الأحد، 31 مايو 2009

ورد في الاثر: [يخرّب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة] هل سوف تهدم الكعبة الشريفة في نهاية الزمان؟


- 16 -
الإمام ناصر محمد اليماني
06 - رجب - 1430 هـ 
31 - 05 - 2009 مـ
02:07 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ـــــــــــــــــــ


القول المختصر في المسيح الكذاب الأشر..
إني لا أجد في الكتاب أنّ خروج الدجال بعد فتح القسطنطينة..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخي رياض السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إني لا أجد في الكتاب أنّ خروج الدجال بعد فتح القسطنطينة، وأفتيك بالحقّ حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ وأجد في الكتاب أنّ خروج الدجال هو بعد مرور كوكب العذاب نار الله سقر اللواحة للبشر من عصرٍ إلى آخر بعد أمدٍ بعيدٍ، وقد اقترب قدر مرور كوكب سقر على أرضكم فيظهر الله بها المهديّ المنتظَر على كافة البشر إن لم يُصدِّقوا بدعوة المهديّ المنتظَر بالبيان الحقّ للذِّكر فتأتيكم من الأطراف أي من جهة القطب فيحدث أثناء مرورها أحدُ أشراط الساعة الكُبرى فيسبق الليل النهار بسبب طلوع الشمس من مغربها بسبب مرور كوكب العذاب وعد الله الحقّ، فإذا جاء تهدّم سد ذو القرنين فيخرج المسيح الدجال بعوالم الأرض ذات المشرقين إليكم لأنّه لن يأتي ليفتنكم عن الحقّ لوحده بل يأتي بجيوشه التي يعدّها منذ أمد بعيدٍ ومنهم يأجوج ومأجوج ويأتي للفتنة من بعد أن يؤمن الناس جميعاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {الم ﴿١﴾ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].

وذلك لأن الفتنة لا تأتي إلا بعد أن يؤمن بالحقّ الناسُ جميعاً ذلك لأن الله سوف يُنزِل على الناس آيةً من السماء لتصديق المهديّ المنتظَر الذي يُحاجّ الناس بالبيان الحقّ للذكر خليفة الله في الأرض حتى إذا أعرضوا الناس عن السجود لخليفة ربهم؛ بخضوع الأعناق بالطاعة لخليفة ربهم، وليس سجود الجبين كما في الصلاة إنما ذلك لله وحده وإنما السجود خضوع الأعناق بالطاعة من غير تكبرٍ حتى إذا لم يخضعوا لخليفة ربهم بالطّاعة، ومن ثم يأتي التصديق لقول الله تعالى: {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} صدق الله العظيم [الشعراء:٤].

وتلك الآية تجعل أعناقهم خاضعة لخليفة ربهم بالحقّ، فيؤمنوا الناس جميعاً بالمهديّ المنتظَر خليفة ربهم عليهم بسبب آية عذاب أليم والتي أرتقب لها لئن أعرض الناس عن دعوتي إلى كتاب الله وسُنَّة رسوله الحقّ، وما هي هذه الآية التي تأتي من السماء فتجعل أعناقهم خاضعة لخليفة الله الإمام المهديّ فيؤمنوا بالحق جميعاً؟ والجواب من الكتاب تجدوه في قول الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

وبعد أن يُصدّق الناس بخليفة الله الإمام المهديّ فيؤمنوا بدعوته إلى ما جاءهم به من قبل خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ثم تأتي الفتنة بالمسيح الدجال الذي يُريد أن يفتنهم عن اتِّباع (الم ) المهديّ المُنتظر. تصديقاً لقول الله تعالى: {الم ﴿١﴾ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].

بمعنى أنّ ظهور الإمام المهديّ على الناس جميعاً في ليلةٍ واحدةٍ بآية العذاب الأليم لئن أعرضوا عن دعوته إلى الاحتكام إلى كتاب الله وسنة رسوله الحقّ التي لا تُخالف لمحكم القُرآن العظيم. 

والأيام التي سيخرج فيها الدجال ليس طولها كهذه الأيام بل سوف تكون أطول بكثير؛ بمعنى أنّ اليوم سوف يكون طويلاً ثم أقصر وأقصر وأقصر حتي يبتعد عن أرضكم كوكب سقر فينتهي تأثيره، وفي خلال تلك الأيام الطوال يخرج عليكم المسيح الدجال بجيوشه ومنهم يأجوج ومأجوج من الأرض ذات المشرقين، وخروج يأجوج ومأجوج مقرون بمرور كوكب النار وعد الله الحق. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴿٩٧﴾ قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴿٩٨﴾ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ﴿٩٩﴾ وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

ويأتي بعد ذلك البعث الأول بعد خروج يأجوج ومأجوج ثم يبعث الله جميع الكفار من القرى الذين كذّبوا برسُل ربهم فأهلكهم الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٩٥﴾ حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ﴿٩٦﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

وبعث الكفار من الذين أهلكهم الله لكي يجعل الله الناس أمّةً واحدةً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [يونس:٩٩].

وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أمّة واحدة} صدق الله العظيم [هود:١١٨].

ويريد المسيح الكذاب أن يستغل هذا البعث فيفتن الأحياء والأموات فيدَّعي الربوبيّة ويقول أنّه المسيح عيسى ابن مريم الذي يبعث الموتى! ويقول أنهُ الله! سُبحان الله وتعالى علوَّاً كبيراً عن الشّطَطِ الذي يقوله (عن الله) إبليسُ الشيطان الرجيم المسيح الكذاب، ولن يقول لكم أنّهُ المسيح الكذاب بل سوف يقول إنّه المسيح عيسى ابن مريم الذي يبعث الموتى فيستغل البعث الأول فيقول أنّه هو من بعث الموتى ويقول أنّه الله! وما كان للمسيح عيسى ابن مريم الذي يبعث الموتى بإذن الله أن يقول أنّه الله، وكذب عدو الله وما كان المسيح عيسى ابن مريم بل هو المسيح الكذَّاب الملك هاروت إبليس الشيطان الرجيم كان من الجن ففسق عن أمر ربه ويريد أن يتّخذ من عباد الله نصيباً مفرضاً فينتحل شخصيّة المسيح عيسى ابن مريم مُستغلاً عقيدة النصارى بغير الحقّ، ولذلك أخَّر الله المسيح عيسى ابن مريم الحق -صلى الله عليه وآله وسلم- ليكون شاهداً بالحق، ولا يستنكف أن يكون عبداً لله ويكون من الصالحين التابعين للإمام المهديّ المنتظَر الذي آتاه الله علم الكتاب فيبين لكم ما لم تكونوا تعلمون.

ويا معشر الباحثين عن الحقّ، أفلا سألتم أنفسكم لماذا سيأتي المسيح الدجال فيدّعي الربوبيّة ويزعم أنّه صاحب الجنة والنار فيقول لكم: "أما النار فقد رأيتموها وأما الجنة فهي من تحت الثرى باطن أرضكم" إلا لأنه يعلمُ بالبعث الأول وينتظره كما وعده الله أنّه لمن المُنظرين إلى يوم يبعثون، فيقول أنّه الله ربكم الأعلى. فاتقوا الله يا معشر البشر إنّما ابتعث الله المهديّ المنتظَر فضلَ الله على المُسلمين ورحمته لينقذكم بالبيان الحقّ للقرآن من فتنة المسيح الدجال أنْ لا تتّبعوه، وإنّ المسيح الدجال هو ذاته الشيطان الرجيم، وقد ذكر الله المُنقذ لكم الإمام المهديّ فضل الله عليكم ورحمته الذي يستنبط لكم الأحكام الحقّ للفصل بينكم من مُحكم القرآن العظيم، ولولا فضل الله عليكم ورحمته ببعث المهديّ المنتظَر لاتَّبعتم الشيطان المسيح الدجال يا معشر المُسلمين إلا قليلاً منكم، وهل صدق بأمرنا إلا قليلاً! وقال الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

وما جاء في هذه الآية بُرهانٌ حقٌ على حديث محمد رسول الله الحق: [ألا أني أوتيت القرآن ومثله معه]، غير أنّ الله علَّمكم أن أحاديث السُّنة النّبويّة غير محفوظة من التحريف، ثم علَّمكم الله كيف تُميِّزون بين الحديث المدسوس من عند غير الله من الحديث النبويّ الذي جاء من عند الله في السُّنة النّبويّة فعلَّمكم الله أنْ ترجعوا لمحكم القرآن وما كان من أحاديث السنة جاء مُخالفاً لأحد آياته المُحكمات فاعلموا أنّ ذلك الحديث النّبوي في السُّنّة جاء من عند غير الله ولم ينطق به الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وآله وسلم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا} صدق الله العظيم [النساء].

{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

بمعنى أنّ الحديث في السُّنة النّبويّة إذا كان مُفترى فإنّكم سوف تجدون بينه وبين مُحكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، ويستنبط لكم الحكم الحقّ الذي يؤتيه الله علم الذَّكر القرآن العظيم المحفوظ من التحريف إلى يوم الدين، وأما أعداء الله المنافقون فقد افتروا كثيراً من الأحاديث والروايات في السُّنة النّبويّة ولكننا علَّمناكم بالقاعدة لكشف الأحاديث المدسوسة بأنها سوف تأتي مخالفة لأحد الآيات المُحكمات من أمّ الكتاب، فكم حذَّركم الله من المنافقين الذين اتَّخذوا إيمانهم جنة فصدّوا عن سبيل الله بأحاديث غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام؛ ألا ساء ما كانوا يفعلون، وقال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ ﴿٨﴾ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿٩﴾ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴿١٠﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴿١١﴾ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ ﴿١٢﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ ﴿١٣﴾ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴿١٤﴾ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١٥﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴿١٦﴾ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ ﴿١٧﴾ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿١٨﴾ أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ ﴿١٩﴾ يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

{وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:٧٦].

{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴿٢٠٤﴾ وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴿٢٠٥﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿٢٠٦﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

سورة آل عمران: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٧١﴾ وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [آل‌عمران].

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١١٨﴾ هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿١١٩﴾ إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴿١٢٠﴾} صدق الله العظيم [آل ‌عمران].

سورة النساء: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿٦٠﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا ﴿٦١﴾ فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا ﴿٦٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُوا جَمِيعًا ﴿٧١﴾ وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

{فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:٨٨].

{إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:٩٠].

{بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٣٨﴾ الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ﴿١٣٩﴾ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ﴿١٤٠﴾ الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ﴿١٤١﴾ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿١٤٢﴾ مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ﴿١٤٣﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا ﴿١٤٤﴾ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ﴿١٤٥﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿١٤٦﴾} صدق الله العظيم [النساء].

ويا أخي الكريم، وإن من الأحاديث المدسوسة هدم الكعبة ونسوا أنّ للكعبة ربّاً يحميها وأنّ الذي حماها من أبرهة الحبشي سيحميها ممّن سواه. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم [الحج:٢٥].

كما فعل بأبرهة الحبشي الذي كان يريد هدم بيت الله المعظم الكعبة بمكة المُكرمة، وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴿١﴾ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ﴿٢﴾ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ﴿٣﴾ تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ ﴿٤﴾ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [الفيل].

ولكن للأسف إنّ المسلمين مُنتظرون لهدم بيت الله المُعظم، أفلا تتقون؟ لو تدبروا مُحكم كتاب الله لوجدوا الحقّ أنّ الكعبة لها رباً يحميها ولكنّ أكثر المُسلمين أضلتهم الروايات عن الحقّ فهم لتحقيقها منتظرون حتى ولو كانت ضدّ الدين والمُسلمين، ولا يريدون أن يصدِّقوا بالمهديّ المنتظَر حتى يُهدم بيت الله المُعظَّم، أفلا يتقون؟

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..
أخو المُسلمين؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ

الإمام ناصر محمد اليماني : إني لا أجد في الكتاب أنّ خروج الدجال بعد فتح القسطنطينة


- 16 -
الإمام ناصر محمد اليماني
06 - رجب - 1430 هـ 
31 - 05 - 2009 مـ
02:07 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ـــــــــــــــــــ


القول المختصر في المسيح الكذاب الأشر..
إني لا أجد في الكتاب أنّ خروج الدجال بعد فتح القسطنطينة..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخي رياض السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إني لا أجد في الكتاب أنّ خروج الدجال بعد فتح القسطنطينة، وأفتيك بالحقّ حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ وأجد في الكتاب أنّ خروج الدجال هو بعد مرور كوكب العذاب نار الله سقر اللواحة للبشر من عصرٍ إلى آخر بعد أمدٍ بعيدٍ، وقد اقترب قدر مرور كوكب سقر على أرضكم فيظهر الله بها المهديّ المنتظَر على كافة البشر إن لم يُصدِّقوا بدعوة المهديّ المنتظَر بالبيان الحقّ للذِّكر فتأتيكم من الأطراف أي من جهة القطب فيحدث أثناء مرورها أحدُ أشراط الساعة الكُبرى فيسبق الليل النهار بسبب طلوع الشمس من مغربها بسبب مرور كوكب العذاب وعد الله الحقّ، فإذا جاء تهدّم سد ذو القرنين فيخرج المسيح الدجال بعوالم الأرض ذات المشرقين إليكم لأنّه لن يأتي ليفتنكم عن الحقّ لوحده بل يأتي بجيوشه التي يعدّها منذ أمد بعيدٍ ومنهم يأجوج ومأجوج ويأتي للفتنة من بعد أن يؤمن الناس جميعاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {الم ﴿١﴾ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].

وذلك لأن الفتنة لا تأتي إلا بعد أن يؤمن بالحقّ الناسُ جميعاً ذلك لأن الله سوف يُنزِل على الناس آيةً من السماء لتصديق المهديّ المنتظَر الذي يُحاجّ الناس بالبيان الحقّ للذكر خليفة الله في الأرض حتى إذا أعرضوا الناس عن السجود لخليفة ربهم؛ بخضوع الأعناق بالطاعة لخليفة ربهم، وليس سجود الجبين كما في الصلاة إنما ذلك لله وحده وإنما السجود خضوع الأعناق بالطاعة من غير تكبرٍ حتى إذا لم يخضعوا لخليفة ربهم بالطّاعة، ومن ثم يأتي التصديق لقول الله تعالى: {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} صدق الله العظيم [الشعراء:٤].

وتلك الآية تجعل أعناقهم خاضعة لخليفة ربهم بالحقّ، فيؤمنوا الناس جميعاً بالمهديّ المنتظَر خليفة ربهم عليهم بسبب آية عذاب أليم والتي أرتقب لها لئن أعرض الناس عن دعوتي إلى كتاب الله وسُنَّة رسوله الحقّ، وما هي هذه الآية التي تأتي من السماء فتجعل أعناقهم خاضعة لخليفة الله الإمام المهديّ فيؤمنوا بالحق جميعاً؟ والجواب من الكتاب تجدوه في قول الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

وبعد أن يُصدّق الناس بخليفة الله الإمام المهديّ فيؤمنوا بدعوته إلى ما جاءهم به من قبل خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ثم تأتي الفتنة بالمسيح الدجال الذي يُريد أن يفتنهم عن اتِّباع (الم ) المهديّ المُنتظر. تصديقاً لقول الله تعالى: {الم ﴿١﴾ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].

بمعنى أنّ ظهور الإمام المهديّ على الناس جميعاً في ليلةٍ واحدةٍ بآية العذاب الأليم لئن أعرضوا عن دعوته إلى الاحتكام إلى كتاب الله وسنة رسوله الحقّ التي لا تُخالف لمحكم القُرآن العظيم. 

والأيام التي سيخرج فيها الدجال ليس طولها كهذه الأيام بل سوف تكون أطول بكثير؛ بمعنى أنّ اليوم سوف يكون طويلاً ثم أقصر وأقصر وأقصر حتي يبتعد عن أرضكم كوكب سقر فينتهي تأثيره، وفي خلال تلك الأيام الطوال يخرج عليكم المسيح الدجال بجيوشه ومنهم يأجوج ومأجوج من الأرض ذات المشرقين، وخروج يأجوج ومأجوج مقرون بمرور كوكب النار وعد الله الحق. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴿٩٧﴾ قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴿٩٨﴾ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ﴿٩٩﴾ وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

ويأتي بعد ذلك البعث الأول بعد خروج يأجوج ومأجوج ثم يبعث الله جميع الكفار من القرى الذين كذّبوا برسُل ربهم فأهلكهم الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٩٥﴾ حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ﴿٩٦﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

وبعث الكفار من الذين أهلكهم الله لكي يجعل الله الناس أمّةً واحدةً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [يونس:٩٩].

وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أمّة واحدة} صدق الله العظيم [هود:١١٨].

ويريد المسيح الكذاب أن يستغل هذا البعث فيفتن الأحياء والأموات فيدَّعي الربوبيّة ويقول أنّه المسيح عيسى ابن مريم الذي يبعث الموتى! ويقول أنهُ الله! سُبحان الله وتعالى علوَّاً كبيراً عن الشّطَطِ الذي يقوله (عن الله) إبليسُ الشيطان الرجيم المسيح الكذاب، ولن يقول لكم أنّهُ المسيح الكذاب بل سوف يقول إنّه المسيح عيسى ابن مريم الذي يبعث الموتى فيستغل البعث الأول فيقول أنّه هو من بعث الموتى ويقول أنّه الله! وما كان للمسيح عيسى ابن مريم الذي يبعث الموتى بإذن الله أن يقول أنّه الله، وكذب عدو الله وما كان المسيح عيسى ابن مريم بل هو المسيح الكذَّاب الملك هاروت إبليس الشيطان الرجيم كان من الجن ففسق عن أمر ربه ويريد أن يتّخذ من عباد الله نصيباً مفرضاً فينتحل شخصيّة المسيح عيسى ابن مريم مُستغلاً عقيدة النصارى بغير الحقّ، ولذلك أخَّر الله المسيح عيسى ابن مريم الحق -صلى الله عليه وآله وسلم- ليكون شاهداً بالحق، ولا يستنكف أن يكون عبداً لله ويكون من الصالحين التابعين للإمام المهديّ المنتظَر الذي آتاه الله علم الكتاب فيبين لكم ما لم تكونوا تعلمون.

ويا معشر الباحثين عن الحقّ، أفلا سألتم أنفسكم لماذا سيأتي المسيح الدجال فيدّعي الربوبيّة ويزعم أنّه صاحب الجنة والنار فيقول لكم: "أما النار فقد رأيتموها وأما الجنة فهي من تحت الثرى باطن أرضكم" إلا لأنه يعلمُ بالبعث الأول وينتظره كما وعده الله أنّه لمن المُنظرين إلى يوم يبعثون، فيقول أنّه الله ربكم الأعلى. فاتقوا الله يا معشر البشر إنّما ابتعث الله المهديّ المنتظَر فضلَ الله على المُسلمين ورحمته لينقذكم بالبيان الحقّ للقرآن من فتنة المسيح الدجال أنْ لا تتّبعوه، وإنّ المسيح الدجال هو ذاته الشيطان الرجيم، وقد ذكر الله المُنقذ لكم الإمام المهديّ فضل الله عليكم ورحمته الذي يستنبط لكم الأحكام الحقّ للفصل بينكم من مُحكم القرآن العظيم، ولولا فضل الله عليكم ورحمته ببعث المهديّ المنتظَر لاتَّبعتم الشيطان المسيح الدجال يا معشر المُسلمين إلا قليلاً منكم، وهل صدق بأمرنا إلا قليلاً! وقال الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

وما جاء في هذه الآية بُرهانٌ حقٌ على حديث محمد رسول الله الحق: [ألا أني أوتيت القرآن ومثله معه]، غير أنّ الله علَّمكم أن أحاديث السُّنة النّبويّة غير محفوظة من التحريف، ثم علَّمكم الله كيف تُميِّزون بين الحديث المدسوس من عند غير الله من الحديث النبويّ الذي جاء من عند الله في السُّنة النّبويّة فعلَّمكم الله أنْ ترجعوا لمحكم القرآن وما كان من أحاديث السنة جاء مُخالفاً لأحد آياته المُحكمات فاعلموا أنّ ذلك الحديث النّبوي في السُّنّة جاء من عند غير الله ولم ينطق به الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وآله وسلم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا} صدق الله العظيم [النساء].

{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

بمعنى أنّ الحديث في السُّنة النّبويّة إذا كان مُفترى فإنّكم سوف تجدون بينه وبين مُحكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، ويستنبط لكم الحكم الحقّ الذي يؤتيه الله علم الذَّكر القرآن العظيم المحفوظ من التحريف إلى يوم الدين، وأما أعداء الله المنافقون فقد افتروا كثيراً من الأحاديث والروايات في السُّنة النّبويّة ولكننا علَّمناكم بالقاعدة لكشف الأحاديث المدسوسة بأنها سوف تأتي مخالفة لأحد الآيات المُحكمات من أمّ الكتاب، فكم حذَّركم الله من المنافقين الذين اتَّخذوا إيمانهم جنة فصدّوا عن سبيل الله بأحاديث غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام؛ ألا ساء ما كانوا يفعلون، وقال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ ﴿٨﴾ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿٩﴾ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴿١٠﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴿١١﴾ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ ﴿١٢﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ ﴿١٣﴾ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴿١٤﴾ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١٥﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴿١٦﴾ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ ﴿١٧﴾ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿١٨﴾ أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ ﴿١٩﴾ يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

{وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:٧٦].

{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴿٢٠٤﴾ وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴿٢٠٥﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿٢٠٦﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

سورة آل عمران: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٧١﴾ وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [آل‌عمران].

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١١٨﴾ هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿١١٩﴾ إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴿١٢٠﴾} صدق الله العظيم [آل ‌عمران].

سورة النساء: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿٦٠﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا ﴿٦١﴾ فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا ﴿٦٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُوا جَمِيعًا ﴿٧١﴾ وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

{فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:٨٨].

{إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:٩٠].

{بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٣٨﴾ الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ﴿١٣٩﴾ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ﴿١٤٠﴾ الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ﴿١٤١﴾ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿١٤٢﴾ مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ﴿١٤٣﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا ﴿١٤٤﴾ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ﴿١٤٥﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿١٤٦﴾} صدق الله العظيم [النساء].

ويا أخي الكريم، وإن من الأحاديث المدسوسة هدم الكعبة ونسوا أنّ للكعبة ربّاً يحميها وأنّ الذي حماها من أبرهة الحبشي سيحميها ممّن سواه. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم [الحج:٢٥].

كما فعل بأبرهة الحبشي الذي كان يريد هدم بيت الله المعظم الكعبة بمكة المُكرمة، وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴿١﴾ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ﴿٢﴾ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ﴿٣﴾ تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ ﴿٤﴾ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [الفيل].

ولكن للأسف إنّ المسلمين مُنتظرون لهدم بيت الله المُعظم، أفلا تتقون؟ لو تدبروا مُحكم كتاب الله لوجدوا الحقّ أنّ الكعبة لها رباً يحميها ولكنّ أكثر المُسلمين أضلتهم الروايات عن الحقّ فهم لتحقيقها منتظرون حتى ولو كانت ضدّ الدين والمُسلمين، ولا يريدون أن يصدِّقوا بالمهديّ المنتظَر حتى يُهدم بيت الله المُعظَّم، أفلا يتقون؟

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..
أخو المُسلمين؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ

الأحد، 24 مايو 2009

ورد في الأثر : [من تمسك بسنتي عند فساد أمتي فله أجر مائة شهيد ] فهل التمسك بالسُنة وحدها يكفي للنجاة من الفتن ؟


الإمام ناصر محمد اليماني
29 - 05 - 1430 هـ
24 - 05 - 2009 مـ
08:35 مســاءً
ـــــــــــــــــــــ


حديثٌ بـــاطلٌ :[ من تمسك بسنتي عند فساد أمتي فله أجر مائة شهيد ]

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، أخي الكريم إنّ الحديث الباطل: [من تمسك بسنتي عند فساد أمتي فله أجر مائة شهيد] كذبٌ وافتراءٌ، وإنما يريدون من ذلك التمسكُ بالسُّنة وترك القرآن، لأنهم يستطيعون أن يضعوا الافتراء في السُّنة فيضلّونكم عن طريقها، ولكن محمداً رسول الله لم يُفرّق بين كتاب الله والسّنة الحَقّ والحديث الحَقّ في فتوى التمسّك بالحقِّ هو في حديث محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: 
[ تركتم فيكم ما أن تمسكم به فلن تضلّوا بعدي أبداً كتاب الله وسُنتي ] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وأيُّ حديثٍ تجده يحثّ على السُّنة وحدها والتمسك بها دون أن يذكر كتاب الله فاعلم أنه حديثٌ موضوعٌ، بل الدعوة الحَقّ إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحَقّ إلا ما خالف منها لمحكم القرآن فهو باطلٌ مُفترًى.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخو أنصارِ محمدٍ رسول الله من المُسلمين؛ الإمامُ المهديّ ناصر محمد اليماني.
_______________

السبت، 23 مايو 2009

ما هي حقيقة هاروت و ماروت ؟


- 4 -
الإمام ناصر محمد اليماني
28 - جمادى الآخرة - 1430 هـ
23 - 05 - 2009 مـ
02:46 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــ


بيان الخليفة البدل من بعد آدم ..

وإنما الاسم هاروت أحد أسماء الشيطان بالكتاب وهو ذاته إبليس وأتبع الملك ماروت لأنّ ماروت كان الخليفة البدل من بعد آدم وسرعان ما وقع في الفتنة بسبب الشهوة التي أوجدها الله فيه بعد أن حوّله إلى إنسانٍ ولكنه كان من الملائكة ويزعم أن لو يصطفيه الله خليفةً فإنَّه لن يفسد في الأرض أبداً؛ بل هو كان من أشدّ المُستنكرين كيف يصطفي الله آدمَ خليفةً! ويرى أنّه أولى من آدم فهو من الملائكة خلقه الله من نورٍ ثم جعله الله بشراً وكان من الملائكة وسُرعان ما اتَّبع هواه وللأسف يئِس من رحمة الله ثم أتبعه الشيطان ودعاه إلى الكفر والانضمام معه ثم كفر بالله. وقال الله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178) وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الجنّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَايَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ(179)} صدق الله العظيم [الأعراف].

وهذان الاثنان في النار هاروت وقبيله ماروت. تصديقاً لقول الله تعالى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (17)} صدق الله العظيم [الحشر].

وذريتهم يأجوج ومأجوج بالإضافة إلى ذريةٍ بينهم هجينٍ، أمهاتهم من ذريات الملك هاروت وهو الشيطان وآباؤهم من شياطين البشر لديكم، وهؤلاء الصنفين شياطين الإنس والجنّ يعملون على إضلال الإنس والجنّ بالأرض ذات المشرقين وكانوا يصدقوهم بظنّهم أن لن يجرؤوا على الكذب على الله، ولذلك كانوا يصدقونهم، ولم يكشف لهم حقيقتهم إلا القرآن العظيم وقبل أن يسمعوه كانوا يصدقونهم، ولذلك قالوا: {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ والجنّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} صدق الله العظيم [الجن:5].

بمعنى أنَّ الجنّ كانوا يصدقون صنفاً آخر وهم شياطين الجنّ وشياطين الإنس وكان يصدقهم الإنس والجنّ بظنهم أنهم لن يجرؤوا أن يقولوا على الله كذباً، وكذلك كان يصدقهم صنفٌ من الإنس وهم من ذرية ماروت ويعبدون الشياطين من دون الله فزادوهم رهقاً، المهم لدينا في الأرض ذات المشرقين ما يلي:
1 - عالم الجنّ الشياطين وأبوهم ملك كان من الجنّ وهو الملك هاروت.
2 - وعالم إنس كان أبوهم من الملائكة وهو الملك ماروت فصار إنسان وذريته يعبدون الشياطين.
3 - وعالم آخر شياطين البشر ذريات أناس منكم وأمهاتهم إناث الشياطين ولكن آباءهم منكم من شياطين البشر وقد استكثروا إناث الشياطين من ذريات الإنس، تصديقاً لقول الله تعالى:{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الجنّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِى أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} [الأنعام:128].

والملك ماروت هو الإنسان الذي قال له الشيطان اكفر فكفر، وليس المقصود به آدم؛ بل خليفة من بعد آدم وإنما جعله الله إنساناً ذا شهوةٍ واتّبعَ هواه بادئ الأمر ثم أتبعه الشيطان ودعاه إلى الكفر وخدعه بأنّ الله لن يغفر له، فيئِس من رحمة الله. وذلك هو المقصود من قول الله تعالى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (17)} صدق الله العظيم [الحشر].

ولذلك تجدون الآية بالمثنى أولئك هم الملك هاروت وماروت وذريتهما يأجوج ومأجوج وخليط منكم أمهاتهم من إناث الشياطين وآباؤهم من البشر من هذا العالم لديكم الذين ترونهم كذلك يفسدون في الأرض ولا يرقبوا في مؤمن إلاًّ ولا ذمَّة، والملك ماروت من ذريته مأجوج بالأرض ذات المشرقين وهم بشر وهم المقصودون بقول الله تعالى: {وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الجن].

وللأسف يعبدون الشياطين من دون الله تصديقاً لقول الله تعالى عما قاله الجنّ عن أخبار عالم الأرض ذات المشرقين الذين استمعوا للقرآن: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الجنّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7)} صدق الله العظيم [الجن].

وكان مكرهم الأول أن أحدهم يقول إنَّه الله والآخر المسيح ابن الله ولكن الجنّ اكتشفت هذه الحقيقة يوم استمعوا للقرآن، ولذلك قالوا: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الإِنسُ والجنّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)} صدق الله العظيم [الجن].

ويقصدون بسفيههم هو الشيطان الذي ادَّعى الربوبية واتخذ صاحبة وولداً، ولكن الجنّ لا يعلمون مُطلقاً بنبيّ الله المسيح عيسى ابن مريم -صلّى الله عليه وآله وسلّم- و أُجريَ عليه تكتيمٌ كاملٌ من الشيطان وقبيله عن المسيح عيسى ابن مريم -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وذلك حتى لا يُكتشف أمر مكرهم في فتنة المسيح الكذاب والذي سوف يقول إنه المسيح عيسى ابن مريم وهو كذاب ولذلك يُسمى المسيح الكذاب لأنّ الشيطان يريد أن يقول إنه المسيح عيسى ابن مريم ويدّعي الربوبيّة فأجرى تكتيماً كامل عن عوالم الأرض ذات المشرقين عن بعث المسيح عيسى ابن مريم الحق صلى الله عليه وآله وسلم، لدرجة أن الجنّ كانوا يظنون أنّ محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ابتعثه الله من بعد نبيّ الله موسى فهم لا يعلمون أنّ الله ابتعث محمداً رسول الله من بعد عيسى، ولذلك قصَّ الله لنا ما قاله الجنّ لقومهم. وقال الله تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الجنّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى} صدق الله العظيم [الأحقاف:29-30].

ولله حكمةٌ من ذلك أنه أخبرنا أنّ الجنّ لا يعلمون بأنّ القرآن أُنزل من بعد عيسى فمن ثم علمنا بمكر الشيطان الرجيم وخطته المُستقبلية بإذن الله، وسوف أفشلُ مكره بإذن الله جميعاً، وأعلمُ من الله ما لا تعلمون.

واعلموا إنَّ عوالم الأرض ذات المشرقين صنف منهم من الإنس كان آباؤهم من الملائكة، وصنف هجين إنس أمهاتهم من ذريات الشياطين وآباؤهم من شياطين البشر لديكم وهم يعلمون ما يفعلون مع إناث الشياطين؛ أولئك الذين غيَّروا خلق الله طاعةً لأمر الشيطان ويعبدون بنات إبليس من دون الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (116) إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117) لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118)} صدق الله العظيم [النساء].

فأولئك نصيب الشيطان منكم يعبدون الطاغوت من دون الله وهم يعلمون، وذرياتهم يضلون الجنّ والإنس بالأرض ذات المشرقين ويفترون على الله بغير الحقّ وهم يعلمون. وكانت الجنّ تصدقهم بظنٍّ منهم أنه لن يتجرأ بالكذب على الله أحدٌ كما يكذبون عليكم آباؤهم هاهنا وأضلوكم عن الصراط المُستقيم ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون. فهل فهمت الخبر وبيان المهدي المنتظر للذكر أيها الباحث عن الحق المُحترم؟ نوَّر الله قلبك وطهَّرك وبصَّرك بالحق وثبتك على الصراط المُستقيم.

وأحيطكم علماً أن لو يشاء الله لجعل منكم أنتم ملائكةً في الأرض يخلفون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الأَرْضِ يَخْلُفُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:60].

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
الإمام ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــ

الإمام ناصر محمد اليماني
15 - جمادى الأولى - 1430 هـ
11 - 04 - 2009 مـ
11:18 مساءً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ـــــــــــــــــ

بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ} صدق الله العظيم [الأعراف:27].
وقال الله تعالى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)} صدق الله العظيم [الحشر].

وذلك هو قبيل الشيطان الملك ماروت وذريتهم يأجوج ومأجوج ومعهم خليط من ذريات شياطين البشر وهم من كل حدب ينسلون ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.
ـــــــــــــــــــــ

بيان الخليفة البدل من بعد آدم


- 4 -
الإمام ناصر محمد اليماني
28 - جمادى الآخرة - 1430 هـ
23 - 05 - 2009 مـ
02:46 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــ


بيان الخليفة البدل من بعد آدم ..

وإنما الاسم هاروت أحد أسماء الشيطان بالكتاب وهو ذاته إبليس وأتبع الملك ماروت لأنّ ماروت كان الخليفة البدل من بعد آدم وسرعان ما وقع في الفتنة بسبب الشهوة التي أوجدها الله فيه بعد أن حوّله إلى إنسانٍ ولكنه كان من الملائكة ويزعم أن لو يصطفيه الله خليفةً فإنَّه لن يفسد في الأرض أبداً؛ بل هو كان من أشدّ المُستنكرين كيف يصطفي الله آدمَ خليفةً! ويرى أنّه أولى من آدم فهو من الملائكة خلقه الله من نورٍ ثم جعله الله بشراً وكان من الملائكة وسُرعان ما اتَّبع هواه وللأسف يئِس من رحمة الله ثم أتبعه الشيطان ودعاه إلى الكفر والانضمام معه ثم كفر بالله. وقال الله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178) وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الجنّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَايَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ(179)} صدق الله العظيم [الأعراف].

وهذان الاثنان في النار هاروت وقبيله ماروت. تصديقاً لقول الله تعالى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (17)} صدق الله العظيم [الحشر].

وذريتهم يأجوج ومأجوج بالإضافة إلى ذريةٍ بينهم هجينٍ، أمهاتهم من ذريات الملك هاروت وهو الشيطان وآباؤهم من شياطين البشر لديكم، وهؤلاء الصنفين شياطين الإنس والجنّ يعملون على إضلال الإنس والجنّ بالأرض ذات المشرقين وكانوا يصدقوهم بظنّهم أن لن يجرؤوا على الكذب على الله، ولذلك كانوا يصدقونهم، ولم يكشف لهم حقيقتهم إلا القرآن العظيم وقبل أن يسمعوه كانوا يصدقونهم، ولذلك قالوا: {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ والجنّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} صدق الله العظيم [الجن:5].

بمعنى أنَّ الجنّ كانوا يصدقون صنفاً آخر وهم شياطين الجنّ وشياطين الإنس وكان يصدقهم الإنس والجنّ بظنهم أنهم لن يجرؤوا أن يقولوا على الله كذباً، وكذلك كان يصدقهم صنفٌ من الإنس وهم من ذرية ماروت ويعبدون الشياطين من دون الله فزادوهم رهقاً، المهم لدينا في الأرض ذات المشرقين ما يلي:
1 - عالم الجنّ الشياطين وأبوهم ملك كان من الجنّ وهو الملك هاروت.
2 - وعالم إنس كان أبوهم من الملائكة وهو الملك ماروت فصار إنسان وذريته يعبدون الشياطين.
3 - وعالم آخر شياطين البشر ذريات أناس منكم وأمهاتهم إناث الشياطين ولكن آباءهم منكم من شياطين البشر وقد استكثروا إناث الشياطين من ذريات الإنس، تصديقاً لقول الله تعالى:{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الجنّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِى أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} [الأنعام:128].

والملك ماروت هو الإنسان الذي قال له الشيطان اكفر فكفر، وليس المقصود به آدم؛ بل خليفة من بعد آدم وإنما جعله الله إنساناً ذا شهوةٍ واتّبعَ هواه بادئ الأمر ثم أتبعه الشيطان ودعاه إلى الكفر وخدعه بأنّ الله لن يغفر له، فيئِس من رحمة الله. وذلك هو المقصود من قول الله تعالى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (17)} صدق الله العظيم [الحشر].

ولذلك تجدون الآية بالمثنى أولئك هم الملك هاروت وماروت وذريتهما يأجوج ومأجوج وخليط منكم أمهاتهم من إناث الشياطين وآباؤهم من البشر من هذا العالم لديكم الذين ترونهم كذلك يفسدون في الأرض ولا يرقبوا في مؤمن إلاًّ ولا ذمَّة، والملك ماروت من ذريته مأجوج بالأرض ذات المشرقين وهم بشر وهم المقصودون بقول الله تعالى: {وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الجن].

وللأسف يعبدون الشياطين من دون الله تصديقاً لقول الله تعالى عما قاله الجنّ عن أخبار عالم الأرض ذات المشرقين الذين استمعوا للقرآن: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الجنّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7)} صدق الله العظيم [الجن].

وكان مكرهم الأول أن أحدهم يقول إنَّه الله والآخر المسيح ابن الله ولكن الجنّ اكتشفت هذه الحقيقة يوم استمعوا للقرآن، ولذلك قالوا: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الإِنسُ والجنّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)} صدق الله العظيم [الجن].

ويقصدون بسفيههم هو الشيطان الذي ادَّعى الربوبية واتخذ صاحبة وولداً، ولكن الجنّ لا يعلمون مُطلقاً بنبيّ الله المسيح عيسى ابن مريم -صلّى الله عليه وآله وسلّم- و أُجريَ عليه تكتيمٌ كاملٌ من الشيطان وقبيله عن المسيح عيسى ابن مريم -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وذلك حتى لا يُكتشف أمر مكرهم في فتنة المسيح الكذاب والذي سوف يقول إنه المسيح عيسى ابن مريم وهو كذاب ولذلك يُسمى المسيح الكذاب لأنّ الشيطان يريد أن يقول إنه المسيح عيسى ابن مريم ويدّعي الربوبيّة فأجرى تكتيماً كامل عن عوالم الأرض ذات المشرقين عن بعث المسيح عيسى ابن مريم الحق صلى الله عليه وآله وسلم، لدرجة أن الجنّ كانوا يظنون أنّ محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ابتعثه الله من بعد نبيّ الله موسى فهم لا يعلمون أنّ الله ابتعث محمداً رسول الله من بعد عيسى، ولذلك قصَّ الله لنا ما قاله الجنّ لقومهم. وقال الله تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الجنّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى} صدق الله العظيم [الأحقاف:29-30].

ولله حكمةٌ من ذلك أنه أخبرنا أنّ الجنّ لا يعلمون بأنّ القرآن أُنزل من بعد عيسى فمن ثم علمنا بمكر الشيطان الرجيم وخطته المُستقبلية بإذن الله، وسوف أفشلُ مكره بإذن الله جميعاً، وأعلمُ من الله ما لا تعلمون.

واعلموا إنَّ عوالم الأرض ذات المشرقين صنف منهم من الإنس كان آباؤهم من الملائكة، وصنف هجين إنس أمهاتهم من ذريات الشياطين وآباؤهم من شياطين البشر لديكم وهم يعلمون ما يفعلون مع إناث الشياطين؛ أولئك الذين غيَّروا خلق الله طاعةً لأمر الشيطان ويعبدون بنات إبليس من دون الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (116) إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117) لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118)} صدق الله العظيم [النساء].

فأولئك نصيب الشيطان منكم يعبدون الطاغوت من دون الله وهم يعلمون، وذرياتهم يضلون الجنّ والإنس بالأرض ذات المشرقين ويفترون على الله بغير الحقّ وهم يعلمون. وكانت الجنّ تصدقهم بظنٍّ منهم أنه لن يتجرأ بالكذب على الله أحدٌ كما يكذبون عليكم آباؤهم هاهنا وأضلوكم عن الصراط المُستقيم ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون. فهل فهمت الخبر وبيان المهدي المنتظر للذكر أيها الباحث عن الحق المُحترم؟ نوَّر الله قلبك وطهَّرك وبصَّرك بالحق وثبتك على الصراط المُستقيم.

وأحيطكم علماً أن لو يشاء الله لجعل منكم أنتم ملائكةً في الأرض يخلفون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الأَرْضِ يَخْلُفُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:60].

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
الإمام ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــ

الإمام ناصر محمد اليماني
15 - جمادى الأولى - 1430 هـ
11 - 04 - 2009 مـ
11:18 مساءً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ـــــــــــــــــ

بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ} صدق الله العظيم [الأعراف:27].
وقال الله تعالى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)} صدق الله العظيم [الحشر].

وذلك هو قبيل الشيطان الملك ماروت وذريتهم يأجوج ومأجوج ومعهم خليط من ذريات شياطين البشر وهم من كل حدب ينسلون ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.
ـــــــــــــــــــــ

الإسم هاروت أحد أسماء الشيطان بالكتاب وهو ذاته إبليس


- 4 -
الإمام ناصر محمد اليماني
28 - جمادى الآخرة - 1430 هـ
23 - 05 - 2009 مـ
02:46 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــ


بيان الخليفة البدل من بعد آدم ..

وإنما الاسم هاروت أحد أسماء الشيطان بالكتاب وهو ذاته إبليس وأتبع الملك ماروت لأنّ ماروت كان الخليفة البدل من بعد آدم وسرعان ما وقع في الفتنة بسبب الشهوة التي أوجدها الله فيه بعد أن حوّله إلى إنسانٍ ولكنه كان من الملائكة ويزعم أن لو يصطفيه الله خليفةً فإنَّه لن يفسد في الأرض أبداً؛ بل هو كان من أشدّ المُستنكرين كيف يصطفي الله آدمَ خليفةً! ويرى أنّه أولى من آدم فهو من الملائكة خلقه الله من نورٍ ثم جعله الله بشراً وكان من الملائكة وسُرعان ما اتَّبع هواه وللأسف يئِس من رحمة الله ثم أتبعه الشيطان ودعاه إلى الكفر والانضمام معه ثم كفر بالله. وقال الله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178) وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الجنّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَايَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ(179)} صدق الله العظيم [الأعراف].

وهذان الاثنان في النار هاروت وقبيله ماروت. تصديقاً لقول الله تعالى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (17)} صدق الله العظيم [الحشر].

وذريتهم يأجوج ومأجوج بالإضافة إلى ذريةٍ بينهم هجينٍ، أمهاتهم من ذريات الملك هاروت وهو الشيطان وآباؤهم من شياطين البشر لديكم، وهؤلاء الصنفين شياطين الإنس والجنّ يعملون على إضلال الإنس والجنّ بالأرض ذات المشرقين وكانوا يصدقوهم بظنّهم أن لن يجرؤوا على الكذب على الله، ولذلك كانوا يصدقونهم، ولم يكشف لهم حقيقتهم إلا القرآن العظيم وقبل أن يسمعوه كانوا يصدقونهم، ولذلك قالوا: {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ والجنّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} صدق الله العظيم [الجن:5].

بمعنى أنَّ الجنّ كانوا يصدقون صنفاً آخر وهم شياطين الجنّ وشياطين الإنس وكان يصدقهم الإنس والجنّ بظنهم أنهم لن يجرؤوا أن يقولوا على الله كذباً، وكذلك كان يصدقهم صنفٌ من الإنس وهم من ذرية ماروت ويعبدون الشياطين من دون الله فزادوهم رهقاً، المهم لدينا في الأرض ذات المشرقين ما يلي:
1 - عالم الجنّ الشياطين وأبوهم ملك كان من الجنّ وهو الملك هاروت.
2 - وعالم إنس كان أبوهم من الملائكة وهو الملك ماروت فصار إنسان وذريته يعبدون الشياطين.
3 - وعالم آخر شياطين البشر ذريات أناس منكم وأمهاتهم إناث الشياطين ولكن آباءهم منكم من شياطين البشر وقد استكثروا إناث الشياطين من ذريات الإنس، تصديقاً لقول الله تعالى:{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الجنّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِى أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} [الأنعام:128].

والملك ماروت هو الإنسان الذي قال له الشيطان اكفر فكفر، وليس المقصود به آدم؛ بل خليفة من بعد آدم وإنما جعله الله إنساناً ذا شهوةٍ واتّبعَ هواه بادئ الأمر ثم أتبعه الشيطان ودعاه إلى الكفر وخدعه بأنّ الله لن يغفر له، فيئِس من رحمة الله. وذلك هو المقصود من قول الله تعالى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (17)} صدق الله العظيم [الحشر].

ولذلك تجدون الآية بالمثنى أولئك هم الملك هاروت وماروت وذريتهما يأجوج ومأجوج وخليط منكم أمهاتهم من إناث الشياطين وآباؤهم من البشر من هذا العالم لديكم الذين ترونهم كذلك يفسدون في الأرض ولا يرقبوا في مؤمن إلاًّ ولا ذمَّة، والملك ماروت من ذريته مأجوج بالأرض ذات المشرقين وهم بشر وهم المقصودون بقول الله تعالى: {وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الجن].

وللأسف يعبدون الشياطين من دون الله تصديقاً لقول الله تعالى عما قاله الجنّ عن أخبار عالم الأرض ذات المشرقين الذين استمعوا للقرآن: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الجنّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7)} صدق الله العظيم [الجن].

وكان مكرهم الأول أن أحدهم يقول إنَّه الله والآخر المسيح ابن الله ولكن الجنّ اكتشفت هذه الحقيقة يوم استمعوا للقرآن، ولذلك قالوا: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الإِنسُ والجنّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)} صدق الله العظيم [الجن].

ويقصدون بسفيههم هو الشيطان الذي ادَّعى الربوبية واتخذ صاحبة وولداً، ولكن الجنّ لا يعلمون مُطلقاً بنبيّ الله المسيح عيسى ابن مريم -صلّى الله عليه وآله وسلّم- و أُجريَ عليه تكتيمٌ كاملٌ من الشيطان وقبيله عن المسيح عيسى ابن مريم -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وذلك حتى لا يُكتشف أمر مكرهم في فتنة المسيح الكذاب والذي سوف يقول إنه المسيح عيسى ابن مريم وهو كذاب ولذلك يُسمى المسيح الكذاب لأنّ الشيطان يريد أن يقول إنه المسيح عيسى ابن مريم ويدّعي الربوبيّة فأجرى تكتيماً كامل عن عوالم الأرض ذات المشرقين عن بعث المسيح عيسى ابن مريم الحق صلى الله عليه وآله وسلم، لدرجة أن الجنّ كانوا يظنون أنّ محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ابتعثه الله من بعد نبيّ الله موسى فهم لا يعلمون أنّ الله ابتعث محمداً رسول الله من بعد عيسى، ولذلك قصَّ الله لنا ما قاله الجنّ لقومهم. وقال الله تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الجنّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى} صدق الله العظيم [الأحقاف:29-30].

ولله حكمةٌ من ذلك أنه أخبرنا أنّ الجنّ لا يعلمون بأنّ القرآن أُنزل من بعد عيسى فمن ثم علمنا بمكر الشيطان الرجيم وخطته المُستقبلية بإذن الله، وسوف أفشلُ مكره بإذن الله جميعاً، وأعلمُ من الله ما لا تعلمون.

واعلموا إنَّ عوالم الأرض ذات المشرقين صنف منهم من الإنس كان آباؤهم من الملائكة، وصنف هجين إنس أمهاتهم من ذريات الشياطين وآباؤهم من شياطين البشر لديكم وهم يعلمون ما يفعلون مع إناث الشياطين؛ أولئك الذين غيَّروا خلق الله طاعةً لأمر الشيطان ويعبدون بنات إبليس من دون الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (116) إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117) لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118)} صدق الله العظيم [النساء].

فأولئك نصيب الشيطان منكم يعبدون الطاغوت من دون الله وهم يعلمون، وذرياتهم يضلون الجنّ والإنس بالأرض ذات المشرقين ويفترون على الله بغير الحقّ وهم يعلمون. وكانت الجنّ تصدقهم بظنٍّ منهم أنه لن يتجرأ بالكذب على الله أحدٌ كما يكذبون عليكم آباؤهم هاهنا وأضلوكم عن الصراط المُستقيم ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون. فهل فهمت الخبر وبيان المهدي المنتظر للذكر أيها الباحث عن الحق المُحترم؟ نوَّر الله قلبك وطهَّرك وبصَّرك بالحق وثبتك على الصراط المُستقيم.

وأحيطكم علماً أن لو يشاء الله لجعل منكم أنتم ملائكةً في الأرض يخلفون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الأَرْضِ يَخْلُفُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:60].

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
الإمام ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــ