الثلاثاء، 26 يوليو 2011

بيان لكافة الأنصار: عدم المغامرة في الوصول إلى أصحاب الكهف، وسوف يبيّن الله آياته للعالمين كما يشاء ووقتما يشاء


 الإمام ناصر محمد اليماني
26-07-2011 - 02:05 AM


بيان لكافة الأنصار:
عدم المغامرة في الوصول إلى أصحاب الكهف، وسوف يبيّن الله آياته للعالمين كما يشاء ووقتما يشاء..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمدٍ رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهّار، ويا أحبتي الأنصار السابقين الأخيار في عصرالحوار من قبل الظهور، سلامُ الله عليكم ورحمة الله وبركاته..

وبالنسبة لأصحاب الكهف فكم حاولنا بكل حيلةٍ ووسيلةٍ عن طريق الأنصار في اليمن الوصول إليهم، ولكنهم كادوا أن يقتلونهم الذين لا يعلمون، وكذلك الدولة حَظَرت المنطقة الأثرية بكاملها، وإنّما كنت أريد أن يقوموا بتصويرهم فقط لكون قَدَرُ بعثهم لم يأتِ بعد، وإنما ذلك محاولة منّي لعلّي أنقذ الناس بذلك من كوكب العذاب لعلَّهم يصدّقون، ولكن إلى الله ترجع الأمور وقدر بعثهم لم يأتِ بعد لكون قدر بعثهم وبعث المسيح عيسى ابن مريم عليهم الصلاة والسلام هو بعد مرور كوكب سقر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} صدق الله العظيم [النمل:82].

وسبق توضيح الدابّة وإنّما هو إنسانٌ، ونستنبط المقصود من كلمة الدابة من قول الله تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} صدق الله العظيم [النحل:61]، أي ما ترك عليها من إنسانٍ، وكذلك نستنبط أنه لا يوجد أي إنسانٍ معصوم من الخطأ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ} صدق الله العظيم.

وعلى كل حالٍ حتى لا نخرج من الموضوع، فأقول لكافة الأنصار بعدم المغامرة في الوصول إلى أصحاب الكهف، وسوف يبيّن الله آياته للعالمين كما يشاء ووقتما يشاء ويهدي بها من يشاء. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَتَرَى الشّمْسَ إِذَا طَلَعَت تّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَاغَرَبَت تّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ مَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مّرْشِداً} صدق الله العظيم [الكهف:17].

وكذلك لا تقلقوا على إمامكم أحبتي في الله إن كنت مشغولاً بعض الشيء لإقناع قومٍ آخرين، فأنتم لا تعلمون ما تمرّ به البلاد من خطرٍ عظيمٍ وحسبنا الله ونعم الوكيل. 

وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــ

الاثنين، 25 يوليو 2011

الرد على بيان هيئة علماء المملكة العربيّة السعوديّة بأنّ الآية في قول الله تعالى: {وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } قد تمّ نسخها بقول الله تعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}


الإمام ناصر محمد اليماني
23 - 08 - 1432 هـ
25 - 07 - 2011 مـ
08:03 صباحاً
ــــــــــــــــــــ



صرخة المهدي المنتظر إلى خطباء المنابر ومفتي الديار أن يستجيبوا لدعوة الحوار من قبل الظهور قبل أن يسبق الليل النهار..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكافة آل بيته الأخيار وجميع أنصار الله الواحد القهار إلى اليوم الآخر أما بعد..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، فلا يزال المهدي المنتظر يتوصّاكم وجميع أمّة الإسلام بعدم الاتِّباع الأعمى لأيٍ من أئمتكم وعلمائكم خطباء المنابرِ ومفتي الديارِ مهما كانت ثقتكم فيهم أنهم لا ينطقون إلا بالحقّ في دين الله، هيهات هيهات.. فلم يجعل الله برهان الداعية إلى الله ثقتكم فيه بأنه لا ينطق إلا بالحقّ أو أنه ذو مسبحة طويلة أو أن لسانه رطب بذكر الله، أو أن له دجلة طويلة إلى الأقدام أو أنه ذو لحيةٍ ووجه رضيٍ! بل لكلّ دعوى برهانٌ وأمر دين الله لم يتأسّس على هذه المواصفات الظاهرة، بل الدعوة إلى الله وتعريف الناس بدين الله تأسس على بصيرة العلم الحقّ من ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)} صدق الله العظيم [يوسف].

ويا طُلّاب العلم في دين الله من خطباء المنابر في بيوت الله الذين يَنْفِرون لطلب العلم في دين الله ليرجعوا إلى قومهم لينيروا دربهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} صدق الله العظيم [التوبة:122].

فقد أمركم الله بعدم الاتِّباع الأعمى لمن يعلِّمكم بعلوم دين الله كونكم لو تتعلموا غير الحقّ من معلمكم ومن ثمّ ترجعوا بذلك العلم إلى قومكم فلن تنيروا لهم سبيل الله بل سوف تزيدونهم ضلالاً إلى ضلالهم وعمىً إلى عماهم، ومن ثم تتحملوا وزر من اتَّبع علومكم الغير الحقّ إلى يوم القيامة. تصديقاً لقول الله تعالى: {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:25]، كون زَلَّة عالِمٍ تكون سبب زلَّة عالَمٌ بأسره! فاتقوا الله يا طلبة العلم، ولكنَّ الذين تعلَّموا العلم الحقّ من ربّهم الذي لا يحتمل الشك فيه أنه من عند الله لا شك ولا ريب، فأولئك لهم أجرهم وأجر من اتَّبعهم إلى يوم القيامة، وأولئك من المُكرمين بين يدي الله.

ولربّما يودّ أحد طلبة العلم من خطباء المنابر أن يقاطع المهدي المنتظر فيقول: يا ناصر محمد إننا نؤسِّس عقيدة الاتباع على الثقات الذين تمّ نقل العلم عنهم أنهم ثقات صادقين، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: لاتنفع الثقة وحدها ما لم يأتِ بالبرهان بسلطان العلم من ربّه. تصديقاً لقول الله تعالى: { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [البقرة:111].

وقال الله تعالى: {قُل هاتوا بُرهانَكُم هـذا ذِكرُ مَن مَعِيَ وَذِكرُ مَن قَبلي بَل أَكثَرُهُم لا يَعلَمونَ الحَقَّ فَهُم مُعرِضونَ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

ولربما يودّ أن يقاطعني أحد علماء المسلمين من أصحاب الاتّباع الأعمى فيقول: "سبقت فتوانا عن الذين جاءنا العلم عن طريقهم أنهم صادقون ثقات، ولذلك نقول أن ذلك الحديث أو التفسير ورد عن أناس ثقات لا يكذبون، ولذلك اقتفينا أثرهم وعلَّمنا الناس ما ورد عنهم من العلم أنه عن الرسول". ومن ثم يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأكرر الفتوى بالحقّ: إنّ تًلَقِّي العلم من المُعلم لم يتأسس على أنه ثقة من الصادقين فلن تغني عنكم ثقتكم فيهم من الله شيئاً، وسوف يحملون وزركم وأنتم تحملون وزر من اتبعكم واقتدى بهديكم إلى يوم القيامة.

ولربما يودّ أن يقاطعني عالِمٌ آخر فيقول: "يا ناصر محمد، لا تخيفنا حتى لا نجرؤ أن نفتي في مسألةٍ في دين الله خشية أن تكون خطأ، وبما أنك تقول أن الله لم يَبْنِ أساس الاتباع على الثقات فعلى أي أساسٍ أمرنا الله في اقتفاء أثر السلف من بعد الخلف؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: أمركم الله أن تقتفوا أثرهم بعلمٍ وسلطانٍ منير من ربهم، بشرط أن يكون علمهم تخضع له العقول وتُسلم تسليماً أنه العلم الحقّ من ربّ العالمين لا شك ولا ريب، كون العقل المتفكر في سلطان علم الداعية إذا كان سلطان العلم هو من عند الله لا شك ولا ريب فحتماً يجد عقله يخضع لذلك العلم ويرى أنّه علم من عند الله لا شك ولا ريب، كون العلم الحقّ والعقل لا يمكن أن يختلفا، ولا غنىً لأحدهما عن الآخر، فالعقل لا ينفع وحده إذا لم يستند إلى سلطان العلم المقنع من الربّ، كون سلطان العلم إذا كان من عند غير الله فسوف تجدون عقولكم لا تقتنع به، وكذلك قلوبكم ليست مطمئنةً لذلك من بعد التفكر والتدبر في سلطان علم الداعية إذا كان من عند غير الله مفترى، وعلى هذا الأساس يبني عليه طالب العلم بعدم الاتباع الأعمى.

وأمركم الله أن تستخدموا عقولكم فتتفكروا في سلطان علم ذلك الداعية هل تقبل سلطان علمه عقولُكم وتطمئن إليه قلوبكم؟ كونهم إن أضلَّكم الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فسوف يسألكم الله عن عقولكم كيف تتبعوهم اتِّباع الأعمى من قبل التفكر والتدبر في سلطان علم الداعية؟ وذلك تنفيذاً لأمر الله إلى طلبة العلم في قوله تعالى: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:36].

كون سبب ضلال الأمم هو الاتِّباع الأعمى لأسلافهم كونهم لم يتفكروا فيما وجدوا عليه آباءهم بل اقتفوا أثرهم من غير تدبرٍ ولا تفكر بعقولهم، بل قالوا لأنبيائهم: {أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِّن قَبْلِهِ فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (21) بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ (22) وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ (23) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ (24) فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (25)} صدق الله العظيم [الزخرف].

ولربما يودّ أن يقاطعني أحد الباحثين عن الحقّ فيقول: "فهل تبيَّن للأمم -الذين ضلوا جميعاً- سببَ ضلالهم عن اتِّباع الحق من ربهم؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: اللهم نعم لقد تَبيَّن للأمم الضالة أنّ سبب ضلالهم عن الصراط المستقيم هو الاتِّباع الأعمى لأسلافهم من غير تفكرٍ ولا تدبر، ولذلك قالوا جميعاً بلسانٍ واحدٍ جميعاً: أنّ سبب ضلالهم هو الاتباع الأعمى وعدم استخدام العقل لِما وجدوا عليه آباءهم وعدم المقارنة بالعقل بين سلطان علم اسلافهم وسلطان علم الداعية الجديد إليهم من ربّهم الذي يقول لهم: {مَا هَـٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴿٥٢﴾ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴿٥٣﴾ قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٥٤﴾ قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ ﴿٥٥﴾ قَالَ بَل رَّ‌بُّكُمْ رَ‌بُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ الَّذِي فَطَرَ‌هُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

ولكن للأسف ماكان جواب أصحاب الاتِّباع الأعمى إلا أن قال أكابر القوم لأقوامهم احذروا اتِّباع أنبياء الله الذين جعلوا الآلهة إلهاً واحداً، بل نالهم العَجَب الشديد من الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وقال الله تعالى: { وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6) مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (7) أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (8) } صدق الله العظيم [ص].

واتَّبع الضعفاء من أقوام الذين استكبروا منهم وأطاعوهم وحاربوا معهم دعوة الحقّ من ربّهم فأضلّوهم عن اتِّباع داعي الحق من ربهم ولم يغنوا عنهم من الله شيئاً يوم القيامة. وقال الله تعالى: {وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعاً فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ} صدق الله العظيم [ابراهيم:21].

ومن ثم تراجعوا فيما بينهم عن السبب الرئيسي عن ضلال كبرائهم وضعفائهم عن اتباع الحقّ من ربّهم فتبيّن لهم جميعاً أنّه الاتّباع الأعمى لأسلافهم وعدم المقارنة بين ما وجدوا عليه آباءهم وبين سلطان علم الداعية الحقّ من ربّهم، وقال الله تعالى: {وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)} صدق الله العظيم [الملك]. إذاً فيا أحبتي في الله قد تبيَّن لكم حجّة الله عليكم لو ضللتم عن الصراط المستقيم أنه عدم التفكر بالعقل والمنطق في سلطان علم الداعية الجديد وسلطان علم أسلافكم.

وأشهدُكم وأُشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أنّني الإمام المهدي ناصر محمد أُمرت أن أُحاجكم بسلطان العلم الحقّ من ربّ العالمين، وقد جعل الله شهدائي عليكم عقولكم كونكم لو تقومون بالمقارنة بين سلطان علم الإمام ناصر محمد اليماني وبين سلطان علم أسلافكم من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون لوجدتم أنّ عقولكم في ذات أنفسكم تشهدُ بيني وبينكم بالحقّ فتقول لكم أنّ الحقّ هو مع الإمام ناصر محمد اليماني لا شك ولا ريب، وأتحدى في هذه المسألة وإنا لصادقون، ولسوف أضرب لكم على ذلك مثلاً من تفاسير الذين يضلّونكم بغير علمٍ عن بيان قول الله تعالى: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)} صدق الله العظيم [البقرة].

وإلى تفاسير أكابر علمائكم من أسلافكم من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون إلا قليلاً، وكما يلي:

قال ابن أبي طلحة، عن ابن عباس: ( ما ننسخ من آية ) ما نبدل من آية.
وقال ابن جريج، عن مجاهد: ( ما ننسخ من آية ) أي: ما نمح من آية.
وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهد: ( ما ننسخ من آية ) قال: نثبت خطها ونبدل حكمها. حدث به عن أصحاب عبد الله بن مسعود.
وقال ابن أبي حاتم: وروي عن أبي العالية، ومحمد بن كعب القرظي، نحو ذلك.
وقال الضحاك: ( ما ننسخ من آية ) ما ننسك.
وقال عطاء: أما ( ما ننسخ ) فما نترك من القرآن.
وقال ابن أبي حاتم: يعني : ترك فلم ينزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال السدي : ( ما ننسخ من آية ) نسخها: قبضها.
وقال ابن أبي حاتم: يعني: قبضها: رفعها، مثل قوله: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة. وقوله: "لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى لهما ثالثا".
ومن ثم نأتي لبيان الإمام المهدي ناصر محمد اليماني الذي لا يقول على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً. قال الله تعالى: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)} صدق الله العظيم [البقرة].

وإلى البيان الحق: { مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ } وحتى تعلمون البيان المقصود بقوله تعالى { نَنسَخْ } فلا بدّ لكم أولاً أن ترجعوا إلى لغتكم العربية الأصل كون المعنى المراد من الكلمة { نَنسَخْ } لا بدّ لكم أن تجدونها في لغتكم كون الكتاب لا بدّ أن يتنزَّل بلغة القوم الذي ينتمي إليهم النبي المرسل.تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} صدق الله العظيم [ابراهيم:4]. وبما أنّ محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نبيٌ عربي فعليكم أولاً النظر إلى المعنى لكلمة { نَنسَخْ } وحتماً سوف تجدون أن المعنى لكلمة { نَنسَخْ } في اللغة العربية لا يختلف عليها اثنان من أصحاب اللغة العربية الفصحى، أنَّ المعنى: النسخُ، هو النسخ من شيء فيكون صورةً له طبق الأصل. ولكن الإمام المهدي لا يعتمد في سلطان علمه أن يأتي به فقط من قاموس اللغة العربية، بل كذلك يأتيكم بالبرهان المبين من محكم كتاب الله القرآن العظيم، كون اللغة العربية كذلك ليست محفوظة من التحريف لولا أنها لغة القرآن العظيم، وبما أنّ القرآن محفوظ من التحريف ولذلك تم حفظ قاموس اللغة العربية من التحريف كونه قرآن عربي مُبين، فإذا كان فعلاً المعنى المراد من كلمة {نَنسَخْ} أي ننسخ من شيء صورة له طبق الأصل فكذلك لا بد أن نجد ذلك المعنى هو كذلك المقصود في القرآن العظيم.

والسؤال الذي يطرح نفسه: فمن أين تمّ نسخ القرآن العظيم بأمر الله على لسان رسوله جبريل إلى محمد رسول الله إلى الناس كافة؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْ‌آنٌ مَّجِيدٌ ﴿٢١﴾ فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [البروج].

وسؤال آخر: فأين يوجد هذا اللوح المحفوظ الذي يُعتبر الكتاب الأمّ الذي تمّ نسخ القرآن العظيم منه؟ وتجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْ‌آنًا عَرَ‌بِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٣﴾ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

وسؤال آخر: فهل تمّ نسخه وتنزيله إلى محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جُملةً واحدةً؟ والجواب في محكم الكتاب قال الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} صدق الله العظيم [الفرقان:32]، والمقصود هنا بالترتيل أي شيئاً فشيئاً ولم يتم نسخه وتنزيله جملةً واحدة.

ونأتي الآن للبيان الحقّ لقول الله تعالى { مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ }: أي ما ننسخ من آيةٍ من الكتاب الأمّ ليأتي بها جبريل إلى محمدٍ رسول الله -صلى الله عليهم وسلم تسليماً- وتكون الآية صورةً طبقَ الأصل للآية في اللوح المحفوظ، وذلك هو البيان لقول الله تعالى { مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ } أي يتم نسخها من اللوح المحفوظ على لسان جبريل إلى محمد رسول الله صلى الله عليهم وسلم.

ونأتي لقول الله تعالى { أَوْ نُنسِهَا } أي نؤخرها؛ بمعنى أنه يؤخِّر الآية المحكمة إلى أجل قريب، فتنزل الآية تحمل حكماً مؤقتاً قابلاً للبدل حين يشاء الله. ومن ثم نأتي لبيان قول الله تعالى { نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا } صدق الله العظيم، وهذا النوع من الآيات دائماً يأتي بدلاً لآيةٍ قبْلها في قلْبِ وذات الموضوع، فتقوم بتبديل حكم الآية التي من قبلها ويبقى لفظ الآية في الكتاب، ولا يؤخذ بحكمها بل نأخذ بحكم الآية البدل عنها. تصديقاً لقول الله تعالى: { وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ(101) } صدق الله العظيم [النحل].

ودائماً الآياتُ البدل تأتي لتغيير حكم الآية التي تنزلت من قبلها في ذات الموضوع، غير أن الحكم في الآية الجديدة البدل يكون من أخفٍ إلى أثقل. مثال قول الله تعالى: {يَا أَيهَا الذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ} صدق الله العظيم [النساء:43]. ومن ثم جاءت آية البدل بتحريمه واجتناب صنعه وشربه كما يجتنبون عبادة الطاغوت، والاجتناب من أكبر أنواع التحريم في الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنْصَابُ وَالأزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91)} صدق الله العظيم [المائدة].

ولربما يودّ أحد الذين يقولون على الله ما لا يعلمون أن يقاطعني فيقول: "إنما قال فاجتنبوه والاجتناب لا يقصد به التحريم". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: فما ظنّك بمن يعبد الأصنام والطاغوت فهل ذلك محرمٌ على المؤمنين؟ ومعلوم جوابه فسوف يقول: "بل ذلك شركٌ وهو من أعظم الظلم في الكتاب للنفس، بل أشدّ حرمة في الكتاب الشرك بالله". ومن ثم يقول له الإمام ناصر محمد: ولكنك يارجل قد نفيت حرمة الشرك بالله بنفيك أنّ الاجتناب لا يقصد به التحريم المطلق! ومن ثم نقول لك يا من تقول على الله ما لم تعلم: إن الاجتناب لهو من أشد أنواع التحريم في الكتاب، ولذلك قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى} صدق الله العظيم [الزمر:17]، أفلا ترى أنّ الاجتناب هو التحريم الأعظم في محكم الكتاب؟ فاتقوا الله يا أولي الألباب.

والآيات التي تمّ تبديل حكمها في آيةٍ جديدةٍ فيبقى لفظ الحكم في الآية الأولى ولا يؤخذ به شيئاً، بل يتم تطبيق الحكم البدل مكان الحكم الأول وتسمى الآيات التي تم تبديلها بالآيات المُبدلات،وأما الآية التي جاءت بدلاً عنها فتسمّى في الكتاب آيات البدل ويصح تسميتهنّ جميعاً بالبَدل والمُبدل بدلاً عن تسميتكم لهن بالناسخ والمنسوخ الذي ما أنزل الله بهذا الإسم من سلطان كون النسخ هو من اللوح المحفوظ صورة طبق الأصل.. أفلا تتفكرون؟.

ومن ثم نأتي للبيان الحق لقول الله تعالى { أَوْ مِثْلِهَا } صدق الله العظيم، وهنا يتمّ تنزيل حكمٍ جديدٍ للآية السابقة في قلب وذات الموضوع غير أنّ الحكم الجديد لا يكون بدلاً للحكم الأول بل يضيف الله في ذلك الموضوع حُكماً آخر للتخفيف ليصبحا حكمين اثنين للتخفيف، وتلك الأحكام دائماً تأتي من أثقلٍ إلى أخف وهي من أغلب الآيات المحكمات كونها جاءت للتخفيف فقط وليس للتبديل. كمثل قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:65].

ومن ثمّ تمّ تنزيل حكمٍ إضافيٍّ في الآية من باب التخفيف بسبب ضعف اليقين لدى قوم آخرين، وقال الله تعالى: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} صدق الله العظيم [الأنفال:66].

وكما قلنا: أنّ الآيات الإضافية إلى آيات أخرى في قلب وذات الموضوع دائماً تحمل حكماً جديداً إضافياً للتخفيف، ودائماً تأتي من أثقل إلى أخف في الكتاب. مثال قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم [المجادلة:12].

ومن ثم تجدون آيةً أخرى تنزَّلت بحكم إضافي في قول الله تعالى: {أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } صدق الله العظيم [المجادلة:13].

فهل وجدتم أنّ الآية الثانية جاءت لنفي حكم الآية الأولى؟ بل جاءت بحكمٍ آخر فيجعل للآية حكمين اثنين للتخفيف، فيؤخذ بأحدهما ويختلفان في الأجر، وذلك هو البيان الحق لقول الله تعالى {أَوْ مِثْلِهَا} صدق الله العظيم؛ أي أنه يأتي بآيةٍ في قلب وذات الموضوع ولكنها تحمل حكماً أخف من حكم الآية الأولى، غير أنّ هذه الآية ذات الحكم الأخف لم تأتِ بدلاً؛ بل بحكمٍ إضافيٍّ للتخفيف، فيؤخذ بأحد الحكمين الاثنين للآيتين، وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى {أَوْ مِثْلِهَا} صدق الله العظيم.

ويا هيئة علماء المملكة العربيّة السعوديّة لقد عجبتُ من هذا البيان عن الناسخ والمنسوخ لديكم فقد نفيتم آياتٍ محكماتٍ من آيات أمّ الكتاب وأنتم لا تعلمون، وعلى سبيل المثال لو أنّ أحدكم كان في البحر أو البرّ في مكان خلاء فأدركه وقت الصلاة ثمّ توضأ وأراد الصلاة ولكنه لا يعلم أين اتجاه القبلة بالضبط، فلا يعلم هل المسجد الحرام هو إلى الشرق منه أم إلى الغرب منه فما الحكم في ذلك؟ فهل حكم الله عليه أن يصلي شرقاً أم غرباً بأيّ اتجاه فلا تثريب عليه ما دام لم يعلم أين اتجاه القبلة؟ أم إنّ الله حكم عليه أن لا يصلي حتى يعلم أين اتجاه شطر المسجد الحرام؟ ومن ثم ننظر لحكم الله بالحقّ في هذه المسألة ومن ثم نجد حكم الله المحكم في انتظارنا في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115)} صدق الله العظيم [البقرة].

ولكني أرى في مُجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وبيان الناسخ والمنسوخ أنّكم تقولون أنّ الآية في قول الله تعالى: {وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115) } صدق الله العظيم، أنه قد تمّ نسخها بقول الله تعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} صدق الله العظيم [البقرة:144].

ولكنّي الإمام المهدي أفتي بالحقّ أنّ هاتين الآيتين من آيات أمّ الكتاب المحكمات البيِّنات ويأخذ بأحدهم في حالة عدم القدرة على معرفة القبلة، غير أنّي أفتي بالحقّ أنّ الآية في قول الله تعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} صدق الله العظيم، قد جاءت بدلاً لتبديل القبلة من شطر المسجد الأقصى إلى شطر المسجد الحرام .تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143)} صدق الله العظيم [البقرة].

ولكني أجد الفتوى بمُجمَّع الملك فهد أن قول الله تعالى {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} صدق الله العظيم، ومن ثمّ يقولون أنها جاءت بدل لقول الله تعالى {وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115)} صدق الله العظيم، وتجدون فتاوى باطلة كثيرة على هذا الرابط ولا أعلم هل تعلم هيئة كبار العلماء بذلك أم أنهم لا يعلمون بما وجدناه في هذا الرابط؟


وما نريد قوله يا علماء أمّة الإسلام هو لو تقارنوا بين بيان الإمام المهدي للقرآن العظيم وبين تفسير كثير من المفسرين لوجدتم عقولكم تقف مع الحقّ لا شك ولا ريب، وبما أنّ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ فحتماً ستجدون عقولكم تقف إلى جانب الإمام المهدي شاهدةً على بيانه عقولُكم أنه الحقّ لا شك ولا ريب، ألا وإن الحقّ هو الأحقُّ بالاتباع إن كنتم تعقلون، وكذلك الأعجب من ذلك أنّي أجد فتوى أنّ قول الله تعالى:
الآية المنسوخة: فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ (البقرة:109) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ
الآية المنسوخة: فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلا بَلِيغًا (النساء:63) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
الآية المنسوخة: فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ (النساء:81) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
الآية المنسوخة: وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ (النساء:92) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
الآية المنسوخة: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ (الأنعام:68) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
الآية المنسوخة: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ (الأنعام:68) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
الآية المنسوخة: وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا (الأنفال:61) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
الآية المنسوخة: فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (حجر:85) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
الآية المنسوخة: وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (النحل:125) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
الآية المنسوخة: فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (الم السجدة:30) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
الآية المنسوخة: وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (الزمر:41) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
الآية المنسوخة: فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (الزخرف:89) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
الآية المنسوخة: قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ (الجاثية:14) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
الآية المنسوخة: وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ (ق:45) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
الآية المنسوخة: فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (الذاريات:54) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
الآية المنسوخة: فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا (النجم:29) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
الآية المنسوخة: إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ (الممتحنة:10) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
الآية المنسوخة: وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلا (المزمل:10) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
انتهى

ومن ثم يردّ عليكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: والله الذي لا إله غيره أني لفي عجبٍ شديدٍ مما وجدت في ذلك الرابط من نفي آياتٍ كثيرةٍ في محكم القرآن العظيم من أحكامها المنزلة بالحقّ وقالوا أنه تمّ نسخها جميعاً بقول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} [التوبة:5]. ويا ويحكم من الله فقد نفيتم أحكاماً في الكتاب في آياتٍ محكماتٍ من آيات أمّ الكتاب البيِّنات؛ بل هنَّ من آيات أمّ الكتاب ومن ثم تزعمون أنه تمّ نسخها بقول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} [التوبة:5]! وإنكم لكاذبون يا من تعتقدون بذلك في كافة المذاهب والفرق الإسلامية. وأقسم برب العالمين لو تلينوا للحوار مع الإمام المهدي ناصر محمد اليماني لتجدوا أنفسكم أنكم قد ضللتم تماماً عمَّا أنزل الله إليكم في محكم كتابه، ولكنكم لن تتجرأوا لحوار ناصر محمد اليماني كونكم تعلمون أنه لا قِبَلَ لكم به شيئاً، كون سلاحه هو محكم القرآن العظيم فبئس العلماء من كانوا على شاكلتكم ضلّوا وأضلّوا كثيراً من الأمم.

ألا والله أني لفي حزنٍ عظيمٍ لا يعلم به إلا الله كوني أراكم من المعذبين لو لم تتوبوا إلى ربّكم فتتبعوا الداعي إلى الله على بصيرةٍ من ربّه سلطان العلم بمحكم القرآن العظيم، ويا أسفي على أمّة الإسلام وعلى علمائهم كأسف يعقوب على يوسف فقد ضاعوا عن الحقّ وأضاعوا أمّتهم من بعدهم وفرّقوا دينهم شيعاً وأحزاباً وكل حزبٍ بما لديهم فرحون، وكل منهم يزعم أنّه على شيء وهم ليسوا على شيء جميعاً حتى يقيموا ما أنزل الله إليهم في محكم القرآن العظيم.

آه آه آه يا قوم، فكم افتريتم على الله ما لم يقله فمن يجركم من عذاب الله؛ من يجركم من عذاب الله؟ وما أهون عليكم أن تقولوا على الله جزافاً بالظنّ، وما كان قول أهداكم سبيلاً إلا أن يقول: "فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان"! ويزعم أنه قد برأت ذمته بهذا القول من بعد الفتوى الباطل.

ولكني الإمام المهدي ناصر محمد اليماني أعدكم وعداً غير مكذوب أني لن أفتيكم في مسألة من كتاب الله، ومن ثم أقول والله أعلم فإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، وأعوذُ بالله أن أتتبع أمر الشيطان فأقول على الله ما لم أعلم علم اليقين، بل أفتيكم بالحقّ وأقول ومن ثم أقول: أقسم بالله العظيم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أني لن أفتيكم من القرآن العظيم إلا بالحقّ من ربّ العالمين لا شك ولا ريب، فكيف السبيل لإنقاذكم يا أمة الإسلام؟ فإذا كنتم تنتظرون التصديق من علمائكم، فأقسمُ بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميمٌ أنّ كثيراً منهم ليفتونكم بفتاوى من عند الشيطان الرجيم ويحسبون أنهم مهتدون وقد أضلّوا أنفسَهم وأضلوا أمتهم، استفتوا عقولكم واتحداكم أن تجدوا أن عقولكم لم تجدوها إلى جانب الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، فهل أخذتكم العزة بالإثم؟ فمن يُجِركم من بأس من الله شديد من كوكب العذاب على الأبواب؟

ويا هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة لا نريد ظلمكم بغير الحقّ، ولكني أقول فهل تعلمون عمَّا في ذلك الرابط من نفيِّ أحكامٍ كثيرةٍ في محكم القرآن العظيم أنه تمَّ نسخها بقول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} [التوبة:5]؟ ولكن سبق منى بيان لهذه الآية بالحقّ وتمَّ إرساله إليكم عن طريق الدكتور طارق السويدان وسليمان العلوان، بل وجاء الردُّ من سليمان العلوان على لسان طارق السويدان أنكم سوف تردون على كافة البيان للقرآن الذي يحاجّ به الإمام ناصر محمد اليماني حتى تثبتوا أنه على باطل! ومن ثم نقول لكم ولكن انقضى شهران أو أكثر ولم تستطيعوا أن تثبتوا حتى في مسألةٍ واحدةٍ في بيانات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني أنه على ضلالٍ مبينٍ! وإلى متى ننتظركم؟ ولماذا لم تفتوا الرئيس علي عبد الله صالح الذي في دياركم للعلاج أن يعود لتسليم القيادة للإمام المهدي لينقذ الشعب اليماني من التهلكة بإذن الله؟ ولكني لا أرى أنّ علي عبد الله صالح سوف يهتدي إلى الحقّ لو يسألكم فسوف تزيدوه ضلالاً إلى ضلاله وعمىً إلى عماه عن الحقّ المبين، فلا خير فيكم ولا في علماء اليمن ولا خير في كافة علماء المُسلمين لا لأنفسهم ولا لأمّتهم، إلا من رحم ربّي منهم ممن أظهرهم الله على أمرنا فصدَّقوا واتَّبعوا من كافة علماء المسلمين. ألا والله أني لا أخشى على المُسلمين فتنةَ المسيح الكذّاب عن الحقّ ولكني أخشى عليهم فتنة علمائهم أن يفتنوهم عن اتباع الحقّ من ربّهم حتى يأتي وعد الله وهم لا يشعرون.

ويا أسفي على أمّةٍ أجد علماءهم لا يزيدونهم إلا عمى وظمأً! ويا عجبي الشديد من الذين أظهرهم الله على أمرنا فاقتنعت بالبيان الحقّ عقولُهم وقالوا إن ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم ولكننا نخشى أن نتبعه ونستجيب لدعوته وهو ليس المهدي المنتظر بل مجددٌ للدين، ومن ثمّ يردُّ عليهم المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني وأقول: فيا عجبي الشديد منكم أيَّها الجاهلون فهل تعبدون المهدي المنتظر أم تعبدون الله الواحد القهار؟ والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل ينبغي لله أن يحاسبكم على استجابة الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له على نهج كتاب الله وسنة رسوله الحقّ، أفلا تعقلون؟ ولم نجبركم على أن تعتقدوا أنّ ناصر محمد اليماني هو المهدي المنتظر بل سوف نقبل بيعتكم على إعلاء كلمة الله واتباع الحق من ربّكم. 

وأما هل ناصر محمد اليماني هو المهدي المنتظر أم مجددٌ للدين أم كذابٌ أشر؟ فأقول لكم: إن كنت كاذباً فعليَّ كذبي ولن يعذبكم الله شيئاً كونكم استجبتم لدعوة أقرَّتها عقولكم واطمأنت إليها قلوبكم، بل سوف يحاسب الله ناصر محمد اليماني وحده على ادِّعاء شخصية المهدي المنتظر لو لم يكن هو المهدي المنتظر، ألا والله لن يحاسب الله على ادِّعاء شخصية المهدي المنتظر إلا الذي يقول للناس أنه المهدي المنتظر وهو ليس المهدي المنتظر، فأين تذهبون؟ أم تريدون إيذاء المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني؟ ومن ثم أقول لكم ولكافة أعداء الله في مشارق الأرض ومغاربها {فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ} ولسوف تعلمون أي منقلب تنقلبون.

وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
أخو عُلماء الأمّة من يكشف به الله الغمة ويزيل به الظلمة؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ

الأربعاء، 13 يوليو 2011

نفي الحديث الباطل ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتُقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار


الإمام ناصر محمد اليماني
11 - 08 - 1432 هـ
13 - 07 - 2011 مـ
5:26 صباحاً
ــــــــــــــــ


ردّ الإمام ناصر محمد اليماني عن صحة الحديث القائل:
[ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتُقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار]
_____________________

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار والسابقين الأنصار للحق من ربّهم في كلِّ زمانٍ ومكانٍ إلى اليوم الآخر..
وإني أرى فضيلة الشيخ محمد حسان يفتي أنّ الحديث الوارد عن النبي في صحيح البخاري ومسلم أنه قال: [ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتُقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار] انتهى.

ويا فضيلة الشيخ محمد حسان لقد أمركم الله في محكم القرآن إلى تحكيم العقل من قبل الاتّباع لما وجدتم عليه الذين من قبلكم فأمركم الله أن تستخدموا عقولكم من قبل الاتِّباع. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً‏} صدق الله العظيم [الإسراء:36].

ويا شيخ محمد حسان، فلنفرض أنّكم انطلقتم إلى قوم يُصلّون في بيوتهم فأخذتموهم قهراً من بيوتهم لحضور صلاة الجماعة، فهل ترى أنّ الله سوف يتقبل منهم صلاتهم؟ أو أنّهم إن يأتوا لصلاة الجماعة خشية أن تَحرقوا عليهم بيوتهم فهل ترون أنّ الله سوف يتقبّل منهم صلاتهم؟ والجواب بالحقّ: فلن يتقبل الله منهم صلاتهم ما داموا حضروا صلاة الجماعة خشيةً منكم. وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:18].

ويا أخي الكريم لم يأمركم الله بالتدخل بينه وبين عباده فيما يخصّ الله وحده كمثل الركن الأول الشهادة الحقّ، وكذلك الصلاة وكذلك الصيام وكذلك الحج، فهذه الأركان الأربعة هي بين العبد وربه كونها تخصّ الله وحده، وأما ما يخصّ الناس فيما بينهم فهو ركن الزكاة كونها حقّ الفقراء على الأغنياء؛ بل هي حقوق الإنسان على أخيه الإنسان في الدم سواء يكون مسلماً أم كافراً. فأما المؤمنون فتؤخذ منهم كفرض الزكاة ليزكيهم الله بها، وأما الكفار فتؤخذ منهم كذلك نفس القدر للزكاة ولكنها لا تسمى زكاةً كون الله لن يتقبلها منهم ولن يزكيهم بها كونهم لا يؤمنون بالله فيعبدونه وحده لا شريك له بل يؤتون بها وهم كافرون، ولذلك تسمى جزية ومن ثم تضاف الزكاة والجزية إلى بيت أموال المسلمين ومن ثمّ تقسّم على فقراء المسلمين والكافرين بالسويّة من غير تفضيلٍ لمسلمٍ على كافرٍ، ألا وإنّ فرض الزكاة هي حقوق للإنسان الفقير على أخيه الإنسان الغني، سواء يكون الفقراء مسلمين أم كافرين، فهي تُقسَّم عليهم بالسويّة.

وأما ركن الشهادة بالإيمان بالله ورسله فلم يأمركم الله أن تُكرهوا الناس حتى يكونوا مؤمنين. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)} [البقرة]، كون الاستقامة جعلها الله أمرَ اختيارٍ ولم يأمركم الله على إجبارِ البشر على الهدى إلى الصراط المستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقُلْ الحقّ مِنْ ربّكم فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29)} صدق الله العظيم [الكهف]، ولم يأمركم الله أن تكرهوا الناس حتى يكونوا مؤمنين. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى ربّه سَبِيلاً} صدق الله العظيم [المزمل:19].

ولم يأمر الله الرسل في كافة الأمم على أن يجبروا أقوامهم على الإيمان بالرحمن، وإنما على الرسل البلاغ وعلى الله الحساب تصديقاً لقول الله تعالى: {فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ} صدق الله العظيم [النحل:35]، كون الله أمر رسله من أولهم إلى خاتمهم بعدم إكراه الناس على الإيمان وإنما عليهم البلاغ وعلى الله الحساب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40)} صدق الله العظيم [الرعد:40].

فكيف يقول محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتُقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار]؟ 

ويا رجل إنما هذا تشويه وتخويفُ الناس حتى لا يكونوا مؤمنين، فاتقوا الله الرحمن الذي أنزل الفرقان -يا محمد حسان- واستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى القرآن حتى تعلموا الحديث الحقّ من الحديث الباطل في كتاب البخاري ومسلم أو كتاب بحار الأنوار، أم إنكم لن تجيبوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم وتريدون الاحتكام إلى كتاب البخاري ومسلم أو كتاب بحار الأنوار؟ وهيهات هيهات، إذاً لجعلتُ لكم علي سلطان بغير الحقّ ومن ثم تجادلوني بما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم، ثم لا أجد لي من دون الله ولياً ولا نصيراً. 

ويا رجل ألستم تؤمنون بكتاب التوراة والإنجيل أنها كتب منزّلة من ربّ العالمين كمثل القرآن العظيم؟ والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل أمر الله محمداً عبده ورسوله أن يدعوا أهل الكتاب إلى الاحتكام إلى كتاب التوراة أو كتاب الإنجيل؟ والجواب تجدوه في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحقّ} صدق الله العظيم [المائدة:48]، كون الله قد جعل حكم الاختلاف بينهم في القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ علَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76)} صدق الله العظيم [النمل].

ويا فضيلة الشيخ محمد حسان المحترم، وإليكم سؤال الإمام المهدي ناصر محمد اليماني كما يلي: لماذا لم يأمر الله محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يدعو أهل الكتاب للاحتكام إلى كتاب التوراة والإنجيل برغم أنها كتبٌ من الله أنزلها على رُسل الله موسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام؟ فما السبب من عدم الاحتكام إليها كون العقل والمنطق يقول لا بد أنه يوجد هناك سبب؟ والجواب تجدوه في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:78].

ولذلك جعل الله القرآن العظيم هو الحكم المهيمن على كتاب التوراة والإنجيل فما خالف فيهما لمحكم القرآن العظيم فليعلم أهل الكتاب أنه مفترى على الله في كتاب التوراة والإنجيل وما افتراه رسولا الله عيسى ولا موسى عليهما الصلاة والسلام وآلهم الأطهار؛ بل حرّفَهُ قومٌ آخرون من بعد ذلك من بعد ما عقلوا أنه الحقّ من عند ربهم، ويريدون أن يضلوا البشر ضلالاً بعيداً حتى يكونوا سواء معهم في نار جهنم كونهم من رحمة الله يائسون، وقال الله تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:75].

فهل أجابوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم؟ والجواب: كلا لم يجيبوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم إلا من رحم ربي كونهم يعلمون أنّ القرآن سوف يفضح زورهم وبهتانهم على ربّهم وأنبيائه، وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)} صدق الله العظيم [آل عمران:23].

وما أشبه الليلة بالبارحة يا فضيلة الشيخ محمد حسان! فما أشبه عُلماء المُسلمين بعلماء اليهود الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم إلا من رحم ربي منهم وأجابوا دعوة المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم المحفوظ من التحريف والتزييف ليجعله الله الحكم والمرجع للمُسلمين وأهل التوراة وأهل الإنجيل من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، ومن أعرض عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم من الأحزاب جميعاً فالنار موعده وقد كفر بما أنزل على محمد. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنْ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الحقّ مِنْ ربّك وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (17)} صدق الله العظيم [هود:17].

ويا فضيلة الشيخ محمد حسان، إنّني الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد ليس لي شرط عليكم أنتم وأهل الكتاب إلا أن ترتضوا أن يكون الله ربّ العالمين هو الحَكَمُ بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، وإنما الإمام المهدي مكلفٌ ليستنبط لكم أحكام الله بينكم، بالحقّ آتيكم بها من محكم القرآن العظيم من آيات أمّ الكتاب البينات لعالمكم وجاهلكم من آيات أمّ الكتاب لا يزيغ عمّا جاء فيهن إلا الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ، ولن يجدوا لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً. 

ويا فضيلة الشيخ محمد حسان، أجيبوا دعوة الاحتكام إلى القرآن ولا تكونوا أول كافرٍ به يا معشر علماء المُسلمين. فإذا أبيتم دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم -ويريد أهل السنة أن نحتكم إلى كتاب البخاري ومسلم، ويريد الشيعة أن نحتكم إلى كتاب بحار الأنوار- إذاً فأهل الكتاب من اليهود أو النصارى سوف يقولون: "يا ناصر محمد اليماني بل نحن ندعوك إلى الاحتكام إلى كتاب الله التوراة كما يريد اليهود أو إلى كتاب الإنجيل كما يريد النصارى، ثم يقولون فهما كتابين اعترف بهما الربّ في محكم القرآن في قول الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45) وَقَفَّيْنَا عَلَى ءاثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَءاتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (46) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47)} صدق الله العظيم [المائدة].

ولكنك لن تجد أنّ الله معترفٌ بكتاب البخاري ومسلم أنّهما من عند الله كما اعترف الله بالتوراة والإنجيل أنها كتب من لدنه، إذاً فكتاب التوراة والإنجيل هم الأولى أن نحتكم إليهم فهي أحق من كتاب البخاري ومسلم"، ومن ثم يردُّ عليهم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: يا معشر اليهود والنصارى إنّ المهديّ المنتظَر لا يكفر بما أنزل الله من الحقّ في التوراة والإنجيل غير أنها ليست محفوظة من التحريف والتزييف، ولذلك جعل الله القرآن العظيم هو المهيمن عليهما، وما خالف فيهما لمحكم القرآن العظيم فهو باطلٌ مفترى من شياطين البشر منكم، ولذلك جعل الله القرآن العظيم المحفوظ من التحريف هو الحكم والمهيمن على التوراة والإنجيل. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَن يردُّ اللَّـهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يردُّ اللَّـهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٤١﴾ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَاءُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿٤٢﴾ وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّـهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَمَا أُولَـٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ﴿٤٣﴾ إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ‌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّـهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴿٤٤﴾ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّق بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٤٥﴾ وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ‌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٤٦﴾ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٤٧﴾ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحقّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّـهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩﴾ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٥١﴾ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّـهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ ﴿٥٢﴾ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ ﴿٥٣﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

فانظروا لقول الله تعالى: {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٤٧﴾ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحقّ} صدق الله العظيم [المائدة].

فتدبروا بالضبط {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحقّ} صدق الله العظيم، وتبيّنوا بالضبط أنّ الله جعل القرآن هو الحكم والمهيمن على التوراة والإنجيل في قول الله تعالى: {مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحقّ} صدق الله العظيم.

وأُشهِدُ الله وكفى بالله شهيداً أنني لا أكفر بكتاب التوراة والإنجيل وإنما أكفر بما جاء فيهما مخالفاً لمحكم القرآن العظيم، فاتقوا الله يا أهل الكتاب واتبعوني أهدكم صراطاً سوياً، وأُشهدُ الله أني المهديّ المنتظَر من أنصار رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام ومن أنصار المسيح عيسى ابن مريم ومن أنصار رُسل الله جميعاً من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليهم وعلى آلهم الطيبين وأسلمُ تسليماً ولا أفرق بين أحدٍ من رسل الله جميعاً ونحن له مُسلمون.

ويا معشر المُسلمين اتقوا الله واكفروا بالتعددية المذهبية في دين الله واكفروا بالتعددية السياسية واعتصموا بحبل الله القرآن العظيم جميعاً ولا تفرقوا، واعلموا أنّ القرآن العظيم هو الحبل الذي أمر الناس جميعاً أن يعتصموا به ويكفروا بما خالف لمحكمه لعلكم تُرحمون. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بالحقّ مِن ربّكم فَآمِنُواْ خَيْرًا لَّكُمْ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (170) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (171) لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّهِ وَلاَ الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُواْ وَاسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا (173) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (175)} صدق الله العظيم [النساء].

ويا معشر المُسلمين لا تكونوا أول كافر بدعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم فيعذبكم الله عذابا نُكراً مع الكافرين بالقرآن العظيم، ألا والله الذي لا إله غيره ما كان للمهدي المنتظر الحقّ من ربّكم أن يتَّبع أهواءكم ولا أهواء أهلِّ الكتاب حتى لو حاورتكم وجادلتكم الدهر كُله إلى اليوم الآخر فلما اتبعتُ أهواءكم ولو اتّبعتُ أهواءكم لضللت إذاً وما أنا من المهتدين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ ربّكم عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (54) وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (55) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ (56) قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الحقّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) قُل لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (58)} صدق الله العظيم [الأنعام].

ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد الجاهلين بالحقّ من ربّهم فيقول: "يا ناصر محمد، إنما هذه الآية تخص بالخطاب إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم". ومن ثم يردُّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد وأقول: ولكني من أتباع محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يجعل الله القرآن العظيم بصيرةً فقط لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ بل بصيرة له ولمن اتَّبَعَهُ ودعا بدعوته وحاج بحجته. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)} صدق الله العظيم [يوسف].

ويا معشر اليهود والنصارى والمُسلمين، إنّني الإمام المهدي أُشهدُ الله الواحد القهار أنّي أعلن الكفر المطلق بشفاعة العبيد للعبيد بين يدي الربّ المعبود وأُذكِّر بالقرآن من يخاف وعيد. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].

فمن كان ينتظر الشفاعة من وليٍ أو من نبيٍ بين يدي الله فقد أشرك بربه ما لم ينزل الله به من سلطانٍ ولن يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً، وسوف يكفر أنبياء الله وأولياؤه بشرككم يا معشر الذين ينتظرون الشفاعة من أنبيائهم لهم بين يدي ربهم، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورً‌ا ﴿١٨﴾ فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴿١٩﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ ربّك بَصِيرًا ﴿٢٠﴾وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا ﴿٢١﴾ يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورً‌ا ﴿٢٢﴾ وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورً‌ا ﴿٢٣﴾ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

فهل تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورً‌ا ﴿١٨﴾ فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم؟ فأما السؤال في قول الله تعالى: {أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم، فهو موجَّه من ربّ العالمين إلى أنبيائه وأوليائه فيقول لهم: أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء فوعدتموهم بالشفاعة بين يدي الله من عذابه؟ ومن ثم ردّ أنبياءُ الله وأولياؤه وقالوا: {قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْماً بُوراً(18)} صدق الله العظيم [الفرقان]، ومن ثم قال الله للمشركين في عقيدة الشفاعة بين يديه من عذابه، قال الله تعالى: {فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلَا نَصْراً وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً(19)} صدق الله العظيم [الفرقان]، وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورً‌ا ﴿١٨﴾ فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

فاتقوا الله يا عباد الله، فمن ذا الذي هو أرحم بكم من الله أرحم الراحمين؟ وتالله لا أعلم بعبيد يشفعون للعبيد بين يدي الربّ المعبود لا في السموات ولا في الأرض. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يونس:18]. 

ويا قوم وتالله لا يؤمن أكثركم بالله إلا وهم مشركون به عباده المقربين بسبب عقيدتهم أنهم سوف يشفعون لهم بين يدي ربهم، وقال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:106].

ويا قوم وتالله لا أعلم بنجاةٍ لكم من عذاب الله إلا أن تأتوا إليه بقلوب سليمة من الشرك بالله إنّي لكم ناصح أمين، وأولئك هم الفرقة الناجية من بين الأمم ولهم الأمن من عذاب الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:82].

وقال الله تعالى: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)} صدق الله العظيم [الشعراء].

ألا والله الذي لا إله غيره لن يتبع الرسل والإمام المهدي إلا الذين يعقلون من الأمم، وبيني وبينكم هو حجّة العقل والمنطق، فلا تتّبعوني حتى أقيم عليكم حجة العقل والمنطق من محكم القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين، ومن يكفر به من الأحزاب جميعاً فالنار موعده والحكم لله وهو خير الفاصلين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الحقّ مِنْ ربّك وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [هود:17]، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
خليفة الله وعبده الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــ