الجمعة، 26 أكتوبر 2007

وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ { مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ }


الإمام ناصر محمد اليماني
14 - 10 - 1428 هـ
26 - 10 - 2007 مـ
09:54 مساءً
ـــــــــــــــــ


وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ.. 

{ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ }

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمدٍ رسول الله وآله الطيبين الطاهرين والتابعين بإحسان إلى يوم الدّين، وبعد..
قال الله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَـنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الاْرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَـهِلُونَ قَالُواْ سَلَـماً} صدق الله العظيم [الفرقان:63]. يا محمديّ، أُقسم بالله العلي العظيم نور السماوات والأرض الذي يهدي لنوره من يشاء ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نورٍ بأنك لعنتَ المهديّ المنتظَر من أهل البيت المطّهر يا محمديّ، فبأي حقّ تراني أستحق اللعن يا محمديّ؟ هل دعوتك للكفر بالله أم أدعو النّاس إلى الحقّ والرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ فهل هذه هي مودتك لأهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ وإنما أدعو إلى سبيل ربّي على بصيرةٍ من ربّي وهي نفس بصيرة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ القرآن العظيم لمن شاء منكم أن يستقيم، ولكنك لا تشاء الهُدى يا محمديّ فكيف ألزمك بالحقّ وأنت لا تريد الحقّ؟ وأنا لم أنكر أئمة أهل البيت كما علمت أنهم اثنا عشر إماماً من أهل بيت رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - من ذريّة الإمام عليّ بن أبي طالب وفاطمة بنت محمد عليهم الصلاة والسلام أولهم الإمام عليّ بن أبي طالب وآخرهم اليماني الإمام الثاني عشر من أهل البيت المطّهر؛ المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني، وما كانت حجتك علينا إلا قولك لماذا لم أبيّن لك أسماء الأئمة الاثني عشر، فهل ترى لو أبيّن لك أسماءهم فإنك سوف تُصدّقني؟ بل والله لا يزيدك إلا عتواً ونفوراً عن الحقّ يا محمديّ.

ولسوف أبيّن لك بأن تسميتكم للإمام المهديّ باسم محمد بن الحسن العسكري ما أنزل الله بها من سلطانٍ فارجع إلى روايات أهل البيت وانظر ما يقولون عن الإمام اليماني وإنّ أهدى الرايات رايته وأنه من أهل البيت المطّهر، وما دمتم تعترفون بالإمام اليماني إذاً أصبح عدد أئمة أهل البيت ثلاثة عشر إمام! ولكني لا أعلمهم غير اثني عشر إماماً وأنتم كذلك تعتقدون باثني عشر إماماً، إذاً يا محمديّ يوجد هناك إمامٌ زائدٌ ما أنزل الله به من سلطان، فأمّا اليماني فإنه من تلعنه يا محمديّ، وأمّا المُفترى الذي لم ينزل الله به من سلطان فلن يأتي أبداً وذلك لأنه لا وجود له على الإطلاق، ويا محمديّ ما تقول في ما يأتي من الحقّ. قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلاً من أهل بيتي – يواطيء اسمه اسمي باسم أبيه، يملأ الأرض عدلاً كما مُلِئت جَوْراً وظلماً].

وهذا حديثُ حقٍّ ولكنه وردّ فيه إدراج وهو ما يأتي: [لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلا مني – أو من أهل بيتي – يواطيء اسمه اسمي، واسم أبيه يملأ الأرض..] الحديث، فأما الإدراج في هذا الحديث فهو يوجد فيه قول بالظنّ وهو قولهم مني ولم يكن المهديّ المنتظَر من ذريّة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولم يكن محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أبا أحدٍ من رجال قريش. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} صدق الله العظيم [الأحزاب:40].

ويا محمديّ، عليك أن تعلم بأنّ المرأة لا تحمل ذريّة أبيها بل ذريتها ذريّة صهر أبيها وهو زوجها. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ۗ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

فأما النسب: فإنّ الذَّكر الذي يحمل نسب أبيه وذريّته.
وأمّا الصهر: فهي الأنثى التي تحمل ذريّة الصهر، وعندما أقول ذريّة فاطمة بنت محمد فليس المقصود أنها ذريّة محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بل ذريّة صهر محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وهو الإمام عليّ بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام.

إذاً بيّنا كلمات الإدراج الزائدة بغير الحقّ في الحديث الحقّ وهو قولهم: 
[ حتى يبعث الله فيه رجلا مني ]

بل أقول الحقّ الذي نطق به محمد رسول الله وأنفي المفترى والإدراج الزائد بنصّ القرآن كما بينا لكم إنه لا ينبغي له أن يقول مني وذلك لأنه يعلم بأن فاطمة ابنته لا تحمل ذريّته بل تحمل ذريّة صهره وأنّ الابن هو الذي يحمل الذُرية، وإنما النساء حرثٌ للبذر لذلك قال لي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في الرؤيا: [كان مني حرثك وعليّ بذرك]، ومن ثم أقول: أليس جدي الإمام الحسين بن عليّ بن أبي طالب، ولم يأتِ ذكر اسم محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بل جاء يحمل نسب أبيه الإمام عليّ بن أبي طالب، ومن خلال ذلك تعلمون بأن هذا الحديث حقٌ، ولكنه تبيّن إنَّ فيه إدراج بمعنى أنه لم يَرِدْ كما نطق به محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقد بيّنا لكم كلمات الحديث الذي نطق بها محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجل من أهل بيتي – يواطيء اسمه اسمي باسم أبيه، يملأ الأرض عدلاً كما مُلِئت جوْراً وظلماً].

ثم عليك أن تعلم الحكمة من التواطؤ لاسم محمدٍ رسولِ الله في اسم أبي المهديّ، وذلك لتفهم بأنه لا بُدّ أن يكون اسم المهديّ هو الصفة التي يأتي بها، بمعنى أنه ليس نبيّاً ولا رسولاً بل الإمام الناصر لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فيصبح اسم المهديّ هو خبره وعنوان أمره، وحتى يوافق الاسم الخبر فلا ينبغي أن يكون اسم المهديّ محمد بن عبد الله ولا محمد الحسن بل ناصرَ محمدٍ، وهو ذلك الاسم الذي أوله (ن) والذي وعد الله به نبيّه ليظهر على يديه أمره للناس أجمعين حتى يتبيّن للعالمين أنَّ القرآن الذي جاء به محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - هو الحقّ من ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [فصّلت:53].

وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

وتفهم من ذلك بأنّ المهديّ يبعثه الله في أمّة يحيطهم الله بما شاء من علمه وذلك حتى يخاطبهم المهديّ المنتظَر بالعلم والمنطق، لذلك تراني أدعو النّاس وعلماءهم متحدياً بالبيان الحقّ بالعلم والمنطق الحقّ على الواقع الحقيقي، وإنك تريد أن تسألني عن أسماء الأئمة وذلك لتنظر هل أذكرهم حسب ما ورد لدى الشيعة؟ ومن ثم تحتج علينا وتقول: لماذا اعترفت بالأسماء التي لدى الشيعة ولم تُنكِر غيرَ اسمٍ وهو (محمد بن الحسن العسكري)، فلماذا الشيعة لم يخطئوا في اسم أحدَ عشرَ إماماً ومن ثم تخطِّئُهم في إمامٍ واحدٍ؟ وذلك حتى تغير اسمه لاسم ناصر محمدٍ! وأظن ذلك ما تبغي يا محمدي. ولكني ما دمتُ أرى الشيعة أخطأوا في اسم المهديّ الثاني عشر ويسمونه محمد بن الحسن العسكري فمن يضمن لي بأنهم ليسوا مخطئين في بعض الأسماء الأخرى لذلك لا أتّبعهم في الأسماء ولكني أصدقهم في العدد، وليس من الضروري أن أعلم أسماءهم جميعاً فذلك لا يفيد بشيء ولكن المهم أن أعلم أنهم اثني عشر إماماً كما علمني ربّي بذلك وأراني صورهم ولو يعلم الله ضرورة أسمائهم لعلمني بها، وكما قلت لك من قبل يا محمديّ: وتالله لو يريني ربّي في رؤيا محمداً رسولَ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فيخبرني باسمائِهم جميعاً، لما صدقتني شيئاً يا محمديّ، ولكني أقول لك شيئاً: إن كنت تراني على ضلالٍ فعليك أن تقنع الذين اتّبعوني بعلمٍ وسلطانٍ منيرٍ من القرآن، فإن استطعت يا محمديّ فقد استحققت لعنتَك، وإن لم تستطِع فاعلم إنك من الجاهلين؛ من الذين يخاطبون أهل العلم بالسَّبِّ والشتم واللّعن بغير علمٍ ولا هُدىً ولا كتابٍ مُنيرٍ.

ويا محمديّ، لقد لعنت المهديّ المنتظَر كمثل الشجرة الطيبة ترميها بالحجر وترميك بالثمر فأنت تلعن المهديّ الحقّ وتشتمه وهو يزيدك علماً معذرةً إلى ربّي ولعلك تتقي يا محمديّ، وبالله عليك افرض أني المهديّ المنتظَر الحقّ وأنت تلعنه فعندها سوف تبوء بغضبِ الله ولعنته ولعنة ملائكته ولعنة النّاس أجمعين، ولكني المهديّ المنتظَر أقول اللهم لا تُجِبْ لعنة من لعنَ المحمديُّ من أوليائي فقد عفوت عنه وذلك لأنه جُزءٌ من تحقيق هدفي وغايتي وهو أن أهدي النّاس جميعاً إلى صراطك المستقيم إنك أنت السميع العليم، اللهم إن كنت تعلم بأنك لو تريه سبيل الحقّ حتى يعلم علم اليقين بأني حقاً المهديّ المنتظر فأهدِهِ إلى الحقّ وأعفُ عنه يا من تحب العفو عن عبادك إنك خير الغافرين، وإن كان من شياطين البشر الذين إن يروا سبيل الحقّ لا يتخذونه سبيلاً وإن يروا سبيل الغيّ والباطل يتخذونه سبيلاً فلك الحكم والأمر فاحكم بيني وبينهم بالحقّ وأنت أسرع الحاسبين.

ويا معشر الأولياء لا تسبوا ولا تلعنوا من لعن ناصر محمد اليماني فيجيب الله لعنتكم عليه بالحقّ فيلعنه ثم يبيّن له الحقّ حتى يعلم أنه الحقّ ثم لا يتبعه ومن ثم يلعنه الله كما لعن شياطين الجنّ والإنس؛ بل ساعدوني في تحقيق جنّتي ومنتهى غايتي وهو أن يكون الله راضياً في نفسه، فقد حرمت على نفسي الدخول إلى جنّة النّعيم حتى يحقق لي ربّي النّعيم الأعظم من ذلك إلى نفسي وهو أن يكون ربّي راضياً في نفسه، ولكن يا إخواني وأوليائي لقد حال كثيرٌ من النّاس بيني وبين تحقيق غايتي.

ويا معشر أهل الحبّ، بالله عليكم هل لو كان أحدكم في نعيمٍ وسرور وهو يرى أحبّ واحدٍ إليه ليس مسروراً بل غضبانَ أسفاً وحزيناً في نفسه فهل تظنون بأنكم سوف تكونون سعداء فيما أنتم فيه ومن تحبون ليس سعيداً ولا مسروراً؛ بل غضبان ومتحسراً على عبادهِ، فأين السعادة إذاً؟ وأفٍ لجنةٍ عرضها السماوات والأرض فأدخلها ما لم يكن حبيبي راضياً في نفسه وليس متحسراً على عباده.

وتالله ما كان حرصي على النّاس كحرص جدّي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - على النّاس لأنّه رؤوف رحيم، بل لأني علمت بأنّ الله هو أرحم بعباده من محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكذلك أرحم بعباده من جميع الأنبياء والمرسلين، بل أرحم بعباده من جميع الرحماء في السماوات والأرض ذلك لئن الله هو أرحم الراحمين، بل وجدت في القرآن العظيم بأن الله ما أرسل إلى قرية رسولاً منهم ثم يكذبوه فيدعو عليهم إلا أجابه الله ودمّر الكفار برسولهم تدميراً، حتى إذا ذهب الغيظ من نفس الله من بعد أن انتقم منهم بالحقّ ومن ثم يقول قولاً في نفسه لا تسمعه ملائكته ولاجِنِّه ولا إنسِه ولا جميع االمُقربين عنده، وذلك لأنهم لا يعلمون مافي نفس ربّهم يقول: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون (31) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ} [يس:30].

ولكن المهديّ المنتظَر قد علم ما يقوله الله في نفسه من بعد أن يكذِّب النّاسُ رسلَ ربّهم ومن ثم يدمِّرهم تدميراً فإذا هم خامدون، وهم جميعاً قد آمنوا برسولهم من بعد ما أراهم العذاب يوم يأتيهم، ولكنه لم يكن ينفعهم الإيمان وتلك سُنّة الله في الكتاب في جميع القرى. وقال الله تعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ (10)وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ (11)فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12)لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:15].

فانظروا إلى قولهم حين جاءهم بأس ربّهم فنقّبوا في البلاد حين مناص هل يجدون مهرباً من بأس ربّهم حين جاءهم ولكنهم لا يستطيعون منه هرباً. وقال تعالى: {فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12)لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13)قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14)فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء ].

ويا معشر المسلمين والنّاس أجمعين إنه لا ينفعكم الإيمان بأمري إذا جاء بأس الله وتلك سنة الله في الكتاب، ولكن تدبروا قوله تعالى: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14)فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ (15)} صدق الله العظيم [الأنبياء].

فلماذا قال: {فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ}؟ ومن خلال ذلك تفهمون بأنكم تستطيعون أن تكشفوا عذاب ربّكم يوم وقوعه وذلك ليس بالاعتراف بظلمكم فحسب فلن ينفعكم ذلك إذاً لنفع الذين من قبلكم، فتعالوا لأعلمكم الدعوة التي كشف الله بها العذاب عن مائة ألفٍ من قومِ يونس فنفعهم الإيمان ولكن أيُّ إيمان يا قوم؟ إنه الإيمان برحمة ربّهم حين وعظهم رجلٌ صالحٌ مسكينٌ كان يكتم إيمانه خشية أن يفتنوه عن إيمانه أو يقتلوه بل لم يعلم بإيمانه حتى يونس عليه الصلاة والسلام، فألتزم الرجل الصالح دارّه وفي ذات يوم سمع ضجيجاً وصراخَ النّاس فخرج عليهم لينظر ما حدث ومن ثم خطب فيهم وقال:
"ياقوم إنه لن ينفعكم اعترافكم بظلمكم على أنفسكم بالتكذيب إذاً لنفع الذين من قبلكم فإذا وقع العذاب آمنوا برسولهم فلم ينفعهم ذلك، ولكن اعلموا بأن الله قد كتب على نفسه الرحمة، فاسألوا الله بحقّ رحمته التي كتب على نفسه وقولوا: ربنا إنا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين".

ومن ثم جأروا إلى ربّهم مُنيبين إليه سائلين ربّهم أن يغفر لهم ويرحمهم معترفين أنه لا مفرّ ولا منجى من بأس الله إلا الفرار إليه والإنابة بين يديه رجاء رحمته وغفرانه أن يكشف عنهم العذاب إنه هو أرحم الراحمين، ومن ثم لم ينكر الله هذه الصفة في نفسه فاستجاب لهم إنه كان بعباده غفوراً رحيماً.

وذلك سرّ كشف العذاب عن قوم يونس ولو لم يسألوا الله رحمته لما استجاب لهم كما لم يستجِب للذين من قبلهم، وذلك السرّ الحقّ لسبب كشف العذاب عن قوم يونس. وقال الله تعالى: {فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إلا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدنيا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} صدق الله العظيم [يونس:98].

ويا معشر المسلمين تعالوا لأعلمكم ما يقوله الله في نفسه فور تدمير الكفار الذين كذبوا برسل ربّهم، إنه يتحسر على عباده يا قوم بسبب عظمة صفة الرحمة في نفسه تعالى عما يشركون علواً كبيراً. وقال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴿٢٩﴾يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [يس].

إذاً يا أوليائي عجباً من جميع المقربين عند ربّهم في جنّته فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، فعجبي من أمرهم إذ كيف يهنأون بالنّعيم والحور العين وهذا حال ربّهم؟ إذاً فقد كانت عبادتهم لرضوان الله وسيلة لتحقيق الغاية وهي النّعيم والحور العين ولكن المهديّ المنتظَر لن يفعل ذلك بل يعلم بأنّ رضوان الله في نفسه لهو النّعيم الأعظم والله على ما أقول شهيدٌ ووكيل.

ويا أيّها النّاس وتالله لا ينبغِ لكم أن تظلموني وتحرموني تحقيق نعيمي الأعظم ولسوف يظهرني ربّي عليكم في ليلةٍ وأنتم من الصاغرين، اللهم اغفر لـ (المحمدي) إنه لا يعلم إنك أنت الغفور الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.

الإمام ناصر محمد اليماني..
______________

ما المقصود بالنسب و الصهر في الآية {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ۗ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا} ؟


الإمام ناصر محمد اليماني
14 - 10 - 1428 هـ
26 - 10 - 2007 مـ
09:54 مساءً
ـــــــــــــــــ


وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ.. 

{ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ }

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمدٍ رسول الله وآله الطيبين الطاهرين والتابعين بإحسان إلى يوم الدّين، وبعد..
قال الله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَـنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الاْرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَـهِلُونَ قَالُواْ سَلَـماً} صدق الله العظيم [الفرقان:63]. يا محمديّ، أُقسم بالله العلي العظيم نور السماوات والأرض الذي يهدي لنوره من يشاء ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نورٍ بأنك لعنتَ المهديّ المنتظَر من أهل البيت المطّهر يا محمديّ، فبأي حقّ تراني أستحق اللعن يا محمديّ؟ هل دعوتك للكفر بالله أم أدعو النّاس إلى الحقّ والرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ فهل هذه هي مودتك لأهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ وإنما أدعو إلى سبيل ربّي على بصيرةٍ من ربّي وهي نفس بصيرة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ القرآن العظيم لمن شاء منكم أن يستقيم، ولكنك لا تشاء الهُدى يا محمديّ فكيف ألزمك بالحقّ وأنت لا تريد الحقّ؟ وأنا لم أنكر أئمة أهل البيت كما علمت أنهم اثنا عشر إماماً من أهل بيت رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - من ذريّة الإمام عليّ بن أبي طالب وفاطمة بنت محمد عليهم الصلاة والسلام أولهم الإمام عليّ بن أبي طالب وآخرهم اليماني الإمام الثاني عشر من أهل البيت المطّهر؛ المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني، وما كانت حجتك علينا إلا قولك لماذا لم أبيّن لك أسماء الأئمة الاثني عشر، فهل ترى لو أبيّن لك أسماءهم فإنك سوف تُصدّقني؟ بل والله لا يزيدك إلا عتواً ونفوراً عن الحقّ يا محمديّ.

ولسوف أبيّن لك بأن تسميتكم للإمام المهديّ باسم محمد بن الحسن العسكري ما أنزل الله بها من سلطانٍ فارجع إلى روايات أهل البيت وانظر ما يقولون عن الإمام اليماني وإنّ أهدى الرايات رايته وأنه من أهل البيت المطّهر، وما دمتم تعترفون بالإمام اليماني إذاً أصبح عدد أئمة أهل البيت ثلاثة عشر إمام! ولكني لا أعلمهم غير اثني عشر إماماً وأنتم كذلك تعتقدون باثني عشر إماماً، إذاً يا محمديّ يوجد هناك إمامٌ زائدٌ ما أنزل الله به من سلطان، فأمّا اليماني فإنه من تلعنه يا محمديّ، وأمّا المُفترى الذي لم ينزل الله به من سلطان فلن يأتي أبداً وذلك لأنه لا وجود له على الإطلاق، ويا محمديّ ما تقول في ما يأتي من الحقّ. قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلاً من أهل بيتي – يواطيء اسمه اسمي باسم أبيه، يملأ الأرض عدلاً كما مُلِئت جَوْراً وظلماً].

وهذا حديثُ حقٍّ ولكنه وردّ فيه إدراج وهو ما يأتي: [لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلا مني – أو من أهل بيتي – يواطيء اسمه اسمي، واسم أبيه يملأ الأرض..] الحديث، فأما الإدراج في هذا الحديث فهو يوجد فيه قول بالظنّ وهو قولهم مني ولم يكن المهديّ المنتظَر من ذريّة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولم يكن محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أبا أحدٍ من رجال قريش. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} صدق الله العظيم [الأحزاب:40].

ويا محمديّ، عليك أن تعلم بأنّ المرأة لا تحمل ذريّة أبيها بل ذريتها ذريّة صهر أبيها وهو زوجها. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ۗ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

فأما النسب: فإنّ الذَّكر الذي يحمل نسب أبيه وذريّته.
وأمّا الصهر: فهي الأنثى التي تحمل ذريّة الصهر، وعندما أقول ذريّة فاطمة بنت محمد فليس المقصود أنها ذريّة محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بل ذريّة صهر محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وهو الإمام عليّ بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام.

إذاً بيّنا كلمات الإدراج الزائدة بغير الحقّ في الحديث الحقّ وهو قولهم: 
[ حتى يبعث الله فيه رجلا مني ]

بل أقول الحقّ الذي نطق به محمد رسول الله وأنفي المفترى والإدراج الزائد بنصّ القرآن كما بينا لكم إنه لا ينبغي له أن يقول مني وذلك لأنه يعلم بأن فاطمة ابنته لا تحمل ذريّته بل تحمل ذريّة صهره وأنّ الابن هو الذي يحمل الذُرية، وإنما النساء حرثٌ للبذر لذلك قال لي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في الرؤيا: [كان مني حرثك وعليّ بذرك]، ومن ثم أقول: أليس جدي الإمام الحسين بن عليّ بن أبي طالب، ولم يأتِ ذكر اسم محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بل جاء يحمل نسب أبيه الإمام عليّ بن أبي طالب، ومن خلال ذلك تعلمون بأن هذا الحديث حقٌ، ولكنه تبيّن إنَّ فيه إدراج بمعنى أنه لم يَرِدْ كما نطق به محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقد بيّنا لكم كلمات الحديث الذي نطق بها محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجل من أهل بيتي – يواطيء اسمه اسمي باسم أبيه، يملأ الأرض عدلاً كما مُلِئت جوْراً وظلماً].

ثم عليك أن تعلم الحكمة من التواطؤ لاسم محمدٍ رسولِ الله في اسم أبي المهديّ، وذلك لتفهم بأنه لا بُدّ أن يكون اسم المهديّ هو الصفة التي يأتي بها، بمعنى أنه ليس نبيّاً ولا رسولاً بل الإمام الناصر لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فيصبح اسم المهديّ هو خبره وعنوان أمره، وحتى يوافق الاسم الخبر فلا ينبغي أن يكون اسم المهديّ محمد بن عبد الله ولا محمد الحسن بل ناصرَ محمدٍ، وهو ذلك الاسم الذي أوله (ن) والذي وعد الله به نبيّه ليظهر على يديه أمره للناس أجمعين حتى يتبيّن للعالمين أنَّ القرآن الذي جاء به محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - هو الحقّ من ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [فصّلت:53].

وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

وتفهم من ذلك بأنّ المهديّ يبعثه الله في أمّة يحيطهم الله بما شاء من علمه وذلك حتى يخاطبهم المهديّ المنتظَر بالعلم والمنطق، لذلك تراني أدعو النّاس وعلماءهم متحدياً بالبيان الحقّ بالعلم والمنطق الحقّ على الواقع الحقيقي، وإنك تريد أن تسألني عن أسماء الأئمة وذلك لتنظر هل أذكرهم حسب ما ورد لدى الشيعة؟ ومن ثم تحتج علينا وتقول: لماذا اعترفت بالأسماء التي لدى الشيعة ولم تُنكِر غيرَ اسمٍ وهو (محمد بن الحسن العسكري)، فلماذا الشيعة لم يخطئوا في اسم أحدَ عشرَ إماماً ومن ثم تخطِّئُهم في إمامٍ واحدٍ؟ وذلك حتى تغير اسمه لاسم ناصر محمدٍ! وأظن ذلك ما تبغي يا محمدي. ولكني ما دمتُ أرى الشيعة أخطأوا في اسم المهديّ الثاني عشر ويسمونه محمد بن الحسن العسكري فمن يضمن لي بأنهم ليسوا مخطئين في بعض الأسماء الأخرى لذلك لا أتّبعهم في الأسماء ولكني أصدقهم في العدد، وليس من الضروري أن أعلم أسماءهم جميعاً فذلك لا يفيد بشيء ولكن المهم أن أعلم أنهم اثني عشر إماماً كما علمني ربّي بذلك وأراني صورهم ولو يعلم الله ضرورة أسمائهم لعلمني بها، وكما قلت لك من قبل يا محمديّ: وتالله لو يريني ربّي في رؤيا محمداً رسولَ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فيخبرني باسمائِهم جميعاً، لما صدقتني شيئاً يا محمديّ، ولكني أقول لك شيئاً: إن كنت تراني على ضلالٍ فعليك أن تقنع الذين اتّبعوني بعلمٍ وسلطانٍ منيرٍ من القرآن، فإن استطعت يا محمديّ فقد استحققت لعنتَك، وإن لم تستطِع فاعلم إنك من الجاهلين؛ من الذين يخاطبون أهل العلم بالسَّبِّ والشتم واللّعن بغير علمٍ ولا هُدىً ولا كتابٍ مُنيرٍ.

ويا محمديّ، لقد لعنت المهديّ المنتظَر كمثل الشجرة الطيبة ترميها بالحجر وترميك بالثمر فأنت تلعن المهديّ الحقّ وتشتمه وهو يزيدك علماً معذرةً إلى ربّي ولعلك تتقي يا محمديّ، وبالله عليك افرض أني المهديّ المنتظَر الحقّ وأنت تلعنه فعندها سوف تبوء بغضبِ الله ولعنته ولعنة ملائكته ولعنة النّاس أجمعين، ولكني المهديّ المنتظَر أقول اللهم لا تُجِبْ لعنة من لعنَ المحمديُّ من أوليائي فقد عفوت عنه وذلك لأنه جُزءٌ من تحقيق هدفي وغايتي وهو أن أهدي النّاس جميعاً إلى صراطك المستقيم إنك أنت السميع العليم، اللهم إن كنت تعلم بأنك لو تريه سبيل الحقّ حتى يعلم علم اليقين بأني حقاً المهديّ المنتظر فأهدِهِ إلى الحقّ وأعفُ عنه يا من تحب العفو عن عبادك إنك خير الغافرين، وإن كان من شياطين البشر الذين إن يروا سبيل الحقّ لا يتخذونه سبيلاً وإن يروا سبيل الغيّ والباطل يتخذونه سبيلاً فلك الحكم والأمر فاحكم بيني وبينهم بالحقّ وأنت أسرع الحاسبين.

ويا معشر الأولياء لا تسبوا ولا تلعنوا من لعن ناصر محمد اليماني فيجيب الله لعنتكم عليه بالحقّ فيلعنه ثم يبيّن له الحقّ حتى يعلم أنه الحقّ ثم لا يتبعه ومن ثم يلعنه الله كما لعن شياطين الجنّ والإنس؛ بل ساعدوني في تحقيق جنّتي ومنتهى غايتي وهو أن يكون الله راضياً في نفسه، فقد حرمت على نفسي الدخول إلى جنّة النّعيم حتى يحقق لي ربّي النّعيم الأعظم من ذلك إلى نفسي وهو أن يكون ربّي راضياً في نفسه، ولكن يا إخواني وأوليائي لقد حال كثيرٌ من النّاس بيني وبين تحقيق غايتي.

ويا معشر أهل الحبّ، بالله عليكم هل لو كان أحدكم في نعيمٍ وسرور وهو يرى أحبّ واحدٍ إليه ليس مسروراً بل غضبانَ أسفاً وحزيناً في نفسه فهل تظنون بأنكم سوف تكونون سعداء فيما أنتم فيه ومن تحبون ليس سعيداً ولا مسروراً؛ بل غضبان ومتحسراً على عبادهِ، فأين السعادة إذاً؟ وأفٍ لجنةٍ عرضها السماوات والأرض فأدخلها ما لم يكن حبيبي راضياً في نفسه وليس متحسراً على عباده.

وتالله ما كان حرصي على النّاس كحرص جدّي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - على النّاس لأنّه رؤوف رحيم، بل لأني علمت بأنّ الله هو أرحم بعباده من محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكذلك أرحم بعباده من جميع الأنبياء والمرسلين، بل أرحم بعباده من جميع الرحماء في السماوات والأرض ذلك لئن الله هو أرحم الراحمين، بل وجدت في القرآن العظيم بأن الله ما أرسل إلى قرية رسولاً منهم ثم يكذبوه فيدعو عليهم إلا أجابه الله ودمّر الكفار برسولهم تدميراً، حتى إذا ذهب الغيظ من نفس الله من بعد أن انتقم منهم بالحقّ ومن ثم يقول قولاً في نفسه لا تسمعه ملائكته ولاجِنِّه ولا إنسِه ولا جميع االمُقربين عنده، وذلك لأنهم لا يعلمون مافي نفس ربّهم يقول: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون (31) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ} [يس:30].

ولكن المهديّ المنتظَر قد علم ما يقوله الله في نفسه من بعد أن يكذِّب النّاسُ رسلَ ربّهم ومن ثم يدمِّرهم تدميراً فإذا هم خامدون، وهم جميعاً قد آمنوا برسولهم من بعد ما أراهم العذاب يوم يأتيهم، ولكنه لم يكن ينفعهم الإيمان وتلك سُنّة الله في الكتاب في جميع القرى. وقال الله تعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ (10)وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ (11)فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12)لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:15].

فانظروا إلى قولهم حين جاءهم بأس ربّهم فنقّبوا في البلاد حين مناص هل يجدون مهرباً من بأس ربّهم حين جاءهم ولكنهم لا يستطيعون منه هرباً. وقال تعالى: {فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12)لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13)قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14)فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء ].

ويا معشر المسلمين والنّاس أجمعين إنه لا ينفعكم الإيمان بأمري إذا جاء بأس الله وتلك سنة الله في الكتاب، ولكن تدبروا قوله تعالى: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14)فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ (15)} صدق الله العظيم [الأنبياء].

فلماذا قال: {فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ}؟ ومن خلال ذلك تفهمون بأنكم تستطيعون أن تكشفوا عذاب ربّكم يوم وقوعه وذلك ليس بالاعتراف بظلمكم فحسب فلن ينفعكم ذلك إذاً لنفع الذين من قبلكم، فتعالوا لأعلمكم الدعوة التي كشف الله بها العذاب عن مائة ألفٍ من قومِ يونس فنفعهم الإيمان ولكن أيُّ إيمان يا قوم؟ إنه الإيمان برحمة ربّهم حين وعظهم رجلٌ صالحٌ مسكينٌ كان يكتم إيمانه خشية أن يفتنوه عن إيمانه أو يقتلوه بل لم يعلم بإيمانه حتى يونس عليه الصلاة والسلام، فألتزم الرجل الصالح دارّه وفي ذات يوم سمع ضجيجاً وصراخَ النّاس فخرج عليهم لينظر ما حدث ومن ثم خطب فيهم وقال:
"ياقوم إنه لن ينفعكم اعترافكم بظلمكم على أنفسكم بالتكذيب إذاً لنفع الذين من قبلكم فإذا وقع العذاب آمنوا برسولهم فلم ينفعهم ذلك، ولكن اعلموا بأن الله قد كتب على نفسه الرحمة، فاسألوا الله بحقّ رحمته التي كتب على نفسه وقولوا: ربنا إنا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين".

ومن ثم جأروا إلى ربّهم مُنيبين إليه سائلين ربّهم أن يغفر لهم ويرحمهم معترفين أنه لا مفرّ ولا منجى من بأس الله إلا الفرار إليه والإنابة بين يديه رجاء رحمته وغفرانه أن يكشف عنهم العذاب إنه هو أرحم الراحمين، ومن ثم لم ينكر الله هذه الصفة في نفسه فاستجاب لهم إنه كان بعباده غفوراً رحيماً.

وذلك سرّ كشف العذاب عن قوم يونس ولو لم يسألوا الله رحمته لما استجاب لهم كما لم يستجِب للذين من قبلهم، وذلك السرّ الحقّ لسبب كشف العذاب عن قوم يونس. وقال الله تعالى: {فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إلا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدنيا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} صدق الله العظيم [يونس:98].

ويا معشر المسلمين تعالوا لأعلمكم ما يقوله الله في نفسه فور تدمير الكفار الذين كذبوا برسل ربّهم، إنه يتحسر على عباده يا قوم بسبب عظمة صفة الرحمة في نفسه تعالى عما يشركون علواً كبيراً. وقال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴿٢٩﴾يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [يس].

إذاً يا أوليائي عجباً من جميع المقربين عند ربّهم في جنّته فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، فعجبي من أمرهم إذ كيف يهنأون بالنّعيم والحور العين وهذا حال ربّهم؟ إذاً فقد كانت عبادتهم لرضوان الله وسيلة لتحقيق الغاية وهي النّعيم والحور العين ولكن المهديّ المنتظَر لن يفعل ذلك بل يعلم بأنّ رضوان الله في نفسه لهو النّعيم الأعظم والله على ما أقول شهيدٌ ووكيل.

ويا أيّها النّاس وتالله لا ينبغِ لكم أن تظلموني وتحرموني تحقيق نعيمي الأعظم ولسوف يظهرني ربّي عليكم في ليلةٍ وأنتم من الصاغرين، اللهم اغفر لـ (المحمدي) إنه لا يعلم إنك أنت الغفور الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.

الإمام ناصر محمد اليماني..
______________

الأربعاء، 24 أكتوبر 2007

ما المقصود بقوله تعالى : {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَ‌اتِ ۚ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‌ ﴿١٤٨﴾} فهل يقصد بها أنصار محمد الحسن العسكري ؟


- 4 -
الإمام ناصر محمد اليماني
12 - 10 - 1428 هـ
24 - 10 - 2007 مـ
08:51 مساءً
__________


{أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‌}
ذلك يوم البعث يأتي بهم الله للحساب على السعيّ..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين وآلهم والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، ثمّ أمّا بعد..

يا محمدي، إنما يقصد الله البعث وليس أنصار محمد الحسن العسكري فاتبعني أهدك صراطاً مستقيماً، وأمرنا الله أن نعبده وحده لا شريك له وأن نستبق الخيرات قبل نفاد العمر فأينما نكون نصلي ونعبده ونفعل الخير، وأينما نموت يأتي الله بالناس جميعاً فلا يغادر منهم أحداً حتى ولو كان الإنسان قد توزعت ذرات تراب جسده شرق الأرض وغربها أو في البحر أو عالقة في السماء يجمعهم جمعاً إن الله على كل شيء قدير. يقولُ اللهُ تعالى:
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَ‌اهِيمُ رَ‌بِّ أَرِ‌نِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْ‌بَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ‌ فَصُرْ‌هُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٢٦٠﴾}
[البقرة]

وذلك هو البعث المقصود من قوله تعالى:
{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَ‌اتِ ۚ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‌ ﴿١٤٨﴾}
صدق الله العظيم [البقرة]

وذلك للبعث والحساب يا أخي الكريم .

أخوك الإمام ناصر محمد اليماني.
___________________

ما المقصود بقوله تعالى :{أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‌} صدق الله العظيم


- 4 -
الإمام ناصر محمد اليماني
12 - 10 - 1428 هـ
24 - 10 - 2007 مـ
08:51 مساءً
__________


{أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‌}
ذلك يوم البعث يأتي بهم الله للحساب على السعيّ..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين وآلهم والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، ثمّ أمّا بعد..

يا محمدي، إنما يقصد الله البعث وليس أنصار محمد الحسن العسكري فاتبعني أهدك صراطاً مستقيماً، وأمرنا الله أن نعبده وحده لا شريك له وأن نستبق الخيرات قبل نفاد العمر فأينما نكون نصلي ونعبده ونفعل الخير، وأينما نموت يأتي الله بالناس جميعاً فلا يغادر منهم أحداً حتى ولو كان الإنسان قد توزعت ذرات تراب جسده شرق الأرض وغربها أو في البحر أو عالقة في السماء يجمعهم جمعاً إن الله على كل شيء قدير. يقولُ اللهُ تعالى:
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَ‌اهِيمُ رَ‌بِّ أَرِ‌نِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْ‌بَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ‌ فَصُرْ‌هُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٢٦٠﴾}
[البقرة]

وذلك هو البعث المقصود من قوله تعالى:
{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَ‌اتِ ۚ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‌ ﴿١٤٨﴾}
صدق الله العظيم [البقرة]

وذلك للبعث والحساب يا أخي الكريم .

أخوك الإمام ناصر محمد اليماني.
___________________

المهديّ المنتظَر يُفتي في فسادِ اليهود الثاني والأكبر


- 13 -
الإمام ناصر محمد اليماني
13 - 10 - 1428 هـ
24 - 10 - 2007 مـ
08:23 مساءً
ــــــــــــــــــ


المهديّ المنتظَر يُفتي في فسادِ اليهود الثاني والأكبر ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وآلهم والتابعين لهم بالحقّ إلى يوم الدّين، ولا أُفرِّق بين
أحدٍ من رُسله وأنا من المُسلمين، ثم أمّا بعد..

إنّ فساد اليهود الثاني في الأرض هو ما يجب معرفته وتفصيله وذلك لأنّ منه فسادٌ ظاهرٌ ومنه فسادٌ خفيٌّ كمثل كثيرٍ من التفجيرات للسيارات المفخّخة والتي بالذات لا يوجد فيها سائقٌ فهم من وراء ذلك ويحمّلونه للمسلمين، وإنّهم من يُرهبون العالم ومن ثم أعلنوا الحرب على المُسلمين من البيت الأبيض باسم حرب الإرهاب لإقناع الرأي العالميّ بأنّه لا بدّ من القضاء على الإرهابيّين المسلمين المُفسدين في الأرض والذين يقتلون النّاس الأبرياء، ولكن الله أفتانا بأنّهم هم من يفعل ذلك وليس المسلمون، ولكن شعوب العالم لا يشعرون بأنّ الذي وراء ذلك الإرهاب والتفجيرات في العالم هم اليهود من يفعل ذلك، وذلك لأنّ شعوب العالم عارضت الحرب الصّليبيّة ضدّ المسلمين، وكذلك كثيرٌ من الشعب الأمريكي عارضوا ذلك بمظاهرات في الشوارع، وكذلك بعض شعوب العالم عارضت الحرب الصّهيونيّة وقالوا لا تفسدوا في الأرض وكفى البشرية قتلاً وسفك دماء، ولكن الردّ جاء من اليهود المتمركزين في البيت الأبيض وقالوا: إنّما نحن مصلحون ونريد القضاء على الإرهاب وليس على المسلمين، فاقتنعت الشعوب المعارضة بقولهم الذي قالوه لهم لا تفسدوا في الأرض، وذلك تصديقاً لقول الله تعالى الذي ينبئ عن فساد اليهود الثاني في الأرض. وقال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْ‌ضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴿١١﴾ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لَّا يَشْعُرُ‌ونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

وقد علّمناكم من قبل بأنّ طائفةً من بني إسرائيل هم من شياطين البشر وأنهم ليسوا بضالين، وذلك لأنّ الضالين هم الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون بأنّهم يحسنون صنعاً، بمعنى أنّهم لم يكونوا يعلموا بأنّهم على ضلالٍ. وأمّا المغضوب عليهم فهم يعلمون سبيل الحقّ ويعلمون سبيل الباطل وإذا رأوا سبيل الحقّ لا يتّخذونه سبيلاً وإذا رأوا سبيل الباطل يتّخذونه سبيلاً، فهل تظنون بأنّ اليهود يُفسدون في الأرض وهم لا يشعرون بأنّهم مفسدون، فهل ذلك منطقيٌّ؟ بل يقصد الله النّاس الذين قالوا للبيت الأبيض اليهوديّ "لا تفسدوا في الأرض"، فردّوا عليهم بأنّهم لا يريدون الفساد في الأرض بل حربٌ ضدّ فساد الإرهاب، وذلك لإقناعهم بما يجري من تفجيرات في العالم. لذلك قال الله تعالى مخبرنا والنّاسَ أجمعين بأنّهم هم من يفعل ذلك وهم من وراء ذلك ولكن النّاس المعارضين للحرب لا يشعرون بأنّ اليهود هم المفسدون والذين يقتلون النّاس بغير حقٍّ، فيلقوا بذلك على المسلمين على أنّهم إرهابيون. لذلك قال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْ‌ضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴿١١﴾ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لَّا يَشْعُرُ‌ونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

وأمّا سؤالك عن حقائق الآيات الأولى من سورة الإسراء فأعتذر عن التأويل إلى أجله المُسمى.

أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــ

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2007

ويا معشر المُسلمين هل تعلمون لماذا قال الله تعالى: { حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ } صدق الله العظيم ؟


الإمام ناصر محمد اليماني
11 - 10 - 1428 هـ
23 - 10 - 2007 مـ
11:47 مساءً
ــــــــــــــــــــ


المهديّ المنتظَر يُعلن عن اقتراب توقف الساعة..

بسم الله الرحمن الرحيم
من المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر من أهل البيت المطهر إلى الناس كافة في البوادي والحضر، يا أيها الناس لقد انتهت دُنياكم وجاءت آخرتكم واقترب حسابكم وأنتم في غفلة معرضون عن الحقّ الحقيق الذي لا يقول على الله غير الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني والسلام على من اتبع الهُدى، وبعد..

يا معشر عُلماء الأمَّة الإسلاميّة وجميع عُلماء العالمين على مُختلف مجالاتهم العلمية، حقيقٌ لا أقول لكم إلا الحقّ بالبيان الحقّ من القرآن فلا كتاب جديد؛ بل آتيكم بالبيان من نفس القرآن لقوم يعلمون.

يا معشر عُلماء الأمَّة والناس أجمعين أيّ آيات الله تُنكرون؟ أفكلما بيّنا لكم آياته فكأنكم تجعلون أصابعكم في آذانكم حتى لا تسمعوا داعي الحقّ أم أن في آذانكم وقراً فأنتم لا تسمعون؟ أم أنكم صمٌ بكمٌ عُمي أم ماذا دهاكم وماذا حلَّ بكم؟ فما خطبكم عن الحقّ معرضون؟ وماهي حُجتكم على التكذيب؟ فهل أخاطبكم بكتابٍ جديدٍ لا عهد لكم به وما سمعتم به من قبل فأنتم لهُ منكرون؟ بل أخاطبكم من رسالة الله ربّ العالمين إلى الناس كافة القرآن العظيم لمن شاء منكم أن يستقيم، وإذا أنتم لا تشاءون الهدى فلا يهدي الله من لا يشاء هُداه ولا يريد سبيل الحقّ، واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه فيصرف قلوبكم بحسب ما اخترتم، فمن أراد الهُدى وبحث عنه فحقّاً على الله أن يهديه ومن أراد الضلالة أضله الله عن الصراط المُستقيم.

ويا أيها الناس لقد جعلني الله علَمَ الهُدى على بصيرةٍ من ربّي القرآن العظيم رسالة الله إليكم من قبل أكثر 1400 سنة رسالة شاملة من ربّ العالمين إلى الناس أجمعين فاتخذتموه مهجوراً، فقد أمهلكم الله كثيراً لعلكم تتدبرون آياته وتخافون وعيده فما زادكم إلا طُغياناً كبيراً، وانتهت دُنياكم وجاءت آخرتكم واقترب حسابكم وأنتم في غفلةٍ معرضونٍ وأوشكت الساعة على التوقف يا معشر المُسلمين فاتقوا الله يا من تزعمون أنكم تؤمنون بالقرآن العظيم، فهل تروني أخاطبكم بالسلطان من غير القرآن ثم لا تؤمنون فبأي حديث بعده تؤمنون؟ وتعالوا لأبيّن لكم التأويل الحقّ لقول الله تعالى: { قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَٰنُ مَدًّا حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضْعَفُ جُندًا } صدق الله العظيم [مريم:75].

ويا معشر المُسلمين هل تعلمون لماذا قال الله تعالى: { حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ }؟ وذلك إن صدق المُسلمون بالمهديّ المنتظَر الذي لا يُخاطبهم إلا بما أنزله الله على خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فإن صدق المسلمون بالحقّ وأجابوا داعي الحقّ إلا الكافرون بما نُزِّل على محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فسوف يُصدق الله المسلمين المستضعفين بالحقّ فيهلك عدوهم فيجعلهم الوارثين ويجعلهم أئمةً يدعون إلى الحقّ، وأما إذا كذّب المُسلمون المهديّ المنتظَر الذي يدعوهم إلى الرجوع إلى كتاب الله والاحتكام إليه فيما كان فيه يختلف عُلماءُ الحديث ومن أحسن من الله حُكماً ومن أصدق من الله قيلاً؟ فأما إذا كفر المسلمون بداعي الله وأعرضوا عنه فهنا الوضع يختلف فلن يرثهم الله الأرض كما وعدهم ولن يحقق آية العذاب على الكفار خاصةً ؛بل سوف يحقق قيام الساعة فتقوم بدلاً عن العذاب المكتوب قبل قيام الساعة نظراً لكفر المسلمين وإعراضهم عن داعي الحقّ الإمام المُبين المُتحدث بحديث الله ربّ العالمين السلطان المبين فجعلني الله المُهيمن به على جميع علماء الأمَّة أجمعين، وأكرر فأقول إن صدقني المُسلمون واستجابوا لداعي الحقّ الذي يحييهم ويشرح به صدورهم فينير به دروبهم فأبشرهم بأن الله سوف يهلك عدوهم ثم ينجيهم برحمة منه وذلك العذاب المكتوب من قبل الساعة، أما إذا كذب المسلمون بالقرآن العظيم واتَّبعوا الجاهلين الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فسوف يعلمون أي منقلبٍ ينقلبون فأبشرهم بالساعة أدهى وأمَّر من العذاب الأليم فيمحو الله آية العذاب فيحكم الساعة لذلك قال الله تعالى: { حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ } صدق الله العظيم، تصديقاً لقول الله تعالى: { يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ } صدق الله العظيم [الرعد:39].

فهل تدرون لماذا يا معشر المسلمين سوف تقوم عليكم الساعة مع المُجرمين؟ وذلك لأنكم كذبتم بداعي الحقّ فأعرضتم عنه، وشر العلماء تحت سقف السماء المحفوظ هم الذين يظهرهم الله على أمري ومن ثم يُعرضون عنه، فلو كانوا يرون فيه باطلاً فلماذا لا يحاوروني ويرجعوني عن ضلالي؟ ولكنهم يرون الحقّ من ربّهم ولكنها لا تَسْتَيْقِنُهُ أنفسُهم ومن ثم يعرضون.

ويا معشر المسلمين المُثقفين والباحثين عن الحقيقة، هل تظنون لو أن علماء المسلمين يرونني على ضلالٍ بأنهم سوف يسكتون عني؟ فكيف يسكتون عن الذود عن حياض الدين فيقفون صفاً واحداً أمام داعية ينفي عذاب القبر في حفرة السوءة وكذلك ينفي حداً موضوعاً من الحدود الشرعية في الإسلام وكذلك ينفي فتنة المسيح الدجال بمعجزات الإلهيّة.

ويا معشر المسلمين، وتالله إذا لم تتبعوني فأنكم سوف تقولون لعلمائكم كما قال الذين من قبلكم: {نَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّـهُ لَهَدَيْنَاكُمْ} [إبراهيم:21]، فمن ذا الذي ينفعكم من الله لئن كذبتم بالتأويل الحقّ للقرآن العظيم فها هو عاد القرآن غريباً على المُسلمين بسبب تأويله الحقّ كما كان غريباً من قبل يوم تنزيله وهو الحقّ من ربّهم.

ويا معشر علماء الأمَّة فلنفرض بأني على ضلالٍ مبينٍ فهل يجوز لكم الصموت عن الذود عن حياض الدين فتلجموني وتخرسوا لساني بالحقّ والبيان الحقّ حتى لا أضل المسلمين إن كنتم تروني على ضلال مُبين؟ وإن كنتم تروني على الحقّ فلماذا أنتم معرضون؟ فكيف تنجون من عذاب يومٍ عقيمٍ على الأبواب وأنتم كفرتم بالقرآن من قبل أن يكفر بي الكافرون؟ بل كنتم أول كافر به برغم أنكم تزعمون أنكم بالقرآن العظيم وبسنة محمد رسول الله مستمسكون. فإني أشهد الله وملائكته وابن عمر من البشر بأني أتحداكم بكتاب الله وسنة محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- الحقّ التي لا تُخالف لما أنزل الله، وما اختلف منها مع القرآن من أحاديث السنة فأشهد الله وملائكته وجميع الأنصار أنه حديث من أحاديث شياطين الجنّ والإنس الذين يريدون أن يصدونكم عن إيمانكم فيردوكم من بعد الإيمان به كافرين.

ويا معشر عُلماء الأمَّة، وتالله لا أريدكم أن تكونوا ساذجين فتصدقوني بأني أنا المهديّ المنتظَر ما لم آتِكم بسلطانٍ مبينٍ وقد جعل الله سلطاني البيان الحقّ للقرآن وآية سلطاني للمسلمين كافة إن رأوني ألجمت عُلماء المسلمين على مختلف فرقهم ومذاهبهم عن بكرة أبيهم إلجاماً فذلك نصرٌ من الله عظيمٌ وإقامةُ الحجّة على كُلِّ مسلمٍ لم يتبعني ويعترف بشأني بعد أن أظهره الله على أمري في الإنترنت العالميّة أو سُلمت له نسخةٌ ورقيةّ ثم لا يبحث عن الحقيقة ويتولى ويقول: "إن آمن به علماءُ الأمَّة آمنّا وإن كفروا بأمره فهم الصادقون". فسوف يعلمون من الكذاب الأشر!

وإني أنا المهديّ المنتظَر ولا أقول على الله غير الحقّ ولم أقل لكم بأني رسولٌ جئتكم بكتابٍ جديدٍ؛ بل بالبيان الحقّ للقرآن المجيد من نفس القرآن ولا وحيٌ جديدٌ ولا كتابٌ جديدٌ؛ بل القرآن الذي أنتم به مؤمنون، ولكني أرى إيمانكم يأمركم أن تكفروا بالحقّ! فلبئس ما يأمركم به إيمانكم يا معشر المسلمين.
وأذكركم بما يقوله الله لكم أنتم يا معشر المؤمنين في عصر الظهور في قوله تعالى: { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحقّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } صدق الله العظيم [الحديد:16].

ويا قوم ما خطبكم قتلتم القرآن شر قتلة بأسباب النزول؟ والتي معظمها كذبٌ وافتراءٌ على المؤمنين الحقّ في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- الذي قال الله عنهم المُخبتين وأمر رسوله أن يبشرهم، وقال تعالى: { وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴿٣٤﴾ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (35)} صدق الله العظيم [الحج].

وقال الله عنهم: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } صدق الله العظيم [الأنفال:2].

فهل هم صحابة رسول الله الحقّ الذين معه قلباً وقالباً؟ فنقول بلى، وقال الله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} صدق الله العظيم [الفتح:29].

فكيف تفترون عليهم يا معشر المفسرين؟ يا إمعات يا من تتبعون الأقاويل بغير تدبرٍ ولا تفكرٍ فأضللتم المسلمين عن الصراط المستقيم وحصرتم القرآن بأسباب النزول لجماعة ما وهو مطلق للأمم والناس أجمعين، وتتهمون صحابة رسول الله الحقّ بأن قلوبهم لم تخشع لذكر الله وما نزل من الحقّ وإنكم لكاذبون يا معشر المفترين يا من تقولون على الله ورسوله ما لا تعلمون فأطعتم أمر الشيطان أن تقولوا على الله ما لا تعلمون وعصيتم أمر الله الذي نهاكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون! فكيف تظنون بأن هذه الآية التالية نزلت في صحابة رسول الله الحق: { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحقّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } صدق الله العظيم [الحديد:16].

بل والله العلي العظيم أنه يخاطبكم أنتم يا معشر المسلمين في عهد الظهور؛ أما آن لكم التصديق؟ ألم أعلن لكم عن نهاية الحياة الدنيا من قبل أن تدرك الشمس القمر فيتلوها الهلال ثم أدركته فتلاها الهلال ثم اجتمعت به هو هلال كراراً ومراراً ولم يحدث لكم ذكرى؟
ويا معشر المسلمون هل تعلمون كم الأمد؟ إنه زمن أكثر من ألف عام وليس في عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فطال عليكم الأمد فقست قلوبكم.

ويا قوم إنها لتوجد في القرآن آياتُ مُخاطبةٍ ولا يقصد بها المؤمنين ولا الكافرين في عهد رسول الله على الإطلاق؛ بل يخاطب الله بها قوم في آخر الزمان، كمثال قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} صدق الله العظيم [الأنبياء:30].

فبالله عليكم ما يدري رعاة الإبل بذلك بأن السماوات والأرض كانتا رتقاً كوكباً نيترونياً واحداً فتكونت نتيجة الانفجار الأعظم ثم استوى إلى السماء وهي دخان من بعد الانفجار الأعظم فقضاهن سبع سماوات، فكيف يخاطب قوماً كافرين لا يرون ذلك حقاً على الواقع الحقيقي؟ بل يخاطب كفار اليوم الذين يرون ذلك حقّ على الواقع الحقيقي ولأنهم يرون ذلك يقول الله لهم في آخر الآية: {أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} فمن ذا الذي يقول أنه يخاطب كفار قريش بل يخاطبهم على قدر فهمهم وأكثر خبرتهم في الإبل، لذلك قال: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} صدق الله العظيم [الغاشية:17].

فدعاهم إلى التفكر في الإبل وذكرها قبل أن يذكر السماوات والجبال والأرض وذلك لأن أكثر خبرتهم وعلمهم في الإبل ويخاطب القرآن الناس في كل زمانٍ ومكانٍ على قدر فهمهم وعلمهم وقد أحاط الله هذه الأمَّة من بين الأمم بالعلم في شتى المجالات، ولذلك المهديّ المنتظَر يخاطبهم بالعلم والمنطق ويبين لهم ماهي الساعة فلو جاء بيان الساعة لكفار قريش لما فهموا الخبر، وقال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ} صدق الله العظيم [الجاثية:32].
ــــــــــــــــــ


وانتهت المقدمة للخطاب وجاء بيان الساعة..

يا معشر عُلماء الأمَّة إنهُ كما بينا لكم من قبل بأنّ الساعة هي أرضكم التي تعيشون عليها، وأما سبب تسميتها بالساعة وذلك لأن كوكبكم الأرضي التي هي أرضكم هذه هي الساعة الكونيّة، فتعالوا لنزيدكم علماً في حركة الشمس والقمر بأن لهما علاقة بالميقات المعلوم حسب يومكم 24 ساعة نتيجة دوران أرضكم حول نفسها، وكما علمناكم من قبل بأن الشمس والقمر بحسبان وأن الشهر القمريّ يعدل ثلاثين شهراً مما تعدون، وأن السنة القمريّة الواحدة تعدل ثلاثين سنة مما تعدون، وأن الشهر الشمسيّ الواحد يعدل ألف شهر مما تعدون، وأن السنة الشمسيّة تعدل ألف سنة مما تعدون، وأن الميعاد ليوم العذاب قد جعله الله بحساب السنة الشمسيّة، وأما الأهلّة فهي مواقيت للناس والأعمار والحجّ، فتعالوا لننظر سوياً مدى حقيقة ما يقوله ناصر اليماني عن حساب السنة الشمسيّة والتي يأتي آخر يومٍ فيها بحسب يومكم بعد ألف سنة مما تعدون وتلك هي السنة الشمسية ، فتعالوا يا معشر عُلماء الفلك والحساب لنبحث سوياً عن هذه الحقيقة لحركة الشمس وكم مدى ارتباطها بحركة الأرض بالسنة والشهر واليوم والساعة والدقيقة والثانية، وإنا لصادقون ولسنا مبالغون بغير الحقّ.

ونبدأ الحساب من الثانية التي هي جُزء من الدقيقة وذلك لأن حركة الكواكب دقيقة جداً محسوبة بالثانية كما يعلم علماء الفلك، والسؤال الذي نطرحه على أهل الحساب وأولي الألباب: إذا كان حقاً الشمس والقمر بحسبان والشهر الشمسي يعدل ألف شهر من شهورنا، والسنة الشمسية تعدل ألف سنة من سنيننا، فكم طول اليوم الشمسي بحسب حركة الشمس حول نفسها؟ فإذا كُنا صادقين فلا بُد أن تجدوه 24 ساعة بالدقة المتناهية على حسب سرعة حركة الشمس حول نفسها، وكذلك الساعة الشمسية تجدونها تتكون من ستين دقيقة حسب حركة الشمس حول نفسها، وكذلك الدقيقة فلا بُد أن تجدوها تتكون من ستين ثانية حسب حركة الشمس حول نفسها بمنتهى الدقة.

وهذه الأسئلة مطروحة لأهل الحساب وأولي الألباب وجوابها يسير جداً جداً وإنما لفحص دقة معلومات الإمام ناصر اليماني، ولا تنسوا بأن حركة الشمس بطيئة فلا بدّ أن تكون ثانيتها بطيئة، ويتكون الدهر من ثواني والثواني تتكون منها الدقائق والدقائق تتكون منها الساعات والساعات تتكون منها الأيام والأيام تتكون منها الشهور والشهور تتكون منها السنين ثم تخرجون بناتج في منتهى الدقة عن حركة الشمس وأن دقيقتها ستون ثانية وساعتها ستون دقيقة ويومها 24 ساعة وشهرها ثلاثون يوم وسنتها 360 يوم حسب حركة الشمس في ذات الشمس فهل من مجيب فهو اللبيب.

أخوكم الإمام ناصر اليماني.
ــــــــــــــــــــ

المهديّ المنتظَر يُعلن عن اقتراب توقف الساعة يا أيها الناس لقد انتهت دُنياكم وجاءت آخرتكم واقترب حسابكم وأنتم في غفلة معرضون


الإمام ناصر محمد اليماني
11 - 10 - 1428 هـ
23 - 10 - 2007 مـ
11:47 مساءً
ــــــــــــــــــــ


المهديّ المنتظَر يُعلن عن اقتراب توقف الساعة..

بسم الله الرحمن الرحيم
من المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر من أهل البيت المطهر إلى الناس كافة في البوادي والحضر، يا أيها الناس لقد انتهت دُنياكم وجاءت آخرتكم واقترب حسابكم وأنتم في غفلة معرضون عن الحقّ الحقيق الذي لا يقول على الله غير الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني والسلام على من اتبع الهُدى، وبعد..

يا معشر عُلماء الأمَّة الإسلاميّة وجميع عُلماء العالمين على مُختلف مجالاتهم العلمية، حقيقٌ لا أقول لكم إلا الحقّ بالبيان الحقّ من القرآن فلا كتاب جديد؛ بل آتيكم بالبيان من نفس القرآن لقوم يعلمون.

يا معشر عُلماء الأمَّة والناس أجمعين أيّ آيات الله تُنكرون؟ أفكلما بيّنا لكم آياته فكأنكم تجعلون أصابعكم في آذانكم حتى لا تسمعوا داعي الحقّ أم أن في آذانكم وقراً فأنتم لا تسمعون؟ أم أنكم صمٌ بكمٌ عُمي أم ماذا دهاكم وماذا حلَّ بكم؟ فما خطبكم عن الحقّ معرضون؟ وماهي حُجتكم على التكذيب؟ فهل أخاطبكم بكتابٍ جديدٍ لا عهد لكم به وما سمعتم به من قبل فأنتم لهُ منكرون؟ بل أخاطبكم من رسالة الله ربّ العالمين إلى الناس كافة القرآن العظيم لمن شاء منكم أن يستقيم، وإذا أنتم لا تشاءون الهدى فلا يهدي الله من لا يشاء هُداه ولا يريد سبيل الحقّ، واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه فيصرف قلوبكم بحسب ما اخترتم، فمن أراد الهُدى وبحث عنه فحقّاً على الله أن يهديه ومن أراد الضلالة أضله الله عن الصراط المُستقيم.

ويا أيها الناس لقد جعلني الله علَمَ الهُدى على بصيرةٍ من ربّي القرآن العظيم رسالة الله إليكم من قبل أكثر 1400 سنة رسالة شاملة من ربّ العالمين إلى الناس أجمعين فاتخذتموه مهجوراً، فقد أمهلكم الله كثيراً لعلكم تتدبرون آياته وتخافون وعيده فما زادكم إلا طُغياناً كبيراً، وانتهت دُنياكم وجاءت آخرتكم واقترب حسابكم وأنتم في غفلةٍ معرضونٍ وأوشكت الساعة على التوقف يا معشر المُسلمين فاتقوا الله يا من تزعمون أنكم تؤمنون بالقرآن العظيم، فهل تروني أخاطبكم بالسلطان من غير القرآن ثم لا تؤمنون فبأي حديث بعده تؤمنون؟ وتعالوا لأبيّن لكم التأويل الحقّ لقول الله تعالى: { قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَٰنُ مَدًّا حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضْعَفُ جُندًا } صدق الله العظيم [مريم:75].

ويا معشر المُسلمين هل تعلمون لماذا قال الله تعالى: { حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ }؟ وذلك إن صدق المُسلمون بالمهديّ المنتظَر الذي لا يُخاطبهم إلا بما أنزله الله على خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فإن صدق المسلمون بالحقّ وأجابوا داعي الحقّ إلا الكافرون بما نُزِّل على محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فسوف يُصدق الله المسلمين المستضعفين بالحقّ فيهلك عدوهم فيجعلهم الوارثين ويجعلهم أئمةً يدعون إلى الحقّ، وأما إذا كذّب المُسلمون المهديّ المنتظَر الذي يدعوهم إلى الرجوع إلى كتاب الله والاحتكام إليه فيما كان فيه يختلف عُلماءُ الحديث ومن أحسن من الله حُكماً ومن أصدق من الله قيلاً؟ فأما إذا كفر المسلمون بداعي الله وأعرضوا عنه فهنا الوضع يختلف فلن يرثهم الله الأرض كما وعدهم ولن يحقق آية العذاب على الكفار خاصةً ؛بل سوف يحقق قيام الساعة فتقوم بدلاً عن العذاب المكتوب قبل قيام الساعة نظراً لكفر المسلمين وإعراضهم عن داعي الحقّ الإمام المُبين المُتحدث بحديث الله ربّ العالمين السلطان المبين فجعلني الله المُهيمن به على جميع علماء الأمَّة أجمعين، وأكرر فأقول إن صدقني المُسلمون واستجابوا لداعي الحقّ الذي يحييهم ويشرح به صدورهم فينير به دروبهم فأبشرهم بأن الله سوف يهلك عدوهم ثم ينجيهم برحمة منه وذلك العذاب المكتوب من قبل الساعة، أما إذا كذب المسلمون بالقرآن العظيم واتَّبعوا الجاهلين الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فسوف يعلمون أي منقلبٍ ينقلبون فأبشرهم بالساعة أدهى وأمَّر من العذاب الأليم فيمحو الله آية العذاب فيحكم الساعة لذلك قال الله تعالى: { حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ } صدق الله العظيم، تصديقاً لقول الله تعالى: { يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ } صدق الله العظيم [الرعد:39].

فهل تدرون لماذا يا معشر المسلمين سوف تقوم عليكم الساعة مع المُجرمين؟ وذلك لأنكم كذبتم بداعي الحقّ فأعرضتم عنه، وشر العلماء تحت سقف السماء المحفوظ هم الذين يظهرهم الله على أمري ومن ثم يُعرضون عنه، فلو كانوا يرون فيه باطلاً فلماذا لا يحاوروني ويرجعوني عن ضلالي؟ ولكنهم يرون الحقّ من ربّهم ولكنها لا تَسْتَيْقِنُهُ أنفسُهم ومن ثم يعرضون.

ويا معشر المسلمين المُثقفين والباحثين عن الحقيقة، هل تظنون لو أن علماء المسلمين يرونني على ضلالٍ بأنهم سوف يسكتون عني؟ فكيف يسكتون عن الذود عن حياض الدين فيقفون صفاً واحداً أمام داعية ينفي عذاب القبر في حفرة السوءة وكذلك ينفي حداً موضوعاً من الحدود الشرعية في الإسلام وكذلك ينفي فتنة المسيح الدجال بمعجزات الإلهيّة.

ويا معشر المسلمين، وتالله إذا لم تتبعوني فأنكم سوف تقولون لعلمائكم كما قال الذين من قبلكم: {نَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّـهُ لَهَدَيْنَاكُمْ} [إبراهيم:21]، فمن ذا الذي ينفعكم من الله لئن كذبتم بالتأويل الحقّ للقرآن العظيم فها هو عاد القرآن غريباً على المُسلمين بسبب تأويله الحقّ كما كان غريباً من قبل يوم تنزيله وهو الحقّ من ربّهم.

ويا معشر علماء الأمَّة فلنفرض بأني على ضلالٍ مبينٍ فهل يجوز لكم الصموت عن الذود عن حياض الدين فتلجموني وتخرسوا لساني بالحقّ والبيان الحقّ حتى لا أضل المسلمين إن كنتم تروني على ضلال مُبين؟ وإن كنتم تروني على الحقّ فلماذا أنتم معرضون؟ فكيف تنجون من عذاب يومٍ عقيمٍ على الأبواب وأنتم كفرتم بالقرآن من قبل أن يكفر بي الكافرون؟ بل كنتم أول كافر به برغم أنكم تزعمون أنكم بالقرآن العظيم وبسنة محمد رسول الله مستمسكون. فإني أشهد الله وملائكته وابن عمر من البشر بأني أتحداكم بكتاب الله وسنة محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- الحقّ التي لا تُخالف لما أنزل الله، وما اختلف منها مع القرآن من أحاديث السنة فأشهد الله وملائكته وجميع الأنصار أنه حديث من أحاديث شياطين الجنّ والإنس الذين يريدون أن يصدونكم عن إيمانكم فيردوكم من بعد الإيمان به كافرين.

ويا معشر عُلماء الأمَّة، وتالله لا أريدكم أن تكونوا ساذجين فتصدقوني بأني أنا المهديّ المنتظَر ما لم آتِكم بسلطانٍ مبينٍ وقد جعل الله سلطاني البيان الحقّ للقرآن وآية سلطاني للمسلمين كافة إن رأوني ألجمت عُلماء المسلمين على مختلف فرقهم ومذاهبهم عن بكرة أبيهم إلجاماً فذلك نصرٌ من الله عظيمٌ وإقامةُ الحجّة على كُلِّ مسلمٍ لم يتبعني ويعترف بشأني بعد أن أظهره الله على أمري في الإنترنت العالميّة أو سُلمت له نسخةٌ ورقيةّ ثم لا يبحث عن الحقيقة ويتولى ويقول: "إن آمن به علماءُ الأمَّة آمنّا وإن كفروا بأمره فهم الصادقون". فسوف يعلمون من الكذاب الأشر!

وإني أنا المهديّ المنتظَر ولا أقول على الله غير الحقّ ولم أقل لكم بأني رسولٌ جئتكم بكتابٍ جديدٍ؛ بل بالبيان الحقّ للقرآن المجيد من نفس القرآن ولا وحيٌ جديدٌ ولا كتابٌ جديدٌ؛ بل القرآن الذي أنتم به مؤمنون، ولكني أرى إيمانكم يأمركم أن تكفروا بالحقّ! فلبئس ما يأمركم به إيمانكم يا معشر المسلمين.
وأذكركم بما يقوله الله لكم أنتم يا معشر المؤمنين في عصر الظهور في قوله تعالى: { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحقّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } صدق الله العظيم [الحديد:16].

ويا قوم ما خطبكم قتلتم القرآن شر قتلة بأسباب النزول؟ والتي معظمها كذبٌ وافتراءٌ على المؤمنين الحقّ في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- الذي قال الله عنهم المُخبتين وأمر رسوله أن يبشرهم، وقال تعالى: { وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴿٣٤﴾ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (35)} صدق الله العظيم [الحج].

وقال الله عنهم: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } صدق الله العظيم [الأنفال:2].

فهل هم صحابة رسول الله الحقّ الذين معه قلباً وقالباً؟ فنقول بلى، وقال الله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} صدق الله العظيم [الفتح:29].

فكيف تفترون عليهم يا معشر المفسرين؟ يا إمعات يا من تتبعون الأقاويل بغير تدبرٍ ولا تفكرٍ فأضللتم المسلمين عن الصراط المستقيم وحصرتم القرآن بأسباب النزول لجماعة ما وهو مطلق للأمم والناس أجمعين، وتتهمون صحابة رسول الله الحقّ بأن قلوبهم لم تخشع لذكر الله وما نزل من الحقّ وإنكم لكاذبون يا معشر المفترين يا من تقولون على الله ورسوله ما لا تعلمون فأطعتم أمر الشيطان أن تقولوا على الله ما لا تعلمون وعصيتم أمر الله الذي نهاكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون! فكيف تظنون بأن هذه الآية التالية نزلت في صحابة رسول الله الحق: { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحقّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } صدق الله العظيم [الحديد:16].

بل والله العلي العظيم أنه يخاطبكم أنتم يا معشر المسلمين في عهد الظهور؛ أما آن لكم التصديق؟ ألم أعلن لكم عن نهاية الحياة الدنيا من قبل أن تدرك الشمس القمر فيتلوها الهلال ثم أدركته فتلاها الهلال ثم اجتمعت به هو هلال كراراً ومراراً ولم يحدث لكم ذكرى؟
ويا معشر المسلمون هل تعلمون كم الأمد؟ إنه زمن أكثر من ألف عام وليس في عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فطال عليكم الأمد فقست قلوبكم.

ويا قوم إنها لتوجد في القرآن آياتُ مُخاطبةٍ ولا يقصد بها المؤمنين ولا الكافرين في عهد رسول الله على الإطلاق؛ بل يخاطب الله بها قوم في آخر الزمان، كمثال قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} صدق الله العظيم [الأنبياء:30].

فبالله عليكم ما يدري رعاة الإبل بذلك بأن السماوات والأرض كانتا رتقاً كوكباً نيترونياً واحداً فتكونت نتيجة الانفجار الأعظم ثم استوى إلى السماء وهي دخان من بعد الانفجار الأعظم فقضاهن سبع سماوات، فكيف يخاطب قوماً كافرين لا يرون ذلك حقاً على الواقع الحقيقي؟ بل يخاطب كفار اليوم الذين يرون ذلك حقّ على الواقع الحقيقي ولأنهم يرون ذلك يقول الله لهم في آخر الآية: {أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} فمن ذا الذي يقول أنه يخاطب كفار قريش بل يخاطبهم على قدر فهمهم وأكثر خبرتهم في الإبل، لذلك قال: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} صدق الله العظيم [الغاشية:17].

فدعاهم إلى التفكر في الإبل وذكرها قبل أن يذكر السماوات والجبال والأرض وذلك لأن أكثر خبرتهم وعلمهم في الإبل ويخاطب القرآن الناس في كل زمانٍ ومكانٍ على قدر فهمهم وعلمهم وقد أحاط الله هذه الأمَّة من بين الأمم بالعلم في شتى المجالات، ولذلك المهديّ المنتظَر يخاطبهم بالعلم والمنطق ويبين لهم ماهي الساعة فلو جاء بيان الساعة لكفار قريش لما فهموا الخبر، وقال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ} صدق الله العظيم [الجاثية:32].
ــــــــــــــــــ


وانتهت المقدمة للخطاب وجاء بيان الساعة..

يا معشر عُلماء الأمَّة إنهُ كما بينا لكم من قبل بأنّ الساعة هي أرضكم التي تعيشون عليها، وأما سبب تسميتها بالساعة وذلك لأن كوكبكم الأرضي التي هي أرضكم هذه هي الساعة الكونيّة، فتعالوا لنزيدكم علماً في حركة الشمس والقمر بأن لهما علاقة بالميقات المعلوم حسب يومكم 24 ساعة نتيجة دوران أرضكم حول نفسها، وكما علمناكم من قبل بأن الشمس والقمر بحسبان وأن الشهر القمريّ يعدل ثلاثين شهراً مما تعدون، وأن السنة القمريّة الواحدة تعدل ثلاثين سنة مما تعدون، وأن الشهر الشمسيّ الواحد يعدل ألف شهر مما تعدون، وأن السنة الشمسيّة تعدل ألف سنة مما تعدون، وأن الميعاد ليوم العذاب قد جعله الله بحساب السنة الشمسيّة، وأما الأهلّة فهي مواقيت للناس والأعمار والحجّ، فتعالوا لننظر سوياً مدى حقيقة ما يقوله ناصر اليماني عن حساب السنة الشمسيّة والتي يأتي آخر يومٍ فيها بحسب يومكم بعد ألف سنة مما تعدون وتلك هي السنة الشمسية ، فتعالوا يا معشر عُلماء الفلك والحساب لنبحث سوياً عن هذه الحقيقة لحركة الشمس وكم مدى ارتباطها بحركة الأرض بالسنة والشهر واليوم والساعة والدقيقة والثانية، وإنا لصادقون ولسنا مبالغون بغير الحقّ.

ونبدأ الحساب من الثانية التي هي جُزء من الدقيقة وذلك لأن حركة الكواكب دقيقة جداً محسوبة بالثانية كما يعلم علماء الفلك، والسؤال الذي نطرحه على أهل الحساب وأولي الألباب: إذا كان حقاً الشمس والقمر بحسبان والشهر الشمسي يعدل ألف شهر من شهورنا، والسنة الشمسية تعدل ألف سنة من سنيننا، فكم طول اليوم الشمسي بحسب حركة الشمس حول نفسها؟ فإذا كُنا صادقين فلا بُد أن تجدوه 24 ساعة بالدقة المتناهية على حسب سرعة حركة الشمس حول نفسها، وكذلك الساعة الشمسية تجدونها تتكون من ستين دقيقة حسب حركة الشمس حول نفسها، وكذلك الدقيقة فلا بُد أن تجدوها تتكون من ستين ثانية حسب حركة الشمس حول نفسها بمنتهى الدقة.

وهذه الأسئلة مطروحة لأهل الحساب وأولي الألباب وجوابها يسير جداً جداً وإنما لفحص دقة معلومات الإمام ناصر اليماني، ولا تنسوا بأن حركة الشمس بطيئة فلا بدّ أن تكون ثانيتها بطيئة، ويتكون الدهر من ثواني والثواني تتكون منها الدقائق والدقائق تتكون منها الساعات والساعات تتكون منها الأيام والأيام تتكون منها الشهور والشهور تتكون منها السنين ثم تخرجون بناتج في منتهى الدقة عن حركة الشمس وأن دقيقتها ستون ثانية وساعتها ستون دقيقة ويومها 24 ساعة وشهرها ثلاثون يوم وسنتها 360 يوم حسب حركة الشمس في ذات الشمس فهل من مجيب فهو اللبيب.

أخوكم الإمام ناصر اليماني.
ــــــــــــــــــــ