السبت، 28 أغسطس 2010

عن ابن عمر بن الخطاب عن النَّبيّ صلى الله -عليه وسلّم الله عليه وسلّم- أنه قال: [إن من عباد الله لأناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله عز وجل قالوا يا رسول الله من هم وما أعمالهم لعلنا نحبهم قال هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فوالله إن وجوههم لنور وإنهم لعلى منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم


الإمام ناصر محمد اليماني
18 - 09 - 1431 هـ
28 - 08 - 2010 مـ
05:36 صباحاً
ـــــــــــــــــ


أولئك لا ينالهم الفزع الأكبر يوم يُلقي الله بالسؤال إلى الناس جميعاً عن النعيم الذي يوجد فيه سرّ الحكمة من خلقهم..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الاطهار والسابقين الأنصار للحق إلى يوم الدين..

وروى عمر بن الخطاب عن النَّبيّ صلى الله -عليه وسلّم الله عليه وسلّم- أنه قال: [إن من عباد الله لأناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله عز وجل قالوا يا رسول الله من هم وما أعمالهم لعلنا نحبهم قال هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فوالله إن وجوههم لنور وإنهم لعلى منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس].

عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله الرحمن عليه وسلم: [إن من العباد عباداً يغبطهم الأنبياء والشهداء قال من هم يا رسول الله قال هم قوم تحابوا بروح الله على غير أموال ولا أنساب وجوههم نور يعني على منابر من نور لا يخافون إن خاف الناس ولا يحزنون إن حزن الناس].

حدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبى شيبة، قالا: ثنا جرير، عن عمارة ابن القعقاع، عن أبى زرعة بن عمرو بن جرير، أن عمر بن الخطاب قال: قال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم: [إن من عباد الله لأناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى].، قالوا: يا رسول الله، تخبرنا من هم، قال: [هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم على نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس]. صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

أولئك لا ينالهم الفزع الأكبر يوم يُلقي الله بالسؤال إلى الناس جميعاً عن النعيم الذي يوجد فيه سرّ الحكمة من خلقهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} صدق الله العظيم [التكاثر:8]. 

تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:6].

ثم يلقي الله بالسؤال: فهل أبلغوكم برسالات ربّكم وقصّوا عليكم آياته؟ وقال الله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الجنّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130)} صدق الله العظيم [الأنعام].

وأما السؤال الذي سوف يوجَّهُ إلى المُرسلين فسوف يقول الله تعالى لرسله: وهل دعوتم الناس أن يعبدوا النّعيم الأعظم؟ وبما إن كافة الأنبياء والمُرسلين لا يعلمون ما يقصد الله (بالنّعيم الأعظم) بل حتى الملائكة المُقربين لا يعلمون ما يقصد الله بالنّعيم الأعظم! وهُنا يحدث الفزع الأكبر لكافة من كان في السماوات والأرض من الملائكة والجنّ والإنس إلا الذي دعا إلى عبادة النّعيم الأعظم برغم أنَّ الأنبياء والمرسلين كذلك دعوا الناس إلى عبادة النّعيم الأعظم، وذلك لأن النّعيم الأعظم هو الله سبحانه وتعالى، غير إنَّ سبب فزعهم هو أنهم لم يعلموا بالمقصود من سؤال الله إليهم هل دعوا الناس إلى عبادة النّعيم الأعظم لكونه لا يعلم بحقيقة اسم الله الأعظم جميعُ الأنبياء والمُرسلين. ولذلك لن يحزنهم الفزع الأكبر الذي يشمل من كان في السماوات والأرض لكون الأنبياء دعوا الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له ولم يكونوا يعلمون أنَّ النّعيم الأعظم هو اسم من أسماءِ الله ربّ العالمين، ولذلك فنتيجة الفزع الأكبر هي إيجابيةٌ عليهم، ولذلك لن يحزنهم الفزع الأكبر.
ولكن الذي يدعو الناس إلى عبادة النّعيم الأعظم هو الإمام المهدي، ولذلك خلقهم إلى ما دعاهم إلى عبادته الإمام المهدي ثم يحقق الهدف من خلقهم فيهدي الله به من في الأرض جميعاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ شَآءَ رَبّكَ لَجَعَلَ النّاسَ أُمّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلاّ مَن رّحِمَ رَبّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمّتْ كَلِمَةُ رَبّكَ لأمْلأنّ جَهَنّمَ مِنَ الْجِنّةِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ(119)} صدق الله العظيم [هود].

ويا رجل، إنَّ الإمام المهدي لا يقول في جده محمد رسول الله إلا خيراً، وأما بالنسبة لحقيقة اسم الله الأعظم فلم يُحِطْ به لا هو ولا كافة الأنبياء والمُرسلين ولذلك لم يُقدِّر الله تحقيق الهدف من الخلق في عصرهم، ولن يستطيع من في السماوات والأرض أن يعرف لكم حقيقة اسم الله الأعظم لا من الملائكة والجنّ والإنس ولا كافة رُسل الله من الجنّ والإنس لأنهم لا يحيطون به علماً، وأما سبب فزعهم هو حين تلقّوا السؤال من ربّهم هل دعوتم الناس إلى عبادة النّعيم الأعظم فلم يدركوا بادئ الأمر أن ذلك هو اسم الله الأعظم الذي تكمن فيه الحكمة من خلق عبيد الله جميعاً وهو اسم من أسماء الله الحسنى، وإنما يوصف بالأعظم لأنه صفة رضوان الرحمن على عباده أنهُ أكبر من نعيم الجنة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبه:72].

فاتَّقِ الله أخي الكريم ولا تسعى لفتنة الذين لم يعلموا بعد علم اليقين بحقيقة اسم الله الأعظم، وأما الذين علموا بحقيقة اسم الله الأعظم من أنصار المهديّ المنتظَر فتالله لا يستطيع فتنتهم من في السماء ومن في الأرض، وهل تدري لماذا؟ وذلك لأنهم علِموا بهذه الحقيقة في أنفسهم وهي الآية الكُبرى لديهم التي جعلتهم يوقنون أنَّ ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر الذي يدعو إلى عبادة النّعيم الأعظم حتى يكون رضوان الله غايةً وليس وسيلةً لأن في ذلك سرّ الحكمة من خلقهم، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56]. ولكن بسبب فتنة المُبالغة في أنبياء الله ورُسله لن تدركوا حقيقة اسم الله الأعظم.

ولسوف أوجه إليك سؤالي يا من تقول إني لم أعِ ما أقول، فهل ترى أنه يحقّ لك أن تُنافس محمداً رسولَ الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- في حبّ الله وقربه؟ وننتظر منك الإجابة على هذا السؤال، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين ..

وأما بالنسبة لاستغرابك من فتوى ناصر محمد اليماني أنه سوف يدعو ثبوراً لو لم يحقق الله لهُ النّعيم الأعظم ومن ثم جاء الرد منك بما يلي:
راجعنا القرآن، فوجدنا الذي يدعو بالويل والثبور:
{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَى سَعِيرًا (12)}
{بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (11) إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (12) وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا (13) لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا (14)}
ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: وتالله لو لم يُحقق الله لعبده النّعيم الأعظم فإنّني سوف أدعو ثبوراً أكثر منهم بجميع كلمات الحُزن والأسى، ولن يرضيني ربّي بالحور العين وجنات النعيم، ولن يرضيني ربّي بملكوته جميعاً مهما كان ومهما يكون، فلن أقبل به حتى يحقق لي النّعيم الأعظم من نعيم جنته فيرضى في نفسه. فكيف تريدني أن أرضى بجنات النعيم وربي حبيبي حزين ومُتحسر على عباده الذين ظلموا أنفسهم! وقال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (31) وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ(32)} صدق الله العظيم [يس].

ويا سُبحان ربّي فلكم دعاء الثبور لدى الكفار والمهديّ المنتظَر مُختلفان جداً! فأما الكفار فدعاؤهم بالثبور على أنفسهم وهو بسبب أنهم ظلموا أنفسهم فأدخلهم الله النار، وأما المهديّ المنتظَر فهو لو يحرمه الله من تحقيق النّعيم الأعظم وهو أن يكون الله راضياً في نفسه لا مُتحسراً ولا حزيناً، ولذلك تجد العبد الذي أذن الله لهُ بالخطاب يحاج ربه أن يرضى في نفسه فإذا رضي في نفسه فهذا يعني أنها تحققت الشفاعة فتأتي من الله أرحم الراحمين فينادي عبده أن يدخل في عباده فيدخلون جنته أجمعين. وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴿٢٧﴾ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً ﴿٢٨﴾فَادْخُلِي فِي عِبَادِي﴿٢٩﴾وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴿٣٠﴾} [الفجر].

{حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ ربّكم قَالُوا الحقّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم [سبأ:23].

ولن يُدخِل الله عبادَه جنَّتَه فتشفع لهم رحمتُه في نفسه من غضبه حتى يرضى في نفسه، ولذلك تجد العبد الذي أذِن اللهُ لهُ بالخطاب وقال صواباً تجده يُحاجُّ ربَّه أنْ يحقق له النّعيم الأعظم من جنته ويرضى في نفسه، فإذا تحقّق الرضا في نفسه تحقّقَت الشفاعة. وإنَّما الشفاعة أن تشفع رحمته في نفسه من غضبه فلم تتجاوز الشفاعة ذات الله سُبحانه، تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} صدق الله العظيم [الزمر:44].

وإنّما عبده الذي أَذِن الله له أن يُخاطب ربه قال صواباً لأنه لن يشفع لأحدٍ من عباده، لأن الله هو أرحم الراحمين، ولذلك أذن الله له أن يحاجّ ربه في أن يرضى، فإذا تحقق الرضا تحققت الشفاعة. ولذلك قال الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى} صدق الله العظيم [النجم:26].

ويا رجل، فبما أنَّ الإمام المهدي سيدعو ثبوراً أكثر من ثبور الكافرين لو لم يرضَ الله في نفسه ولذلك سوف يهدي الله من في الأرض جميعاً رحمة بعبده، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم [هود:118-119].

وفي ذلك سرّ الإمام المهدي الذي يعبد رضوان الله غايةً وليس كوسيلةٍ هو ومن اتبع دعوته قلباً وقالباً من الذين كانوا على شاكلته من الأنصار السابقين الأخيار من زمرته، وهم ليسوا بأنبياء ولا شهداء ولكنهم يغبطهم الأنبياء والشهداء على قربهم من ربَّهم وحُبه لهم أولئك أحباب الرحمن الذين وعد الله بهم في مُحكم القرآن، فكيف يرضون بجنّة النَّعيم قبل أن يتحقق لهم النّعيم الأعظم منها، ولذلك رفعهم الله مكاناً علياً في الكتاب فهو أكرم منهم وأرحم، فكن منهم ونافسهم وإمامهم المهدي في حبّ الله وقربه، فلم آمرهم أن يبالغوا في شأني بغير الحقّ حتى ولو كنت خليفة الله في الأرض فإن لهم من الحقّ في ربِّهم ما للإمام المهدي، ومن جعل من الأنصار الله الواحد القهار حصرياً للمهديّ المنتظَر من دونه فيعتقد أنه لا ينبغي له أن ينافس الإمام المهدي في حبّ الله وقربه فقد أشرك بالله، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

وبالنسبة لسر هُدى الله للأمّة جميعاً من أجل الإمام المهدي فهو رحمة بالإمام المهدي الذي سيدعو ثبوراً لو لم يحقق الله له النّعيم الأعظم من جنته، وذلك لأن الإمام المهدي يعبد رضوان الله غايةً وليس كوسيلةٍ ليدخله جنته، وكيف يكون الله راضياً في نفسه؟ وذلك حتى يدخل عباده في رحمته جميعاً رحمة بالإمام المهدي الذي تستهزئ به ولا تحيط بسره وتجهل قدره! اللهم اغفر لهم فإنهم لا يعلمون.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
خليفة الله وعبده الإمام المهدي؛ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ

الجمعة، 27 أغسطس 2010

تبيان الحديث [ كَذِبَ المُنَجِّمُونَ وَلَوْ صَدقُوا ]


- 1 -
الإمام ناصرمحمد اليماني
17 - 09 - 1431 هـ
27 - 08 - 2010 مـ
06:45 مساءً
ــــــــــــــــــــــ


كَذِبَ المُنَجِّمُونَ وَلَوْ صَدقُوا ]..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الطيبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..
قال -رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم- وسلم: [ كَذِبَ المُنَجِّمُونَ وَلَوْ صَدقُوا ]صدق عليه الصلاة والسلام وعلى آله وسلم، بمعنى أن المنجِّمين كذبوا بأنهم علموا خطفةً من الغيب بطريقة رصدهم لحركات النّجوم، ولو صدقوا فليس للنجوم أي علاقة بما علموا؛ بل علّمتهم الشياطين الذين يسترقون السمع من السماء الدّنيا فيوحي شياطين الجنّ إلى أوليائهم من شياطين الإنس زُخْرُفَ القول غروراً وأكثرهم كاذبون، وقال الله تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كلّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ(223)} صدق الله العظيم [الشعراء].

وقال تعالى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لكلّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالجنّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هم مُّقْتَرِفُونَ(113)} صدق الله العظيم [الأنعام].

وذلك مكر الشياطين ضد الحقّ عن طريق العرّافين الكهنة المنجِّمين وكذبوا بأنهم علموا ذلك من رصدهم للنجوم وإن صدقوا في خطفةٍ غيبيةٍ؛ بل تلقَّونَها كما بيّن الله لنا عن طريق أوليائهم الشياطين من الذين يسّمّعون للملأ الأعلى في السماء الدُنيا، وبعض منهم يحصل على خطفةٍ حقيقيةٍ. وقال الله تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدّنيا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِّن كلّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ (7) لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الملأ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كلّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ(10)} صدق الله العظيم [الصّافات].

وهذه هي حقيقة من يسمون أنفسهم المنجمين، وهم أنفسهم العرّافين، وهم أنفسهم الكهنة، وهم أنفسهم المشعوذين ألدّ الخصام لله وأوليائه وأنبيائه.

وأما بالنسبة لنهاية العالم فلا ينتهي العالم الدنيوي إلا بقيام الساعة، ولم يأتِ قدرها المقدور؛ بل جاءت نهاية أعداء الله الذين لا يزالون كافرين بهذا القرآن العظيم رسالة الله الشاملة إلى الجنّ والإنس، ويريد الله أن ينصر الحقّ ويظهر دينه على الدين كله ولو كره المشركون، وذلك ليلة النصر والظهور للمهدي المنتظَر في ليلةٍ واحدةٍ على العالمين بآية العذاب الأليم حتى يؤمنوا بالحقّ ويسلموا تسليماً، وجعل الله آية التصديق للمهدي المنتظَر آية العذاب الأليم، ولم يؤيّده الله بالمعجزات الخارقة عن المألوف لأنه لا فائدة مهما أيده الله فلن يؤمن حتى المسلمون ولن تزيدهم المعجزات الكبرى للمهدي المنتظَر من ربه إلا كفراً وإنكاراً لشأنه، وذلك لأن المهديّ المنتظَر خليفة الله الشامل على كلّ ما يَدِبُّ أو يطير من البعوضة وما فوقها، ولو أوحى الله إلى الأمم من البعوضة فما فوقها أن يطيعوا أمر خليفته المهديّ المنتظَر فيكونون من جنوده ضد المسيح الدجال الشيطان الرجيم ومن ثمّ يحشر الله للمهدي المنتظَر جنوده من البعوضة فما فوقها فلن يؤمنوا بالحقّ، وقال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كلّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:111].

وقد يتساءل السائل فيقول: "عجيب عدم إيمان النّاس بالحقّ برغم لو حدثت جميع هذه الآيات تصديقاً للمهدي المنتظر"، ومن ثمّ نرد عليه ونقول: بأن أول من يكفر بالمهديّ لو حدثت هذه الآيات هم المسلمون، وذلك بسبب العقيدة في تغيير الناموس للمعجزات في الكتاب بأن الله يؤيد بها ألدَّ أعدائه المسيح الدجال فيقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت ويعيد الروح لجسدها من بعد قتلها فيقطع رجلاً إلى نصفين ومن ثمّ يعيد إليه روحه من بعد قتله، وسبحان الله عما يصفون! فما كان الله ليرسل الآيات تصديقاً لدعوة الباطل، بل تصديقاً لدعوة الحقّ، ونظراً لهذه العقيدة الباطل ضلّ المسلمون عن الحقّ بسبب هذه العقيدة الباطل والتي ما أنزل الله بها من سلطان وبسبب تغيير الناموس بغير الحقّ وبدّلوا عقيدةً غير التي قالها الله ورسوله، ولذلك أبشر جميع المسلمين والنّاس أجمعين بآية العذاب الشاملة على جميع قرى أهل الأرض بما فيها قرى المسلمين بسبب هذه العقيدة الباطلة بأنّ الله يؤيد بمعجزاته المسيح الدجال، وذلك حتى إذا أيِّد الله المهديّ المنتظَر بآياته الكبرى في الكتاب فيقولون إنما أنت المسيح الدجال، ولذلك امتنع الله أن يرسل بالآيات لا مع محمد رسول الله ولا مع المهديّ المنتظَر بسبب كفرهم المقدم بالمعجزات من قبل أن تأتي بأن الله يؤيد بها المسيح الدجال، إذاً لا داعي لها الآن ولذلك تقدم العذاب من قبل المعجزات فجعل الله آية التصديق هي آية العذاب الأليم تشمل جميع قرى الكفار والمسلمين، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نحن مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (58) وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيات إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيات إِلاَّ تَخْوِيفًا(59)} صدق الله العظيم [الإسراء].

وآية العذاب هذه هي بسبب كفر المسلمين والنّاس بالقرآن العظيم والاتّباع لما خالفه من الباطل، ويوم مجيء آية التصديق يؤمنون بما جاء في القرآن العظيم ويسلّمون تسليماً، وآية العذاب شرطٌ من شروط السّاعة الكبرى يوم يأتي كسف الدخان المبين بحجارة العذاب الأليم فيؤمنون جميعاً في ليلةٍ واحدةٍ فيصدق داعيَ الحقّ المسلمُون والكفارُ فيظهر الله المهديّ المنتظَر على العالمين في ليلةِ بآية العذاب المبين، وإني لمترقب لذلك اليوم كما أُمرت في الكتاب حتى يصدقون. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَان مبين (10) يَغْشَى النّاس هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا العَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَ قَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مبين (13) ثمّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَ قَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو العَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ(16)} صدق الله العظيم [الدخان].

وهذه الآية تخبر عن تولّي الكفار والمسلمين عن الحقّ الذي جاء به محمد رسول الله إلى النّاس كافة فيتبعون ما خالفه ويزعمون أنهم مهتدون، وقد أخرجهم المفترون على الله ورسوله عن الكتاب والسُّنة ولم يستمسكوا بكتاب الله وسنة رسوله الحقّ المُكمّلين لبعضهما، ولا ينبغي للسنة أن تخالف القرآن في شيء بل تزيده بياناً وتوضيحاً دون أي اختلاف في شيء بينهما.

ولكنكم يا معشر المسلمين خالفتم كتاب الله وسنة رسوله باستمساككم بما خالف القرآن من السُّنة وتركتم القرآن والسُّنة الحقّ التي تتفق مع القرآن العظيم، وكم صرخت فيكم، وكم دعوتكم ليلاً ونهاراً عبر الإنترنت العالمية أنّ الله جعل القرآن المحفوظ من التحريف هو المرجع لما اختلفتم فيه من السُّنة التي لم يعدكم الله بحفظها، وعلمتكم القاعدة القرآنية لكشف الأحاديث المدسوسة بأنكم إذا قمتم بالمقارنة بين الأحاديث التي جاءت في السُّنة النّبويّة وبين ما جاء في القرآن العظيم بأنكم سوف تجدون بين الباطل منها وبين محكم آيات القرآن اختلافاً كثيراً جملة وتفصيلاً، ومن ثمّ تعلمون بأن ذلك الحديث المخالف لمحكم القرآن العظيم من عند غير الله من المنافقين من شياطين الإنس، ولكنكم أبيتم الاحتكام إلى القرآن العظيم، والجاهلون منكم ظنّوا بأن ناصر محمد اليماني ينبذ سُنة محمدٍ رسول الله وراء ظهره ويستمسك بالقرآن وحده من دون السنة، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، فإن استمسكت بكتاب الله وحده وتركت السُّنة المحمدية فلن تغنوا عني من الله شيئاً، وإن استمسكت بالسُّنة وتركت القرآن فلن تغنوا عني من الله شيئاً، بل أنا المهديّ المنتظَر مُستمسك بكتاب الله وسنة رسوله الحقّ إلا ما خالف منها القرآن العظيم فأكفر بها جملةً وتفصيلاً، وسبب كفري بها لأن تلك الأحاديث المخالفة لمحكم القرآن العظيم ليست من عند الله ورسوله بل مكر ضد الله ورسوله، فكم أنذرتكم وكم علمتكم وكم حذرتكم، فاطلع كثيرٌ من علمائكم على ما يقوله ناصر محمد اليماني فتولى ولم يصدق ولم يكذب ولم يتخذ أي قرار، ناظرين هل يصدقني الله بآية العذاب الأليم عام 2012 أو تكون قبل ذلك التاريخ، وأنتم لا تزالون في ريبكم تترددون مذبذبين لا صدقتم ولا كذبتم، وقد علمت بأن القول سوف يحقّ على الكفار والمسلمين بسبب عدم اليقين بما علمناهم من الحقّ من حقائق آيات القرآن العظيم، فلم يصدق ولم يكذب المسلمون ولا الكفار، وذلك لأنهم بحقائق آيات الله التي أخبرناكم عن حقائقها لا يوقنون وذلك هو سبب عدم التصديق وعدم التكذيب فأصبحتم مذبذبين لا مصدقين ولا مكذبين وقال الله تعالى:{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النّاس كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ} صدق الله العظيم [النمل:83].

كما هو حالكم الآن فترون أنكم لستم مكذبين ولستم مصدقين بسبب عدم اليقين بالبيان الحقّ ومنه آيات تجدونها الحقّ الآن على الواقع الحقيقي لو كنتم تعلمون.

وأما بالنسبة لمن يتوقعون نهاية العالم عام 2012 فهو بحسب علمهم باقتراب الكوكب العاشر كوكب سجيل كوكب العذاب الأليم آية النصر والظهور، ولكنهم يتوقعون نهاية العالم أجمعين، ولكني أفتيهم بغير ذلك بنهاية المفسدين في الأرض منكم، ويهدي الله ما دون ذلك فيكشف عنهم آية العذاب الأليم لعلهم يشكرون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

الإمام المبين الهادي بكتاب الله وسنّة رسوله إلى الصراط المستقيم؛ الحكم العدل بالقول الفصل وما هو بالهزل؛ المهديّ المنتظَر الناصر لكتاب الله والسُّنة المحمدية ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــــ

يتوقعون نهاية العالم أجمعين ولكني أفتيهم بغير ذلك بنهاية المفسدين في الأرض منكم، ويهدي الله ما دون ذلك فيكشف عنهم آية العذاب الأليم لعلهم يشكرون


- 1 -
الإمام ناصرمحمد اليماني
17 - 09 - 1431 هـ
27 - 08 - 2010 مـ
06:45 مساءً
ــــــــــــــــــــــ


[ كَذِبَ المُنَجِّمُونَ وَلَوْ صَدقُوا ]..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الطيبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..
قال -رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم- وسلم: [ كَذِبَ المُنَجِّمُونَ وَلَوْ صَدقُوا ]صدق عليه الصلاة والسلام وعلى آله وسلم، بمعنى أن المنجِّمين كذبوا بأنهم علموا خطفةً من الغيب بطريقة رصدهم لحركات النّجوم، ولو صدقوا فليس للنجوم أي علاقة بما علموا؛ بل علّمتهم الشياطين الذين يسترقون السمع من السماء الدّنيا فيوحي شياطين الجنّ إلى أوليائهم من شياطين الإنس زُخْرُفَ القول غروراً وأكثرهم كاذبون، وقال الله تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كلّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ(223)} صدق الله العظيم [الشعراء].

وقال تعالى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لكلّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالجنّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هم مُّقْتَرِفُونَ(113)} صدق الله العظيم [الأنعام].

وذلك مكر الشياطين ضد الحقّ عن طريق العرّافين الكهنة المنجِّمين وكذبوا بأنهم علموا ذلك من رصدهم للنجوم وإن صدقوا في خطفةٍ غيبيةٍ؛ بل تلقَّونَها كما بيّن الله لنا عن طريق أوليائهم الشياطين من الذين يسّمّعون للملأ الأعلى في السماء الدُنيا، وبعض منهم يحصل على خطفةٍ حقيقيةٍ. وقال الله تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدّنيا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِّن كلّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ (7) لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الملأ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كلّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ(10)} صدق الله العظيم [الصّافات].

وهذه هي حقيقة من يسمون أنفسهم المنجمين، وهم أنفسهم العرّافين، وهم أنفسهم الكهنة، وهم أنفسهم المشعوذين ألدّ الخصام لله وأوليائه وأنبيائه.

وأما بالنسبة لنهاية العالم فلا ينتهي العالم الدنيوي إلا بقيام الساعة، ولم يأتِ قدرها المقدور؛ بل جاءت نهاية أعداء الله الذين لا يزالون كافرين بهذا القرآن العظيم رسالة الله الشاملة إلى الجنّ والإنس، ويريد الله أن ينصر الحقّ ويظهر دينه على الدين كله ولو كره المشركون، وذلك ليلة النصر والظهور للمهدي المنتظَر في ليلةٍ واحدةٍ على العالمين بآية العذاب الأليم حتى يؤمنوا بالحقّ ويسلموا تسليماً، وجعل الله آية التصديق للمهدي المنتظَر آية العذاب الأليم، ولم يؤيّده الله بالمعجزات الخارقة عن المألوف لأنه لا فائدة مهما أيده الله فلن يؤمن حتى المسلمون ولن تزيدهم المعجزات الكبرى للمهدي المنتظَر من ربه إلا كفراً وإنكاراً لشأنه، وذلك لأن المهديّ المنتظَر خليفة الله الشامل على كلّ ما يَدِبُّ أو يطير من البعوضة وما فوقها، ولو أوحى الله إلى الأمم من البعوضة فما فوقها أن يطيعوا أمر خليفته المهديّ المنتظَر فيكونون من جنوده ضد المسيح الدجال الشيطان الرجيم ومن ثمّ يحشر الله للمهدي المنتظَر جنوده من البعوضة فما فوقها فلن يؤمنوا بالحقّ، وقال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كلّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:111].

وقد يتساءل السائل فيقول: "عجيب عدم إيمان النّاس بالحقّ برغم لو حدثت جميع هذه الآيات تصديقاً للمهدي المنتظر"، ومن ثمّ نرد عليه ونقول: بأن أول من يكفر بالمهديّ لو حدثت هذه الآيات هم المسلمون، وذلك بسبب العقيدة في تغيير الناموس للمعجزات في الكتاب بأن الله يؤيد بها ألدَّ أعدائه المسيح الدجال فيقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت ويعيد الروح لجسدها من بعد قتلها فيقطع رجلاً إلى نصفين ومن ثمّ يعيد إليه روحه من بعد قتله، وسبحان الله عما يصفون! فما كان الله ليرسل الآيات تصديقاً لدعوة الباطل، بل تصديقاً لدعوة الحقّ، ونظراً لهذه العقيدة الباطل ضلّ المسلمون عن الحقّ بسبب هذه العقيدة الباطل والتي ما أنزل الله بها من سلطان وبسبب تغيير الناموس بغير الحقّ وبدّلوا عقيدةً غير التي قالها الله ورسوله، ولذلك أبشر جميع المسلمين والنّاس أجمعين بآية العذاب الشاملة على جميع قرى أهل الأرض بما فيها قرى المسلمين بسبب هذه العقيدة الباطلة بأنّ الله يؤيد بمعجزاته المسيح الدجال، وذلك حتى إذا أيِّد الله المهديّ المنتظَر بآياته الكبرى في الكتاب فيقولون إنما أنت المسيح الدجال، ولذلك امتنع الله أن يرسل بالآيات لا مع محمد رسول الله ولا مع المهديّ المنتظَر بسبب كفرهم المقدم بالمعجزات من قبل أن تأتي بأن الله يؤيد بها المسيح الدجال، إذاً لا داعي لها الآن ولذلك تقدم العذاب من قبل المعجزات فجعل الله آية التصديق هي آية العذاب الأليم تشمل جميع قرى الكفار والمسلمين، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نحن مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (58) وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيات إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيات إِلاَّ تَخْوِيفًا(59)} صدق الله العظيم [الإسراء].

وآية العذاب هذه هي بسبب كفر المسلمين والنّاس بالقرآن العظيم والاتّباع لما خالفه من الباطل، ويوم مجيء آية التصديق يؤمنون بما جاء في القرآن العظيم ويسلّمون تسليماً، وآية العذاب شرطٌ من شروط السّاعة الكبرى يوم يأتي كسف الدخان المبين بحجارة العذاب الأليم فيؤمنون جميعاً في ليلةٍ واحدةٍ فيصدق داعيَ الحقّ المسلمُون والكفارُ فيظهر الله المهديّ المنتظَر على العالمين في ليلةِ بآية العذاب المبين، وإني لمترقب لذلك اليوم كما أُمرت في الكتاب حتى يصدقون. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَان مبين (10) يَغْشَى النّاس هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا العَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَ قَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مبين (13) ثمّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَ قَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو العَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ(16)} صدق الله العظيم [الدخان].

وهذه الآية تخبر عن تولّي الكفار والمسلمين عن الحقّ الذي جاء به محمد رسول الله إلى النّاس كافة فيتبعون ما خالفه ويزعمون أنهم مهتدون، وقد أخرجهم المفترون على الله ورسوله عن الكتاب والسُّنة ولم يستمسكوا بكتاب الله وسنة رسوله الحقّ المُكمّلين لبعضهما، ولا ينبغي للسنة أن تخالف القرآن في شيء بل تزيده بياناً وتوضيحاً دون أي اختلاف في شيء بينهما.

ولكنكم يا معشر المسلمين خالفتم كتاب الله وسنة رسوله باستمساككم بما خالف القرآن من السُّنة وتركتم القرآن والسُّنة الحقّ التي تتفق مع القرآن العظيم، وكم صرخت فيكم، وكم دعوتكم ليلاً ونهاراً عبر الإنترنت العالمية أنّ الله جعل القرآن المحفوظ من التحريف هو المرجع لما اختلفتم فيه من السُّنة التي لم يعدكم الله بحفظها، وعلمتكم القاعدة القرآنية لكشف الأحاديث المدسوسة بأنكم إذا قمتم بالمقارنة بين الأحاديث التي جاءت في السُّنة النّبويّة وبين ما جاء في القرآن العظيم بأنكم سوف تجدون بين الباطل منها وبين محكم آيات القرآن اختلافاً كثيراً جملة وتفصيلاً، ومن ثمّ تعلمون بأن ذلك الحديث المخالف لمحكم القرآن العظيم من عند غير الله من المنافقين من شياطين الإنس، ولكنكم أبيتم الاحتكام إلى القرآن العظيم، والجاهلون منكم ظنّوا بأن ناصر محمد اليماني ينبذ سُنة محمدٍ رسول الله وراء ظهره ويستمسك بالقرآن وحده من دون السنة، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، فإن استمسكت بكتاب الله وحده وتركت السُّنة المحمدية فلن تغنوا عني من الله شيئاً، وإن استمسكت بالسُّنة وتركت القرآن فلن تغنوا عني من الله شيئاً، بل أنا المهديّ المنتظَر مُستمسك بكتاب الله وسنة رسوله الحقّ إلا ما خالف منها القرآن العظيم فأكفر بها جملةً وتفصيلاً، وسبب كفري بها لأن تلك الأحاديث المخالفة لمحكم القرآن العظيم ليست من عند الله ورسوله بل مكر ضد الله ورسوله، فكم أنذرتكم وكم علمتكم وكم حذرتكم، فاطلع كثيرٌ من علمائكم على ما يقوله ناصر محمد اليماني فتولى ولم يصدق ولم يكذب ولم يتخذ أي قرار، ناظرين هل يصدقني الله بآية العذاب الأليم عام 2012 أو تكون قبل ذلك التاريخ، وأنتم لا تزالون في ريبكم تترددون مذبذبين لا صدقتم ولا كذبتم، وقد علمت بأن القول سوف يحقّ على الكفار والمسلمين بسبب عدم اليقين بما علمناهم من الحقّ من حقائق آيات القرآن العظيم، فلم يصدق ولم يكذب المسلمون ولا الكفار، وذلك لأنهم بحقائق آيات الله التي أخبرناكم عن حقائقها لا يوقنون وذلك هو سبب عدم التصديق وعدم التكذيب فأصبحتم مذبذبين لا مصدقين ولا مكذبين وقال الله تعالى:{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النّاس كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ} صدق الله العظيم [النمل:83].

كما هو حالكم الآن فترون أنكم لستم مكذبين ولستم مصدقين بسبب عدم اليقين بالبيان الحقّ ومنه آيات تجدونها الحقّ الآن على الواقع الحقيقي لو كنتم تعلمون.

وأما بالنسبة لمن يتوقعون نهاية العالم عام 2012 فهو بحسب علمهم باقتراب الكوكب العاشر كوكب سجيل كوكب العذاب الأليم آية النصر والظهور، ولكنهم يتوقعون نهاية العالم أجمعين، ولكني أفتيهم بغير ذلك بنهاية المفسدين في الأرض منكم، ويهدي الله ما دون ذلك فيكشف عنهم آية العذاب الأليم لعلهم يشكرون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

الإمام المبين الهادي بكتاب الله وسنّة رسوله إلى الصراط المستقيم؛ الحكم العدل بالقول الفصل وما هو بالهزل؛ المهديّ المنتظَر الناصر لكتاب الله والسُّنة المحمدية ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــــ

هل توجد آية في القرآن الكريم تبشر ببعث المهدي المنتظر ؟


الإمام ناصر محمد اليماني
17 - 09 - 1431 هـ
27 - 08 - 2010 مـ
05:55 صباحاً
ــــــــــــــــــــ


بيان البُرهان لبعث المهدي المنتظر في مُحكم القرآن..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأطهار والسابقين الأنصار للحقّ في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..

سـ1ـ هل توحَّدت أمّة البشر جميعاً في عصر بعث المُرسلين إليهم من ربهم فاستجابوا جميعاً لدعوة الحق وجعلهم الله أمّةً واحدةً على صراطٍ مُستقيم؟
جـ1ـ قال الله تعالى:{ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ } صدق الله العظيم [النحل:36].

سـ2ـ فهل هذا يعني أنهم اختلفوا إلى فريقين فريقاً هدى فاتبعوا رسول ربّهم وفريقاً كفروا برسول ربّهم؟ فزدنا برهاناً أكثر وضوحاً من محكم الكتاب.
جـ2ـ قال الله تعالى: { فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ } صدق الله العظيم [الأعراف:30].

سـ3ـ وهل آمن أهل الأرض جميعاً في عصر بعث المُرسلين؟
جـ3ـ قال الله تعالى: { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ } صدق الله العظيم [هود:118].

سـ4ـ فمن هو ذلك الذي استثناه الله بتحقيق الهدى للناس جميعاً في قوله: { إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ } صدق الله العظيم [هود 119].
جـ4ـ ذلكم الإمام المهدي خليفة الله في الأرض الذي هدى الله في عصر بعثه الناس جميعاً فحقق الله إشاءته بالحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى: { وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا } صدق الله العظيم [يونس:99].

سـ5ـ وهل سوف يبعث الله الإمامَ المهدي رسولاً جديداً للناس من ربهم؟
جـ5ـ قال الله تعالى: { مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً } صدق الله العظيم [الأحزاب:40].

سـ6ـ إذاً حقيقة بعث الإمام المهدي أنه سيبعثه الله ناصراً لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، لكون مُحمد رسول الله هو خاتم الأنبياء والمُرسلين فلا بد أن يأتي الإمام المهدي ناصرَ لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلا بد أن يحاجّ الناس بذات البصيرة التي جاء بها محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلا بُد أن يُعلّم الله الإمام المهدي بيان القرآن العظيم لكي يبينه للناس كما كان بيَّنه لهم خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهل من دليل في محكم الكتاب على أنه يوجد إنسانٌ يتولى تعليمه الرحمن البيان الحق للقرآن؟
جـ6ـ قال الله تعالى: { الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ(4) } صدق الله العظيم [الرحمن].

سـ7ـ وهل سوف يؤتيه الله علم الكتاب ليجعله شاهداً بالحق على من كفر به؟
جـ7ـ قال الله تعالى: { وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ } صدق الله العظيم [الرعد:43].

سـ8ـ وكيف سوف يعلمه الله البيان الحق للكتاب ليحاج به الكافرين؟
جـ8ـ قال الله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿١﴾خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢﴾اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿٣﴾الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤﴾عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [العلق].

سـ9ـ وما يقصد الله تعالى بقوله: {خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢﴾اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿٣﴾الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤﴾عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [العلق].
جـ9ـ قال الله تعالى: { الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ(4) } صدق الله العظيم [الرحمن].

سـ10ـ ولكن ربما أنهُ يقصد خليفة الله آدم عليه الصلاة والسلام وليس خليفة الله الإمام المهدي عليه الصلاة والسلام؟
جـ10ـ قال الله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿١﴾خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢﴾اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿٣﴾الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤﴾عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [العلق].

سـ11ـ مهلاً مهلاً فلم نفهم المقصود من ردك بهذه الآية ونرجو التوضيح.
جـ11ـ يدركهُ أولو الألباب وذلك لأن الله لم يخلق آدم من علق ثم مضغة؛ بل خلقه من تراب بكن فيكون.

سـ12ـ وهل محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- رسول من الله إلى الناس كافة بالقرآن؟
جـ12ـ قال الله تعالى: { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا } صدق الله العظيم [الأعراف:158].

سـ13ـ فهل قط آمن الناس بالقرآن جميعاً؟
جـ13ـ قال الله تعالى: { وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ } صدق الله العظيم [الحج:55].

سـ14ـ وهل عذاب اليوم العقيم هو قبل يوم القيامة؟
جـ14ـ قال الله تعالى:{ وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا } صدق الله العظيم [الإسراء:58].

سـ15ـ وهل سوف يستمر شكهم في القرآن العظيم فلا يؤمن به الناس جميعاً فيتبعوه حتى يأتيهم عذاب يومٍ عقيمٍ؟ فما هو عذاب اليوم العقيم الذي سوف يغشى الناس فيه العذاب حتى يؤمنون جميعاً بهذا القرآن العظيم؟
جـ15ـ قال الله تعالى: { بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (10) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءَ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (11) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (12) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (13) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (14) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (15) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (16) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (17) } صدق الله العظيم [الدخان].

سـ16ـ فهل هذه الآية جعلها الله آية التصديق لما يدعو إليه الإمام المهدي ناصر محمد؟
جـ16ـ قال الله تعالى: { إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ } صدق الله العظيم [الشعراء:4].

سـ17ـ وما هي هذه التي تأتيهم من السماء؟
جـ17ـ قال الله تعالى: { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءَ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (11) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (12) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (13) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (14) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (15) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (16) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (17) } صدق الله العظيم [الدخان].

سـ18ـ ولكن أليس هذا الخطاب موجَّه لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
جـ18ـ قال الله تعالى: { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَـذَا إِنْ هَـذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ (31) وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) } صدق الله العظيم [الأنفال].

سـ19ـ صدق الله ورسوله { وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ } صدق الله العظيم [الأنفال:33]، ولكن فمن أي الكواكب مطر الحجارة المرتقب بكسف الدُخان المبين؟
جـ19ـ قال الله تعالى: { وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ (36) خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ (37) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38) لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (39) بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (40) } صدق الله العظيم [الأنبياء].

تعليق من السائل: "إذا كنت يا ناصر محمد اليماني حقاً المهدي المنتظر الذي يؤتيه الله البيان الحق للذكر وجئت من الله بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور فلا بُد أن تكون أنت وكوكب العذاب الذي بيّنته من محكم الذكر في سباقٍ إلى البشر، لكونك تُفتي أنّّ الله سوف يظهرك به على العالمين في ليلةٍ وهم صاغرون، ولو كنت بيّنته لنا من كتب البشر لما صدقناك وليس كتب البشر حُجة على البشر؛ بل الحجة أن تبينه من كتاب الله الواحدُ القهار وتفصله تفصيلاً وبالعقل والمنطق، بما إن البشر صاروا يغزون الفضاء فوصلوا إلى سطح القمر فبالعقل والمنطق إذا كان كوكب سقر الذي بينته للبشر من محكم الذكر جاء قدر مروره وقدر بعث المهدي المنتظر بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور فلا بُد أن يُحيط به علماء الفضاء بأنه يوجد هناك كوكبٌ يقترب من أرض البشر فهذا ما يقوله العقل والمنطق حتى ولو لم يستطيعوا أن يقدروا اليوم الذي سيمر فيه على أرض البشر فبالعقل والمنطق أضعف الإيمان لا بد أن يحيط به علماء الفضاء البشر من قبل أن يمرَّ على أرض البشر، فهذا ما يقوله العقل والمنطق. فبقي على الباحثين عن الحق أن يبحثوا في علوم الفضاء لدى علماء الفضاء ويقولوا يا علماء الفضاء هل حقاً يقترب كوكب من الأرض في هذا العصر الذي نحن فيه وهل هو كوكب تحيط به النار كون هناك رجل في الإنترنت العالمية يُفتي بآيات بينات من محكم الذكر ويقول إنها من آيات التصديق لكتاب الله القرآن العظيم، ومنها قول الله تعالى: { وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ (36) خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ (37) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38) لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (39) بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (40) } صدق الله العظيم [الأنبياء]".

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
السائل والمجيب بالحق، الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ

الأربعاء، 25 أغسطس 2010

هل يقبل الله عبادة الأغنياء الذين لم يؤدوا فرض الزكاة؟


- 7 -
الإمام ناصر محمد اليماني
25-08-2010 - 08:41 AM


سؤال: فهل يقبل الله عبادة الأغنياء الذين لم يؤدوا فرض الزكاة ؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَبَشِّرْ‌هُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿34﴾ يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ‌ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُ‌هُمْ ۖ هَـٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ﴿35﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

أما بالنسبة لإخراجها فيكون إذا بلغ نصاب المال الجديد الزكاة ومن ثمّ يُستخرج منه حقّ الله المفروض في يوم اكتسابه وبلوغه النصاب. ولسوف أضرب لكم على ذلك مثلاً مما أخرج لكم الله من الحرث من الرزق فمتى أمر الله أن يستخرج حقّ الله منه؟ أليس ذلك في يوم اكتسابه وبلوغه النصاب؟ وتجدون الجواب في مُحكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} صدق الله العظيم [الأنعام:141].

وكذلك زكاة المال يؤتيه حقّه يوم اكتسابه لبلوغه نصاب الزكاة المفروضة في الكتاب، وليس شرط دفعها فور ذلك إلى المُوكل بها؛ بل استخراجها جانباً حتى إذا تيسر له دفعها إلى الموكل بها، ولكن لا يزكى المال غير مرةٍ واحدةٍ وبعد أن يستخرج حقّ الله منه فهو حرّ سواء يكنزه أم يصرفه فقد أصبح طاهراً مُطهراً، وسوف يبارك الله له فيه فيجعله مالاً مباركاً ويخلفه خيراً مما أنفق أو يصرف عنه مصيبةً ستأكل ماله أو مصيبةً عن نفسه، ولن يقبل الله صلاة ولا صيام ولا حجّ الذين لم يؤدوا فرض الزكاة لأنّها أمرٌ إجباريّ من الله حقٌ مفروض على الأغنياء من المؤمنين ما داموا في الحياة حتى ولو كانوا على فراش الموت فلم يرفع الله عنهم صلاتهم ولا زكاتهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَياً} صدق الله العظيم [مريم:31].

وكثيرٌ من أغنياء المؤمنين يتهاونون بأمر الزكاة، أفلا يعلمون أنّ الله لا يقبل عبادتهم حتى يؤدوا فرض الزكاة ولن ينالوا البرّ أبداً؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:92].

فأمّا قول الله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} فهو يخصّ صدقة الزكاة الجبريّة، وأما قول الله تعالى: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} فهو يخصّ الصدقة الطوعيّة، وحين يأتي الأمر بالإنفاق فهو يقصد فرض الزكاة الجبريّة كونه لا يقبل عبادة الأغنياء حتى يؤدّونها. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:254].

والأغنياء الذين لم يؤدّوا الزكاة فقد ألقوا بأنفسهم بأيديهم إلى التهلكة في نار جهنم ولن يقبل الله من عملهم شيئاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:195].

وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} صدق الله العظيم [البقرة:267].

وقال الله تعالى: {لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:272].

وما أشدَّ هذا الأمر على المهديّ المنتظر كما كان شديداً على النبيّ عليه الصلاة والسلام خشية إيذاء المُنافقين والمُركسين، وكان أشدّ آيات النفقات على النبيّ -صلى الله عليه وآله وسلم- هو حين جاء الأمر أنّ من خاطب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في مسألةٍ في الدين فعليه أن يقدم صدقة بين يديه إلى النبيّ -صلى الله عليه وآله وسلم- إلا إذا لم يجد شيئاً وهي نفقة غير الزكاة. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّ‌سُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ‌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ‌ ۚ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿12﴾} صدق الله العظيم [المجادلة].

فعزَّ ذلك على بعض المؤمنين وهم يريدون أن يسألوا نبيَّهم عن دينهم، ومن ثمّ جاء قول الله تعالى: {أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ ۚ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّـهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ ۚ وَاللَّـهُ خَبِيرٌ‌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿13﴾} صدق الله العظيم [المجادلة].

وإنّما في ذلك حكمةٌ من الله بالغةٌ وذلك حتى يُخفِّف على المُسلمين المُساءلة في الدين فكثير من السائلين والمُنافقين سوف يسأل ولن يلتزم بما سأل عنه، ولكنه سوف يلتزم به سواه من المُتّقين فيثقل عليهم الأمر، والله يريدُ بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وما دامت في المسألة نفقةٌ فحتماً سوف يصمت المنافقون وأحباب المال حتى لا ينفقوا من مالهم شيئاً.

وكانت الآيات التي تحثّ المسلمين على النفقات هي من أشدِّ الآيات ثقلاً على لسان النبيّ -صلى الله عليه وآله وسلم- وكاد أن يترك بعضها فلا يخبر بها المُسلمين خشية فتنتهم وأذى المنافقين الذين سيقولون فلو كان حقاً مرسلاً من الله فلمَ لا يلقي الله إليه كنزاً بدل الحاجة إلى الناس؟ وكان محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يتأذّى وكاد أن يتركها فيخفي الآيات التي تأمر بالإنفاق فلم يرد أن يخبرهم بها خشية إيذاء الذين لا يحبّون أن ينفقوا فتكون سبب فتنتهم أو السمَّاعين للمنافقين الذين سيقولون: "لولا ألقي إليه كنز من الله فلماذا يحيجه الله للناس؟". ولذلك قال الله تعالى: {فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَآءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} صدق الله العظيم [هود:12].

وكذلك الإمام المهديّ، أقسم بالله العظيم أنّ أشدّ البيانات ثقلاً في الكتابة على يداي هي البيانات التي يأتي فيها ذكر الإنفاق خشية إيذاء المنافقين والذين لا يحبّون أن ينفقوا من الذين يحبّون المال حُبّاً جمّاً، ولكن لا أريد أن تكون لأحدٍ حجّة عليّ بين يدي الله فيحمّلني المسؤولية بأني كتمت من البيان الحقّ فيحاجني به عند ربي. اللهم قد ذكّرتُ بالقرآن من يخاف وعيد، اللهم فاشهد، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.
وقد أراني الله جدي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في الرؤيا الحقّ فقال: [وإن من الأنصار من كان يفضل أن لا تأمرهم أن يؤدّوا فرض الزكاة حتى يُمكّنك الله في الأرض، ولكن ذلك خير لهم وأحبّ إلى الله والله يعلمُ وأنتم لا تعلمون] انتهى.

ولم يجعل الله الرؤيا الحُجّة عليكم بل سلطان العلم من الكتاب، فكم يؤذيني ذكر آيات النفقات وكم صار الإحراج عليّ هو أشدُّ من ذي قبل، ويزعم الذين يعرفونني جهرةً أنّه صار لديّ مالٌ ويقصدونني لقضاء حوائجهم فأعطيتهم مما أفاء الله عليَّ حتى صرت أستقرض المال لكي أعطيهم، ولا أقول إلا بما أمرنا الله أن نقول: {حَسْبُنَا اللَّـهُ سَيُؤْتِينَا اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّـهِ رَاغِبُونَ} صدق الله العظيم [التوبة:59].

والصلاة والسلام على مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله الطيبين وكافة المُرسلين وآلهم الطيبين وجميع المُسلمين لله ربّ العالمين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

أخو المسلمين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــ

هل المسيح الكذاب لديه جيوش خيالة ورجالاً واموالا ؟


الإمام المهدي ناصر مُحمد اليماني
25-08-2010 - 05:56 AM


هل المسيح الكذّاب لديه جيوش خيّالة ورجالٌ وأموال؟
والجواب تجدوه في مُحكم الكتاب..

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ 
{وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴿٦٤﴾} 
صدق الله العظيم [الإسراء].
وتلك فتنةً بالصوت جهرةً وبالجيوش الخيّالة الركبان ومنهم رجالاً على الأقدام، ويجلب لهم أموالاً، وتلك فتنةٌ مادية وليس فيها أي آية مُعجزة، بل فتنة مادية وفي أرض المشرقين التي فيها جنّةُ الفتنة وفيها قصور ذات أبراجٍ وارتفاعٍ شاهقٍ، وفيها معارج للصعود بما يسمونها بالأسانسيرات، ومُشيّدة قصورها بالفضة ومُزيّنة بأبواب من الذهب والزُخرف، وتلك هي فتنة المسيح الكذاب. وقال الله تعالى: 
{وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ﴿٣٣﴾ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ ﴿٣٤﴾ وَزُخْرُفًا} 
صدق الله العظيم [الزخرف].
وتلك هي جنّة الفتنة في أرضٍ لم تطأْها قدم أحدٍ من الأُمّيِّين المُسلمين، وسوف يورثنا الله أرضهم وديارهم وأموالهم في أرضٍ لم تطَئُوها. 
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا}
صدق الله العظيم [الأحزاب:27].
فأما قول الله تعالى:{وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ} صدق الله العظيم، 
فقد مضت وانقضت، وأما قول الله تعالى: {وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا}صدق الله العظيم،
فقد جاء الوعد الحق فيرثنا الله المُلك الذي تسلّط عليه المسيح الكذّاب في الأرض ذات المشرقين التي لا تُحيطون بها علماً في النفق الأرضي فيها من آيات الله عجباً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٣٥﴾} 
صدق الله العظيم [الأنعام].
وإنما يُريدنا الله أن نعلم أنه يوجد لهُ آيات من خلقه عجباً في جنّة الله باطن الأرض، كما توجد لهُ آياتٍ أشدُ عجباً بفارق عظيم
في جنّة المأوى في السّماء، ولذلك قال الله تعالى: 
{وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٣٥﴾}
صدق الله العظيم.
وإنما الآية هي الشيء الخارج عن المألوف كمثل لو يجلب لهم منها حبة رُمّان ولكنها ضخمة فلسوف يدهشهم حجمها الكبير وطعمها اللذيذ.
ولن يرثها أولياء الشيطان المسيح الكذّاب في هذا العالم فلن يفيهم بما وعدهم بها وما يعدهم الشيطان إلّا غروراً، بل سيورثها الله
لخليفة الله وعبده الإمام المهدي وحزبه إن الله لا يُخلف الميعاد كما وعدنا أن نرث أرضاً لم تطأْها أقدام المُسلمين. 
تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا}صدق الله العظيم.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
أخو المُسلمين الإمام المهدي ناصر مُحمد اليماني.

الخميس، 19 أغسطس 2010

من أكثر النساء تعرضاً للإغتصاب ؟


- 11 -
الإمام ناصر محمد اليماني
09 - 09 - 1431 هـ
19 - 08 - 2010 مـ
01:31 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ


فتوى الإمام المهدي عن أكثر النساء تعرضاً للإغتصاب..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
سلامُ الله عليكم أحبتي الأنصار وأحبابي المُسلمين جميعاً، وإليكم فتوى الإمام المهديّ إلى كافة المُسلمين:
إنّ أكثر النساء تعرضاً للاغتصاب هُنّ المُتبرجات ويليهن المُحجبات ذوات الأعين، وذوات الأعين هُنّ اللاتي يتحجبن بالحجاب الكامل إلا أعينهن، فحتى ولو لم تكن حسناء ومن ثمّ تكشف عن عينيها المُكحلات وقليل من وجهها فإنّ الحجاب الأسود يجعل الناظر إلى عينيها وجفينها وكأنها ذات حُسنٍ وجمال، وحتى ولو لم تكُن جميلةً وكشفت عن عينيها فإنها تغري الناظرين إليها، ولذلك يفتي الإمام المهديّ بالتحريم بالحقّ من أن تجعل المحجبة عينيها مكشوفتين للناظرين، فذلك مُحرمٌ عليها بل هي بتلك الحركة أشدّ فتنةً ولو لم تكن جميلة، فحين تظهر من وجهها عينيها وجفنيها فإنها تسرّ الناظرين إلى عينيها ويتصورونها جميلةً ولو لم تكن جميلةً، خصوصاً اللاتي يضعن الكحل على أعينهن ومُن ثم تظهر بمظهرٍ أجمل فتكون مُعرضة للخطر.

إذاً الحل هو تطبيق الحجاب الكامل أمام الأجانب تنفيذاً لأمر الله إليهن في مُحكم كتابه: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} صدق الله العظيم [الأحزاب:59]. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ

الأربعاء، 18 أغسطس 2010

نجاة المؤمنين من كوكب العذاب برحمته لقول الله تعالى: { كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ } فلتبقوا حيث أنتم ويتولى الله نجاتكم برحمته


الإمام ناصر محمد اليماني
08 - 09 - 1431 هـ
18 - 08 - 2010 مـ
05:39 صباحاً
ـــــــــــــــــــ


نجاة المؤمنين من كوكب العذاب برحمته لقول الله تعالى: { كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ }
فلتبقوا حيث أنتم ويتولى الله نجاتكم برحمته..

ابو مهند المصري 08-17-2010، 10:47 pm
سؤال مهم جداً إلى الإمام أرجو الاجابة
-------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وهدايته ورحمته
أولاً أجدد بيعتي إلى الإمام الغالي الإمام المهدي المنتظر المهدي الذي ظهر، أنا و أسرتي على النصرة في الرخاء و العسرة وعلى نصرة دين الله والجهاد في سبيل الله.
إمامي ناصر لدي سؤال مهم جداً يدور فى ذهني وفي أذهان الإخوة الذين ارتهم هذا المنتدى وصدقوا بك هنا فى ألمانيا عند ظهور سقر كيف سنتقابل وهل سنعلم قبل ذلك و كيف سنأتي إليك عند انقطاع المواصلات و الاتصالات و هل الأحسن قبل ذلك أن نذهب بعائلتنا إلى بلادنا حتى يكونوا في أمان عندما نأتي إليك أرجوك أيها الإمام أرجو منك التفصيل في الإجابه فأنا أريد أن أكون معكم في الصفوف الأولى بإذن الله.

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
سلام الله عليكم أيّها الأحباب في بلاد الغرب، فلتبقوا مكانكم فلا تهربوا من كوكب العذاب ومن ثم يتولّى الله نجاتكم برحمته. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (100) قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101) فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (102) ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَ‍قًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (103)} صدق الله العظيم [يونس].

وسلامٌ على المُرسلين والحمد ُلله رب العالمين..
أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــ