الأحد، 29 يوليو 2012

سؤال: ما قولكم في هذه الفتوى لأحد العلماء ؟ في أن بخاخ الربو، والتنفس بالأكسجين، وحقن الأنسولين لمرضى السكر، والحبوب التي توضع تحت اللسان لمرضى القلب، لا تؤدي إلى الإفطار، لأنها ليست أكلا أو شربا ولا تدخل شيئا إلى الجوف


- 4 -
الإمام ناصر محمد اليماني
11 - 09 - 1433 هـ
29 - 07 - 2012 مـ
10:33 AM
ــــــــــــــــــــــ


رضي الله عن الذين يسّروا دين الله بعلمٍ بالحقّ من علماء المسلمين ..

 المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alawab
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خاتم الانبياء وال البيت الطيبين الاتقياء
سلام الله على امام الامة خاتم الخلفاء المهدى المنتظر ناصر محمد صلى الله عليه واله وسلم
أفتنا يامفتى الامة فى تلك الفتوى فى الصيام:
 المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alawab  
http://shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=28072012&id=c10ef520-648f-448a-a068-38ca4ea77828
(( الرياض - أكد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، مفتي عام السعودية، أن بخاخ الربو، والتنفس بالأكسجين، وحقن الأنسولين لمرضى السكر، والحبوب التي توضع تحت اللسان لمرضى القلب، لا تؤدي إلى الإفطار، لأنها ليست أكلا أو شربا ولا تدخل شيئا إلى الجوف. ))إذا كانت امرأة تملك ذهباً ولكن هذا الذهب تتحلى به، هل يجب إخراج زكاة منه، أم أن الوجوب على المدخر والمكنوز؟
بسم الله الرحمن الرحيم، ونقول يسَّرَ الله على من يسَّر للمسلمين دينهم بعلمٍ ولم يعسِّره من جميع علماء المسلمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} صدق الله العظيم [الحج:78].

ولكن لو نقول أنّ ذلك ليس من الطعام والشراب لجعلنا للناس علينا حجّة فيأتي آخرون فيقولون: وكذلك الحبوب المُسكِّنة والحُقَن بالعضل ليست من الطعام والشراب، ولذلك أكتفي بقول الله تعالى: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} صدق الله العظيم [البقرة:185].

وأما الأوكسجين، فيا رجل كيف أنّ الرجل صار يتنفس بأوكسجين صناعي، فكيف نقول له واصِل صومَك حتى ولو لم يكن ذلك إفطاراً؟ بل نقول له أفطِر وتناول علاجَك وصُم في يومٍ آخر وأنت معافى قويَ البدنِ. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} صدق الله العظيم [البقرة:185].

أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ

هل هناك إثم أو وزر على مستهلكي القروض الربويّة ؟


-3-
الإمام ناصر محمد اليماني
10 - 09 - 1433 هـ
29 - 07 - 2012 مـ
09:04 صباحاً 
ــــــــــــــــــــ


إنما يدافع الله عن ظلم المضطر الذي أجبرته الحاجة لتحمل الرّبا المضاعف، ويعلن الحرب على أصحاب أرباح الرّباء ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمدٍ رسول الله حبيب قلبي وآله الأطهار والتابعين للحقّ إلى اليوم الآخر، أمّا بعد..
سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته، ويا أخي أحمد السوداني، قال الله تعالى: {وَإِن تُبتُم فَلَكُم رُؤُوسُ أَموَالِكُم} صدق الله العظيم [البقرة:279].

فمن يأمره بالتوبة، فهل هو المحتاج المضطر إلى أخذ المال من الأغنياء مقابل أن يردّه بربح زائدٍ على رأس المال؟ أم أنّ الله يأمر بالتوبة أهلَ رؤوسِ الأموال الذين يُقرضون الناس بالربا؟ فتدبّر ما جاء في محكم الذكر فستجد الخطاب موجّهاً إلى أهل رؤوس الأموال دفاعاً عن المعسر والمحتاج. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:130].

فالذي يأكل الربا المضاعف من أموال الناس بالباطل فذلكم الذين توعدهم الله بالعذاب. وقال الله تعالى: {وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:161].

وأمر الله الأغنياء بعدم أخذ الرّباء الزائد فوق رأس المال من المحتاجين الذين أقرضوهم المال ليقضوا حاجتهم كون أنّ لهم أجراً كبيراً في ذلك كمثل الصدقة عند ربهم، وإن أَبَوْا إلا أخذ الرّباء الزائد فلن يُربي الله قرضهم عنده، ولن يجدوا لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً. وقال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (37) فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (38) وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (39)} صدق الله العظيم [الروم].

وإنما يدافع الله عن ظلم المضطر الذي أجبرته الحاجة لتحمل الرّباء المضاعف، ويعلن الحرب على أصحاب أرباح الرّباء. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَذَرُ‌وا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّ‌بَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٢٧٨﴾ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْ‌بٍ مِّنَ اللَّـهِ وَرَ‌سُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُ‌ءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴿٢٧٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

فمن المخاطب يا أحمد؟ فهل هم الذين يربون في أموال المحتاجين أم يخاطب المحتاجين ويتوعدهم بالحرب؟ ما لكم كيف تحكمون؟ فتدبر القول الصواب مرةً أخرى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَذَرُ‌وا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّ‌بَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٢٧٨﴾ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْ‌بٍ مِّنَ اللَّـهِ وَرَ‌سُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُ‌ءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴿٢٧٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة]. ويتبيّن لك مَنِ المخاطب الذي يخاطبهم الله من خلال قوله تعالى: {فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْ‌بٍ مِّنَ اللَّـهِ وَرَ‌سُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُ‌ءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴿٢٧٩﴾} صدق الله العظيم.

وإنّما الحرب أمراضٌ يصيبهم الله بها استجابة لدعاء رسوله والمظلومين المضطرين إلى تحمل أضعاف الرباء، فيدعي المحتاجون على الأغنياء من أصحاب الربا الذين أكلوا أموالهم بالباطل فيبتليَهم الله بأمراضٍ حتى يمحق الربا الزائد مع رأس المال لمن يشاء الله منهم. وقال الله تعالى: {فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّ‌مْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ كَثِيرً‌ا ﴿١٦٠﴾ وَأَخْذِهِمُ الرِّ‌بَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِ‌ينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٦١﴾} صدق الله العظيم [النساء].

والسؤال الذي يطرح نفسه يا أحمد السوداني: فمن هم الذين أصابهم بأمراض حتى حرّموا على أنفسهم ما لذَّ وطاب؟ همُ الأغنياءٌ ولكن بسبب الأمراض التي ابتلاهم بها لم يتمتعوا بأموالهم. فتدبّر مرةً أخرى. قال الله تعالى: {فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّ‌مْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ كَثِيرً‌ا ﴿١٦٠﴾ وَأَخْذِهِمُ الرِّ‌بَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِ‌ينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٦١﴾} صدق الله العظيم [النساء].

ولم أجد في محكم كتاب الله القرآن العظيم بأنّ الله توعَّد أصحاب الحاجات الذين ألجأتهم الضرورة إلى تحمل الربا الزائد فيدفعونها ظلماً وباطلاً عليهم، ولئن استطعت أن تأتينا بآيةٍ واحدةٍ توعَّد الله فيها المعسر بالانتقام؛ بل تجد العكس يا أحمد؛ بل تجد الله يدافع عن المعسر ويقول للغني المُرْبِي: لا تأخذ من المعسر رباءً زائداً عن الحق. وقال الله تعالى: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:280].

بل ويقول للغني وإن تصدّقت على المعسر فعفوته عن المال الذي لديه قرضٌ له من قبل؛ فإن عفوت عنه فسوف يتحول القرض إلى الله فيربي الصدقات. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:280].

ويا أحمد، لو أنّ المحتاج يجد القرض من غير دفع الرباء الزائد لما ذهب إلى أهل فوائد الربا، ولكنه قد لا يجد من يُقرضه مالاً ليقضي حاجته من غير فوائدٍ، ومن ثم يذهب ليأخذ مالاً فيشترط عليه صاحبُ المال أن يعيده مع الرباء الزائد على رأس المال، ولذلك قال الله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} صدق الله العظيم[البقرة:279].

ولم أجد في كتاب الله أنّ الله ينهى المحتاج أن يأخذ مالاً قرضاً بالربا، وإنما أجد أن الله ينهى الذي أعطى القرض من أخذ الرباء الزائد على رأس ماله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:161].

وأمّا بالنسبة للمحتاج ألا والله لا أجد في محكم كتاب الله أن عليه وزرٌ مثقال ذرةٍ؛ بل على الذي أخذ الرباء الزائد. وَبلْ يلوم الله على الذين يأكلون أموال الناس بالباطل. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:161].

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

ـــــــــــــــــــــــ

السبت، 28 يوليو 2012

ماحكم العمل في البنوك بشكل عام وإيداع الأموال فيها؟


- 2 -
الإمام ناصر محمد اليماني
09 - 09 - 1433 هـ
28 - 07 - 2012 مـ
09:59 صباحاً
ـــــــــــــــــ


مزيدٌ من الفتوى حول العمل في البنوك بشكل عام وإيداع الأموال فيها ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع المسلمين إلى يوم الدين، أمّا بعد..
وأفتي بالحقّ أنه لا حرج على الموظفين في البنوك بشكل عام، والعامل مجرد موظف ويتقاضى أجره ولن يحاسب الله صاحب الراتب من أين اكتسب المال من أعطاه الراتب. ولو أنّ موظفاً أو عاملاً عند أحد يرفض أخذ راتبه حتى يخبره من أعطاه الراتب من أين اكتسبه إذاً لتوقفت عجلة الحياة في كلّ شيء ولما سخَّر الله الناس بعضهم لبعضٍ، فلو أنّ عُمالاً اشتغلوا عند أحد الأغنياء حتى إذا أراد أن يعطيهم أجورهم بالحقّ؛ فهل يحقّ لهم أن يقولوا لصاحب العمل نحن لا نأخذ المال المكتسب من حرامٍ فلا بدّ أن تثبت لنا من أين اكتسبت هذا المال حتى نعلم هل اكتسبته من مال حرامٍ أم من حلالٍ؟ فهل يعقل هذا يا قوم؟ ولكنه لا يخصُّ العاملُ من أين اكتسب المالَ صاحبُ العمل سواءً اكتسبه من حلالٍ أو من حرامٍ فلا دخل للعامل في ذلك، كونه لن يحاسبه الله عليه من أين اكتسبه صاحبُ العمل. إلا أن يحمل سلعةً محرمةً كمثل أن يقول له أحد تجار المخدرات: أريدك أن تحمل كيلو مخدرات أو حشيش أو هروين أو أيٍ من المخدرات التي تُغَيِّبُ العقل عن رؤياه، فيقول للعامل: "حمّلها إلى المكان الفلاني وسوف أعطيك أجراً وفيراً كذا وكذا". فهنا لا يجوز للعامل أن يحمل كيلو المخدرات أو الحشيش أو الهروين أو أيٍ من المحرمات التي تُغَيِّبُ العقل عن تصرفه، فلا يجوز للعامل أن يفعل ذلك كونه شارك في توزيع ما حرّمه الله، وشارك في ضرر المجتمع وجلب لهم المصائب.

ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد السائلين فيقول: "يا ناصر محمد، إنني أشتغل في مطعم مأكولات عربيّة وأجنبيّة ولكن من ضمن ما يباع في المطعم شراب الخمور، فهل ليس علي وزرٌ أن أقوم بحمله للزبون؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: لك الحقّ أن تقول لصاحب المطعم: أنا سوف أحمل للزبائن كلّ ما يطلب الزبون من مأكولات ومشروبات إلا الخمر أو لحم الخنزير، فكلِّفْ بذلك غيري واعفني عن ذلك احتراما لعقيدتي، فأنا مسلم لا أحمل ما حرّم الله لأعطيه لأحدٍ. وإن أبى صاحبُ المطعم أو البوفيه إلا أن تحمل للزبون الخمر ولحم الخنزير فاتركه هو وعمله وسوف يعوّضك الله بعمل خير من ذلك العمل وأحسن أجراً، ومن يتقي الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب.

وأمّا الذين يُودِعون أموالهم في البنوك مقابل ربحٍ معلومٍ فهذا حلال طيب كونه يدخل في ضمن اتفاق التجارة فيما بينكم، كون صاحب البنك الذي أخذ منك المال ليس قرضٌ منك لصاحب البنك الغني إلى ميسرة؛ بل أخذه منك صاحبُ البنك ليتاجر به، ولصاحب البنك نصيبٌ من الربح أكثر من نصيب صاحب المال، فَبَدَل أن يضع أحدكم ماله في بيته إذا كَثُرَ فالأفضل له أن يضعه في البنوك الاستثماريّة وحتى ولو كان بربحٍ زهيدٍ جداً، فذلك أفضل مما قد يتعرض ماله لسرقة وأحسن أمناً على نفسه وعلى مالِه، فقد يعلم بماله أحدُ المفسدين في الأرض والسارقين فيقتحم عليه داره ليلاً فيقوم بقتله من أجل أخذ ماله من الخزنة. ما لكم كيف تحكمون يا من يحرّمون إيداع الأموال على المسلمين في البنوك؟ أولئك يقولون على الله ما لا يعلمون.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ

الجمعة، 27 يوليو 2012

بالنسبه للحوامل في الاشهر الاولى ماهو حكم عدم الصوم لكونها خائفه على الجنين لكونه صغير جدآ وقد يؤثر صيامها عليه ؟


- 3 -
الإمام ناصرمحمد اليماني
09 - 09 - 1433 هـ
27 - 7 - 2012 مـ
10:21 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ


مزيدٌ من فتوى الصيام للحامل والمرضع ..

 المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اروى 
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد والصلاة والسلام على امام الامه ومهديها المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني وعلى جميع الانصار السابقين الاخيار

سؤال الى امامنا الغالي بخصوص الصوم للحوامل
امامي بالنسبه للحوامل في الاشهر الاولى ماهو حكم عدم الصوم لكونها خائفه على الجنين لكونه صغير جدآ وقد يؤثر صيامها عليه وذلك لامتناعها عن الطعام الذي هو اساس نموه فليس هناك حديث نبوي صريح بذلك فهل ان حكم افطارها كالمريض عدة من ايام اخر كما قال الله تعالى في كتابه الكريم ام حكمه بدفع فديه عن كل يوم افطار ؟
ارجوا الرد من حضرتكم
وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلام على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين، أما بعد..
ويا أختي السائلة، إنّ الجنين لا يتعرّض لأذى الصيام حتى تتعرض أمُّه لأذى الظمأ والجوع الشديد، فإذا شعرت الحامل بعطشٍ شديدٍ أو جوعٍ شديدٍ فهنا لا يحقّ لها مواصلة الصّيام بل تُفطر ذلك اليوم حتى لا تعرِّض طفلَها للأذى أو الموت، وإذا كانت الحامل تريد مواصلة الصيام في رمضان فعليها أن لا تتعرّض للشمس والسهر والأعمال المُتعبة بل تُكثر من النوم إلى ميقات الصلوات وذلك حتى تريح نفسَها وتريح جنينها، كونها لو عرّضت نفسها للعطش الشديد أو الجوع وأرادت أن تصبر فلا يحلّ لها أن تؤذي جنينها فعليها أن تُفطر وتقضي يومها في يومٍ آخر في غير أيّام الحملِ، وكذلك المُرضعات يحقّ لهنّ الإفطار وقضاء الصوم في أيامٍ أُخر. وقُضيت فتوى المهديّ المنتظَر بالحقّ، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.

وأما فدية الصيام فلم أجدها في كتاب الله إلا على الذين لا يطيقونه بشكل مستمرٍ، وإلى الله ترجع الأمور.

أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــ

هل أخذ قرض من البنك حلال أم حرام؟ وهل هذا يعتبر ربا ؟


- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
08 - 09 - 1433 هـ
27 - 07 - 2012 مـ
09:56 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ


فتوى القرض من البنوك الإسلاميّة التجاريّة والبنوك الربويّة، والفرق بينهما كالفرق بين الحقّ والباطل ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع المسلمين إلى يوم الدين، سلامُ الله عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين، أمّا بعد..

فكم وردت إلينا رسائل خاصّة وعامة عن طلب الفتوى في أخذ القرضِ من البنوك، ومن ثم نفتي بالحقّ، حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ:
إن المستهلكين ليس عليهم وزرٌ شيئاً، وما ينبغي لله سبحانه أن يزيد العبد ظلماً إلى ظلمه، سبحانه! ولا يظلم ربك أحداً. وإنما الإثم على الذين يربون في أموال الناس ثم لم يتوبوا. وقال الله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّ‌بَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّ‌بَا وَأَحَلَّ اللَّـهُ الْبَيْعَ وَحَرَّ‌مَ الرِّ‌بَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّ‌بِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُ‌هُ إِلَى اللَّـهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ‌ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٧٥﴾ يَمْحَقُ اللَّـهُ الرِّ‌بَا وَيُرْ‌بِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ‌ أَثِيمٍ ﴿٢٧٦﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُ‌هُمْ عِندَ رَ‌بِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٢٧٧﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَذَرُ‌وا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّ‌بَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٢٧٨﴾ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْ‌بٍ مِّنَ اللَّـهِ وَرَ‌سُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُ‌ءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴿٢٧٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل المخاطبين هنا هم المستفيدون أم المستهلكون؟ والجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَذَرُ‌وا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّ‌بَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٢٧٨﴾ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْ‌بٍ مِّنَ اللَّـهِ وَرَ‌سُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُ‌ءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴿٢٧٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

ويتبيّن لكم أنّ الخطاب موجَّه لمن كان لهم دين الربا ولم يخاطب الذين عليهم الدين بالربا، بل يخاطب الذين لهم دين الربا. وتعلمون علم اليقين أنه يخاطب الذين يربون في أموال الناس من خلال قول الله تعالى: {وَإِن تُبتُم فَلَكُم رُؤُوسُ أَموَالِكُم لاَ تَظلِمُونَ وَلاَ تُظلَمُونَ} صدق الله العظيم. ومن ثم تعلمون علم اليقين أنّ الخطاب موجه للذين يربون في أموال الناس ونهاهم الله عن ذلك، وقال لهم بأنّ لهم رؤوس أموالهم فقط فلا يظلموا بطلب زيادة الربا ولا يظلمه المستهلك فيردّ إليه حقاً منقوصاً، بل يردّ إليه رأس ماله الذي اقترضه منه.

وتبين لكم بالحقّ أنّ الخطاب من الربّ في محكم الكتاب موجَّه لأصحاب الربا الذين يربون في أموال الناس ونهاهم الله عن طلب الزيادة، وإن أبَوا إلا أخذ الزيادة فتوعدهم الله بحربه حتى يمحق أموال الربا من بين أيديهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَذَرُ‌وا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّ‌بَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٢٧٨﴾فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْ‌بٍ مِّنَ اللَّـهِ وَرَ‌سُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُ‌ءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴿٢٧٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

وأمّا الذي عليه الدَّين فظلمَه الغنيُّ وأراد منه زيادةً على المال الذي أعطاه؛ فهل يعقل أن يزيده الله ظلماً إلى ظلمه فيحاسبه على الزيادة وهي ليست له بل فرضها عليه صاحب الربا؟ ما لكم كيف تحكمون؟

وأشهد لله شهادة الحقّ اليقين أتحمّلُ مسؤولية فتواها بين يدي الله بأنّ وزر الربا ليس على المحتاجين أصحاب القرضِ من الوزر شيئاً؛ بل على أصحاب ربا الزيادة؛ بل يدافع الله عن المظلوم ويطلب أن تُنْظروه إلى ميسرةٍ من غير زيادة، وأمر الله الذين لهم المال بالتوبة عن الزيادة وإن لم يتوبوا واستمروا بأكل أموال الناس بالباطل فتوعدهم الله بحرب من عنده حتى يمحق أموالهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَذَرُ‌وا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّ‌بَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٢٧٨﴾ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْ‌بٍ مِّنَ اللَّـهِ وَرَ‌سُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُ‌ءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴿٢٧٩﴾ وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَ‌ةٍ فَنَظِرَ‌ةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَ‌ةٍ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ‌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٢٨٠﴾ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْ‌جَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٢٨١﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

فانظروا لقول الله تعالى: {وَإِن تُبتُم فَلَكُم رُؤُوسُ أَموَالِكُم} صدق الله العظيم، وتبيّن لكم أنّ الخطاب والتهديد والوعيد بحرب الله هو للذين لهم الحقّ فأمرهم الله أن يكتفوا بردّ رؤوس أموالهم فلا يظلمون من عليه الحقّ بطلب زيادة على ما عنده من الحقّ فذلك ظلمٌ، فكيف يزيد الله المظلوم ظلماً؟ بل ينصف الله له من ظالمه. وقال الله تعالى: {يَمحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُربِي الصَّدَقَاتِ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} صدق الله العظيم [البقرة:276].

وأمّا الذين طُلب منهم أضعاف ما عندهم من القرضِ فقد تمّ ظلمهم، وأصحاب الظلم هم أصحاب أضعاف الربا الباطل. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّ‌بَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿١٣٠﴾ وَاتَّقُوا النَّارَ‌ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِ‌ينَ ﴿١٣١﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

لكون الربا هو أكل أموال الناس بالباطل وهو محرَّم عليهم أن يربوا في أموال الناس بل لهم رؤوس أموالهم. وقال الله تعالى: {فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّ‌مْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ كَثِيرً‌ا ﴿١٦٠﴾ وَأَخْذِهِمُ الرِّ‌بَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِ‌ينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٦١﴾} صدق الله العظيم [النساء].

وكان لهم أجر عند الله لو أنهم اقتنعوا برؤوس أموالهم. وقال الله تعالى: {وَمَا آتَيتُم مِن رِبًا لِيَربُوَ في أَموَالِ النَّاسِ فَلا يَربُو عِندَ اللهِ وَمَا آتَيتُم مِن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجهَ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُضعِفُونَ} صدق الله العظيم [الروم:39]. أفلا تتفكرون؟

وعليه نفتي بالحـــقّ:
إنه لا إثم ولا وزر شيئاً على مستهلكي القروض من البنوك الربويّة لقضاء حوائجهم؛ بل الإثم على أصحاب البنوك الربويّة الذين يربون في أموال الناس.

ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد أصحاب البنوك الربويّة فيقول: "يا ناصر محمد، ولكن ما هي مصلحتنا من أن نعطي الناس أموالنا بغير فوائد وتأمرنا أن لا نأخذ منهم إلا رأس المال الذي أعطيناهم؟" ومن ثمّ يردّ على أصحاب البنوك الربويّة المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول إليك الجواب في محكم كتاب الله القرآن العظيم. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} صدق الله العظيم [النساء:29].

وهنا يقصد الله التجارة بالدّين تكون على اتفاق وتراضٍ بين الطرفين، فيكون شيء يباع ويشترى بين الطرفين ذو ربح محدودٍ إلى أجل معدود أو بالتقسيط المريح، فهنا حلالٌ عليكم الزيادة يا أصحاب البنوك التجاريّة.

اللهم قد بيّنت الفتوى بالحقّ اللهم فاشهد، ومن كان له أي اعتراض من علماء الأمّة على بياني هذا الذي تمّ تنزيل الفتوى بالحقّ:
[ إن الذين عليهم القروض من البنوك الربويّة إنه ليس عليهم إثم شيئاً لكونهم محتاجين إلى ذلك ليقضوا حاجاتهم سواء يريدون الزواج لأنفسهم أو لأولادهم، أو الإنفاق في سبيل الله، أو أي شيء آخر، ومن ثم آتيناكم بالبرهان المبين أنّ إثم الربا هو حصرياً على الذين يربون في أموال الناس بغير الحقّ، والحكم لله وهو خير الفاصلين ].

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــ

الخميس، 26 يوليو 2012

سأل سائل فقال : أيُّ مهديٍّ منتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور؟ بل المهديّ المنتظَر يظهر في المسجد الحرام فيبايعه الناس


الإمام ناصرمحمد اليماني
7 - 9 - 1433 هـ
26 - 7 - 2012 مـ
11:06 صباحاً
ــــــــــــــــــــ


بيان الإمام المهديّ إلى المعرضين عن دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم، وفتوى خاصة بشأن خدمة بيان نون على هاتف الجوال ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمدٍ رسول الله وآله الأطهار، وجميع أنصار الله في كل زمانٍ ومكانٍ في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، أما بعد..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
ونحيطكم علماً إننا أَذِنّا لحبيب قلبي أحمد الوصابي بخدمة الجوال للبلاغ عن أي بيانٍ جديدٍ في طاولة الحوار العالميّة؛ مدرسة الإمام المهديّ الكبرى لكل البشر وطالبي الحوار والباحثين عن الحقّ جعلناها سواءً للمسلم والكافر للحوار أو لتعلّم العلم بالحقّ، وما نريد قوله في مقدمة هذا البيان هو التراجع عن الاستمرار في خدمة الجوال لأسباب عديدة كما يلي:

1- ليس من مصلحة الأنصار عدم زيارة منتديات البشرى الإسلاميّة إلا في حالة البلاغ ببيانٍ جديدٍ للإمام المهديّ كونها قد تمرّ أسابيع لا يكتب فيها الإمامُ المهديّ بياناً جديداً، وكذلك كثير من الأنصار قد يهجر موقع النور طيلة أسابيع بحجّة أنه لم يأتِه بلاغٌ في الجوال عن تنزيل بيانٍ جديدٍ أو ردٌ من الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.

والسؤال الذي يطرح نفسه؛ فماذا يحدث لمن يهجر بيانات النور لفترةٍ طويلةٍ؟ والجواب: فسوف يضعف نوره شيئاً فشيئاً، ومن ثم يشعر أنه لم يعُد اليقين كما كان من قبل ولا يعلم عن السبب. وسوف نفتيكم عن السبب، وذلك بسبب توقف الشحن النورانيّ للقلب فإن الذكرى تنفعُ المؤمنينَ، وحتى ولو كانوا مؤمنين من قبل فإن الذكرى تقوّي نورهم، وهجر البيان الحقّ للذكر يضعف نور القلب. وأضرب لكم على ذلك مثلاً وهي بطاريات هواتفكم فأنتم تقومون بشحنها بالكهرباء نصف ساعة في كل 24 ساعة وإن لم تفعلوا فسوف تضعف البطارية شيئاً فشيئاً حتى ينطفئ الهاتف، وكذلك قلوبكم تحتاج إلى شحنٍ مستمرٍ في قراءة البيان الحقّ للذكر ولو لم يكن هناك جديدٌ.

وربما يودّ أن يقاطعني أحد أحبتي الأنصار فيقول: "يا إمامي، ولكنَّني الحمد لله قرأت كافة بياناتِك للقرآن العظيم وهضمتُها جميعاً ولا أرى بالضرورةِ قراءتَها من جديد". ومن ثمّ يردّ على الأنصاري المهديّ المنتظَر وأقول: هيهات هيهات.. وتالله لو لم تستمر في تدبر البيانات الحقّ للذكر فإنه سوف يضعف نور قلبك شيئاً فشيئاً حتى ينطفئ النور.
ويا حبيبي في الله لو كانت نظريتُك حقاً إذا لما أمرنا الله أن نقرأَ القرآنَ غيرَ مرةٍ واحدةٍ، ولكنَّ اللهَ أمرَنا بقراءةِ القرآن وتدبُّره طيلةَ الحياةِ ما استطعنا، ولولا أنّ الله قدّرَ ظُروفَنا لأَمَرَنا بقراءةِ القرآنِ كاملاً في كلِّ ليلةٍ ولكنّ الله خفَّفَ عنّا بِرَحْمَتِه كونَ ذلِكَ سَوْفَ يَكونُ شاقّاً عَليَنَا لِكُثْرَةِ القرآن فلنْ نَسْتَطِعْ أن نُحصي قِراءَةَ القرآنِ كُلِّهِ في لَيْلَةٍ واحدةٍ، ومِنْ ثُمَّ خَفّفَ عَنّا بِرحَمَتِهِ فَنَقْرأُ ما تيسّرَ مِنَ القُرْآنِ. وقال الله تعالى: {وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)} صدق الله العظيم [المزمل].

فما هي الحكمة من تكرار قراءة القرآن بتدبرٍ واستحضار القلب؟ وذلك لكي تشحنوا قلوبكم بنور القرآن العظيم، وكذلك البيان الحقّ للقرآن العظيم فمَنْ طوَّل في هجره فسوف يضْعًفُ نورَهُ ويَخُفُّ يَقينهِ شيئاً فشيئاً حتى يَنْطَفِئ فينقلبُ على عَقِبَيْهِ، فالحذرُ الحذرُ ما اسْتطَعتُم فكلُّما وجدتم أنَّ لديكُم وقتَ فراغٍ فاهْرَعوا لموقع البشرى لِتَشحَنوا قُلوبَكم بنورِ البيان الحقّ للقرآنِ العظيمِ، فإن لم تَجِدوا بَياناً جَديداً للإمامِ المهديّ فاقرأوا ما تيَسّر من البياناتِ القديمةِ وسوف تجدون أنها تزيدكم نوراً فتخشع من كثيرٍ منها القلوبُ وتدمعُ الأعينُ ممّا عرَفتم من الحقّ.

2- إن وجودَكم وزيارتكم لموقع البشرى فيه فائدة كبرى للإمام المهديّ ولكم ولدعوة المهديّ العالميّة كونكم تعينون إمامكم على الردود على السائلين باقتباسكم الجواب للسائل فتأتون له باقتباس الجواب من بيان الإمام المهديّ مما يُوفِّرُ على الإمام المهديّ الوقت ويتسنى له الوقت أن يكتب لكم وللباحثين بياناً جديداً فيه مزيد من علم الكتاب، وكذلك يستفيد نواب الردود أثناء البحث في الموقع في بيانات الإمام المهديّ ليقتبسوا الإجابات للسائلين، فالنواب يستفيدون فائدة كبرى بالإلمام وبمزيد من الفهم وبسطة العلم على كافة الأنصار كمثل حبيب قلبي أبو محمد الكعبي ومن على شاكلته من الأنصار.
وتالله إني أستعجب منهم كيف استطاعوا ان يأتوا بالاقتباس بالرد على السائلين من بياناتٍ بعض منها لها سبع سنوات وست سنوات! فقلت: يا سبحان الله العليم الحكيم فكيف استطاع هؤلاء الأنصار أن يجدوا الردّ من بين آلاف البيانات! إنّ هذا لشيءٌ عُجابْ.

وتالله لولا إنّ ربي يُعلِّمني بالرَدِّ لما استطعتُ أن أجِدَ كثيراً من الردود لآتي للسائلين بها من بيانات منذ سنوات كتبتُها، ولكنّ العثورَ عليها أراهُ صَعباً جِداً بسببِ تشابُهِ البياناتِ وتِكرارَ بعضٍ منها بسبب الترابط بين آيات القرآن العظيم.
ولربما يوَدُّ حبيب قلبي أبو محمد الكعبي أن يقول: "يا إمامي فالأمر بسيطٌ، فسوف أُعلِّمُكَ كيفية الطريقة التي أُحضِرُ بها البيان المطلوب". ومن ثم أقول: يا حبيب قلبي وقلوب الأنصار، لا حاجة لي بذلك فما كتبته مخزون في ذاكرتي بفضلٍ من ربي، وإنما يكلِّفُني كتابتَه كرَدٍّ جديدٍ ليَزيدني ربي عِلْماً وحكماً، ورضي الله عنكم وأرضاكم وشكر الله سعيكم وجهودكم في نشر الدعوة والتبليغ. فمجموعة يردون في موقع البشرى وآخرين يقومون بنشر الدعوة والتبليغ بالبيان الحقّ للذكر بكافة مواقع البشر بمختلف لغات العالم ما استطعتم.

ويا أحبتي في الله أرجو أن تتحمل طائفة منكم مسؤولية التبليغ للعجم ولا تحصروا التبليغ على العرب والمسلمين فإن العجمَ هم أقربُ للتصديق والإيمان بالبيان الحقّ للقرآن العظيم لو فقهوه، وأما علماء المسلمين فإني أرى كثيراً منهم أشد كفراً بدعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وآخرين ممن أظهرهم الله على بيانات الهدى لم يكذِّبوها، ولكنهم لم يكونوا موقنين ولا يزالون مذبذبين فلا هم مع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ولا هم ضدي! وأما أشد علماء الأمّة كفراً بدعوة الإمام ناصر محمد اليماني فهم الذين لم يطّلعوا على بيانات الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وإنما سمعوا بشخصٍ يقال إنه في الأنترنت العالميّة يقول إنه الإمام المهديّ واسمه ناصر محمد حتى إذا سمعوا بذكر اسمه استشاطوا غضباً على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ويقولون: "بل هذا رجل كذاب"، ولئن سألهم السائلون عن سبب الحكم عليه أنه كذّاب ولم يقرأوا بياناته بعد، ومن ثم يردون عليه من لم يجعلهم الله من أولي الألباب فيقولون: "كفى باسمه ناصر محمد برهاناً على أنه على باطل كذاب كون اسم الإمام المهديّ هومحمد بن عبد الله"، وآخرون يقولون: "بل اسمه محمد بن الحسن العسكري"، وآخرون: "بل اسمه أحمد الحسن اليماني"، وآخرون: "بل اسمه اللحيدي"، وآخرون: "بل اسمه ميرزا غلام". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ المنتظَر الحق من ربهم خليفته عليهم (ناصر محمد) وأقول: وتالله لو كنتم في عهد محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لكنتم من أشدّ الناس كفرا بمحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ولم أظلمكم شيئاً بهذه الفتوى، وتعالوا لأعلمكم يا معشر علماء الأمّة الذين يحكمون على الداعيّة من قبل أن يستمعوا إلى قوله ومنطق علمه عن سبب كفركم بالحقّ من ربكم لو كنتم في عصر بعث جدي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فبما إن لديكم من علوم أهل الكتاب فمجرد ما تسمعوا إنه يوجد رجل بعثه الله نبياً جديداً من بعد عيسى ابن مريم عليهم الصلاة والسلام ويقول إنه يوحى إليه بكتابٍ جديدٍ اسمه القرآن العظيم فأوّل قولكم لمن يخبركم فسوف تقولون وما اسمه فسوف يخبركم المحدث ويقول اسمه (محمد بن عبد الله)، ومن ثم تستشيطون غضباً فتقولون: "بل هذا النبي كذابٌ أشِر وليس النبي الذي وعد الله به على لسان عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام". ومن ثم يقول لكم المحدثين: "ولكن ما هو برهانكم على إنه كذابٌ أشِر وليس نبيّاً جديداً وأنتم لم تتدبروا القرآن الذي جاء به وتتبينوا من سلطان علمه؟". ومن ثم يكون جوابُكم: "لا داعي لذلك فيكفي برهانٌ على أنَّه كذابٌ أشِر قول الله تعالى في كتاب الإنجيل: {وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} صدق الله العظيم [الصف:6]، وهذا اسمه محمد فأين أحمد من محمد فلا تتَّبعوا هذا الرّجُلِ فإنه كذابٌ". ومن ثم تصُدون عن محمّدٍ رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم أعظم من صدِّ الكافرين من أهل الكتاب عن الحقّ من ربِّهم. والسؤال الذي يطرح نفسه، فما هو سبب فتنتِكم حتى كفرتُم بالحقِّ من ربِّكم من قبل أن تستمعوا إلى سلطان العلم؟ والجواب إنَّ سبب فتنتِكم هو في الاسم، في قول الله تعالى: {وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} صدق الله العظيم [الصف:6].

كونُكم لا تعلمون أن للأنبياء من اسمين اثنين في كتاب علمه تعالى كمثل نبيّ الله إسرائيل فهو ذاته نبيّ الله يعقوب، ولله حكمةٌ بالغة ٌفي ذلك لكي تعلموا أنّ الله جعل الحجّة في العلم ولم يجعلها في الاسم نظرا لتشابُه الأسماء بين البشر، وتالله إنَّ بعضاً منهم يتشابه اسمه مع شخص آخر إلى الاسم الرابع فتجد أنّ اسمه فلان بن فلان بن فلان بن فلان، على سبيل المثال (عبدالله علي عبد الله صالح) ولكني أعلم أنَّ هذا الشخص في قريتِنا وليس من أبناء الرئيس علي عبد الله صالح.

ويا قوم، لم يجعلِ اللهُ الحجّة في الاسم؛ بل في سلطان العلم برغم إن اسم النبي المبعوث من بعد عيسى عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى على لسان عيسى ابن مريم: {اسْمُهُ أَحْمَدُ} صدق الله العظيم، ولكن محمد رسول الله معروفٌ أنّ اسمه محمد منذ أن كان في المهد صبياً، ولم يجعل الله ذلك حجّة على جدي محمدٍ رسول الله لأهل الكتاب؛ بل أقام عليهم الحجّة بسلطان العلم، وكذلك هم يعلمون إن الحجّة ليست في الاسم؛ بل هي في العلم كونَ للأنبياءِ اثنين من الاسماء في كتاب علام الغيوب، وأما أنتم فلم يقُلِ الله و رسوله إن اسم الإمام المهديّ هو (محمد بن الحسن العسكري)، ولم يقل الله لرسوله إن اسم الإمام المهديّ محمد بن عبد الله؛ بل هي أسماء سمّيتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان، ولم يذكر لكم محمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أيَّاً من أسماء الإمام المهديّ غير اسم الصفة فقط (المهديّ المنتظَر)، ولكن الضالون من أسلافكم من قبلكم من الأمم القريبة من أجيالكم اصطفوا الإمام المهدي، وسميتم الإمام المهديّ وأبيه وجده من عند أنفسكم وأنتم اتبعتم آباءَكم اتباع الأعمى لمن يقوده في الطريق دونما أن تبصروا أو تتفكروا فيما وجدتم عليه آباءَكم، وكذلك اتبعتم كلَّ مفتَرٍ على الله ورسولِه واعتصمتم به، وقد فضحكم الإمام المهديّ الحقّ من ربكم، فإن معشر علماء هذه الأمّة لم يعودوا على كتاب الله القرآن العظيم ولا سنة نبيه الحقّ؛ بل معتصمون بكثيرٍ من أحاديث وروايات الشيطان الرجيم ويحسبون أنهم مهتدون وهم ليسوا على شيء، كونهم لم يُقيموا ما أنزل الله في القرآن العظيم إلا قليلاً مما وجدوه يتشابه مع ما لديهم من الأحاديث والروايات، ولكن حين يجدون آية محكمة بيِّنة جاءت مخالفَة لمعتقدِهم في الروايات والأحاديث فسرعان ما ينبذون كتابَ الله وراء ظهورِهم ويقولون لا يعلم تأويلَه إلا الله افتراءً على الله، ولم يقل الله تعالى إنه لا يعلم تأويلَ القرآن إلا الله بل المتشابه فقط.

وعلى كل حالٍ فكم استفزَزْت علماءَ المسلمين للحضور للحوار في طاولة الحوار العالميّة للمهديّ المنتظَر من قبل الظهور لنخرجهم من كهف الظلمات في قعر بحر لُجِّيٍ إلى النور فأبَوا الحضور، وقالوا: "وأيُّ مهديٍّ منتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور؟ بل المهديّ المنتظَر يظهر في المسجد الحرام فيبايعه الناس". ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: ولكنه قد ظهر لكم في المسجد الحرام مهديٌّ منتظَر زايد مهدي منتظَر، وبين الحين والآخر يظهر لكم مهديّ منتظَر جديد في المسجد الحرام فيقول لكم إنه المهديّ المنتظَر ويطلب البيعة ولم تصدقوهم وهل تدرون لماذا لم تصدِّقوهم؟ كونَهم لم يقيموا عليكم الحجّة بسلطان العلم بل هم مثلُكم تشابهت قلوبُهم مع قلوبِكم فقد زعموا ما زعمتم أنّ المهديّ المنتظَر يظهر في المسجد الحرام للبيعة مباشرة وعلى الناس أن يصدقوه وما يُدري الناس في المسجد الحرام إن هذا هو المهديّ المنتظَر ما لم يكن الحوار من قبل الظهور ومن بعد التصديق يظهر المهديّ المنتظَر عند البيت العتيق.

ولربّما يود أن يقاطعني أحد علماء الشيعة الاثني عشر فيقول: "يا ناصر محمد نحن علماء الشيعة من سوف يُفتي الناس بالحقّ كيف يعلمون المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم إذا ظهر في البيت العتيق، وذلك لأنّ الله سوف يرسِل معه الملائكةَ مقترنين فيُنادي جبريل من فوق رأسه فيقول هذا خليفة الله الإمام المهديّ فبايِعوه". ومن ثمّ يردّ المهديّ المنتظَر على الشيعة الاثني عشر وأقول: ما أشبه قلوبكم بقلوب الكفار الذين قالوا: {فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ (56)} صدق الله العظيم [الزخرف].

أم إنكم لا تعلمون بالبيان الحقّ لقول الله تعالى: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54)} صدق الله العظيم؟ ويقصد أن فِرعَونَ استخفَّ بعقول قومه الذين لا يتفكرون فأَقنعهم أنَّ موسى كذاب ولو كان مرسلاً من ربه لألقى عليه أسورة من ذهبٍ فأغناه أو أرسل معه ملائكة مقترنين به ليعرِّفوه للناس إنّه رسولٌ من ربّ العالمين، ومن ثم اقتنع قومُه أنه مجردُ ساحرٌ كذابٌ فأطاعوا فِرعَوْنَ فجعلهم الله مثلاً للذين لا يعقلون، وكذلك الشيعة يعتقدون أن المهديّ المنتظَر يظهر في المسجد الحرام وأن الله يرسل مع الإمام المهديّ جبريل عن يمينه وإسرافيل عن يساره فيقولون للناس هذا خليفة الله المهديّ فبايعوه ثم يبايعه الناس، وإنه لكاذب من يعتقد بذلك من الشيعة الاثني عشر.

وأما علماء أهل السّنة وما أدراك ما علماء أهل السّنة فيقولون: "بل نحن الذين نعرف الناس به فنقول للناس إن هذا هو الإمام المهديّ فبايعوه". ومن ثم يقول الإمام المهديّ فهل تعلمون الغيب يا أَشَرَّ الدواب؟ ولربّما يود أن يقاطعُني أحدُ علماءِ الشيعة أو السُنّة فيقول: "احترم نفسك يا ناصر محمد من التطاول على علماء الشيعة والسنة" ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ الحق من ربهم وأقول: لست من وصفتكم؛ بل الله في قوله تعالى: {إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلْبُكْمُ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:22].

ولربما يود أن يقاطعني أحد علماء السنة والشيعة فيقول: "ومن قال لك إننا لا نعقل يا ناصر محمد؟". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: وتالله لو كنتم تعقلون لما اتبعتم الروايات التي لا يقبلها عقل ولا منطق، فأما الشيعة فاعتقدوا بهذه الرواية المفتراة كما يلي:
[ وعندما يقف الإمام المهديّ بين الركن والمقام ليستعد للبيعة، يكون أول من يضرب على يديه جبرئيل وميكائيل ويبايعانه، وعندما يخرج من مكة ومعه أصحابه 313 وعشرة آلاف من الذين اتبعوه في مكة يكون جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله ].
الحديث رقم 831 ج 3.
وأما آخرين من الشيعة فقالوا:
[ جاء في الحديث عنه عليه السلام قوله المهديّ على راسه غمامه فيها ملك ينادي هذا المهديّ خليفة الله فاتبعوه ففي متى يقول اسمعوا له وفي الحديث عندنا يقول الملك في السحابة فبايعوه ].
ومن ثمّ يردّ المهديّ المنتظَر على الشيعة الاثني عشر وأقول: ما أشبه قولكم بقول الضالين من أهل الكتاب في عقيدتهم في بعث المسيح عيسى ابن مريم حين يكلم الناس كهلا فقالوا ما يلي:
 [وفيما هو يتكلم إذا سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلاً هذا هو إبني الحبيب الذي سررت، له اسمعوا]
وأما علماء السُّنة فاكتفوا بأنهم مَن سوف يُعرِّفون الناس على المهديّ المنتظَر إذا جاء قدره المقدور فسوف يتعرفون عليه من دون أن ينطق لهم أنه الإمام المهديّ كونه لا يعلم أنه الإمام المهديّ؛ بل نحن علماء السُّنة من نُعرِّفُ شأنه أولا لنفسِه ومن ثم نُعرِّفُه للناس فنقول هذا هو الإمام، فيُنكِر ثم نجبره على البيعة وهو صاغر!! ومن ثمّ يردّ على الذين لا يعقلون من علماء الشيعة والسّنة المهديّ المنتظَر وأقول: وتا الله لا يُصدِّقُ هذه الخزعبلات إنسانٌ عاقلٌ، أفلا ترَونَ إنكم من أشرِّ الدوابِّ الذين لا يعقلون وسوف تكونون سبباً في عذاب البشر جميعاً بكوكب سقر ليلة يسبق الليل النهار؟ بل أنتم أشرُّ علماءٍ تحت سقف السماء إلا الذين استجابوا لدعوة الحقّ من ربهم من علماء السنة والشيعة فليسوا سواء، ولكنه طفح الكيل، ليس من علماء الشيعة والسّنة فحسب بل من كافة علماء المسلمين من أشرِّ الدوابِّ الذين لا يعقلون ممن يتَّبِعونَ خُزَعْبَلاتِ تخالف العقل والمنطق، ويعتصمون بها ويعضُّوا عليها بالنواجذِ والأيادي والأقدامِ، وها هو الإمام المهديّ منذ ثمان سنوات إلا قليلاً وهو يدعوهم للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم والسّنة النّبوية الحقّ فأبَوا إلا الاعتصامِ بما يُخالفُ لمُحكمِ كتاب الله وسنة رسوله الحقّ، فكيف يكونوا مُهتدين؟

ولرُبَما يَوَدُّ أن يقاطعَني أحدَ عامّة المسلمين فيقول: "يا ناصر محمد لقد تجنّيْتَ في حقِّ علماء المسلمين". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: قال الله تعالى: {إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلْبُكْمُ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم.

ألا واللهِ لو كانوا يعقِلون لاستجابوا لدعوةِ الاحتكامِ إلى كتابِ الله القرآنِ العظيمِ وأعلنوا الكفرَ بما يخالِف لمحكَم كتابِ الله القرآن العظيم سواءً يكونُ في التوراةِ أو في الإنجيلِ أو في السنَة النبويّة، وإن كانوا يرون أنَّ ناصرَ محمدٍ اليماني ضالٌ مضلٌ يُضِلُّ المسلمينَ فوجب عليهم الدفاع عن حياض الدين بكل ما أوتوا من سلطان العلم الحقّ في كتاب الله وسنة رسوله الحقّ، ولكنها أوشكت السنة الثامنة أن تنقضي ولم يستجبْ لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم لا علماء المسلمين ولا علماء النصارى ولا علماء اليهود كونهم على نهجٍ واحدٍ مخالفٍ لنهج كتاب الله القرآن العظيم، كلا لا وَزَرْ فأينَ الَمفَرْ يا مَعشرَ المُعرضين عن الذكر ليلةَ يسبِقُ اللّيلُ النهارَ ليلة ظهور المهديّ المنتظَر على كافة البشر وأنتم وهم صاغِرون مهطِعون، فتظل أعناقُكم لخليفةِ الله خاضعة، والأيامُ بيننا وإنّ لعنةَ الله على الكاذبين. 

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
عدُوِّ أَعْدَاءِ الدِّيِنِ والمُسْلِمِيِنَ خَلِيِفَةُ اللهِ عَلَى العَالَمِيِنَ؛ الإِمامُ المهديّ نَاصِرَ مُحَمَّدٍ اليَمَانِي.
ــــــــــــــــــــــــ

الأربعاء، 25 يوليو 2012

أفتنى فى حكم من يتقىء بملىء فمه فى نهار رمضان هل القىء ملىء الفم يفطر الصائم مع العلم بأنه كله ينزل خارج الفم فقد أُصبت ببرد فى المعدة تسببت لى فى الغثيان والتقىء ولكننى استمريت فى صيام اليوم فهل على يوم آخر أم صيامى صحيح؟


- 2 -
الإمام ناصر محمد اليماني
7 - 9 - 1433 هـ
25 - 7 - 2012 مـ
08:04 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ


ردّ الإمام المهديّ على طلب فتوى في الصيام ..

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alawab مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خاتم النبيين وال البيت الطيبين الطاهريين
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته حبيبى فى الله وإمامنا الغالى العليم
أفتنى فى حكم من يتقىء بملىء فمه فى نهار رمضان
هل القىء ملىء الفم يفطر الصائم مع العلم بأنه كله ينزل خارج الفم
فقد أُصبت ببرد فى المعدة تسببت لى فى الغثيان والتقىء , ولكننى استمريت فى صيام اليوم
فهل على يوم آخر أم صيامى صحيح؟
وسلاما على المرسلين والحمد لله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربِّ العالمين، أمّا بعد..
بل فكمِّل يومَك وتقبّل الله صومَك ولا تتّبِع الذين يقولون على الله ما لا يعلمون! وإنّما من كان مريضاً فتقيّأَ طعامه وشرابه فلا تثريب عليه أن يُفطر، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:185]، ولكن الله لم يمنعكم من مُواصلة صيام يومكم إذا لم يكن عليكم عُسرٌ في مواصلة صوم يومكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} صدق الله العظيم. 

وأشهد لله بالحقّ أنه يحق للصائم أن يفطر وهو في داره إذا تعرض لجوعٍ وظمأ شديدين ولا يطيق الإنتظار إلى المغرب فيجوز له أن يُفطِر. تصديقاً لقول الله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} صدق الله العظيم.

فهل سبب الإذن للمسافرين بالإفطار إلا لأنّه قد يتعرّض لجوعٍ وعطشٍ شديدَيْن بسبب السفر، إنّ ربّي رؤوف رحيم .

وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ

الأحد، 22 يوليو 2012

سؤال : عندنا هنا الصوم عشرون ساعة وهناك أناس لا يطيقونه يعني ما بيقدرو بدوخو وبيصيبهم وجع معدة فهل أفتى الإمام عن مثل هذه الأمور لأن هناك من يقول أن هناك شيوخ ثقة أفتوهم بأن يفطروا على آذان السعودية يعني تقريباً وقت العصر عندنا فأريد فتوى من الإمام بهذا الخصوص ؟


- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
04 - 09 - 1433 هـ
22 - 07 - 2012 مـ
10:14 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ


بيان المهديّ المنتظَر للصّائمين في تقديم الفدية مقابل الإفطار على الذين يطيقونه ..

 المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عرفت طريقي 
أيها الإخوة كما تعلمون عندنا هنا الصوم عشرون ساعة وهناك أناس لا يطيقونه يعني ما بيقدرو بدوخو وبيصيبهم وجع معدة فهل أفتى الإمام عن مثل هذه الأمور لأن هناك من يقول أن هناك شيوخ ثقة أفتوهم بأن يفطروا على آذان السعودية يعني تقريباً وقت العصر عندنا فأريد فتوى من الإمام بهذا الخصوص لأني لا أريد أن افتي من عندي وجزاكم الله خيراً
ملاحظة أنا ربي أعطاني قوة التحمل على الصيام بس غيري ما بيقدر شو يعمل؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع المسلمين، أمّا بعد..
فلا أجد في كتاب الله القرآن العظيم أنّه يَحقَّ للصّائمين أن يُفطروا قبل غروب الشمس وظهور الشفق. تصديقاً لقول الله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ} صدق الله العظيم [البقرة:187].

فبِدْء الصيام والإفطار قد جعله الله في ميقاتٍ معلومٍ في محكم الكتاب وهو من تبيان ظهور الخيط الأبيض من الفجر بالمشرق إلى تبيان ظهور الشفق الأحمر بعد غروب الشمس وهو طرف الليل عند صلاة المغرب بعد غروب الشمس كون طرف الليل يبدأ عند ظهور الشفق. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17)} صدق الله العظيم [الإنشقاق].

ولم يأمركم أن تصوموا إلى الظلمة ورؤية النجوم فتلك بدعةٌ ما أنزل الله بها من سلطانٍ، فلم يأمركم الله أن تصوموا حتى غسق الليل المظلم ورؤية النجوم كون بعض البلدان لن يظلم فيها الليل إلا في منتصف الليل قدر ساعتين أو أربع ساعات تقريباً وباقي الليل شبه ظلٍّ كمثل ميقات الظلّ الذي يكون بعد صلاة الفجر وقبل طلوع الشمس، فمن ذا الذي أفتى الصائمين بالصيام إلى ظُلمة الليل؟ ومن ذا الذي أفتى بفطور الصائمين قبل غروب الشمس؟ إنه لمن الكاذبين وقد افترى على الله كذباً.

وأما الذين يطيقون الصيام بشِق الأنفُسِ فلم يجعل الله عليهم في الدين من حرجٍ، فقد أذِن الله لهم بعدم صيام رمضان، مقابل أن يُفطِّر كلّ يومٍ من أيام رمضان مسكيناً مقابل أن يَفطُر يومَه وله مثلُ أجرِ صومِه. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184)} صدق الله العظيم [البقرة].

فما هو المقصود من قول الله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}؟ والجواب: إنّه يقصد وعلى الذين يطيقونه بشِقِ الأنفسِ فلم يجعل الله عليهم في الدين من حرجٍ فقد أذِن لهم أن يفطِروا في رمضان مقابلَ فديةٍ؛ وهي إطعام في كلّ يومٍ من أيام رمضان مسكيناً أو يفَطِّر صائماً عابر سبيلٍ وله مثل أجر صومه، ولكن الذين يقولون على الله ما لا يعلمون يفترون على الله الكذب بأنَّ هذه الآية تمّ نسخها، ويا سبحان الله العظيم! ولكنهم سوف يعجزون عن الفتوى في معضلةٍ حين يجدون بعض الناس عنده عاهةً مستديمةً وبسببها لا يستطيع الصيام، فبماذا سوف يفتونه؟ فإن قالوا عدّة من أيامٍ أُخر، ومن ثم يقول لهم ولكن لديه عاهة مستديمة يتعاطى العلاج بشكلٍ مستمرٍ وليس مرضٌ عابراً حتى أعوّض الصيام من بعد الشفاء. وآخر يأتيهم فيقول: "إنّي أشتغل على أسرتي في فرزة سفرٍ مستمرٍ مئات الكيلومترات وأطيق الصوم بصعوبةٍ بالغةٍ". فإن قالوا له: "فعدّة من أيامٍ أُخر"، فسوف يقول: " ولكن هذا عملي في رمضان وفي الفطر؛ سفرٌ مستمرٌ في فرزة للبحث عن رزق أبي وأمي وتوفير قوت أولادي وزوجتي، وأواجه صعوبةً بالغةً في الصيام"، ومن ثم يقول له المهديّ المنتظَر: فلتطعم في كلّ يوم مسكيناً أو صائماً؛ عابرَ سبيلٍ، أو تعطي ما يعادل فطوره نقداً أو تعطيه لأحدٍ يقوم بالمهمة فيطعم مسكيناً أو يفطِّر صائماً؛ عابرَ سبيلٍ أو فقيراً أو محتاجاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} صدق العظيم [البقرة:184].

ففي هذا الموضع في الكتاب أذِن الله للذين يُطيقون الصيام بشِق الأنفُسِ أن يفطروا مقابل فديةٍ (طعامُ مسكين).

فهل فقهتم الخبر وبيان المهديّ المنتظَر في تقديم الفدية مقابل الإفطار؟ فلا يزال لدينا كثيرٌ من البرهان للمُمترين المعرضين عن البيان الحقّ المبين.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــ

الأربعاء، 4 يوليو 2012

رجل طلق زوجته فهل يطبق الفراق بينهما بعد الطلاق مباشرة؟



- 2 -
الإمام ناصر محمد اليماني
14 - رمضان - 1433 هـ
04 - 07 - 2012 مـ
07:25 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ـــــــــــــــــــ


إنّ الطلاق يظلّ لفظاً ولا يتمّ تطبيقه شرعاً إلا بعد انقضاء عدّتهنّ، فلا تظلموا المؤمنات يا معشر المؤمنين ..

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمنت بنعيم رضوان الله مشاهدة المشاركة
فيما يلي ضمن(المقتبس من بيان الإمام المهدي)..باللون الأحمر..قوله عليه السلام:
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني مشاهدة المشاركة
فإذا كانت الطلقة الثالثة فلتبقَ في بيت زوجها حتى انقضاء عدتها الثلاثة الأشهر
فإن أمر الله أنه لا يجوز أن تعود المرأة لعصمة الرجل إلا بعد أن تتزوج بآخر ويطلقها، عندها يجوز عقدها على الزوج الأول..
وهنا يتبادر إلى ذهني سؤال..فعلامَ إذاً بقاءها في دار زوجها الأول في حال عدم جواز رجوعهما لبعضهما ؟؟..وبقاءها لايرتجى منه تراجعهما..لأن ذلك مشروط بزواجها من رجل آخر..
فمن لديه الجواب..فليتفضل به علينا مشكورا
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جَدّي مُحمدٍ رسول الله وآله الطّيّبين والتابعين للحقِّ إلى يوم الدين، أمّا بعد..
قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ } صدق الله العظيم [الطلاق:1].

ومن ثم علمتم أنّ الطلاق لا يتمّ تطبيقه شرعاً حين لفظه على الإطلاق؛ بل يتمّ تطبيقه شرعاً بعد انقضاء العدّة. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ} صدق الله العظيم. فإذا طلقها للمرة الأولى ولم يتراجع عن قراره إلا بعد انقضاء العدّة فهنا يتمّ إرجاعها بعقدٍ جديدٍ من ولي أمرها، وتحسب طلقةً واحدةً، فإذا طلّقها للمرة الثانية ولم يتراجع عن قرار الطلاق إلا بعد انقضاء العدّة فهنا تحسب الطلقة الثانية، فإذا طلّقها الطلاق النهائي فكذلك لا يتمّ تطبيقه شرعاً إلا بعد انقضاء العدّة كونه لم يعتبر أنّه طلقها إلا مرتين برغم أنّه طلقها للمرة الثالثة ولكنّه لا يحسب شرعاً إلا مرّتين حتى تنقضي عدّة الطلاق النهائي، فإذا مضت عدتها وزوجها لم يتراجع من قبل انقضاء العدّة فهنا يتمّ تطبيق طلاق الخلعان، فلا تحلّ له حتى تنكح زوجاً آخر.

وأراك يا أمّي تقولين: أنّه لا فائدة تُرتُجى من بقائِها في بيت زوجها كونه طلاق الخلعان الأخير. ومن ثمّ نردّ عليك يا أمي ونقول: إنّ طلاق الخلعان كذلك لا يتمّ تطبيقه شرعاً إلا بعد انقضاء العدّة كونها لا تزال في عقده من بعد إرجاعها بعد عدّة الطلاق الثاني. فهل فهمتم الخبر والبيان الحقّ للذكر؟ فلا تتعدوا حدود الله ولا تخرجوهنّ من بيوتهنّ إلا بعد انقضاء عدتهنّ كونها لا تزال في عقد زوجها شرعاً لا شكّ ولا ريب حتى لو قال أحدكم لزوجته أنتِ طالق مليون مرة فهي كذلك لا تزال في عقد زوجها حتى تنقضي العدّة.

وأحصوا العدّة حتى لا تأتوا الفاحشة لكونها لو انقضت عدّتها أصبح الطلاق نافذاً، فمن مسّها من بعد انقضاء عدتها ولم يعقد له وليّ أمرها فقد أتى فاحشةً وساء سبيلاً، كون العقد مرتان والطلاق مرتان ولا طلاق إلا بعدّة، ولا يتمّ تطبيق الطلاق شرعاً إلا بعد انقضاء العدّة.

فتذكّروا: إنّ الطلاق لا يتمّ تطبيقه شرعاً مباشرةً من بعد لفظه؛ بل من بعد انقضاء العدّة، ولذلك قال الله تعالى: {فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ} صدق الله العظيم [الطلاق:1].

وكذلك طلاق الخلعان فله عدّة كما للطلاق الأوّل والثاني غير أنّه يختلف فيما لو انقضت عدّة طلاق الخلعان وأراد أن يرجع عن قراره بعدما مضت وانقضت عدّة طلاق الخلعان فلا تحلّ له حتى تنكح زوجاً آخر، ولكنّه يستطيع أن يمسكها قبل نهاية العدّة ولو بيومٍ واحدٍ كون طلاق الخلعان لا يعتبر طلاقاً إلا إذا بلغ عدّته للمطلقات، وأما إذا كان طلاقُ الخلعان لم يبلغ عدّته فلا يعتبر أنّه طلقها غير مرتين، ويستطيع أن يمسكها بمعروفٍ أو تسريحٍ بإحسانٍ. وقال الله تعالى: {الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً} صدق الله العظيم [البقرة:229]. لكون الطلاق له عدّة ويبقى لفظاً ولا يتمّ تطبيقه شرعاً إلا بعد انقضاء العدّة، حتى طلاق الخلعان له عدّة ولا يجوز لها الزواج إلا بعد انقضاء العدّة.

ولا يجوز لأهلها أن يخرجوها من بيت زوجها من قبل انقضاء عدّتها كونها لا تزال في عقده، ولا يجوز لزوجها أن يخرجها من بيته وبيتها من قبل انقضاء عدّتها، ولا يجوز لها هي أن تخرج من بيت زوجها من قبل انقضاء عدّتها عسى الله أن يحدث بعد ذلك أمراً فيتراجع زوجها عن الطلاق من قبل انقضاء عدّتها. فالتزموا يا معشر المؤمنين بناموس الطلاق. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ رَ‌بَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِ‌جُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُ‌جْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّـهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّـهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِ‌ي لَعَلَّ اللَّـهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرً‌ا ﴿1﴾} صدق الله العظيم [الطلاق]. اللهم قد بلغت بالبيان الحقّ للكتاب، اللهم فاشهد.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
________________

ثم أردف الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني موضحاً معنى كلمة الخلعان فقال:
طلاق الخلعان: هو الذي ليس له رجعة حتى تنكحَ زوجاً آخر.
________________