الأربعاء، 28 يوليو 2010

أخرج ابن النجار عن ابن عباس قال ‏"‏سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه قال‏:‏ سأل بحق محمد، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، ألا تبت علي فتاب عليه‏" حديث موضوع مُفترى


الإمام ناصر محمد اليماني
28-07-2010 - 03:29 AM



مزيدٌ من العلم من القرآن المُحكم عن زوجات المُؤمنين..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
وما يلي اقتباس من بيان فضيلة الشيخ أحمد عيسى إبراهيم باللون الأحمر كما يلي:

( فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ )
فمن هي الواحدة هنا ؟
ومن هي ملك اليمين هنا ؟
وهل يحل الجمع في وقت واحد بين تلك الواحدة وبين ملك اليمين ؟ تحياتي لكم.


ومن ثم يرد عليك الإمام ناصر محمد اليماني وأفتيك بالحق عن المقصود بالواحدة في قول الله تعالى:
{ وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً (2) وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ(3) } صدق الله العظيم [النساء]

فأما البيان الحق لقول الله تعالى:
{ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى } ويقصد أولاد المرأة الأرملة كونه سوف يتحمل مسؤلية عظيمة تجاه اليتامى أولاد الأرملة. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً } 
صدق الله العظيم [النساء:2]

وأما قول الله تعالى: { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى} وهُنا أمره الله أن يرجع عن الزواج بالأرملة أم اليتامى حتى لا يحبط ذمته في ظلم أولادها بعدم القسط فيهم، ولم يضيق الله عليه أن لا يتزوج إلا أرملة أم اليتامى بل أحل الله للمُسلم الزواج من النساء البكور والثيب المؤمنات فليتزوج مثنى وثلاث ورباع إلا أن يخاف أن لا يعدل بين زوجاته الحُرّات فواحدة، ولذلك قال الله تعالى:
{ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ } صدق الله العظيم [النساء:3]

أي من غير الأرامل أمهات اليتامى فليتزوج إن يشاء مثنى وثلاث ورباع من النساء الأُخريات غير أمهات الأرامل أم اليتامى فليتزوج من النساء الأخريات ثيباً أو بكراً مثنى وثلاث ورباع إلا في حالة الخشية من عدم العدل فيميل كل الميل في الكيلة والليلة فهُنا أمره الله أن يكتفي بواحدة حتى لا يُخالف أمر ربه بالعدل بين نسائه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاءوَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } صدق الله العظيم [النساء:129]

ويقصد إنكم لن تستطيعوا أن تعدلوا في الحُب بالقلب بينهُن لأن قلوبكم ليست بأيدكم ولكن الله نهاكم أن تميلوا في الكيلة والليلة إلى من تحبون فتذرون الأخرى كالمُعلقة لا هي مُزوّجة ولا هي مُطلقة كونها افتقدت حقوقها الزوجية بسبب ظُلم زوجها كونه يميل إلى التي يحبها قلبه فزاد ميل الكيلة والليلة إضافة إلى ميل الحب. فذلك هو المقصود بقول الله تعالى: { فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ }، فأصبحت مُعلّقة مظلومة من حقوقها الزوجية وهُنا أمره الله إما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً } صدق الله العظيم [البقرة:229]

كون الطلاق جاء من الرجل من غير طلب من المرأة، فإذا طلقها من ذات نفسه فحرم الله عليه أن يأخذ مما آتاها شيئاً كونه قد استمتع بها ولذلك حرم الله عليه أن يأخذ من أجرها شيئاً تنفيذاً لأمر الله في مُحكم كتابه إلى الزوج:
{ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ } صدق الله العظيم [النساء:24]

بمعنى أنه يأتيها أجرها كاملاً إذا لا يزال في ذمته منه شيء، وذلك لأن من الأجور ما يكون مُؤخَّراً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً } صدق الله العظيم [النساء:24]

إلا أن تتنازل الزوجة عن شيء من أجرها لزوجها عن طيب نفس فلا جُناح على الزوج أن يأكله هنيئاً مريئاً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً } 
صدق الله العظيم [النساء:4]

المهم إنه إذا استمتع بها وطلقها من ذات نفسه فلا يحق له أن يأخذ من أجرها شيئاً إلا في حالةٍ واحدة وهي أن تأتي بفاحشة مُبيّنة. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ } صدق الله العظيم [النساء:19]

وهذا البيان يخص الزوجات الحُرّات لأن الله أمر الزوج بالعدل فيهن وإذا خشي أن يحبط ذمته (فواحدة) من الزوجات الحرّات إضافة إلى ما ملكت يمينكم وهُنّ الإماء التي ليس لها غير الله وزوجها فهو زوجها وأهلها، كونها لا وجود لأهلها الأصليين كون الأَمَة لا أهل لها فهي تعيش بين نساء أحد المُسلمين إن أراد أن يستنكحها أو يكون أهلاً لها فيكون ولي أمرها فينكحها لآخر، فاستوصاهم الله فيهنّ خيراً وأن يعطوهنّ أجورهنّ المُتفق عليها فأصبح يملكها ما دام تكفل بمعيشتها وكسوتها وأصبحت حليلة له. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ(6) } 
صدق الله العظيم [المؤمنون]

وذلك هو الجواب من محكم الكتاب لسؤال فضيلة الشيخ أحمد عيسى إبراهيم المُحترم الذي سأل وقال:
ماهو البيان لقول الله تعالى ( فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ ).

ونأتي لبيان قول الله تعالى: { ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ } صدق الله العظيم [النساء:3]

فمن هو العائل؟ وقال الله تعالى: { وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى } صدق الله العظيم [الضحى:8]

إذاً البيان الحق لقول الله تعالى: { ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ } صدق الله العظيم، أي ذلك أفضل أن لا تفقروا لأنه لا يتزوج مثنى وثلاث ورباع إلا ميسور الحال لديه القدرة المادية على النفقة، ولكن إذا لم يعدل بين نسائه فدعت عليه أحداهنّ أن يحقره ويفقره فليعلم أن دعاء المظلوم ليس بينه وبين الله حجاب، وأنه دُعاء مُستجاب ولو بعد حين فيُذهب الله ماله فيصبح فقيراً بسبب دُعاء زوجته المظلومة..

وأعلمُ ما كان يريد قوله فضيلة الشيخ احمد من قوله:
(فمن هي الواحدة هنا ؟ ومن هي ملك اليمين هنا ؟ وهل يحل الجمع في وقت واحد بين تلك الواحدة وبين ملك اليمين ؟ تحياتي لكم)

فهو يظن إن الواحدة هي امرأة واحدة سواء حُرّة أو مُلك يمين، ومن ثم يُريد أن يفتي إنه لا يحل الزواج للمُسلمين إلا بواحدة إلا في حالة واحدة، ويُريد أن يقول إنه لا يحل الجمع بينهنّ بين الحرة ومُلك اليمين إلا في حالة واحدة وهي الزواج بأرملة إلا أن يخاف أن لا يعدل فواحدة. ومن ثم يقول تصديقاً لقول الله تعالى:
{ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ } صدق الله العظيم [النساء:3]

ومن ثم نرد عليه مقدماً فنقول: إذاً ياشيخ أحمد عيسى إبراهيم فما يقصد الله بقول الله تعالى:
{ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ(6) } 
صدق الله العظيم [المؤمنون]

ويارجل كيف تُريد الخلط بين قول الله تعالى:
{ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى } صدق الله العظيم [النساء:3]

وقول الله تعالى:
{ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ } صدق الله العظيم [النساء:3]

ولكنها سبقت فتوانا بالحق 
{ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى } صدق الله العظيم

فيقصد بذلك يتامى الأب وهم أولاد الأرملة وأما قول الله تعالى:
{ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ } صدق الله العظيم

فيقصد النساء من غير الأرملة التي صرفت الزواج عنها خشية أن لا تقسط في أولادها فتعاملهم كما أولادك، فلا تقل على الله مالم تعلم إن كنت تقصد ذلك أخي الكريم. ونصيحةً من الإمام المهدي لفضيلة الشيخ أحمد إبراهيم أن لا تعتمد على بيان ظاهر الآية في القرآن مهما كانت مُحكمة في نظرك بل لا بد أن يكون لديك رسوخ في علم كتاب الله القرآن العظيم بشكل عام وذلك حتى لا يكون في بيانك للقرآن تناقضاً فتقول على الله مالم تعلم علم اليقين إنهُ الحق من رب العالمين. ولسوف أضرب لك على ذلك مثلاً في تفسير الظن الذي لا يغني من الحق شيئاً والبيان الحق للقرآن من ذات القرآن. وقال الله تعالى:
{ أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } 
صدق الله العظيم [آل عمران:77]

فأولاً نريد أن نفسر البيان الحق لقول الله تعالى:
{ أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ } صدق الله العظيم

ويقصد الله أنه لا نصيب لهم في الآخرة. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ } صدق الله العظيم [الشورى:20]

ونأتي لقول الله تعالى: { وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ } صدق الله العظيم

فإذا أردت أن تبينها على ظاهرها فسوف تجعل في كلام الله تناقضاً سُبحانه وتعالى علواً كبيراً كونها سوف تأتي آية أُخرى تفتي بتكليم الله لأصحاب النار فتكون مضادة لبيانك هذه الآية في قول الله تعالى:
{ أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108) إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ(111)} 
صدق الله العظيم [المؤمنون]

إذاً تبين لك أن قول الله تعالى:
{ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } صدق الله العظيم [آل عمران:77]

وتبين لك إن فيها كلمات متشابهات وهي:
{ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } صدق الله العظيم

فهو لا يقصد إنه لا يكلمهم بوحي التكليم بل يقصد إنه لا يكلمهم بوحي التفهيم إلى قلوبهم ليسألوه رحمته كما تلقى آدم عليه الصلاة والسلام وزوجته كلمات من ربهم بوحي التفهيم إلى قلوبهم بما يلي:
{ فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } صدق الله العظيم [البقرة:37]

فماهي هذه الكلمات؟ وتجد الجواب في مُحكم الكتاب بما يلي:
{ قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } صدق الله العظيم [الأعراف:23]

فتلك هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه وزوجته، ولكن إذا رجعت لما يقولونه بعض المُفسرين فسوف تجد في ذلك حديث موضوع مُفترى عن النبي فيسندوه لتفسير القرآن وهو بما يلي:

(وأخرج ابن النجار عن ابن عباس قال ‏"‏سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه قال‏:‏ سأل بحق محمد، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، ألا تبت علي فتاب عليه‏")‏‏

وحسبي الله على المُفترين، وعلى كل حال فحتى تعلم أنه حقاً يوجد في الكتاب فتوى وحي التفهيم من الرب إلى القلب فسوف تجد ذلك في قول الله تعالى:
{ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } 
صدق الله العظيم [الشورى:51]

فأما قول الله تعالى { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً }؟
أي وما كان لبشر أن يكلمه الله جهرةً إلا وحياً إلى القلب من الرب.

وأما قول الله تعالى { أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ }، ويقصد بوحي التكليم بالصوت من وراء الحجاب.

وأما قول الله تعالى { أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } صدق الله العظيم، ويقصد الرسول الكريم جبريل عليه الصلاة والسلام إلى من يشاء من عباده وقال الله تعالى:
{ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ(22) } 
صدق الله العظيم [التكوير]

ويا فضيلة الشيخ أحمد عيسى إبراهيم، إن الإمام المهدي ليعتذر منك حبيبي في الله فلا اقصد إنك من شياطين البشر وإنما سألتك فهل أنت ذلك الرجل الذي جئتك برابط ما يقول في علم المواريث ولكني صدقتك إنك لست هو فلم أحكم عليك والظن لا يغني من الحق شيئاً، ولذلك سألتك ولم أحكم إنك من شياطين البشر بل أنت من عُلماء الأمة الأجلاء، ولكن اسمح لي أن أعلن بالنتيجة للحوار بيني وبينك مُقدماً إن الإمام ناصر مُحمد اليماني سوف يُهيمن عليك بسُلطان العلم بإذن الله مالم، فلستُ المهدي المنتظر إذا لم أُهيمن عليك بسُلطان العلم المُلجم وذلك لأن آية الخليفة المصطفى الذي جعله الله للناس إماماً المُصطفى لا بد أن يزيده الله عليكم بسطةً في العلم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ } صدق الله العظيم [البقرة:247]

وبما إني الإمام المهدي المُصطفى من رب العالمين فلا بُد أن يزيدني ربي عليكم بسطةً في العلم كون الذي يختار خليفة الله الإمام المهدي ليس الشيعة ولا السنة ولا يحق لأيٍّ من عبيد الله أن يختار خليفته من دونه سُبحانه وتعالى علواً كبيراً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } صدق الله العظيم [القصص:68]

فدعنا نكمل حوارنا في علم الفرائض أولاً حتى إذا استكملناه فخرجنا بنتيجة ومن ثم نأتي هُنا ليستمر الحوار بيننا، ولسوف أُلقي إليك هُناك في حوار علم الفرائض سؤالاً عن بيان آية في القرآن لتعلمني ببيانها الحق الذي لا شك فيه شيئاً ولا ريب، أو أعلمك بالبيان الحق لها وأفصلها تفصيلاً بالبيان الحق لا ريب فيه من رب العالمين. وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..

أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق