الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009

ترتيب السور في القرآن العظيم كان ترتيباً بأمر الله


الإمام ناصر محمد اليماني
09 - 10- 1430 هـ
29 - 09 - 2009 مـ
06:13 صباحاً
ـــــــــــــــــــــــ


ترتيب السور في القرآن العظيم كان ترتيباً بأمر الله..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين جدي النّبيّ الأمي الأمين وآله التوابين المُتطهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار صفوة البشرية وخير البرية أولي الألباب الموقنين بالبيان الحقّ للكتاب وتدبروا فصل الخطاب فوجدوه القول الصواب والحكم الحقّ بين مُختلف الأحزاب وتبين لهم كثيراً من أسرار الكتاب، فما أجمل تدارسكم وتذكير بعضكم بعضاً كما فعل طلال والناصر وهدى الحيران ومحمد العربي وعبد العزيز من خيار الرجال ونعم الرجال أنتم صدقتم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم فهديتم إلى صراطٍ مُستقيمٍ وصدَّقتم المهديّ المنتظَر قبل أن تروا صورته على الواقع أو تسمعوا صوته، وقد يقول الجاهلون الذين لا يعلمون: "كيف تصدقون رجلاً أنه المهديّ المنتظَر وأنتم لم تروا صورته على الواقع أو تسمعوا صوته ولربما الصورة التي أظهرها ليست صورته؟"! وما كان جواب أولوا الألباب إلا أن قالوا: "ليس الهُدى في النظر المُباشر إلى المهديّ المنتظَر وكأن من نظر إليه صدق واهتدى؛ كما ليس الهُدى في سماع صوته، فمن سمع صوته اهتدى؛ كلا! ثم كلا! ولو كان كذلك لصدق كفار قريش وجميع من الذين نظروا إلى صورة محمد رسول الله على الواقع الحقيقي وسمعوا صوته ولم نجدهم اهتدوا برغم أنهم سمعوا القرآن من لسانه مُباشرة بالصوت والصورة جهرة على الواقع الحقيقي بين أيديهم، ولكن الذين ألهاهم النظر إلى النّبيّ وصورته لم يهتدوا أبداً، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ (42) وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ (43) إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ْ(44)} صدق الله العظيم [يونس].

ومن ثم يسأل سائل: إذاً كيف اهتدوا إلى سبيل الحقّ؟ والجواب من محكم الكتاب: {وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ} صدق الله العظيم [النمل:81].

إذاً الأنصار السابقون الأخيار من الأولين والآخرين و صدقوا بالبيان الحقّ للكتاب لأنهم وجدوا البيان هو كذلك قُرآنٌ يأتي به الإمام المهدي من ذات القرآن ولم يُلهِهُم صوته ولا صورته من تدبر البيان الحقّ للقرآن العظيم؛ بل تدبروا وتفكروا حتى فاضت أعينهم من الدمع مما عرفوا من الحقّ وقالوا كمثل قول الذين اهتدوا من قبل:
{وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} صدق الله العظيم [إبراهيم:12].

ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، إن كنتم تريدون أن يُتم الله عليكم نعمته فلا تجعلوا لأنفسكم الخيرة من الأمر شيئاً وما يفعله إمامكم فيه حكمةٌ بالغةٌ لا تحيطوا بها علماً، فلربما الجاهلون يحاجوكم بالباطل من عدم الظهور لا بالصوت ولا بالصورة الحيّة ولا بالجهرة على الواقع الحقيقي فيقولون: فهل أنتم مجانين حتى تُصدقوا ما يدعيه؟ برغم أني وعدتكم بالظهور على اليوتوب، وأنا بإذن الله عند وعدي والظهور في القناة الفضائية بالبث المباشر وأنا كذلك عند وعدي إذا تحقق لنا شراؤها بإذن الله، ولكني أريدكم أن تزدادوا هدًى ونوراً، فأنا أعلم أن نور الهُدى لم يجعله الله في الصورة والصوت بل في التدبر والتفكر في برهان العلم المُستنبط من آيات الكتاب فيجدون فيها عجب العجاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (29)} صدق الله العظيم [ص].

وبالنسبة لترتيب السور في القرآن العظيم فكان ترتيباً بأمر الله، وكان القرآن يكتب ولم ينهَهُم في ذلك الزمن إلا عن كتابة السنة حتى لا تلهِهُم عن كتابة القرآن العظيم، وذلك لأن في القرآن سنة البيان الأساسية للدين من آيات أم الكتاب. 
ولذلك قال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:44].

وكان لا يُطلب من محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - البرهان لسنة البيان من القرآن، وإنما يُطلب ذلك من المهديّ المنتظَر فيستنبط لهم ما يشاء الله من آيات الكتاب المحكمات، والعجيب في الأمر إنه يأتيهم بالبرهان المُبين من آيات الكتاب المُحكمات هُنّ أمّ الكتاب وليس من المُتشابهات، والمُتشابهات إنما هو تشابهٌ في ظاهرهن في اللفظ فإحداهنّ تكون محكمةً بيِّنةً ويقبل ظاهرها العقل والمنطق وتلك هي الآية المُحكمة وأما المُتشابهة فظاهرها يخالف للعقل والمنطق وذلك لأن ظاهرها غير باطنها والآيات المُتشابهات هُن ليست إلا بنسبة عشرة بالمائة تقريباً أو أقل من ذلك، وكما قلنا لكم:
إن الآيات المُتشابهات ليس التشابه فيما بينهم؛ بل التشابه مع المحكم في ظاهرها لفظياً ومُتضاد في ظاهر الآيات المُتشابهات مع آيات الكتاب المُحكمات.

وأضرب لكم على ذلك مثلاً:
1- آيةٌ محكمةٌ من آيات أمّ الكتاب البينات. قال الله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا (30)} صدق الله العظيم [النساء].

2- آية مُتشابهة معها في اللفظ وتخالفها في المعنى المقصود، وهي قول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم [البقرة:54].

فسبحان الله العظيم! فتدبروا قول الله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29)} صدق الله العظيم، ثم قول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم. والسؤال الذي يطرح نفسه بالنيابة عنكم هو: "كيف يا إمام نستطيع أن نُميّز بين الآية المُحكمة والآية المُتشابهة؟". وإليكم الجواب بالحقّ:فأمّا الآية المُحكمة من آيات أمّ الكتاب، فإذا أرجعتموها للعقل والمنطق فحتماً ستجدون العقل والمنطق يُسلم لها تسليماً لأنها منطقية وتلك هي الآية المُحكمة في الكتاب مثال قول الله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا (30)} صدق الله العظيم [النساء].

لكن حين تتدبرون الآية المُتشابهة، مثال قول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم [البقرة:54].

فإذا هي أولاً تضادَدَ ظاهرُها مع الآية المُحكمة التي تشابهت معها تشابهاً لفظياً فتخالف الأمر في الآية المحكمة بعدم قتل النفس، فإن ذلك يأسٌ من رحمة الله ومن يَئِس من رحمة الله وقتل نفسه {فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا (30)} صدق الله العظيم [النساء].

ولكن المُتشابهة تُخالفُ الأمرَ في ظاهرها للأمر في الآية المحكمة، فما هو السبيل؟ فكيف تميزون بين الآية المحكمة والآية المُتشابهة؟ والجواب: إنه رفع طلب الفتوى إلى العقل والمنطق الذي ميَّز الله به الإنسان عن الحيوان فحتماً يأتيكم بالنتيجة فيقول: إن أحدهنّ الأمر فيها منطقيّ يقبله العقل والمنطق، وهو قول الله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا (30)} صدق الله العظيم.

وأما الأمر الآخر في قول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم، فهذا يخالف للعقل والمنطق! فكيف يأمر الله عباده بقتل أنفسهم؟ فلا بد أن لها تأويلاً غير ظاهرها، وإنما تشابهت لفظياً مع الآية المحكمة ولكن علم بيانها عند الله، فهي تحتاج إلى سلطان العلم من ذات القرآن فإن العقل وحده لا يستطيع أن يأتيكم بتفسيرها، وإنما يفهم العقل الآيات المحكمات فقط، ولكنهن أمّ الكتاب لو تمسك المؤمنون بهن لنجوا واهتدوا إلى صراط الحميد، ولكن كثيراً من علماء الأمّة لم يميّزوا بين الآية المُحكمة والآية المُتشابهة برغم أنهم لو حكّموا العقل والمنطق لأفتاهم بالحقّ وعلم العقل أيهنّ الآية المُحكمة لأنها حتماً تجدونها لا تخالف العقل والمنطق أبداً، تصديقاً لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (29)} صدق الله العظيم [ص:29].

ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، والله الذي لا إله غيره ولا معبود سواه إنه لن ولن يصدقني الإمعاتُ الذين لا يستخدمون عقولهم شيئاً بحجة أنهم ليسوا علماء، ونقول لهم كلا ثم كلا؛ أم إنّكم ترون الكفار الذين صدقوا بالقرآن العظيم في عصر محمد -رسول الله صلّى الله عليه وسلّم- كانوا عُلماء كأمثال الأنصار السابقين من المهاجرين والأنصار؟ بل كانوا كافرين وليسوا بعلماء في الدين؛ بل استخدموا عقولهم فاستمعوا إلى منطق الداعي إلى سبيل ربه، محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- إذ يقول لهم: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ على بصيرةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:108].

وجاهدهم بالقرآن العظيم جهاداً كبيراً، فأما الذين استمعوا إلى آيات الله في مُحكم كتابه فحكموا العقل والمنطق فقد أنار الله قلوبهم فبصرهم بالحقّ، وأما الذين لم يعطوا لأنفسهم فرصة للاستماع بفكر العقل أولئك كالأنعام بل هم أضل سبيلا! وهل تدرون لماذا صاروا كالأنعام؟ لأنهم لا يتفكرون والأنعام لا تتفكر ولكن الطير يتفكر، ويا سبحان الله! فكم الفرق بين الطير والبقرة، فلا يساوي ربع أذنها - أصغر الطيور- ولكنهُ أذكى منها، وسوف يصنع عُشه بشكل عجيبٍ وغريبٍ! فيصنعه مُتقناً فيقيه من الحر ويدفئه في البرد ولكن البقرة مع كُبر حجمها ستموت برداً ولن تصنع لها جُحراً لأنها لا تتفكر، فأما الطير فيتفكر، فانظروا كيف أنه احتقر البشر الذين لم يعبدوا الله الواحد القهار الخالق الذي خلق الشمس والقمر، وجاء بأخبار لم يحِط بها سليمان علماً فلم يعلم إن ملكة سبأ وقومها يعبدون الشمس من دون الله في سبأ مأرب؛ بل لا يحيط بهم علماً فخاطب الهدهد سُليمان وألقى بخُطبته الشهيرة في القرآن العظيم. قال: {أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ (22)إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23)وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (24)أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25)اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ربّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)} صدق الله العظيم [النمل].

انتهت خُطبة الهُدهد، ثم نأتي لرد سليمان عليه السلام سامحه الله، ولماذا القساوة يا سليمان عليك الصلاة والسلام على صاحب هذه الخطبة البديعة؟ وقال له سليمان: {قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27)اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28)} صدق الله العظيم [النمل].

انتهى رد سليمان، ومن ثم نأتي لرد الملكة الحكيمة حين استخدمت العقل والمنطق، وقالت: {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29)إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ (32)} صدق الله العظيم [النمل].

فتدبر الآيات جيداً، قال الله تعالى: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20)لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَأباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21)فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ (22)إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23)وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (24)أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25)اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ربّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27)اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29)إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ (32)} صدق الله العظيم [النمل].

وأشكر أخي طلال من صناديد الرجال المُقترح للتدبر والتفكر فيما قد ألقاه إليكم الإمام ناصر محمد اليماني من البيان الحقّ للقرآن فلا نضيع الوقت حتى يأتينا منه الجديد بإذن الله فعلينا أن نتدبر البيانات الحقّ للكتاب ونفهمها جيداً ونفهم علومها وأسرارها، ونِعْمَ الفكرة يا طلال جزاك الله عني خير الجزاء وشكر الله لابن عمر؛ صانع طاولة الحوار الذي آوى المهديّ المنتظَر يوم كانوا يزجره أصحاب المواقع؛ حتى أعزَّ الله المهديّ المنتظَر بالحسين بن عمر، فوالله لا ولن أنسى فضله أبداً وإنه لمن المُقربين وإنه لمن الأنصار السابقين الأخيار المُكرمين فلا يسعني أن أذكر جميع الأنصار بالاسم وإنما أريد أن أعلمهم بالدعاء الحقّ الذي علَّمهم اللهُ إياهُ في الكتابِ، وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أمّ الكتاب وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ (7) رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ(8)رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ(9)} صدق الله العظيم [آل عمران].

أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
__________________

السبت، 26 سبتمبر 2009

حقيقة العجل الذي صنعه السامري


- 3 -
الإمام ناصر محمد اليماني
06 - 10 - 1430 هـ
26 - 09 - 2009 مـ
01:53 صباحاً
ــــــــــــــــ


الردّ على الهدهد الشهيد:
حقيقة العجل الذي صنعه السامري ..

أيها الهُدهُد الشهيد الذي كان للحقّ عنيد، وإني أراك من حطب جهنّم مُستقرِ كُلِّ كفارٍ عنيدٍ، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ نَقُولُ لِجهنّم هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} صدق الله العظيم [ق:٣٠].

أما بالنسبة لفتواك أنّ المسيح الدجال هو السامريّ وتفتي أنّ الله أيّده بمُعجزة أنّهُ قد صنع عجلاً حيّاً نطق وناح فإنك لمن الكاذبين؛ بل كان جماداً مفتوحَ الدُّبرِ والفم فيدخل الهواء من دُبره فيخرج من فمه فيحدث لهُ خوار من الهواء الذي يمرّ من دُبره فيمرّ من بطنه ويخرج من فمه، وبنو إسرائيل يعلمون أنهُ لا يتكلم. وقال الله تعالى: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا} صدق الله العظيم [طه:٨٩].

ومثله كمثل الأصنام و إنّما مصنوع من الحُليّ الزُجاجيّة اللماعة ولذلك قام موسى بإحراقه حتى صار ساخناً ومن ثم ألقى به في اليمّ، وبما أن الزجاج صار ساخناً فإذا عرضته للماء يتفرقع، ولذلك قام موسى عليه الصلاة والسلام بتسخينه ومن ثم ألقاه في اليمّ فنسفه اليمّ نسفاً.

وأما بالنسبة إلى أنّ موسى لم يقتله وذلك لأنّ الله أوحى إليه بأنه سوف يصيبه بمرضٍ جلديٍّ حتى يدوِّد لحمه فوق عظامه ويريد الله أن يُعذبه بالموت البطيء حتى يأتي أجله نكالاً لما بين يديه وما خلفه وموعظة للمُتقين، فاتق ِ الله يا من تقول على الله ما لا تعلم، يا من تصدّ عن الحقّ صدوداً، أن يصيبك الله بما أصاب به السامريّ حتى يكون لحمك دوداً فوق عظمك. ونظراً لأنك لست بمُحترمٍ وتقول على الله ما لا تعلم و تنهال علينا بالشتائم أنت وقبيلك اللبيب الذي ضرب الله لنا أمثالكم في الكتاب، فقال: {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:١٧٦].

وأمّا تهديدك بالضرر للموقع فالكعبة لها ربّاً يحميها، وإنّي أشهد الله وكافة الأنصار السابقين الأخيار وكافة الزوار أنّي أتحدى كافة شياطين البشر الذين يريدون أن يطفئوا نور الله أن يضروا موقع المهديّ المنتظر المُبلغ بالبيان الحقّ للذكر فيجعلكم الله عبرةً لمن يعتبر وموعظةً للبشر.

وها أنا ذا أقوم بإجتثاثكم من الموقع بنفسي فأجتثكم منه كشجرةٍ خبيثةٍ اُجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار لأنكم من شياطين البشر الذين لا يزيدهم العفو والإستغفار إلا عتواً ونفوراً، أفلا تخافون الله الواحد القهّار الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور؟

ولن تستطيعوا فتنة الأنصار أولياء الله الواحد القهّار الذين يرجون نعيم رضوان ربّهم والفوز بتجارةٍ لن تبور، وسلام الله عليهم وحفظهم ومنعهم ودافع عنهم بحوله وقوته تصديقاً لوعده الحقّ إن توكلوا عليه: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} صدق الله العظيم [الحج:٣٨].

وسلامٌ على المُرسلين والحمد ُلله ربّ العالمين.
عدو شياطين البشر المهديّ المنتظر خليفة الله الواحدُ القهّار عبده الإمام ناصر محمد اليماني.
____________

الجمعة، 25 سبتمبر 2009

سأل سائل فقال: ماهي أعظم وأكبر معركة في تاريخ البشرية؟


الإمام ناصر محمد اليماني
05 - 10- 1430 هـ
25- 09 - 2009 مـ
01:51 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ


وزراء المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني هم أربعة من الطاقم الأول ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الاخ ناصر محمد اليماني أن يجيبني على سؤوالي الاخير والذي فيه ثلاث فروع
1_كم هو عدد عدة الامام المنتظر ؟
2_ماهي مأدبة السماء واين تقع؟
3_ما هي دابة الارض التي تكلم الناس؟
ولكم فائق احترامي وتقديري
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ..

أولا؛ يجب عليك أن تتنازل عن التكبر والغرور، وثانيا؛ إن كنت عالماً كما ترى نفسك فمن المفروض أنك تسمع من قبل أن تحكم ومن بعد الاستماع والتدبّر تحكم علينا حتى لا تظلم نفسك إن كنت من الذين قال الله عنهم: {فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الألْبَابِ (18)} صدق الله العظيم [الزمر].

ولكني للأسف لم أرَك منهم يا سلمان وذلك لأنك حكمت من قبل الاستماع والحوار ولذلك أفتيت فينا بغير الحقّ وقلت حُكمك الشهير:

عرفت طريق الحقّ منذ البداية انك لست الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ولست حتى اليماني الموعود وانشاء الله يتبين صحة كلامي هذا وعندي الادلة عليه من القران والسنة والمنطق والعقل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومن ثمّ يرد عليك الإمام المهديّ الحقّ من ربّك شئت أم أبيت وأقول لك: إني أُشهد الأنصار السابقين الأخيار وكافة الزوار عليك أن تثبت فتواك بالعلم والسلطان من القرآن كما قلت في شأني:

عرفت طريق الحقّ منذ البداية انك لست الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ولست حتى اليماني الموعود وانشاء الله يتبين صحة كلامي هذا وعندي الادلة عليه من القران والسنة والمنطق والعقل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولكني اليماني وأنا ذاتي المهديّ، وإن كنت تقصد بِعُدَّتي أي جنودي فوالله الذي لا إله غيره لا يحصيهم إلا الله لأنّ الله سوف يمدني بجنوده من البعوضة فما فوقها فيحشرهم لعبده جميعاً في حربه مع المسيح الدجال الذي يجهز جنده منذ أمدٍ بعيد. وقال الله تعالى: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (15) وَأَكِيدُ كَيْداً (16) فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (17)} صدق الله العظيم [الطارق].

وعليك أن تعلم يا سلمان إن أكبر معركةٍ في تاريخ خلق الله جميعاً هي بقيادة المهديّ المنتظر قائد جُند الله، وخصمي المسيح الكذاب إبليس قائد جنود الطاغوت جميعاً، بل هي المعركة الفاصلة بين الحقّ والباطل في الكتاب وإنا فوقهم قاهرون وعليهم مُنتصرون بإذن الله الواحد القهار، ألا إن حزب الله لهم الغالبون.

وأمّا وزراء المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني فهم أربعة من الطاقم الأول، فهم أصحاب الكهف والرقيم المضاف إلى أصحاب الكهف وجميعهم من الأنبياء وهم:
1- رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام
2- رسول الله إلياس عليه الصلاة والسلام
3- رسول الله إدريس عليه الصلاة والسلام
4- رسول الله اليسع عليه الصلاة والسلام

ودابة الأرض أول من يبعثه الله ويكلم النّاس كهلاً بالحقّ هو المسيح عيسى ابن مريم فعلِمتُه بعد أن علَّمني الله بذلك وفصَّل لي شأنه في الكتاب تفصيلاً.

والمعركة الكُبرى في تاريخ الكون كُلّه ليست كما تزعم بين الإمام المهديّ والسفياني، كلا وربّي بل هي بين الإمام المهدي والمسيح الكذاب الذي يريد أن يقول إنه المسيح عيسى ابن مريم ويقول إنه الله ربّ العالمين، وما كان لابن مريم أن يقول ذلك! بل هو كذابٌ ولذلك يسمّى المسيح الكذاب، ولذلك قدّر الله عودة للمسيح الحقّ ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمّه و آل عمران وسلّم تسليماً، ولن يأمره الله أن يدعو النّاس إلى اتباعه؛ بل يدعو النّاس وهو كهلٌ إلى اتِّباع المهديّ المنتظَر ويكون من الصالحين التابعين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيُكَلِّمُ النّاس فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ} صدق الله العظيم [آل عمران:46].

فأمّا التكليم وهو في المهد صبياً فهذه معجزة مضت وانقضت، وبقيت معجزة بَعْثِهِ ليكلمُكم كهلاً ويكون من الصالحين التّابعين للمهديّ المنتظَر ووزيراً كريماً وشاهداً بالحقّ على المسلمين والنّصارى واليهود إن لم يتّبعوا الحقّ من ربّهم الإمام المُبين الداعي إلى الصراط المستقيم .

وإنما الدّابة إنسانٌ. وقال الله تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النّاس بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ} صدق الله العظيم [فاطر:45].

أي ما ترك على ظهرها من إنسانٍ، وخروج الدّابة هو إنسانٌ يُكلمهم وليس حيوان؛ بل حَكَمٌ بالحقّ في شأن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فيزيدكم عنه علماً ويفتي المسلمين والنّصارى واليهود في شأني ويكون من الصالحين التابعين ووزيراً كريماً، وإني أعلم بمكانه وسبق وأن فَصَّلنا بيانه تفصيلاً وإنما روحه في السماء وجسده لديكم في الأرض. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا} صدق الله العظيم [آل عمران:55].

فأمّا الرفع فيقصد به رفع الروح إليه سبحانه، وأمّا التطهير فيقصد تطهير جسده فلن يلمسه الذين كفروا بسوءٍ؛ بل كَفَّ الله أيديهم عنه وأيَّده بروح القدس؛ جبريل عليه الصلاة والسلام ومن معه من الملائكة. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴿١١٠﴾} صدق الله العظيم [المائدة:110].

وقام روح القدس ومن معه من الملائكة بحمل جسد المسيح عيسى ابن مريم فوضعوه في تابوت السكينة فأضافوه إلى أصحاب الكهف وذلك هو الرقيم المُضاف إلى عدد أصحاب الكهف الثلاثة غير أنه في تابوت السكينة، ويوجد في التابوت النُّسَخُ الأصليّة للتوراة والإنجيل وعصا موسى وبقيةٌ مما ترك آل موسى وآل هارون.

وإذا أردتم أن تعلموا أين المسيح الحقّ لتُعصَموا من المسيح الباطل فإن المسيح الحقّ يوجد حقيقة سرِّ موقعه في العشر آيات الأولى من سورة الكهف ولا يحيط به المسلمون علماً ظنّاً منهم أنّ الله رفع جسده وروحه، ويا عجبي! فلماذا ذكر الله أنه توفّى المسيح عيسى ابن مريم؟ ولماذا يتوفاه وهو سوف يرفعه إليه جسداً وروحاً كما يزعمون؟ بل التُّوفّي والرفع للروح، وأمّا التطهير فهو يختصّ بالجسد الذي كفَّ عنه شرّ أيادي الذين كفروا، وما صلبوه وما قتلوه ولكن شُبِّه لهم جسداً آخر بإذن الله.
وكذلك ليس للنصارى ولا لآبائِهم علماً بالمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام فهم يعتقدون أنّ اليهود قتلوه، وما قتلوه وما لهم به من علمٍ؛ بل ظنّوا أنَّ اليهود قتلوه؛ بل جسده موجودٌ سليمٌ مُعافىً طاهرٌ مُطهرٌ في تابوت السكينة وهو الرقيم المضاف إلى أصحاب الكهف، فَصَدِّقوا بالحقّ المسيح عيسى ابن مريم؛ الرقيم المُضاف حتى تُعصَموا من اتِّباع المسيح الكذاب الذي يدَّعي الرُّبوبية.

وتجدون حقيقة المسيح الحقّ في العشر آيات الأولى من سورة الكهف، تصديقاً للحديث الحقّ لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم:
[ من حفظ عشر آياتٍ من أول سورة الكهف عُصِم من الدجال ].

وذلك لأنّ جسد المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام هو الرقيم المُضاف إلى أصحاب الكهف ليكون من آيات الله عجباً. وقال الله تعالى: 
بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.. {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا (1) قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3) وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4) مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5) فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6) إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرض زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أيّهم أَحْسَنُ عَمَلًا (7) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8) أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴿10﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

وفي هذه الآيات ينذر الله النّصارى الذين قالوا إن الله اتخذ المسيح عيسى ابن مريم ولداً سبحانه وتعالى علواً كبيراً! وكذلك يفتي أنّ ليس لهم به من علمٍ ولا لآبائهم في عصره لأنهم يظنّون أنّ اليهود قتلوه، وما قتلوه وما صلبوه وما قربوا جسده الطاهر بسوءٍ؛ بل هو الرقيم المُضاف إلى أصحاب الكهف ليكونوا من آيات الله عجباً. تصديقاً لقول الله تعالى: 
بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.. {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ﴿1﴾ قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ﴿2﴾ مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا ﴿3﴾ وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ﴿4﴾ مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴿5﴾ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴿6﴾ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرض زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أيّهم أَحْسَنُ عَمَلًا ﴿7﴾ وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ﴿8﴾ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ﴿9﴾ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴿10﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ..
الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
______________

الخميس، 24 سبتمبر 2009

قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ [وَمَنْ صَوَّرَ صُورَةً عُذِّبَ وَكُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا وَلَيْسَ بِنَافِخٍ] حديثٍ مُفترى عن النَّبي صلى الله عليه وسلم


- 3 -
الإمام ناصر محمد اليماني
04 - 10 - 1430 هـ
24 - 09 - 2009 مـ
10:18 مساءً
ـــــــــــــــــــ


{ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ }..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله التوابين المُتطهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

أخي الكريم، بارك الله فيك إني لم أجد الزينة محرّمة في كتاب الله وأحلّ الله للمُسلمين الطيبات وحرَّم عليهم الخبائث. قال الله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ‏} صدق الله العظيم [المائدة:3].

وقال الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۙ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ ۖ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

وقال الله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحقّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

وقال الله تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [النور].

وما أُريدُ قوله هو أني لا أجد شيئاً حرَّمه الله في الكتاب إلا لحكمةٍ بالغةٍ في سبب تحريمه. تصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

فإذا اتَّبعنا فتواك في تحريم زينة التماثيل سواءً لإنسانٍ أو حيوانٍ أو طيرٍ فأصبحت ضمن الخبائث، فهل ترى أنّ الله أحل لنبيه سُليمان شيئاً من الخبائث؟ وقال الله تعالى: {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ} صدق الله العظيم [سبأ:13].

وهذه من الآيات المُحكمات أنّ زينة التماثيل سواءً لإنسانٍ أو حيوانٍ أو طيرٍ إذا صُنعت لغرض الزينة فلم أجدها محرّمة في كتاب الله ولذلك أفتينا بعدم تحريمها بغرض الزينة شرط أن تكون صور التماثيل ليس فيها أي سفورٍ وفتنةٍ في المنظر، فلم أجد ذلك في كتاب الله حرامٌ ولم تكن من الخبائث وحاشا لنبي الله سُليمان أن يأمر بصناعة ما يشاء من زينة التماثيل سواء تماثيل إنسانٍ أو حيوانٍ أو طيرٍ أو غير ذلك من التماثيل لمخلوقات الله وهذا مُخالف لفتواكم أنهُ يغضب الله أن يصنع عباده تماثيل لخلقه فترون أنه لا يجوز لهم أن يصوروا كخلق الله، وتأتي بقول الله تعالى: {الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} صدق الله العظيم [الحشر:24]. فتزعم أن هذه الآية دليل تحريم تصوير التماثيل وأنك أتيت بها لنا من القرآن العظيم! ثم نردُ عليك ونقول: إنك لمن الخاطئين وتقول على الله ما لم تعلم ولم يُحرّم الله على عباده أن يخلقوا فيصوروا كخلقه؛ بل يتحدى الله عبادة جميعاً أن يخلقوا ذُباباً واحداً فقط شرط أن يكون كمثل الذباب الذي خلقه الله فهنا يعجز كافة عباد الله جميعاً كافرهم ومُسلمهم ومُلحدهم، وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ} صدق الله العظيم [الحج:73].

ولكن حسب تحريمك وكأنهم خلقوا كخلق الله مما أغضب الله سُبحانه وكأنهم كسروا التحدي حسب فتواك! ولكن الله يقصد كخلقه بالضبط روحاً وجسداً. وقال الله تعالى: {قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ ۚ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ ۚ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

فلن يستطيعوا إلا أن يُريد الله أن يؤيّد أحدَ عباده من الأنبياء والمُرسلين بمُعجزة التصديق لدعوة الحقّ فيخلق شيئاً كهيئة إنسانٍ أو حيوانٍ أو طيرٍ فينفخ فيه بإذن الله فيكون طيراً حيّاً يأكل ويشرب ويطير لأنّ قدرة الإنسان لن تستطيع إلا أن تصنع تمثالاً كهيئة الطير في شكله أو كهيئة الحيوان أو كهيئة الإنسان ولكنه لن يكون طيراً ولا حيواناً ولا إنساناً حقيقيّاً ما لم يكن بإذن الله (كُن فيكون). وقال الله تعالى: {وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي} صدق الله العظيم [المائدة:110].

فانظر لقول الله تعالى: {فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي} صدق الله العظيم، فتدبر الطير الحقيقي: {فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي} صدق الله العظيم، إذاً الطير الذي قبل النفخ ليس إلا صورة للطير مصنوعة من الطين وهذه يستطيع أن يفعلها الإنسان الصانع لصور خلق الله، ولكنها لا تكون طيوراً حقيقيةً؛ بل مُجرد صورٍ لخلق الله، وإنما أيّد الله عبده ونبيه المسيح عيسى ابن مريم بالمُعجزة للتصديق لما يدعوا إليه ومن بعد أن صنع الصورة من الطين كهيئة الطير فيقول لصورة الطير كوني طيراً بإذن الله {فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي} صدق الله العظيم، وليس بإذن المسيح عيسى ابن مريم فقدرته تتوقف عند قدرة أي إنسانٍ يصنع صورةَ طيرٍ من طينٍ أو من نحاسٍ أو من غير ذلك، ولكن الصورة تظلّ مُجرد صورة للزينة فما يغير الله سُبحانه من تصوير عبده الإنسان لأي صورة من خلق الرحمن، فلا أجد ذلك في كتاب الله مُحرماً وأتيناك بسُلطان العلم المُحكم في القرآن العظيم عن أنبياء الله داوود وسُليمان عليهم الصلاة والسلام وكانت لهم تماثيل مُجرد صورٍ معدنيّةٍ ولم ينفخ فيها فتكون صور حقيقة؛ بل صُنعت لغرض الزينة، وسُليمان وداوود كانوا من الأغنياء فيزينوا قصورهم بصور كهيئة صور خلق الله من الإنسان والحيوان والطير بغرض الزينة: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴿١٢﴾ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

فإن جعلتَ هذه التماثيل لا تحلّ إلّا لسُليمان وداوود عليهما الصلاة والسلام ولكنها مجرد صور ولم يتمّ النفخ فيها شيئاً وإنما لغرض الزينة، وكان نبي الله سليمان يعجبه أن يُزيّن قصوره، فانظر لصرحه الذي أدهش ملكة سبأ التي أوتيت من كُلّ شيءٍ ولها عرشٌ عظيمٌ ولكنها حين دخلت قصر سُليمان انْهبلَت مما رأت من الزُخرف العجيب والتي لم تشاهد مِثله وهي ملكة سبأ التي أوتيت من كلّ شيءٍ، حتى إذا قيل لها ادخلي الصرح انهبلت وحسبته لُجّةً فكشفت عن ساقيها وظنّته ماءً نظراً لأنّها كانت ترى فيه السماء، فقيل لها أنّه صرحٌ مُمردٌ من قوارير، بمعنى أنها لم ترَ مثله قط ولذلك تمّ التعريف لها مما يتكون صناعة هذا الصرح وأنه صرحٌ مُمرد من قوارير فرأت زُخرفاً عجيباً في قصر نبي الله سُليمان من المحاريب والتماثيل والجفان كالجواب وقدورٍ راسيات. بمعنى أنها رأت زُخرفاً عجيباً وهذه من زينة الله التي أنزل لعبادة ولم يحرِّمها. ولذلك قال الله تعالى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

أي اعملوا ما تشاءون واشكروا ربّكم الذي آتاكم من فضله، ثم قال: {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم، ولكن زيد بن الحارثة الذي اختار هذا الاسم حتى إذا كذبته في شيءٍ فيظن الزوار أنّي أكذّب الصحابي الجليل زيد بن حارثة؛ بل زيد من قومٍ آخرين يُحرّم زينة الله التي أنزل لعباده. وقال الله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

بمعنى أنّه لم يُحرِّمها الله على عباده المؤمنين في الحياة الدُنيا غير أنّه يشاركهم فيها الذي كفروا في الحياة الدُنيا ولكنّهم لا يشاركونهم فيها يوم القيامة بل تكون خالصةً للذين آمنوا في جنّة المأوى خيراً وأبقى. فانظر لقول الله تعالى: {خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} صدق الله العظيم، بمعنى أنّ المؤمنين والكافرين مُشتركون فيها في الحياة الدنيا وهي خالصةٌ للمؤمنين من دون الكافرين يوم القيامة.

ويا سُبحان الله! يا أخي زيد بن حارثة فمهما أتيتك من القرآن وفصّلت لك تفصيلاً فتنبذه وراء ظهرك فتأتينا بحديثٍ مُفترى عن النَّبي صلى الله عليه وسلم: [وَمَنْ صَوَّرَ صُورَةً عُذِّبَ وَكُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا وَلَيْسَ بِنَافِخٍ]. وهل تدري ما هي حكمة المُفترين من هذا الحديث؟ وذلك حتى تكون الزينة لهم وحدهم سواء تكون زينة كهيئة الشجر والورد والتماثيل لصور مخلوقات الله فيُحرِّموها عليكم وهي من زينة الله التي أنزل لعباده ولم يحرّمها الله على المؤمنين.

فهل تعلم البيان الحقّ لقول الله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ} صدق الله العظيم [الأعراف:32]، وذلك ما تخرجونه من أرضكم من بين التُراب والصخور من المعادن وتستخدموه للزينة وغيرها حسب صناعتكم كيفما تشاءون سواءً جفانٍ للطعام أو قدورٍ للحوم أو تماثيل لصورٍ من مخلوقات الله حسب ما تشاؤوا فتصنعوا ما تشاؤوا. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [سبأ]. فتلك من زينة الله التي أخرج لعباده.

وأما الطيبات من الرزق فهي ما يُؤكل، ولكني لا أحرّم إلا ما حرَّمه الله ورسوله ولا أحلُّ إلا ما أحلَّه الله ورسوله، وأما أنت فتفرّق بين الله ورسوله فآتيك ببرهان الحلال من الكتاب فتأتيني بما يُحرّمه من السُّنة ومخالفاً لما في الكتاب! ويا أخي الكريم، ومن قال لك أنّ أحاديث السُّنة النّبويّة تأتي مخالفةً لمُحكم آيات الكتاب؟ بل تزيد الكتاب بياناً وتوضيحاً، ولكني أتيتك بآية مُحكمة في زينة داوود وسُليمان وأفتيتك أنّه لم يحرّم الله عليهم زينته التي أنزل لعباده وإنّما أمرهم أن يشكروا الله على نعمته وفضله. وقال تعالى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم.

ولكن انظر لفرعون آتاه الله وآلَ فرعون من فضله ولم يشكروا الله وقال فرعون لبني إسرائيل وعلا في الأرض بغير الحقّ وقال :"أنا ربكم الأعلى". قاتله الله فلم يشكر نعمة الله عليه. وقال الله تعالى: {فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴿٥٧﴾ وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

فتذكر أخي الكريم قول الله تعالى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [سبأ]؛ بمعنى أنّكم إذا شكرتم لأزيدنّكم ولئن كفرتم فإنّ عذابي لشديدٌ كما كفر فرعون بأنعم الله عليه: {فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴿٥٧﴾ وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ﴿٥٨﴾ كَذَٰلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

فأمّا آل داوود فشكروا ربَّهم فزادهم من فضله في الدُنيا والآخرة، وأمّا آل فرعون فكفروا بنعمة المُلك الذي آتاهم الله من فضله ثم نزع الله منهم مُلكهم وأورثه الذين كان يستضعفهم فرعون وهم بني إسرائيل وعذبّ آل فرعون في الدُنيا والآخرة. وأمّا آل داوود الذين شكروا بأنعم الله فزادهم الله من فضله في الدُنيا والآخرة.

ولكنك يا زيد بن حارثة جعلت التماثيل شرعةً ومنهاجاً في الدين وإنّك لمن الخاطئين! فلا دخل لها بالدين؛ بل هي من زينة الحياة الدُنيا ولم يُشرع لها أي عقيدة في الدين من الذين كانوا لها عابدين، فإن وضعت في القصور زينةً فلم يُحرّم الله عليهم ذلك كما لم يُحرِّمها على داوود وسُليمان، وإن جلبوها ليعبدوها فقد كفروا بنعمة الله عليهم فيعذبهم عذاباً نكراً فينزع عنهم مُلكه ويورثه لقومٍ آخرين ثم يُلقي بهم في نار جهنم. فمعذرةً أخي الكريم فإنّ الإمام المهديّ لا يستطيع أن يُحرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

وأما ما وجدتُ أنّ الله حرَّمه في مُحكم كتابه أو في سنّة نبيّه فأحرِّمه جُملةً وتفصيلاً بإذن الله، وأما أنتم فمهما آتيناكم من براهين على شيءٍ في مُحكم الكتاب سواء أحلّه الله أو حرّمه الله ولديكم ما يُخالفه في السنة فحتماً ستنبذونه وراء ظهوركم وتستمسكوا بما لديكم في السُّنّة مهما كان جلياًّ وواضحاً ومُحكماً، ولا تظن أنّ ناصر مُحمد اليماني مُعرِضٌ عن سنة رسول الله الحقّ صلى الله عليه وآله وسلم كلا وربّي؛ بل مُستمسك بكتاب الله وسنة رسوله؛ غير أنّي لا أُفرّق بين الله ورسوله فأجد شيئاً أحلّه الله في الكتاب ثم أجد أنّ رسوله حرَّمه في السنّة ثم أقول حاشا لله أن يجرؤ مُحمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يحرّم شيئاً أحلّه الله أو يحلّ شيء حرَّمه الله أبداً وإنّما يُبيِّن للناس ما نُزِّل إليهم في القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [النحل].

إذاً البيان في السُّنة إنّما يأتي ليزيد القرآن بياناً وتوضيحاً ولا يُخالف لمُحكم آياته وذلك لأني وجدت صور التماثيل لخلق الله غير محرّمة الاستخدام للزينة. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

وتصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

وإنما حرَّم الله عبادتها أو نتخذ بعضناً بعضاً أرباباً من دون الله، فكم جادلتني بشيءٍ لا يهمُني أمره شيئاً! وهو موضوع تماثيل صور الزينة ولا تظنّ أنّي خرجتُ عن الموضوع أو نسيت ما تقصده أنت! حاشا لله وأعلم موضع جدالك في نقطتين اثنتين:
1 - تحريم التصوير كخلق الله سواء صورة إنسان أو صورة حيوان أو طير وزعمتم إن الله سوف يحاسبه فيقول أنفخ فيه فإذا لم يستطع فسوف يُلقي به في نار جهنم حسب فتواكم.
2 - حرمتم أن توضع صور التماثيل لخلق الله في البيوت سواء منحوتة أو ورقية.
ولكنّي أتيتُ بما يُخالف لفتواكم وفصّلتُ الحقّ من الكتاب تفصيلاً ولم نجد في كتاب الله أنّها محرّمة للزّينة إلا ما كان خليعاً مُثيراً للفتنة، حتى إذا أتيتك بالبرهان المُبين من مُحكم القرآن العظيم في نفس وذات الموضوع فإذا أنت تُجادل وتقول إنّما ذلك حلالٌ في شريعة داوود وسُليمان فقط ولكنّه مُحرّم علينا! ولكننا خالفناك وقلنا أنّ الشرائع إنّما تزداد تفصيلاً نبيّاً من بعد نبيٍّ ولا تختلف في شيءٍ أبداً عند كافة الأنبياء والمُرسلين.

ثم أتيتنا بموضوعٍ تغيير قبلة المؤمنين، ثم نأتيك بالحكمة من ذلك كما وضحها الله في الكتاب وليس أنّها سنّةٌ في الكتاب لتغيير الشرائع في الكتاب؛ بل ليكشف حقيقة قوم من أهل الكتاب يُظهرون الإيمان ويبطنون الكفر؛ أفلا تعلم أنّها هي القبلة الحقّ للناس جميعاً والمسجد الحرام أوّل بيت وضع للناس وإنّما الحكمة من القبلة التي كانوا عليها لكشف حقيقة المُنافقين والصادقين التابعين. وقال الله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ۚ قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٤٢﴾ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴿١٤٣﴾ قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴿١٤٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

وأرى الحكمةِ واضحةً في الكتاب من تغيير القبلة وذلك لكشف حقيقة إيمان المُنافقين وليس أنّها سنة تغيير في شرائع الدين! ولا أُدخلُ التماثيل في الشريعة والمنهاج، وإنما أقول أنّ الله لم يُحرّمها بغرض الزينة ولم يُحرّم التصوير لمخلوقات الله بغرض الزينة وفصلنا لك الحقّ تفصيلاً وصبرنا عليك حتى إقامة الحجّة بالحقّ. وختام هذا البيان أذكِّر بآيتين اثنتين في الفتوى بالحقّ.
قال الله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

وقال الله تعالى: {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليماني.
ــــــــــــــــــ

ما حكم إقتناء الصور والتماثيل


- 2 -
الإمام ناصر محمد اليماني
04 - 10 - 1430 هـ
24 - 09 - 2009 مـ
03:22 صـــباحاً
ــــــــــــــــــــــ


ردٌ آخر من الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..

أخي الكريم الله المُستعان، فلا تكن من الذين إن تبيّن لهم الحقّ من ربِّهم تأخذهم العزّة بالإثم، ولو تقيم الحجّة على الإمام ناصر مُحمد اليماني بعلمٍ أهدى من بياني للقرآن وأحسن تأويلاً لقلنا صدق زيد بن حارثة وأخطأ المهديّ المنتظَر والعصمة لله وحده ولن تأخذني العزّة بالإثم بإذن الله، ولن يحدث أبداً بإذن الله أن تُهيمنوا علينا بعلمٍ هو أهدى من علمنا وأقوم سبيلاً وأصدق قيلاً لو استمرّ الحوار ما دامت السماوات والأرض وإنا لصادقون.

وأما بالنسبة لبرهانك في قول الله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} صدق الله العظيم [المائدة:48]. فهذا هو القول على الله بما لا تعلم برغم أنّك تقول إنك لم تقلْ هذا حلالٌ وهذا حرامٌ، وها أنت تقول على الله ما لم تعلم أنّ البيان الحقّ لقول الله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً}صدق الله العظيم [المائدة:48]، فتزعم أنّ لكُلّ قومٍ شريعة ومنهاج غير شريعة ومنهاج الرسول الذي يأتي من بعده ثم تستدل بقول الله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} صدق الله العظيم [المائدة:48]، فإنّك لمن الخاطئين فاستغفِر الله العظيم إنّه هو الغفور الرحيم فقد قلت على الله ما لا تعلم وهذا مُحرّم على المؤمنين أن تقولوا على الله ما لا تعلمون؛ بل الدين هو الدين والشريعة هي الشريعة والمنهاج هو المنهاج. تصديقاً لقول الله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٢٦﴾}صدق الله العظيم [النساء].

فانظر للركن الأول من أركان الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وجاء بذلك جميع الأنبياء والمُرسلين. وقال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

وانظر إلى ركن إقامة الصلاة، وقال الله تعالى لنبيِّه موسى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴿١٤﴾}صدق الله العظيم [طه].

وانظر للزكاة،وقال الله تعالى: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ۖ إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [هود].

فانظر للصيام، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿١٨٣﴾}صدق الله العظيم [البقرة].

وكذلك الحج، وإنما اكتمل نزول الدين وأتمّه الله في عصر مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وليس أنّه جاء بشريعةٍ تُخالف للذين من قبله أخي الكريم، خصوصاً في أركان الإسلام فهي أركان الإسلام وليس مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو أوّل من ابتعثه الله بدين الإسلام؛ بل الدين عند الله الإسلام من أول نبيٍّ إلى خاتم الأنبياء مُحمد صلى الله عليه وآله وسلم ابتعثهم الله بأصول الدين وأركانه. وقال الله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}صدق الله العظيم [آل عمران:19].

وإنّما اكتمل في عصر مُحمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم ولم يأتِ مُخالفاٌ لشريعة ومنهاج الأنبياء من قبله فلا تكن من الجاهلين، ونسُك الحج هو في أول بيت وضع للناس للحج في عصر إبراهيم. وقال الله تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ۖ وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴿١٢٥﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

وقال الله تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴿٢٦﴾ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴿٢٧﴾ لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﴿٢٨﴾ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴿٢٩﴾ ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ ۖ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴿٣٠﴾ حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴿٣١﴾ ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴿٣٢﴾ لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴿٣٣﴾ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴿٣٤﴾ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴿٣٥﴾}صدق الله العظيم [الحج].

والبيت المُعظم؛ منسك الحُجّاج هو أول بيت وضع للناس. وقال الله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ ﴿٩٦﴾ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} صدق الله العظيم [آل عمران].

وأما بالنسبة للصور، فسبقت فتوانا الذي يتقبلها العقل والمنطق بالحقّ ولكنكم جعلتم الصور سواءً وكأنّ الله يَغِيرُ من المُصوّرين سبحانه وتعالى علواً كبيراً! ولكننا نُحرّم الصور التي فيها الفتنة من صور الفسق والفجور، حتى التماثيل لو يصنع تمثالاً لإنسان عريان موضحاً جهازه التناسلي فقد دخل ضمن الصور المُحرّمة على المؤمنين ولم نحرّم تماثيل الزينة. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴿١٣﴾}صدق الله العظيم [سبأ].

فكم أذكِّرُكم بقول الله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴿١١٦﴾} صدق الله العظيم [النحل].

أخوكم الإمام الذي لا يقول على الله ما لم يعلم، المُلجم بسُلطان العلم المُحكم من القرآن العظيم؛ الذي لا تأخذهُ العزّة بالإثم؛ الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــــ

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2009

من هو المنتظِر في قوله تعالى {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ} صدق الله العظيم


- 6 -
الإمام ناصر محمد اليماني
03 - 10 - 1430 هـ
22 - 09 - 2009 مـ
01:48 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ


( فتح آخر غير فتح مكة )
صدقت يا محمود في بيانك للآية في القرآن المجيد ..

صدقت يا محمود في بيانك لآية في القرآن المجيد في قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٨﴾ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ﴿٢٩﴾ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ(30)} صدق الله العظيم [السجدة].

وسلامُ الله عليك وعلى كافة الأنصار السابقين الأخيار، فقد أبصرت الحقّ واطمأن إليه عقلك وقلبك ولكن بعد أن بصرك الله بالحقّ بعلمٍ وسلطانٍ مبينٍ، فلماذا لم تكن من الموقنين بما بصَّرك الله به؟ بل والله العظيم البر الرحيم أنك فسرت هذه الآية كما لو فسرها الإمام ناصر محمد اليماني، وهل تدري لماذا أوحى الله إليك بتفسير هذه الآية؟ وذلك لأنك تألمت كثيراً في نفسك في شأن ناصر محمد اليماني هل هو الحقّ المهديّ المنتظَر أم كذابٌ أشِرٌ؟ وجاهدت مُجاهدةً فكريّةً بالتفكّر والتدبّر فأعثرك الله على هذه الآية لتكون من الموقنين، من قبل أن يأتي فتح الله المُبين فيظهر الله خليفته المهديّ المنتظَر بآية العذاب الأليم على كافة البشر ونحن لفتح الله مُنتظرون، ولكنك لم تفهم المقصود من قول الله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ} صدق الله العظيم، فقلت وكيف ينتظر محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو قد مات! فمن الذي ينتظر حتى يأتي الفتح المُبين الشامل على العالمين فيظهر الله دينه على الدّين كُله في ليلةٍ وهم صاغرون؟ وذلك المنتظِر لفتح الله عليه بالنصر المبين فيظهره على العالمين؛ ذلك هو المهديّ المنتظَر الحقّ الذي يحاج النّاس بالقرآن العظيم وهم عنه معرضون ممن أظهرهم الله على أمره إلا قليلاً من المسلمين من أولي الألباب.

والسؤال الذي يودّ الإجابة عليه محمود المصري هو قول الله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ} صدق الله العظيم. فمن هو المنتظِر هل هو المهديّ المنتظَر؟ أم محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ ويقول محمود المصري: "فإذا كان يقصد بالانتظار المهديّ المنتظَر فلماذا يخاطب به محمداً رسول الله صلّى عليه وآله وسلم؟". ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر الحقّ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: يخاطب الله به محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ليعلّم المسلمين والنّاس أجمعين أن من أعرض عن دعوة المهديّ المنتظَر إلى اتِّباع القرآن العظيم فكأنما أعرض عن محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإن إثم الإعراض عن دعوة المهديّ المنتظَر كإثم الإعراض عن نبيّ البشر جميعاً محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم برغم أنّ يوم الفتح على العالَم بأسره يوم يظهر المهديّ المنتظَر على كافة البشر مسلمهم والكافر في ليلةٍ وهم صاغرون وليس في عصر محمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولن يعذب الله المسلمين في عصر محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأنت فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:٣٣].

وذلك لأنّ عذاب آيةِ الفتح المُبين لظهور المهديّ المنتظَر سوف يشمل كافة قرى البشر مسلمهم والكافر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أن نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٨].

ويوم الفتح هو يوم مرور كوكب سقر والفتح هو الوعد. وقال الله تعالى: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّار وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء:٣٧].

وهو ذاته الفتح المبين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٨﴾ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ﴿٢٩﴾ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ} صدق الله العظيم [السجدة].

وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم ؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_____________

السبت، 12 سبتمبر 2009

إذا كان الأصل في الدعاء الإجابة فلماذا خُصت بعض الأوقات بإجابة الدعاء دون غيرها؟


- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
23 - 09 - 1430 هـ
12 - 09 - 2009 مـ
01:52 صباحاً
ــــــــــــــــــــــــ


لماذا قال نبيّ الله يعقوب سوف أستغفر ولم يدعُ حينها فوراً ؟

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين ..
أخي الكريم، إنّما يقصدون أنّهم ظلموا أباهم وأخاهم يوسف فيطلبون منه المسامحة وأنْ يستغفر لهم فوعدهم أن يستغفر لهم، ولكنه يريد أن يطمئِنَّ قلبه على سلامة ولديه يوسف وأخيه فيتأكّد كذلك من توبتهم لأنّ المُصِرَّ على الإثم لا فائدةَ من الاستغفار له. تصديقاً لقول الله تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80 )} صدق الله العظيم [التوبة:80].

واعلم أنّ هذه الآية في المنافقين، ونستنبط منها عدد الاستغفار للمُخطئِين وأموات المُسلمين، وإنما لم يتقبَّل الله استغفار رسوله للمنافقين لأنه يعلم سبحانه بعدم توبتهم وندمهم على ما يفترون، فكيف يغفر الله لهم؟ وأما بالنسبة لأولاد يعقوب فإنّما طلبوا منه الاستغفار لأنهم ظلموا أباهم وظلموا أخاهم فقد آذوا أباهم اذًى كبيراً ولذلك يطلبون منه الاستغفار لهم ومُسامحتهم ليغفر الله لهم إثمهم في حقّ أبيهم وأخويهم يوسف وأخيه، ويريد أن يجتمع بأولاده فيطلب منهم أن يغفروا لإخوانهم حتى يغفر الله لهم وهو خيرُ الغافرين فهو لم يلتقِ بيوسف وأخيه بعد، ولذلك وعدهم بالاستغفار.

وأما بالنسبة للدعاء، فهو في أيِّ وقتٍ تدعو ربَّك تجده فهو حيٌّ قيّومٌ لا تأخذه سنة ولا نوم يغفر لمسيء النهار والليل حين التوبة والإنابة فلا يؤخرها إلى وقت معين، سبحان الله! تصديقاً لقول الله تعالى: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴿133)} صدق الله العظيم [آل عمران].

ويجيب دعوة الداعِ المُخلص حين يدعوه في أي وقتٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴿186﴾} صدق الله العظيم[البقرة:186].

وإنّما الدعاء في أي وقتٍ ولا يجوز الاعتقاد أنّه لن يجيب الله إلا في وقتٍ معلومٍ ولذلك ينتظر لذلك الوقت! بل الدعاء مثله كمثل النافلة في أي وقتٍ، فاذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..
أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــ