو من ذات نفسه، وذلك لأن محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لم يأمره الله ببيان القرآن كُله بل يبين لهم ما يخصّ الشريعة وأمره أن يعرض عن بيان أشياءٍ في الآيات العلميّة حتى لا يكفروا بها فينكروها ومن ثمّ تكون سبب فتنتهم فيكفرون بالحقّ من ربّهم جميعاً فيهلكهم الله، ولذلك أمر الله المؤمنين بعدم السؤال عن أيَّة آيةٍ في القرآن العظيم إن عجزوا عن معرفة بيانها حتى لا يُبيِّنُها الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ومن ثمّ يَسُؤْهُم بيانُها فينكرونها ثمّ يصبحوا بها كافرين، تصديقاً لقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقرآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101) قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثمّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ (102) } صدقو الله العظيم [المائدة]

وهذه الآيات في طياتها حقائقٌ علميّة يجهلونها وعفا اللهُ عن بيانها محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كما عفا كافة الأنبياء والمرسلين من قبله في كافة الكتب التي ابتعث الله بها الأنبياء عن بيانها، وبعضٌ منهم سأل وأصرّ على الجواب ثمّ بينها الأنبياء ثمّ أصبحوا بها كافرين! وحتى لا تكون هذه الأشياء التي لا يحيطون بعلمها وهي الحقائق العلميّة لآيات الكتاب إن يسألوا عنها حين نزولها تبدو لهم بالبيان الحقّ من محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ومن ثمّ تسؤهم لأنها لم تتقبلها عقولهم لأنهم لا يحيطون بها علماً ومن ثمّ يكفرون بها ومن ثمّ تكون سبب فتنتهم عن الحقّ ولذلك أمرهم الله بعدم السؤال، وقال تعالى:
{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا } صدق الله العظيم [الحشر:7]

ومن خلال هذه الآيات يتبيّن لعلماء الأمّة إن الله قد عفا رُسله عن بيان الآيات العلميّة في الكتاب ولكن الله لن يُنزلها عبثاً سبحانه فلا بُدّ أن يبعث آخر الزمان المكلَّف ببيانها، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } صدق الله العظيم

وتصديقاً لقول الله تعالى: { وَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا } صدق الله العظيم [النمل:93]

وبما إنِّي أعلمُ علم اليقين إنِّي الإمام المهديّ المنتظر المكلَّف بالبيان العلميّ لهذه الأمّة لقومٍ يعلمون منهم ولا ولن يفقه البيان العلميّ إلا أصحابُ الاختصاص في المجال الذي أُحاجُّكم فيه، وبما إنِّي الإمام المكلَّف بالتحدي العلميّ في الكتاب لكافة علماء الأمّة على مختلف مجالاتهم العلميّة، أقول لهم ما أمرني الله به أن أقوله لهم: { فأيَّ آيَاتِ اللهِ تُنْكِرُونَ } صدق الله العظيم [غافر:81]

من الذرة أصغر شيء في علم الكتاب إلى أكبر شيء خلقه الله وهي الشجرة؛ سدرة المُنتهى بأفق الكون العظيم وتحيط بالسماوات والأرض وتحيط بالجنّة التي عَرضُها كعَرضِ السماوات والأرض من كافة الجوانب وهي حجاب الربّ سبحانه الرحمن على العرش استوى، ولذلك أينما تولون وجوهكم فثمّ وجه الله يعلمُ ما يولج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وهو بكُل شيء عليم.

ولا أتفكر في ذاته سبحانه فأتبع أمر الشيطان، بل أتبع أمر الرحمن وأتفكر في قدراته إلى السماء كيف رُفعت وإلى الجبال كيف نُصبت وإلى الأرض كيف سُطحت، وأبصرُ في نفسي وما حولي من آيات ربّي، ومن ثمّ أقول: كم أنت عظيم يا إلهي؟ أشهدُ أن لا إله غيرك ولا معبود سواك، سبحانك ربي وتعاليت علواً كبيراً! وأعيني تفيض من الدمع مما عرفتُ من الحقّ.

ويا معشر البشر أفلا تعلمون الفرق بين الأنعام والإنسان أنّه التفكير فيما حولنا من آيات الله؟ وذلك لأن البقر لا تتفكر في السماء كيف رفعت ولا في الجبال كيف نُصبت ولا في الأرض كيف سطحت بل سخرها الله للإنسان وذللها له ويخرج له منها من بين فرثٍ ودمٍ لبناً خالصاً سائغاً للشاربين ومنها يأكلون ومنها يلبسون ومنها ما يحمل أثقالهم لم يكونوا بالغيه إلا بشِق الأنفس، فكيف بنعمة الله على الأمّة اليوم الذي أحاطهم الله بما خلق وصنعوا سياراتٍ وطياراتٍ وقطاراتٍ وأنطق الحديد وقرب البعيد! فاكتملت الأشراط الصُغرى ودخلتم في الكُبرى، فبعث الله الإمام المهديّ بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور بالبيان الحقّ للذكر، وإن الشمس أدركت القمر تصديقاً لأحد أشراط الساعة الكُبر وآية التصديق للمهديّ المنتظر من آل البيت المُطهر؛ الإمام ناصر محمد اليماني الذي لا يأمركم إلا ما أمركم به الله ورسوله، ولا أنهاكم إلا عمَا نهاكم الله عنه ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

ويا معشر علماء الفلك لطالما بيَّنت لكم البيان العلميّ الفلكيّ في القرآن العظيم ولكني أجد إنّكم لا تنكروه شيئاً ومن ثمّ تصمتون عن الحقّ والساكت عن الحقّ شيطاٌن أخرسٌ أصمٌ أبكمٌ أعمى، وشرُّ الدوابِّ عند الله الصمُّ البكمُ العُمي الذين لا يعقلون؛ الذين إن تبين لهم الحقّ لا يعترفون به و لا يتخذونه سبيلاً، أولئك من شياطين البشر فهل ترضون أن تكونوا من شياطين البشر؟ فأولئك من أشد الناس عذاباً في الدنيا والآخرة بل أجدهم في القرآن العظيم هم أولى بالنار صِلِيّاً، تصديقاً لقول الله تعالى: { ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا } صدق الله العظيم [مريم:70]

ألا إنهم الساكتون عن الحقّ بعدما تبين لهم أنه الحقّ من ربّهم، أولئك أشر الدواب في الكتاب وكتب الله لهم أشدّ العذاب لأنهم أعرضوا عن الحقّ وهم يعلمون أنهُ ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم، والعلم أمانة في أعناقكم أحاطكم الله بها وكُل حسب اختصاصه جعله الله من شُهداء البيان الحقّ للإمام المهديّ الذي أوتي علم الكتاب الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، فإن كفر به المسلمون والناس أجمعين فكفى بالله شهيداً والمهديّ المنتظر على البيان الحقّ للكتاب الذي أنزله الله على محمد رسول الله إلى الناس كافة فإن كفر بالبيان الحقّ الكفار والمسلمون فكفى بالله شهيداً والإمام المهديّ الذي آتاه الله علم الكتاب، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مرسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ } صدق الله العظيم [الرعد:43]

فلا تكفروا يا معشر علماء الفلك بالبيان الحقّ من ربّكم الذي سوف يصدقه العلم والمنطق الذي أحاطك الله بعلمه ولم يجعل الله الإمام المهديّ من الجاهلين، فلربّما يظنّ علماء الفلك إن ناصر محمد اليماني يجهل العلم الفلكيّ الفيزيائيّ ولذلك يعلن لأهل مكة وما جاورها أهلّة المستحيل علمياً فيظنون أن ذلك توقعات مني بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً ومن ثمّ يعرضون عن الحقّ من ربّهم، وحتى تعلموا أن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ في كُل مجالات العلوم بدقة متناهية ويأتي بسلطان علمه من كتاب الله القرآن العظيم فتعالوا لأبين لكم علم الفلك القرآني لتعلموا أنني لستُ من الجاهلين بما أحاطكم الله به من علم جريان الشمس والقمر وولادة الأهلّة. وقال الله تعالى:
{ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمستَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } صدق الله العظيم [يس:38]

وتلك آيةٌ مُحكمةٌ لا مجاز فيها كما على الله يفترون، يفتيكم بالحقّ إن الشمس تجري في فلكها المعلوم إلى قدرها المحتوم وقدرها المحتوم هو أجلها المسمى، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } صدق الله العظيم [لقمان:29]

وقد رأيت ردوداً من بعض فطاحلة علماء المسلمين يقول: "يا ناصر محمد اليماني يا من تزعم إنك تحاج الناس بالقرآن وتفتي أن الشمس أدركت القمر، ونسيت قول الله تعالى: { لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) } صدق الله العظيم [يس]". 

أو يأتي سائل أظهره الله على أمرنا بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور لعله يبحث في هذه الأمور عن الحقّ من ربّه ومن ثمّ يذهب إلى أحد علماء المسلمين ويقول: "يا شيخ، قرأت في كثير من المواقع بالأنترنت العالميّة بيانات لرجلٍ يُدْعى ناصر محمد اليماني يعلن للبشر أن الشمس أدركت القمر تصديقاً لأحد اشراط الساعة الكُبرى"، ومن ثمّ يفتيه من فوره ويقول للسائل: "احذره فذلك كذاب أشِر وليس المهديّ المنتظر والدليل على كذبه، قول الله تعالى: { لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) } صدق الله العظيم". ومن ثمّ يخرج السائل حزيناً من بعد فرحه أنه وجد الإمام المهديّ المنتظر، أولئك من أشر العلماء تحت سقف السماء لأنهم ليسوا من أولي الألباب ولو كانوا من أولي الألباب لاستمعوا القول إلى آخره ومن ثمّ يتبعون أحسنه، وذلك لأن هذه الآية ممكن أن يجادلني بها أي قارئ للقرآن وأنا لا أنكرها بل أثبتها بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي أن الشمس والقمر والأرض، { كلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مسمّى } [الرعد:2]، و { وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) } [يس] صدق الله العظيم، وأما القمر فقدره الله منازل من المحاق المُظلم وكانت الشمس والقمر في نقطتين مُتطابقتين من الأعلى إلى الأدنى فتم الانطلاق وتحرك القمر شرقاً والشمس وراءه شرقاً والأرض تحركت شرقاً والنّهار شرقاً والليل يطلبه حثيثاً ويجري وراءه شرقاً وكُلٌّ في فلك يسبحون! فلا يختل نظام جريان الشمس والقمر والأرض حتى يدخل البشر في عصر أشراط الساعة الكبرى ومنها أن تدرك الشمس القمر قُبيل أن يسبق الليل النّهار بسبب التغيير في حركة الأرض، وذلك لأن الليل والنّهار يتجهون وهم يتطاردون من الغرب إلى الشرق فأين حدود الليل من ناحية الغرب؟ ومعلوم إنه المغرب. وأين أول اليوم؟ فمعروف إنه الفجر، وتحرك الليل شرقاً فيبدأ بالتناقص حتى تدخلوا في الفجر أول اليوم. إذا النّهار يتقدم الليل شرقاً والليل يطلبه حثيثاً من ناحية الغرب، تصديقاً لقول الله تعالى: { يُغْشِي اللَّيْلَ النّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا } [الأعراف:54]

يولج الليل في النّهار من ناحية الشرق ولذلك يظهر الفجر والضياء يزيل الظُلمة نظراً لدخول الليل في منطقة النّهار ويولج النّهار في الليل ولكن من آخر النّهار من جهة الغرب يدخل النّهار في الليل ولكن أول النّهار هو بالفجر والليل يطلبه حثيثاً نحو الشرق ومن ثمّ يتبيّن لكم كيف يسبق الليل النّهار وهو أن يكون الشرق غرباً والغرب شرقاً، وهذا الحدث لا ينبغي له أن يحدث حتى تشرق الشمس من الغرب نتيجة انعكاس دوران الأرض بسبب مرور كوكب النار سقر لواحة للبشر، ويحدث ذلك ليلة ظهور المهديّ المنتظر على كافة البشر إن أبوا أن يتبعوا البيان الحقّ للذكر ويصدقوا بخليفة الله المهديّ المنتظر فيطيعوا أمره سجوداً لأمر ربّهم، وأما إذا صدق البشر بشأن خليفة الله وأطاعوا أمره فإن الله قادر أن يصرف عنهم كوكب النّار المحتوم بحوله وقوته ولن يصرفها عنهم سواه فإن أبوا فلا مفر منها ويهلك الله بها كثيراً ويعذب كثيراً.
وأقسمُ بربّ السماوات والأرض وربّ العرش العظيم إنه لنبأ عظيم أنتم عنه مُعرضون وتصفونني بالجنون! فمن يصرف عنكم عذاب الله إن كنتم صادقين؟

ويا قوم، لقد أدركت الشمس القمر نذيراً للبشر من شرط آخر في يوم عسر يوم يسبق الليل النّهار بسبب مرور كوكب النار يوم يبيض من هولها الشعر وتبلغ القلوب الحناجر، فهل من مُدّكر؟ 

يا أيها الناس، حرام عليكم والله العلي العظيم حرام عليكم الإعراض عن إنسانٍ بشرٍ مثلكم يريد لكم النّجاة، فتوبوا إلا أن تهلكوا أنفسكم بالإعراض عن الحقّ من ربّكم برغم إنه تبين لعلماء الفضاء منكم أن النار قادمةٌ بلا شكٍ أو ريبٍ ويظنون أنها سوف تمر في يوم الجمعة 21 ديسمبر 2012، فلا تأمنوا مكر الله وترونه بعيداً، تصديقاً لقول الله تعالى: { إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيباً (7) يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } صدق الله العظيم [المعارج]

إنما ذلك كوكب النار يمطر عليكم بكسفٍ من السماء مليء بالحجارة الكبريتية تشعل الأرض وتحرقكم وتدمركم تدميراً يا معشر الكفار بالبيان الحقّ للذكر أفلا تتقون؟

ويا قوم، والله الذي لا إله إلا هو إني لست من أخبركم بهذا وإنه محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- حذرهم بكسف يسقط عليهم من السماء ولذلك رد الكفار عليه: { أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا } صدق الله العظيم [الإسراء:92]

بل لدرجة إنهم قالوا: { وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الحقّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَآءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } صدق الله العظيم [الأنفال:32]

ومن ثمّ أكد الله لكم سقوط كِسَفُ الحجارة بالدخان المُبين، وقال الله تعالى: { أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سبحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (43) وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاء سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ (44) فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شيئاً وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (46) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (47) } صدق الله العظيم [الطور]

وهل تعلمون ما هو العذاب الذي دون ذلك؟ إنه التناوش من مكان بعيد من قبل الاقتراب، ولكن أكثركم لا يعلمون! أفكلما عذب الله طائفةً منكم لعلكم تعتبرون قلتم إنما هي كوارث طبيعية! قاتلكم الله أنّى تؤفكون، أتحسبونها فوضى فينسجر البحر على اليابسة وقتما يشاء! كيفما يشاء! أو تزلزل الارض وقتما تشاء! كيفما تشاء! فاتقوا الله إن السماوات والأرض لا تجرؤ على قتل نفسٍ بغير الحقّ مالم يأمرها الله بذلك. تصديقاً لقول الله تعالى: { فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) } صدق الله العظيم [فصلت]

والسماء تحقد على المعرضين عن عبادة من هي تعبده الله الواحد القهار، والجبال والأرض تحقد على المعرضين عن عبادة من هي تعبده الله الواحد القهار، وكذلك الجبال المسبحة بحمد ربها تحقد على الذين يعرضون عن عبادة من هي تعبده وتسبح له الله الواحد القهار. تصديقاً لقول الله تعالى: { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شيئاً إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) } صدق الله العظيم [مريم]

فانظروا لسبب غضبهم هو، { دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا } صدق الله العظيم. إذاً غضب السماء والأرض والجبال والبحار والأحجار بسبب غضب الربّ الذي تسبح له السماوات والأرض وتريد السماوات أن تقع عليكم والأرض أن تبلعكم والبحر أن يغرقكم والجبال أن تخر عليكم هداً ولكن من الذي يمنعهم؟ إنه الحليم الغفور. تصديقاً لقول الله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا } صدق الله العظيم [فاطر:41]

فانظروا لرحمة الله أن لولاه لانقضت عليكم السماوات من شدة غضبهن لفساد أهل الارض، وقال الله تعالى:
{ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ } صدق الله العظيم [الحج:65]

ولكن الله يُمهِل كثيراً ولكنه لا يهْمِل، فأمهل الله قوم نوح ألف سنة إلا خمسين عاماً وأمهلكم الله أكثر منهم وقد جاء أجل المعرضين عن الذكر؛ رسالة الله إلى العالمين لمن شاء منهم أن يستقيم فأبى وأعرض هذا الزمان المسلمون والكفار سوياً إلا قليلاً وأكثرهم للحقّ كارهون.

ويا أيها الناس، ما بال علماؤكم المُشرفون على منتدياتكم؛ فصول علمكم يقومون بحذف بيان المدعو ناصر محمد اليماني بغير الحقّ؟ ومن أظلم ممن كتم الحقّ في منتداه لأنه خالف هواه أولئك لهم من الله عذابٌ عظيمٌ حتى لو عبدوا الله ألف عام يقومون الليل ويصومون النّهار حتى إذا جاءه الحقّ من ربّه ونظر إليه وعلم أنه يدعو إلى الله ومن ثمّ يخالف بعضه هواه وهو ما كان عليه ومن ثمّ يقوم بإخفائه أو حذفه، ولم يكتفوا بذلك فحسب بل كذلك يقوم بحجب الداعي إلى الله! ويا ويلكم من غضب ربّكم بسبب فعلكم، ويا قوم ألا تقولون كمثل قول مؤمن آل فرعون التقي: { وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ ربّكم وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مسرِفٌ كَذَّابٌ (28) } صدق الله العظيم [غافر:28]

ويا قوم، إن جهنم تتقي الله وعلى الله غيورة وسوف تسمعوا صوت زئيرها وزفيرها يوم تراكم، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا } صدق الله العظيم [الفرقان:12]

وتلك هي نار الله سقر لواحة للبشر، وعندما تظهر ترونها وكأنها نُسخة طبق الأصل لشمسكم كما أراني الله ذلك والله على ما أقول شهيد ووكيل ولعنة الله على ناصر محمد اليماني لعناً كبيرا إن كان من الكاذبين.

ويا قوم، إني لستُ جاهلاً أقول على الله ما لم أعلم ذلك لأني أعلم جزاء الذين يقولون على الله مالا يعلمون، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مسوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ (60) } صدق الله العظيم [الزمر]

ويا قوم، إن نار جهنم قادمةٌ، ثمّ ظهور الإمام المهديّ من بعد التصديق، ثمّ خروج الدابة وأصحاب الكهف، ثمّ خروج يأجوج ومأجوج بقيادة المسيح الدجال الذي يريد أن يقول إنه المسيح عيسى ابن مريم ويقول إنه الله وما كان لابن مريم أن يقول ذلك بل هو كذاب ولذلك يُسمى المسيح الكذاب، ولكن أكثركم لا يعلمون؛ بل جميع علماءكم لا يعلمون، وإنما أخبركم الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم لماذا يُسمى المسيح الكذاب بالمسيح الكذاب وذلك لأنه سوف يقول إنه المسيح عيسى ابن مريم ويقول إنه الله ولذلك يُسمى المسيح الكذاب، ويريد أن يقول لكم فقد رأيتم النار وأما الجنة فاتبعوني أدخلكم جنتي وهي من تحت الثرى، وهي لله وليست لعدو الله فاتقوا الله يا معشر هيئة كُبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة وقولوا: 

"يا أيها الناس لقد تبين لنا إن هذا الرجل يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ، وأما بالنسبة هل هو الإمام المهديّ أم غيره فلا نعلم والمهم إنه يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ ويخوفنا بكوكب العذاب ويفتينا إنها جهنم ذاتها ونخشى أن يكون من الصادقين، ونقول لكم نحن معشر هيئة كُبار العلماء قول مؤمن آل فرعون الحكيم: { وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ ربّكم وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مسرِفٌ كَذَّابٌ (28) } صدق الله العظيم"

ومن ثمّ تنادون مُفتي الديار الإسلامية للاجتماع في المملكة العربيّة السعوديّة ثمّ نتدبر بيانات المدعو ناصر محمد اليماني ثمّ نفتي الناس في شأنه جميعاً سواء تبين لنا إنه يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ فسوف نقول له اظهر أيها الإمام ناصر محمد اليماني فنحن كافة مُفتي الديار الإسلاميّة بانتظارك عند البيت العتيق كما وعدتنا إنه من التصديق تظهر لنا عند البيت العتيق للمُبايعة على الحقّ، وإن وجدنا هذا الرجل المدعو ناصر محمد اليماني يحاج بغير علمٍ ولا هُدىً ولا كتابٍ منير، فكذلك سوف نفتي في شأنه سوياً للناس أجمعين حتى لا يضل أحد من المسلمين عن الصراط المستقيم وذلك لأننا قد وجدنا له أتباع ومصدقين من مختلف دول العالم فإن كان على ضلال وتركنا الفتوى في شأن ناصر محمد اليماني فإن أمره سوف يستفحل وهذا خطيرٌ على الإسلام والمسلمين إن كان المدعو ناصر محمد اليماني على ضلال مبين وإن كان هو الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين فكيف نعرض عن الحقّ حتى نرى العذاب الأليم وذلك لأنه لا يحاجنا بغير كتاب الله وسنة رسوله الحقّ كما يفتينا بذلك، فهلموا يا معشر علماء الأمّة إلى جانب هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة سويا نتدبر شأن هذا الرجل عسى أن يكون مبعوث خيرٍ لنا من الله وعزاً لنا ونحن عنه معرضون، وإن تبين لنا إنه من الضالين المُضلين كفينا الناس شره وأفتينا الناس في قتله وحتى ولو اعتدينا عليه بغير الحقّ فإذا كان الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين فلن يستطيع أن يقتله أحدٌ وحقٌّ على الله أن يُدافع عن خليفته بما يشاء كيفما يشاء، وذلك لأن الله مُتمٌ بعبده نوره ولو كره المجرمون ظهوره والله بالغ أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون."

وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله رب العالمين.
الإمام المهديّ الداعي إلى الصراط المستقيم ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الاثنين، 9 مارس 2009

أساس دعوة الإمام ناصر للمسلمين والنَّاس أجمعين


الإمام ناصر محمد اليماني
12 - 03 - 1430 هـ
09 - 03 - 2009 مـ
12:04 صبـاحاً
ــــــــــــــــــ


أساس دعوة الإمام ناصر للمسلمين والنَّاس أجمعين ..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..
ويا أَمَة الله زادك الله بصيرةً فلا تكوني في حيرةٍ، حقيقٌ لا أقول على الله غير الحقّ، وبالنسبة لوالدتي فهي تزوجت من أبي من يكلا بلاد أهلها، وأهلها نسلهم معروفٌ بين القبائل أنهم من قريش من بني هاشم ولكنّي لا أعلمُ عِلم اليقين من نسل أي بني هاشم ولا يهمّني أن أعلم من نسل أي بني هاشم أهل والدتي، وما أستطيع أن أفتيك فيه هو إنّ أخوالي أهل والدتي هم حقاً نسلهم من قريش من بني هاشم.

ويا أَمَة الله لا تكوني في ريبةٍ من الحقّ والحقّ أحقّ أن يُتّبع وما بعد الحقّ إلّا الضلال. ويا أَمَة الله المُباركة لقد وهبك الله بصيرةً فكيف لا توقنين بما أراك الله من الحقّ وهل بعد الحقّ إلّا الضلال؟ وبعض الباحثين عن الحقّ يتبيّن لهم أني الإمام المهديّ إلى الحقّ ومن ثُمّ يخشون أن يُصَّدقوني وأنا لست الإمام المهديّ وكأنّ عليهم إثم، ويا سُبحان الله! ويا عباد الله فإن صدّقتم أني الإمام المهديّ وحتى ولو لم أكن الإمام المهديّ فهل تظنّون بأن الله سوف يُحاسبكم على التصديق بالحقّ؟ ذلك لأنّ لكم حُجّة على الله وهي ما أدعوكم إليه كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، فإن صدّقتم بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ فقد جعل الله لكم الحُجّة عليه ولن يُحاسبكم على التصديق حتى ولو لم يكن الإمام المهديّ هو ناصر محمد اليماني وذلك لأنكم إنما صدّقتم حُجّة ناصر محمد اليماني التي يحاجِج بها عُلماءكم من كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، فكيف يُحاسبكم الله على التصديق بالحق؟ أفلا تعقلون! وإن أعرضتم عمّا يدعوكم إليه ناصر محمد اليماني بالرجوع إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ فإنكم لم تكذبوا ناصر محمد اليماني بل كذبتم بالحقّ من ربّكم كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ ثُمّ تجعلون لله عليكم سلطاناً فيُعذّبكم مع الكفار المُعرضين عن كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، أفلا تتقون! وكذلك الكفار حين يكفرون بمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فإنهم لم يُكذّبوا محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وإنما كذّبوا بكلام الله الحقّ، ولذلك وبتكذيبهم لكلام الله الحقّ لذلك جعلوا لله عليهم سلطاناً أن يعذبهم في الدنيا والآخرة. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:33].

ويا معشر علماء الأُمّة وكافة الباحثين عن الحقّ أقول لكم الحقّ والحقّ أقول حقيقٌ لا أقول على الله إلّا الحقّ لا ولن يعذّب الله الكفار والمسلمين بسبب تكذيبهم لناصر محمد اليماني إن كان ناصر محمد اليماني يُحاجِجهم من كلامه هو شخصياً بالظنّ والاجتهاد بغير علمٍ ولا سلطانٍ، أمّا إذا تبيّن لهم أن المدعو ناصر محمد اليماني يُحاجِج النَّاس بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ ويدعو المسلمين إلى الرجوع إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ ومن ثُمّ يعرض الكفار والمسلمين عمّا يدعوهم إليه ناصر محمد اليماني فعند ذلك فسوف يكون العذاب يشمل كافة قرى الكفار والمسلمين، ولم يكن السبب للعذاب في الكتاب بسبب تكذيبهم لعبده ناصر محمد اليماني بل بسبب إعراضهم عن حُجّة الله عليهم كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

إذاً حُجّة الله عليكم هو ما ابتعث الله به عبده ورسوله وخاتم أنبيائه بكتاب الله وسنّة رسوله إلى النَّاس كافة، وإنما يبتعث الله الإمام المهديّ ليكون ناصراً لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، أيّ ناصراً لما جاءكم به محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك يُحاجِجكم الإمام المهديّ بحُجّة الله عليكم كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ وتلك هي حُجّة الله عليكم لئن كذبتم بالحقّ من ربّكم فقد جعلتم لله عليكم سلطاناً أن يعذبكم ولا حُجّة لكم على الله بقولكم: "إننا لم نعلم علم اليقين هل ناصر محمد اليماني هو الإمام المهديّ المنتظَر أم كذابٌ أشر"، ولكن لله الحُجّة البالغة وسوف يقول لكم: ألم يُحاجِجكم بآيات ربّكم وفصّل لكم آيات ربّكم تفصيلاً وعلّمكم بحقائق آيات ربّكم على الواقع الحقيقي وتبيَّن لكم أين تكون الأراضين السبع تصديقاً لما جاء في ذكري وإنّهُنّ من بعد أرضكم، وبيّن لكم حقيقة قولي: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ} [الرحمن:17]، وأنها أرض من تحت الثرى وأنها لربكم وليست لعدوّي تصديقاً لقول الله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [طه].

وأراكم الله آياته الحقّ على الواقع الحقيقي وبيّن لعلماء الفلك منكم أنّ الشمس أدركت القمر وعلّمكم كيف يكون ذلك، وأعلن لكم حدوث آية التصديق من ربّكم من قبل الحدث برغم استحالة حدث رؤية هلال الشهر من قِبَلِ كافة الذين أوتوا العلم منكم ومن ثُمّ أصْدَقَ عبدَه بالحقّ، وتبيّن لكم أنه الحقّ ثُمّ أعرضتم عن الحقّ من ربّكم من بعد ما تبيّن لكم! فما هي حُجّتكم حتى كذّبتم عبدي الذي يُحاجِجكم بآيات ربكم؟ فإنكم لم تكذبوا عبدي ولكنكم بآيات ربّكم تجحدون بغير الحقّ، ومن ثُمّ تقولون ربّنا ظلمنا أنفسنا ولو كنا نسمع أو نعقل ما كُنّا في أصحاب السعير.
ثُمّ يقول لكم الله ورسوله: فسحقاً لأصحاب السعير الذين كذّبوا بآيات ربّهم وتمسّكوا بما يخالف لمُحكم آيات ربّهم ويحسبون أنهم مهتدون.
ويا قوم والله الذي لا إله إلّا هو لئن كذّبتم بحقائق آيات ربّكم أن الله سوف يُحاجِجكم بها فيُعذّبكم في الدُّنيا والآخرة ولن تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا نصيراً.

ويا أُمّة الإسلام، والله الذي لا إله إلّا هو لئن كذّبتم بالبيان الحقّ من ربّكم فإنّ الله سوف يُحاجّكم بالبيان الحقّ للذكر حُجّة الله عليكم وعلى محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وعلى ناصر محمد اليماني فإن كذّبنا بآيات ربّنا فلن نجد لنا من دون الله ولياً ولا نصيراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مستقيم ﴿٤٣﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

ويا معشر علماء الأُمّة فهل ترون ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مُّبين لأنه مُستمسكٌ بالقرآن العظيم والسُّنة النَّبوية الحقّ التي لا تخالف لمُحكم القرآن العظيم ومن ثُمّ ترون ناصر محمد اليماني كذابٌ أشر وليس الإمام المهديّ المُنتظر؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، والآن وأنتم سالمون قبل الوقوف بين يدي الله، وتذكّروا يوم تأتي كُل نفسٍ تُجادل عن نفسها ما هي حُجّتكم على ناصر محمد اليماني حتى أعرضتم عنه حتى تنظروا هل هي حُجّة منطقيّة سوف يقبلها الله؟ أم أن حُجّة ناصر محمد اليماني هي الحقّ من ربكم؟ فتعالوا لننظر ما ينهاكم عنه ناصر محمد اليماني, وتدبّروا هل أمركم بأمرٍ واحدٍ فقط لم يأمركم به الله ولا رسوله؟ إذاً فقد جعل الله لكم على ناصر محمد اليماني سلطاناً مُّبيناً، والحقّ معكم لئن كذّبتم به ولكم الحقّ أن تقولوا:"بل أنت كذابٌ أشر ولستَ المهديّ المنتظَر الحقّ، فكيف تأمرنا بما لم يأمرنا به الله ولا رسوله؟ فنحن نعلم أن الإمام المهديّ لم يجعله الله نبيّاً يوحى إليه بكتابٍ جديدٍ ولا سُنَّة جديدةٍ وإنما يأتي الإمام المهديّ ناصرَ محمد رسول الله النَّبي الأُميّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فلا حُجّة لك علينا ما دمت أمرتنا بما لم يأمرنا الله به ولا رسوله ولن يعذّبنا الله شيئاً ما دمنا كذّبنا بالباطل الذي لم يأمر به الله ولا رسوله، وأمّا إذا أمرتنا بما أمرنا الله به ورسوله ثُمّ أعرضنا عنك فتلك هي حُجّة الله علينا؛ ما جاء به محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ".

ومن ثُمّ يردُّ عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: ذلك بيني وبينكم فإن أمرتكم بما لم يأمركم به الله ولا رسوله فلا طاعة لي عليكم ولا يجوز لكم أن تصدّقونني ولا تنصرونني واستحق ناصر محمد اليماني لعنةَ الله ولعنةَ ملائكته والنَّاس أجمعين، وذلك على من افترى على الله كذباً بغير ما جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كتاب الله والسنة الحقّ من عنده.
فتعالوا لننظر سوياً إلى ما أدعوكم إليه، وهل يأمركم المدعو ناصر محمد اليماني بأمر يخالف ما أمركم به الله ورسوله؟ وما يلي أساس دعوتي للمسلمين والنَّاس أجمعين وهي ما يلي:

1 - أن تعبدوا الله وحده لا شريك له ومن أشرك بالله فقد ظلم نفسه ولن يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً.

2 - أن تؤمنوا بأنّ هذه الدعوة هي التي ابتعث الله بها كافة الأنبياء والمرسلين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

3 - أن لا تُفرّقوا بين رسل الله أجمعين الذين ابتعثهم الله بهذه الدعوة الموحدة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُولَٰئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿١٥٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

وقال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٨١﴾ فَمَن تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٨٢﴾ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

وقال الله تعالى: {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن ربّهم لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿٨٤﴾ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٨٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

وقال تعالى بعد ذكره دعوة خليله إبراهيم إلى التوحيد وذكر من معه من المرسلين: {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ﴿٨٩﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

4 - الدعوة للمسلمين والنّصارى واليهود والمجوس والملحدين والنَّاس أجمعين إلى هذه الكلمة التي جاء بها كافة الأنبياء والمرسلين. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

5 - التصديق أنّ الدين عند الله هو الإسلام الذي يدعو إليه محمدٌ رسول الله والمسيح عيسى وسليمان وكافة الأنبياء والمرسلين من قبله. فانظروا لدين داوود الذي يدعو النَّاس إليه و سليمان لملكة سبأ: {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٣٠﴾ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مسلمين ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [النمل].

وانظروا لدين رسول الله المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام وما يدعو بني إسرائيل إليه:
{ إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٤٥﴾ وَيُكَلِّمُ النَّاس فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٤٦﴾ قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٤٧﴾ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ﴿٤٨﴾ وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن ربّكم أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٤٩﴾ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن ربّكم فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴿٥٠﴾ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَٰذَا صِرَاطٌ مستقيم ﴿٥١﴾ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٥٢﴾ }
صدق الله العظيم [آل عمران]

ولا أعلمُ بدين للنصارى غير الإسلام الذي جاء به رسول الله المسيح عيسى بن مريم صلّى الله عليه وآله وسلّم، والذي جاء به محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - خاتم الأنبياء والمرسلين إلى النَّاس كافة بكتاب الله القرآن العظيم الكتاب الجامع لكافة كُتب الأنبياء والمرسلين. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الحقّ فَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

وبما أنه الكتاب الجامع لكافة كُتب الأنبياء والمرسلين إلى الأمم قال الله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رسل ربّنا بِالْحَقِّ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].

6 - أن لا تُفرّقوا دينكم شيعاً وكُلُّ حزبٍ بما لديهم فرحون فإن فعلتم فقد خالفتم أمر الله ورسوله. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} صدق الله العظيم [الشورى:13].

وتصديقاً لقوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاس عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاس لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٣١﴾ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [الروم]

وتصديقاً لقول الله تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

وكذلك في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿١٥٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

وتصديقاً لقوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

وتصديقاً لقوله تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} صدق الله العظيم [الأنفال:46].

ومن ثُمّ خالفتم يا معشر علماء الأُمّة كافة أوامر الله إليكم المُحكمة في أُمِّ الكتاب القرآن العظيم وأعرضتم عنها أجمعين واتّبعتم حديث الشيطان الرجيم [اختلاف أُمّتي رحمة]، وزعمتم أنه من قاله هو محمدٌ رسول الله! بل حتى الذين أنكروه فكذلك اتّبعوا هذا الحديث الذي جاء من عند الشيطان الرجيم على لسان أوليائه من شياطين الإنس المنافقون الذين يُظهرون الإيمان والاتباع لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - حتى إذا خرجوا من عنده فيُبيّتون أحاديث غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام فصدّوا عن سبيل الله، وكم أدعوكم إليه فأبيتم أن تتّبعوه واتّبعتم أحاديثهم فصدّوكم عن سبيل الله الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴿٣﴾ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

ومن ثُمّ علّمكم الله طريقةَ تصديتهم عن الحقّ من ربّكم أنه ليس بالسيف، فإذاً لو كان بالسيف فلا داعي أن يأتوا ليشهدوا بين يدي محمد رسول الله بإسلامهم لأنهم سوف يقاتلونه فينكشف أمرهم. إذاً ما هي طريقة تصديتهم المقصودة في قول الله تعالى: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم، ولكن لله الحُجّة البالغة فقد علّمكم كيف هي طريقة صدّهم عن الحقّ من ربّكم أنها بالافتراء بأحاديث وروايات لم يقلها عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [النساء].

وتعالوا لأُعلّمكم لماذا أمر الله نبيّه أن يعرض عنهم فلا يطردهم؟ وذلك ليستمر مكرهم ليعلم من يتّبع الحقّ ممن يستمسك بما خالف لكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، وذلك لأنّ الله سوف يُعلّمكم كيف تعلمون الحديث النّبويّ الحقّ الذي جاء من عند الله والحديث الشيطاني الباطل الذي جاء من عند غير الله ليصُدّوكم به عن سبيل الله.

ولذلك أمر الله علماء المسلمين أن لا يختلفوا في الأحاديث النَّبوية وأن لا يعتمدوا على الثقات أو غير الثقات، ولا تطعنوا في صحابة رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كيف ما كانوا هو أعلمُ بمن اتّقى، وأمركم الله أن تأخذوا الأحاديث الواردة بشكل عامٍ عن كافة صحابة محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ومن ثُمّ يتمّ تطبيقها مع ما جاء في مُحكم القرآن العظيم، وبما أنّ السُّنة النَّبوية جاءت من عند الله كما جاء القرآن العظيم وبما أنّ الله علّمكم أنّ القرآن محفوظٌ من التحريف وأنّ أحاديث السُّنة النَّبويّة ليست محفوظةً من التحريف وحتى تعلموا أيّ الحديث النّبوي في السّنة جاء من عند الله وأيّ الحديث في السُّنة النَّبوية مُفترًى من عند غير الله ولذلك أمركم أن تجعلوا مُحكم القرآن هو الحكم من الله في هذه القضية، وعلّمكم أنّ أيّ حديث نبويٍّ جاء من عند غير الله فحتماً بلا شكّ أو ريب سوف تجدون بينه وبين مُحكم القرآن اختلافاً كثيراً، ودائماً الحقّ والباطل يأتي بينهما اختلافاً كثيراً. 

وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القرآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

وهذا هو ما أمركم به الله في مُحكم كتابه القرآن العظيم أن تجعلوا مُحكم القرآن المُحكم هو الحَكَمُ حتى لا تكون لكم حُجّة بـ " أنّ المنافقين افتروا على رسولك بالسُّنة النَّبوية ولم نعلم أيُّهم الحقّ وأيُّهم الباطل فأضلّونا عن سواء السبيل"، وكذلك أمركم رسول الله بذات الأمر الذي أمركم به الله تعالى.

قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه].

قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [اعرضوا حديثي على الكتاب فما وافقه فهو مني وأنا قلته].

قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [وإنها ستفشى عني أحاديث فما أتاكم من حديثي فاقرأوا كتاب الله واعتبروه فما وافق كتاب الله فأنا قلته وما لم يوافق كتاب الله فلم أقله].

قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ستكون عني رواة يروون الحديث فاعرضوه على القرآن فإن وافق القرآن فخذوها وإلا فدعوها].

قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [عليكم بكتاب الله وسترجعون إلى قوم يحبون الحديث عني ومن قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار فمن حفظ شيئاً فليحدث به].

قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [عليكم بكتاب الله فإنكم سترجعون إلى قوم يشتهون الحديث عني فمن عقل شيئاً فليحدث به ومن افترى علي فليتبوأ مقعداً وبيتاً من جهنم].

قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ألا إنها ستكون فتنة قيل ما المخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا تشبع منه العلماء ولا يخلق عن كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجنّ إذ سمعته حتى قالوا‏:‏ ‏{‏إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ‏}‏ من قال به صدق ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم].

قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [يأتي على النَّاس زمان لا تطاق المعيشة فيهم إلا بالمعصية حتى يكذب الرجل ويحلف فإذا كان ذلك الزمان فعليكم بالهرب قيل يا رسول الله وإلى أين المهرب قال إلى الله وإلى كتابه وإلى سنة نبيه‏ الحق].

قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ما بال أقوام يشرفون المترفين ويستخفون بالعابدين ويعملون بالقرآن ما وافق أهواءهم، وما خالف تركوه، فعند ذلك يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض يسعون فيما يدرك بغير سعي من القدر والمقدور والأجل المكتوب والرزق المقسوم، ولا يسعون فيما لا يدرك إلا بالسعي من الجزاء الموفور والسعي المشكور والتجارة التي لا تبور].

قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [من اتبع كتاب الله هداه الله من الضلالة، ووقاه سوء الحساب يوم القيامة، وذلك أن الله يقول‏:‏ ‏{‏ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ }].

قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [يا حذيفة عليك بكتاب الله فتعلمه واتبع ما فيه].

قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [مهما أوتيتم من كتاب الله فالعمل به لا عذر لأحد في تركه، فإن لم يكن في كتاب الله فسنة مني ماضية].

قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ما هذه الكتب التي يبلغني أنكم تكتبونها، أكتاب مع كتاب الله‏؟‏ يوشك أن يغضب الله لكتابه].

قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [يا أيها النَّاس، ما هذا الكتاب الذي تكتبون‏:‏ أكتاب مع كتاب الله‏؟‏ يوشك أن يغضب الله لكتابه قالوا يا رسول الله فكيف بالمؤمنين والمؤمنات يومئذ‏؟‏ قال‏:‏ من أراه الله به خيرا أبقى الله في قلبه لا إله إلا الله].

قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لا تكتبوا عني إلا القرآن، فمن كتب عني غير القرآن فليمحه، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي فليتبوأ مقعده من النار].

قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإني أخاف أن يخبروكم بالصدق فتكذبوهم أو يخبروكم بالكذب فتصدقوهم، عليكم بالقرآن فإن فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وفصل ما بينكم ].

قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا، إما أن تصدقوا بباطل وتكذبوا بحق، وإلا لو كان موسى حيا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني].
صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم

ويا معشر الباحثين عن الحقّ فهل وجدتم اختلافاً شيئاً بين بيان محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وبين بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني للقرآن من ذات القرآن؟ فلا حُجّة لكم على المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني بعد إذ حاججتكم بالبيان الحقّ للقرآن من ذات القرآن ثُمّ بالبيان الحقّ من عند الرحمن على لسان محمدٍ رسول الله في السنة المُهداة فلم تجدوها تختلف مع بيان ناصر محمد اليماني للقرآن، ومن حاجّني الآن بما خالف لمُحكم كتاب الله وبما خالف لمُحكم سنة البيان على لسان محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فاشهدوا عليه بالكفر والإعراض عن الذكر وقد عصى الله ورسوله والمهديّ المنتظَر وما بعد الحقّ إلّا الضلال.

وأُفتي كافة البشر أنّ أشدّ كفراً في الكتاب من بعد كفر اليهود هو كفر المسلمين المؤمنين بالقرآن العظيم والذي يُحاجِجهم به الإمام المهديّ المنتظَر من ربّهم ويجادلهم بآياته المُحكمات البيّنات لعالمهم وجاهلهم ومن ثُمّ يُعرض عنه علماء المسلمين في عصر الإمام المهدي الحقّ من ربّهم أو يسكتون عن الحقّ والاعتراف به بعدما تبيَّن لهم أنه لا يحاجج إلّا بالحقّ ولم يكن على ضلالٍ مُّبين، ثُمّ يُعرضون عن الحقّ أو يسكتون عنه حتى جاء وعد الله بالحقّ فأهلكوا أنفسهم وأُمّتهم أولئك أشرّ علماء من بين خلق الله أجمعين كما أفتاكم في شأنهم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

وكذلك قال محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عن المسلمين اليوم وعُلمائهم:
[يأتي على النَّاس زمان بطونهم آلهتهم ونساؤهم قبلتهم، ودنانيرهم دينهم، وشرفهم متاعهم، لا يبقى من الإيمان إلا اسمه، ومن الإسلام إلا رسمه، ولا من القرآن إلا درسه، مساجدهم معمورة، وقلوبهم خراب من الهدى، علماؤهم أشر خلق الله على وجه الأرض . حينئذ ابتلاهم الله بأربع خصال: جور من السلطان، وقحط من الزمان، وظلم من الولاة والحكام، فتعجب الصحابة وقالوا: يا رسول الله أيعبدون الأصنام ؟ قال: نعم، كل درهم عندهم صنم].
صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم

وقال محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عن أُمّة اليوم وعلمائهم:
[ يأتي على النَّاس زمان وجوههم وجوه الآدميين، وقلوبهم قلوب الشياطين، كأمثال الذئاب الضواري، سفّاكون للدماء، لا يتناهون عن منكر فعلوه، إن تابعتهم ارتابوك، وإن حدثتهم كذّبوك، وإِن تواريت عنهم اغتابوك، السُّنة فيهم بدعة، والبدعة فيهم سُنة، والحليم بينهم غادر، والغادر بينهم حليم، والمؤمن فيما بينهم مستضعف، والفاسق فيما بينهم مشرّف، صبيانهم عارم، ونساؤهم شاطر، وشيخهم لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، الالتجاء إليهم خزي، والاعتزاز بهم ذل، وطلب ما في أيديهم فقر، فعند ذلك يحرمهم الله قطر السماء في أوانه، وينزّله في غير أوانه، يسلط عليهم شرارهم فيسومونهم سوء العذاب ].
صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم

إلّا من رحم ربي من علماء الأُمّة فمنّ الله عليه وأظهره على أمرنا في الإنترنت العالميّة فلم يستكبر وقال: "سوف أتدبّر ما يقوله هذا الرجل وبيني وبينه كتاب الله والسُّنة النَّبوية فإن وجدته على الهُدى اتّبعته واعترفتُ أنه الحقّ سواء يكون الإمام المهديّ الذي ننتظر له أو هاديّاً من الله إلى الصراط المُستقيم، فلا يهمُّني يكون الإمام المهديّ المنتظَر أم لم يكن هو، المهم إني وجدته على الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مُستقيم، فكيف أُعرضُ عن الحقّ بعدما تبيَّن لي أنه الحق؟"، فيقول: "وهل بعد الحقّ إلّا الضلال؟ فأي مهديٍّ نبغي بعد هذا الذي يُفصّلُ كتاب الله تفصيلاً ويُحاجِجنا بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ ويُطهّر السُّنة النَّبوية من البدع تطهيراً ويُحرّم الاجتهاد في الفتوى بغير علمٍ ولا سلطانٍ، ويُحرّم على المسلمين أن يقولوا على الله ما لا يعلمون. أفلا تتقون! فأخبروني أي مهديّ تنتظرونه؟ فهل تريدون أن يقول لكم إني رسول من الله إليكم، أم ناصراً لما بين أيديكم كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ؟ أفلا تعقلون!".

ويا قوم أُفتيكم أنه ليس شرطٌ عليكم أن تتبعوني حتى تعترفوا أني الإمام المهديّ؛ بل اتّبعوا الحقّ وإذا اتَّبعتم الحقّ من ربّكم فذلك اعترافٌ منكم أني الإمام المهديّ إلى الحقّ فهل بعد الحقّ إلّا الضلال؟ 

ويا قوم ليس المنطق أن أظهر لكم عند الركن اليماني وأقول يا معشر المسلمين بايعوني إني الإمام المهديّ الحقّ من ربكم، وما يدريكم أني الإمام المهدي الحقّ من ربّكم ما لم أدعُكم للحوار من قبل الظهور؟ وثمّ ومن بعد التصديق أظهر لكم عند البيت العتيق أليس هذا هو العقل والمنطق؟ أم إنكم لا تعقلون! ويا قوم عليكم باستخدام عقولكم التي ميَّزكم الله بها عن الأنعام وهو التفكير واتخاذ القرار من بعد التفكير. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

وتصديقاً لقول الله تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿١٨٤﴾ أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴿١٨٥﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [النحل].

وتصديقاً لقول الله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُم بالحقّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

ويا قوم إنما ابتعثني الله ناصراً لما جاءكم به محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الحقّ فأبيتم الحقّ من ربّكم وقلتم هذا كذابٌ أشِر وليس المهديّ المُنتظَر! ويا قوم أفلا ترون أنكم لم تكذّبوا ناصر محمد اليماني بل كذّبتم بما يدعُوكم إليه؟ فكيف لا يعذّبكم الله إن استمرَرْتُم بالتكذّيب بالدعوة الحقّ إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ؟ ويا قوم ليست حُجّةً لكم إذ لم تروا ناصر محمد اليماني فليست حُجّةً لكم أن لا تُصدقوني حتى تنظروا إليّ! فليس الهُدى في رؤيتي ولا في صوتي بل الهُدى في كلام الله ومن كذّب به أضلّه الله وعذّبه. وقال الله تعالى: {وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُم بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٤١﴾ وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٢﴾ وَمِنْهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [يونس].

وذلك لأنّ بعضهم ينشغل بالنظرة إلى محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم – دون أن يصغي إلى ما يقول! وليس الهُدى في صورته عليه الصلاة والسلام ومن نظر إليه هداه الله إذاً لآمن الكفار أجمعون؛ بل الهُدى الاستماع إلى كلام الله وفهمه فبأيّ حديثٍ بعد الله وآياته تؤمنون، اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد..

ويا معشر علماء الأُمّة إني أدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله فإن اتّبعت أهواءكم وتركته وراء ظهري فلن تُغنوا عني من الله شيئاً، وكذلك محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لو اتّبع المفترين وترك حُكم الله العربيّ المُّبين وراء ظهره فلن تُغنوا عنه من الله شيئاً. فانظروا للتهديد الذي تلقّاه محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - من ربه وهو خيرٌ منكم وأعلمُ، فما بالكم بعُلمائكم الذين هم من دونه عليه الصلاة والسلام تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [الرعد]؟

فأين تذهبون يا معشر علماء أُمّة الإسلام المُستكبرين أم إن نوُّاب التّبليغ لم يُبلغوكم شيئاً؟ إذاً فهم كاذبون بتصديق الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ولو كانوا صادقين لما وهنوا ولما استكانوا في التبليغ عن الحقّ ليلاً نهاراً على كافة البشر بكُلّ حيلةٍ ووسيلةٍ ولنصروا الحقّ من ربهم، أفلا يعلم السابقون الأنصار من الذين أعثرهم الله على النبأ العظيم بالإنترنت العالميّة أنّ الله علم أنّ منهم باحثون عن الحقّ فأعثرهم على الحقّ ليصطفي الله الصادقين منهم فيجعلهم نوّابَ التبليغ والوزراء المُكرمين وولاتي على العالمين؟ ومن أعرض منهم عن الحقّ فقد أعرض عن نعمة ربه وكرمه ورحمته فيعذّبه الله عذاباً نُكراً، ويوعظ من يشاء منهم برؤية كوكب العذاب ليثبّته به على الحقّ إن كان يُريد الحقّ ليعلم أنّ ناصر محمد اليماني لا يُحذّرهم كذباً وافتراءً على ربّ العالمين، فيُنبههم الله بذلك لكي يلزموا الحقّ فلا يفتنهم الذين يصدّون عن سبيل الحقّ بغير علمٍ ولا هُدًى ولا كتابٍ مُّنير؛ بل بالظنّ الذي لا يُغني عن الحقّ شيئاً. وللأسف لم أرَ من الأنصار السابقين الأخيار الذي صدّقوا ونصروا وبلّغوا بيانات الحقّ من ربّهم إلّا قليلاً! ومن ثُمّ يقوم الإمام المهديّ بالذهاب إلى مواقعٍ أخرى فيُسجّل كعضوٍّ فيها ويُبلّغ بيان الحقّ ولو كان كافة الأنصار يشتغلون ليلاً نهاراً بالتبليغ عن طريق المواقع العالميّة والمُنتديات الإسلاميّة لانتشر الخبر بالدعوة للحوار إلى كافة المسلمين وعلمائهم.

ولربّما يودُّ أحد الأنصار أن يُقاطعني فيقول:" مهلاً مهلاً أيها الإمام ناصر، فأنا لا أملك بما أنصرك به في شراء القناة الفضائيّة (منبر المهديّ المُنتظَر) برغم أني من السابقين المُصدّقين". ومن ثُمّ أردُّ عليه بالحقّ وأقول: وهل يُكلّفُ الله نفساً إلّا وسعها حسب قدرتها فإذا كنت لا تستطيع أن تشارك في شراء منبر المهديّ المنتظَر ولكنك قادر أن تسجّل كعضو في المُنتديات الإسلاميّة ثُمّ تُبلّغ البيان الحقّ في المُنتديات الإسلاميّة وذلك نُصرةً مِنك وأضعفُ الإيمان إن كنت حقاً من الأنصار الصادقين الأخيار من الذين نحسبهم خير البريّة وصفوة البشرية الأنصار الأبرار السابقين الأخيار، ولا ينفع التصديق لوحده: [أنا صدّقت ناصر محمد اليماني أنه الإمام المهدي المُنتظر]؛ بل يتوجّب عليه أن يُصدق إيمانه بالحقّ من ربه بالعمل ونُصرة الحقّ من ربه بكُلّ ما أوتي من قوة وبكُلّ حيلةٍ ووسيلة حسب قُدرته وجُهده ولا يُكلف الله نفساً إلّا وسعها وحسب طاقتها وقُدرتها..

ويا معشر الباحثين عن الحقّ فهل تُريدون الحقّ إن كنتم من أولي الألباب؟ فأفتوني في شأن الإمام المهديّ الذي له تنتظرون، فهل سوف يأتي بكتابٍ جديد ودينٍ جديد ودعوةٍ جديدةٍ وحُجّةٍ جديدةٍ لم يأتِ بها محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ وأعلم جواب أولي الألباب منكم فيقولون: "يا ناصر محمد عليك أن تعلم إنما يبتعث الله الإمام المهديّ ناصرَ محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - النَّبي الأُميّ خاتم الأنبياء والمرسلين فلا كتابٌ جديدٌ من بعده ولذلك يأتي الإمام المهديّ ناصراً لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. أيّ ناصراً لما جاء به محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. أيّ ناصراً لدعوة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم". ومن ثُمّ يردُّ عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: إذاً لماذا تُعرضون عن الإمام المهديّ الحقّ ناصر محمد اليماني إن كنتم صادقين؟ فهل تبيَّن لكم الحكمة من تواطؤ الاسم محمد في اسم الإمام المهديّ ناصر مُحمد؟ وهل تبيّن لكم لماذا جعل الله موضع التواطؤ للاسم محمد في اسمي في اسم أبي (ناصر مُحمد)؟ وذلك لكي يحمل الاسم الخبر لدعوة الإمام المهديّ المُنتظَر. وأما الحكمة من عدم بيان محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في اسم المهدي وفي ذلك حكمة بالغةٌ من الله ورسوله وذلك لأنّ الله يعلمُ أنه سوف يفتري شخصيّة الإمام المهديّ كثيرٌ من النَّاس في كُل جيلٍ من بعد موت محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى جيل الإمام المهديّ الحقّ من ربهم، فإنهم بالمئات وأغلبهم ما كان اسمه (محمد ابن عبد الله) أو (أحمد ابن عبد الله) وكذلك أصحاب أسماءٍ أُخرى، ولكنكم لا ولن تجدوا شخصاً واحداً من المُفترين اسمه ((ناصر محمد)) إلّا الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم والذي يُبيّن لكم كيف تواطأ الاسم محمد في اسم الإمام المهديّ؛ بل ويُبيّن لكم كثيراً من كثيرٍ من الأمور ويُفصّل لكم كتاب الله وسنّة رسوله تفصيلاً ويدعوكم إلى توحدكم من بعد تفرّقكم إلى شيعٍ وأحزاب, وكُلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، فضعُفت شوكتكم وفشلتم وذهبت ريحكم وأظهر الله عليكم عدوّكم ويخشى علماء المسلمين أن يتخطفهم النَّاس في كُلّ بقاع الأرض بحُجّة الإرهاب ولا يصدع بالحقّ إلّا قليلٌ من علماء المسلمين من الذي لا يخشون إلّا الله، ولكنكم سوف تجدونهم يصدعون بالحقّ في شأن الإمام المهديّ الحقّ من ربّهم بعدما تبيَّن لهم أنه الحقّ من ربّهم فأعلنوا اعترافهم للحقّ لأمتِّهم فلا يخافون لومة لائم أولئك المُتّقون من التابعين من علماء الأُمّة من الذين يُحشَرون إلى الرحمن وفداً مُباركاً أولئك هم الصدّيقون للحقّ أقلهم درجةً عند الله كدرجة نبيّ الله يونس أولئك هم الآخرين لمّا يلحقوا بهم مثلهم كمثل التابعين الأولين الصديقين لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وكانوا غُرباء، والغريب لدى النَّاس هو تصديقهم لهذا النبي الأُمي، وكذلك الغُرباء في عصر الإمام المهديّ من علماء الأُمّة الذين تبيّن لهم أنه الحقّ من ربّهم أولئك علماء حقاً بالحقّ أولئك من علماء الأُمّة الصّدّيقين المُصدّقين بالحقّ من ربّهم وعلموا أنّ هذا هو البيان الحقّ للقرآن فهم به موقنون أولئك هم الآخرون لمّا يلحقوا بهم مثلهم كمثل التابعين الأولين الصديقين لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. وأما الذين لم يفقهوه منهم وهم له حافظون وبه مؤمنون ثُمّ ينكرون البيان الحقّ من ربّهم فمثلهم كمثل الحمار يحمل الأسفار في وعاء على ظهره ولكنه لا يفهم ما يحمل على ظهره. تصديقاً لقول الله تعالى: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴿١﴾ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢﴾ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٣﴾ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿٤﴾ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٥﴾ قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاس فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٦﴾ وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿٧﴾ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [الجمعة].

أولئك هم المُقرّبون عند ربّهم ثُلَّةٌ من الأولين وقليلٌ من الآخرين كما ترون، وكذلك في كُلّ زمان يبدأ الحقّ غريباً لدى النَّاس وسبب غربة الحقّ لديهم هو لأن الشياطين قد أخرجوا آباءهم عن الحقّ فهم على أثارهم يهرعون، وتعودوا على ذلك جيلٌ من بعد جيلٍ حتى إذا بعث الله المهديين إلى الحقّ من الأنبياء والرُسل والأئمة الحقّ من ربّهم ليهدوهم إلى سواء السبيل فتكون دعوتهم بادئ الأمر غريبةً جداً على الذين ضلّوا عن الصراط المستقيم، وشيئاً فشيئاً حتى يعود النَّاس إلى الصراط المستقيم، حتى إذا مات مهديهم على الصراط المستقيم ومن ثم يبدأ شياطين الجنّ والإنس بمكرهم وبدعهم ومُبالغتهم في عباد الله الصالحين بغير الحقّ وذلك حتى يدعوهم النَّاس من دون ربّهم ويتوسلوا بهم ليُقرّبوهم إلى الله زُلفاً ليعيدوا النَّاس إلى ما كانوا عليه في ضلالهم القديم إلى ما يشاء الله، ومن ثُمّ يبعث الله من يعيدهم إلى الصراط المستقيم فتكون دعوته غريبةٌ على النَّاس في عصره وسبب غرابة دعوته لدى النَّاس لأنهم قد أخرجتهم الشياطين بافترائهم عن الصراط المستقيم وهكذا إلى دعوة خاتم خُلفاء الله أجمعين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذي يدعو النَّاس إلى الرجوع إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ ، فإذا علماء أُمته - إلّا من رحم ربي منهم - ما كان ردهم علينا إلّا قولهم: "إننا ننصحك أن تذهب إلى مُستشفى الأمراض النفسيّة فإنه يتخبّطك مسّ شيطانٍ رجيمٍ، أو اذهب إلى شيخٍ يقرأ عليك القرآن فإنك يا ناصر محمد اليماني لمجنون والجنون فنون". ومن ثُمّ يردُّ عليهم الإمام المهديّ الحقّ من ربّهم وأقول:" كذلك قيل لكافة الأنبياء والمرسلين المهديين الذين ابتعثهم الله ليهدوا النَّاس إلى الحقّ بعد أن ضلّوا عن الصراط المستقيم. وقال الله تعالى: {كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿٥٢﴾ أَتَوَاصَوْا بِهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

وكذلك الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني الذي يدعو المسلمين والنَّاس أجمعين إلى الرجوع إلى منهاج النبوّة الأولى كما كان عليه محمد رسول الله والذين معه قلباً وقالباً، وما كان ردّ كثيرٍ من الذين أظهرهم الله على شأني إلّا أن قالوا إنّ ناصر محمد اليماني مجنونٌ، فبعضهم ينصحني أن أذهب إلى مُستشفى الأمراض العقليّة وآخرون النفسيّة وآخرون القُرآنيّة وآخرون يقولون بل عنده علم بارع في التنجيم بل هو مُنجّم! ومن ثُمّ أردُّ عليهم وأقول: ألا تخافون الله أن تصفوا بهذا من يدعوكم إلى الرجوع إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ؟ ويدعوكم للحوار والدخول إلى طاولة الحوار العالميّة وأنتم في بيوتكم ثُمّ تفتحوا أجهزتكم فإذا أنتم لدينا في طاولة الحوار فتطّلعوا على بيانات المدعو ناصر محمد اليماني فإن تبيَّن لكم أنه الحقّ فاعترفوا بالحقّ وانصروا الحقّ من ربكم، وإن تبيَّن لكم أنّ ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مُّبين فعلى كافة علماء الأُمّة الإسلامية أن يهبّوا للدفاع عن دينهم ويتنازلوا عن كبرهم من أجل الذود عن دينهم فيدخلوا إلى طاولة الحوار العالمية (موقع الإمام ناصر محمد اليماني) ثُمّ يجادلوا ناصر محمد اليماني بعلمٍ هو أهدى من علمه وأقوم قيلاً. 

ولربّما المفترون يقولون علينا بغير الحقّ:" ولكنه سوف يحذف بيانات علماء الأُمّة ويترك بياناته". ومن ثُمّ أردُّ عليهم وأقول: لقد وعدتكم من قبل ولا أزال عند وعدي أني لا ولن أحذف بيان أحد علماء الأُمّة أبداً مهما كان يُخالفني الرأي، غير أن لي شرطٌ واحدٌ فقط وهو أن لا يهينني وأنصاري بموقعي فإن فعل فقد جعلنا لأعضاء مجلس الإدارة عليه سلطاناً وليس فقط يحظروه بل يجتثوه من الموقع كشجرةٍ خبيثةٍ اجّتُثت من فوق الأرض ما لها من قرار، وذلك هو الخط الأحمر لا ينبغي لا لعالمٍ ولا لجاهلٍ أن يتعداه فيُهيننا في موقعنا ولكن يجادلنا بعلمٍ هو أهدى من علمنا وأقوم سبيلاً حتى يُبيّن أن سبيلنا معوجٌ، وإن لم يستطيعوا فقد علموا أنهم هم على سبيل معوجٍ ووجب عليهم أن يتّبعوا الذي يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

خليفة الله وعبده الإمام المهديّ الذليل على المؤمنين العزيزُ على الكافرين ناصر محمد اليماني.
____________