الأحد، 21 نوفمبر 2010

من الروايات المُفتراة عن أئمة آل البيت [حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم - رحمه الله - قال: حدثنا أبي, عن جدي, عن حماد بن عيسى, عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (( اهدنا الصراط المستقيم )) قال: هو أمير المؤمنين عليه السلام ومعرفته, والدليل على أنه أمير المؤمنين عليه السلام قوله عز وجل: (( وإنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )) وهو أمير المؤمنين عليه السلام في أمّ الكتاب في قوله عز وجل: {اهدنَا الصِّراطَ المُسْتَقيمْ}] أشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين إن هذا حديث جاءكم من عند الشيطان الرجيم مُخالفاً لمُحكم القُرآن العظيم


- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
14 - 12 - 1431 هـ
21 - 11 - 2010 مـ
11:49 مســاءً
ــــــــــــــــــــ


ذلكم هو الإمام المبين، وهو ذاته الكتاب المبين الكتاب الأمّ لدى ربّ العالمين
للمقارنة بين البيان الباطل المُفترى وبين بيان المهديّ المنتظَر للذِّكر..

وما يلي اقتباس من أحد كتب الشيعة:
وأما قوله تعالى: (( وانه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )) فقد ورد فيها:
في (معاني الأخبار32 - 33) للشيخ الصدوق:
حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم - رحمه الله - قال: حدثنا أبي، عن جدي، عن حماد بن عيسى، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (( اهدنا الصراط المستقيم )) قال: هو أمير المؤمنين عليه السلام ومعرفته, والدليل على أنه أمير المؤمنين عليه السلام قوله عز وجل: (( وإنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )) وهو أمير المؤمنين عليه السلام في أمّ الكتاب في قوله عز وجل: (( اهدنا الصراط المستقيم )).
وفي كتاب (الغارات 2/894) لإبراهيم بن محمد الثقفي: 
ما رواه محمد بن العباس (ره) عن أحمد بن إدريس عن عبد الله بن محمد عن عيسى عن موسى بن القاسم عن محمد بن علي بن جعفر قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: قال أبي عليه السلام وقد تلا هذه الآية (( وإنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )) قال: هو علي بن أبي طالب عليه السلام.
وفي كتاب (شرح الأخبار 1/244) للقاضي النعمان: 
العلا, قال: سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام عن قول الله تعالى: (( وإنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )). قال: هو أمير المؤمنين علي (صلوات الله عليه) أوتي الحكمة وفصل الخطاب وورث علم الأولين وكان اسمه في الصحف الأولى وما أنزل الله تعالى كتابا على نبي مرسل إلا ذكر فيه اسم رسوله محمد صلى الله عليه وآله واسمه وأخذ العهد بالولاية له عليه السلام.
وفي (المزار 218) للمشهدي: 
السلام على أمين الله في أرضه وخليفته في عباده, والحاكم بأمره، والقيم بدينه، والناطق بحكمته، والعامل بكتابه، أخي الرسول، وزوج البتول، وسيف الله المسلول، السلام على صاحب الدلالات والآيات الباهرات والمعجزات القاهرات، المنجي من الهلكات، الذي ذكره الله في محكم الآيات، فقال تعالى: (( وانه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )).
وفي زيارة أخرى قال (ع): أيها النبأ العظيم السلام عليك يامن انزل الله فيه (( وانه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم ))...
وفي دعاء يوم الغدير كما في (المزار 287): وأشهد أنه الإمام الهادي الرشيد أمير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك فانك قلت وقولك الحقّ (( وانه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )).
وفي (بحار الأنوار23 م2109): 
كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام وقد سأله سائل عن قول الله عز وجل: (( وأنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )) قال: هو أمير المؤمنين.
كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس عن عبد الله بن محمد عن عيسى عن موسى بن القاسم عن محمد بن علي بن جعفر قال: سمعت الرضا عليه السلام وهو يقول: قال أبي (عليه السلام) وقد تلا هذه الآية: (( وإنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )) قال: علي بن أبي طالب (عليه السلام).
ودمتم في رعاية الله))
انتهى البيان الباطل.

وما يلي بيان الإمام المهديّ المنتظَر بالحقِّ ناصر محمد اليماني:

بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النّبيّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:56].

اللهم صلِّ وسلم وبارك على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وعلى خليفته في ناموس الكتاب من بعده الإمام عليّ عليه الصلاة والسلام وعلى حُكام المُسلمين الصالحين أبي بكر وعُمر وعُثمان والصلاة والسلام على كافة الناصرين التابعين للحقِّ إلى يوم الدين..

ويا معشر الشيعة والسُّنة، ما كان للإمام المهدي ناصر محمد اليماني أن يتبع أهواءكم ليرضيكم بل الله أحقُ بالرضا وإني لرضوان الرحمن لمن العابدين، وجعلني الله حكماً بينكم بالحقِّ فيما كنتم فيه تختلفون في الدين، وما على الإمام المهدي إلا أن يستنبط لكم حُكم الله الحقّ من محكم كتابه فيما كنتم فيه تختلفون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} [الشورى:10].

{وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة:50].
{فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)} [المائدة].
{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ} [المائدة].
{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51)} [النور].
{أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً} [الأنعام:114].
{وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49)} [المائدة].
{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [النمل:76].
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ ( 23 )} صدق الله العظيم [آل عمران].

وهذا أمر الله إليكم أنَّ ما اختلفتم فيه من شيءٍ في دينكم من أحاديث البيان في السُّنة النَّبويّة فقد أمركم الله بعرض الحديث النَّبويّ على آيات الكتاب المحكمات البيِّنات هُنّ أمّ الكتاب، فإذا جاء الحديث مُخالفاً لإحدى آيات الكتاب المحكمات فاعلموا أنه لم يقله محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ بل من الأحاديث المُفتراة على رسول الله وصحابته الأبرار في سنة البيان، وما كان لمحمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أن يبيّن آيةً في كتاب الله فتأتي مخالفةَ لآيات الكتاب المحكمات، وبما أنَّ قرآنه وسنة بيانه من عند الله إذاً حديث البيان في السُّنة الذي يأتي مُخالفاً لمحكم قرآنه فهو حديث مفترى على النّبيّ جاءكم من عند غير الله ورسوله ومفترى على الرواة من صحابته الأبرار، فلا بد لكم أن تؤمنوا أنّ أحاديث سنة البيان هي كذلك من عند الله ولا ينطق عن الهوى بالظنِّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، ولذلك أفتاكم الله بالناموس لكشف الأحاديث المكذوبة عن النّبيّ فأمركم الله بأنّ الحديث النَّبويّ المُفترى على النّبيّ إذا كان من عند غير الله ورسوله فإنه حتماً يأتي مُخالفاً لآيات الكتاب المحكمات هُنّ أمّ الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)} صدق الله العظيم [النساء].

وهذا حُكم الله بينكم في محكم كتابه تجدون أنَّه أمركم بعرض أحاديث البيان في السُّنة النَّبويّة على محكم القرآن، وأفتاكم الله أنّ الأحاديث التي جاءتكم من عند غير الله ورسوله فإنّكم سوف تجدون بينها وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً جملةً وتفصيلاً لكون الحقّ والباطل نقيضان لا يتفقان أبداً حتى يجتمع النور والظُلمات، وهل قط اجتمع النور بالظلمات؟ بل إذا أشرق النور فتذهب الظُلمات في لمح البصر. وذلك لأنّ أحاديث البيان إنما تأتي لتزيد القرآن بياناً وتوضيحاً لعلماء الأمّة، ولا ينبغي لأحاديث البيان أن تأتي مُخالفةً لمحكم قرآنه، ولذلك قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [اعرضوا حديثي على القرآن فما وافق القرآن فأنا قلته وما خالف القرآن فليس مني].

وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [إنها تكون بعدي رواة يروون عني الحديث، فأعرضوا حديثهم على القرآن، فما وافق القرآن فخذوا به، وما لم يوافق القرآن فلا تأخذوا به].

وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [سيأتيكم عني أحاديث مختلفة، فما جاءكم موافقاً لكتاب الله ولسنتي فهو مني، وما جاءكم مخالفاً لكتاب الله ولسنتي، فليس مني].
صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

كون أحاديث البيان لا ينبغي لها أن تخالف محكم القرآن بل تأتي لتزيد القرآن بياناً وتوضيحاً كما تبين لكم حكم الله في الكتاب والسنة إن القرآن هو المرجع فيما اختلفتم فيه من أحاديث البيان، والشرط أن لا يأتي الحديث مخالفاً لآيات الكتاب المحكمات كونه إما أن يوافق محكم كتاب الله أو لا يخالفه، وأما ما جاء مخالفاً لمحكم كتاب الله فكما تبين لكم الفتوى في سنة البيان الحقّ عن النبي: [وما خالف القرآن فليس مني]. صدق عليه الصلاة والسلام.

وكذلك أحاديث سنة البيان عن أئمة آل البيت الحقّ الذين يبيِّنوا القرآن للناس بالحق فما ينبغي لهم أن يأتوا بالبيان المخالف لقرآنه ولا لسنة بيانه عن النّبيّ عليه الصلاة والسلام، ولسوف نقوم بالتطبيق لأحد الروايات المُفتراة عن أئمة آل البيت كما يلي:
[حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم - رحمه الله - قال: حدثنا أبي, عن جدي, عن حماد بن عيسى, عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (( اهدنا الصراط المستقيم )) قال: هو أمير المؤمنين عليه السلام ومعرفته, والدليل على أنه أمير المؤمنين عليه السلام قوله عز وجل: (( وإنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )) وهو أمير المؤمنين عليه السلام في أمّ الكتاب في قوله عز وجل: {اهدنَا الصِّراطَ المُسْتَقيمْ}.
انتهى.
وأنا الإمام المهدي أشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين إن هذا حديث جاءكم من عند الشيطان الرجيم مُخالفاً لمُحكم القُرآن العظيم كون محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- لم يبعثه الله ليهدي الناس إلى صراط الإمام علي بن أبي طالب، فذلك شركٌ بالله ويريدُ الشيطان الرجيم أن يبالغ الشيعة في أبتي الإمام عليّ عليه الصلاة والسلام حتى يضلّهم عن صراط العزيز الحميد وما ابتعث الله كافة أنبيائِه ورُسله إلى العالمين إلا ليهدوا الناس إلى الصراط المستقيم. وقال لله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيّيِنَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بالحقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الحقّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} صدق الله العظيم [البقرة:213].

والسؤال الذي يطرح نفسه إلى من يتخذ الصراط المستقيم سبيلاً؟ والجواب تجدوه في مُحكم الكتاب لعالمكم وجاهلكم في قول الله تعالى : {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ (53)} [الشورى].

{مَّا مِن دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [هود:56].
{وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام:153].
{وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [آل عمران:101].
{فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا} [النساء:175].
{قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:161].

وتبيّن لعالمكم وجاهلكم أنّ الصراط المستقيم هو الصراط إلى الله العزيز الحميد، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الحقّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} صدق الله العظيم [سبأ:6].

وقال الله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً (19)} صدق الله العظيم [المزمل].

وإنّما محمد رسول الله وكافة المُرسلين من قبله وكافة الأئمة المُصطفين جميعنا ابتعثنا الله لنهدي الناس إلى صراط العزيز الحميد وحده لا شريك له، تصديقاً لقول الله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّنَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بالحقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الحقّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} صدق الله العظيم [البقرة:213].

وإنّما الصراط المستقيم هو إلى الله وحده وليس إلى أبتي الإمام علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام، أفلا تتقون؟ فاتبعوني أهدكم بالقُرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ (53)} صدق الله العظيم [الشورى].

ومن ثم نأتي إلى البيان الباطل من وسوسة الشيطان الرجيم بقولهم في كتاب معاني الأخبار عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل:
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}
قال: هو أمير المؤمنين ومعرفته والدليل على أنه أمير المؤمنين قوله عز وجل: ((وأنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم)) وهو أمير المؤمنين (عليه السلام)
انتهى.
ومن ثم نترك الرد مُباشرةً من الله العزيز الحكيم لكون هذه الآية محكمة من آيات أمّ الكتاب البينات لعالمكم وجاهلكم تفتيكم عن القرآن العظيم أنه منسوخ من اللوح المحفوظ عند ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أمّ الكتاب لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4)} صدق الله العظيم [الزخرف].

فهل هذه الآية تحتاج إلى بيان التي تفتيكم إنَّ القرآن موجود في أمّ الكتاب أي موجود في الكتاب الأصل والكتاب الأصل هو عند الله ويُسمى بالكتاب المكنون. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74) فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنْزِيلٌ مِنْ ربّ العالمين (80)} صدق الله العظيم [الواقعة].

فانظروا لفتوى الله عن القرآن العظيم أنّه تنزل من الكتاب المكنون. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78)} [الواقعة].
{بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ(21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)} صدق الله العظيم [البروج].

واللوح المحفوظ هو الكتاب المبين الذي كتب الله فيه كُل شيء ما كان وما سيكون إلى يوم الدين وما قاله الأنبياء لقومهم من ربهم وما سوف يكون ردهم على أنبياء الله، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِين} صدق الله العظيم [يس:12].

ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد الإخوان الشيعة فيقول: "أفلا ترى أنه يقصد الإمام علي بقول الله تعالى: {وَكُلّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِين}؟ إذاً الإمام علي يعلم ما كان وما سيكون إلى يوم الدين". ثم يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى: {إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68) قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69) مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)} صدق الله العظيم [يونس].

وكلمة الإمام في هذا الموضع من الآيات المتشابهات وكلمة التشابه هي في قول الله تعالى: {إِمَامٍ مُبِين} صدق الله العظيم، ولذلك فمنكم من يظنّ أنه الإمام علي بن أبي طالب، وآخرون يقولون بل ذلك هو الإمام المهدي يحصي كل شيء ويحيط بكل شيء علماً! ومن ثم يرد عليهم الإمام المهدي وأقول: "ولكني أشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين إني الإمام المهدي لا علم لي إلا بما علمني ربي من بيان آيات الكتاب القرآن العظيم وعلمني الله أنّ المقصود بكلمة إمامٍ مبينٍ هو الكتاب الحكم عند ربّ العالمين ولذلك يُسمى إمامٍ مبين كونه ينطق بالحقِّ من غير ظلم. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} [الإسراء:71].

فما هو الإمام الذي يدعون إليه الأمم؟ وتجد الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [الجاثيه:28].

أفلا تعلمون أن الكتاب كذلك يُسمى )إمام(؟ كون الله أمر الناس بإتباع كتابه، وقال الله تعالى: {وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [الأحقاف:12].

وأما قول الله تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِين} صدق الله العظيم [يس]، فذلك الكتاب الحكم من ربّ العالمين ينطق بالحقِّ بين المختصمين ولذلك يُسمى إماماً. تصديقاً لقول الله تعالى: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بالحقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [الجاثيه:29].

وذلك لأن الكتاب الذي أحصى الله فيه جميع أعمال خلقه في علم الغيب من قبل أن يخلقهم قد جعله الله الحكم بين المختلفين، فما خالفه فهو باطل كون العصاة ينكرون أعمال السوء التي كتبها عليهم الملك عتيد وقال: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بالحقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم، وذلك هو الإمام المبين وهو ذاته الكتاب المبين الكتاب الأمّ لدى ربّ العالمين الذي أحصى الله فيه كُلّ شيءٍ، ما كان وما سيكون إلى يوم الدين ثم كتب ما كان وما سيكون من الأحداث الصُغرى والكُبرى وتقدير الأرزاق لكل دابة في الأرض سواء تكون نملة تدأب وكل ما يَدِبُّ على الأرض أو إنسان أو طائر يطير بجناحية قدّر أرزاقهم جميعاً بقدر مقدور في الكتاب المسطور من الحبوب وغيرها إلى يوم الدين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} صدق الله العظيم [الأنعام:59].

ثم استنسخ فيه علم غيب أعمال عبيده أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ(12)} صدق الله العظيم [يس].

وذلك لأنّ أصحاب النار جميعاً سوف يرفع كُلّ واحد منهم قضية على ما كتبه عليه الملك عتيد فينكرون جميعاً ما عملوه من السوء ويبدأون في الإنكار من بعد موتهم مُباشرةً ويوم القيامة، وقال الله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [النحل:28].

والإنكار منهم حدث مُباشرةً من بعد موتهم حين توفاهم الملك عتيد ومساعده الملك رقيب فأنكروا جميع أعمال السوء التي كتبها عليهم الملك عتيد وقالوا: {مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ} ومن ثم ردَّ عليهم الملك عتيد والشاهد على براءته من الإفك الملك رقيب ردّوا على المُنكرين لأعمال السوء التي كتبها الملك عتيد وقالوا: {بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}، بمعنى أنهم ردّوا الحُكم إلى علام الغيوب الذي علم المُستقدمين من عباده وعلم المستأخرين وعلم بما سوف يعملون في علم الغيب من قبل أن يخلقهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (23) وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (24)} [الحجر:14].

حتى إذا جاءوا ربَّهم يوم الدين وهم السائق وخصمه والشاهد، فأما السائق فهو الملك عتيد يسوق خصمه الإنسان إلى الله ليحكمُ بينهما هل ظلم عتيد الإنسان في شيءٍ وكتب عليه ما لم يفعل؟ وأما الشاهد فهو الملك رقيب كونه كان حاضراً حين فعل الإنسان السوء غير أنه ليس مُكلفاً بكتابة أعمال السوء ولذلك أصبح دوره شاهداً بالحق. ولكنّ الإنسان من الذين ظلموا أنفسهم يُنكِر ما كتبه عليه الملك عتيد من السوء وكذلك يطعن في شهادة الشاهد الملك رقيب، ومن ثم يخرج الله الكتاب المُبين كتاب علم الغيب الذي يخصه سُبحانه وتعالى علواً كبيراً، وقال الله تعالى: {هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُمْ بالحقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [الجاثية:29].

وبما أنَّ العبيد أصحاب أعمال السوء يعلمون أنَّ الملك عتيد وشاهده رقيب لم يظلموهم شيئاً حتى إذا وضع الله كتابه تنزل من ذات العرش لكي تتم المُطابقة بين ما فيه من علم الغيب للأعمال وبين ما في كتاب الملك عتيد، وبما أن أصحاب أعمال السوء يعلمون أنَّ الحفظة لم يظلموهم شيئاً ولذلك فهم مُشفقون في أنفسهم مما فيه، و قال الله تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:49].

وإنما قال المُجرمون ذلك في أنفسهم ولم تنطق به ألسنتهم بل قالوا في أنفسهم: {يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا}، ولكنهم لم يجدوا غير الاستمرار في الإنكار أنهم لم يعملوا شيئاً من السوء فيحلفون بالله لله ظنّاً منهم أنَّ الذي كتب ذلك الكتاب المُبين إنما هو ملك آخر كمثل الملك عتيد فلم يعلموا أنَّ الذي كتب الكتاب المُبين أنّه الله علام الغيوب الذي علم بما سوف يفعلون من السوء من قبل أن يفعلوه، وبما أنّهم لا يعلمون أنّ الكتاب المبين يختصّ بالله طعنوا في صحته وحلفوا لله بالله، وقال الله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (18)} صدق الله العظيم [المجادلة].

ومن ثم يزداد غضب الله عليهم فيختم على أفواههم لتتكلم أيديهم وأرجلهم وجلودهم بما كانوا يعملون، وقال الله تعالى: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65)} صدق الله العظيم [يس].

ومن بعد أن تشهد عليهم أطرافهم فهُنا يئسوا من أنهم يستطيعون الاستمرار في الإنكار ثم يطلق الله أفواههم لكي يُخاطبوا أيديهم وأرجلهم وجلودهم، وقال الله تعالى: {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} صدق الله العظيم [فصلت:21].

ومن ثم خاطبهم الله تعالى، وقال علام الغيوب: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [فصلت:22].

ومن ثم يصدر الأمر من الله الواحدُ القهار إلى الملكين الموكلين بالإنسان من البداية إلى النهاية وهم رقيب وعتيد، ثم يقول الله للملك عتيد والملك رقيب: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26)} صدق الله العظيم [ق].

ولكن الشيطان لا يزال في جسد ذلك الإنسان، فهما روحان في جسد واحد فهم في العذاب مُشتركون ففزع الشيطان قرين الإنسان حين سمع الرحمن أصدر الأمر إلى الملكين عتيد ورقيب: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26)} صدق الله العظيم، ومن ثم نطق الشيطان قرين ذلك الإنسان مُحاولاً تبرئة نفسه وقال الله تعالى: {قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَـٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴿27﴾ قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ ﴿28﴾ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴿29﴾ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ﴿30﴾ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴿31﴾ هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴿32﴾ مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ﴿33﴾ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﴿34﴾لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴿35﴾ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ ﴿36﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴿37﴾} صدق الله العظيم [ق].

ومن ثم يقول الإنسان لقرينه الشيطان الذي أضلّه عن الصراط المستقيم في الحياة الدُنيا: {قَالَ يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38)} [الزخرف]، وذلك لأنه مسٌ في جسده متلازمان فهم في العذاب مُشتركون، ولا نقصد مسوس المرضى الذين يمرضهم الشياطين الذين ابتلاهم الله من المؤمنين فلا نقصد هذا النوع من المسّ بل يقصد الله مس التقييض بسبب الغفلة، ولا نقصد به مسوس المرضى على الإطلاق من المؤمنين الذين تؤذيهم مُسوس الشياطين بل نقصد مسَّ تقييضٍ وهو الشيطان الذي يقيِّضُه الله للإنسان الذي يعرض عن ذكره فيعيش في غفلة عن ذكر ربه، وقال الله تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَانِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ(37)حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38)} صدق الله العظيم [الزخرف].

ولذلك قال الإنسان لقرينه الشيطان: {قَالَ يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38)}، وقال الله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} صدق الله العظيم [ق:37]، اللهُم قد بيّنت اللهم فاشهد.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
مُعلم البيان الحقّ للقرآن بالقرآن؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق